نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله وغفر له وللشارح والمسلمين. في كتابه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. قال ومن ظن ان القدر حجة لاهل الذنوب فهو من جنس المشركين. الذين قال الله تعالى عنهم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. قال الله تعالى رادا عليهم كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون قل فلله الحجة البالغة ولو شاء لهداكم فلو شاء لهداكم اجمعين. ولو كان القدر حجة لاحد لم يعذب بالله المكذبين للرسل كقوم نوح وعاد وثمود. والمؤتفكات وقوم فرعون. ولم يأمر باقامة على المعتدين ولا يحتج احد بالقدر الا اذا كان متبعا لهواه بغير هدى من الله. ومن رأى القدر وحجة لاهل الذنوب يرفع عنهم الذم والعقاب. فعليه الا يذم احدا ولا يعاقبه. اذا اعتدى عليه بل يحتوي عنده ما يوجب اللذة وما يوجب الالم فلا يفرق بين من يفعل معه خيرا وبين من يفعل معه شراء وهذا ممتنع طبعا وعقلا وشرعا. وقد قال الله تعالى ام يجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار؟ وقال تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ وقال تعالى ام حسب اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون وقال تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. وقال تعالى ايحسب الانس ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا لا يؤمر ولا ينهى. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا لمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ومن ظن ان القدر حجة لاهل الذنوب فهو من جنس المشركين. المشركون احتجوا على شركهم بالمشيئة قالوا لو شاء الله ما اشركنا. لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء. ومن ان كان على هذا النهج فهو على طريقة المشركين في هذا الاحتجاج هو احتجاج باطل وقد رد الله سبحانه وتعالى عليهم احتجاجهم بالقدر بقول جل وعلا قل اي ردا عليهم مبطلا دعواهم هل عندكم من علم؟ فتخرجوه لنا ان يتبعون الا الظن. وان انتم الا تخرصون. اي احتجاجكم بالقدر ليس قائما الا على التخرص واتباع الظن ليس مستندا الى شيء من العلم. فمن اين لكم الدليل برهان على ان الله سبحانه وتعالى رضي شرككم واحبه ومن اين لكم الدليل على ان الله سبحانه وتعالى لا يبغض هذا العمل ولا يعاقب عليه فعملهم هذا انما هو قائم على التخرص والظنون والافتراء على الله سبحانه وتعالى. وحجتهم هذه هم انفسهم لا يطردونها في كل ذنب الاحتجاج على فعل الذنوب بالمشيئة لا يطردونها في كل ذنب فمثلا لو اعتدي على احد منهم في حق من حقوقه في ماله او عرظه او في نفسه احتج المعتدي بالمشيئة لم يقبل منه. لكنه هو يحتج على شركه بالمشيئة ومن علامات فساد المذهب تناقض صاحبه فيه. فتارة يعمله وتارة لا يعمله هذا من علامات البطلان وفساد المذهب. يقول رحمه الله تعالى لو كان القدر حجة لاحد لم يعذب الله عز وجل المكذبين للرسل كقوم نوح وعاد وثمود المؤتفكات ولم يأمر باقامة الحدود. فهذا كله من الدلائل على ان الاحتجاج القدر على فعل الذنوب احتجاج باطل. كذلك من الدلائل يقول رحمه الله من كان يحتج بالقدر على فعل الذنوب فعليه الا يذم احد احدا اذا اعتدى عليه فعليه الا يذم احدا اذا اعتدى عليه. بل يستوي عنده ما يوجب اللذة وما يوجب الالم. اذا كان يحتج بالقدر المفروض ان يستوي عنده ما يوجب اللذة وما يوجب الالم يستوي عند شخص يبتسم له وشخص يصفعه على وجهه. لان كلها على عقيدته من باب واحد. لكنه لا لا يطرد ذلك او اعتدي عليه في نفسه او في ماله او في عرضه واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه لم يقبل منه ذلك ولا عاقبه وطالب بمعاقبته فيقول رحمه الله بل يستوي عنده ما جيبوا اللذة وما يوجب الالم فلا يفرق بين من يعمل معه خيرا ومن يعمل معه شرا وهذا ممتنع طبعا عقلا وشرعا ثم ساق رحمه الله تعالى جملة من الايات فيها تفريق الله سبحانه وتعالى بين اهل الايمان وبين اهل الاجرام بين اهل الطاعة واهل الاضاعة بين اهل الاعمال الصالحة هو الاعمال السيئة وانهم لا يستوون مر معنا في الدرس في الماضي جملة في عبارة شيخ الاسلام توقفنا عندها قليلا بعد قوله وهو سبحانه لا يحب الفساد ولا يرظى لعباده الكفر. ومن ظن ان القدر حجة لاهل الذنوب؟ نعم هذه الجملة ومن ظن ان القدر حجة لاهل الذنوب هذا موضعها. الذي قرأناه اليوم وتقدمت خطأ في نسختكم والصواب بعد قوله وهو سبحانه لا يحب الفساد ولا يرضى عباد الكفر والعبد مأمور ان يتوب الى الله تعالى دائما. والعبد مأمور ان يتوب الى الله تعالى دائما قال الله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. نعم. قال رحمه الله وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم وموسى قال موسى يا ادم وانت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة فقال له ادم انت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وكتب لك التوراة بيده فبكم فبكم وجدت مكتوبا عليه كم؟ فبكم وجدت مكتوبا؟ فبكم وجدت؟ فبكم وجدت مكتوبا علي قبل ان اخلق وعصى ادم ربه فغوى. قال باربعين سنة قال فلما تلوموني على امر قدره الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة. قال فحج ادم موسى اي غلبه بالحجة. وهذا الحديث ظلت فيه طائفتان طائفة كذبت به لما ظنوا انه يقتضي رفع الذم والعقاب عمن عصى الله لاجل القدر وطائفة شر من هؤلاء جعلوه حجة وقد يقولون القدر حجة لاهل الحقيقة الذين شهدوه او الذين لا يرون ان لهم فعلا ومن الناس من قال انما حج ادم موسى لانه ابوه او لانه او لانه كان قد تاب او لان الذنب كان في شريعة واللوم في اخرى او لان هذا يكون في الدنيا دون الاخرة دون الاخرى. وكل هذا باطل ولكن وجه الحديث ان موسى عليه السلام لم يلم اباه الا لاجل المصيبة التي لحقتهم من اجل اكله من الشجر اه فقال له لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فلم يلمه لمجرد كونه اذنب ذنبا وتاب منه ان موسى يعلم ان التائب من الذنب لا يلام وهو قد تاب منه ايظا ولو كان ادم يعتقد رفع المنام عنه لاجل قدري لم يقل ربنا ظلمنا انفسنا فان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. نعم. هذا الحديث وفي الصحيحين اورده رحمه الله تعالى لان طائفة اشار اليهم رحمه الله تعالى جعلوه حجة لهم. حجة لهم اي في الاحتجاج بالقدر على فعل الذنوب وزعموا ان ادم عليه السلام احتج على موسى بالقدر. لما قال له موسى عليه السلام آآ اخرجتنا ونفسك من الجنة احتج بالقدر ان ذلك مكتوب عليه قبل ان يخلق باربعين سنة قالوا ان هذا احتجاج من ادم عليه السلام بالقدر على فعل الذنوب. احتجاج بالقدر على فعل الذنوب وهذا كلام باطل وفهم خاطئ لهذا الحديث لان لو كان القدر حجة لم يحتاج ادم الى توبة لو كان حجة على فعل الذنوب لم يحتج ادم الى توبة. وادم عليه السلام تاب من الذنب الذي وقع فيه وهو الاكل من الشجرة التي نهاه الله سبحانه وتعالى عن قربانها والاكل منها فندم وتاب الى الله سبحانه وتعالى وتاب الله عليه واخبر عز وجل انه قبل توبته سبحانه وتعالى فلو كان ادم لو كان لو كان الاحتجاج بالقدر آآ احتجاجا صحيحا لم يحتج ما دام اصلا من يتوب كان يكفيها ان ان يقول هذا امر مقدر. وقول النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث فحج ادم موسى فحج ادم موسى من جهة ان احتجاج موسى عليه السلام بالقدر ليس على الذنب لان الذنب تاب منه وموسى عليه السلام لا يلومه من ذنب تاب منه. ومن تاب من الذنب لا يلام على الذنب. من تاب من الذنب وصدق مع الله في توبته لا يلام على ذنبه. لان من تاب تاب الله عليه موسى عليه السلام اعظم شانا من ان يلومه على ذنب قد تاب منه. لكنه لامه على الاخراج ما لم يلمه على الذنب قال اخرجتنا. اخرجتنا وذريتك من الجنة وهذي مصيبة. هذه مصيبة. وهي مصيبة مترتبة على الذنب الذي وقع فيه ادم فالذي لامه علي موسى هو المصيبة الذي التي هي الاخراج فاحتج على المصيبة بالقدر. ولهذا العلماء رحمهم الله اخذا من هذا الحديث وغيره. يقولون يحتج بالقدر في المصائب دون المعائب. يحتج بالقدر في المصائب دون معاد دون المعابد دون الذنوب. فالقدر يحتج به في المصيبة. يعني شخص حصل له حادث مثلا حصل له مرض مثلا فاحتج على ذلك بالقدر الاحتجاج صحيح لا حرج عليه في ذلك. لكن شخص يقع في المعصية او يترك الواجب ويحتج بالقدر الاحتجاج باطل لا يحتج بالقدر في المعائب التي هي فعل الذنوب وانما يحتج به في المصائب قول ادم عليه السلام فلم تلومني على امر قدره الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة. يقصد الاخراج. يقصد الاخراج من الجنة اخراجه وذريته من الجنة. والعبد مأمور ان يصبر على ما قدر عليه من المصائب. وهذا الذي حصل من ادم عليه صلوات الله وسلامه. نعم. قال رحمه الله والمؤمن مأمور عند المصائب ان يصبر سلم وعند الذنوب ان يستغفر ويتوب. قال الله تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك. فامره الصبر على المصائب والاستغفار من المعائب جمعت هذه الاية الامرين. جمعت الامرين ما يتعلق بالمصيبة وما يتعلق بالذنب المصيبة مطلوب من العبد تجاهها ان يصبر. والذنب مطلوب من العبد تجاهه ان يتوب استغفر. قال فاصبر ان وعد الله حق. اي على ما اصابك. واستغفر لذنبك. فالمصيبة يصبر عليه المرء والذنب يستغفر. ويتوب الى الله سبحانه وتعالى منه نعم قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال ابن مسعود هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. هذا الاثر العظيم هو مشهور. وهو كذلك في المصادر عن علقمة النخعي رحمه الله تعالى وقد عزاه شيخ الاسلام هنا الى ابن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه وعزاه في مواضع من كتبه لعلقمه. وفي بعض المواضع من كتبه تردد قال اما علقمة واما ابن مسعود وقال في بعض المواضع اما ابن مسعود او غيره. لم يجزم. وفي بعض المواضع قال علقمة ويروى عن ابن مسعود. ويروى عن ابن مسعود والمعروف ان هذا الاثر انما هو من رواية تمام. اه ابن قيس النخعي رحمه الله تعالى. ومن وجده في مصادر التخريج سواء كتب التفسير المسندة وهي مظنة له او كتب الحديث فلا يفد بمن وجده من حديث ابن مسعود او من رواية ابن مسعود او عن ابن مسعود رضي الله عنه فليفد به نعم. قال فالمؤمنون اذا اصابتهم مصيبة مثل المرض والفقر والذل. صبروا لحكم لله وان كان ذلك بسبب ذنب غيرهم كمن انفق ابوه ماله في المعاصي فافتقر اولاده لذلك فعليهم ان يصبروا لما اصابهم واذا لاموا الاب لحظوظهم ذكر لهم القدر ذكر القدر هنا لا بأس به. ذكر القدر هنا لان ذكره في مقام المصيبة. وذكر القدر في المصيبة لا بأس بهم. يقول قدر الله وما شاء فعل. هذا امر قدره الله. هذا امر كتبه الله علي. فاحتجازه بالقدر في اه المصيبة لا بأس به نعم. والصبر واجب باتفاق العلماء. واعلى من ذلك الرضا بحكم الله بحكم الله والرضا قد قيل انه واجب وقد قيل هو مستحب وهو الصحيح. واعلى من ذلك ان يشكر الله على المصيبة لما يرى من انعام الله عليه بها حيث جعلها سببا لتكفير خطاياه ورفع درجاته وانابته وتضرعه اليه واخلاصه له في التوكل عليه ورجائه دون المخلوقين. هذه المراتب المطلوبة آآ فيما يتعلق بالمصيبة ادناها الصبر. ثم اعلى منه الرضا ثم اعلى منه الشكر. وهذه احوال اهل الايمان مع المصيبة. بين صابر او او شاكر وعلى هذه الدرجات هو الشكر. والشكر انما يتحقق للعبد اذا استشعر هذا معنى الذي اشار اليه الشيخ الاسلام وهو شهود المنة والنعمة حيث جعل الله سبحانه وتعالى المصائب سببا لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات والانابة الى الله سبحانه وتعالى فهي من وجه محنة ومن وجه منحة. فهو حال المصيبة يستشعر المنحة التي تضمنتها هذه المحنة فيشكر الله سبحانه وتعالى فيكون في اعلى المراتب. اما من استشعر المصيبة وحدها ولم يستشعر هذا الامر فان العبودية التي يمكن ان تقع منه هي الصبر على ذلك المصاب. الصبر على ذلك المصاب. واذا ارتقى الى ما هو اعلى ارتقى الى درجة الرضا واذا استشعر ما في ايه بقى؟ من منح الهية فشكر الله سبحانه وتعالى ذلك كان في اعلى الدرجات وارفع الرتب نعم قال رحمه الله واما اهل البغي والظلال فتجدهم يحتجون بالقدر اذا اذنبوا واتبعوا اهواءهم واما اهل الغيب واما اهل الغي والضلال فتجدهم يحتجون بالقدر اذا اذنبوا واتبعوا اهواءهم ويضيفون الحسنات الى انفسهم اذا انعم عليهم بها كما قال بعض العلماء انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري اي مذهب وافق هواك كما ذهبت به. نعم يعني بعض الناس آآ اصحاب اهواء. فمذهب ما وافق هواه. مذهبه ما وافق هواه. مثل ما عبر عنهم بعض اهل العلم. عند الطاعة قدري. وعند المعصية جبريل عند الطاعة قدري عند الطاعة قدري يعني عندما يدعى الى الصلاة والصيام والزكاة. يقول ما كتب الله لي آآ ان نكون من المصلين ولا قدر الله لي ان اكون من المصلين كتب الله ان لا اكون من المصلين فيحتج على تركه للطاعات بالقدر عند الطاعة قدمي وعند المعصية جبر اذا ارتكب معصية قال هذي ما لي اختيار فيها انا مجبور عليها كالورقة يقول في مهب الريح ليس لها اختيار ولا مشيئة. فعند الطاعة قدري وعند المعصية جبري اي مذهب وافق هواه اتبعه. نعم. قال واهل واهل الهدى والرشاد اذا فعلوا حسنة شهدوا انعام الله عليهم بها وانه هو الذي انعم عليهم وجعلهم مسلمين وجعلهم يقيمون الصلاة التقوى وانه لا حول ولا قوة الا به. فزال عنهم بشهود القدر العجب والمن والاذى. واذا فعلوا استغفروا الله وتابوا اليه منها. هذه فائدة ثمينة جدا. يعني من اعظم الامور التي تطرد العجب والعجب مهلك لصاحبه. كما قال الناظم والعجب فاحذره ان العجب مجترف مال صاحبه في سيله العرم العجب مهلك لصاحبه. مهلك لصاحبه فمن اعظم الامور وانفعها اه في في هذا الباب اه شهود الانعام والمن والتفضل فلولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. هذه الكلمة طاردة للعجب. اذا دخلت وفيها انواع الاشجار والنخيل والانعام واعجبتك وبدأ يدخلك العجب والزهو قل ما شاء الله لا قوة الا بالله لان هذا الشهود للمشيئة والمن والتفضل يطرد العجب عن النفس يطرد العجب عن النفس. فيقول رحمه الله زال انهم بشهود القدر العجب. زال عنهم بشهود القدر العجب يعني من اعظم الامور وانفعها في طرد العجب. ان القدر. ومعنى شهود القدر اي تشهد ان الله عز وجل قدر لك هذه النعمة. وكتب لك فبدل ان تكون معجبا بنفسك تكون حامدا لربك. اذا شهدت النعمة والمنة تفضل من الله سبحانه وتعالى. نعم. قال واذا فعلوا سيئة وهروب يعني اذا فعلوا سيئة استشعروا خطأهم وتقصيرهم وتفريطهم في جنب الله الطاعات يشهدون النعمة فيحمدون. وفي المعصية يشهدون التفريط والتقصير في حق الله فيستغفرون توبون نعم قال رحمه الله ففي صحيح البخاري عن شداد ابن اوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت من قالها اذا اصبح موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة. هذا الحديث جمع فيه بين الامرين يعني شهود القدر شهود القدر في باب بالطاعة والعبادة لله عز وجل وشهود التفريط اه التقصير عند فعل السيئات مما يدعو العبد الى المبادرة للتوبة. فجمع بين الامرين في قوله ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي ابوء لك بنعمتك ابوء بمعنى اقر واعترف. بنعمتك علي اي بانك انت المنعم وانك انت المتفضل وانه ما بي من نعمة فهي منك. وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فابوء اي اعترف واقر لك يا رب العالمين. بالنعمة وان كل نعمة فهي محض فضلك ومنك وجودك وعطائك. ونعمة مفرد والمفرد اذا اضيف يفيد العموم. فمعنى قوله بنعمتك اي بنعمك. قال وابوء بذنبي اي واقر واعترف بذنوبي. وخطاياي وانني عبد مذنب ومقصر اعترافك بالنعمة يوجب ماذا؟ شكرا منعم واعترافك بالذنب التوبة الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال وفي الحديث الصحيح عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا ولا ابالي. فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. فاستطعموني نطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته. فاستكسوني اكسكم. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو وان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي. الا كما ينقص البحر اذا غمس فيه المقيط غمسة واحدة يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. فامر سبحانه بحمد الله على ما على ما يجده العبد من خير وانه اذا وجد شرا فلا يلومن الا نفسه هذا الحديث. القدسي العظيم وفيه تكرر النداء الالهي يا عبادي عشر مرات فمرات يقول الرب العظيم يا عبادي يا عبادي يا عبادي بما يناديهم سبحانه وتعالى الى ما فيه فلاحهم. وسعادتهم في دنياهم واخراهم. وهو جل وعلا غني عنهم وعن عباداتهم وعن طاعاتهم وعن انابتهم كما تقدم معنا في هذا الحديث لن تبلغوا نفعي اتنفعوني ولن تبلغوا ظري فتضروني لكن من كمال فظله وجزيل منه سبحانه وتعالى ينادي عباده هذه النداءات عشر نداءات كلها اجتمعت في هذا الحديث الواحد. يا عبادي يا عبادي يا عبادي يا عبادي الرب العظيم في علاه ينادي عباده هذه النداءات. كلها اجتمعت في حديث واحد. والله غني عن وعن طاعاتهم لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين. من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فان ما يضل عليها. الشاهد من هذا الحديث الجملة الاخيرة منه. الشاهد من هذا الحديث الجملة الاخيرة منه وهي قوله فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه من وجد خيرا فليحمد الله. هذا مبني على ماذا شهود النعمة شهود النعمة لان هذا فضل الله عليك. كما قال كما قال سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون بدون فظلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. وقال سبحانه ولولا فضل الله عليكم ورحمته وما زكى منكم من احد ابدا. فهي منة الله وفضله. ولهذا من وجد خيرا يعني في في في حسناته وعباداته واقباله على طاعة الله وقيامه بالصلاة والصيام الى غير ذلك فليحمد الله لان هذا فظل الله علينا والله سبحانه وتعالى وفقه لذلك واعانه على ذلك ولولا فضل الله عليه ورحمته به لما كان من اهل هذه الطاعات. اذا فليحمد الله على فضله ومنه. ومن وجد غير ذلك اي من وجد في صحائفه الذنوب والمعاصي والاثام فلا يلومن الا نفسه. فهو المفرط هو المضيع وهو المرتكب لهذه الذنوب. فلا يلومن الا نفسه. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية فامر سبحانه حمده على ما يجده العبد من خير اي ما يجده في حسناته من خير الصلاة الصيام الزكاة الى غير ذلك من الطاعات وانه اذا وجد الشر اي المعاصي والذنوب والاثام فلا يلومن الا نفسه. نعم قال رحمه الله وكثير من الناس يتكلم بلسان الحقيقة ولا يفرق بين الحقيقة الكونية القدرية المتعلقة بخلقه ومشيئته وبين الحقيقة الدينية الامرية المتعلقة برضاه ومحبته ولا تفرق بين من يقوم بالحقيقة الدينية موافقا لما امر الله به على السن رسله وبين من يقوم وبين من تقوم بوجده وذوقه غير معتبر ذلك بالكتاب والسنة. كما ان لفظ الشريعة يتكلم به كثير من الناس ولا يفرق بين الشرع المنزل من عند الله تعالى وهو الكتاب والسنة الذي بعث الله به رسوله فان هذا الشرع ليس لاحد من الخلق الخروج عنه. ولا يخرج عنه الا كافر. وبين الشرع الذي هو حكم الحاكم الحاكم تارة يصيب وتارة يخطئ. هذا اذا كان عالما عادلا. والا ففي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال القضاة ثلاث قاضيان في النار وقاض في الجنة رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ورجل علم الحق فقضى بغيري فهو في النار هذا الحديث شاهد لما قدم رحمه الله ان بعض الناس لا يفرق بين الشرع المنزل وبين الشرع الذي هو حكم الحاكم. حكم الحاكم اي القاضي. القاضي يحكم بالشرع القاضي يحكم بالشرع لكن قد يصيب وقد يخطئ. لان حكمه بالشرع مبني على اجتهاد قد يجتهد ويخطئ وقد يجتهد ويصيب. وفي الحديث اذا اجتهد لكن فاصام فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد وذنبه مغفور. واذا كان حكم مبني على الهوى او او ليس قائما على الشرع والعلم بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فله هذه العقوبة وهذا الوعيد. كما قال قاضيان في النار. وبين ذلك عليه صلوات الله وسلامه نعم. قال وافضل القضاة العالمين العادلين سيد سيد ولد ادم محمد صلى الله عليه وسلم. فقد ثبت عنه في الصحيحين انه قال انكم تختصمون الي ولعل بعضكم يكون الحن بحجته من بعض. وانما اقضي بنحو مما اسمع. فمن قضيت بنحوي ما اسمع. بنحو ما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه فانما اقطع له قطعة من النار. فقد اخبر سيد الخلق انه اذا قضى بشيء مما سمعه وكان في الباطن بخلاف ذلك لم يجز للمقضي له ان يأخذ مما لن يأخذ ما قضي بي له وانه انما يقطع له قطعة من النار. وهذا يعني ان احكم الحاكم لا يحل لا يحل للمحكوم له ما حرم الله عليه فاذا كان يحسن ان يلحم بالحجة عند القاضي حتى يحكم القاضي له. فحكم القاضي له لا يحل له ما حرم الله سبحانه وتعالى عليه اذا كان يعلم مثلا ان هذه القطعة من الارض ليست له. لكنه استطاع بمثلا تزوير بعض الاوراق واحضار بعض الشهود الخونة الكذبة ونحو ذلك من الامور ثم قضى له القاضي بان الارض له فلا تحل له انما يقتطع قطعا من النار حتى وان كان حكم له القاضي بها. القاضي يحكم بنحو ما يسمع حكمه بنحو ما يسمع يسمع من الخصوم ثم يحكم. هذا هذه امكانياته في ذلك يحكم بنحو ما يسمع فان حكم لاحد بشيء وهو لا يحل له فانما اقتطع قطعة من النار لانه اخذها ظلما وحكم القاضي لا يحل له شيئا حرمه الله سبحانه وتعالى عليه نعم. قال وهذا متفق عليه بين العلماء في الاملاك المطلقة اذا حكم الحاكم بما ظنه حجة شرعية كالبينة والاقرار. وكان الباطن بخلاف الظاهر لم يجز للمقضي له ان يأخذ ما قضي به له ما قضى به ما قضى به له بالاتفاق وان حكم في العقود والفسوق بمثل ذلك فاكثر العلماء يقول ان الامر كذلك وهو مذهب مالك والشافعي واحمد ابن حنبل وفرق ابو حنيفة رضي الله عنه بين النوعين فلفظ الشرع والشريعة اذا اريد به الكتاب والسنة لم يكن لاحد من اولياء لله ولا لغيرهم ان ان يخرج عنه. ومن ظن ان لاحد من من اولياء الله طريقا الى الله غير تابعة محمد صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا فلم يتابعه باطنا وظاهرا فهو كافر. ومن احتج في ذلك بقضية بقصة موسى مع الخضر كان غالطا من وجهين احدهما. نعم. اه نتوقف هنا عند قوله فلفظ الشرائع والشريعة ونسأل الله عز وجل ان يلهمنا اجمعين رشد انفسنا وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا ولوالدينا شيخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين اوصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه