الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان الملائكة تدعو للمؤمنين وتستغفر لهم كما قال تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك رب وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم وصلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم. وقال تعالى تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفروا لمن في الارض الا ان الله هو الغفور والذين اتخذوا من دونه اولياء الله حفيظ عليهم وما انت عليهم بوكيل. فالملائكة يستغفرون للمؤمنين من غيري ان يسألهم احد. وكذلك ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم انبياء والصالحين يدعو ويشفع للاخيار من امته هو من هذا الجنس. هم يفعلون ما اذن الله لهم فيه بدون سؤال احد. واذا لم يشرع واذا لم يشرع الملائكة لم يشرع دعاء من من مات من الانبياء والصالحين. ولا ان نطلب منهم الدعاء والشفاعة وان كانوا يدعون وان كانوا يدعون ويشفعون لوجهين احدهما ان ما امرهم الله بهم ذلكم هم هم يفعلونه وان لم يطلب منهم وما لم يؤمر به لم يفعلونه ولو طلب منه يؤمرون وما لم يؤمروا به لا يفعلونه ولو طلب منهم فلا فائدة في الطلب منهم. الثاني ان دعاهم وطلب الشفاعة منه في في هذه الحال يفضي الى الشرك بهم ففيه هذه المفسدة فلو قدر ان فيه مصلحة لكانت هذه المفسدة راجحة. فكيف ولا مصلحة فيه بخلاف الطلب منهم في حياتهم وحضورهم فانه لا مفسدة فيه انهم ينهون عن الشرك فانهم ينهون عن الشرك بهم بل فيه منفعة هو انهم يثابون ويؤجرون على ما يفعلونه حينئذ من حينئذ من نفى الخلق بالله احسن الله اليك. ويؤجرون على ما يفعلونه حينئذ من نفع الخلق كلهم كلهم فانهم في دار العمل والتكليف وشفاعتهم في الاخرة فيها اظهار كرامة الله لهم يوم القيامة. واصل سؤال خلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب عليها من فعلها ليس واجبا على وليس واجبا على السائل ولا مستحبة. بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة اليه والتوكل عليه. وسؤال الخلق في الاصل محرم لكنه ابيح للضرورة وتركه توكلا على الله افضل. قال تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. اي غبل اي ارغب الى الله لا الى غيره وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فجعل الاتياء لله والرسول قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فامرهم بارضاء الله ورسوله. واما في الحسب فامروا من يقولوا حسبنا الله. لا يقول حسبنا الله ورسوله فيقول انا الى الله راغبون لم يأمروا من يقولوا انا لله ورسوله راغبون. فالرغبة الى الله وحده كما قال تعالى في الاية الاخرى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقي فاولئك هم الفائزون فجعل الطاعة لله والرسول وجعل الخشية والتقوى لله وحده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس يا غلام اني اعلمك كلمات فاحفظ الله احفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة فاذا سألته فاسأل الله ان استعنت فاستعن بالله جف القلم بما انت لاق. فلو جهدت فلو جاهدت الخليقة على ان يضروك لم يضروك الا بشيء الله عليك. وان استطعت ان تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل فان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. وهذا الحديث معروف ومشهور وقد ولكن قد يروى مختصرا وقوله اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله هو من اصح ما روي عنه. وفي المسند لاحمد ان ابا بكر الصديق كان كان يسقط الصوت من يده فلا يقول لاحد ناولني اياه ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بايع طائفة من اصحابه واسر اليهم كلمة خفية. الا تسألوا الناس شيئا قال عوف فقد رأيت بعض اولئك انه يسقط الصوت من يدي فلا يقول لاحد ناولني اياه. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يدخل من امتي الجنة سبعون الفا بغير حساب. وقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتبون ولا يتطيرون مع ربهم يتوكلون فمدح هؤلاء بانهم لا يسترقون اي لا يطلبون من احد ان يرقيهم. والرقية من جنس الدعاء فلا يطلبون من احد ذلك. وقد روي فيه ولا وهو غلط فان رقيهم لغيرهم ولانفسهم حسنة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره ولم يكن يسترقي فان رقيته نفسه وغيره من جنس الدعاء لنفسه ولغيره وهذا مأمور به فان الانبياء كلهم سألوا الله سألوا الله ودعوه كما ذكر الله ذلك في قصة ادم وابراهيم وموسى وغيرهم وما يروى ان الخليل لما القي في المنجني قال له جبريل سل قال حسبي من سؤالي علمه بحالي. ليس له اسناد معروف وهو باطل. بل الذي ثبت في الصحيح عن ابن رضي الله عنهما انه قال حسبي الله ونعم الوكيل. قال ابن عباس قال ابراهيم حين القي في النار وقال محمد حين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. وقد روي ان جبريل قال هل لك من حاجة؟ قال اما اليك فلا وقد ذكر هذا الامام احمد وغيره. واما سؤال الخير لربه عز وجل فهذا مذكور في القرآن في غير موضع. فكيف يقول حسبي من سؤالي من سؤالي علمه بحالي والله بكل شيء عليم. وقد امر العباد بان يعبدوه ويتوكلوا عليه ويسألوه لانه سبحانه جعل هذه الامور اسبابا لما يرتبه عليها من اثابة العابدين واجابة وهو سبحانه يعلم الاشياء على ما هي عليه. فعلمه بان هذا محتاج او هذا مذنب لا ينافي ان يأمر هذا بالتوبة والاستغفار. ويأمر هذا بالدعاء وغيره من الاسباب التي تقضي به تقضى به بها حاجته كما يأمر هذا بالعبادة والطاعة التي بها ينال كرامته. ولكن العبد قد يكون مأمور في بعض الاوقات بما هو افضل من الدعاء كما روي في الحديث من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي ما ما اعطي السائلين وفي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من شغله قراءة القرآن عن ذكره ومسألتي اعطيته افضل ما ما اعطي السائلين. قال الترمذي حديث حسن غريب. وافضل العبادات البدنية صلاة وفيها قراءة والذكر والدعاء وكل واحد في موطنه مأمور به ففي القيام بعد الاستفتاح يقرأ القرآن وفي الركوع والسجود ينهى ينهى عن قراءة القرآن ويؤمر بالتسبيح وفي اخرها يؤمر بالدعاء كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في اخر الصلاة ويأمر بذلك. والدعاء في السجود حسن مأمور به. ويجوز الدعاء في القيام ايضا وفي الركوع. وان كان جنس القراءة والذكر افضل فالمقصود ان سؤال العبد ربي السؤال حسن مأمور به. وقد سأل الخليل وغيره قال تعالى عنه ربنا اني اسكنت من ذرية بواد غير ذي زرع بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا انك تعلم ما نخفي وما وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء الحمد لله الذي وهبني على كبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. وقال تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا يبعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم. وكذلك دعاء المسلم لاخيه حسن مأمور به. وقد ثبت في الصحيح عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من رجل يدعو لاخيه بظهر الغيب الا وكل الا وكل الله به ملكا كلما دعا لاخيه بدعوة قال الملك الموكل به امين ولك بمثله اي بمثل ودعوت لاخيك به واما سؤال المخلوق المخلوق ان يقضي حاجة نفسه او يدعو له فلم يؤمر به بخلاف سؤال العلم. فان الله امر بسؤال العلم كما في قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال تعرف ان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون كتابا من قبلك. وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الة يعبدون. وهذا لان العلم يجب فمن سئل عن علم يعلمه فكتمه الجامه الله من ناد يوم القيامة وهاق وهو يزكو على التعليم لا ينقص بالتعليم كما تنقص الاموال بالبذل ولهذا يشبه يشبه بالمصباح وكذلك من له عند غيره حق من عين او دين كالأمانات مثل الوديعة والمضاربة لصاحبها ان يسألها ممن هو هي عنده وكذلك ما وغيره من الاموال المشتركة التي يتولى قسمتها ولي الامر للرجل ان يطلب حقه منه كما يطلب حقه من الوقف والميراث والوصية لان المستولى يجب عليه اداء الحق الى مستحقها ومن هذا الباب سؤال النفقة لمن تجب عليه وسؤال المسافر الظيافة لمن تجب عليه كما استطعم موسى والخضر اهل القرية وكذلك الغريم له ان يطلب دينه ممن هو عليه وكل كل واحد من المتعاقدين له ان يسأل الاخر اداء حقه عليه. فالبائع يسأل الثمن والمشتري يسأل المبيع. ومن هذا الباب قوله تعالى واتقوا واتقوا الله الذي تساءلون به الارحام. ومن سؤالي ماذا يكون مأمور به والمسؤول مأمور بإجابة السائل قال تعالى واما السائل فلا واما السائل فلا تنهر. قال تعالى والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم. وقال تعالى فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر. ومنه الحديث ان احدكم يسألني مسألة فيخرج بها يتأبطها نارا. وقوله اقطعوا عني لسان هذا وقد يكون السؤال منهيا عنه نهي تحريم او تنزيل وان كان المسؤول مأمور باجابة سؤاله فالنبي صلى الله عليه وسلم كان من كمال ان يعطى ان يعطي السائل وهذا في حقه من فضائل ومناقبه وهو واجب او مستحب وان كان النفس وان كان نفس سؤال السائل منهي عنه. ولهذا لم يعرف قط ان الصديق ونحوه من اكابر الصحابة سألوه شيئا من ذلك ولا سألوه ان يدعوا لهم وان كانوا يطلبون منه ان يدعوا للمسلمين كما اشار عليه عمر في بعض المغازيه لما استأذنوه في نحر بعض ظهرهم فقال عمر يا رسول الله كيف بنا اذا لقينا العدو وغدا رجالا جيعا ولكن ان رأيت ان تدعو الناس ببقاء ازواجهم فتجمعها ثم تدعو الله بالبركة فان الله يبارك لنا في دعوتك. وفي رواية فان الله سيغيثنا دعائك وانما كان سؤاله ذلك بعض المسلمين كما سأله الاعمى ان يدعو الله له ليرد عليه بصره. وكما سألته ام سليم ان يدعو الله لخادمه انس وكما سأله ابو هريرة ان يدعو الله ان يحببه وامه الى عباده المؤمنين ونحو ذلك. اللهم الصديق فقد قال الله فيه ومثله وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى وما لاحد عنده من الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى. وقد ثبت في الصحاح عنه ان انه قال صلى الله عليه وسلم ان ان امن الناس علي في صحبته. وذات يده ابو بكر ولو كنت ولو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولم يكن في الصحابة اعظم منهم الصديق في نفسه وماله. وكان ابو بكر يعمل هذا ابتغاء وجه ربه الاعلى لا يطلب جزاء من مخلوق فقال تعالى وسيجنبها الاقصى الذي اوتي ماله ويتزكى وما لاحد عندهم من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى. فلم يكن لاحد عند عند الصديق نعمة تجزى فان كان مستغنا بكسبه ومانعا عن كل احد والنبي صلى الله عليه وسلم كان له على الصديق وغيره نعمة للايمان والعلم وتلك النعمة لا تجزى فان اجر الرسول على الله كما قال تعالى وما اسألكم عليه من اجر من اجري الا على رب العالمين. واما واما علي وزيد وغيرهما فان النبي صلى الله عليه وسلم كان له عنده نعمة تجزى فان زيدا كان مولاه فاعتقاه. قال تعالى ويتقون الذين انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك. وعلي كان في عيال النبي صلى الله عليه وسلم لجد من اصابه لمكة. اراد النبي صلى الله عليه وسلم والعباس التخفيف عن ابي لطالب من عياله فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليا الى عياله واخذ العباس جعفرا الى عياله. وهذا مبسوط في موضع اخر. والمقصود هنا ان الصديق كان امن الناس في صحبته ذات يده بافضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان ينفق ماله في سبيل الله كاشترائهم المعذبين. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا في خاصة نفسه لا الى الى ابي بكر ولا غيره. بل لما قال له في سفر الهجرة ان عندي راحلتين احداهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم بالثمن. فهو افضل صديقا لافضل النبي. وكان من كماله انه لا يعمل ما يعمل الى ابتغاء وجه ربه الاعلى لا يطلب جزاء من احد من الخلق لا الملائكة ولا الانبياء ولا غيرهم ومن الجزاء ان يطلب الدعاء. قال تعالى عمن اثنى عليهم انما نطعمكم لوجه الله اريدكم جزاء ولا شكورا والدعاء جزاء جزاء كما جزاء كما في الحديث من اسدى اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تعلموا انه ان تعلموا ان قد كافأتموه وكانت عائشة رضي الله عنها اذا ارسلت الى قومهم صدقة تقول للرسول اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعوا لهم بمثل ما دعوا لنا ويبقى اجرنا على الله. وقال بعض السلف اذا قال لك السائل بارك الله يقول وفيك بارك الله فمن عمل خيرا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نبيا او رجلا صالحا او ملكا او من او ملكا من الملوك او غني من الاغنياء فهذا العامل الخير مأمور بان افعل ذلك خالصا لك خالصا لله يبتغي به وجه الله. لا يطلب به من المخلوق جزاء ولا دعاء ولا غيره. لا من نبي ولا رجل صالح ولا من الملائكة فان الله امر كلهم ان يعبدوه مخلصين له الدين. وهذا هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل فلا يقبل فلا يقبل فلا يقبل من احد دينا غيره. قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليقبل منه في الاخرة من الخاسرين. وكان نوحا وابراهيم وموسى والمسيح وسائر اتباع الانبياء. عليهم السلام على الاسلام قال نوح وامرت ان اكون من المسلمين. وقال عن ابراهيم ومن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت رب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال موسى يا قوم ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلون ان كنتم مسلمين. وقالت السحرة افرغ علينا صبرنا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفانا مسلمين. وقال يوسف توفني مسلما والحقني بالصالحين. وقال تعالى انا انزلنا انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها الذين اسلموا للذين هادوا. وقال عن الحواريين واذ اوحيت الى الحواريين امنوا بي برسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون. ودين الاسلام مبني على اصلين. نعم قف على هذا. احسن الله اليك. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اطال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في هذه المسألة التي انه لا يسأل الا الله سبحانه وتعالى وان العبد مأمور الا يسأل الا ربه ولا يستعين الا بالله عز وجل وعرضوا بهذه المسألة لمن يسأل الملائكة او يسأل الانبياء والصالحين ان يدعوا الله عز وجل له بعد موتهم او دعاء الملائكة وسؤال الملائكة والملائكة كما نعود لا يموتون لكن هل يدعون؟ وما حكم من دعاهم؟ من دون الله عز وجل قال رحمه الله تعالى ومعلوم ان الملائكة تدعو للمؤمنين وتستغفر لهم كما قال الله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم فالملائكة يستغفرون للمؤمنين من غير ان يسألهم من غير ان يسألهم احد وكذلك ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم او غيره من الانبياء والصالحين يدعو ويشفع للاخيار من امته وهو من هذا الجنس بل كان نبينا صلى الله عليه وسلم عندما دعا لعائشة وفرحت بدعائه قال يا عائشة ان هذه دعوتي لكل مؤمن ومؤمنة اي بمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم بل ورسل الله ورسل الله عز وجل جميعا يدعون لاممهم دون ان يسألوا والملائكة تدعو للمؤمنين دون ان يسألوا ثم قال رحمه الله تعويدا لم واذا لم يشرع دعاء الملائكة لم يشرع دعاء من مات بالانبياء والصالحين. ولا ان نطلب منه الدعاء وان كانوا يدعون ويشفعون لوجهين. اذا لا يشرع ان نسأل الملائكة. ولا ان ندعوهم ليدعوا الله لنا ولا ان نسأل الانبياء والصالحين ان يدعو الله لنا لوجهين. الوجه الاول ان ما امرهم الله عز وجل به من ذلك هم فاعلونه ما امره الله جل به من ذلك هم يفعلونه وان لم يطلب منهم لانهم مكلفون وهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. فانت فانت ان سألتهم شيئا فهذا الشيء الذي تسألهم اياه هم يفعلونه دون ان تسألهم ثانيا ان دعاءهم وطلب الشفاعة منهم في هذه الحال يفضي الى الشرك بهم ففي هذه المفسدة العظيمة قال فلو قدر ان فيه مصلحة. قد بينا سابقا ان قوله رحمه الله تعالى لو يفضي الى الشرك ان المراد الترقي او الانحطاط من الشرك من الشرك الالهية الى الروبية وان دعاء الملائكة وسؤال الملائكة وسؤال الصالحين بعد موتهم او سؤال الانبياء وطلب الشفاعة منهم بعد موتهم ان ذلك من الشرك ويفظي الى ما هو اعظم من ذلك هو الشرك في الروبية. وليس المعنى ما يحتج به بعظ المتأخرين من شيخ الاسلامي هدى انه يفضي الى الشرك انه ليس بشرك كأنه قال يفظي وما اقوى فانه في حقيقته ليس هو على ذلك الذي افضى اليه اذ لو كان هو الذي اذا اذ لو كان هو كذلك لما سمي مخضيا الى الشرك بل قيل الشرك مباشرة الا ان هذا شيخ الاسلام انه يفرض الى الشرك ان يفضي الى ما هو اكبر واعظم من ذلك يفضي له اكبر واعظم من ذلك لان الشرك كما نعلم فالذي يسأل الله عز وجل يسأل الاولياء والصالحين مثلا يسألهم ان اه يشفعوا لهم عند الله ان يشفعوا له عند الله عز وجل نقول هو وواقع الشرك الاكبر لكن لكن ليس شرك هذا كشرك من قال يا عبد القادر اشف مريظي او او اشف او اشفني من المرض او عافني من البلاء نقول من سأل الميت هذا السؤال هو اعظم شركا ممن سأل الميت ان يشفع له وكلاهما مشرك الشرك الاكبر الا ان هذا شرك في الالوهية وذاك شركه الروبية حيث انه اعتقد ان ذلك ينفع ويضر. فشيخ الاسلام هنا فيقول ان دعاءهم وطلب الشفاعة منهم في هذه الحال يفضي الى الشرك بهم ففي هذه المفسدة العظيمة لو قدر ان فيه مصلحة مصلحة النوم يدعون او يسألون الله له لكانت هذه المفسدة راجحة فكيف ولا مصلحة فيه؟ لماذا لا مصلحة فيه؟ ان كان الامر الذي تطلبهم اياه هم يفعلوه دون طلب فلا فائدة في طلبك. وان كان الله عز وجل لم يكتب لهم ولو ان كان الله لم يأمرهم بذلك فانك وان طلبتهم لا يفعلون ما سألتهم اياه. اذا لا مصلحة في دعائك وسؤالك اياهم من هاتين الجهتين ان كان هو فعله والله امر بذلك فهم فاعلوه دون هم يفعلونه دون ان تطلب ذلك منهم. وان كانوا منهيين عنه فانك وان دعوت وسألتم لن يفعلوا ذلك لك لانهم لا يعصون الله ما امرهم قال بخلاف الطلب اللي هو في حال الحياة. اذا هناك فرق بين من يسأل الانبياء الصالحين في حال حياتهم وبين من يسألهم بعد مماتهم قال فان سؤاله في حال حياة لا مفسدة فيه فانهم ينهون عن الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قاله ذاك الرجل يا رسول الله انا نستشعر بك على الله ونستشعر بالله قال سبحان الله قال الله سبحان الله وعظم الله قال اتدري ما تقول؟ الله ولك وعظم الله عز وجل ان قولك هذا قول منكر. وعندما قاله ذلك الرجل ما شاء الله قال اجعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده. فهنا النبي الصالح اذا اشرك به او فعل او قيل له قولا يفضل ينهاه ويحذره ويبيله. اما الميت اذا وقع في الشرك عنده لا يستطيع ان ينهاه او يبينه ما وقعت من الشرك قال فانهم ينهون عن الشرك بل هم عن الشرك بهم بل فيه منفعة وهو انهم يثابون ويؤجرون على ما يفعلون حينا من حينئذ من نفع الخلق كلهم فانهم في دار العمل والتكليف وشفاعتهم في الاخرة فيها اظهار كرامة الله لهم يوم القيامة واصله وهذه قاعدة واصل سؤال الخلق واصل سؤال الخلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب عليهم فعلها ليس واجبا على سائل ولا مستحبا بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة اليه وهذا هو الكمال ان لا يسأل لمن الا يسأل الا الله والا يستعين الا بالله. اذا سألت فاسأل الله. وفي حديث ابو هريرة رضي الله تعالى عنه انه بايع النبي صلى الله عليه وسلم سبعة من اصحابه وكان من ضمن ما بايعهم عليه الا يسألوا الناس الا يسألوا الناس شيء بل كان احدهم يقع سوطه وينزل ويأخذ صوته ولا يسأل احدا شيئا وابو بكر الصديق رضي الله تعالى ليقع صوته على الارض يزوي ذراع ناقته حتى ينزل ويأخذ ويأخذ صوته بنفسه في قيل له هلا امرتنا؟ قال ان قليلي ان حبيبي وان قليلي نهى امرا لا اسأل الناس الا اسأل الناس شيئا. اذا اصل سؤال الخلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب فعلها وهذا تفريق ما يجب على ما هو حق للسائل وما هو واجب على المسؤول. هناك حق للسائل وهناك ما هو واجب على المسؤول. الحق للسائل مثلا شخص له حق عند شخص قل يجب عليك يجوز لك ان تسأله كمن وضع وديعة عند شخص او امنه امانة فانه يسأله وديعته ويسأله امانة ولا يقال لا يشرع وما كان حقا كان يسأل عالما يسأل عن مسألة نقول هذا حق يسأل فيه والله يقول فسأل الذكر ان كنتم لا تعلمون. قال اذا لا يجب عليهم فعلها ليس واجبا وعلى السائل ولا مستحبا بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة اليه والتوكل عليه وسؤال في الاصل محرم. اسوار الخلق وسوار الخلق في الاصل محرم. انما يباع بضوابط. لكنه ابيح للضرورة وتركه توكلا على الله افضل. قال تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. اي ارغب الى الله تعالى لا الى غيره وذكر قوله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون وتأمل هذه الاية لما ذكر لما ذكر الحسبة والرغبة قصرها على الله وحده فلما ذكر الفضل نسبه الى الى الله والى رسوله فان الرسول له فضل على الامة ايضا لكن العبادة لا ترغب الا الى الله ولا تتحول ولا يكون حسيبها الا الله سبحانه وتعالى حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله الى الله راغبون ولم يرغبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم. ومثل قوله قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واما في الحسم فامر من يقول حسبنا الله لا ان يقولوا حسبنا الله ورسوله ويقول انا الى الله راغبون ولم يأمر ان يقولوا انا الى ان لله ورسوله راغبون الرغبة عبادة ولا تصرف الا لمن؟ الا لله وحده كما ان الحسم عبادة والتفويض والاعتماد عبادة لا تصرف الا على الله وحده والى الله وحده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قال وقوله تعالى ومن يطع الله ورسوله جعل الطاعة لمن؟ لله وللرسول. فلما ذكر الخشية والتقوى قال ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون. فقصر الخشية تقوى على من؟ على الله وحده وقال ايضا النبي صلى لابن عباس يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك وذكر في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره باسناد صحيح قال اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. وهذا هو الشاهد الا تسأل الا الله. وكما جاء عن ابن ابي مليك عبدالله ان ابا بكر الصديق كان يسقط صوته كان يسقط صوته فينزل ويأخذه بنفسه ولا يقول لاحد ناولني اياه بل كان يضرب بذراع ناقته فينيحها فيأخذه فقيل له في ذلك قال ان حبيبي رسول الله امرني الا اسأل الناس شيئا ويقول خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم عن عوف مالك رضي الله تعالى عنه انه بايع سبعة من اصحابي وفيهم. قال واسر لهم كلمة الخفية وهي الا تسألوا الناس شيئا. الا ما اضطر اليه الانسان. الانسان قد اضطر الى السؤال لكن الاصل الا غير الله ولا يرغب الا الى الله. قال وفي الصحيحين عن انه قال صلى الله عليه وسلم يدخل بيت الجنة حديث ابن عباس الذي في الصحيحين قال يدخلون الجنة بغير حساب سبعون الف يدخلون الجنة بغير حساب قال وهم الذين لا يسترقون اي لا يطلبون الرقية ولا يكتوون لا يطلبون الاكتواء ولا يتطيرون اي لا يتشائمون على ربهم يتوكلون. الشاهد قوله لا يسترقون اي لا يطلبون لا يطلب من احد ان يرقيهم. وانما وانما يفعلون الاسباب التي امروا بها. واما فان عطاه الانسان دون طلب فانه فانه لا ينافي توكله وقد اجاز بعض اهل العلم ان الاسترقاء عند وجود سبب الرقية انه لا ينافي التوكل فيكون من باب فعل الاسباب كمن هو ممسوس او ممن يصرع بالجن وتتخبطه الجن ويشغله عن كتاب الله وعن نبيه انه يسترقي ولا ينافي استرقاؤه والحالة هذه لا ينافي التوكل وانما ينافيه اذا كان الباب من باب الراء من باب الدفع. اما اذا كان من باب الرفع فلا حرج على الصحيح لان هناك من يرقي دفعا وهناك من يرقي رفعا والذي يرقي دفعا هو الذي من باب الا يأتيني واضح من باب انه لا الشياطين ولا تتخبط بالشياطين فانا فانا اطلب الرقية من باب الا تتلبس بالشياطين. اما الذي يرقي دفعا الذي يرقي رفعا فهو الذي تلبس به الشيطان واذاه وتضرر به فهو يسترقي دفعا لذلك والملاحظ في هذه الثلاث انها كلها تقبل عليه شيء على التوكل على الله عز وجل وان القلب لا يتعلق الا بالله عز وجل. لا يسترقي فلا يتعلق براقي. ولا يكتوي فلا يتعلق بسبب ظني غير الغالي فيه انه ظني وليس حتمي. اما اذا كان حتميا فان الاكتواء واجب. الاكتواء يكون واجبا اذا كان حسما فان حسمه واجب والتطير فيه تعلق بغير الله جل. ونظر في اسباب باطلة فاسدة لا لا اثر لها. وعلى ربهم فهذا الذي يجمعهم انهم على ربهم يتوكلون. قال فبدأ هؤلاء بانهم لا يسترقون اي لا يطلبون احد ان يرقيهم. والرقية من جنس الدعاء فلا يطول واخذ منها شيخ الاسلام انه كما لا يسترقى لا يطلب الدعاء من الغير. واضح استنباطه؟ استنباطه يقول والرقية من جنس الدعاء. فكما انه لا يطلب الرقية الاحد قال كذلك ايضا لا يطلب الدعاء من احد وحديث الذي ورد في هذا الباب الذي يحتج بمن قال بمشروعية طلب الدعاء هو حديث عمر بن الخطاب الذي فيه عاصم بيد الله العدوي وفيه يا اخي لا تنسنا من دعائك وهذا الحديث حديث منكر وبعد ذلك قرر شيخ الاسلام انه اذا كان سائل سائل غيره الدعاء من باب ان ينفع مسؤولة بان يتعبد لله عز وجل بدعائه فلا حرج او اراد بذلك اراد بذلك ان يؤمن على دعائه فينتفع هو قبل ان ينتفع السائل ولك بمثل كما سيأتي قال وقد اوي في ولا يقول هذا عند مسلم لكنها لفظة باطلة هذه لفظة باطلة ولا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل حكم شيخ الاسلام عليه بانها بانها موظوعة لان النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقاه جبريل عليه السلام فهي لفظة منكرة باطلة. قال فان لغيرهم ولانفسهم حسنة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره ولم يكن يسترقي. فان رقيته فان رقيته نفسه وغير من جنس الدعاء لنفسه ولي غير هذا مأمور به فان الانبياء كلهم سألوا الله ودعوه كما ذكر الله ذاك في قصة ادم وابراهيم وموسى وغيرهم بل جميع الرسل والانبياء كلهم سألوا ربهم وعلى هذا المشروع هو ان يفعل الانسان ما فيه منفعته وان يترك ما فيه مضرته وسؤاله لله عز وجل دعاءه الى ذهاب العبادة يؤجر عليها. اما سؤال الخلق ان يدعو الله عز وجل له فهذا غير مشروع وسيأتي ان اصله التحريم. كل هذه بين شيء ان قول القائل يا فلان ادع الله لي او حياة في حال وفي حال مماته. اما في حال مماته فان طلب الدعاء من الميت هو من الشرك الاكبر. واما طلبنا الحي فهو غير مشروع بانه لانه فيه ذل وافتقار لغير الله عز وجل الا لكان الا اذا كان قصد من سأل الدعاء ان ينفع المسؤول بان تعبد الله بهذه العبودية والعبادة للدعاء او ان يؤمن على دعائه فيقال له ولك بمثل فينتفع هو بدعائه ايضا فهذا مقصد حسن قال وما يروي عن الخليل انه عرظ له جبريل وهو يلقى في النار فقال له الك لي حاجة قاله جيسل قال جاء في الحديث قال الك لي حاجة قال حسبي من سؤاله حسبي من سؤالي علمه وهذه القصة باطلة ومنكرة ولا تصح. وقد احتج بها القبوريون والخرافيون على جواز طلب الاستغاثة من الملائكة وهذا لا حجة فيه لو سلمنا بصحته لان ابراهيم عندما عرظه جبريل عرظ له وهو يراه ويسمعه فهو في سؤال الحاضر القادر ولا يقال ان الاموات كذلك. والقصة في اصلها باطلة مكذوبة ليس لها اسناد معروف. بل هي باطلة كما قال شيخ الاسلام. قال بل الذي ثبت في الصحيحين صحيح البخاري عن ابن عباس ان ان حسبي الله قال ابراهيم حينما القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حينما اشتغلوا عليه كفار قريش حسبنا الله ونعم الوكيل عندما قاله الناس ان الناس قد جمعوا لكم فقد روي ان قال له هل لك من حاجة؟ قال اما اليك فلا. وهذا ايضا هذه القصة ليست بصحيحة فقد رواها كعب الاحبار قال وقد ذكره احمد وغيره واما سؤال الخليل ربي عز وجل فهذا مذكور في القرآن في غير موضع. فكيف يقول حسبي من سؤال علمه بحالي؟ لا يقول هذا بل هو من هو اعلم الناس بالله بل هو اعلم الناس بالله عز وجل وقد مدحه الله بانه امة قال حنيفا كيف يقول ذاك وهو يعلم ان ان الله يعلم كل شيء ولا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى وهو الذي امر ان يفعل الاسباب. وان سؤاله ربه حاجة ودعاءه لربه ان هذا من الافتقار العبودية الله عز وجل فلا يقول ابراهيم الخليل علمه بي عندما قال حسبي من سؤالي علمه بحالي بل المأمور به ان يدعو الله عز وجل. وان يستغيث بالله وان يسأل الله عز وجل. لان هذا قد يعرض لبعض لبعض الناس يقول الله يعلم بحالي فلماذا ادعو نقول عبودية الدعاء هي عبودية تؤجر عليها وتثاب عليه وتقرب الى الله عز وجل بها. وكما قال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي ليدخلون جهنم داخلين والدعاة والعبادة بل هو مخ العبادة. الى ان قال وهو سبحانه وتعالى يعلم الاشياء على ما هي عليه فعلمه بان هذا محتاج او هذا مذنب لا ينافي ان يأمر هذا بالتوبة والاستغفار ويأمر هذا بالدعاء وغيره الله يعلم ان هذا مذنب ويأمره باي شيء ان يتوب ويستغفر. ويعلم ان هذا محتاج ويأمره ان يسأله ويدعو حتى حتى اجيب الله دعاءه الى ان قال اه الى ان قال ولكن العبد قد يكون مأمورا في بعض الاوقات بما هو افضل من الدعاء كما روي في الحديث من شغله ذكري عن مسألي من من شغله الذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائل بمعنى ان المقام يختلف فقد يكون في بعض المقامات الذكر افضل من الدعاء ومثل ذلك قراءة القرآن افضل من الدعاء وكذلك ايضا في جوف الليل الغاب عندما الانسان يقرأ القرآن ويطيل القيام هو افضل من ان ينشغل بالدعاء لان افضل الصلاة طول القنوت. فعلى حسب حال العبد يكون التفضيل. وهذا الحديث ذكره هنا قد رواه وقد رواه ابو داوود رحمه الله تعالى ورواه الترمذي رواه الترمذي في اسناده في اسناد عطية العوفي في اسناده عطية العوف عطية مساعد العوفي وهو منكر ايضا فيه رجل يقال محمد بن الحسن الهمداني وهو ايضا متروك الحديث وفي الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن معناه ان الانسان لو انشغل بذكر الله وبقراءة القرآن وهو محتاج لشيء من تفريج الكربات فان الله يعطيه خير ما يعطي السائلين سبحانه وتعالى. قال وافضل العبادات البدنية الصلاة وفيها القراءة والذكر والدعاء وكل واحد موطنه مأمورا به. ففي القيام بعد الاستفتاح يقرأ القرآن وفي الركوع السجود ينهى عن قراءة القرآن يوم الدعاء بمعنى ان لكل موطن من الدعاء عبادة تناسبه وتليق به فمقام القرآن حال القيام ومقام الدعاء حال حال السجود وحال الركوع اما ان يقرأ القرآن وهو راكع فقد نهي عن ذلك المسلم. نهي ان يقرأ القرآن وهو راكع او يقرأه وهو ساجد. وانما يقرأ القرآن في حال قيامه في حال قيام الصلاة اما في خارج الصلاة فيقرأه قاعدا وقائما ومضطجعا لا بأس بذلك وان الافضل اذا قرأ القرآن ان يقرأه على اكمل على اكمل احواله وافضل احواله. الى ان قال والمقصود فالمقصود ان سؤال عبد ربه السؤال المشروع حسن مأمور به وقد سأل الخليل غيره قال تعالى ان سأل ابراهيم فربنا يرحمك الله اني اسكنت من ذريتي وسأل كذلك موسى وسأل محمد وكل الانبياء سألوا ربهم وكل اعطي دعوته في الدنيا ومحمد صلى الله عليه وسلم وادخرت دعوته شفاعة له يوم القيامة وقد سأل ربه ايضا ما مسائل كثيرة واجابه الله عز وجل؟ قال وكذلك دعاء المسلم لاخيه حسن مأمور به وقد ثبت في الصحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يدعو لاخيه بظهر الغيب الا وكل الله بملك يقول ولك بمثله وهذا احد المقاصة يقصد بها من طلب من غير الدعاء ان يكون هذا مقصده. وذكرت ان سؤال الغير ان يدعو الله لك يحسن اذا كان باحد هذين المقصدين اما ان يشغل المسؤول بعبادة الله عز وجل ديال بعبودية الدعاء واما ان يكون مقصده ان يؤمن الملك على دعائه فينتفع هو والمسؤول اذا هذا المقصد فهو حسن قالوا اما سؤال المخلوق ان يقضي حاجة نفسه او يدعو له فلم يؤمر به بخلاف سؤال العلم. اما سؤال المخلوق ان يقضي يعني تسأل غيرك ان يقضي حاجتك او ان يدعو لك فلم يؤمر به العبد وليس ذلك مشروعا. فان الله اما العلم فان الله امر بسؤال اهل العلم. قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلموا قال تعالى فان كنتم في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك وقال واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا هل جعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وهذا لان العلم يجب وذله فمن سأل عن علم يعلمه فكتبه الجبه الله بلجام النار فهو مأجور على بذله وهو يشبه بالمصباح كلما بذل وكلما ازداد نورا وضياء الى ان قال الى ان قال وكذلك من له حق عند غيره يجب عليه ان يسأل امانة عنده عند امانة له عند غيره فان له اسفل ولا يقال في مثل هذا المقام لا يشرع السؤال بل قد يصل الى الوجوب في مقام العلم ان يسأل عالما ليستفتيه او ان يسأل حقا له يضيع بترك سؤاله. فهذا يكون السؤال في هذا المقام واجب. اما في امور دنيوية وليست واجبة فان السؤال غير مشروع ولا يحمد صاحبه بل ان في سؤال غير الله عز وجل فيه فيه محاذير فيه محاذير فيها من محاذيره انه افتقار وذل لغير الله عز وجل هذا من محاذيره وهو وهذا مخض لاي شيء مخظي الى الشرك وفيه اذية الخلق بسؤالهم دنياهم هذا نوع من انواع الظلم ظلم ظلم الغير لانك تسأله ما له حق تكن بذلك قد اذيته وظلمته. وايضا فيه فيه ايضا من المحاذير ايضا كما سيأتي الى او قال لعله قد ذكره لذكر ثالثة ايضا العب. وفيه ايضا ذل بغير الله ذل لغير الله وهو ظلم سدا فيه محاذير المحذور الاول انه فيه افتقار وذل لغير الله وهذا وهذا مفضي الى هذا دليل على الشرك. الثاني انه اذية للخلق اذية الخلق وهذا ظلم للخلق لانه يسألهم اموالهم ويؤذيهم بسؤاله. فيكون هذا نوع من انواع الظلم ايضا وفيه ايضا فيه ذل لغير الله وهو ظلم للنفس. يقول الشيخ وقد اجتمع في انواع الظلم الثلاثة. الى ان قال هنا رحمه الله تعالى قال وقد يكون السؤال قالوا من السؤال ما لا يكون مأمورا به والمسؤول مأمورا باجابة السائل. قال تعالى واما السائل فلا تنهر. بمعنى السائل لا يجب عليه يسأل لكنك اذا لم يجب عليه لم يجز لك ان تنهره او تمنعه. قال تعالى والذين في اموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. السائل هنا اذا سأل كما جاء الاذن في سؤاله ان يكون من ممن آآ من آآ كان اصابته جائحة او اصابته فاقة او اصاب فقر مدقع فمثل هؤلاء يجوز له السؤال وعلى من سأله وعلى من سألوه ان ان يجيبهم ان استطاع لذلك قال ان احدكم ليسألني المسألة فيخرج بها يتأبطها نارا. بمعنى انه يسأل ما لا يحل له والرسول صلى الله عليه وسلم لا يمنع سائل ولا يرد سائلا. وقد يكون السؤال منهيا عنه بالنهي تحريم او تنزيه وان كان المسؤول مأمورا اجابة اجابة سؤاله. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان من كماله ان يعطي وهذا في حق فضائله ومناقبه وهو واجب او مستحب. وان كان نفس السؤال وان كان نفس سؤال السائل من هي العدل؟ ولهذا لم يعرف قط ان الصديق ونحو من اكابر الصحابة سألوه شيئا من ذاك ولا سألوا يدعو لهم وان كانوا يطلبون منه ان المسلمين تأمل انه لا يثبت ولا يحفظ ان ابا بكر الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل الله لهن او ان يدعو الله عز وجل لهم وان كانوا يسألونه ان يدعو للمسلمين ادعو لامتك يا رسول الله فثبت ذاك عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكن يسألونه يدعو الله لهم لم يفعل ذلك ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي كما اشار عمر رضي الله تعالى في بعض المغازيين لما استأذنوا في نحر بعض ظهرهم قال يا كيف بنا اذا لقينا العدو غدا رجالا جياعا ولكن ان رأيت يا رسول الله ان تدعوا ان تدعوا الناس ببقايا ازواجهم ثم قال يا رسول الله ادعوا ادعوا لامتك ان يبارك قال ادعوا لنا يا رسول الله بالبركة فدعا فبارك الله عز وجل فيها فان الله سيغيثنا بدعائك. وانما كان سؤاله ذلك وانما كان سأله ذلك بعض المسلمين كما سأله الاعمى ان يدعو الله له ليرد عليه بصره. وكما سألت ام سليم ان يدعو الله لخادمه انس. وكما سأل ابو هريرة ان يدعو الله ان يحببه وامه الى عباده المؤمنين ونحو ذلك. اما الصديق الذي قال الله فيه وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ماله ويتزكى فهو لم يفعل ذلك الا ابتغاء وجه ربه سبحانه وتعالى ولكن الكمال اذا اسدى معروفا او صنع معروفا ان لا يأخذ على ذلك جزاء. بل اذا دعا لك من اسديت له معروفا فكافئه بمثل دعاء حتى يكون اجرك عند الله كاملا. فان الدعاء الذي يثيرك عليه من خدمته من نفعته ينقص من اجرك الله عز وجل يوم تلقى الله لكن اذا وافيته بدعائه الذي دعاك دعا لك به فان اجرك يكون موفورا كاملا عندما القى ربك سبحانه وتعالى. ولذا ابو بكر الصديق كان يفعل ذلك كله ابتغاما ابتغاء وجه ربه الاعلى. وكان وكما قال الله في وصفي الذي يطعمون لا الذي يطعمون الفقراء والمساكين والمأسور انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. وكما جاء في الحديث من اسدى اليكم معروفا فكافئوا فان لم تجدوا ما تكافئوا فادعوا له حتى تعلموا انكم انكم قد كافئتموه. هذا الحديث رواه ابن عمر باسناد فيه من طريق الاعمش عن مجاهد ابن عمر وفيه علة فيه علة لكن الحديث بهذا الاسناد يقبل يقبل التصحيح يقبل التصحيح وعلته ان الاعمش لم يسع مجاهد لعدة احاديث وعامة احاديث يأخذها عن ابي يحيى القتات وعن ليث ابي سليم. على كل حال آآ مراده رحمه الله تعالى بهذا القصر الذي اطال فيه الكلام ان ان المسلم مأمور الا يسأل الا الله سبحانه وتعالى وان لا يطرد الخلق شيئا. هذا اذا كان في حال حياتهم فكيف في حال مماتهم وبعد مماتهم؟ وان المسلم مأمور مأمور الا يفعل شيئا الا ما شرع له. واما ما نهي عنه او حذر منه فان فعله اياه من من الخطأ العظيم الذي يفضي اليه اما ان يقع في الشرك واما ان يقع في وسائله نسأل الله العافية والسلامة. الى ان قالوا من جزاء توقفت عليه اذا والمقصود؟ ها مدير مصر المقصود في النص قرأناها وهذا هو دين الاسلام الذي بعث الله في الاولين. وقال بعض السلف اذا قال كالسائل بارك الله فيك فقل وفيك بارك الله. لماذا حتى تكافئه بحسب بما دعى لك. فمن عمل خيرا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نبيا او رجلا صار ملكا او غني من الاغنياء فهذا العامل مأمورا بان يفعل ذلك خالصا لله يفتغي به وجه الله. لا يطلب به من المخلوق جزاء ولا دعاء ولا غيره. لا من نبي ولا رجل صالح ولا من الملائكة فان الله امر فان الله امر العباد كلهم ان يعبدوه مخلصين له الدين. ومن عمل عملا وانتظر مدحا او ثناء فقد اخل بشيء من كمال الاخلاص لله عز وجل لان طلب المدح والثناء مما يقدح في كمال التوحيد وفي كمال الاخلاص. وانما يفعل ذلك مخلصا لله عز وجل مبتغيا بذلك وجه ربي سبحانه وتعالى وكانت عائشة اذا ارسلت الى قوم بصدقة تقول الرسول اسم ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا ويبقى لنا اجرنا على الله عز وجل هذا من كماله شيء من كمال اخلاصهم وتجريد اعمالهم ان ينالها شيء من الحضور النفس والدنيا والله اعلم اذا بخلاصة ما اراد في باب سؤال الاموات بمعنى يطلب منهم الدعاء ان يدعو الله له ان هذا ليس مشروعا اصلا ولم يفعله احد من السلف وانه من من المفضيات الى الشرك بالله عز وجل وهو شرك بالله لانه لا فرق بين ان تسأل الميت ان يدعو الله لك وبين ان تسأله ان يشفع لك عند الله وبين ان تسأله ان يطعمك او ان يكسيك. فهذا وهذا وهذا كله طلب ومن طلب شيئا من غير الله فيما يقبل الا الله عز وجل كان بذلك مشركا كافرا بالله الشرك الاكبر. لكن لعظيم لعظيم الفتنة ولغلبة الجهل ولكثرة الشبهات نسأل الله السلامة فمثل هؤلاء يعرفون في هذه المسعى على وجه الخصوص ويبين لهم ان هذا الفعل من الشرك له لقد نقل الشيخ لطيف الاجماع على ان من سأل الشفاعة من غير الله انه مشرك كافر سواء كان من حي من سواء يعني سألها من ملك او ميت اما الحي اما الحي فباب وباب اخر لا تدخل في معنى الشرك لانه يسأل حاضرا حيا وبعد سؤاله ان شفعك الله تشفع لنا وليس المعنى ان السائل ان المسؤول بالشفاعة يملك ذلك. وقد ظهر من غلا في هذا الباب حتى كفر المسلمين او بسؤال الاحياء ان يشفعوا لهم عند الله عز وجل. اذا قال قائل لي رجل اشفع لي عند الله. قالوا قد اشرك بالله الشرك الاكبر وهذا ليس ليس بصحيح فانه حاله كحال من يقول يا فلان ادع الله لي. هذا يقول ادعو الله لي وهذا يقول اشفع لي. ولا شك ان الشافعي لا يمكن يشفع الا بعد ان يأذن الا باذن الله له ويكون من سأل الشفع ايضا مرظي عنه عند ربنا سبحانه وتعالى نقف على هذا والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد