الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام شيخ الاسلام ابو العباس احمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان فلفظ والشريعة اذا اريد به الكتاب والسنة لم يكن لاحد من اولياء الله تعالى ولا لغيرهم ان يخرج عنه. ومن ظن ان لاحد من اولياء الله طريقا الى الى الله غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا فلم يتابعه باطلا وظاهرا فهو كافر ومن احتج في ذلك بقصة موسى مع الخضر كان غالطا من وجهين. احدهما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن احتج في ذلك بقصة موسى مع مع الخضر القصة معروفة والله سبحانه وتعالى ذكرها في سورة الكهف واحتجاج هؤلاء بهذه القصة من حيث تقسيمهم الدين الى شريعة وحقيقة وان الشريعة ما جاء به انبياء يا الله سبحانه وتعالى ورسله الكرام وان الحقيقة امر اختص اولياءه واصفيائه سبحانه وتعالى. ويجعلون قصة موسى والخضر شاهدا على ذلك ويبنون على ذلك ان من عنده علم الحقيقة لا تلزمه الشريعة وبهذه الطريقة خرجوا من دين الانبياء. واتبعوا اهواءهم. فيقول رحمه الله وتعالى من احتج في ذلك بقصة موسى مع الخضر كان غالطا من وجهين. نعم قال رحمه الله ومن احتج في ذلك بقصة موسى مع الخضر كان غالطا من وجهين احدهما ان موسى لم يكن مبعوثا الى الخضر ولا كان على الخضر اتباعه فان موسى كان مبعوثا الى بني اسرائيل واما محمد صلى الله عليه وسلم فرسالته عامة لجميع قرين الجن والانس ولو ادركه من هو افضل من الخضر كابراهيم وموسى وعيسى وجب عليهم اتباعه. فكيف بالخضر سواء كان نبيا او وليا. ولهذا قال الخضر لموسى اني على علم من الله علمنيه الله لا تعلمه. وانت على علم من الله الله لا تعلم لا اعلمه وليس لاحد من الثقلين الذين بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ان يقول مثل هذا هذا الوجه الاول في ابطال هذه الدعوة الزائفة ان موسى عليه السلام لم يكن مبعوثا الى الخضر وسبق ان اشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اشارة الى الخلاف في الخضر هل هو من الانبياء او لا والصحيح من قول اهل العلم في هذه المسألة انه نبي من انبياء الله على خلاف بين اهل العلم في ذلك. وظاهر الادلة في سورة الكهف يدل على ذلك وان لم يأتي تصريح بنبوته عليه السلام. والحاصل ان في نبوته خلاف. ولهذا قال في حديثه لموسى عليه السلام اني على علم من علم الله علمني لا تعلمه وانت على علم من علم الله علمك هو لا اعلمه. فموسى عليه السلام بعث لقومه والخظر ليس من قومه. ولهذا قال هذا الكلام اما نبينا عليه الصلاة والسلام فبعثته للناس كافة ولجميع العالمين للثقلين الانس والجن وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ولهذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله وليس لاحد من الثقلين الذين بلغتهم رسالة صلى الله عليه وسلم ان يقول له مثل هذا. ان يقول له مثل هذا اي عندي علم او عندي من العلم ما لا تعلمه وغلاة المتصوفة قالوا مثل هذا بل هو ماء بل قالوا ما هو اشد من هذا وقد عد اهل العلم من نواقض الاسلام ومما يخرج من الملة ان يقول القائل انه يسعه الخروج من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج من موسى. نعم. الثاني ان ما فعله الخضر لم يكن مخالفا لشريعة موسى عليه السلام وموسى لم يكن علم الاسباب التي تبيح ذلك. فلما بينها لهم فلما بينه بينها له وافقه على ذلك. فان خرق السفينة ثم ترقيعها لمصلحة اهلها خوفا من الظالم ان يأخذها احسان اليهم وذلك جائز. وقتل الصائل جائز وان كان صغيرا ومن كان تكفيره لابويه لا يندفع الا بقتله جاز قتله. قال ابن عباس رضي الله عنهما لنجدة الحروري لما سأله عن قتل الصبيان قال له ان كنت ان كنت علمت منهم ما علمه الخضر من ذلك من ذلك الغلمان من ذلك الغلام فاقتلهم والا فلا تقتلهم رواه البخاري. واما الاحسان هذا الوجه الثاني في ابطال هذه الدعوة وقد قال انها باطلة من وجهين قال في ذكر الوجه الثاني ان ما فعله الخضر لم يكن مخالفا للشريعة. اي شريعة موسى اه الشرائع الانبياء بل كان موافقا لها. ولكن موسى عليه السلام خفي عليه السبب الذي لاجله قال اه فعل الخضر ما فعل خفي عليه السبب ولما تبين له السبب عليه صلوات الله وسلامه آآ اقر او او علم حقيقة اتى ذلك الامر لما بين له الخضر سبب صنيعه او سبب ما فعل. فالحاصل ان الذي فعله لم يكن مخالفا لشريعة موسى. لم يكن مخالفا لشريعة موسى. ولما بين بموسى عليه السلام سبب فعله تبين لموسى الامر وانه ليس فيه مخالفة. نعم. قال رحمه الله واما الاحسان الى اليتيم بلا عوظ والصبر على الجوع فهذا من صالح الاعمال. فلم يكن في ذلك شيء فلم يكن في ذلك شيء مخالف شرع الله. نعم لما بنى الجدار اه لليتيم احسانا اليهم هذا ليس فيه مخالفة لشريعة الله وجد جدارا يريد ان ينقظ فاقامه احسانا الى هؤلاء الايتام. نعم. واما اذا اريد بالشرع حكم الحاكم فقد يكون ظالما وقد يكون وقد يكون صوابا وقد يكون خطأ وقد يراد بالشرع قول ائمة الفقه كابي حنيفة والثوري ومالك ابن انس والاوزاعي ابن سعد والشافعي واحمد واسحاق وداوود وغيرهم. فهؤلاء اقوالهم يحتج لها بالكتاب والسنة. واذا قلد غيره حيث يجوز ذلك كان جائز اي ليس اتباع احدهم واجبا على جميع الامة كاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحرم تقليد احدهم كما يحرم اتباع من يتكلم بغير علم. نعم يعني قوله رحمه الله فهؤلاء اقوالهم يحتج لها بالكتاب والسنة لان ثمة فرق بين ان يقال يحتج لها ويحتج بها. لان الحجة كتاب الله وسنة نبيه. عليه الصلاة والسلام. ولهذا كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول كل يحتج لقوله لا به الا الله ورسوله. كل يحتج لقوله لا به الا الله ورسوله اي ان كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام حجة بنفسه اما كلام غيره فانه ليس حجة وانما تطلب له الحجة ويبحث له عن الدليل كما قال شيخ الاسلام فهؤلاء اقوالهم يحتج لها اي لابها. لان الحجة انما هو كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام نعم. قال رحمه الله واما ان اضاف احد الى الشريعة ما ليس منها من احاديث مفتراة او تأول النصوص وبخلاف مراد الله ونحو ذلك فهذا من نوع التبديل فيجب الفرق بين الشرع المنزل والشرع المؤول والشرع المبدل كما يفرق بين حقيقة الكونية والحقيقة الدينية الامرية وبينما يستدل عليها بالكتاب والسنة وبينما يكتفى فيها بذوق صاحبها ووجده الشرع المنزل اي الذي نزل به وحي من الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا لا بل من العباد دينا الا ما نزل به وحيه جل في علاه. قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فالشرع المنزل هو الذي نزل به وحي من الله عز وجل والشرع والشريعة في في الاطلاق امرها مثل الاسلام في الاطلاق. يراد بها الدين كله عقيدة وعبادة. عقيدة عبادة ولهذا الامام الاجري سمى كتابه في اصول الاعتقاد الشريعة. لان العقيدة الشريعة اي دين شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. في الشريعة تطلق على الدين كله عقيدة وعبادة. واذا ذكرت مع العقيدة يراد بها العمل. يراد بها العمل لكل جعلنا منكم شرعة. ومنهاجا والشرع المؤول الشرع المؤول هو الذي هو الشرع الذي نزل به الوحي لكن غير غير بالتأويلات الباطلة والتكلفات التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان. والشرع المبدل هو الشرع الذي اقيم مقام الدين. اقيم مقام الدين الذي نزل به وحي الله سبحانه وتعالى وفي ضوء هذا التقرير الذي ذكره رحمه الله تعالى تبين ان ما يوجد عند الناس من عقائد واديان واعمال لا تخرج عن قسمين اما ان يكون نزل بها وحي من الله. فما كان كذلك فهو حق يقبله الله ويرضاه. واما الا يكون نزل بها وحي وانما نشأت في الارض واخترعها الناس واوجدوها وما كان من الشرع كذلك نابتا في الارظ فان الله سبحانه وتعالى لا يقبله. ولهذا كلمة الانبياء في ابطال ما لدى الناس من اعمال انشأوها واخترعوها قائم على بيان انها لم ينزل بها سلطان ووحي من الله سبحانه وتعالى وهذا وحده كاف في بطلانها لان الدين لله جل وعلا. وانظر مثالا على ذلك قول يوسف يوسف عليه السلام يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. هذا وحده كاف في ابطال العقيدة ايا كانت ما ما دام انه لم ينزل بها وحي من الله سبحانه وتعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة بيزا ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. هذا وحده كاف في بطلان العقيدة العمل كونه لم ينزل به سلطان اي حجة وبرهان من الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فصل وقد ذكر الله في كتابه الفرق بين الارادة والامر والقضاء والاذن والتحريم والبعث والارسال والكلام والجعل بين الكون الذي خلقه وقدره وقضاه وان كان لم يأمر به ولا يحبه ولا يثيب اصحابه ولا تجعلهم من اوليائه المتقين وبين الدين الذي امر به وشرعه واثاب عليه واكرمهم وجعلهم من اوليائه المتقين وحزبه مفلحين وجنده الغالبين وهذا من اعظم الفروق التي يفرق بها بين اولياء الله واعدائه فمن استعمله الرب سبحانه وتعالى فيما يحبه ويرضاه ومات على ذلك كان من اوليائه. ومن كان عمله فيما يبغضه الرب ويكرهه ومات على ذلك كان من اعدائه نعم هذا الفصل متمم لما قبله من بيان للفرق بين الارادة الدينية والارادة الكونية بين الامر الديني والامر الكوني رحمه الله تعالى الى ان انه ثمة الفاظ عديدة جاءت في الشرع مثل والامر والقضاء والاذن والتحريم والبعث والارسال والكلام والجعل جميع هذه الكلمات جاءت في النصوص تارة يراد بها الكون القدري وتارة يراد بها الشرع الديني. ومن ومن جعل البابين بابا واحدا ولم يفرق وقع في الظلال. شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يشير بهذا الفصل الى ان جزءا كبير من ضلال هذا القوم في باب الولاية مستند الى الخلط في هذا الباب بين الامر الكوني القدري والامر الشرعي الديني بين الارادة الكونية وبين الارادة الشرعية الدينية. ولهذا عقد رحمه الله تعالى ذكر النصوص المفرقة بين هذين النوعين مع بيان الفرقان بينهما نعم. قال رحمه الله فالارادة الكونية هي مشيئته لما خلقه وجميع المخلوقات داخلة في مشيئته وارادته الكونية. والارادة والارادة الدينية هي المتضمنة لمحبة ورضاه المتناولة لما امر به وجعله شرعا ودينا. من لم يفرق بين هاتين الارادتين والكونية يجعل كل ما اراده الله سبحانه وتعالى كونا وقدرا محبوبا لله طالما انه اراده كونا وقدرا وهذا جزء كبير من ظلال القوم. شهود القدر كما مر معنا وعدم شهود الشرع الذي هو امر الله سبحانه وتعالى ونهيه والارادة الكونية هي التي ترادف المشيئة. واما اما الارادة الشرعية الدينية فهي المتضمنة للمحبة. فكل ما اراده الله سبحانه وتعالى شرعا ودينا فهو احبهم كل ما اراد شرعا ودينا فهو يحبه سبحانه وتعالى. وليس كل ما اراده سبحانه وتعالى كونا خدرا يحبه اراد كفر الكافر ولا يرظى لعباده الكفر سبحانه وتعالى. نعم. قال وهذه بالايمان والعمل الصالح قال الله تعالى فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام ومن يريد ان يضله يجعل صدره مضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. اعد قال الله تعالى فمن يرد الله ان اعد قال الله قال الله تعالى فمن يرد فالاولى في الاولى قال الله تعالى في الاولى اي الارادة الكونية القدرية يلا قال الله تعالى في الاولى فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. قوله هنا في هذه الاية فمن يرد الله اي ارادة كونية القدرية فمن يرد الله اي ارادة كونية قدرية ان يهدي يشرح صدره للاسلام. نعم. وقال نوح عليه السلام لقومه ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم ان كان الله يريد ان يغويكم الارادة هنا كونية قدرية. نعم. وقال تعالى واذا اراد الله قوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال واذا اراد الله بقوم سوءا اي ارادة كونية ارادة في هذه الايات الثلاث هي الكونية القدرية. وقال تعالى في الثانية في الثانية اي في الشرعية الدينية. ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يريد الله بكم اي فيما شرع. فالارادة هنا شرعية. يريد الله بكم اليسر اي فيما شرعه وامركم به ودعاكم الى القيام به يريد بكم فالارادة هنا شرعية. نعم. وقال في اية الطهارة ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولا لكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. قوله ولكن يريد ليطهركم الارادة هنا شرعية دينية نعم ولما ذكر ما احله وما حرمه من النكاح قال يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. نعم. وقال لما ذكر ما امر به ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نهاهم عنه انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. والمعنى انه امركم بما يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا فمن اطاع امره كان مطهى كان مطهرا فقد اذهب عنه الرجس بخلاف من عصاه اما الامر والمعنى والمعنى انه امركم بما يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. فمن اطاع امره كان مطهرا فقد اذهب عنه الرزق. فقد اذهب عنه الرجس بخلاف من عصاه. نعم. قد اذهب عنه الرجس بخلاف من عصاه. نعم. واما الامر فقال الامر يعني كونه منقسم الى كوني قدري وشرعي ديني فذكر رحمه الله الامثلة على ذلك وهو الان يفصل في جميع الكلمات التي مرت الامر والجعل وغيرها يفصل فيها ذكرها في بداية الفصل مجملة ثم شرع في التفصيل. وآآ امام ابن القيم رحمه الله تعالى له في كتابه الشفاء العليم فصل واسع جدا في هذه الالفاظ له فصل واسع جدا في هذه اه الالفاظ وذكر الفاظا كثيرة اكثر مما هنا وتوسع ايظا في البيان وذكر اه الادلة نعم. فقال في الامر الكوني وبسط بسط هذه المسألة موضعه مثل كتاب شفاء العليل لان ذكرها هنا عند شيخ الاسلام ذكر آآ آآ ذكرها عرظا لحاجة المقام الى البيان اما التفصيل فمحله مثل كتاب شفاء العليل لابن القيم ولهذا افاض وتوسع جدا رحمه الله تعالى في ذكر هذه الالفاظ وذكر ايظا الادلة. نعم. فقال في الامر الكوني انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. اردناه اي ارادة كونية قدرية. نعم. وقال تعالى وما امرنا الا كلمح بالبصر امرنا اي الكون القدري. وقال تعالى اتاها امرنا ليلا او فاجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. اتاها امرنا ليس المراد شرعنا. اتاها امرنا اي الكون القدري. فالامر هنا المراد به الامر الكوني القدري. نعم. واما الامر الديني فقال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. قوله ان الله يأمر الامر هنا يختلف عن سابقه فالمراد بالامر هنا الشرعي الديني ان الله يأمر اه ان يشرع لعبادة العدل والاحسان وايتاء فامر او يأمر اي شرع ويشرع نعم. وقال تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. واما الاذن فقال في الكونه لما ذكر السحر وما هم بضارين به من احد الا باذن الله. اي بمشيئته وقدرته الا فالسحر لم يبحه الله عز وجل. وقال في الاذن الديني ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم. وقال تعالى يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وقال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وقال تعالى ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين. واما القضاء فقال في الكون فقضاهن سبع سماوات في يومين. وقال سبحانه واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون وقال في الدين وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. اي امر وليس المراد به قدر ذلك فانه قد عبد غيره كما اخبر في غير موضع كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي انه لو كان المراد بالقضاء هنا الكوني وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه لما عبد الا اياه. سبحانه لكن القضاء هنا الشرعي بمعنى امر ووصى وشرع نعم وقال الخليل عليه السلام لقومه قال فرأيت ثم كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. وقال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما يعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين وهذه كلمة تقتضي براءته من دينهم ولا تقتضي رضاه بذلك. كما قال الله تعالى في الاية الاخرى وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. ومن ظن من الملاحدة ان هذا رضا منه بدين الكفار فهو من اكذب الناس واكثرهم كمن ظن ان قوله وقضى ربك بمعنى قدر هذا يوضح لك ان خللا كبيرا وقع عند القوم بعد بسبب عدم التفرقة. بين هذه الالفاظ ما جاء منها مرادا به الكوني الامر الكوني القدري وما جاء منها مرادا به الامر الشرعي الديني. ولهذا من ظن من هؤلاء ان قظى ربك اي قظاء كونيا يترتب على فهمه ذلك آآ ان عبادة غير الله سبحانه وتعالى امر يرظى الله ويحبه. يرضاه الله سبحانه وتعالى ويحبه. ولذا قضاه هكذا يفهم القوم فيغلطون من جهتين من من جهة شهود القدر مع عدم شهود ومن جهة جعل القضاء هنا في هذه الاية قضاء كونيا بينما المراد بالقضاء فيها القضاء الشرعي الديني نعم. ومن ظن من الملاحدة ان هذا رضا منه بدين الكفار فهو من اكذب الناس واكثرهم. كمن ظن ان قوله وقضى ربك بمعنى قدر وان الله سبحانه ما قضى بشيء الا وقع وجعل عباد الاصنام ما عبدوا الا الله فان هذا من اعظم الناس كفرا بالكتب. واما لفظ البعث بالكتب كلها. هكذا عندي. المراد بالكتب اي المنزلة نعم. واما لفظ البعث فقال تعالى في البعث الكوني فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. وقال في البعث الديني هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت لفظ الارسال؟ فقال في الارسال الكوني المتر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا. وقال تعالى وهو الذي ارسل الرياح بشرى بين يدي رحمته. وقال في الدين انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وقال تعالى انا ارسلنا نوحا قومه وقال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا. وقال تعالى الله تصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. واما لفظ الجعل فقال في الكون وجعلناهم ائمة يدعون الى النار. وقال في لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وقال تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام واما لفظ التحريم فقال في الكون وحرمنا عليه المراضع من قبل. فقال تعالى قال قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض. وقال في الدين حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به. وقالت تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت. واما لفظ كلمات فقال في الكلمات الكونية وصدقت بكلمات ربها وكتبه. وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اعوذ بكلمات الله التامة كلها من شر ما خلق ومن غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضروا وقال صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك وكان يقول اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما رأى في الارض ومن شر ما يخرج منها ومن شر ما ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق الا طارق يطرق بخير يا رب الرحمن وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر هي التي كون بها الكائنات فلا يخرج بر ولا فاجر عن ومشيئته وقدرته ما قال الشافعي رحمه الله في ابيات له في هذا الباب قال ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن. فكلمات الله التامات هي كلماتها الكونية القدرية. وهي كلمات نافذة لا راد لحكمه ولا معقب لقظائه سبحانه وتعالى ما شاء كان طبقا لما شاء جل وعلا لا يجاوزهن بر ولا فاجر. اي ما ما شاءه نفذ ووقع طبقا لما شاء سبحانه وتعالى فالكلمات هنا كلمات كونية نعم. واما كلماته الدينية وهي كتبه المنزلة وما من امره اما الكلمات الشرعية فالفاجر يجاوزها لا لا يطيع ولا يمتثل امر الله سبحانه وتعالى بل يتمرد ويتولى ويعرض ويستكبر نعم واما كلماته الدينية وهي كتبه المنزلة وما فيها من امره ونهيه فاطاعها الابرار وعصاها الفجار. نعم. واولياء الله المتقون هم المطيعون كلماته الدينية وجعله الديني واذنه الديني وارادته الدينية. واما كلماته الكونية التي واذنها الديني اي وامره الديني وارادته الدينية نعم. واما كلماته الكونية التي لا يجاوزهن ولا فاجر فانه يدخل تحتها جميع الخلق حتى ابليس وجنوده وجميع الكفار وسائر من يدخل النار فالخلق وان اجتمعوا في شمول الخلق والمشيئة والقدرة والقدر لهم فقد افترقوا في الامر والنهي والمحبة والرضا والغضب واولياء الله المتقون هم الذين فعلوا المأمور وتركوا المحظور وصبروا على المقدور. فاحبهم واحبوه ورضي عنهم ورضوا عنه. واعداؤه اولياء شياطين وان كانوا تحت قدرته فهو يبغضهم ويغضب عليهم ويلعنهم ويعاديهم. وبسط هذه الجمل له وبسط هذه الجمل له موضع اخر وانما كتبت هنا تنبيها على مجامع الفرق بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان وجمع الفرق بينهم نعم هذي خلاصة يعني تنبني على ما سبق وايضا فيها بيان مراد شيخ الاسلام ابن تيمية بهذا البسط للفرق بين الارادة والجعل والاذن والكتابة تحريم وغيرها من الالفاظ التي جاءت في النصوص مرادا بها تارة الكون القدري وتارة الشرع الديني. وان من لا يفرق بينهما يقع في الخلق. ويقع في الضلال والباطل ويقول رحمه الله تعالى اولياء الله هم المتقون الذين فعلوا المأمور وتركوا وكن محظور وصبروا على المقدور فاحبهم واحبوه ورضي عنهم ورضوا عنه. واعداؤه اولياء الشيطان وان كانوا تحت قدرته وان كانوا تحت قدرته. سبحانه وتعالى. فهو يبغضه هم ويمقتهم ويغضب عليهم ويلعنهم ويعاديهم. خلافا لمن لا يشهد الا القدر فيزعم ان كل امر قدره وقظاه فهو محبوب له. فهؤلاء تحت قدرة الله عز وجل لكن الله لان الاعمال التي يفعلونها لم يشرعها بل نهى عنها وحرمها وتوعد عليها ولهذا فالله سبحانه وتعالى يبغضهم. ولهذا ترى ايضا في النصوص ذكر بغض الله. لهؤلاء بل قال الله كبر مقتا والمقت هو اشد البغض. فالله سبحانه وتعالى يبغض هؤلاء ويبغض اعمالهم وان كانوا اه تحت قدرته عز وجل وقدرته وارادته قدرته وارادته الكونية نافذة لا يجاوزها بر ولا فاجر كما تقدم لكن من من كان من كانت اعماله كفرا وعصيانا وفسقا وفجورا فهي اعمال يبغضها الله سبحانه وتعالى ويبغض جل وعلا فاعليها. قال وبسط هذه الجملة له موضع موضع اخر وانما كتبت هنا اي هذا الترخيص وهذا الاختصار تنبيها على مجامع بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. ونقف الى هنا ونسأل الله ان يوفقنا اجمعين للعلم النافع والعمل الصالح. انه سميع مجيب. تنبيه على الطلاب سوف يدرس الشيخ عبد الرزاق البدر وفقه الله كتاب اخلاق العلماء يوم الاحد القادم بعد صلاة المغرب في هذا المكان ويتم توزيع الكتاب ابتداء من عصر هذا اليوم الى من بعد العصر الى المغرب لمدة ثلاثة ايام بمكتب التوعية رقم اثنين بمخرج الساحات باب رقم بجوار المحكمة نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى تقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا ابه جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييت واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه