الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا كما ان الصحابة كانوا يريدون بالتوسل به التوسل بدعائه وشفاعته وهذا جائز بلا نزاع. ثمان اكثر الناس في زماننا لا يريدون هذا المعنى بهذا اللفظ فان قيل فقد يقول الرجل بغيره بحق الرحم قيل الرحم توجب على صاحبها حقا لذي الرحم. كما قال الله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من رحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله من قطعها قطعه الله وقال لما خلق الله الرحم تعلقت به الرحمن وقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة. فقال الا ترضين ان اصل من اصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت بلى قد رضيت. قال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ان الرحمن خلقت الرحم وشبكت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها فتته. وقد روي عن علي رضي الله عنه انه كان اذا سأله ابن اخيه بحق جعفر وابيه الله بالحق جعفر على علي وحق ذي الرحم باق بعد موته كما في الحديث ان رجلا قال يا رسول الله هل بقى منبري ابوي شيء ابرهما به بعد موتهما قال نعم الدعاء لهما والاستغفار لهما وانفاذ وعدهما من بعدهما. وصلة رحمك التي لا لا رحم لك الا من قبلهما. وفي الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما من ابر من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي فصيلة اقارب الميت واصدقائه بعد الموت هو من تمام بره والذي قال وابو حنيفة واصحابه وغيرهم من العلماء من انه لا يجوز ان يسأل الله تعالى بمخلوق لا بحق الانبياء ولا غير ذلك يتضمن شيئين كما تقدم احدهما الاقسام على الله سبحانه وتعالى به. وهذا منهي عنه عند جماهير العلماء كما تقدم. كما ينهى ان يقسم على الله بالكعبة والمشاعر باتفاق العلماء. والثاني السؤال به فهذا يجوزه طائفة من الناس ونقل في ذلك اثار عن بعض السلف وهو موجود في دعاء كثير من الناس لكن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كله ضعيف بل موضوع. وليس عنه حديث قد يظن ان يظن ان لهم فيه حجة. الا حديث الاعمى الذي علمه ان يقول اسألك واتوجه اليك بنبيك محمدا نبي الرحمة وحديث الاعمى لا حجة لهم فيه فانه صريح بانه انما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته. وهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء وقد امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول اللهم شفعه فيه. ولهذا رد الله عليه بصره ما دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك مما يعد من ايات النبي صلى الله عليه وسلم. ولو توسل غيره من العميان الذين لم يدعوا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال به لم تكن حالهم كحاله ودعاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الاستسقاء المشهور بين المهاجرين والانصار وقوله اللهم انا كنا اذا جذبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل بعم نبينا يدل على ان التوسل المشروع عندهم هو التوسل بدعائه وشفاعته الى السؤال بذاته. اذ لو كان هذا مشروعا لم يعدل عمر والمهاجرين والانصار عن سؤالي بالرسول الى السؤال بالعباس وشاع النزاع في السؤال بالانبياء والصالحين دون الاقسام بهم لان بين السؤال والاقسام فرقا فان السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الاجابة. والمقسم اعلى من هذا. فان فانه طالب مؤكد طلبه بالقسم. والمقسم لا يقسم الا على من يرى انه يبر قسمه فابرار القسم خاص ببعض العباد. واما اجابة السائلين فعام. فان الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وان كان كافرا. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من داع يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله باحدى خصال ثلاث اما ان يعجل له دعوته واما واما ان يدخر يدخر له من الخير مثلها واما ان يصرف عنه من الشر مثلها قالوا يا رسول الله اذا نكثر قال الله اكثر الله اكثر وهذا التوسل بالانبياء بمعنى السؤال بهم وهو الذي قال ابو حنيفة واصحابه وغيرهم انه لا يجوز ليس في المعروف بمذهب مالك ما يناقض ذلك. فضلا ان يجعل ان يجعل هذا من مسائل فمن نقل عن مذهب مالك انه جوز التوسل به بمعنى الاقسام به او السؤال به فليس معه في ذلك نقل عن مالك واصحابه. فضلا عن ان يقول مالك ان هذا سب للرسول او تنقص له بل المعروف عن مالك انه كره للداعي ان يقول يا سيدي سيدي وقال قل كما قالت الانبياء يا ربي يا رب يا كريم وكره ان يقول يا حنان يا منان فانه ليس بمأذون عنه. فاذا كان مالك يكره هذا يكره مثل هذا الدعاء. اذا لم يكن مشروعا عنده فكيف يجوز عنده ان يسأل الله بمخلوق ان يسأل الله بمخلوق نبيا كان او غيره. وهو يعلم ان الصحابة لما جذبوا عمل رمادة لم يسألوا الله بمخلوق لا نبي ولا غيره بل قال عمر اللهم انا كنا اذا اجذبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقينا فيسقون. وكذلك ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما وانس وغيرهما انهم كانوا اذا اجذبوا انما يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستسقائه لم لم ينقل لم ينقل عن احد منهم انه كان في حياته صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى بمخلوق لا بد ولا بغيره لا في الاستسقاء ولا غيره. وحديث الاعماء سنتكلم عليه ان شاء الله تعالى. ولو كان السؤال به معروفا عند الصحابة لقالوا لعمر ان السؤال والتوسل به اولى من السؤال والتوسل بالعباس فلم نعدل عن الامر المشروع الذي كنا نفعله في حياته وهو التوسل بافضل خلقه الى ان نتوسل ببعض اقاربه. وفي ذلك ترك السنة المشروعة والعدول عن الافضل. وسؤال الله تعالى باظعف السببين مع القدرة على اعلاهما ونحن مضطرون لغاية الاضطراب في عام الرمادة الذي يظرب به المثل في الجد والذي فعله عمر فعل مثله معاوية من معه من الصحابة والتابعين فتوسلوا بيزيد بن الاسود الجرشي كما توسل عمر ابن عباس وكذلك ذكر الفقهاء من اصحاب الشافعي واحمد وغيرهم انه يتوسل بالاستسقاء بدعاء اهل الخير والصلاح قالوا وان كانوا من اقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو افضل. اقتداء بعمر رضي الله عنه ولم يقل احد من اهل العلم انه انه يسأل الله تعالى في ذلك لا بنبي ولا بغير نبي. وكذلك من نقل نقل مالك وقفنا فيقال المنازع؟ نعم. ها؟ نعم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فيقال للمنازع الكلام في هذا في مقامين احدهما في حق العباد على الله والثاني في سؤاله بذلك الحق اي المنازع الذي ينازعنا بانه لا يسأل الا باسماء الله وصفاته ولا يسأل بحق الانبياء ولا بحق الصالحين وان الحق الذي يزعمه هؤلاء انه على الله سبحانه وتعالى احق من جهة انهم استحقوا ذلك بعملهم فليس بصحيح وانما هو حق جعله الله عز وجل على نفسه لعباده الى حققوا توحيده وطاعته. ولا شك ان الله اخبر ان للعباد حقا. اخبر الله عز وجل ان للعباد حقا فحقهم الا يعذب من لا يشرك به شيئا. اذا وحدوه واخلص العبادة له واخبر ايضا ان حقا عليه نصر المؤمنين. الله سبحانه وتعالى ينصر اولياءه وينصر عباده ومع ذلك لا يدل هذا الحق ان يسأل الله بذلك الحق عليه الذي جعله على نفسه سبحانه وتعالى فقال هنا يقال المنازع الكلام في هذا في مقامين. المقام الاول بحق العباد على الله والمقام الثاني في سؤاله اي سؤال الله عز وجل بذلك الحق. اذا سلمنا ان هناك حق فهل يلزم من اثبات الحق ان يسأل الله بذلك الحق هذه هذه هذا شيء وذاك شيء اخر. فلا يلزم من اثبات ان الله عز وجل اوجب على نفسه حق ان نسأل الله بذلك الحق الذي اوجبه على نفسه. قال اما الاول فلا ريب ان الله تعالى وعد المطيعين باي شيء ان يثيبهم وعد السائلين بان يجيبهم وهو اصدق القائلين الذي لا الذي لا يخلف الميعاد قال الله تعالى وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا وعد الله لا يخلف الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون وقوله تعالى فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله قال فهذا مما يوجب وقوعه بحكم الوعد باتفاق المسلمين وتنازعوا هذا الحق الذي اخبر الله عز وجل انه عليه هل عليه واجب بدون ذلك اي هل هذا الحق عليه واجب بدون ذا قال على ثلاثة اقوال. القول الاول قل لا يجب لاحد عليه حق بدون ذلك وقيل بل يجب عليه واجبات ويحرم عليه محرمات بالقياس على عباده. هذا قول المعتزلة وقيل هو اوجب على نفسه وحرم على نفسه فيجب عليه ما اوجب على نفسه ويحرم عليه ما حرمه على نفسه كما ثبت الصحيح. اذا الجهمية قالوا لا يجب لاحده حق ابدا وان عذب عذب لمحض مشيئته وان نعم نعم لمحض مشيئته واما المعتزلة فقالوا لا هناك حقوق يجب عليه ان يفعلها وهي ما يسمى سنة فعل الاصلح وترك القبيح. فقالوا يجب عليه ان يفعل الاصلح ويحرم عليه ان يفعل القبيح ولا شك ان هذه جراءة على الله عز وجل. اما اهل السنة فقالوا هناك حق وهو الذي اوجبه على نفسه والا لو عذب عباده لعذبه وغير ظالم لهم سبحانه وتعالى. قال والظلم ممتنع منه باتفاق المسلمين لكن تنازعوا في الظلم الذي لا يقع فقيل هو الممتنع وكل ممكن يمكن ان يفعله لا يكون ظلما لان الظلم اما التصرف في ملك الغيب واما مخالفة الامر الذي يجب عليه الذي يجب عليه طاعته وكلاه ممتنع منه وقيل بل ما كان ظلم العباد فهو ظلم منه. وقيل الظلم وضع الشيء في غير موضعه فهو سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيء. هذا معنى الظلم الذي حرمه ما هو الظلم الذي حرمه؟ قالوا والظلم ممتنع باتفاق المسلمين في حق الله. لكن ما هو الظلم؟ قيل هو الممتلئ كل شيء ممتنع فالله سبحانه وتعالى يفعله قال وكل ممكن يمكن ان يفعله لا يكون ظلما اي الظلم هو الممتنع الذي لا يفعله ربنا وقيل الظلم هو التصرف في ملك الغير واذا كان كذلك فكل ما في هذا الكون هو ملك لله فتصرفه لا يكون ظلما وقيل بل ما كان ظن العباد فهو ظلم منه. بمعنى ان ان يعاقب المحسن وان وان يعاقب المحسن وان ينعم على المسيء وان يجازي المحسن يجازي المحسن بالعقاب ويثيب المسيء النعيم قالوا هذا كما انه من العبد ظلم يكون ذلك من الله عز وجل وقيل الظلم وضع الشيء في غير موضعه وهذا هو اقربه. قال المفسرون هو ان يحمل عليه سيئات غيره ويعاقب بغير ذنبه والهضم هو ان يهضم من حسناتي وهذا وهذا ظلم لا حرمه الله على نفسه الا يحمل العبد سيئات غيره عليه وان لا يهضم من حسناته شيء اذا فعله. قال ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما هذا هو المقام الاول اذا المقام الاول ان الله اخبرنا ان هناك حق لعباده عليه هو الذي اوجبه وهو الذي جعله على نفسه سبحانه وتعالى وليس وليس العباد هم الذين اوجبوه عليه اما المقام الثاني فانه يقال ما بين الله ورسوله انه حق العباد على الله فهو حق لكن الكلام ومبحث النزاع في مسألة هل يسأل الله عز وجل بذلك الحق فيقال ان كان الحق الذي سأل به سببا لاجابة السؤال حسن السؤال به كالحق الذي يجب لعابديه وسائره. بمعنى اللهم اني اسألك بتوحيدك وعبادتك ان تجيب دعائي. نقول هذا سبب لاجابة الدعاء فيحسن السؤال به هذا سبب. واما اذا قال السائل بحق فلان او بجاه فلان فاولئك اذا كانوا عند الله حق الا يعذبهم او لهم حق ان يكرمهم ويثيبهم ويرفع درجاتهم كما وعدهم بذلك واوجبه على نفسه فليس في استحقاق اولئك ما استحقوه ان فاستحقوه بما يسره الله عز وجل لو نطعها يقول هنا وليس باستحقاق اولئك ما استحقوا من كرامة الله ما يكون سببا لمطلوب في هذا السائل يعني معنى اذا قلت اللهم اني اسألك بحق فلان وحق فلان عند الله عز وجل ماذا؟ ان يجيبه وان يثيبه وان يكرمه وان ينعمه نقول ان كان هذا الذي سألت الله بحقه هو كذلك يستحق التكريم ويستحق الاثابة فليس في هذا الاستحقاق لك اي سبب في ان يجاب دعائك لانه اذا كان لهذا لهذا المكرم ولهذا المنعم الذي اكرمه الله ونعمه سبب هو ان يدعو الله لك او ان يشفع عند الله واما ان تسأل الله بحقه فانت تسأل في امر اجنبي لا علاقة لك به البتة قال وهذا لا يستحق ما يستحق لك فليس في اكرام الله لذلك سبب يقتضي اجابة هذا السائل. يعني كون الله اكرم انبيائه ورسله وسألت الله بحق الانبياء يقول ليس في كونه اكرمهم واثابهم ونعمهم اي حق لك ان تسأل الله بهم فانت عنهم اجنبي من جهة من جهة هذا الاستحقاق. انما استحقاقهم لما هم عليه من الطاعة والمسارعة في مرظاة الله. فليس لك ان نسأل الله بحقهم لانه اجنبي عنك قال وان قال السبب شفاعته هو دعاء فهذا حق. ان قال انا اسأل الله بحقه واريد بذلك شفاعته ودعاء تقول هذا حق لكن لا بد ان يدعو لك ولابد ان يشفع لك. اما اذا سألت بحق وهو لم يدعو لك ولم يشفع لك فان سؤالك بحقه لا يجوز لانك تسأل ما ليس بسبب لتجعله سببا لك في اجابة دعائك قال فهذا حق اذا كان قد شفع له ودعا له وان لم يشفع ولم يدع لم يكن هناك سوى ان قال السبب هو محبتي له وايماني به؟ قلنا نعم صدقت لكن هذا سبب يتعلق بك وهو من اسباب جلاء الدعاء فان فلا تقول اسبابك في حق فلان ولكن تقول اسألك بحب لفلانة فيك ولطاعتي له لاجلك فان هذا السبب يتعلق بك ومن اسباب اجابة الدعاء لله لك وان قال سبه محبتي له وايماني به وموالاتي له فهذا سبب شرعي وهو سؤال لله وتوسل اليه بايمان هذا السائر ومحبته محبته لله ورسوله وطاعته وطاعته لله ورسوله لكن يجب الفرق بين المحبة لله والمحبة مع الله. المحبة لله امرها واضح ان تحب ان تحب ما يحبه الله عز وجل. وان يكون حبك لاجل الله سبحانه وتعالى. اما المحبة مع الله ان تجعل مع الله محبوبا توازي محبته محبة الله. فمن احب مخلوق كما يحب الخالق قد جعله عند لله وهذه المحبة تضره ولا تنفعه. واما من كان الله الخالق او من كان الله تعالى احب اليه مما سواه واحب انبياء وعباده الصالحين له. فحبه لله تعالى هو انفع الاشياء. والفرق بين هذين من اعظم الامور بمعنى واما من كان الله تعالى احب اليه مما سواه واحب انبيائه وعباده الصالحين له. يعني احب الانبياء لله عز وجل. فحبه لله تعالى هو من انفع الاشياء اعظمها في اجابة دعائه اذا سأل الله هداك وان قال اللهم اني اسألك بحبي اياك ان تغفر لي قلنا هذا سؤال بسبب شرعي قال فان قيل اذا كان التوسل بالايمان به ومحبته وقعت على وجهين تارة يتوسل بذاك الى ثواب وجنته وهذا اعظم الوسائل وتارة يتوسل بذلك الدعاء كما ذكرتم نظائره فيحمل قول القائل اسألك بنبيك محمد على انه اراد ان اني اسألك بايماني به معنى المجاز المرسل اردت بقولي اسألك بنبيك محمد انني اردت اسألك بايماني به ومحبته وتوسع واتوسل اليك بايمان وقد ذكرت ان هذا جائز من النزاع. قيل من اراد هذا النفع فهو مصيب من اراد هذا المعنى انني بمحبتي لرسوله وايماني به فاسأل الله ان تستجيب لي قلنا هذا حق واذا حمل على المعنى واذا حمل هذا المعنى في كلام من توسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما اتي من السلف كما نقل عن بعض الصحابة التابعين وعن الامام احمد وغيره كان هذا حسنا بمعنى من نقل عنه ذلك اللهم انساه بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم قال من نقل عنه ذاك من السلف فيحمل على ان المراد بنبيك اي بمحبة له وطاعة له لكن هل يجوز او هل يسوغ هذا القول ان يقوله المسلم ويحمل على المعنى الذي اراد نقول لا يسوغ لك ذلك. بل اما ان تقول اللهم اني اسألك بحبي لنبيك وطاعتي له وموالاته له ان تجيب دعائي واما ان يقول هذه العبارة الموهمة فان مما يمنع منه سدا لذريعة التوسل بذات الانبياء والصالحين كان يقول ان اراد هذا المعنى فحق لكن العبارة يبقى مسألة العبارة هل العبارة صحيحة؟ المعنى حق لا نزاع فيه. اذا اراد بقول الله اللهم اني اسألك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم واراد بسؤاله بنبيه اي بمحبة له وطاعة له نقول هذا المعنى صحيح ولا نزاع فيه يحمل على هذا ما كان يفعله السلف وما نقل عنهم من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعلاماته كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين وعن الامام احمد وغيره كان هذا وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع ولكنك ولكن كثير من العوام يطلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى العوام يطلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى فهؤلاء الذين انكر عليهم من انكر وهذا كما ان الصحابة كانوا يريدوا بالتوسل به التوسل بدعائه وشفاعته وهذا جائز بلا نزاع. ثمان اكثر الناس في زماننا لا يريدون بهذا المعنى. لا يريدون المعنى بهذا اللفظ بما انهم يريدون بالتوسل الاستغاثة به والتوسل بجاهه وشفاعته فهذا لا يجوز وهو محرم فان قيل يعني اللهم اني اسألك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ويتوسل بذات النبي او بجاه النبي او ان يستغيث به مباشرة ويسمي ذلك توسلا وهذا من الشرك الاكبر ثم قال فان قيل قد يقول الرجل لغيره بحق الرحم بمعنى كما جاء عن ابي عن عبد الله بن جعفر انه قال لعلي اسألك بحق الرحم فان قيل قد يقول الرجل لغيره بحق الرحم. قيل الرحم توجب على صاحبها حقا. الرحم توجب على صاحبها حقا لذي الرحل كما قال الله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام على قراءة الكسر اللي يتساءلون به والارحام اي تسألون به وتسألون الارحام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من من الرحمن الرحم شجنة من الرحمن شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله وقال من وقال لما خلق الله الرحم تعلقت بحقلي الرحمن وقالت هذا بقاء العائد بك من القطيعة. فقال الا ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت بلى رضيت هو حق الرحم وقد رأى انه كان اذا سأله ابن اخيه بالحق جعفر اعطاه لحق جعفر على علي. كان عبد الله بن جعفر يقول اسألك بحق جعفر فيجيبه علي بحق جعفر عليه وحق ذي الرحم باق بعد موته. ما هو حق الرحم وصلها والاحسان اليها والوصف الاحسان مما يحبه الله ويرضاه وهو عمل صالح يجوز للمسلم ان يتوسل بهذا العمل فيحمل قوله اسألك فبحق الرحم اي بما اوجب الله عليك من الرحم من وصلها والاحسان اليها فيكون السؤال بالرح من جهتين. من جهة ان الله هو الذي اوجب ذلك. فكأنك تسأل الله بما اوجبه على عباده. وهو من شرعي او يكون المعنى ان صلة الرحم والاحسان لها هو بالعمل الصالح فتتوسل الى الله عز وجل بذلك العمل واما سؤال المخلوق اسألك بحق الرحم فالمراد بذلك اي بما اوجب الله عليك من صلة الرحم والاحسان اليها كما قال هنا وحقن الرحم باقي بعد موتك كما في الحديث ان رجل قال يا رسول الله هل بقي منبر ابوي شيء ابرهما به بعد موتهما؟ قال نعم الحديث وهو حديث جيد عند رواه ابو داوود وغيره من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وجاء من حديث ابي اسيد مالك ابن ربيعة الساعدي واسناده حسب يقبل التحسين ثم قال ايضا وفي الحديث الاحد ابن عمر ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي فهو اسناد وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيح قال فصيلة اقارب ميت واصدقاء هو من تاب بره والذي قاله ابو حنيفة واصحابه وغيره من العلماء والذي قاله ابو حنيفة واصحابه وغيره من العلماء من انه لا يجوز ان يسأل الله تعالى عن المخلوق لا بحق الانبياء ولا غير ذلك يتضمن شيئين كما تقدم اي ان عامة الفقهاء يحرمون ان يسأل الله بحق فلان ولو كان نبيا او رسولا. عند احمد رواية انه جوز السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما خلق فيه والقول مع من خالف ذلك اي القول هو قول جمع العلم ان السؤال بحق الانبياء لا يجوز انه لا يجوز ان يقسم على الله بمخلوق ولا يجوز ان يسأل الله بحق احد من خلقه. قال بشيئين كما تقدم احدهما. الاقسام على الله سبحانه وتعالى به وهذا من يعز جميع العلماء الا عند احمد كان يجوز الاقسام على الله بمحمد قال وهذا وهذا منهي عنه عند العلماء كما تقدم كما ينهى ان يقسم على الله بالكعبة والمشى باتفاق العلماء. استثنى فقط النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح عدم جواز ذلك. والثاني اذا الاقسام على الله بمخلوق هذا محرم ولا يجوز في اما في غير النبي فهو محل اجماع وفي النبي فيه خلاف الصحيح انه لا يجوز. الثاني السؤال به فهذا يجوز طائفة من الناس ونقل في ذلك اثار عن بعض السلف وهو موجود في دعاء كثير من الناس وهو اللهم اني اسألك بحق فلان بجاه فلان وهذا جوزه طائف من الناس ونقل في ذلك اثار من بعض السلف وهو موجود في دعاء كثير من الناس لكن ما روي عن النبي كله ضعيف اي كل ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم اجاز او شرع ان ان يسأل الله عز وجل بجاه اي او بمنزلته او باحد من خلقه فكل ذلك كذب موضوع وليس هناك حديث ثابت يصار اليه في هذا الباب. قال وليس قد يظن ان له فيه حجة الا حديث الاعمى يحتجون بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بحديث من في حديث الاعمى هو حديث عبدالله ابن الذي رواه جهل ربيعة عن عبد الله ابن زيد في قصة الاعمى ابي امامة ابي امامة حديث ابي امامة ابن حنيفة سهل ابن حنيف وفيه ان رجل اعمى اتى النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو الله له ان يرد رد عليه بصره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان شئت ان تصل لك الجنة وان شئت دعوت لك وان شئت دعوت لك قال ادعو الله لي قال ان يتوضأ وان يقول اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد من الرحمة اللهم فشفعه في فالنبي امره ان يتوضأ وان يدعو. وان يقول في دعائه اللهم شفع محمد صلى الله عليه وسلم فيه. بمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا وسأل الله له واراد النبي ان يدعو ان يدعو هذا الاعمى ايضا بان يقبل الله شفاعة رسوله فيه فيشترط في مثل هذا المقام اولا ان يكون النبي حي والشرط الثاني ان تحصل شفاعته ودعاءه. اما اذا توسم النبي في حياته وبشفاعته ودعاءه وهو لم يدعو له يقول هذا لا يجوز. لا بد في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته ان يكون حيا. والثاني ان يدعو له او يشفع له. اما اذا تحققت الحياة ولم يتحقق الدعاء والشفاعة فان توسله بشفاعته لا يجوز. اما بعد وفاته فهذا محرم لا يجوز. وهذا من التوسل البدعي المحرم. يقول الشيخ الاسلام هنا وحديث الاعمى لا حجة لهم فيه فانه صريح في اي شيء في في انه انما توسل به شيء بانه انما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته وهو طلبا وهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء. وقد امره النبي ان يقول اللهم شفعه في ولهذا رد الله عليه بصره لما دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك مما يعجل من ايات النبي ولو توسل غيرك ولو توسل غيره من العميان الذين لم يدعوا لهم سلم بالسؤال به لم تكن حال كحاله. لو جاء اي اعمى وفعل مثل ما فعل اعمى في حياة النبي او بعد حياته والنبي لم يدعو له ولم يشفع له لم يحصل ما حصل لي ذلك. اذا حصلت الاستجابة الاعمى من جهتين ان النبي حي وانه دعا له وشفع له. والحديث في اصله ايضا فيه ابو جعفر الخطمي وفيه ضعف وفيه ضعف قال ودعاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب في الاستسقاء المشهور بين المهاج والانصار قوله اللهم انا كنا اذا اجدبنا نتوسل اليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا. وانا نتوسل اليك بعم نبينا. اراد بهذا ان يبين ان بجاه النبي او بذاته او بحقه بعد وفاته انه من التوسل المبتدع الباطل. لان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما استسقى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوسل لا بجاه النبي ولا بحقه ولا بذاته. وانما قال لعمه العباس قم فاستسقي لنا وهذا محل اجماع بين الصحابة انه لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وانما يتوسل به في حال حياته اذا كان يدعو او بعد مماته بطريقة التوسل بالايمان به وطاعته وموالاته قال اذ لو كان يقول يدل على ان التوسل المشروع عنده هو التوسل بدعائه في حال حياته بدعاء شفاعته في حال لا لا السؤال بذاته اذ لو كان هذا مشروعا لم يعدل عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجر الانصار عن السؤال بالرسول الى السؤال ابن عباس لو كان المسألة مثلا جاه ومنزلة ما عدل الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقلوا الى العباس الله عز وجل بدعاء العباس وسار النزاغ في وساغ النزاع في السؤال بالانبياء والصالحين دون الاقصاء بهم يقول وساغ النزاع في السؤال بالانبياء والصالحين دون الاقسام بهم لان بين السؤال والاقسام فرق فان السائل متضرع يعني هناك فرق بين السؤال وبين الاقسام فان السائل متضرع ذليل يناسب الاجابة. والمقسم اعلى من هذا فانه طالب مؤكد فانه طالب مؤكد طلبة بالقسم ولنقسم لا يقسم الا على من يرى انه يبر قسمه لا شك ان الاقسام على الله بانبيائه اشد نكارة وقبحا من سؤال الله في حق الانبياء. لان الفرق بينهما ان المقسم كان يطالب من من الذي اقسم عليه ان يضر قسمه وان الذي اقسم به الله عليه حق يجب عليه ان يضره في ظهر فيه العلو بخلاف السؤال فان فيه الذل والانكسار فيه الذل والانكسار وكلاهما ايضا لا يجوز بل من التوسل البدعي والاقسام المحرم على الله سبحانه وتعالى بحق بالاقسام على الله بشيء من خلقه لا يجوز فلا يقسم على الله باحد من خلقه وانما يقسم على الله عز وجل باسمائه وصفاته. قال فان الله الى ان قال فابرار القسم خاص ببعض العباد. منهم لو اقسم على الله لابره. ومع ذلك قسمه قسمه على الله باي شيء فيما يجوز القسمي وهو الاسماء والصفات. اقسم عليك يا ربي بمعنى ان تجيب دعائي هو يقسم على الله عز وجل بان يؤكد طلبه بان يجيب الله الدعاء. ومع ذلك القسم على الله انما جاء فيه الحديث عن بعض عن بعض الصحابة قالوا اما اجابة السائلين فعام لانه قال ان من عباد الله من لو اقسم على الله لبر. لكن بالدعاء عام كل من دعا الله والح في سؤاله اجابه الله فان الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وان كان كافرا. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من ما من داع يدعو بدعوة هذا الحديث ليس مسلم وانما هو في السنن لقوله وفي الصحيح نقول المراد بذلك انه حديث صحيح. رواه ابو سعيد رواه ابو سعيد الخدري في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه احمد وغيره. وهو حديث صحيح يدل على ان ما من داع يدعو الا استجيب له بشرط الا يكون فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله بها احدى خصال ثلاث اما ان يعجل له دعوته واما ان يدخر له مثل الخير مثلها واما ان يصرف عنه من الشر مثلها. قالوا نكثر؟ قال الله اكبر. وهذا التوسل بالانبياء بمعنى وهو الذي قال ابو حنيفة واصحابه غيرهم انه لا يجوز ليس في المعروف من مذهب مالك يعني هذا قول ابو حنبل لا يجوز ومالك اشد نكيرا من ابي حنيفة حيث ان مالك انكر من يقول في دعائه يا سيد يا سيد وقال قل يا رب يا رب وانكر من قال يا حنان يا من ان لا يراه لا يراه مأثورا عنده فكيف يجوز ما هو اشد من ذلك ذكارة؟ رحمه الله يقول هنا فاما ما نقل عن مذهب مالك لانه جوز التوسل به بمعنى الاقسام به او السؤال به فليس يجمعه في ذلك نقله. اي كل ما نقل عن مالك انه التوسل بجاه النبي او يجوز الاقسام على الله بجهل بحق النبي كله باطل ليس بصحيح ومالك من اشد الناس نكيرا في في الاحداث فان مالك وما يوقع هناك انه يقول ان ان هذا سب للرسول الذي لا الذي لا يجوز السؤال بجاه النبي ولا يجوز الاغتسال على الله بالنبي ان هذا سب للرسول وتنقص؟ نقول هذا باطل وكذب. ومالك لا يقول لك بل المعروف عن مالك انه كره للداعية ان يقول يا سيدي يا سيدي وانما يقول كما قالت الانبياء يا ربي يا ربي يا كريم وكاره ايضا يقول يا حنان يا منان فانه ليس مأثورا عنه اي ليس مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يدعو بذلك فاذا كان مالك يكره مثل هذا الدعاء اذ لم يكن مشروعا عنده فكيف يجوز او كيف يجوز عنده ان يسأل الله بمخلوق نوقن ان يسأل الله بمخلوق نبي بمخلوق نبيا كان بمخلوق نبيا كان او غيره. وهو يعلم ان الصحابة لما اجدموا عام وماذا لم يسأل الله بمخلوق لا نبي ولا غيره ويريد بهذا شيخ الاسلام ان يبطل دعوة من يقول ان مالك يجوز السؤال بالانبياء ويجوز الاقسام الى الله بالانبياء فكل هذا عن مالك باطل وكل ما ينقع عن في هذا الباب كذب وافتراء على مالك ومالك من اشد الناس نكيرا على من احدث في دعائه بادعية ليست مأثورة وكان يشدد النكير على ذلك. فكيف يجوز ان يسأل بالله بخلقه وهو الذي نقل عن الصحابة انه عند اجدبوا وسألوا الله عز وجل انما سألوه بما جاء في الصحيح انه قال قم يا عباس فاستسقي لنا ولو كان التوسل بالانبياء جائز تسقى عمر واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال وكاثبت في الصحيح عن ابن عمر وانس انهم كانوا اذا اجدبوا انما يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستسقائه ولم ينقل احد منهم انه كان في حياته صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى المخلوق لا به ولا بغيره لا بالاستسقاء ولا غيره واحاديث اللعبة سنتكلم عنه ان شاء الله تعالى اذا اجمع الصحابة على انه لا يسأل الله باحد من خلقه لا بجاهه ولا بذاته. واجمع الصحابة ايضا انه لا يقسم على الله باحد من خلقه وليس هناك من له حق على الله الا ما جعل الله على نفسه سبحانه وتعالى تفضلا وتكريما واكراما لذلك الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى الى ان قال فلو كان السؤال معروف عند الصحابة قالوا عمر ان السؤال اولى من السؤال التوسي ابن عباس نقف على قوله هذا فلو كان السؤال ولو كان السؤال نقف على قوله فلو كان السؤال بمعروف عند الصحابة. والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله على سيدنا محمد