الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلك من نقل عن مالك انه جوز سؤال الرسول او غيره بعد موتهم او نقل ذلك عن امام من ائمة المسلمين غير مالك كالشافعي واحمد وغيرهما وقد كذب عليهم ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك ويستند الى حكاية مكذوبة عن مالك. ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذي فيها هو هذا. بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة ولكن من الناس من يحرك نقلها واصلها ضعيف كما سنبينه ان شاء الله تعالى. والقاضي عياض لم يذكرها في كتابه في باب زيارة قبره بل ذكر هناك ما هو المعروف عن مالك واصحابه وانما ذكرها في سياق ان حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما حال حياته وكذلك عند ذكره وذكرى حديثه وسنته وسماع اسمه وذكر عن مالك انه سئل عن ايوب السختياني فقال ما حدثتكم عن احد الا وايوب افضل منه. قال وحج حجتين. فكنت ارمقه فلا اسمع منه غير انه كان اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى فلما رأيت منه ما رأيته اجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه. فقال مصعب بن عبدالله كان مالك اذا ذكر النبي اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه. فقيل له يوما في ذلك فقال لو رأيتم ما رأيت لما انكرتم علي ما ترون. لقد كنت ارى محمد المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله لا نكاد نسأله عن حديث ابدا الا يبكي حتى نرحمه. وقد كنت ولقد كنت ارى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم. فاذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا على طهارة ولقد اختلفت اليه زمانا فما كنت اراه الا على في خصال اما مصليا واما صامتا واما يقرأ القرآن ولا يتكلم فيما لا يعنيه. وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله ولقد كان عبدالرحمن ابن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فينظر الى لونه كأنه نزف منه الدم. وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد كنت ات في عامر ابن عبد الله ابن الزبير فاذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع ولقد رأيت الزهري. وكان لمن اهنأ الناس اقربهم فاذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا ولا عرفته. ولقد كنت اتي صفوان بن سليم وكان من المتعبدين فاذا ذكر فاذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى فلا زال فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه فهذا كله نقله القاضي عياض من من كتب اصحاب مالك المعروفات ثم ذكر حكاية بسند غريب منقطع رواه عن غير واحد اجازة قال وحدثنا ابو العباس احمد ابن عمر ابن دلهات قال حدثنا ابو الحسن علي حدثنا ابو بكر محمد ابن ابن احمد ابن الفرح حدثنا ابو الحسن عبد الله ابن منتاب حدثنا يعقوب ابن اسحاق ابن ابي اسرائيل حدثنا ابن حميد قال نظر ابو جعفر ان امير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا امير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فان الله ادب قوما فقال لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ومدح قوما فقال ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله الاية وذم قوم فقال ان الذين ينادونك من وراء الحجرات الاية. وان حرمته ميتا كحرمته حيا. فاستكان لها ابو جعفر. فقال يا ابا عبدالله استقبل القبلة وادعو استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك ادم عليه السلام الى يوم القيامة. بل استقبله واستشفع به فيشفع الله. قال الله تعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول وجدوا الله توابا رحيما. قلت وهذه الحكاية منقطعات فانه محمد بن حميد بن الرازي لم يدرك مالكا لا سيما في زمن ابي جعفر المنصور فان ابا جعفر توفي بمكة سنة ثمان وخمسين ومئة. وتوفي ما لك سنة تسعة ومئات وتوفي محمد بن حميد الرازي سنة ثمان واربعين ومائتين ولم يخرج من بلده حين رحل في طلب العلم الا وهو كبير مع ابيه. وهو مع هذا ضعيف عند اكثر اهل الحديث كذبه ابو زرعة وابن وابن وارة وقال صالح بن محمد الاسدي ما رأيت احدا اجر على الله منه احذق بالكذب منه فقال يعقوب ابن شيبة كثير المناكير قال النسائي ليسوا بثقة قال ابن حبان ينفرد عن الثقات بالمقلوبات واخر من روى الموطأ عن مالك هو ابو مصعب وتوفي سنة اثنتين واربعين ومئتين واخر من روى عن مالك عن الاطلاق هو ابو حذيفة احمد ابن اسماعيل السهمي توفي سنة تسع وخمسين ومائتين. وبالاسناد ايضا من لا تعرف حاله. وهذه الحكاية لم يذكرها احد من اصحاب مالك المعروفين بالاخذ عنه ومحمد بن حميد ضعيف عند اهل الحديث الى اسند فكيف اذا ارسل حكاية لا تعرف الا من جهته؟ هذا اذا ثبت عنه واصحاب مالك متفقون على انه مثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قوم له في مسألة في له في مسألة في الفقه. بل اذا روى عنه الشاميون كالوليد بن مسلم ومروان بن محمد الطاطري رواية هؤلاء وانما يعتمدون على رواية المدنيين والمصريين فكيف بحكاية تناقض مذهبه المعروف عنه من وجوه رواها واحد من الخراسين من الخرسانيين لم يدركوا وهو ضعيف عند اهل الحديث مع انه مع ان قوله وهو وسيلتك وسيلة ابيك ادم عليه السلام الى الى الله يوم القيامة انما يدل على توسل ادم وذريته به يوم القيامة وهذا هو التوسل بشفاعته يوم القيامة وهذا حق. كما جاءت بالاحاديث الصحيحة حين تأتي الناس يوم القيامة ادم يشفع ليشفع لهم فيردهم ادم الى نوح ثم يردهم نوح الى ابراهيم وابراهيم الى موسى وموسى الى عيسى ويردهم عيسى الى محمد صلى الله عليه وسلم فانه كما قال انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر ادم من دونه ادم فمن دونه. تحت لواء يوم القيامة ولا فخر ولكنه ناقضة لمذهب مالك المعروف من وجوه. احدها قوله استقبل قبلة وادعو اما استقبل رسول الله وادعو؟ فقال ولم تصرف وجهك عنه وسيلتك ووسيلة ابيك ادم؟ فان المعروف عن مالك وغيره من الائمة وسائر السلف والصحابة والتابعين ان الداعي اذا سلم على النبي صلى الله وسلم ثم اراد ان يدعو لنفسه فانه يستقبل القبلة ويدعو في مسجده ولا يستقبل القبر ويدعو لنفسه بل انما يستقبل القبر عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له. هذا اكثر من العلماء كمالك في احدى الروايتين والشافعي واحمد وغيرهم. وعند اصحاب ابي حنيفة لا يستقبل القبر وقت السلام عليه ايضا. ثم منهم من قال يجعل الحجرة على يساره وقد رواه ابن وهب عن مالك ويسلم عليه. ومنهم من قال بل يستدل الحجرة ويسلم عليه وهذا هو المشهور عندهم. ومع هذا فكره مالك ان يطيل القيام عند القبر لذلك قال القاضي عياض بن المبسوط عن مالك قال لا ارى ان يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم ويمضي قال وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يسلم على القبر رأيته مئة مرة او اكثر يجيء الى قبر النبي الى القبر فيقول السلام على النبي صلى الله عليه وسلم السلام على ابي بكر السلام على ابي ثم ينصرف وروي واضعا يده على مقعد النبي صلى الله على يرحمك الله. وروي واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من من المنبر ثم وضعها على وجهه قال وعن ابن ابي قصيطن والقعنبي كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا خلى المسجد جسوا برمانة المنبر التي بتلقاء القبر بما يمينهم ثم استقبلوا القبلة يدعون. قال وفي الموطأ من رواية يحيى ابن يحيى الليثي انه كان يعني ابن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ال وعلى ابي بكر وعمر وعند ابن القاسم والقعنبي ويدعو لابي بكر وعمر قال مالك في رواية ابن وهب يقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. وقال في المسطول في المبسوط ويسلم على ابي بكر وعمر. قال ابو الوليد الباجي وعندي ان يدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الصلاة ولابي بكر وعمر بلفظ السلام لما في حديث ابن عمر من الخلاف وهذا الدعاء يفسر الدعاء المذكور في رواية ابن وهب قال مالك في رواية ابن وهب اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجهه الى القبر لا الى له يدنو ويسلم ولا يمس القبر فهذا هو السلام عليه والدعاء له بالصلاة عليه كما تقدم تفسيره. وكذلك كل دعاء ذكره اصحابه كما ذكر ابن حبيب في الواضحة او غيره قال وقال مالك في المبسوطة وليس يلزم من دخل المسجد. احسن الله اليكم. نعم. وصلنا. وقفنا عند حصان في قوله فلو وكان السؤال به معروفا عند الصحابة. نعم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام ابن تيمية في قاعدته فلو كان السؤال به معروفا عند الصحابة اي لو كان يشرع ان يقول السائل في سؤاله او في دعائه اللهم اني اسألك بجاه محمد او بحق محمد صلى الله عليه وسلم لما تركه الصحابة رضي الله تعالى عنهم في استسقاء عمر. وذلك ان عمر رضي الله تعالى عنه قال اللهم انا كنا نتوسل بنبيك صلى الله عليه وسلم فتسقينا اللهم انا نتوسل بعم نبيك قم يا عباس فاستسقي لنا. فلو كان السؤال بالجاه او بالسؤال بذات النبي صلى الله عليه وسلم جائز او مشروع لما ترك عمر السؤال بجاه النبي وانتقل الى ان يتوسل بدعاء العباس رضي الله تعالى عنه. وهذا محل اجماع بين الصحابة اجمعوا على انه لا يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بحقه ولا بذاته ولم يفعل ذلك احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اجماع فهذا ما اراده شيخ الاسلام قال والتوسل بالعبد يقول فلم نعدد عن الامر المشروع فلم نعد على المشروع الا الذي كنا نفعله في حياته هو التوسل بافضل الخلق الى ان نتوسل بعض اقاربنا به وفي ذلك ترك السنة المشروعة وعودوه على الافضل وسؤال الله تعالى باضعف السبعين مع القدرة على هو لو كان هذا صحيحا لما ترك الصحابة وعدل عن السؤال بجاه النبي صلى الله عليه وسلم الى السؤال بجاه الى الى السؤال بدعاء العباس. وما عدلوا الى ترك المشروع الى غيره وذلك ان من اسباب اجابة الدعاء ان يسأل الانسان بالسبب الاقوى. فلو كان الاقوى التوسل بجاه النبي لما توسل بدعاء العباس وافاد ان التوسل بجاه النبي غير مشروع وغير صحيح وان التوسل المشروع ان يتوسل في حياة النبي بدعائه او بشفاعته في حال حياته. اما بعد وفاته فلا يتوسل لا بذاته ولا بجاهه وان لم يتوسل بحبنا له بمحبته وطاعته صلى الله عليه وسلم. اما الدعوة والشفاعة فبعد موتهم قطعت ولذلك اذا قام الناس يوم القيامة يقول يا رسول الله يأتون الانبياء حتى يأتوا محمد يقول الا ترى نحن فيه الا ترى ما نحن فيه الا تشفع لنا فيشفع بعد ان يأذن الله عز وجل كذلك كذلك ايضا معاذ لابي سفيان رضي الله تعالى عنه وقد حضره جمع من الصحابة. ومن التابعين توسل بيزيد ابن الاسود الجرشي وكان من عباد الزهاد ولم يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بذات النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ايضا اجماع بعد اجماع ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتوسل بجاه ولا بذاته وانما يتوسل بدعائه وهذا خاص في حال حياته. قال وكذلك ذكر الفقهاء من اصحاب الشافعي واحمد وغيرهم انه يتوسل في الاستسقاء بدعاء اهل الخير والصلاح. قال وان كان من اقارب رسول الله فهو افضل. فهذا التفظيل من جهة الاقارب يحتاج الى دليل يحتاج الى دليل. فالنبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب عندما توسم بالعباس لا شك ان عمر افضل العباس افضل للعباس بلا خلاف بين اهل السنة. ولكن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى توسم العباس لكون العباس عم النبي وهو صنوي وصنو ابيه فلاجل هذا توسل عمر بدعاء العباس رضي الله تعالى عنه. اتوقع يذكرون انه يتوسل بدعاء الصالحين كما توسل معاوية بدعاء من؟ الولي الاسود والاسود ابن يزيد الجرشي فكذلك اذا كان في اهل البلد رجل صالح يعرف بصلاح وتقواه وورعه وخشيته لله عز وجل فلا بأس ان يقدم فيما فيه صلاة الاستسقاء وان يدعو الله عز وجل ويستسقى بدعائه فهذا لا بأس به واما تخصيصه انه من اهل البيت فلا دليل عليه الا ان كان الذي هو من اهل البيت من افضل الافضل اهل زمانه او يظهر عليه التقوى والصلاح والخشية فيكون من هذا الباب اولى. قال وكذلك كما نقل عن مالك انه جوز سؤال الرسول او غيره بعد موتهم او نقل ذلك عن امام المسلمين غير ما كشاف احمد فقد كذب عليك اي بمعنى كل من نقل ان احدا من الائمة المتبوعين ومن قبله من الصحابة والتابعين انه جوز سؤال النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته او سؤال غيره من الاولياء الصالحين بعد موته او التوص بدعائهم فان هذا كذب وباطل وافتراء ولا يقول فهو كذب باطل ولكن بعض الجهال وهو كذب وافتراء ينقل هذا عن مالك ويستند الى حكاية مكذوبة يرفع المالك قصة وحكاية مكذوبة وهي ما حصل معه ومع ابي جعفر ابي جعفر الخليفة عندما سأله قال ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك يستند الى حكاية مكذوبة عن مالك ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذي فيها هو هذا بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة. حتى القصة هذه التي سيذكرها شيخ الاسلام هي قصة باطلة مكذوبة على الامام ان وان سلمنا جدلا صحتها فان فانها تحمل اي شيء على التوسل به يوم القيامة عندما يفزع الناس اليه طلبا لشفاعته صلى الله عليه وسلم وهو التوسل بشفاعته يوم القيامة قال ولكن من الناس من يحرف نقلها واصلها ضعيف كما سنبينه ان شاء الله تعالى والقاضي عياض لم يذكرها في كتاب في كتاب في باب الزيارة في باب زيارة قبر النبي بل ذكر هناك ما هو ما هو المعروف عن مالك واصحابه. وانما ذكر في سياق ان حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم. كما كان حال حياته وذلك عند ذكره وذكر حديث وسنة وسماع اسمه صلى الله عليه وسلم ثم ذكر القاضي عياض عن مالك رحمه تعالى انه سئل عن ايوب السختيان وهو ايوب بن ابي تميم السخفياني من العباد ومن العلماء الربانيين المحدثين كان من اعلم اهل زمانه ومن افقههم ومن ومن صالحيهم رحمه الله تعالى فذكر قال ما حدثتكم عن يقول هذا من؟ مالك. الذي هو اجل اهل زمانه وافضل اهل زمانه. يقول ما حدثكم عن احد الا وايوب افظل منه وايوب ادرك جماعة من من العباد والصالحين اي ان ما لك ادرك نافع وادرك ايضا غيره من من العلماء ومع ذلك يقول ما حدثتكم عن احد الا وايوب افظل منه قال وحج حجتين اي معه فكنت ارمقه فلا اسمع منه غير انه كان يقول ما اسمع منه شيء غير انه كان اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى ما ارحمه فلما رأيت منه ما رأيت واجلال وسلم كتبت عنه اي ان سبب الكتابة عنه لعلمه وحفظه ولما يقوم بقلبه من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه اذا ذكر النبي بكى ومالك تعالى كان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اخذ ويبكي ويقول ويظن انه يعني يبكي وكان اصحابه يلومون على ذلك. فلما ذكر ان ايوب كان اذا بكى بكى حتى يقول اشد الزكام ما اشد الزكام وانما هو من شدة بكائه فيقول ما اشد الزكام حتى لا يظن به انه يرائي بمعنى انه يظهر ان البكاء والدموع التي تنزل ليست من باب انه بكى لذكر النبي صلى الله عليه وسلم وانما ان به زكام. وقال ما لك كان اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تغير كان مالك اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني ان ينكسر حتى يصعب ذلك على جلسائه بقي له يوما في ذلك فقال لو رأيتم ما رأيت لما انكرتم عليه ما تروا لقد كنت ارى محمد بن المنكدر رحمه الله وكان سيد لا نكاد نسأل عن حديث ابدا الا يبكي. حتى نرحمه. ولقد كنت ارى جعفر بن محمد الصادق وكان كثير الدعابة والتبسم فاذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه وما رأيت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا على طهارة ويذكر عن ذلك انه ما حدث بحديث او ما جلس مجلس حديث الا اغتسل وتطهر وتجمل ثم جلس يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولقد اقتربت اليه زمانا فما كنت اراه الا على ثلاث خصال. اما نصلي واما صامتا واما يقرأ القرآن ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان من العلماء للعباد وكان العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل وبكاء هؤلاء الصالحين عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شوقا له ومحبة له وتعظيما له واجلالا له صلى الله عليه وسلم وهو اهل لذلك صلى الله عليه وسلم وقال ايضا ولقد كان عبد الرحمن بن قاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فينظر الى لونه كانه نزل منه الدم اي يحمر احمرارا شديدا كان الدم قد خرج منه. وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنت اتي عامد بن عبد الله بن الزبير فاذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع. ولقد رأيت الزهر وكان من اهنأ الناس واقرب بمعنى ان الزهري كان من احسن الناس مجالسة واقرب الناس لجليسه ممازحة وملاطفة ودباثة خلق ودماثة مع ذلك اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته. اي ينسى الخلق الذين عنده اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وكان صفوان بن سويكة من العباد الزهال المجتهدين اذا ذكر النبي بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس يتركوه ولا ينتفعون به. وهذا ما ذكره القاضي عياض من كتب اصحاب مالك ومراد شيخ الاسلام بهذا ان هذا اللي ذكره مالك اللي ذكره القاضي عياض في مقام سيرة قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ان القصة التي ذكرت في ليس في صحيح وانما ذكر حال هؤلاء القوم اذا ذكروا النبي صلى الله عليه وسلم من بكاء ومن خشية ومن ومن اجلال وتغير لون وانكسار كل هذا من باب محبة الرسول ثم قال ثم ذكر الحكاية اي عندما ذكر هذه الاثار التابعين ذكر هذه الحكاية باسناده وذكر في اسنادها انها من طريق محمد ابن حميد الرازي انه قال ناظر ابو جعفر المنصور امير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومالك يا يا امير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد وهذا لا نكارة فيه. اذا كان الانسان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ان يرفع صوته عند قبر النبي لماذا؟ لان حرمة النبي ميتة كحرمته حية. والله يقول لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. وقال ان الذين يغضون اصواتهم رسول الله اولئك الذين امتهم قلوب التقوى وذم الله قوما فقال ان الذين ينالوا نيران الحجرات قالوا ان حرمته ميتا كحرمته حي فاستكان لها ابو جعفر اي سلم ووافق مالك في ذا فقال يا ابا عبد الله عند الدعاء استقبل القبلة وادعو ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولم تصرف وجهك عنه؟ ووسيلتك وسيلة ابيك ادم الى يوم القيامة بل اقبله واستشفع به فيشفعك فيشفعك الله. قال قال الله تعالى ولو ان من ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفروا الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. وهذه القصة اما مطلعها فلا نكارة فيه من عدم رفع الصوت وغظه عند رسول الله فهذا حسن. لا نكارة واما قوله استقبل القبلة وادعو فهذا منكر. بل كان وتعالى يرى ان من اتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستقبل القبلة الا عند السلام. واما عند الدعاء يدعو لنفسه ويستقبل القبلة يستقبل وله ايضا رواية اخرى انه حتى عند السلام لا يستقر القبر وانما يجعل الحجرة خلف ظهره ويسلم بمعنى يأتي يجعل الخلف ويقول السلام عليك يا رسول الله دون ان يستقبل القبر ويدعو متجه القبلة وعنده رواية ثانية وهي قول الاحناء انه يجعل الحجرة عن يساره ويسلط قالوا عليك رسول الله ثم يستقبل القبلة ويدعو. وانما الرواية الاخرى التي هي يستقبل القبر وجاء ذلك عن ابن عمر وغيره انه يستغرق يقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا عمر فيسلم على النبي سلم وهذه الحكاية كما ذكر شيخ الاسلام انه حكاية منقطعة باطلة. اذا هذا وجه الذكر. ايضا انكر من ذلك قوله بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله هذا ايضا كذب وافتراء على الامام مالك فهو مالك من اشد الناس ذكارة لمن يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم القيامة عنده ويدعو ويدعو عنده قال بعد ذلك قال وهذه الحكاية منقطعة فان محمد وحيد الرازي ضعيف هذا اولا فان محمد عيد الرازي اولا لم يدرك مالك هذا اولا وثانيا لم يسمع لم يدرك مالك فلم يدرك هذه القصة وثانيا هو ضعيف في نفسه قد كذبه غير واحد وتكلم فيه اهل العلم كذب وزرعة وابن وارة وغير واحد القصة في اصلها باطلة القصة في اصلها باطلة ولا تصح عن مالك رحمه الله تعالى و ان صححنا هذه اللفظة فقوله وهو وسيلتك وسيلة ابيك ادم عليه السلام تحمل اي شيء تحمل على يوم القيامة انه في يوم القيامة يدعو يأتي الناس اليه ويستشفعون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيشفعه الله عز وجل فيهم. وذلك ان ادم والرسل جميعا جميعا يأتون الى محمد صلى الله عليه وسلم فيطلبون ان يشفع لهم عند الله عز وجل فهذا لا نكارة فيه ولا اشكال فيه. اما وجه النكارة ان تطلب شفاعته في الدنيا وقد نص غير اهل العلم وهو الصحيح ان سؤال ان سؤال شفاعة احد من خلقه بعد موته انه من الشرك الذي يخبر الشيخ عبد اللطيف عبد الرحمن بن حسن ان من سأل شفاعة مريم فهو مشرك كافر باجماع اهل العلم ويلحق على ذلك طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا من الشرك الذي لا يجوز الى ان قال وهي باطن وهي ولكنها مناقضة اي واولا ذكر انها باطلة من جهة اسنادها وهي باطلة ايضا من جهة متنها. احد وقول قوله استقبل القبلة وادعو اما قال استقبل القبلة وادعو ام وسلم فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك وسيلة ابيك ادم فان المعروف عن مالك وغير الائمة وسائر السلف من الصحابة التابعين ان الداعي اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اراد يدعو لنفسه فانه يستقبل القبلة ويدعو في مسجده ولا يستقبل القبر ويدعو نفسه بل انما القبر عند السلف اي ان اهل العلم متفقون ممن تقدم من الصحابة التابعين ان من دعا انه لا يستقبل القبر انما يستقبل القبلة الى الناقلة بينهم في ذلك وانما الخلاف في باب السلام. هل هل يستقبل القبر عند السلام او او يجعله عن يمينه او او يجعله عن يساره او يستبر هذه هي ثلاث روايات عن مالك انه يجعله خلف ظهره وقيل عن يساره وقيل انه يستقبل القبر عند السلام فيسلم. قال وهذا قول اقتل العلماء كمالك في احد الروايتين والشافعي واحمد وغيرهما وعند اصحاب حنيفة انه لا يستقبل القبر عند السلام ولا عند الدعاء وانما يجعل القبر عن يساره منهم من قال يجعل الحجرة عن يساري وقد رواه ابن وهب عن مالك ويسلم عليه ومنهم من قال بل يستبدل الحجرة بل يستدبر الحجرة ويسلم وهذا هو المشهور عندهم ومع هذا فكره مالك ان يطيل القيام. اذا مالك اصله انه لا لا يسوغ ولا يراه مشروعا ان يطيل القيام عند ولا ولا يستقبل القبر لا في دعائه ولا عند سلامه بل في ذلك خلاف بين مالك فعلى هذا تكون القصة باطلة ومنكرة انه قال لابي جهل منصور بل استقبله وادعو فان وسيلك فهذا باطل حيث ان مالك ان مالك في مذهبه وفيما نقل عنه انه لا يجوز استقبال القبلة عند الدعاء بل عنده في السلام هل يستقبل القبر او يجعله خلف ظهره او يجعله عن يساره ثلاث روايات واصح ما قيل انه عند السلام يستقبل القبر وعند الدعاء يستقبل القبلة وعند الدعاء اي اراد ان يدعو لنفسه فليس القبر سبب في اجابة الدعاء وليس للموطن سبب وانما المسجد هو الذي يكون موطن من مواطن اجابة الدعاء قال وكان نافع قال ابن عمر يسلم على القبر وذكر انه رأه مئة مرة او اكثر وهذا مما تفرد به داء تفرد به ابن عمر عن غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فلم يكن ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي يأتون الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويفعله مثل ما يفعل ابن عمر وانما كان يفعل ذلك ابن عمر رضي الله تعالى والا من كان في المدينة او كان في السن وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فهو بمنزلة واحدة. الذي يسلم عند القبر ليسلم عند الحجرة. والذي يسلم في الهند هما في منزلة واحدة. كلاهما يبلغ كلاهما اه سلامه يبلغ لرسولنا صلى الله عليه وسلم وانما الذي يرد الله عليه روحا يرد عليه السلام هو من دخل داخل الحجرة وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسلم داخل الحجرة يرد الله على رسوله يرد الله على على رسوله روحه في رد عليه السلام. اما من سلم خارج الحجرة فانه يبلغ فان سلامه يبلغ لرسولنا صلى الله عليه وسلم الى ان قال ثم ثم قال بعد ذلك قالوا عن ابن ابي قصي الطعمي كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد جسوا بالرمانة اي مسوا الرمانة وهذا ليس بصحيح وجسم الرمان اسناده هذا منقطع وليس من التبر وليس جس الرمانة بمشروع بل هو من البدع اذا كان على وجه التبرك اذا كان وجه التبرك فهو امر منكر قال برمانة النمرة تلقاء القبر بميامنهم ثم استقبل القبلة يدعون. قالوا في الموطأ انه كان ابن عمر يقف قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه وسلم وعلى ابي بكر وعمر وعند ابن القاسم القعدني ويدعو ابي بكر وعمر قال مالك راية الوهب؟ يقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ويسابق قال ابن الوليد الباجي وهذا اصح انه يدعو النبي بلفظ الصلاة اللهم صلي وسلم على رسول الله عمر بلفظ السلام فيقول السلام عليك يا ابا بكر تلاعبوا عليك يا ابتاه اذا كان ابن المرء السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا امير المؤمنين رضي الله تعالى عنه فهذا هو المشروع الذي يفعله من اتى الحجرة وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقال لا يشرع الذهاب الى الحجرة بقصد هذا الدعاء وبهذا السلام وانما من دخل المسجد فقال السلام عليك يا رسول الله عند دخوله كان قد بلغ السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم واما ابو بكر وعمر فانهما ولا يسمعانه وانما يبلغان ذلك وانما المشروع من استطاع ان يدخل داخل الحجرة ويقف على قبر النبي ويسلم عليه ويأتي قبر ابا بكر ويسلم عليه يأتي قبر ابي ويأتي قبر عمر بن الخطاب ويسلم عليه يأتي قبر بكر وعمر ويوسف هذا هو المشروع اما من خارج الحجرة فانما هو السلم الذي يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء الذي يكون لابي بكر وعمر لان سلامه لهما خارج الحجرة لا يسمعانه ولا يبلغان اله يعني ابو بكر وعمر اذا سلم لادخال الحجرة لا يبلغان ولا يسمعان بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم اذا سلم عليه خارج الحجرة ماذا يكون؟ يبلغ السلام ثم نقف على قوله قالوا المبسوط وقال مالك والله تعالى اعلم