الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وان قال قائل بلى بل انا اسأله او اقسم عليه بمعظم دون معظم من المخلوقات. اما الانبياء دون غيرهم او نبي دون غيره. كما جوز بعضهم الحلف بذلك او بالانبياء والصالحين دون غيرهم. قيل له بعض المخلوقات وان كان افضل من بعض فكلها مشتركة في انه لا يجعل شيء منها ندا لله تعالى فلا يعبد ولا يتوكل عليه ولا يخشى ولا يتقى ولا يصام له ولا يسجد له ولا يرغب اليه ولا يقسم بمخلوق. كما ثبت في عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. وقال لا تحلف الا بالله وفي السنن عنه انه قال من حلف بغير الله فقد اشرك فقد ثبت بالنصوص الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات. لا فرق في ذلك بين الملائكة والانبياء والصالحين وغيرهم ولا فرق بين نبي وهذا كما قد سوى الله تعالى بين جميع المخلوقات في ذم الشرك بها وان كانت معظمة. قال تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذا انتم مسلمون فقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته يخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا قال الطائفة من السلف كان اقوام يدعون المسيح والعزير والملائكة فقال تعالى هؤلاء الذين تدعونهم عبادي يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون ويتقربون الي كما تتقربون الي. وقال وقد قال تعالى ومن يطع الله رسوله ويخشى الله واتقه فاولئك هم الفائزون. فبين ان الطاعة لله رسول فانه من يطع الرسول فقد اطاع الله. وبين ان الخشية والتقوى لله وحده. فلم يأمر فلم يأمر ان يخشى مخلوق ولا يتقى مخلوق وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله. انا الى الله راغبون. وقال تعالى اذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. فبين سبحانه وتعالى انه كان ينبغي لهؤلاء ان يرظوا بما اتاهم الله ورسوله ويقولوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله والله راغبون. فذكر الرضا بما اتاه الله ورسوله. لان الرسول هو الواسطة بيننا وبين الله في تبليغ امره ونهيه. وتحليله وتحريمه ووعده ايه ده فالحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله ولهذا قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه فليس لاحد ان يأخذ من الاموال الا ما احله الله ورسوله. والاموال المشتركة له كمال الفيء والغنيمة والصدقات عليه ان يرضى بما اتاه الله ورسوله من وهم مقدار حقه لا يطلب زيادة على ذلك. ثم قال تعالى وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله. وان الحسبة هو الكافي والله وحده كاف عباده المؤمنين كما قال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. اي وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين. هذا هو القول صواب الذي قاله جمهور السلف والخلف. كما بين في موضع اخر. والمراد ان الله كاف للرسول ولمن اتبعه فكل من اتبع الرسول فالله كافيه وهاديه وناصره ثم قال تعالى سيؤتينا الله من فضله ورسوله. فذكر الايتاء لله ورسوله. لكن وسطه بذكر بذكر الفضل فان الفضل لله وحده بقوله سيؤتينا الله من فضله ورسوله. ثم قال تعالى انا الى الله راغبون. فجعل الرغبة الى الله وحده دون الرسول وغيره من المخلوقات فقد تبين ان الله سوى بين المخلوقات بهذه الاحكام لم يجعل لاحد من المخلوقين سواء كان نبيا او ملكا ان يقسم به ولا يتوكل عليه ولا يرغب اليه ولا يخشى ولا يتقى. وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. ومالهم فيهما من شرك ومالهم وما لهم من من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فقد تهدد سبحانه من دعا شيئا من دون الله. وبين انهم لا لا ملك لهم مع الله ولا شركا في ملكه وانه ليس له عون ولا ظهير من المخلوقين فقطع تعلق القلوب بالمخلوقات رغبة ورهبة وعبادة واستعانة ولم يبق الا الشفاعة وهي لكن قال قال الله تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. وهكذا دلت الاحاديث الصحيحة في الشفاعة يوم القيامة اذا اتى الناس بادم واولي عزمي نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم فيردهم كل واحد الى الذي بعده. الى ان يأتوا المسيح فيقول لهم اذهبوا الى محمد. عبد غفر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم فيأتوني فاذهب الى ربي فاذا رأيته خلرت ساجدا واحمد رب واحمد ربي بمحامد. يفتحها علي لا احسنها الان. فيقال لي اي محمد ارفع رأسك وقل اسمع وسل تعطه واشفع واشفع واشفع تشفع الشقة واشفع تشفع تشفع قال فيحد لي حدا فادخلهم الجنة وذكر تمام الخبر. فبين المسيح ان محمدا هو الشافعي مشفع ضعف لانه عبد وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبين وبين محمد عبد الله ورسوله افضل الخلق واوجه الشفعاء واكرمهم على الله على انه يأتي فيسجد ويحمد لا يبدأ بالشفاعة حتى يؤذن له فيقال له ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع وذكر انه ذكر ان ربه يحد له حدا فيدخله الجنة. وهذا كله يبين ان الامر كله لله. هو الذي يكرم الشفيع بالاذن بالاذن له في الشفاعة. والشفيع لا يشفع الا فيمن يأذن الله له ثم يحد للشفيع حدا فيدخله الجنة فالامر بمشيئته وقدرته واختياره. واوجه الشفعاء وافظلهم هو عنده الذي فضله على غيره واختاره واصطفاه بكمال عبوديته وطاعته وانابته وموافقته لربه فيما يحبه ويرضاه. واذا كان الاقسام بغير الله والرغبة اليه وخشية وتقواه ونحو ذلك هي من الاحكام التي اشتركت المخلوقات فيها فليس لمخلوق ان ان يقسم به ولا يتقي ولا يتوكل عليه وان كان افضل المخلوقات. ولا يستحق ذلك احد من الملائكة والنبيين فضلا عن غيرهم من المشائخ والصالحين فسؤال الله فسؤال الله تعالى بالمخلوقات ان كان بما اقسم به وعظمه من المخلوقات فيصوغ السؤال بذلك كله. وان لم يكن سائغا لم يجز ان نسأل بشيء من ذلك والتفريق في ذلك بين معظم ومعظم. كتفريق كتفريق من فرق فزعم انه يجوز الحلف ببعض المخلوقات دون بعض. وكمان هذا فرق باطل فكذلك الاخر. ولو فرق مفرق بينما يؤمن به وبين ما بين ما يؤمن به وبين ما لا يؤمن به. قيل له فيجب الامام الملائكة والنبيين ويؤمن بكل ما اخبر به الرسول مثل منكر ونكير. والحور العين والولدان وغير ذلك. افيجوز ان يقسم بهذه المخلوقات لكونه الايمان بها ام يجوز السؤال بها كذلك؟ فتبين ان السؤال بالاسباب اذا لم يكن المسؤول به سببا لاجابة الدعاء فلا فرق بين السؤال بمخلوق ومخلوق كما لا فرق من القسم بمخلوق ومخلوق وكل ذلك غير جائز. فتبين انه لا يجوز ذلك كما قاله من قاله من العلماء والله اعلم واما قوله تعالى وكانوا من قبل يستفتحون على وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا. فكانت اليهود تقول للمشركين سوف يبعثوا سوف يبعث قال النبي ونقاتلكم معه فنقتلكم. لم يكونوا يقسمون على الله بذاته ولا يسألون به. او يقولون اللهم ابعث هذا النبي الامي لنتبعه ونقتل هؤلاء هذا هو النقد الثابت عند اهل التفسير وعليه يدل القرآن فانه قال تعالى وكانوا من قبل يستفتحون. والاستفتاح الاستنصار هو طلب الفتح والنصر فطلب فطلب الفتح والنصر به هو ان يبعث فيقاتلونهم معه. وبهذا ينصرون. ليسوا باقسامهم به وسؤالهم به. اذ لو كان كذلك كانوا اذا واقسموا به نصروا ولم يكن الامر كذلك بل لما بعث لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نصر الله من امن به وجاهد معه على من خالفه وما ذكر وبعض المفسرين انهم كانوا يقسمون به او يسألون به فهو نقل شاذ مخالف للنقول الكثيرة المستفيضة المخالفة له. وقد ذكرنا طرفا من ذلك في دلائل النبوة في كتاب الاستغاثة الكبير. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قاعدته في قاعدة في التوسل وسيلة قال فان قال قائل بل انا اسأله او اقسم عليه بمعظم دون معظم من المخلوقات. اما الانبياء دون غيرهم او دون غيره كما جوز بعضهم الحلف بذلك او الانبياء والصالحين دون غيرهم. قيل له بمعنى انه لو قال قائل الا اقسم على الله عز وجل ببعض الانبياء الذين لهم جاه ومنزلة ومكانة ولا شك ان اعظمهم في ذلك هو رسولنا صلى الله عليه وسلم قال انا اقسم ببعض الانبياء كمحمد دون دون غيره. قيل له بعض المخلوقات وان كان افضل من بعض فكلها مشتركة في اي شيء فكلها مشتركة في ان انه لا يجعل شيء منها ندا لله عز وجل فلا يعبد ولا يتوكل عليه ولا يخشى ولا يتقى ولا يصاب له ولا يسجد له ولا يرغب اليه. ولا يقسم بمخلوق كما ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت فقال لا تحلفوا الا بالله. وقالت حديث ابن عمر ايضا عند اهل السنن من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. وهذا الحديث قد اعله بعض اهل العلم كالبيهقي وغيره والصحيح الصحيح انه محفوظ وان الراوي الذي رواه سعد عبيدة عن ابن علي ابن عمر عن ابن رضي الله تعالى عن ابن عمر الرجل الذي حدث في مجلس سعيد حدث ايضا به سعيد رضي الله تعالى عنه لان الحج عن سعيد عن ابن عمر فلما خرج قال له قائل ما سمعت قال سعيد عن ابن عمر قال ماذا قال؟ قال بهذا الحديث فقالوا ان الواسط بينهم مجهول لا يعرف والصحيح ان سامي عبيدة سمعوا من سعيد علي ابن عمر رضي الله تعالى عنه من حلف بغير الله فقد قد اشرك فقد كفر واشرك. على كل حال اراد شيخ الاسلام بهذا ان يبين ان تخصيص بعض المخلوقات للقسم على الله بها او او التوسل بها يحتاج الى الى دليل والاصل في هذا الباب انه لا يشرع شيء ولا يستحب شيء الا بدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فلو كان يجوز ان يحلف على الله بمخلوق لقال قائل ايضا يجوز ان تحلف بالمخلوق على مخلوق. واذا كان الحلف بالمخلوق على مخلوق محرم ولا يجوز. فمن باب اولى الا يحلف على الله مخلوق من باب الاقسام على الله بمخلوق نقول هذا لا يجوز والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت فقال لا تحلفوا بابائكم وقال لا تحلفوا الا بالله. وقال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك فقد ثبت بالنصوص الصريحة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم انه لا يجوز الحل بشيء من المخلوقات لا فرق بين ذلك بين ملك ونبي او صالح او غيرهم ولا فرق بين نبي ولا نبي فكلهم لا يجوز الحلف بهم. وان كان الاجماع منعقد على انه لا يحلف بالانبياء انما الخلاف في محمد صلى الله عليه وسلم. والذي عليه عامة العلماء ان الحيث به ايضا لا يجوز لعموم قوله لا تحلفوا الا بالله. والحلف بالانبياء من الامور المحدثة المنكرة التي لم تكن في القرون الاولى وانما وقع ذلك بعد القلوب المفضلة والا والا كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لا يحلفون الا بالله سبحانه وتعالى ولم ولم يعهد ان احد منهم حلف بالرسول صلى الله عليه وسلم او حلف بشيء من مخلوقات الله التي يعظمها. ولذا انكر انكر النبي صلى الله عليه وسلم على الذين كانوا يقولون والكعبة قال انكم تنددون عندما قال في الحديث عن حذيفة انتم القول ولنكم تقولون والمسيح. قال له النصراني وانتم من قبل تقولون والكعبة. فقال صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله فالحلف بالكعبة محرم وهو من الشرك نسأل الله العافية والسلامة. وقد دلت النصوص على ان من حلف الغذاء فقد اشرك وقد قال النبي صلى الله عليه سعد ابن ابي وقاص ابي هريرة في الصحيح من قال في حلف ولاة والعزة فليقل لا اله الا الله بمعنى ان حسنة الشرك ان سيئات الشرك تكفرها حسنة التوحيد. وقد نص على ان الحلف شرك نص على ذلك عطية القرظي وكذلك ابي الاحبار وايظا نقل عن غير واحد من السلف انهم حكموا بان الحارث بغير الله انه وقع في الشرك وسواء قلنا انه من شرك الفاظ انه من شركة الالفاظ اذا كان يجعل لساني دون قصد. اما ان كان على وجه التعظيم ومساواة المخلوق بالخالق كان من الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام قال رحمه الله ولا فرق بين نبي ونبي وهذا كما قد سوى الله تعالى بين جميع المخلوقات في ذم الشرك به سبحانه وتعالى او في ذم الشرك بها كما قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقال تعالى وان المساجد فلا تدعو مع الله احدا واحد وشيء من انكر النكرات يدخل فيها الرسل الانبياء ويدخل فيها من دونه ولذا ذكر شيخ الاسلام محمد عبدالوهاب ان الله لا يرضى ان يشرك معه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل قال وهذا كما سوى الله تعالى في تعالى بين جميع المخلوقات في ذم الشرك بها وان كانت معظمة كما قال تعالى ما كان لبشر يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. لم يفرق بين نبي وبين نبي بل جعل ذلك كله محرم على الانبياء والرسل وهم محشوهم وهم آآ معصومون من ذلك ان يقعوا في مثل هذا الامر كما قال لئن اشركت ليحبطن عملك فاذا كان من اشرك عمله فاعظم من ذلك من يدعو من يدعو الى الشرك به نسأل الله العافية والسلامة. قال ولا يأمر ولا يأمرك من تتخذ الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون فحاشا رسول الله عز وجل ان يدعوا الناس الى الكفر او يأمروهم بالشرك نسأل الله العافية والسلامة. قال ايضا قوله تعالى قل للذين انتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. ومعنى الوسيلة هنا ان تعود الى الله الطاعة ان يتقربون الى الله سبحانه وتعالى. اما ما يزعمه الصوفية وما يزعمه عباد القبور والظلال ان معنى الاية الذي يدعون يبتغون رب الوسيلة انهم يتوسلون الى الله بهم فهذا تفسير باطل. لم يقل به احد من اهل السنة ولم يذكره احد من اهل التفسير المعتبري المعتبرين في هذا الباب وانما تفسيرها الذي عليه عامة المفسرين قوله ان الذين تشركون بهم وتدعونهم من دون الله هم ايضا عباد امثالكم لو عباد امثالكم يبتغون الى ربهم الطاعة. الوسيلة المراد بها الطاعة. فالوسيلة توصلك الى الى ما تريد فكذلك الطاعة توصلك الى مرضاة ربك سبحانه وتعالى فهؤلاء الذي يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. قال طائفة من السبت كان اقوام يدعون المسيح فقال تعالى هؤلاء الذين تدعونهم هم عباد مثلكم يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي ويتقربون الي كما تتقربون الي وقد قال الله تعالى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون تبين ان الطاعة لله والرسول فانه من يطع فانه من يطع الرسول فقد اطاع الله. وبين ان الخشية والتقوى لله وحده فلم يأمر ان يخشى مخلوق ولا يتقى مخلوق قال ومن يطع الله ومن يطع الله ورسوله. ذكر الطاعة لمن؟ لله والرسول واما الخشية قال ويخشى الله ويتقه يعود الضمير على من؟ على الله. فاولئك هم الفائزون. فالرسول لا يخشى ولا يتقى من باب انه ينزل منزلة الرب كما قال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله الاتيان قرر فيه بين الله وبين رسوله صلى الله عليه وسلم. وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله تأمل ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله الاتيان يصح من من الرسول كما هو من الله سبحانه وتعالى وليس بذلك قدح بالتوحيد ولا اشراك برسوله مع ربه سبحانه وتعالى لان الرسول يؤتي والله بيده الفضل كله قال وقالوا حسبنا الله فقصر الحسب على من على الله وحده لان الحسد بمعنى الكفاية والذي يكفي هو هو الله وحده. وليس هناك من يكفي غير الله سبحانه وتعالى. فقال وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ايضا اي ان الفضل يؤتيه الرسول ثم ذكر ما يتعلق بالعبادة الاخرى ان الى الله راغبون. فالرغبة تكون لمن؟ لله. والحسب يكون لمن؟ لله عز وجل. اما اتيان والفضل هذا يشارك فيه المخلوق الخالق فانت تعطي فلان من الناس من فضلك والله يعطيه من فضله. وهذا يؤتيه وذاك يؤتيه وليس في ذلك ما ينافي التوحيد. اما الرغبة والرهبة والخشية والخشوع فلا تكون الا لمن الا لله. يقول فذكر الرضا بما اتاه الله ورسوله لان الرسول هو الواسطة بيننا وبين الله في تبليغ امره ونهيه وتحليله وتحريمه ووعده ووعيده فالحلال ما حل له الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله. والدين ما شرعه الله ورسوله. ولهذا قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا فليس لاحد ان يأخذ من الاموال الا ما احله الله ورسوله. والاموال المشتركة له كما كمال الفي والغنيمة والصدقات عليه ان يرضى بما اتاه الله اذا قسم النبي صلى الله عليه وسلم القسمة وهو الوسيط بيننا وبين الله في قسمة هذه الاموال على المسلم ان يرضى بما قسمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك ثم قال تعالى وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله لان الحسن المتعلق بمن؟ بالله وحده. فان الحسب هو الكافي والله وحده وكافي عباده المؤمنين. اما قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك المؤمنين تبعناها كما عليه عامة المفسرين ان الله هو حسبك وهو ايضا حسب المؤمنين من اتباعك وليس المعنى ان ان اه ان الله هو حسبك والمؤمنون ايضا هم حسبك وانما الضمير يعود على ومن اتبعك من المؤمنين اي ان الله حسيبهم سبحانه وتعالى قال بعد ذلك هذا هو القول الصواب الذي عليه جماهير السلف والخلف كما بين في موضع والمراد ان الله كاف للرسول ولمن اتبعه فكل من اتبع الرسول فالله كافيه وهاديه وناصره ورازقه ثم قال تعالى سيؤتينا الله من فضله ورسوله فذكر الايتاء لله ورسوله لكن وسطه بذكر الفضل فان الفضل لله وحده بقوله سيؤتينا الله من فضله. ورسوله. وتأمل انه عقب على اتيار الله بالفضل الذي هو خاصم لله عز وجل ورسوله ايضا انه يؤتي لكن الفضل كله لمن؟ لله وحده سبحانه وتعالى الفضل لله وحده وان كان وان كان آآ يشكر المخلوق على ما يؤتيك من من من غنيمة فليس بذلك ما يمنعه. ايضا ذكر الرغبة التي هي لله وحده دون الرسول فقد تبين ان الله سوى بين المخلوقات في هذه الاحكام. وعلى من فرق بين بين نبي ونبي وبين مخلوق ومخلوق في مسألة السؤال والقسم يطالب باي شيء؟ يطالب الدليل وانى له الدليل في ذلك بل لا يجوز المسلم ولا يجوز لعبد ان يقسم على الله بشيء من مخلوقاته. ولا يجوز له ان يسأل الله بشيء من مخلوقاته. وانما يتوسل الله بما شرعه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم. فمما جاء في كتاب الله ان نسأل الله باسمائه وصفاته ومما جاء في السنة ان نسأل الله باعمالنا الصالحة. وما عدا ذلك فالتوسل به من من البدع المحدثة المنكر التي لا تجوز. ثم قال اه قال سبحانه وتعالى قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما له ما فيه وما لهم فيهما من شرك وما له منه من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. هذه الاية تسمى بالدامغة المبطل لكل ما يتعلق به المشركون فالمشرك انما يشرك بالله لظنه ان الذي يدعوه اما ان يكون له ملك في هذا الخلق او هو شريك في هذا الخلق او يكون ظهيرا لله عز وجل اي معينا لله سبحانه او ان يكون شفيعا وليس هناك قسمة خامسة. اما ان يكون مالك واما ان يكون شريك واما ان يكون معين واما ان يكون شافع فنفى الله عز وجل الثلاثة الاولى وعلق الرابعة بشرط الاذن ولا يشفعون الا ولا تنفع قال تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له اذا الشفاعة لا لا تكون الا وقال قال انا اطلب الشفاعة للمخلوق نقول المخلوق لا يشفع الا اذا اذن الله له ولا يشفع الرسل والانبياء والصالحون الا لمن كان اهلا بالشفاعة ممن رضي الله تعالى عنهم. يقول شيخ الاسلام لم يجعل لاحد مخلوقين سواء كان نبيا او ملكا ان يقسم به ولا يتوكل عليه ولا يرغب اليه ولا يخشى ولا يتقى ثم ذكر الاية التي ذكرناها لان الله ابطل فيها كل ما يتعلق به المشركون. فقد تهدد سبحانه من دعا شيء من دون الله. وبين انهم لا ملك لهم مع الله لك الملك ولا شرك ولا شركاء في ملكه وانه ليس له عون ولا ظهير من المخلوقين فقطع تعلق القلوب بالمخلوقات لا يملك المخلوق شيء فقطع تعلق القلوب بالمخلوقات رغبة ورهبة لان ترغب وترهب لاي شيء اما ان تظن في من تعلقت به انه يملك او انه شريك او انه يستطيع ان ينفع فالله قطع تعلق القلب بالمخلوقات لانها لا تملك شيئا من امر الله سبحانه وتعالى. رغبة ورهبة وعبادة واستعانة ولم يبق الا الشفاعة. ثم علق الشفاعة باي شيء بشرطها انهم لا يشفعون الا لمن ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. قال وهكذا دلت الاحاديث الصحيحة في الشفاعة يوم القيامة اذا اتى الناس ادم واولي العزم يوم القيامة يأتون نوحا وابراهيم وموسى فيقول اشفع لنا فيقول لست لها يأتون ادم فيقول لست لها ويذكر خطيئته وهو اكله من الشجرة ثم يأتون إبراهيم ويذكر كذباته الثلاث وحاشوا من الكذب ثم يأتون موسى ويذكر قتله النفس التي لم يؤمر بقتلها ويأتون عيسى ولا يذكر ذنبا وانما يقول اذهبوا الى عبد الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها عندما يقول يا محمد الا ترى ما نحن فيه؟ الا تشفع فيقول انا لها انا لها. فينطلق محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذا ان الرسول لا يشفع ابتداء لا يشفع ابتداء ولا يستطيع مخلوق ان يشفع ابتداء. وانما يشفع متى اذا اذن الله له فينطلق رسولنا الى الى ربي سبحانه وتعالى فيسجد قدر جمعة قدر جمعة من ايام الدنيا فيفتح الله عليه من من المحامد والثناء يقول ما لا احسنه الان فيقول الله له يا محمد ارفع رأسك ارفع ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيقول يا ربي امتي امتي فيشفعه الله عز وجل في فصل القضاء ويسمى ذلك المقام بالمقام المحمود. فبين المسيح ان محمد هو الشافعي المشفع لانه عبد اثر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وبين محمد صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق واكرمهم. واوجه الشفعاء واكرمهم على الله عز وجل انه يأتي فيسجد ويحمد لا يبدأ بالشفاعة لا يبدأ بالشبع ابتداء وعلى هذا يحتج من يقول ان من سأل الشبع من مخلوق انه مشرك بهذه الشبهة لانك اذا سألته كانك اياه ونقول هذا ليس بصحيح من يسأل الشفاعة من المخلوق من يسأل الشيخ مخلوق؟ نقول ان كان يعتقد ان المسؤول يملك الشفاعة دون ان يأذن الله له كان بذلك كافرا لانه ملك المخلوق ما لا اما اذا سأله الشفاعة بدعوى انه اذا شفعت فاشفع لي واذا اذني لك فاشفع لي يقول هذا ليس بشرك ولا يخرج صاحبه قائله من دائرة الاسلام والتكفير بهذا مزلة وظلال نسأل الله العافية وان كان يقوله لكن هذا ليس بصحيح ولو كان كذلك لكان الناس في العرصات عندما يقول يا رسول الله اشفع لنا الا ترى ما نحن فيه؟ لكانوا بهذا سألوا الانبياء الشرك والكفر وليس بهذا قائل على كل حال آآ الذي الذي يجب ان سيعتقد ان الشفاعة ملك لله. وان المخلوق لا يملك الشفاعة ابتداء البتة ومن اعتقد ان يملك الشفاعة ابتداء فهو كافر بالله عز وجل خاصة ما يتعلق الامور الاخروية بالامور القوية فانه لا يشرع احد يوم القيامة الا الا باذن الله سبحانه وتعالى قال وهذا كله يبين الامر كله لله والذي يكرم الشفيع بالاذن له في الشفاعة والشفيع لا يشفع الا في من يأذن الله له. الاذن للشاذع والرضا ولا يشفع الا لمن كان موحدا من اهل التوحيد ثم يحد للشفيع حدا له مثلا قدر قبيلة تميم اخرجهم من النار ولذلك من امة محمد من يشفع بمثل قبيلة اي عدد يعني عدد عظيم يشفع فيهم ويخرجهم من النار يخرجهم من النار. ومن امة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم يحد الانبياء والرسل حتى اذا شفع الرسل الانبياء والصالحون والملائكة بقي ارحم الراحمين سبحانه وتعالى فيخرج من النار اناسا لم يعملوا خيرا قط بل يقبض قبضة من النار يخرجهم يخرجهم بهذه القبضة قال بعد ذلك فلا فالامر بمشيئته وقدرته ثم يحن حتى يدخل الجنة. فالامر اي الامر بالشفاعة بمشيئته وقدرته واختياره واوجه واوجه الشفعاء واوجه الشفعاء وافضلهم هو عنده الذي فظله على غيره واختاره واصطفاه بكمال عبوديته وطاعته وانابته وموافقة لربه فيما يحب ويرضاه. والنبي خص من الشفاعات في ثلاث بشفاعة بثلاث شفاعات خاصة لا يشاركه فيها غيره صلى الله عليه وسلم الشبع فصل القضاء وهو المقام المحمود والشفاعة في فتح ابواب الجنة والشفاعة في امنه ابي طالب ان يخفف عن العذاب. قال بعد ذلك واذا كان الاقسام بغير الله والرغبة اليه وخشيته وتقواه. ونحو ذلك من الاحكام التي اشتركت المخلوقات فليس لمخلوق ان يقتى به ولا يتقى ولا يتوكل عليه وان كان افضل المخلوقات. ولا يستحق ذلك احد من الملائكة والنبيين فضلا عن غيرهم من اشياء الصالحين فالسؤال لله تعالى في المخلوقات ان كان بما اقسم به وعظمه من مخلوقات فيصوغ السؤال بذلك كله يعني لو قال قال الله اقسى بالليل فانا اسأله بالله يقول ليس لك ذلك. الله اذا يجوز له الله يفعل ما يشاء ويقسم بما يشاء من مخلوقاته. واما المخلوق فليس له ان يقسم الا بالله باسماء وصفاته وليس ليقسم بشيء من خلقه. قال وان لم يكن صاغ ولم يجز ان يسأل بشيء من ذلك والتفريق بين معظم معظم يحتاج اليه شيء التفريق بين بين اه كتفريق كتفريق من فرق قال فزعم انه يجوز الحل ببعض المخلوقات دون بعض. وكما ان هذا فرق باطل الذي يجوز انه يحلف بالكعبة ولا يحلف بغيرها ويأتي بفرق ان هذه معظم وهذا غير معظم نقول التفريق هذا تفريق باطل ومحرم. كذلك ايضا التفريق بالاقسام الى الله ببعض مخلوقاته هو تفريق باطل والاصل كما رجح شيخ الاسلام وهو قول عامة اهل العلم ان الاقسام على الله بمخلوقاته محرم ولا يجوز. وان سؤال الله بخلقه والتوجه بخلقه ايضا لا يجوز. وليس هناك حجة ولا دليل يعتمد عليه من جوز الاقسام على الله بخلقه او التوسل على الله في خلقه. وكل محتج به مما مما سبق ذكره كله باطل ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. الى ان قال فيجب الامام بالملائكة والنبيين بكل ما اخبر به الرسول مثل منكر ونكير والحور العين والولدان وغير ذلك اف يجوز ان يقسم بهذه المخلوقات التي نؤمن بها؟ لانه قال لو قال قائل انا افرق فقل من نؤمن به نقسم به ومن لا نؤمن به لا نقسم نقول هذي المخلوقات كلها مما يؤمن به فهل لك ان تقسم البلدان المخلدة الى الله؟ او تقسم بالحور العين على الله عز وجل لكونه يجمع بها لا ام يجوز سؤالي بها كذلك بمعنى ان هذا من ابطل الباقي. تبين ان السؤال بالاسباب اذا لم يكن المسئول به سببا لان الاسباب اما ان تكون اسبابا شرعية واما ان تكون اسبابا حسية وسؤال الله عز وجل بسبب الاسباب لابد ان يكون لابد ان يكون شرعيا لا يكتفي فيه ان يكون حسيا. مع انه يكد حسي كما ذكرنا سابقا لو قال قائل انا سألت الله جل في بروح فلان من الصالحين واستجاب الله دعائي نقول هذا السبب وان كان حسسته انه وقعت الاجابة تقول ليس ليس بحجة لان ولو سلمنا لك جد وهو باطل ليس صحيح ان الله استجاب لك لانك توجهت لهذا الرجل وهو باطل يقول ليس هذا بحجة ليس هذا بحجة لان هذا سبب حسي والسبب الحسي لا يعتمد عليه في التشريع وانما اللي يعتمد في التشريع شيء الاسباب الشرعية مع ان مع ان ما يقع من الاجابة عند قبور الصالحين او عند الصالحين ليس لاجل انه توسل بالجاه او دعا في مكان او مكان يزعم انه مكان اجابة وانما لما قام في قلبه من الاضطرار والخضوع والذل والانكسار قد يستجيب الله له او ان يكون فتنة له واستدراجا له نسأل الله العافية. فتبين ان السؤال بالاسباب اذا لم يكن المسؤول به سببا لاجابة دعاء فلا فرق بين السوا بمخلوق ومخلوق من الاسباب التي يقع بها الاجابة الدعاءية شيء ان يسأل الله عز وجل وهو بمن كان يطيل مطعمه ومشربه ويدعو الله عز وجل نقول هذا سبب شرعي انك اذا اطبت مطعمك اجيبت كما قال ابن سعد اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة تكن مجابة دعوة كذلك لو ان الانسان رفع يديه نقول هذا سبب وسبب شرعي فالنبي رفع يديه ودعا كذلك ايضا تحري اوقات الاجابة هذه اسباب تحرر تحرر الاماكن الفاضلة كالكأكاء عند بيت الله الحرام او في آآ المواضع كالسجود مثلا هذه اسباب شرعية تستجاب يستجاب فيها الدعاء اما ان يقول اذا سألت بروح فلان او بجاه فلان نقول هذا السبب ليس بسبب لا شرعي ولا حسي ايضا مع ان الحسي لا يحتج في مقام بمقام التشريع الحسي يعتمد عليه في مقام ايش في مقام الطب في في مقام الذي يحتاج الى تجربة لا بأس به. اما في التشريع فالاسباب الحسية ليست بحجة قال واما قوله وكانوا نقف على قوله واما قوله تعالى وكان من قال الذين كفروا نقف على هذا فالله تعالى اعلم