الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ولو حلف حالف بحق المخلوقين لم تنعقد يمينه. ولا فرق في ذلك بين الانبياء والملائكة وغيرهم. ولله تبارك وتعالى حق لا فيه احد لا الانبياء ولا غيرهم. وللانبياء حق وللمؤمنين حق. ولبعضهم على بعض حق. فحقه تبارك وتعالى ان يعبدوه لا لا يشركون به كما تقدم في حديث معاذ ومن عبادته تعالى ان يخلصوا له الدين. ويتوكلوا عليه ويرغبوا اليه. ولا يجعل لله ندا لا في محبته ولا ولا دعائه ولا الاستعانة به. كما في الصحيحين انه قال صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو ندا من دون الله دخل النار. وسئل اي ذنب اعظم؟ قال ان تجعل ندا وهو خلقك. وقيل له ما شاء الله وشئت. فقال اجعلتني لله يبدأ؟ بل ما شاء الله وحده. وقد قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقال تعالى فلا تجعلوا بالله اندادا وانتم تعلمون. وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد فاياي فارهبون فاياي فاعبدون. وقال تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقال تعالى في فاتحة الكتاب التي هي ام القرآن اياك نعبد واياك نستعين وقال تعالى ومن الناس من يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا وشدوا حبا لله. قال تعالى فلا تخشوا الناس واخشوا. قال تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله. ولهذا لما كان المشركون قال ولهذا لما كان المشركون يخوفون ابراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه. قال تعالى وحاجه قومه قال تحاجوني في الله وقد هداني. ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا. وسع ربي كل شيء افلا تتذكرون؟ وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ننزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال اينا لم يظلم نفسه؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم انما ذلك انما ذاك الشرك. كما قال العبد الصالح يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. وقال تعالى ومن يطع الله ورسوله يخشى الله والتقي فاولئك هم الفائزون. فجعل الطاعة لله والرسول فانه من يطع الرسول فقد اطاع الله. وجعل الخشية والتقوى لله وحده. فلا يخشى الا الله ولا الا الله. وقال تعالى فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا. وقال تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله الرسول وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فجعل سبحانه الايتاء لله والرسول في اول الكلام واخره. كقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. مع جعله الفضل لله وحده والرغبة اليه الى الله وحده وهو تعالى وحده حسبهم لا شريك له في ذلك. وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حسبنا الله ونعم الوكيل. قال قالها ابراهيم حين القي في النار وقالها محمد حين قال قال لهم وقالها محمد حين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله من اتبعك من المؤمنين معنى ذلك عند جماهير السلف والخلف ان الله وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين. كما بسط ذلك بالادلة. وذلك ان الرسل عليهم الصلاة والسلام هم الوسائط بين وبين الله في امره ونهيه ووعده ووعيده. فالحلال ما احله الله ورسوله. احسن الله اليك والحرام ما حرمه الله ورسوله والذين ما والدين ما شرعه الله ورسوله. فعلينا ان نحب الله ورسوله ونطيع الله ورسوله ونرضى الله ورسوله قال تعالى والله ورسوله احق ان قال الله قال تعالى والله ورسوله حق يبغضه ان كانوا مؤمنين. قال تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول قال تعالى فمن يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال تعالى قل ان كان اباءكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم اموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. وفي الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سوى سواهما ومن كان ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار وقد قال تعالى انا ارسلناك شاهدا مبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوا بكرة واصيلا. فالايمان بالله والرسول والتعزير والتوقير للرسول. وتعزيره نصره ومنعه. والتسبيح بكرة لله وحده فان ذلك من العبادة لله. والعبادة هي لله وحده فلا يصلي الا لله. فلا يصلى الا لله ولا يصام الا لله ولا الى بيت الله ولا تشد الرحال الا الى المساجد الثلاثة. لكون هذه المساجد بناها انبياء الله باذن الله. ولا ينذر الا لله ولا يحلف الا بالله ولا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله. واما ما خلقه الله سبحانه من الحيوان والنبات والمطر والسحاب وسائر المخلوقات فلم يجعل غيره من العباد الواسطة في ذلك الخلق كما جعل الرسل واسطة في التبليغ. بل يخلق ما يشاء بما يشاء من الاسباب. وليس في المخلوقات شيء يستقل بابداع شيء. بل لابد للسبب من اسباب اخر تعاونه. ولابد من دفع المعارض عنه. وذلك لا يقدر عليه الا الله وحده. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن في رسالة فان الرسول وحده كان واسطة في تبليغ رسالته الى عباده واما اجعل الهدى في قلوب العباد فهو الى الله تعالى لا الى الرسول كما قال الله تعالى انك لا تهدي من احببته ولكن الله يهدي من يشاء. وقال تعالى ان تحرص على هداهم فان ان الله لا يهدي من يضل. وكذلك دعاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام واستغفارهم وشفاعتهم هو سبب ينفع اذا جعل الله تعالى المحل قابلا له الا فلو استغفر النبي للكفار والمنافقين لم لم يغفر لهم. قال الله تعالى سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم. لن يغفر الله لهم واما الرسل فقد تبين انهم هم الوسائط بيننا وبين الله عز وجل في امره ونهيه وعده وعيده وخبره. فعلينا ان نصدقهم في كل ما اخبروا به ونطيعهم فيما اوجبوا وعلينا ان نصدق بجميع انبياء الله عز وجل لا نفرق لا نفرق بين احد منهم. ومن سب واحدا منهم قد ومن سب واحدا منهم كان كافرا المرتدة مباحة دم واذا تكلمنا فيما يستحقه الله تبارك وتعالى من التوحيد بينا ان الانبياء بغيرهم من المخلوقين لا يستحقون ما يستحق الله تبارك وتعالى من خصائص فلا يشرك بهم ولا عليهم ولا يستغاثوا بهم كما يستغاث بالله ولا يقسم ولا يقسم على الله بهم ولا يتوسل بذواتهم وانما يتوسل بالايمان بهم وبمحبتهم وطاعتهم وموالاتهم وتعزيلهم وتوقيرهم ومعاداة من عاداهم وطاعتهم فيما امروا وتصديقهم فيما اخبروا وتحليل ما حللوه وتحريم وتحريم ما والتوسل بذلك على وجهين. احدهما ان يتوسل بذلك الى اجابة الدعاء واعطاء السؤال. كحديث الثلاثة الذين ابوا الى الغار. فانهم توسلوا باعمالهم الصالحة فليجيب دعاءهم ويفرج كربتهم وقد تقدم بيان ذلك. والثاني التوسل بذلك الى حصول ثواب الله وجنته ورضوانه فان الاعمال الصالحة التي امر بها الرسول صلى الله عليه وسلم هي الوسيلة التامة الى سعادة الدنيا والاخرة. ومثل هذا كقول المؤمنين ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي بالايمان الامن بربكم ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. فانهم قدموا ذكر الايمان قبل الدعاء. ومثل ذلك ما حكاه الله سبحانه عن المؤمنين في قوله تعالى لو كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. وامثال ذلك كثير. وكذلك التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته انه يكون على وجهين احدهما ان يطلب منه الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع كما كان يطلب منه في حياته وكما يطلب كما كان يطلب منه في حياته وكما منه يوم القيامة حين يأتون ادم ونوحا ثم الخليل ثم موسى الكريم ثم عيسى ثم يأتون محمدا صلوات الله وسلامه عليه وعليهم فيطلبون منه الشفاعة. والوجه الثاني ان يكون التوسل مع ذلك بانه بان يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه. كما في حديث الاعمى المتقدم المتقدم بيانه وذكره. فانه طلب منه الدعاء والشفاعة فدعا له الرسول وامره ان يدعو الله فيقول اللهم اني اسألك واتوجه اليك به اللهم فشفعه في. فامره ان يسأل الله تعالى قبول شفاعته بخلاف من يتوسل دعاء الرسول وشفاعة الرسول والرسول لم يدعو له ولم يشفع فيه. فهذا توسل بما لم يوجد. وانما يتوسل بدعائه وشفاعته من دعا له وشفع فيه ومن هذا الباب قول امير المؤمنين عمر بن الخطاب وقت الاستسقاء كما تقدم فان عمر والمسلمين توسلوا بدعاء العباس وسألوا الله تعالى مع دعاء العباس فانهم استشفعوا جميعا ولم العباس وحده هو الذي دعا لهم وصار التوسل بطاعته والتوسل بشفاعته كل منهم منهما يكون مع مع دعاء المتوسل وسؤاله ولا يكون بدون ذلك هذه اربعة انواع كلها مشروعة لا ينازع في واحد منها احد من اهل العلم والايمان. ودين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قاعدته الجليلة في التوسل والوسيلة قال ولو حلف حالف بحق المخلوقين اي لو حلف حالف بحق المخلوقين قال وحق محمد صلى الله عليه وسلم مثل او حق الكعبة كانت يمينه هذه يمين محرمة وباطنة. وكان اثما في هذه اليمين ولا يجوز له ان يفي بها بهذه اليمين اذا حلف بهذه اليمين فهي يمين باطلة لا تنعقد يمينه ولا يلزمه كفارة اذا فيها فالذي يحلف بحق مخلوق او يحلف بمخلوق كان بذلك واقعا في شيء من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من حل بغير الله فقد كفر او اشرك سواء كان الحيث بنبي كمحمد صلى الله عليه وسلم او بملك كجبريل عليه السلام او بولي او صالح فلا يحلف الا بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. قال ولا فرق في ذلك بين الانبياء والملائكة واو غيرهم ثم ذكر ان هناك حقوق حق يتعلق بحق الخالق ولله تبارك وتعالى حق لا يشاركه فيه احد لا الانبياء ولا غيره. وللانبياء حق وللمؤمنين حق. ولبعض المؤمنين ولبعض الخلق على الحلق على ولبعض الخلق على الخلق حق فاما حقه تبارك وتعالى ايحق ربنا حق ربنا سبحانه وتعالى فحقه ان يعبد وحده ولا يشرك به شيئا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ الصحيح اتدري ما حق الله العباد وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ان حق الله على العباد هو ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا. ولما بين النبي صلى الله عليه وسلم خطر الشرك وسويد اي الذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا فهو خلقك وقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو من دون الله ندا او من مات ويدعو ندا من دون الله دخل النار وقال صلى الله عليه وسلم عندما قاله رجل ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده وبين ربنا سبحانه وتعالى ان كل ذنب سوى الكفر والشرك فهو تحت مشيئة الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فمن اشرك بالله عز وجل من اشرك بالله عز وجل من اشرك بالله عز وجل كان كان مشركا الشرك الاكبر خارجا من دائرة الاسلام وذكر ايضا قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقال تعالى وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد اياي فارهبون فقال تعالى فاياي فاعبدوني. وقال تعالى فاذا فرغت فانصبوا الى ربك فارغب. والايات في هذا كثيرة جدا تدل على توحيد الله وعلى افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. ولذا ما نراه في هذه الازمنة المتأخرة من كثرة الشرك بالله سبحانه وتعالى حيث انك ترى كثيرا ممن ينطق بالشهادتين يرددوا شهادة ان لا اله الا الله صباح مساء وهو مع ذلك ممن يشرك بالله سبحانه وتعالى فحقيقة لا اله الا الله وان نفرد الله عز وجل بالعبادة. ومعنى لا اله الا الله انه لا معبود بحق الا الله فعجبا لمن كفار قريش اعلم منه بهذه الكلمة فكفار قريش لما قال الله عز وجل لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ فعلموا وعرفوا وفهموا ان قوله لا اله الا الله ان الالهة التي يعبد من دون الله هي الهة باطلة وكثير من المسلمين في هذه الازمنة يرددون لا اله الا الله وهم يدعون غير الله فيدعون الدسوقي والعيدروس وعبد القادر الجيلاني ويدعون محمدا صلى الله عليه وسلم ولذا قال تعالى اياك نعبد واياك نستعين فحصر وقصر العباد على من على الله وحده والاستعانة لا تطلب الا ممن الا من الله سبحانه وتعالى وذكر الادلة على هذا ثم قال لهذا لما كان المشركون يخوفون ابراهيم الخليل عليه السلام كما قال الله تعالى وحاجه قومه قال تحاجوني في الله وقد هداني؟ ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا. اذا الامر كله بيد من؟ بيد لله سبحانه وتعالى وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون؟ وكيف اخاف ما اشركتم؟ ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فاي الفريقين احق ام لي ان كنتم تعلمون. ولذا لما نزلت هذه الاية قول الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه قال اما سمعتم قول العبد الصالح وهو لقمان ان الشرك لظلم عظيم. تبين ان الظلم الذي من ظلم نفسه به كان من الخاسرين الهالكين والشرك بالله سبحانه وتعالى ولذا قالوا يا رسول اينا لم يظن نفسه؟ قال لهم انما ذاك الشرك كما قال عبد الصالح يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وذكر ايضا قوله تعالى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون. وتأمل هذه الاية بين الله فيها حق حق نفسه وحق رسوله. فلما ذكر الطاعة عطف على طاعته بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم من يطع الله ورسوله. فالطاعة تكون لله وتكون ايضا لرسوله صلى الله عليه وسلم. ولما ذكر الخشية وذكر التقوى قال ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويخشى الله ولم يقل ورسوله ويتقه ولم يقل ورسوله وانما وانما قصر الخشية واتقوا على من؟ على الله وحده لانها حق له وليس لمحمد في ذلك صلى الله عليه وسلم حق. فلا يتقى الا الله ولا يخشى الا الله سبحانه وتعالى ثم وصف اولئك فقال فاولئك هم الفائزون يقول الشيخ فجعل الطاعة لله وللرسول فان من يطع الرسول فقد اطاع الله وجعل الخشية والتقوى لله وحده فلا يخشى الا الله ولا يتقى الا الله وكما قال تعالى فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياته ثمن قليل كما قال تعالى فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين. فكل هذه العبادات القلبية لا تصرف الا لمن؟ الا لله سبحانه وتعالى. فلا تصرف هذه العبادات لغيرها فمن صرف لغير الله كخوف السر كأن يخاف من ولي ان يضره او ميتا ان يصيب مصيبة نقول بهذا الخوف اشركت بالله الشرك الاكبر وخرجت من دائرة الاسلام ولذا ذكر الله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله ذكر ما اتاهم الله ورسوله فعطف على على نفسه بالرسول صلى الله عليه وسلم ولما ذكر الحزم فقالوا حسبنا الله ولم يذكر الرسول حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله مع ان آآ خص الفضل بالله عز وجل وجعل الرسول ايضا شيء من الفضل. الا ان فضل محمد صلى الله عليه وسلم تبع بفضل الله عز وجل فالفضل كله يعود لمن يعود لله سبحانه وتعالى حسبنا الله هو وحده الحسيب والكافي سبحانه وتعالى سيؤتينا الله من فضله وفصل بين الله ورسوله في هذا الايتاء بالفضل من الله ان الى الله راغبون فالرغبة لا تكون لمن؟ الا لله. والحسب لا يكون الا لله. فيقول فجعل سبحانه الايتاء لله وللرسول في اول الكلام واخرك قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم فانتهوا مع جعله الفضل لله وحده لان الفضل كله يعود لمن؟ يعود لله. وذكر ما رواه البخاري في صحيح ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان قوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم لما القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم ما قال الناس ان الناس قد جمعوا لكم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل. وهذا يدل على ان الحسب لا يكون الا لمن؟ الا لله. فلا فليس هناك حسيب وكافي الا ربنا سبحانه وتعالى وكما وقوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك المؤمنين عامة اهل التفسير يذهبون لان مع الاية ان حسبك الله وايضا هو حسب المؤمنين وليس المعنى ان حسبك الله والمؤمنين وانما المعنى يا ايها النبي حسبك الله اي حسيبك وكافيك هو من؟ هو الله. وكذلك اتباعك حسبهم وكافيهم هو الله سبحانه وتعالى قالوا معنى ذاك عند جماهير السلف والخلف ان الله وحده حسبك وحسب من اتبعك. كما بسط ذلك بالادلة وذلك ان الرسل عليهم الصلاة والسلام هو وهذا محل اجماع الرسل بيننا وبين الله وصائط. لكن وصاة بتبليغ شرعه وفي وفي اخبار اخباره سبحانه وتعالى فهم وسائط بيننا وبين الله في امره ونهيه ووعده ووعيده. فالحلال ما احله الله ورسوله. والحرام ما حرمه الله ورسوله. والدين ما شرعه الله ورسوله. وترك الناس هذا هذه الواسطة وسلكوا واسطة كفرية باطلة وهي انهم جعلوا محمد صلى الله عليه وسلم واسطة يدعونه ويرجونه من دون الله ان محمد واسطة بينه وبين الله ولذلك نقل شيخ الاسلام وغيره الاجماع على من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويرجوهم كفر باجماع المسلمين فالله عز وجل لا يخفى عليه شيء حتى يحتاج من يبلغه حاجة عباده. والله على كل شيء قدير فليس يحتاج الى من يعينه و يقويه بل هو القادر على كل شيء وهو العالم بكل شيء وهو المطلع على كل شيء سبحانه وتعالى. فالوساطة التي فالواسطة التي يعترف التي يقر بها اهل السنة هي وساطة الرسل بيننا وبين الله في امره ونهيه ووعده ووعيده واخباره فعلينا ان نحب الله ورسوله ونطيع الله ورسوله ونرضي الله ورسوله. قال الله تعالى والله ورسوله احق ان يرضوهم كانوا وحق ان وان كانوا مؤمنين وقال تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول. وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم وذكرا. الايات الدالة على وجوب طاعة الله وطاعة رسوله وعلى ان يرضوا الله ويرضوا رسوله ايضا صلى الله عليه وسلم ورضا الله ورضا رسوله في رضا في رضا الله ومن اطاع الرسول فقد اطاع الله ومن اطاع الله فقد اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم. قال وفي الصحيحين عن انس قال ثلاث من كن في وجد بهن ان حلاوة الايمان وذكر من ذلك ان يكون الله ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما قال فالايمان بالله والرسول فالايمان لمن؟ بالله والرسول والتعزير والتوقير للرسول صلى الله عليه وسلم وتعزيره بمعنى نصره وتأييده والتسبيح يكون لمن؟ لله وحده والتسبيح بكرة واصيلا لله وحده فان ذاك العبادة ثم ذكر ان العبادة انها حق لله خالص الا لله الدين الخالص وقالتا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى وان المسائل فتدعو مع الله احدا والعبادة هي لله وحده فلا يصلى الا لله ولا يصاب الا لله ولا يحج الا الى بيت الله طاعة لله. ولا تشد الرحال الا الى ثلاث مساجد كون هذه بناها انبياء الله باذن الله ولا ينذر الا لله ولا يحلف الا بالله ولا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله. واما سائر الخلق او كل ما سوى الله من خلقه سواء من الملائكة او الرسل او الانبياء او الحيوانات او النبات او المطر او السحاب او سائر المخلوقات فلم يجعل فلم يجعل غير العباد واسطة في ذلك في ذلك الخلق كما جعل الرسل واسطة بمعنى ان جميع المخلوقات سوى الانبياء ليسوا بواسطة وانما واسط الانبياء هي به شيء بتبليغ بتبليغ دعوة الله سبحانه وتعالى بالامر والنهي والوعد والوعيد. واما ما عدا رسل الانبياء فليسوا واسطة في شيء بل يخلق ما يشاء سبحانه بما يشاء من الاسباب. وليس في المخلوقات شيء يستقل بالابداع. ليس هناك مخلوق يستقل بابداع شيء او ايجاد شيء بل لا يمكن ان ان المطر المطر سبب ومع ذاك مضي اذا نزل لا تنبت الارض بسبب المطر وحده بل لا بد ان يكون هناك اسباب اخرى فليس هناك مخلوق يستقل بالابداع ينبي نفسه الا ان يكون معه اسباب اخرى تعينه ولابد ايضا من دفع المعارض الذي يمنع من من انتباع تلك الاسباب. فالمطر سبب لكن لا ينفع المطر الا اذا كانت الارض طيبة. قد ينزل المطر على ارض جدباء فلا تنبت شيئا وينزل على حفر وقيعان فلا تنبت شيئا وينزع الارض الطيبة الخصبة فتنبت مع ان المطر نزل على هذي الاراضي كلها فلابد ان يكون مع المطر هو سبب سبب اخر حتى يقع حتى يقع النبات حتى يقع النبات ويسلم ايضا من المعارض ان كان هناك معارض يمنع من انتفاع كان تكون الارض قد حرقت او اصابها شيء من الاوبئة فانها لا تنبت ايضا اما الاستقلال يقول وذلك لا يقدر عليه الا الله وحده. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. بخلاف الرسالة فان وحده هو الواسطة بين الله وبين خلقي بتبليغ الرسالة فقط. اذا ما هي واسطة الرسل؟ واسطتهم فقط في تبليغ الرسالة. في تبليغ امره ونهيه ووعيه ووعيده واخباره لا انهم وسطاء يدعون ويرجون ويستغاثوا من دون الله عز وجل. واما جعل الهدى في قلوب العباد اذا تأمل يقول هم فقط مبلغون واما الهداية فتكون ممن؟ انك لاحببت ولكن الله يهدي من يشاء فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لفاطمة سليني من مال ما شئت فاني لا اغني عنك من الله شيئا وينادي ويخص ويعم في بني قومه وعشيرته يقول لا املك لكم من الله شيئا فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك لو كان في يده شيء لهدى احب الخلق اليه وهو عمه ابو طالب فكان ممن ممن ينوء عنه ويدافع عنه ومع ذلك يقول يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فيموت على دين ابائي واجدادي فينزل الله عز وجل قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء مع ان الرسول واسطة في اي شي في التبليغ لكنه لا يقدر ان يجعل ذاك البلاغ نافعا وهدى لمن بلغه ذلك الدين. واما جعلوا هدى في قلوب العباد فهو الى الله تعالى لا الى الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل. كذلك ايضا هنا انتقل الى ايضا وكذلك دعاء الانبياء. صلوات ربي وسلامه عليهم. النبي صلى الله عليه وسلم هل دعوته دائم مستجابة هل كل من دعا له استجيب له؟ هو سبب دعاؤه سبب وشفاعته سبب. لكن لابد ان يكون السبب هذا معه اسباب اخرى. وان يكون المدعو له والوشوة والذي شفع له محلا لقبول الدعاء والشفاعة. فالله يقول له استغفر له ولا تستغفر لهم لن يغفر الله لهم مع انه قال لو اعلم انا لو استغفرت اكثر من سبعين مرة لغفر لهم لاستغفرت لهم. ومعك قال استغفر وتستغفر لي يغفر الله لن يغفر الله لهم سواء عليهم استغفرت لهم او لم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم مع انه استغفر لكن الله الم يقبل استغفاره لان المستغفر له في تلك الحال ليس اهلا ان يغفر له لوجود مانع وهو كونه منافق وكافر بالله عز وجل كذلك شفاعته عندما يشفع من قبل لا يشفع لاي احد. فلا يشفع الا لمن الا لمن رضي الله عز وجل عنه. ولذا الشفاعة المنفية ولا تنفعهم شفاعة الشافعين هم من؟ الكفار والمشركون. وانما تنفع شفاعته وشفاعة كغيره من الرسل والانبياء وكذلك من الصالحين انما تنفع من كان اهلا للشفاعة وهم الذين رضي الله عز وجل عنهم باي شيء بتحقيق التوحيد فالشفاعة لا تنفع الا بشرطين الاذن للشافع والرضا عن المشفوع قال واما الرسل فقد تبين انهم هم الوساق بينه وبين الله عز وجل بامره ونهيه ووعد وعيده وخبره فعلينا ماذا؟ ان نصدقهم في كل ما اخبروا به وان نطيعهم في كل ما امروا به واوجبوا. وان ننتهي عن كل ما نهوا عنه. وعلينا ان نصدق بجميع انبياء الله عز وجل لا بين احد منهم ومن سب وهذا بالاجماع. من سب رسولا او نبيا من انبياء الله عز وجل كفر بالاجماع. وحكمه انه يقتل يقول واذا تكلمنا فيما يستحق الله تبارك وتعالى من التوحيد بينا في مقام الانبياء لهم مقام عظيم نعزرهم ونوقرهم ونجلهم ونحبهم ولهم مقام عظيم في قلوبنا لكن عندما يصل الامر الى حق الله عز وجل لا يبقى هناك حق الانبياء الا انهم عبيد لله عز وجل. واما الحق الذي يكون على وجه التعبد والعبادة لا يصرف الا لله. قال هنا ويتكلمن فيما يستحقه ربنا تبارك وتعالى من التوحيد بينا ان الانبياء في مقام التوحيد الانبياء وغيرهم سواء لا يستحقون شيئا مما يصرف لله. لا يستحقون ما يستحق الله تبارك وتعالى من خصائص. فلا يشرك بهم ولا توكلوا عليهم ولا يستغاث بهم كما يستغاث بالله. ولا يقسم على الله بهم. ولذا النبي قال ماذا؟ قال للرجل الذي قال ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده. ولما قال اولئك يا رسول قم بنا نستغيث بالرسول من هذا منافق؟ قال ماذا؟ انه لا يستغاث بي ولكن يستغاث بالله فلا يستغاث الا بالله عز وجل. ولا يقسم على الله بهم ولا يتوسل بذواتهم الى الله وانما اذا اردنا نتوسل بالانبياء نتوسل باي شيء اما بحبنا لهم وطاعتنا لهم واتباعنا لهم. اللهم اني اسألك بحب محمد صلى الله عليه وسلم ان تغفر لي. نقول هذا التوسل جائز. اما ما يقوله وكثير من الجهال اللهم اني اتوسل اليك بحق محمد او بجاه محمد نقول هذا التوسل توسل بدعي باطل ولا يجوز اذا اردت ان تتوسل فتوسل بامر تؤجر عليه اما بمحبته او بطاعته او باتباعه او تتوسل بدعائه هو اذا دعا لك اذا دعا لك وهذا لا يمكن تصوره الا في حال ايش في حال حياتي اما بعد وفاته فالرسول لا يدعو لاحد ولا يشفع لاحد. ولذا شفاعته يوم القيامة تكون متى؟ في العرصات عندما يقوم الناس يقول اشفع قال لنا لا ترى ما نحن فيه فيقول انا لها انا ولا يشفع ابتداء وانما يذهب فيسجد عند ربه سبحانه وتعالى قدر ستة سبعة ايام ثم يقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيقول يا ربي لامتي امتي فيأتي ربنا لفصل القضاء ثم يأذن الله عز وجل بالشفاعة بعد فصل بالقضاء. اذا يقول وتعزيرهم آآ ولا يتوسم بذلك وانما يتوسل باي شيء بالايمان بهم وبمحبتهم وطاعتهم وموالاتهم وتعزيرهم وتوقيرهم ومعاداة من عدو فتقول اللهم اني اسألك بانني ابغض اعداء رسولك واتبرأ من اعداء رسولك ان تغفر لي نقول هذا عمل صالح تثاب عليه وهو من التوسل المشروع هذا من من معاداة اعداء رسل الله عز وجل وطاعتهم فيما امروا وتصديقهم فيما اخبروا وتحرير ما حللوه وتحريم ما حرر. ثم قال والتوسل بالانبياء على وجهين والتوس بيدك على وجهين وسيأتي معنا ان يتوسل بذاك الى باجابة الدعاء كما يتوسل الانسان باعماله الصالحة كما فعل اصحاب اصحاب الغار الذين انطبق على الغار فكل سأل الله عز وجل صالح لصالح عمله والتوسل ان يكون بالايمان به صلى الله عليه وسلم كما سيأتي معنا. نقف على قوله والتوسل بذلك على وجهين وذكر اربعة وجهين. كل وجه له كل وجه له اه صورتان فاصبحت الصور اربع صور جائزة مشروعة باتفاق اهل العلم كما سيأتي ايظاحها باذن الله عز وجل والله تعالى اعلم. واحكم وصلى الله على نبينا محمد