الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ودين الاسلام مبني على اصلين وهما تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واول ذلك الا تجعل مع الله الها اخر. فلا تحب مخلوقا كما تحب حبوا الله ولا ترجوه كما ترجوا الله ولا تخشاه كما تخشى الله. ومن سوى بين المخلوق والخالق في شيء من ذلك فقد عدل بالله. وهو من الذين بربهم يعدلون. وقد جعل مع الله الها اخر وان كان مع ذلك يعتقد ان الله وحده خلق السماوات والارض فان مشركي العرب كانوا مقرين بان الله وحده خلق السماوات والارض كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله وكانوا مع ذلك مشركين يجعلون مع الله الهة اخرى. قال تعالى اانكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد. فقال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله مشركين بانهم احبهم لحبه. لا انهم قالوا ان الهتهم خلقوا كخلقهم. كما قال تعالى ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقي فتشابه الخلق وهذا استفهام انكار بمعنى النفي اي ما جعلوا لله شركاء خلقوه كخلقه فانهم مقرون ان الهتهم لم يخلقوه كخلقه وانما كانوا يجعلونهم شفعاء ووسائط. قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله. قل اتنبئون الله بما لا السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. وقال صاحب ياسين ومالي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. ااتخذ من دونه الهة يريدني الرحمن بظر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون. اني اذا لفي ضلال مبين اني امنت بربكم فاسمعوني الاصل الثاني ان نعبده بما شرع على السنة رسله. لا نعبده الا بواجب او مستحب. والمباح اذا قصد به الطاعة دخل في ذلك والدعاء من جملة العبادات فمن دعا المخلوقين من الموتى والغائبين واستغاث بهم مع ان هذا امر لم لم يأمر به الله ولا رسوله امر ايجاب ولا استحباب كان مبتدعا في الدين مشركا برب العالمين متبعا غير سبيل المؤمنين. ومن سأل الله تعالى بالمخلوقين او اقسم عليه بالمخلوقين كان مبتدعا بدعة ما انزل الله بها من سلطان. فان ذم فان ذم من خالفه وسعى في عقوبته كان ظالما جاهلا معتديا. وان بذلك فقد حكم بغير ما انزل الله وكان حكمه منقوظا باجماع المسلمين. وكان الى ان يستتاب من هذا الحكم ويعاقب عليه احوج منه الى ان الى ان هدى له هذا الحكم ويعان عليه وهذا كله مجمع عليه بين المسلمين ليس فيه خلاف لا بين الائمة الاربعة ولا غيرهم وقد بسط الكلام على هذه الامور في مجلدات من جملتها مصنف ذكرنا فيه قواعد تتعلق بحكم الحكام. وما يجوز لهم الحكم فيه وما لا يجوز. وهو مؤلف مفرد يتعلق باحكام هذا الباب لا يحسن ايراد شيء من فصوله ها هنا لافراد الكلام في هذا الموضع على قواعد التوحيد ومتعلقاته. وسيأتي ايراد ما اختصر منه وحررت فصوله في ضمن المفردة يقف عليها المتأمل لمزيد الفائدة ومسيس الحاجة الى معرفة هذا الامر المهم وبالله التوفيق. وكنت انا بالديار المصرية في سنة احدى عشرة وسبعمائة قد استفتيت عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. فكتبت بذلك جوابا مبسوطا وقد احببت ايراده هنا لما في ذلك من مزيد الفائدة. فان هذه القواعد المتعلقة بتقاليد التوحيد وحسم مادة الشرك والغلو كلما تنوع بيانها ووضحت عبارتها كان ذلك نورا على نور والله المستعان وسورة قال المسؤول من السادة العلماء ائمة الدين ان يبينوا ما يجوز وما لا يجوز من الاستشفاء التوسل بالانبياء والصالحين. وصورة الجواب الحمد لله رب بالعالمين. اجمع المسلمون على ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع للخلق يوم القيامة بعد ان يسأله الناس ذلك. وبعد ان يأذن الله له في الشفاعة. ثم ان اهل السنة والجماعة متفقون على اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين واستفاضت به السنن من من انه صلى الله عليه وسلم يشفع لاهل الكبائر من امته ويشفع ايضا لعموم الخلق فله صلى الله عليه وسلم شفاعات يختص بها لا يشركه فيها احد. وشفاعة وشفاعات يشركه فيها غيره من الانبياء والصالحين. لكن ما له فيها افضل مما ما لغيره فانه صلى الله عليه وسلم افضل الخلق واكرمهم على ربه عز وجل وله من الفضائل التي ميزه الله بها على سائر النبيين ما يضيق هذا الموضع عن بسطه ومن ذلك المقام المحمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون. واحاديث الشفاعة كثيرة متواترة. منها في الصحيحين واحاديث متعددة وفي السنن والمسانيد مما يكثر وعدده. واما الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فزعموا ان الشفاعة انما هي للمؤمنين خاصة في رفع بعض الدرجات. وبعضهم انكر الشفاعة مطلقا واجمع اهل العلم على ان الصحابة كانوا يستشفعون به ويتوسلون به في حياته بحضرته. كما ثبت في صحيح البخاري عن انس بن مالك ان عمر بن الخطاب كان اذا اه قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب فقال اللهم انا كنا اذا اجدرنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. وفي البخاري ايضا عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال ربما ذكرت قول الشاعر وانا انظر الى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل نزاب وابيض مستسقى الغمام بوجهه ثمام اليتامى عصمة للارامل. والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عمر ابن الخطاب قد جاء مفسرا في سائر احاديث الاستسقاء. وهو من جنس الاستشفاء به وهو ان يطلب منه الدعاء والشفاعة ويطلب من الله ان يقبل دعاءه وشفاعته. ونحن نقدمه بين ايدينا شافعا وسائلا لنا بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم وكذلك معاوية بن ابي سفيان لما اجدب الناس بالشام استسقى بيزيد بن الاسود الجرشي فقال اللهم انا نستشفع ونتوسل بخيارنا يا يزيد ارفع يديك فرفع يديه ودعا ودعا الناس حتى سقوه. ولهذا قال العلماء يستحب ان يستسقي ان يستسقي باهل الدين والصلاح. واذا كانوا من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو احسن. وهذا الاستشفاء والتوسل حقيقة والتوسل بدعائه. فانه كان يدعو المتوسل به المستشفع المستشفع به والناس يدعون معه. كما ان المسلمين لما اجدوا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه اعرابي فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فدعا فادعوا الله يغيثنا. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا. وما في السماء قزعة. فنشأت سحابة من جهة البحر فمطروا اسبوعا لا فيها الشمس حتى دخل عليهم الاعرابي او غيره فقال يا رسول الله انقطعت السبل وتهدم البنيان فادعوا الله يكشفها عنا فرفع يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكارم من الضراب منابت الشجر وبطون الاودية. فان جابت عن المدينة كما ينجاب الثوب. والحديث مشهور في الصحيحين وغيرهما. وفي حديث اخر في سنن ابي داوود وغيره ان رجل قال له انا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روي ذلك في وجوه اصحابه وقال ويحك اتدري ما الله ان الله لا يستشفع به على احد من خلقه شأن الله اعظم من ذلك. وهذا يبين ان معنى الاستشفاء الشخصي في كلام النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهو استشفاء بدعائه وشفاعته. ليس هو السؤال بذاته فانه لو كان هذا السؤال بذاته لكان سؤال الخلق بالله تعالى اولى من سؤال الله بالخلق. ولكن لما كان معناه هو الاول انكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله لو نستشفع بالله عليك ولم ينكر قوله نستشفع بك على الله. لان الشفيع يسأل المشفوع اليه ان يقضي حاجة الطالب والله تعالى لا يسأل احدا من عباده ان يقضي حوائج خلقه. وان كان بعض الشعراء ذكر استشفاعه بالله تعالى في مثل قوله شفيعي اليك الله لا رب غيره وليس الى رد الشفيع في سبيل فهذا كلام منكر لم يتكلم به عالم. وكذلك بعض الاتحادية ذكر انه استشفع بالله سبحانه الى النبي صلى الله عليه وسلم وكلاهما خطأ وضلال. بل هو سبحانه المسئول المدعو يسأله كل من في السماوات والارض ولكن هو تبارك وتعالى يأمر عباده فيطيعونه وكل من وجبت طاعته من المخلصين فانما وجبت لان ذلك طاعة لله تعالى فالرسل عن الله امره فمن اطاعهم فقد اطاع الله ومن بايعهم فقد بايع الله. قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله واولو الامر من اهل العلم واهل الامارة انما تجب طاعتهم اذا امروا بطاعة الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح على المرء المسلم السمع والطاعة في عسره ويسره ومنشطه ومكرهيه. ما لم يؤمر بمعصية الله فاذا امر بمعصية بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة. وقال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق واما الشافع فسائل لا تجب طاعته في الشبه وان كان عظيما. وفي الحديث الصحيح ان النبي ان النبي سأل بريرة ان تمسك زوجها ولا تفارقه ولما اعتقت وخيرها النبي صلى الله عليه وسلم فاختارت فراقه. وكان زوجها يحبها فجعل يبكي فسألها النبي صلى الله عليه وسلم ان تمسكه فقالت اتأمرني؟ فقال لا انما انا شافع وانما قالت تأمرني وقال انما انا شافع لما استقر عند المسلمين ان طاعة امره واجبة بخلاف شفاعته فانه لا يجب قبول شفاعته لهذا لم ولهذا لم يلمها النبي صلى الله عليه وسلم على ترك قبور شفاعته. فشفاعة غيره من الخلق اولى الا يجب قبولها قالق جل جلاله امره اعلى واجل من ان يكون شافعا الى مخلوق. بل هو سبحانه اعلى شأنا من ان يشفع احدا عنده الا باذنه. قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولد سبحانه بل عباده مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من من خشيتهم ومن يقل منهم اني اله من دوني فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين. ودل الحديث المتقدم على ان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشفع به الى الله عز وجل اي يطلب منه ان يسأل ربه الشفاعة في الدنيا والاخرة. فاما في الاخرة في طلب في طلب منه الخلق الشفاعة من ان يقضي الله بينهم. وفي ان يدخلوا الجنة ويشفع في اهل الكبائر من امته ويشفع في بعض من يستحق النار ان لا يدخلها ويشفع في بعض من دخلها ان يخرج منها ولا نزاع بين جماهير الامة انه يجوز ان يشفع لاهل الطاعة المستحقين للثواب. ولكن كثيرا من اهل البدع والخوارج والمعتزلة انكروا شفاعته لاهل الكبائر فقالوا لا يشفع لاهل الكبائر. بناء على انها الكبائر عندهم ايغفر الله لهم ولا يخرجهم من النار بعد ان يدخلوها الا بشفاعة ولا غيرها. ومذهب الصحابة والتابعين وائمة المسلمين وسائر اهل السنة والجماعة انه صلى الله وسلم يشفع في اهل الكبائر وانه لا وانه لا يخلد في النار من اهل الايمان احد بل يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من ايمان او مثقال ذرة الايمان لكن هذا الاستسقاء والاستشفاء والتوسل به وبغيره كان يكون في حياته بمعنى انهم يطلبون منه الدعاء فيدعو لهم فكان توسلهم بدعائه والاستشفاء به طلب شفاعته والشفاعة دعاء فاما التوسل بذاته بحضور نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين المزاج قال شيخ الاسلام رحمه الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلك التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته فانه يكون على وجهين شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل بدعائي وشفاعته يكون على وجهين. لا ثالث لهما. الوجه الاول ان يطلب منه الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع ويكون ذلك في حياته يطلب منه الدعاء ادعوا ادعوا لنا يا رسول الله وهو حي يسمعك وتخاطبه وهذا الذي فعله الصحابة كما قالت ام سليم يا رسول الله خادمك انس انيس ادعو الله له فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ان يبارك له في عمره وماله. فهذا في حال حياته وهذا جائز بالاتفاق ولا خلاف بين العلم في جوازه ايضا التوسل بشفاعته وهو حي يا رسول الله اشفع لنا هذا الجهاز بالاتفاق. لان معنى الشفاعة هو معنى الدعاء. فكأنه يقول يا رسول الله ادعوا الله لنا ويطلبه الدعاء وهو حي قال احدهما ان يطلب منه الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع كما كان يطلب في حياته وكما يطلب منه يوم القيامة واذا الناس يوم القيامة يقولون يا رب يأتون ادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم عيسى حتى ينتهون الى محمد فيقول انا لها انا لها عندما يقول له الا وما نحن فيه الا تشفع لنا؟ فيقول انا لها انا لها. هذا الوجه الاول. اذا يطلب منه الدعاء والشفاعة في حال حياته سواء في الدنيا او في عرصات القيامة الحالة الثانية ان يكون التوسل مع ذلك بان يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه وهذا قضية خاصة كما حدث في قضية الاعماء. وصورتها ان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول ادع الله لي فيأمره ان يدعو هو ايضا. فيقول ان يدعو فيقول اللهم اللهم شفع في رسولك اي اقبل دعاءه فيه فيجعل طالب الشيخ في حياته هو داعي ويدعو الله ايضا ان يقبل الله دعاء محمد وشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيه وبمعنى الاول لكنها فيها سورة اخرى هي سورة ايش انه يضمن يضمن دعاءه يظمن دعاءه دعاء الله ان يقبل شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه الصورة الثانية. صورتها اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله ادعو الله ان يرد علي بصري قال امر مستمعي ان يتوضأ وليقول اللهم اني اتوسل اليك واجيب نبيك به الرحمة اللهم فشفعه في ماذا فعل هذا الاعرابي دعا الله ان يرد عليه بصره وضمن دعاءه ان يقبل الله دعاء محمد صلى الله عليه وسلم فيه ويقبل شفاعته فيه فرد الله عليه بصره. اذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا والاعمى دعا فاستجاب الله دعاءه وهذه القضية خاصة في في حال في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط ولا يجوز لاحد بعد موته ان يقول اللهم اني اتوجه اليك بنبي محمد صلى الله عليه وسلم اللهم شفعه فيه لماذا؟ لان النبي لم يشفع له اصلا ولم يدعو له فكيف تطلبه ان يشفع ان ان يقبل شفاعته فيك؟ وهو لم يشفع لك اصلا فلا يتصور هذا المعنى الا في حال حياته لانه صلى الله عليه وسلم في حال اذا طلب الدعاء والشفاعة شفع وطلب ودعا هذا هو المعنى. قال الوجه الثاني ان يكون التوسل مع ذلك بان يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه كما في حديث الاعمى المتقدم بيانه وذكره. وقد مر بنا للحديث اهو قول اللهم اني اسألك نبيك محمد اللهم شفعه فيه فامره ان يسأل الله تعالى قبول شفاعته بخلاف من يتوسل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول لم يدعو له ولم يشفع فيه تولى انسان قال كما يفعله كثير من القبوريين وكثير من المشركين اللهم اني اتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة اللهم فشفعه فيه نقول دعائك هذا دعاء باطل لماذا لانك طلبت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والنبي لم يشفع لك وطلبت ان يستجيب الله لدعاء محمد صلى الله عليه وسلم فيك والنبي لم يدعو لك ولا يتصورها فهو معنى باطل من جهة المعنى ومن جهة من جهة اللفظ باطل ومن جهة المعنى ايضا ابطل لان فيه توسل بدعي ومحرم. قالوا من هذا الباب قول امير المؤمنين وقت الاستسقاء كما تقدم ان عمر رضي الله تعالى ماذا قال؟ اللهم انا كنا نتوسل بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا اللهم انا نتوسل اليك بعم نبيك قم يا عباس استسقي لنا. اذا قول اللهم كنا نتوسل اليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو اي شيء؟ اي نتوسل بدعائه. فكانوا يأتوه يقولون يا رسول الله استسقي لنا ادع الله لنا فيدعو النبي صلى الله عليه وسلم ويستسقي ويؤمن الصحابة فيسقوه اما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول قال اللهم انا كنا نتوسل اليك في دين محمد فاسقنا لان النبي الان لم يدعو ولا يدعو لانه في حكم الاموات صلى الله عليه وسلم. قال فان مستشفع جميعا ولم يكن العباس وحده الذي دعا لهم يقول فان عمر والمسلمين توسلوا بدعاء العباس اي بمعنى قدموه بين ايديهم يدعو وامنوا على دعائه فقوله اللهم استجب للعباس دعاءه وسألوا الله تعالى مع دعاء العباس فانهم استشفعوا جميعا ولم يكن العباس وحده هو الذي دعا لهم فصار التوسل بطاعته والتوس بشفاعته كل من هو يكون مع دعاء المتوسل وسؤاله ولا يكون بدون ذلك. اذا لابد عندما نقول نتوسل اليك بدعاء فلان لابد ان يدعو فلان وندعو ايضا نحن معه. اما اذا دعاه وحده فلا يسمى توسل حتى ندعو فنحن اللهم استجب دعاءه اللهم اجبنا. ثم قال فهذه اربعة انواع قالوا من هذا الباب ثم ذكر فهذه اربعة انواع كلها مشروعة لا ينازع فيها واحد منها لا ينازع واحد منها اهل احد من اهل العلم والايمان ذكرنا ذكر هنا وجهين وذكر قبل ذلك وجهين اخرين وهو انه وسيط. قال ودين الاسلام ودين الاسلام مبني على اصلين مبني على اصلين. الاصل الاول تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وانه لا يعبد الا الله وهو معنى لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله والاصل الثاني ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعبد الله الا بما شرع محمد صلى الله الا بما شرع محمد صلى الله عليه وسلم قال واول ذلك الا تجعل مع الله الها اخر. فلا تحب مخلوقا كما تحب الله ولا ترجوا كما ترجو الله. وقس على هذا بقية العبادات لا تخشاه ولا تخافه ولا الا بما الا لا تخشوا كما تخشى الله ولا تسوي بين المخلوق والخالق في شيء من ذلك قال ومن سوى بين المخلوق والخالق في شيء من ذلك فقد عدل بالله وهن الذين بربهم يعدلون وقد جعل مع الله الها اخر قال وان كان مع ذاك يعتقد ان الله وحده خلق السموات والارض فان مشركي العرب كانوا مقرين بان الله وحده خلق السماوات والارض كما قال تعالى ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله اذا بمجرد ان يصلب شيء بالعبادة لغير الله عز وجل يكون بذلك يكون بذلك مشرك كافر ولو ولو اعتقد ان الله هو الفاعل حقيقة وان الله هو وان الله هو الخالق الرازق المدبر. وان هؤلاء انما هم اي شيء وسطاء وشفعاء ووسائل نقول دعاؤك اياهم وسؤالك اياهم مخرج لك من دائرة التوحيد وموقع وموقع وموقع لك او موقعك في دائرة الشرك بالله عز وجل. فكفار قريش يعتقد ان الله هو الخالق الرازق لكنهم مع ذلك سموا كفارا وسموا مشركين لانهم صرفوا شيئا من الهية لغير الله عز وجل كما صرفوا ذلك والعزى وبنات فكانوا يعبدون ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى هذا ما كان عليه كفار قريش. قال وكانوا مع ذلك يقول وكانوا مع ذلك مشركين يا جماعة الله الهة اخرى اي انهم مع اقرار بتوحيد بتوحيد الربوبية لم يدخلهم ذلك في في دائرة التوحيد والاسلام لانهم كانوا يشركون مع الله الهة اخرى. كما قال تعالى ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل اشهد ثم قال وقال تعالى من الناس من يتردد الله اندادا يحبونه كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله داروا مشركين لانهم احبوهم كحبه اي احبه الله عز وجل ومع ذلك احب الهتهم كحب الله فكانوا بذلك مشركون كافرون. لانهم قالوا لانهم قالوا ان الهتهم خلقوا كخلقه كما قال تعالى امجع لله شركاء خلقوا كخلقي فتشابه الخلق عليهم وهذا استفهام كاري اي لم يقل لم يقل ابو جهل ولم يقل ابو لهب وهؤلاء المشركون ان اللات والعزى يخلقون كما يخلق الله او انهم ينزلون المطر والغيث او انهم ينفعوا انما قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ثم ذكر الاصل الثاني عندما ذكر الاصل الاول هو توحيد الله افراده بالعبادة. الاصل الثاني ان نعبده بما شرع على السنة رسله وان الطريق الى الله طريق واحد لا يتعدد اي ان الطريق هو طريق الرسل وليس لاي احد ان يعبد الله بما شاء او بما اراد. وانما يعبد الله بما جاءت به رسله ومحمد صلى الله عليه وسلم ختم الله به الرسالات فلا يقبل دين ولا تقبل الشريعة الا ما كان عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام والاسلام هنا هو الاسلام الخاص الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. اما قبل بعث محمد فالمراد بالاسلام هنا الاسلام العام الذي يقبله ربنا يوم القيامة. قال لا نعبد الا بما لا نعبده الا بواجب او مستحب. اذا العبادة لابد ان تكون ان يكون الفعل الذي يفعله العبد اما ان يكون واجبا اوجبه الله ورسوله او ان يكون مأمورا به امر استحباب لا وجوب والمباحات لا تكن عبادات لذاته وانما تكون العبادة في اي شيء بالنيات. ان ينوي بها ان تكون سببا او موصل لطاعة الله عز وجل والا هي في ذاتها ليست ليست عبادة اكل البر مثلا ليس عبادة واكل الشاي ليس عبادة. لكن اذا اكلوا على نية التقوي على طاعة الله اصبحت العبادة في نيته وليس في اكله. ليس في فلا يتعبد ربنا الا بما اوجب واستحب ولا يتعبد بالمباح ولا بالمكروه ولا بالمحرم الا تركا في المكروه والمحرم يتعبد الله باي شيء تركه واجتنابه قال اذا والمباح ذا قتل الطاعة دخل في ذلك والدعاء من جملة العبادات. يعني اذا كان اذا كان اه الاصل الثاني ان لا يعبد الله الا بما شرع والعبادة اما ان تكون واجبة ومستحبة الدعاء ايضا عبادة. كما قال تعالى ان الذي يستكبرون عن عبادتي سيدخل جهنم داخلين ودعا وقال وذكر النذال ان قبل ذلك الدعاء وقال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء والعبادة فالدعاء عباد العبادات واذا كان عبادة فلا بد ايضا ان يكون الدعاء اما مستحبا او او واجبة والدعاء من جملة العبادات فمن دعا المخلوقين من الموتى والغائبين واستغاث بهم من هذا يقول استغاث استغاث بهم مع ان هذا امر هذا الامر لم يأمر به الله يرحمك الله. لم يأمر به لم يأمر به الله. ولا رسوله امر ايجاب ولا استحباب تأمل هذه العبارة قال لم يأمر به امر ايجاب ولا استحباب كان مبتدأ في الدين كان مبتدأ في الدين رحمك الله كان مبتدعا في الدين مشركا برب العالمين مبتدعا بدعة ما انزل الله بها من سلطان. فهنا يبين شيخ الاسلام ان سؤال غير الله والاستغاثة بالاموات ودعاء وسؤالهم ان من البدع المنكرة وانها بدعة ما انزل الله بها من سلطان لان هناك من يزعم ان شيخ الاسلام يجعل طلب الدعاء من الاموات انه بدعة وانه لا يصل به الى الشرك الاكبر ففرق بين كونه شرك وكون بدعة. نقول شيخ الاسلام يسمي الشرك الاكبر ايضا يسميه بدعة. فلا يعني قول انه انه ليس من الشرك الاكبر بل قال هو شرك بالله قال كان مبتدعا في الدين مشركا برب العالمين فسماه بدعة وسماه ايضا شركا. مبتدعا بدعة ما انزل الله بها من سلطان. فان يقول فان ذنب فان فان ذم من خالفه وسعى في عقوبته كان ظالما جاهلا معتديا اي الذي يذم من ينهى عن هذه الاقوال والافعال يعني من يقول لا تدعو الا الله ولا يتوسل بجاه الانبياء ولا يستغاث بهم من ذمه كان ظالما جاهلا قال فان ذم من خالفه سعى في عقوبته كان ظالما جاهلا معتديا وان حكى بذلك فقد حكى بغير ما انزل الله اي من حكم على من خالف الباطل وبين الحق انه بذلك انه يسجن ويظلم ويعاقب كان حكم هذا باطل بالاجماع وحكم هذا حكم بغير ما انزله. صورته شيخ الاسلام سجل اي شيء؟ سجن عندما افتى بحرمة الرحال الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ايضا عوقب وشدد عليه عندما نهى عن التواس بجاه الانبياء والدعاء بذوات قال هذا ليس واجب ولا مستحب ولا يجوز ان يعاقب عليه الدامة والمنكر بهذا الامر. اذا كان لا يجوز ان يعاقب فالحكم عليه بالحبس او او بالسجن يكون ايش؟ يكون ظلما بالاجماع ومحاول بالاجماع وحكم باطل وحكم بغير ما انزل الله وكان حكمه منقوصا اجماعا اي حكمه منقوصا حكمه منقوضا باجماع المسلمين. لو حكم حاكم وقضى قاضي على محق لما دعا اليه من الحق كانه يسجن او يعاقب كان حكم هذا بغير ما انزل الله وكان حكمه ايضا منقوضا باطلا. وكان تاما وكان الى ان يستتاب الحاكم والقاضي الذي حكى بهذا الباطل من هذا الحكم ويعاقب عليه احوج منه الى تنفيذ حكمه اي لو حكم قاضي على سورة المسألة رجل انكر شد الرحال فاتى قاضي وحكم على من انكر هذا الحكم انه انه انه اه مبتدع ضال وانه يجب ان يسجن يقال فيه ان حكمك هذا باطل ومنقوض بالاجماع وان يحكم عليك انت بالاستتابة ان تستتاب تستتاب اما ان تتوب واما ان تقتل على هذا الحكم الجائر اولى منك من ان ينفذ حكمك. واضح ويعالوا عليه وهذا كله مجمع عليه من المسلمين ليس في خلاف بين الائمة الاربعة ولا غيرهم وقد بسط الكلام على هذه الامور وشيخ الاسلام اكرر هذه المسألة دائما لانه ابتلي بقضاة وحكام اوذي بسببهم سجد في القلعة سنوات لاجل انه افتى بمسائل لا تروق لاهل الباطل. ولا يوافقه اهل البدعة فكان من عقوبته انه سجن بل عندما دافع النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه المسلول رضي الله تعالى عنه ظرب ضرب لانه لانه انكر على ذلك النصراني الذي سب النبي صلى الله عليه وسلم او قدح فيه. فهو قد عوقب وعقوباته كلها كانت لاجل من لاجل نصرة دين الله عز وجل جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء. قال وقد بسط الكلاوي على هذه الامور في مجلدات من جملتها مصنف ذكرنا في قواعد تتعلق بحكم الحكام وما يجد لهم الحكم فيه وما لا يجوز وهو مؤلف مفرد يتعلق باحكام هذا الباب لا يحسن او بهذا لا يحسن ايراد شيء من فصوله ها هنا لافراد الكلام هنا في موضع في قواعد التوحيد ومتعلقاته. قال ايراد ما اختصر ما يراد ما اختصر منه وحرر الفصول في ظل اوراق مفردة يقف عليها المتأمل ثم قال وكنت وانا بالديار المصرية في احدى عشرة وتسعمئة قد استفتيت عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. فكتبت في ذاك جوابا مبسوطا وقد احببت ايراد هنا اي ذكر الجواب وسورة السؤال يقول المسؤول من السادة العلماء ائمة الدين ان يبينوا ما يجوز وما لا يجوز من الاستشفاء والتوسل بالانبياء والصالحين. ما حكم ما هو الذي يجوز من فقال الحمد لله رب العالمين اجمع المسلمون. اجمع المسلمون على ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع للخلق يوم القيامة. وهذا بالاجماع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع وهم متفقون على ما اتفق عليه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين. وانما يخالف في هذا من؟ يخالف في هذا المعتزلة والخوارج في شفاعته لاهل الكبائر. اما في غيرها فهم ايظا يثبتون يقرون بها قال واستفاض به السنن من انه صلى الله عليه وسلم يشفع لاهل الكبائر من امته ويشفع ايضا لعموم الخلق فله صلى الله عليه وسلم شفاعات يختص بها لا يشاركه فيها حتى لا شفاعات يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته فصل القضاء وشفاعته في عمه وشفاعته بفتح ابواب الجنة هذه من خصائص صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها غيره. قال وشفاعات يشاركه فيها غيره من الانبياء الصالحين وهي شفاعته في رفع درجات في الجنة شفاعته في ادخال اناس الجنة شفاعته في منع اناس من دخول شفاعته في منع اناس من دخول النار شفاعته في اخراج اناس من اهل النار لكن ما له فيها افضل مما لغيره. اي ان شفاعة الرسول اوسع واعظم واكبر واكثر من شفاعة غيب الانبياء والصالحين. فاذا شفع وصافي مئة الف النبي يشفع في مئات الالاف وهكذا قال فانه صلى الله عليه وسلم افضل الخلق واكرمهم على ربه عز وجل وله من الفضائل التي ميزه الله بها على سائر النبيين ما يضيق هذا الموضع عن بسطه ومن ذلك المقام المحمود الذي يربطه به الاولون والاخرون واحد الشفاعة كثيرة متواترة منها في الصحيحين متعددة وفي السنن لا مما يقدر عدده. قال ذكر الوعيدية من الخوارج المعتزلة تسمي الوعيدية انهم ماذا؟ لانهم ينفذون الوعيد ولو انه لابد ان يقع وكل من توعده الله بالنار فانه داخلها حتما ولا يخرج منها. فسموا بذلك الوعيدية. قال قالوا انما الشفاعة لمن قالوا ان به المؤمنين خاصة وليس لاهل النار منها شيء وكل من دخل النار فقد اخزاه الله ومن دخل النار فانه لا يخرج منها لا بشفاعة شافع ولا بغيره. وهذه وهذا هو قول من؟ قول المعتزلة والخوارج. قال واجمعوا على ان الصحابة كانوا يستشفعون به. ويتوسلون به في حياته. وهذا مر بنا انه كان يستشفع بالنبي وسلم في حياته ويتوسلون به في حال حياته بمعنى يطلبون منه الدعاء وان يدعو الله لهم وذكر حديث العباس عمر بن الخطاب انه قال كنا نستسقي بنبينا فتسقينا وانا اليك بعم نبينا فاسقنا. وايضا ان معاذ بن ابي سفيان كان يستسقي بيزيد ابن الاسود الجرشي. وذكر ايضا ابن عمر الذي في البخاري انه يقول ابن عمر وانا انظر اسمه يستسقي فما ينزل صلى الله عليه وسلم حتى يجيش كل ميزاب يذكر قول ابي طالب وابيض لا مية لا مية شيء لا مية ابي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل والتوسل الذي ذكره وسلم الذي والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر ابن الخطاب قد جاء مفسرا في سائر احاديث الاستسقاء وهو انه من جنس طلب من جنس الاستشفاء به وهو ان يطلب منه الدعاء والشفاعة ويطلب من الله ان يقبل دعاه وشفاعته ونحن نقدم بين ايدينا شافعا لنا بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم. فذكر ايضا ان معاوية يفعل ذلك. ولهذا قال العلماء يستحب ان يستسقى باهل الدين والصلاح واذا اذا واذا كان من اهل البيت فهو اولى وافضل فهو احسن وهذا الاستشفاء والتوسل حقيقته التوسل بدعائه فانه كان يدعو يدعو للمتوسم فانه كان يدعو للمتوسل به المستشفى والناس يدعون معه كما ان المسلمين لما اجدبوا على عهد النبي وسلم دخل عليه اعرابي فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل السبل فادعوا الله لنا هذا توسل باي شيء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم تماثت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا يقول انس وما في السماء قزعة قزعة فنشأت سحاب من جهة البحر سبتا لا يرون فيه شمسا فدخل الرجل مرة قال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل وتهدم البنيان فادعوا الله ان يكشف عنا اي توسل ايضا بدعائه ان رفع الله عنهم هذا الشدة وهذا البلاء فقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والضراب وبطون الارض ومنابت الشجر وهو في الصحيحين. كذلك الحديث آآ حديث في سنن ابي داوود وقد مر بنا وبينا انه ضعيف وهو قوله ان نرجو قال رسول الله انا نستشرك على الله ونستشعر بالله عليك فسبح الرسول صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لان الله لا يستشفع به على احد من خلقه بل الله اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون. وهذا اشد ما يقال يعني اه شيء قريب منه وشبيه له. قول بعض العامة نقول من قال الله واسطتي فالله ليس بواسطة وانما اذا اراد الله شيئا يقول ماذا؟ كن فيكون فقال ويحك اتدري ما الله ان الله لا يستشعر به على احد من خلقه. شأن الله اعظم من ذلك ثم ذكر عرشه وانه على كالقبة وشبه شبك ثم جعله سبع اصابعه كالقبة والله فوق ذلك سبحانه وتعالى. الى ان قال قال وهاي يبين ان معنى الاستشفاء بالشخص في كلام النبي وسلم واصحابه والاستشفاء بدعاء وشفاعته ليس هو السؤال بذاته اي الاستشفاء توسل معناه عند الصحابة اي شيء هو التوسل بالدعاء وطلب وطلب دعائه لا المراد بذلك لا المراد بذلك ذاته ولا جاه فان لو كان اسوأ بذاته لكان سؤال الخلق بالله تعالى اولى من سؤال الله يقول يقول لو كان هو المراد به الذات لكان سؤال الخلق بالله تعالى اولى من سؤال الله بالخلق ولكن لما كان معناه هو الاول انكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله نستشعرك عليه. لو كان المعنى الاستشفاء فعليه شيء التوسل فقال نتوسل بالله عليك ان تفعل كذا فهو دعاء. لكن معنى الاستشفاء شيء هو ان تطمئن يدعو لك عند المعنى تستشبك بستش بالله عليك اي نسأل الله ان يدعوك لتستجيب لنا هذا معنى الاستشفاء فهو بمعنى انه يطلبك يا محمد ان تغيثنا او ان تفعل ما نطلب منك ولم ينكر قوله لاستشفع بك على الله لان معنى نستشفع بك على الله اي تدعو الله لنا فيغيثنا ربنا سبحانه وتعالى لان الشفيع يسأل المشفوع اليه ان يقضي حاجة الطالب والله تعالى لا يسأل احدا من عباده ان يقضي حوائج خلقه. هل الله يسأل عبد ان يقضي حاجة عبد اخر؟ يقول لا. اذا الله شيئا قال وكن فيكون والله يأمر ويقضي ولا يسأل احد ولا يسأل احد سبحانه وتعالى قال وكذلك يقول وان كان بعظ الشعراء ذكر استشفاعه بالله تعالى في مثل قوله اي مما مما ذكره هؤلاء الشعراء والشعراء اقوال ليست بحجة الشعراء اقوام ليست بحجة بل الشعراء كما قالت للغاوون اي انهم غاوون في انفسهم ويتبعون الغاوون الا من رحم ربي شفيع اليك الله لا رب غيره وليس وليس الى رد الشفيع سبيلا. هذا قول باطل ومنكر ومحرم. وهذا بيت ضال. بيت بالله عز وجل فقوله شفيع اليك الله لقل هذا القوم وحرف الله لا يستشفع به على خلقه لكن يستشفع بالخلق قال الله عز وجل وكذلك قول بعض الاتحادية فلو استشى بالله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا ضلال وخطأ. بل ربنا هو المسئول المدعو الذي يسأله كل من في السماء والارض ولكن هو تبارك وتعالى يأمر عباده فيطيعونه وكل من وجد طاعة للمخلوقين فانما وجبت لان ذلك طاعة لله تعالى. فالرسل يبلغون عن الله امره ومن اطاع فقد اطاع الله ومن بايعه فقد بايع الله سبحانه وتعالى. الى ان قال من يطع الرسول فقد اطاع الله قولوا الامر من اهل العلم واهل الامارة انما تجب طاعتهم اذا امروا بطاعة الله ورسوله. اما اذا من معصية الله فلا طاعة لهم ثم ذكر حديث حديث ابن عمر واحد يقول حديث عبادة ابن الصامت قال في الحديث الصحيح على المرأة المسلمة السمع والطاعة في عسره ويسره ومن شقي ومكرهه ما لم يؤمن برحمة الله فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة فلا سمع ولا طاعة. رواه البخاري وايضا مسلم في صحيحهما من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال واما الشاة فسأل لا تجب طاعته في الشبع الشافع سائل فهل تجب اجابة الشافعي قد يجاب وقد لا يجاب ولذا في قصة بريرة عندما كان مغيث يتبعها وهو يبكي والذي يعجب يقول اني اعجب من ربي مغيثني بريرة وكره بريرة المغيث. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يعني هلا رجعت اليه؟ قالت اتأمرني؟ قال لا وانما نشافه قالت لا حاجة لي فيه. لا حاجة لي فيها لو كان امرا ماذا كان؟ سمعا لكن لما قال شافع ردت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وليس استنقاص النبي صلى الله عليه وسلم انما تريد لا اريد هذا الرجل لكن لو تأمرني انا اسمع طيعوا واجيبوا اتأمرني؟ قال لا. انما انا شافع وقولها وانما قالت امري وقال انما انا شافع استقر عند المسلمين طاعة امره واجبة بخلاف شفاعته. هل عدم عدم عدم قبول شفاعته؟ هل تأثم بذلك قل لا تأثم فانه لا يجب قبول شفاعته لا يجب لو كان واجبه لما ردته بريء رضي الله تعالى ولهذا لم يلمها لم يلمها النبي صلى الله عليه وسلم على ترك قبول شفاعته. فاذا كانت شفاعة الرسول قد يردها من شفع عنده فشفاعة غيره من باب اولى اذا لم تقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فغير من باب اولى ان لا تقبل شفاعته فشفاعة غير الخلق اولى الا يجب قبوله والخالق جل جلاله امره اعلى واجل من ان يكون شافعا الى مخلوق. الله اعلى واجل من ان يكون طالبا الى مخلوقا ينفع مخلوقا اخر ومعنى الشاب يعني ايش؟ انه يطلبه ويدعوه بل هو سبحانه اعلى شأنا من ان يشفع احد عنده الا به حتى هو اعلى ان يشفي احد عنده الابتلاء الله لا يشفي عنده احد ابتداء ولا يستطيع ان يشفع ابتداء وانما يشفع الشعبة اذا اذن الله له بالشفاعة ولذا لو قال الرجل اللهم اغفر لفلان نقول هذا دعاء وهو موقوف في قبوله ورده فنصلي على الاموات ويدعو الله لهم يستجيب الله لمن شاء ويرد الله من شاء. ودعاؤنا بمعنى شفاعتنا هذا لكن الله لا يقبلها الا اذا شاء فاذا كان يوم القيامة واراد رسلا بان يشفعوا لا يشبع احد ابتداء ولذلك النبي اول ما يفعل ماذا يفعل يسجد قدر سبعة ايام ويثني على الله بمحامد فيقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى والشفع تشفع ما يبتدأ ويقول يا رسول الله امتي امتي ائتي لفصل القضاء وان ماذا يفعل؟ يثني يثني فيقول الله عز وجل له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع يقول يا ربي امتي امتي يعني يشفع بعد اي شيء بعد اذن الله فالله اجل واعلى شأنا ان يشفع احدا عنده ان يشفع احد عنده قبل ان يأذن الله له فلا يشفعون الا باذنه ولا يشفعون لمن ترتدع ودل الحديث المتقدم على ان الرسول يستشفع به الى الله عز وجل اي يطلب منه الشفاعة في الدنيا والاخرة فاما في الاخرة فيطلب منه فيطلب منه الخلق الشفاعة في ان يقضي الله بينهم في ان يدخل الجنة ويشفع ويشفع بها الكبائر من امته يشفع في بعض من يستحق النار ان لا يدخلها ويشفع في بعض من دخل ان يخرج منها ولا نزاع بين جماهير اهل العلم انه يجوز ان يشفع لاهل الطاعة لان الحديث الذي جاء ابن عبد الله ان النبي قال شفاعة سليمان لاهل الكباب من امتي؟ يقول هذا الاصل الشبع لمن؟ لاهل الكمالات. قد يشفع ايضا لاهل الثواب والجزاء وشفاعته فيهم اي شيء لفتح ابواب الجنة برفع الدرجات. يشفع لهم برفع درجاتهم يشفع لهم بفتح ابواب الجنة لهم. واما دخول النار والمنع منه هذا يعني الكبائر والخروج منه ايضا لاهل الكبائر ولذا قال شفاعتي اي غالبها وعامة واكثرها لمن؟ لاهل الكبائر. ومذهب الصحابة التابعين وسائر السنة انه يشفع لها الكباب وانه لا يخلد في النار من اهل الايمان احد اهل العلم مجمعون ان كل من مات من التوحيد فانه لا يخلد النار وان دخلها فانه يدخلها امدا ولا يدخلها ابدا الى ان قال فاما التوسل بذاته في حضوره او او مغيبه وقفنا على هذا والله تعالى اعلم