الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. والصلاة عليه في الدعاء هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والاجماع. قال الله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وفي الصحيح عنه انه قال من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا. وعن فضالة ابن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم صلي على النبي صلى الله عليه وسلم من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له او لغيره اذا صلى احدكم فليبدأ بحمد ربه ثم يصلي على النبي ثم يدعو بعده بما شاء. رواه احمد وابو داوود وهذا لفظ والترمذي والنسائي. وقال الترمذي حديث صحيح. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه سمع صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ثم اسألوا الله لي الوسيلة فانها درجة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو. فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعته. وفي سنن ابي داود وان سيعا وان رجلا قال يا رسول الله ان المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل كما يقولون فاذا انتهيت سل تعطى. وفي المسند عن جاء ابن عبد الله رضي الله عنهما قال من قال حين ينادي المنادي اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل صلي على محمد وارظ عنه رظاء لا سخط بعده يستجاب الله له دعوته. وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء لا يرد بين الاذان والاقامة. رواه احمد وابو داوود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن وعن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتان تفتح فيهما ابواب السماء قل ما ترد على داع دعوته عند حصول النداء والصف في سبيل الله رواه ابو داوود. وبالمسند والترمذي وغيرهما عن الطفيل ابن ابي كعب عن ابيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا في المسند والترمذي وغيرهم عن الطفيل ابن ابي بن كعب عن ابيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذهب ربع الليل قام فقال يا ايها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعه الرادفة جاء الموت بما قال ابي قلت يا رسول الله اني اكثر اني اكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ قال ما شئت. قال الربع؟ قال ما شئت وان زدت فهو خير لك. قلت نصف قال ما شئت وان زدت فهو خير لك. قلت الثلثين؟ قال ما شئت وان زدت فهو خير لك. قلت اجعل لك صلاتي كلها؟ قال اذا يكفيك الله ما اهمك من امر دنياك واخرتك اذا تكفى همك ويغفر ذنبك ذنبك. وقال السائل اجعل لك صلاتي؟ يعني من دعائي فان الصلاة في اللغة هي الدعاء. قال تعالى عليه منا صلاتك سكن لهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صل على ال ابي اوفى. وقالت امرأة صلى علي صلي علي يا رسول الله على زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك. فيكون مقصود السائل اي يا رسول الله ان لي دعاء ادعو به استجلب به الخير واستدفع به الشر. فكم اجعل لك من الدعاء؟ قال ما شئت. فلما انتهى الى قوله اجعل لك صلاتي كلها؟ قال اذا تكفى همك ويغفر ذنبك. وفي رواية اخرى اذا فيك الله ما اهمك من امر دنياك واخرتك. وهذا غاية ما يدعو به الانسان من جلب الخيرات ودفع المضرات. فان الدعاء فيه تحصيل المطلوب وانتفاع المطلوب كما بسط ذلك في وقد ذكر علماء الاسلام وائمة الدين الادعية الشرعية وعرظوا عن الادعية البدعية فينبغي اتباع ذلك والمراتب في هذا الباب ثلاث احداها ان يدعو غير الله وهو ميت او غائب سواء كان من الانبياء والصالحين او غيره او غيرهم فيقول يا سيدي فلان اغثني او ان استجير بك او استغيث بك او انصرني على ونحو ذلك فهذا هو الشرك بالله. والمستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته او بعضها. وقد يتمثل في صورة الذي استغاث به. فيظن وان ذلك كرامة لمن استغاث به وانما هو شيطان دخله واغواه لما اشرك بالله كما يتكلم الشيطان في الاصنام وفي المصروع وغير ذلك ومثل هذا واقع كثير في زماننا وغيره واعرف من ذلك ما يطول وصفه في قوم استغاثوا بي او بغيري. وذكروا انه اتى شخصا على صورته او صورة غيري وقضى حوائجه هم فظنوا ان ذلك من بركة الاستغاثة الاستغاثة بي او بغيره. وانما هو شيطان اظلهم واقواهم هذا واصل عبادة الاصنام. واتخاذ الشركاء مع الله تعالى في الصدر الاول من القرون الماضية كما ثبت ذلك. فهذا اشرك بالله نعوذ بالله من ذلك. واعظم من ذلك يقول اغفر لي وتب لي وتب علي. كما يفعله طائفة من هل المشركين واعظم من ذلك ان يسجد لقبري ويصلي اليه ويرى الصلاة افضل من استقبال القبلة؟ حتى يقول بعضهم هذه قبلة الخواص والكعبة قبلة قبلة العوام واعظم من ذلك ان يرى السفر اليه من جنس الحج حتى يقول ان السفر اليه مرات يعدل حجه وغولاتهم يقولون اليه مرة افضل من حج البيت مرات متعددة ونحو ذلك فهذا شرك بهم وان كان يقع كثير من الناس في بعضه الثانية ان يقال للميت او الغائب من والصالحين ادعوا الله لي او ادعوا لنا ربك او اسأل الله لنا كما تقول النصارى لمريم وغيرها فهذا ايضا لا يستريب عالم انه غير جائز وانه البدع التي لم يفعلها احد من سلف الامة. وان كان السلام على اهل القبور جائز ومخاطبتهم جائزة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه اذا زاروا القبور ان يقول قائلهم السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا ان شاء الله بكم لاحقون. يغفر الله لنا ولكم. نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا اجرهم ولا تفتنا بعدهم اغفر لنا ولهم. وروى ابو عمر ابن عبد البر ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام وفي سنن ابي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام لكن ليس من المشروع ان يطلب من لا دعاء ولا غيره. وفي موطأ مالك ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول السلام عليك يا رسول الله. السلام عليك يا ابا بكر. السلام عليك يا ابتي ثم ينصرف وعن عبد الله ابن دينار قال رأيت عبد الله ابن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو لابي بكر وعمر وكذلك انس ابن مالك وغيرهم نقل لعنهم انهم كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم فاذا ارادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى لا يدعون مستقبلي الحجرة وان كان قد وقع في بعض ذلك الطوائف الفقهاء والصوفية والعامة من لا اعتبار بهم فلم يذهب الى ذلك امام متبع في قوله ولا من له في الامة لسان صدق عام ومذهب الائمة الاربعة مالك حنيفة والشافعي واحمد وغيرهم من ائمة الاسلام ان الرجل اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يدعو لنفسه فانه يستقبل فانه يستقبل القبلة. واختلفوا في وقت السلام عليه. فقال الثلاثة مالك والشافعي واحمد يستقبل الحجرة ويسلم عليه من تلقاء وجهه. وقال ابو حنيفة لا يستقبل حجرة وقت السلام كما لا يستقبلها وقت الدعاء باتفاقهم ثم في مذهبه قولان قيل يستدبر الحجرة وقيل يجعلها عن يساره فهذا نزاعهم في وقت السلام واما في وقت الدعاء فلم يتنازعوا في انه انما يستقبل قبلة للحجرة. والحكاية التي تذكر عن مالك انه قال ابن منصور لما سأله عن استقبال الحجرة فامره بذلك فقال ووسيلتك ووسيلة ابيك ادم كذب على مالك ليس لها اسناد معروف وهو خلاف الثابت المنقول عنه باسناد الثقات في كتب اصحابه. كما ذكر اسماعيل ابن اسحاق القاضي وغيره مثلما ذكروا عنهم انه سئل عن اقوام يطيلون القيام ويستقبلوا حجرة يدعون لانفسهم فانكر مالك ذلك وذكر انه من البدع التي لم يفعلها الصحابة والتابعون لهم باحسان وقال لا يصلح اخر وهذه الامة الا ما اصلح اولها ولا ريب ان الامر كما قاله مالك فان الاثار متواترة عن الصحابة والتابعين تبين ان هذا لم يكن من عملهم وعادتهم ولو كان استقبال الحجرة عند دعاء مشروعنا كان هم اعلم بذلك وكانوا اسبقوا اليه ممن بعدهم والداعي يدعو الله وحده وقد نهى عن استقبال الحجرة عند وقد نهي عن استقبال الحجرة عند لله تعالى كما نهى عن استقبال الحجرة عند الصلاة لله تعالى كما ثبت في صحيح مسلم وغيره عن ابيه مرثد الغنوي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا اليها. فلا يجوز ان يصلي الى شيء من القبور. لا قبور الانبياء ولا غيرهم. لهذا الحديث الصحيح ولا خلاف بين المسلمين انه لا يشرع ان يقصد الصلاة الى القبر. بل هذا البدع المحدثة وكذلك قصد شيء من القبور لا سيما قبر الانبياء والصالحين عند الدعاء. فاذا لم يجز قصد الاستقبال عند الدعاء لله تعالى فدعاء الميت نفسه اولى الا لا يجوز كما انه لا يجوز ان يصلي مستقبله فلان كما انه لا يجوز ان يصلي مستقبله فلان لا يجوز الصلاة له بطريق اولى فعلم انه لا يجوز ان يسأل الميت شيئا. لا يطلب منه ان يدعو الله له ولا غير ذلك. ولا يجوز ان يشكي اليه شيء من مصائب الدنيا والدين. ولو جاز ان يشكي اليه ذلك في فان ذلك في حياته لا يفضي الى الشرك وهذا يفضي الى الشرك لانه في حياته مكلف ان يجيب سؤال من سأله لم لما له في ذلك من الاجر والثواب وبعد الموت ليس مكلفة بل ما يفعله من ذكر لله تعالى ودعاء ونحو ذلك كما ان موسى يصلي في قبره وكما صلى الانبياء خلف النبي صلى الله عليه وسلم بيت المعراج ببيت المقدس وتسبيح اهل الجنة الملائكة فهم يمتعون بذلك وهم يفعلون ذلك بحسب ما يسره الله لهم ويقدره لهم ليس هو من باب التكليف الذي يمتحن به العباد وحينئذ فسؤال للميت لا يؤثر في ذلك شيئا بل ما جعله الله فاعلا له هو يفعله وان لم يسأله العبد كما يفعل الملائكة ما يؤمرون به وهو انما يطيعون امر ربهم لا يطيعون امر مخلوق كما قال سبحانه وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباده مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. فهم لا يعملون الا بامره سبحانه وتعالى ولا يلزمه من جواز الشيء في حياته جوازه بعد موته. فان بيته كانت الصلاة فيه مشروعات فان بيته كانت الصلاة فيه مشروعة وكان يجوز ان ان يجعل مسجدا ولما دفن فيه حرم ان يتخذ مسجدا. كما في الصحيحين عنه ان صلى الله عليه وسلم انه قال لعن الله واليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء المساجد يحذروا ما فعلوا ولولا ذلك لابرز قبره ولكن كره ان يتخذ مسجدا. وفي صحيح مسلم وغيره عنه صلى الله عليه وسلم من قال ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد. الا فلا تتخذوا قبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وقد كان صلى الله عليه وسلم في حياته يصلي خلفه وذلك من افضل الاعمال وكان وقد كان صلى الله عليه وسلم في حياته يصلى خلفه وذلك من افضل الاعمال ولا يجوز بعد موته ان يصلي الرجل خلف قبره وكذلك في حياته يطلب منه ان يأمر او ان يفتى وان يفتي وان يقضي ولا يجوز ان يطلب ذلك منه بعد موته وامثال ذلك كثير وقد خيرها مالك وغيره ان يقول الرجل زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لان هذا اللفظ لم يرد. والاحاديث المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بالكذب وهذا اللفظ صار مشتركا في عرف المتأخرين يراد به الزيارة البدعية التي في معنى الشرك كالذي يزور القبر يسأله او يسأل الله به او يسأل الله عنده والزيارة الشرعية هي ان يزوره لله تعالى للدعاء له والسلام عليه كما يصلي على جنازته فهذا الثاني هو المشروع ولكن كثيرا من الناس لا يقصد بالزيارة الا المعنى الاول. فكره مالك ان يقول زرت قبره بما فيه من ايهام المعنى الفاسد الذي يقصده اهل البدع والشرك. الثالثة ان يقول اسألك بفلان او او بجاه فلان عندك ونحو ذلك الذي تقدم عن ابي حنيفة وابي يوسف وغيرهما انه منهي عنه وتقدم ايضا ان هذا ليس بمشروع مع الصحابة بل عدلوا عنه الى التوسل بدعاء العباسي وغيره. وقد تبين ما في لفظ التوسل من الاشتراك بينما كانت الصحابة تفعله وبين ما لم يكونوا وان لفظ التوسل والتوجه في عرف الصحابة ولغتهم هو التوسل والتوجه بدعائه وشفاعته. ولهذا يجوز ان يتوسل ويتوجه بدعاء كل مؤمن وان كان بعض الناس من المشايخ المتبوعين يحتجوا فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اذا اعيدتكم الامور فعليكم باهل القبور او فاستعينوا باهل القبور فهذا الحديث الكذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم باجماع العارفين وبحديثه ولم يروه احد من العلماء بذلك. ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة وقد قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام انه غير مشروع. وقد نهى النبي وسلم عما هو اقرب من ذلك عن اتخاذ القبور مساجد ونحو ذلك. ولعن اهله ولعن اهله تحذيرا من التشبه بهم. فان ذلك اصل عبادة الاوثان كما قال تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سماعا ولا يغوث ويعوقهم نصرا. فان هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا وعلى قبورهم ثم صوروهم ثم اتخذوا الاصنام على صورهم كما تقدم ذكر ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من علماء السلف فمن فهم معنى قوله اياك نعبد واياك نستعين عرفة انه لا يعين على العبادة الاعانة المطلق الا الله وحده وانه يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه. وكذلك الاستعانة لا تكون الا بالله. والتوكل لا يكون الا عليه وما النصر الا من عند الله؟ فالنصر المطلق هو خلق ما وهو خلق ما يغلب به العدو لا يقدر عليه الا الله. وبهذا القدر كفاية لمن هداه الله والله اعلم وهذا الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الشرك هو كذلك في شرائع غيره من الانبياء. ففي التوراة ان موسى عليه السلام نهى بني اسرائيل عن دعاء الاموات. وغير ذلك من الشرك. وذكر ان ذلك من اسباب عقوبة الله لمن فعله. وذلك ان دين الانبياء عليهم السلام واحد وان تنوعت شرائعهم. كما في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان معشر الانبياء ديننا واحد وقد قال تعالى شرع لكم الدين واوصى به نوحا والذي اوحينا اليك ما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى نقيم الدين ولا تتفرقوا فيه. كبر على المشركين ما تدعوهم اليه. وقال تعالى يا ايها يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون. فتقطعوا امرهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون. وقال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. ولكن اكثر الناس يعلمون المنيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. وهذا هو دين الاسلام الذي لا يقبل الله دينا غير او من الاولين والاخرين كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ اسلامي رحمه الله تعالى في قاعدته في التوسع وسيلة انتهينا والصلاة عليه. نعم الى قوله رحمه الله تعالى والصلاة عليه في الدعاء هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والاجماع. قال الله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وفي الصحيح انه قال من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. ومراده رحمه الله تعالى ان المشروع في بحق النبي صلى الله عليه وسلم وان يصلى عليه. وان يصلي المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم يكمل الصلاة عليه. وكما ذكرنا سابقا ان الصلاة عليه وطلب النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى عليه منفعته تعود على من؟ على المصلي. فالنبي عندما قال من صلى على صلاة صلى الله عليه عشرا النفع يعود على المصلي والنبي انما سأل امته ذلك لمقصدين المقصد الاول هو ان يؤجروا على هذا العمل العظيم. فان من صلى عليه صلاة صلى الله على المصلي عشر مرات صلى الله عليه عشر مرات والامر الثاني ان ذاك من العبادة يؤجر عليها العابد. فهذا مما يدل على مشروعية هذا الفعل ويقاس عليه ايضا لو ان الانسان سأل غيره ان يدعو له من باب منفعته كان يقول لفلان ادعو الله لي ان يرزقني العلم النافع وبقصده بذلك ان يقال لك امين ولك بالمثل فاراد ان يشغله بالدعاء وان يرجع النفع عليه بان الملك يؤمن على دعائه فيقول لك بمثل فذكر هدى ايضا حيث رواه ابو داوود وغيره باسناد صحيح الذي صلى ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قال عجل هذا فقال اذا صلى احدكم فليبدأ بحمد ربه ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدعو بعده بما شاء بعده بما شاء فالنبي علمه اسباب اجابة الدعاء وان الداعي اذا دعا بعد ثنائه على الله فصلاتي على رسوله صلى الله عليه وسلم ان الله يستجيب دعاءه اما اذا دعا دون ان يثني ودون ان يصلي فيقال له عجلت وكان هذا كمانع من موانع اجابة الدعاء وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن قال له سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعت المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فان من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون من سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة. اذا النفع يعود على من على المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ان يعضل الله اجره بتضعيف دلاء الله عليه فاذا صليت مرة واحدة صلى الله عليك عشر مرات واذا صليت عليه عشرا صلى الله عليك مئة مرة. واذا سألت الله الوسيلة محمد صلى الله عليه وسلم نلت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة قال في سنن ابي داود ان رجلا قال يا رسول الله ان المؤذنين يفضلوننا فهم اطول الناس اعناقا يوم القيامة ويغفر له بمدى صوته وايضا من صلى باذانه يكتب له اجره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا كما يقولون فلكم يقول قل كما يقولون فاذا انتهيت فسل تعطى. واذا قال المؤذن اذا اذا ردد المؤذن اذا قال المؤذن جمل الاذان ورددها السامع فان له مثل اجر المؤذن. فله اجر المؤذن. وفي المسند جاء ابن عبد الله من قال حين يسمع المنادي اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة الصلاة القائمة والصلاة اللهم رب هذه الدعوة التامة اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة صلي على محمد وارض عنه رضا لا سخط بعده استجاب الله له دعوته. هذا الحديث اصله بالبخاري بلفظ اخر وهو قوله اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحو الذي وعدته هذا الذي في البخاري واما هذا اللفظ فهو لفظ ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. قالوا عن انس رضي الله تعالى باسناد حسن الدعاء لا يرد بين الاذان والاقامة فذكر الى حساب سعد الساعدي تفتح ابواب السماء ساعتان تفتح فيه بابواب السماء قلما ترد على داع دعوته عند حصول النداء والصف في سبيل الله وعند حصول النداء بمعنى عند الاذان اي بعد فراغ الاذان يدعو المسلم ان الله يستجيب دعاءه. ولذا قال بين كل اذانين صلاة لان اقرب ما يكون عبد ربه وهو ساجد ايضا اسناده لا بأس به ثم قال ايضا وفي المسند والترمذي عن الطفيل ابن ابن ابي ابن كامل عن ابيه قال اذا ذهب ربع الليل قال يا ايها الناس اذكروا الله جاءتكم فتتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه قال ابي قلت يا رسول الله اني اكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ اي فكم اجعل لك من دعائي كم ادعو لك من دعائي قال ما شئت. قلت الربع؟ قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قلت النصف؟ قال ما شئت وان زدت فهو خير لك. قال الثلث قلت الثلثين؟ قال ما شئت وان زدت فهو خير لك. قلت اجعل لك صلاتي كلها بمعنى؟ اجعل دعائي كله المراد بدون اي شيء الدعاء. قال اذا يكفيك الله ما اهمك من امر دنياك واخرتك. وفي لفظ اذا تكفى همك اذا تكفى همك ويغفر ذنبك. الحديث وهذا الحديث في مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل هو ضعيف الحديث او مقابل حديث لكن معنى هذا الحديث ليس المراد انه يصلي ويجعل صلاته كلها للنبي صلى الله عليه وسلم اي انه يصلي ويركع ويسجد فان المراد بالصلاة هنا الدعاء اي ما اجعلك من دعائي ما اجعل لك من دعائي؟ قال ان شئت الربع وان شئت الثلث وان شئت النصف وان جعلت دعاءك كله صلاة علي كفاك الله همك وغفر الله ذنبك فقول السائل اجعل لي من صلاتي يعني من دعائي فان الصلاة في اللغة هي الدعاء كما قال تعالى وصلي عليهم سمعنا ادعوا لهم. ان الصلاة سكن لهم. وقالوا يسلم اللهم صلي على ال ابي اوفى. قال في البخاري وقال ايضا وقالت امرأة صلي علي يا رسول الله قال صلى الله عليك وعلى زوجك. رواه ابو داوود وفيه اه وراه ابو داود في سننه باسناد لا بأس به وهو وهو يحتج من قال انه يجوز ان يصلي على غير النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصحيح انه لا يصلى على غيره وليس في هذا الحديث حجة. لماذا؟ لان الصلاة حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو اللي يتنازل بحقه لغيره وليس لنا ان فاز بحقه لغيره. اما هو فله ان يصلي على من شاء من امته. واما نحن فلا نصلي الا عليه قالوا صلي الله عليه فاذا تنازل النبي عن حقه برغبته فذلك له. نعم. وليس لنا ان نجعل ذلك لغيره. فيكون مقصود الساري يا رسول الله ان لي دعاء ادعو به استجلب به الخير واستدفع به الشر. فكم اجعل لك من الدعاء؟ يعني انا ادعو دائما واسأل الله دائما. واصلي عليك ايضا فكم اجعل لك من من الصلاة مقابل الدعاء؟ قال ان شئت جعلت ربعها ان شئت جعلت نصفه ان جعلت دعاءك كله وان تركت الله حاجتك واخذت واكتفيت بالصلاة علي فان الله يكفي همك ويغفر ذنبك اذا يكفيك الله ما اهمك من امر دنياك واخرتك وهذا هو غاية ما يدعو به الانسان. الانسان اذا دعا ماذا يريد اما ان يحصل خيرا او يدفع شرا واذا اكثرت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حصله ما يهمه من امر الدنيا ومن امر الاخرة من الدنيا الشرور والمصائب والخير الذي يريده يحصل له بكثرة الصاحب عليه وسلم والاخرة اعظم ما يهمه هو عذاب الله الذي فيسلم من عذاب الله بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر علماء الاسلام وائمة الدين الادعية الشرعية واعرضوا عن الادعية البدعية فينبغي اتباع ذلك ثم قال والمراتب في هذا الباب اي في مخاطبة الاموات ودعاء الاموات هي على ثلاث مراتب وهذا هذا المقطع هو اهم هو اهم ما ذكر في هذا الكتاب. قال والمرات في هذا الباب ثلاثة ابواب ثلاثة انواع احداها ان يدعو غير الله وهو ميت او غائب سواء كان من الانبياء او الصالحين او غيره فيقول يا سيدي فلان اغثني او ان استجير بك او استغيث بك او انصرني على عدوي واعظم من ذلك ان يقول اغفر لي. المعنى ان يدعو الميت ان يدعو الميت من دون الله ويسأله ويسأله ما لا يقدر الا الله عز وجل فهذا هو الشرك الاكبر هذا هو الشرك الاكبر. واعظم من الذاكر يقول اغفر لي ذنبي او ادخلني الجنة او انجي من النار يخاطبك الاموات فهذا شرك الروبية وشرك في الالوهية وهو من اعظم الشرك الثاني قال الثانية ان يقول للميت او للغائب من الانبياء والصالحين ادعوا الله لي او ادعوا لنا ربك او واسأل الله لنا كما تقول النصارى مريم وغيرها فهذا ايضا لا يستريب عالم انه غير جائز. هذا المقطع احتج لمن قال ان مخاطبة الاموات وطلب الدعاء منهم وسؤالهم الدعاء انه ليس من الشرك الاكبر وانما هو من البدع المحدثة. ومن الامور المحرمة واحتجوا بهذا القول من شيخ الاسلام ابن تيمية وشيخ الاسلام هنا لم ينص على انه ليس من الشرك الاكبر ولم يذكر ان هذا ليس من الامور الكفرية وانما وصفه بوصف دقيق فقال رحمه الله تعالى قال كما تقول النصارى لمريم وغيرها. وقد نقل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن الاجماع على ان من سأل الاستغاثة من مريم انه مشرك بالله الشرك الاكبر قال فهذا ايضا لا يستريب عالم انه غير جائز. اذا بالاتفاق ان هذا الامر محرم. والشرك محرم ليس محرم الشرك محرم والبدع محرمة والمنكرات والبدع والمعاصي محرمة. وانه من البدع التي لم يفعلها احد من سلف الامم اذا وصفها وصف عدة اوصاف. الوصف الاول انه محرم. والوصف الثاني انه من البدع قال والوصف الثاني من البدع ولم يفعله احد من سلف الامة فقول من البدع وقد نص شيخ الاسلام في غير موضع ان الشرك الاكبر ايضا من البدع المحدثة فلا يلزم الوصف بالبدع انه لا يكون شركا اكبر. ولا فرق بين ان يسأل الميت الشفاعة وبين ان يسأله الدعاء. وقد اجمع العلماء على ان من سأل الميت الشفاعة انه مشرك بالله الشرك الاكبر واما من سأله الدعاء فقد ذكر متأخر اهل العلم ان ان سؤال الدعاء ليس شرك لك وانما هو الشرك الاصغر وهو من وسيلة من وسائل الشرك الاكبر لكن نقول لا فرق بين سؤال الشفاعة وبين سؤال الدعاء فسؤال الشفع بمعنى طلب الدعاء وطلب الدعاء للبيع والطلب الشفاعة ومخاطبي بطلب حاجة منه هو الشرك بالله عز وجل وهناك فرق بين من يخاطبه ليخبره وبين من يخاطبه ليسأله. لان هناك من العوام من يأتي الى قبر قريبه او عمه او اخيه او من تعز عليه يقول يا فلان مات فلان وتزوج فلان ويحدثك ما يحدث الحي. نقول هذا امر منكر لا يشرع وليس محمود فاعله ولا يسمع لك الميت اصلا قال لك الميت اسمع ما تحدثه به. الميت ان سمع يسمع فقط اي شيء. السلام فقط. وهل يسمع مباشرة او يبلغ ايضا فيها فيها خلاف ان قلنا انه يسمع السلام فنخصه بما ورد به النص وهو انه يسمع السلام فقط. اما ان تجد عند قبره وتأخذ يعني من الناس ايضا من يتجاوز حقه هذا ويأخذ معه شيء من الطعام والشراب ويجلس عند قبره ثم يتحدث مع الميت وكأنه يحدث وهو حي وهذا فلا شك انه نقص في عقل ذلك بان الميت لا يسمعه ولا يعلم بي انما انما يسمع من ذلك السلام ان قلنا به والا الراجح ان الميت يبلغ ان فلان يسلم عليك. ان فلان يسلم عليك ويدعو لك. فذكر شيخ الاسلام هنا ان هذا من البدع المحدثة وان من الامور المحرمة ثم اخذ يذكر شيئا من اه الادلة. قال التي يحتج بها قال وان كان السلام على اهل القبور جائز ومخاطبتهم جائزة مخاطبتهم جائزة كما كان النبي يعلم اصحابه اذا زاروا القبور ان يقول قائلهم السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا ان شاء الله بكم لاحقون. يغفر الله لنا ولكم. نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا اجرهم ولا تفتنا بعده. فهنا في حديث عائشة بريدة بن حصيب وغيرهم ان النبي على لون يقول السلام عليكم اهل الديار. السلام هنا سلام للاموات السلام عليكم اهل الديار وان وين وجه المخاطبة؟ وانا ان شاء الله بكم لاحقون يغفر الله لنا ولكم وهذا دعاء لهم. نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا اجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم. وهنا قوله واغفر لنا ولهم ولا تحرمنا اجرهم. ومن باب من باب ما يقال عند زيارة القبور اذا زار القبور فانه يدعو يقول هذا الدعاء يسلم يخبر ويدعو السلام قول السلام عليكم والاخبار وانا ان شاء الله بكم لاحقون. والدعاء يغفر الله لنا ولكم نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا اجر ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم. كما يقال في الصلاة على الميت اللهم لا تحرمنا اجرهم ولا لا تفتننا بعد وانتم تقولوا ذلك وانت فهذا مما يستثنى من الدعاء في المقابر وهو ان يضم ان يظمن دعاءه للاموات دعاء شيء من نفسي في هذا الدعاء على وجه الخصوص اما في السلام واما في الصلاة الجائزة. اما ان يقف عند قبر الميت ويدعو لنفسه فيقول هذا لا هذا من الامور المنكرة ثم قال وروى ابن وروى ابو عمر ابن عبد البر في روى ابو عمر ابن عبد البر في جامع العلم في في كتب وبه قال اذا كان عندك كتاب؟ ها؟ استذكار. روى ابن عبد البر في الاستذكار. بعضهم زعم ان ابن عبد الله صححه وليس بصحيح لان هناك من يقول ورواه ابن عبد الله باسناد صححه اي ان ابن عمر اي ان ابا عمر ابن عبد البر هو الذي صح عنه ولا الصحيح انه رواه دون تصحيح وروى ابو عمر ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا قال انه قال ما من رجل يمر بقبر رجل كان في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام وهذا الحديث رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر وذكره غير واحد وهو حديث منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يصح ان الميت اذا مررت على قبره وسلمت عليه وانت تعلم الدنيا ان الله يرد عليه روحه حتى يرد عليه السلام فهذا الحديث منكر وفي اسناد عبد الرحمن بن زيد بن اسلم يرويه عن ابيه عن عطاء بن يسار عن ابي هريرة وعبدالله بن زيد بن اسلم منكر الحديث وهو ممن ترك حديثه رحمه والله قال وفي سنن داوود وهو اصح عن ابي هريرة ما من يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام. والصحيح ان هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في من سلم عليه عند قبره. اما من سلم عليه وهو نائم عنه فانه يبلغ فان رسولنا يبلغ سلامه. واما اذا سلم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فان الله يرد عليه روحه. حتى يرد عليه السلام. قال وفي والطيبات عند ابن عمر كان يقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابو بكر السلام عليك يا ابا. ثم ينصب عبد الله بن دينار قال رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبره وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو الى ابي بكر وعمر وكذلك انس بن مالك وغيره نقل عنهم لو كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم فاذا ارادوا ان اذا اراد الدعاء استقبل القبلة يدعون الله تعالى لا يدعون مستقبل الحجرة اي لا يدعون مستقبلي القبر وانما سبق انه اذا اراد ان يدعو ان او يستقبل القبلة لو يستقبل القبلة ومنها ممن يرى انه يجعل الحجر عن يساري ويستقبل القلوب منهم من يرى انه يجعلها خلف ظهره ويستقبل القبلة ولم يقل احد من العلماء انه اذا دعا يستقبل القبر قالوا مذهب الائمة مالك وكذلك مذهب ابي حنيفة ومالك والشاب احمد ان الرجل سلم واراد ان يدعو لنفسه فانه يستقبل القبلة واختلفوا في وقت السلام عليه اي اذا ارادوا يسلم هل يستقبل القبر او يستقبل القبلة قال والصحيح انه يستقبل القبر كما يفعل اذا زرت ميتا واردت ان تسلم عليه وقل استقبل استقبل وجهك بمعنى ان تجعل القبلة خلف ظهرك وتأتي في في قبلة القبر وتسلم عليه لان الميت اذا وظع يوظع على جنبه الايمن ويكون وجهه الى جهة القبلة. فتأتي من امامه وتجعل القبلة خلف ظهرك وتقول السلام عليك يا فلان ورحمة الله وثم اذا اردت ان تدعو له انحرفت الى جهة القبلة ودعوت الله له ودعوت الله له وهذا الذي عليه جماهير العلم قال يسلم عليها وقالوا لا يصبغ الحجر ولكن يجعله عن يساره وقال ابو حنبل لا يصدق الحجر وقت السلام كما لا يستغرق بمعنى ان ابا حنيفة يمنع من استقبال الحجرة والقبر لا في السلام ولا في الدعاء والجمهور يرون انه يستقبلها في وقت السلام ويستدبرها في وقت الدعاء وفي عند ابي حنيفة انه يجعل الحجرة عن يساره وقيل يستدبرها واما الحكاية ذكرها عن مالك انه قال منصور لما سأل عن استقبال الحجرة قال هو وسيلته وسيلة ابيك ادم كذب على مالك ليس لها اسناد معروف وهو خلاف الثابت المنقول عن الثقات بكتب اصحابي كما ذكره اسماعيل ابن اسحاق القاضي وغيره مثل ما ذكروا عنه انه سئل عن اقوام يطيلون القيام مستقبل الحجرة يدعو لانفسهم فانكر مالك ذلك. وذكر انه من البدع التي لم يفعلها الصحابة. فكيف يقول مالك وسيلتك ووسيلة ابيك ادم فهو ينكر الدعاء عند الحجرة واستقبالها. وقال رحمه الله لا يصلح لا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها. قال ولا ريب ان الامر كما قال مالك. فان الاثار المتوات عن الصحابة والتابعين تبين لهم تبين ان هذا لم يكن من عملهم وعادتهم ولو كان استقبال الحجرة عند الدعاء مشروعا لكانوا هم اعلو بذلك كانوا اسبق اليه ممن بعدهم والداعي يدعو الله وحده قد نهى وقد نهي عن استقبال الحجرة عند دعائه لله عند دعاء الله تعالى كما نهي عن استقبال الحجرة عند الصلاة لله تعالى. كما ثبت في الصحيح عن ابي مرث الغدوي قال لا تجلسوا على القبور ولا وصلوا اليها فكما انه لا يجوز الصلاة للقبور كذلك ايضا لا يجوز ان يدعى الى جهة القبر فلا يجوز ان يصلي القبور ولا لا اولبيا ولا غيرهم لهذا الحديث الصحيح قال ولا خلاف بين المسلمين انه لا يشرع ان يقصد الصلاة عند القبر ولا الى القبر بل هذا من البدع المحدثة وكذلك قصده شيء من القبور لا سيما قبور الانبياء والصالحين الدعاء. واذا لم يجلس قصد استقباله عند الدعاء لله تعالى فدعاء الميت نفسه اولى الا يجوز كما انه لا يصلي مستقبله مستقبله فلان لا يجوز الصلاة اليه بطريق الاولى اذا كان لا يجوز ان يصلي لله مستقبلا الميت فمن باب اولى ان لا يصلي اليه قال فلا يجوز الصلاة الا هو بطريق الاولى فعلم انه لا يزال ميت شيئا فعلم انه لا يجوز ان يسأل الميت شيئا لا يطلب ان يدعو الله له ولا غير ذاك ولا يجوز ان يشتكي اليه شيء من مصائب الدنيا والدين ولو جاز ان يشتكي اليه ذاك في حياته فان ذلك في حياته لا يفظل الشرك. وهذا يفضي الى الشرك. تأمل وهذا يفضي الى الشرك. بمعنى ان مخاطبة مكان الميت وشكواك اليه ان ذلك يفضي الى الشرك. لانه في حياته مكلف اي شيء ان يجيب سؤالها قاله ان يجيب سببا سأله لما له في ذاك الاجر والثواب بعد الموت ليس مكلفا بل ما يفعله من ذكر الله تعالى ودعاء ونحو ذلك كما ان موسى قال ما يفعله من ذكر الله تعالى ودعاء ونحية كما فعل كما ان موسى يصلي في قبره وكما صلى الانبياء خلف النبي ليلة المعراج وتسبيح الجنة والملائكة فهم يتمتعون بذلك وهم يفعلون ذلك بحسب ما يسره الله لهم ويقدروا لهم ليسوا من باب التكليف اي ان ما يفعله الماء اموات من صلاة في قبور كما كما هو من فعل الانبياء ليس تكليفا كذلك تسبيح الجنة ليس تكليفا وانما هو من باب من باب اه التمتع والتلذذ بهذا العمل. وحينئذ يقول فسؤال الميت فسؤال السائل بيت لا يؤثر في ذلك شيئا بل ما جعله الله فاعلا له ويفعله وين يعني؟ الملائكة عندما تقول ادعو الله لي يقول لا يجوز هذا شرك ودعاؤك هذا هل يزيد شيئا؟ الملائكة تدعو اصلا في امر الله انهم تدعونا للمؤمنين ويستغفروا من في الارض. فطالبك اياهم ذلك لا فائدة منه لانهم يفعلون ذاك دون ان تطلب كما يفعل الملائكة يؤمرون كما يفعل الملائكة ما يؤمرون به وهم انما يطيعون امر ربهم لا يطيعون امر مخلوق كما قال سبحانه وتعالى. في الملائكة وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه العباد مكرمون لا يسبقون بالقول وهم بامره يعملون. الى ان قال ولا يلزم من جواز الشيء في حياته هذا فائدة. جوازه بعد موته فان بيته كانت الصلاة فيه مشروعة وكان يجوز ان يجعل ان ان يجعل مسجدا ولما دفن فيه حرم ان يتخذ مسجدا ثبت الصحيح لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. فكان قبل دفنه فيه كان مصلى ويصلي النبي وسلم فيه فلما دفن فيه اصبحت الصلاة فيه محرمة فلا يقول قائل انا اسأل في حياته ان يدعو لي فكذلك اسأله بعد مماته ان يدعو لي نقول سؤالك في حياة مشروع له جائز وسؤالك ايا بعد بعد مماته محرم وشرك وبدعة فقد كره مالك ان يقول الرجل زرت قبر زرت قبر لان هذا اللفظ لم يرد والاحاديث المروية في زيارة القبر كلها ضعيفة بل كذب اي كل حديث ورد في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث كذب موضوع. وليس في فضل زيارته حديث يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. كل حديث جاء في فضل زيارة قبره فهو باطل. وانما الزيارة الشرعية ان يزوره لله تعالى لا للدعاء لله تعالى للدعاء له والسلام عليه كما يصلي على جنازته فهذا هو المشروع ولكن كثيرا من الناس لا يقصد الزيارة للمعنى الاول فكره مالك ان يقول زرت قبر قبره لما فيه من ايهام المعنى الفاسد الذي يقصده اهل البدع والشرك يقصدها البدع والشرك ثم قال الثالثة ان يقال يزور الميت ويخاطبه ويقول اسألك بفلان او بجاه فلان عندك ونحوه قد قدم ان سؤال الله بجاه فلان او بحق فلان ان هذا كله لا يجوز وانه من الامور المحدثة والامور المنكرة وانه لم يفعله احد من السلف ولا القرون المفضلة وانما ورد ذاك عن بعض متأخري الفقهاء ولا حجة فيما تحتج به او فيما قالوا. وقد تبين بينا سابقا ان لفظ التوسل في لغة الصحابة ليس ولفظ التوصيل بلغة المتأخرين فان لفظ التوسل في لغة الصحابة هو ان يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته او بشفاعته. او التوسل الايمان به محبتي وطاعته اما في لغة المتأخرين فالتوسل به عندهم بمعنى دعاء الله به او الاستغاثة به نسأل الله العافية والسلامة وقد احتج بعضهم ببعض الاحاديث اذا اعيتكم الامور فعليكم باهل القبور. او فاستعينوا وهذا حديث كذب موظوع بالزنادقة من الزنادقة. الذي الذي يريد بهذا عبادة غير الله عز وجل. فهذا كذب مبتلى على النبي باجماع العارفين بحديثي قال ولا يجهر من كتب الحديث المعتمدة. وقد قال وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده قديرا وهذا مما يعلم بنا الاضطرار انه غير مشروع. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما هو اقرب من ذلك عن اتخاذ المساجد. ولعن اهلها تحذيرا من التشبه بهم هيا اهل بلد اتخذوا القبور مساجد وذكر ايضا آآ قصة قوم نوح وكيف وقع الشرك في قوم نوح انهم صوروا صورا عند قبور اولئك الصالحين يتذكروا يتذكروا فيعبد الله فلما الزمن عبدوه من نور الله سبحانه وتعالى. وهذا الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الشرك وكذلك في شرائع غيره من الانبياء اي ان الشرك محرم منهيعا في جميع الشرايح. كذلك ايضا دعاء المقبورين ودعاء الاموات. محرم في شريعة موسى وعيسى وغيرهم من الانبياء لانه من الشرك بالله عز وجل ثم ذكر الادلة الدالة على ان ان دين الانبياء واحد وانهم اخوة لعلات وان شرائعهم شتى ودين واحد وذكر قول ربنا شرع لكم من الدين ما وصى به نوح هو الذي اوحينا اليك والذي امر الله وصى الله به نوح ووصى به ابراهيم موسى وعيسى هو اي شيء؟ ان اقيموا الدين ولا تفرقوا فيه ووضعنا قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واخبر الله ان هذه الفطرة فاقم لوجه الدين الحديث فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبدأ لخلق الله ذلك الدين القيم. اذا الدين ابن القيم هو توحيد الله وافراده بالعبادة ونبذ الشرك والبدع من عن دينه. فهذا ودين الاسلام الذي لا الله دين غيره لا من الاولين ولا من الاخرين كما قد بصر كان في غيرها اذا خلاصة القول ان مخاطب الاموات وسائر الوقت لو ثلاث احوال اما ان يشرك انه بالشرك الاكبر في الروبية والالوهية. واما ان يشرك به في الالوهية. واما ان يتوسل بهم ويتوسل وهذا من البدع المنكرة التي لا تجوز على الصحيح والله تعالى اعلم وهذا يفضي الى الشرك ادرس من شيخ الاسلام اي نعم هذا يوجد له طلب الميت الدعاء فهذا هو يحتج بها ايضا انه ليس شرك اكبر لانه قال يفضي الى الشرك. نعم لكن لكن يقال ايضا هذا انه ان حتى الذي يسأل اموات يسأل اموات هذا يفضي الى الشرك من يسأل الاموات ان ينصروه وان كذا يقول هو يفضي الى الشرك. لانه بدعائه يكون ايش اشرف قبل ان قبل يدعو لم يكن مشرف فاذا دعا بهذا الدعاء اصبح مشركا بالله عز وجل. ذكرنا سابقا في عبارات اخرى ان وصل هذا بالشرك الاكبر مر بنا سابقا مواقع المسألة فيها خلاف الطهى الاحوال ان يدعو الميت ان يغفر له. هذا هذا والالوهية. جعله تصرف. فالثاني هل يطلب منه مثل قال لي ان يطلب منه شيء لا يستطيع اليه بعد موته. مثل يطلب له ان ينصره. مثلا يطلب منه ان يدعو الله له وان يشفع عند الله له وهو من الشرك الاكبر. اكيد يبقى انه مخاطبين في طلب الدعاء وان حكمنا على عليها شرك فان فاعلها لابد ان يبين له الحجة والادلة وتدفع له هذه الشبهة. يسلم عليه ويبلغ السلام. يشرع ان يسلم عليه خارج المقبورة. لا. يقول لا يسلم على الميت اذا خادما يقول يا فلان السلام عليكم ان هذا غايب لا يسلم عليه. لكن متى يسلم عليه؟ اذا زار قبره ووقف عند قبره او يسلم على وجه الامومة السلام عليكم اهل الديار من المسلمين هنا يقول السلام العام لجميعهم فكل يبلغ ان فلان سأل والميت يسمع ثبت سماعه عند قرع النعال تسمع الميت قرع النعال وهم ذاهبون يسمعه. وثبت ان اهل بدر سمعوا سمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وايضا عند جماهير العلماء ان الميت اذا سلم عليه عند قبره يسمع السلام لان علمني شيء ان نسلم عليه. قال اهل العلم ولو لم يكن في سلامي ولو لم يكن يسمع لم يكن في سلامه فائدة. لكن اه اذا سلم عند قبره نقول لا ان يقال اسمع السلام لكن لا يسمع غير ذلك لا يسمع غير ذلك يسمع فقط قرع النعال عند وضعه. اذا تولى عنه اصحابه سمع قرع نعاله. اما انه يخاطبه يخاطبونه ولم يقل هذا لا يسمعه الميت ولذا مما يدل على هذا ايضا في حديث ابو هريرة عند النسائي وين الروح الى ارواح المؤمنين؟ فاذا اتى قالوا يريد ان يقول ملك الموت او الملائكة الذي معه دعوه دعوه. حتى يستريح من الدنيا فاذا استراح جاؤوا وسألوه ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة يقول ابن فلان تزوج وفلانة كذا ثم يخبرهم باخبار الاحياء الوقوف الى القلمات الم يأتكم قالوا لا ذهب بي الى امي الى امي هاوية. هذا الحين يدل اي شيء؟ انهم لا يعلمون الى متى؟ الا اذا جاه الاموات لو كان الميت يسمع خطاب الحي وما يخبره به لكان على علم قبل ذلك لهذا لهذه الاخبار. هذه مما يقوي انه لا يعلمون ولا يدركون والله تعالى اعلم