الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اخنا ولشيخنا وللسامعين. جاء في رسالة لمصمم بالقوات المراكشية سئل شيخ الاسلام فريد الزمان بحر العليا دين ابي العباس ابو العباس احمد ابن تيمية رحمه الله رحمة الله عليه عن رجلين في مسألة الاثبات للصفات والجسم باثبات العلو على العرش. فقال احدهما لا يجب على احد معرفة هذا ولا البحث عنه. بل يكره له كما قال الامام مالك لسانه وما اراك الا وما اراك الا رجل سوء. وانما يجب عليه ان يعرف ويعتقد ان الله تعالى واحد في ملكه وهو رب وكل شيء ومليكه وخالقه. كل من تكلم في شيء من هذا فهو مجسم حشوي. فهل فهل هذا الاخوان لهذا الكلام المصيب او مخطئ اذا كان مخطئا فما الدليل على انه يجب على الناس ان يعتقدوا اثبات الصفات والعلو على العرش؟ الذي هو اعلى المخلوقات ويعرفونه وما معنى والحج يزيل الشبهات مثائبين ما اجرين ان شاء الله تعالى. فاجاب المشار اليه الحمد لله رب العالمين. يجب على الخلق الاقرار بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فما جاء به القرآن آآ العزيز او المعلومة واجبة على الخلق الاقرار به جملة وتفصيلا عند العلم بالتفصيل. فلا يكون الرجل مؤمن حتى يقر بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فمن شهد انه رسول الله شهد انه الصادق فيما يخبر به عن الله تعالى. فان ان هذا حقيقة الشهادة برسالة اذا اذ الكاذب ليس بالرسول فيما يكذبه وقد قال الله تعالى ولو علينا بعض الاقاويل لاخذنا منها باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. وبالجملة فهذا معلوم بالاضطرار بالاضطرار من دين اسلامي لا يحتاج الى تقليده وهو الاقرار بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وهو ما جاء به القرآن والسنة. كما قال الله تعالى لقد من الله وعلى المؤمنين اذ بعث فيهم رسول منهم من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كان من قول الله في ضلال مبين. وقال كما ارسلنا فيهم كما ارسلنا فيهم رسول منهم يتلو عليكم ايات اياتنا ويزكيكم ويعلمه الكتاب والحكمة. وقال تعالى واذكروا نعم رحمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به. فقال تعالى وما ارسلنا من رسل الا ليطاع باذن الله. وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال تعالى يا ايها الذين يا من اطيعوا الله واطيعوا الرسول لو اولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ومما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم رضوه عن السابقين الاولين وعمن اتبعهم باحسان كما قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان رضي الله عنهم ومما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اخباره بان بانه تعالى قد اكمل الدين بقوله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ومما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم امر الله له بالبلاغ المبين. كما قال تعالى وما على الرسول الا بلاغ مبين. وقال تعالى وانزلنا اليك ذكرا لتبين للناس ما نزل اليهم. وقال تعالى يا ايها الرسل بلغ ما نزل ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالتك والله يعصمك من الناس. ومعلوم انه صلى الله عليه وسلم قد بلغ بلغ الرسالة كما امر ولم يكتم منها شيئا. فانما انزله الله تعالى يناقض موجب الرسالة. كما ان الكذب يناقض بموجب الرسالة. ومن المعلوم من مسلمين انه معصوم من الكتمان لشيء من الرسالة. كما انه معصوم من الكذب فيها. والامة تشهد له بانه بلغ رسالة كما امر الله تعالى وبين ما انزل اليهم ربه وقد اخبر الله بانه قد اكمل دينه وانما وانما كمل بما بلغه لم يعرف الا بتبليغه فعلم انه بلغ جميع الدين الذي شرعه الله لعباده. كما قال صلى الله عليه وسلم تركتم على كنهاريها لا يزيغ عنها بعدي بعدي الا هالك. وقال ما تركت من شيء يقربكم الى الجنة الا وقد حدثتكم به. ولا من شيء يبعدكم عن النار الا وقد حدثتكم به. وقال ابو ذر لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طويء يقلب جناحيه في في السماء الا افاضنا منه علما. آآ اذا تبين هذا فقد وجب على كل مسلم تسليمه فيما؟ الى تبين هذا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه الرسالة الموصومة بالقاعدة المراكشية ونص سؤال وجه لشيخ الاسلام ابن تيمية من بلد من بلدة مراكش. مراكش هي في المغرب ارسل اليه احدهم هذا السؤال ارسال هذا السؤال ارساله والنظر فيه يدل على عظيم الفتنة التي كانت في تلك الازمنة. وكيف تشرب الناس قول اهل الباطل حيث ان هؤلاء ظاهرهم انهم من عوام المسلمين. ولا شك ان دعوة اهل الباطل تصل الى عوام المسلمين بدعوة تعظيم. والاجلال لله عز وجل. وان وصف الله وتعالى بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم واثبات ما جاء في الكتاب والسنة ان ذلك تجسيما وان ذلك حشوا وان ذلك تنقص لله عز وجل. فلا يأتون بالامر على وجهه وعلى حقيقته. فان من طريقة اهل الباطل دائما انهم ينفرون عن الحق بتلبيس لباس الباطل. وتلبيسه لباس التشويه والفساد وان هذا القول قول لا يليق بالله عز وجل. ولذا تجد ان الاشاعرة كالسلوس والدردير وغيرهما يقولون ان الاخذ بظواهر النصوص من اصول الكفر من اصول الكفر الاخذ بظواهر النصوص فانت عندما تأخذ بظواهر النصوص تكون بداية كافرا بالله عز وجل. عندما تقول ان الله ينزل وان الله وان الله يستوي وان الله له عين تكون بذلك كافرا بالله عز وجل وانك انتقصت انتقصت الله عز وجل حيث شبهته بخلقه الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولذا ابن عباس رضي الله تعالى لما حدث بحديث في باب الصفات انتفض بعضه انتفض بعضهم فقال ما بال احدكم يجد رقة عند محكمه ويجد شيء عند متشابه بمعنى من الناس من لا يقبل ان يسمع ما يتعلق بالله عز وجل من الصفات ويتعاظم ذلك ولا شك هذا من الشيطان ان هذا من الشيطان. فالواجب على المسلم اذا سمع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ان يسمع ويطيع وان يقول سمعنا واطعنا ويسلم ولا فرق بين الاحكام وبين الصفات بل من زعم ان ايات الصفات من المتشابه فقد اخطأ وظل في ذلك. وليس هناك شيء في كتاب الله عز وجل احكم من ايات الصفات فهي ايات محكمة واضحة لا تتحمل ولا تحتمل غير معانيها التي دلت عليه. فدعوى ان من المتشابه في كتاب الله ايات الصفات كما يقول ذلك السيوطي وغيرهم يقول هي دعوة باطلة بل ايات الصفات من الايات المحكمة. التي لا تتحمل معنى غير المعنى التي دلت عليه ظواهر النصوص. فهذا السائل الذي سأل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول في سؤاله يقول في سؤاله واصله هكذا جاء اصله يقول ان رجلين شيخ الاسلام فريد الزمان بحر العلوم تقي الدين. هذه العبارات هذه العبارات في شيخ الاسلام حق. فلا شك انه كان تليل علما وعملا وتقوى. ولا يعني ذلك انه لم يتقدم من هو خير منه. ولكن هو في زمانه هو خير اهل زمانه علما وعملا وتقوى رحمه الله. فهو فريد زمانه بحر العلوم بسعة علمه. البحر هو الذي اتسع علمه وسمي البحر بحرا اي شيء لاتساعه فكل من اتسع في العلم سمي بحرا فسمي بذلك بحر العلوم تقي الدين وتقي الدين هذه عبارات اتت على المسلمين بلاد العجب واذا لم تكن في في العرب مثل هذه الالقاب وانما العرب يشهرون بالكنى. بينما العجب العجب يشهرون بالالقاب. وهذه الالقاب جاءت بعد القرن الرابع والا في القرون الاولى القرن الاول والثاني لم يسمى احد بمثل هذه الالقاب حتى وحتى سمى الخلفاء من بني العباس سموا انفسهم بهذه الالقاب. فتقي الدين ابو العباس احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى. عن رجلين تباحثا في مسألة الاثبات وتأمل ان هذه المسألة تتعلق بمسألة اثبات الصفات لله عز وجل. والجذب باثبات العلو العرش اثبات الصفات واثبات العلو. لعل اثبات العلو امر فطري. فطر الناس على الاقرار بان الله فوق بل لو سألت عوام المسلمين بل لو سألت كل من انتسب الى انه يؤذي الله عز وجل لاقر ان الله في العلوم حتى اليهود حتى النصارى واهل الاديان المغيرة والمبدلة يقرون بان الله عز وجل في العلو الا الجهمية عليهم دعائن الله. فانهم يرون ان الله في كل مكان. يقول هل رجلين تباحثا في مسألة او في مسألة الاثبات للصفات؟ والجزم باثبات العلو على العرش فقال احدهما لا يجب على احد معرفة هذا. ولا البحث عنه. بل يكره له كما قال الامام مالك وهذا من التلبيس والخلط. حيث جعل قول مالك رحمه الله تعالى وانت رجل سوء عندما استواء سؤالي عن كيف استوى؟ كيف استوى؟ قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وما اراك الا رجل سوء فامر به فاخرجه. فاخذ هذا الضال ان قول مالك يدل على ان المسلم لا يسأل عن الصفات ولا يؤمن بما دلت عليه اياته ايات الصفات وانما يجب عليه ان يعرف ويعتقد ان الله تعالى واحد في ملكه واحد في ملكه وهو رب كل شيء وهو رب كل شيء ومليكه وخالقه. بل من تكلم في شيء من هذا فهو مجسد تأمل العبارة مجسم حشوي خشبي يصفون بالصفات التي تنفر منها الطباع حتى يتعاظم الناس مثل هذه مثل هذه الالفاظ. فالذي يثبت الصفات عند هؤلاء يسمى مجسم يسمى حشوي ممثل مكيف وخذ ما شئت وخذ ما شئت من عبارات التي يلمز بها اهل اهل السنة. وكل هذا من باب ان تنفر منهم الطباع وينفر الناس وهذا طريقة يفعلها الباطل الى قيام الساعة. الى قيام الساعة للباطل مع اهل الحق. يصفون بالصفات القبيحة لماذا حتى ينفر الناس عنهم. والا لو والا لو ذكروهم بما يثبتون من جهة انهم يثبتون لله عز وجل الاسماء والصفات انهم يقولون بما قال به ربنا وقال به الرسول صلى الله عليه وسلم لاقبلت عليهم القلوب والنفوس. لكن علموا انهم اذا صرحوا بالحق الذي عليه السنة اقبل الناس عليهم اخذوا لذلك اسماء واوصافا والقابا لمزوا بها اهل لم يزوا بها اهل السنة. فقال هذا الجاهل الضال بل من تكلم بشيء من هذا هو مجسم حشوي حشوي اي انه لا علم له في دقائق الامور. وانما هم من اهل الحشو الذين يفهمون القشور فهل هذا الكلام لهذا فهل هذا القائل لهذا الكلام مصيب ام مخطئ؟ فاذا كان فما الدليل على انه يجب على الناس ان يعتقدوا اثبات الصفات والعلو على العرش الذي هو اعلى المخلوقات ان السائل صاحب سنة وعلى علم ومعرفة ولكن اراد ان ينبني شيخ الاسلام للرد على هؤلاء المبتدعة. وان يرسل قلمه فيهم كالسيف الذي يقطع شبهاتهم ويزيل ما يحتجون به من الحجج الداحضة. وان السائل يعلم الحق ويعرف الصواب لكن اراد ان يزيد شيخ الاسلام ان يزيد شيخ الاسلام من هذا في الدلالة والحجج رحمه الله. قال وما معنى التجسيم؟ هذه العبارة من العبارات التي يدندن حولها المبتدعة دائما الجسم والحيز والعرق والجوهر وعبارات ما انزل الله بها من سلطان انما يأتون بها تقبيحا وتنفيرا لعوام المسلمين من قول الحق والاخذ به للتجسيم والحشو افتونا وابسطوا القول بسطا شافيا يزيل الشبهات مثابين مأجورين ان شاء الله تعالى. اذا هذا اصل الكتاب القاعدة المراكشية اصلها سؤال. سئله شيخ الاسلام فاجاب بهذا الجواب الطويل الذي جعله كقاعدة كقاعدة يسير وعليها السني ويسير عليها الموحد في باب الاسماء والصفات واثبات علو الله عز وجل والا كما ذكرت قبل قليل مسألة مسألة واضحة وقطعية دل عليها النقل ودل عليها العقل ودلت عليها الفطرة السوية ذكر شيخ ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان ادلة اثبات علو الله عز وجل تزيد على الف دليل تزيد على الف دليل منها الصريح ومنها غير الصريح بل كل شيء يدل على علو الله. كل شيء في هذا الكون يدل على علو الله عز وجل. الملائكة تدل على علو الله. ما في الارض السفلى يدل على علو الله سبحانه وتعالى. فاجاب رحمه الله تعالى فاجاب المشار اليه قائلا قال رحمه الله الحمد لله رب العالمين. ولم يذكر البسملة الا ان يقال انها سقطت سقطت في سقط ابن فعل النساخ والا الاصل في باب في باب مكاتبة وفي باب التصنيف والكتاب ان يبتدأ كتابه بسم الله الرحمن الرحيم. اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم والرسول ابتدى كتابه عندما كتب الى هرقل والى والى والى اه كسرى وغيرهما. قال بسم الله الرحمن الرحيم رسول الله الى الى فلان وفلان. فاستحب العلماء ان يبتدأ الكتب بالبسملة. ويثني بالحمد له خلافا للخطب فان الخطبة تبدأ بالحمد لله تبدأ بالحمد الحمد لله عز وجل. فقال الحمد لله رب العالمين. ولكما نعلم جميعا ان الالف واللام هنا في الحمد هي في الشمول والاستغراق شئت قلت ايضا للملك لا لابد لا مشاحة في ذلك فالله سبحانه الحامد كلها. استحقاقا وملكا سبحانه فجميع المحامد لله عز وجل واصل الحمد هو الثناء. الثناء المحمود مع تعظيمه. هذا هو اصل الحمد الثناء على المحمود مع تعظيمه فيما اتصل به. كسبا مع انه لا يقال في حق الله الكسب. ما اتصف به من صفات الجلال والجمال والكمال. متصل من صفات الجلال والجمال والكمال الحمد لله جمع بين الالوهية والربوبية. الحمد لله رب العالمين. اي ذو الالوهية وذو الروبية ولا شك ان الالوهية والروبية متلازما متظمنا. الالهية هو ذو الالوهية. متظمنة الروبية والروبية مستلزمة للالهية ولا يمكن ان يكون الها وليس برب ولا يمكن ان يكون ربا وليس وليس اله. فهو اله العالمين. وهو رب العالمين. فجمع في حمد الله وبحمد الله جمع بين اعظم ما يليق بالله عز وجل وهو الهيته وروبيته سبحانه وتعالى. قال يجب على الخلق الاقرار بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فما جاء به كما جاء به القرآن العزيز او السنة المعلومة وجب على الخلق الاقرار به جملة وتفصيلا. شيخ الاسلام ذكر جوابين جوابا مجملا وجوابا مفصلا. اما الجواب المجمل فهو انه يجب على كل مسلم او مسلمة الاقرار بكل ما جاء به بكل ما جاء من عند الله عز وجل وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. وان المسلم الواجب عليه في ان يقول سمعنا واطعنا. فكل ما اخبر الله عز وجل به فهو حق. وكل ما اخبر به رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو صدق وحق فيجمع المسلم اذا سمع قول الله وقول رسوله ان يقر ويصدق بذلك كله. وان يتبع ذلك بقوله ان كان سمعنا سمعنا واطعنا وان كان خبرا اقرارا وتصديقا. ولا يعارض خبر الله لا بشبهة ولا يعارض امره بشهوة بل يكون حاله حال العبد السامع المطيع. لا يقول لماذا؟ ولكن يقول بماذا؟ لا يقول لماذا امرنا ولكن يقول بماذا امرنا سمعا وطاعة لله عز وجل؟ فهذا الواجب على المسلم كما جاء في كتاب الله وجاء في سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم المعلومة الصحيحة وجب على الخلق الاقرار وجد على الخلق الاقرار به جملة وتفصيلا عند العلم بالتفصيل. وهذا يدل على ان العلم بقدرة المتعلم. فان كان يتصور تفاصيل المعلوم وجب عليه ان يؤمن بتفاصيله. وان كان مثله لا يدرك ذلك ولا يستطيعه وجب عليه ان يؤمن بما استطاع ان يعلمه. فالايمان الاجمالي والايمان التفصيلي فالايمان الاجمالي يتعلق بما يجمع المسلم من الايمان بالوهية اللهيته وان الله عز وجل ارسل رسلا وانزل كتبا وانه امر الخلق بعبادته وطاعته وانه خالق كل شيء ورب ومليكه سبحانه وتعالى وانه لا اله غيره ثم يزداد الناس ايمانا بازدياد علمهم كلما ازداد العبد علما ازداد ايمانا والعلم يزيد بالتعلم فهذا ما قصده شيخ الاسلام عندما قال الاقرار به جملة وتفصيلا عند العلم بالتفصيل فيؤمن بالملائكة على وجه الاجمال. ويؤمن بهم على وجه التفصيل بمن سمى الله في كتابه. وسماهم ايضا رسوله صلى الله عليه وسلم في كتاب الله جاء ذكر جبريل وجاء ذكر ميكائيل. وفي السنة جاء ذكر اسرافيل وجاء ذكر مالك وجاء ايضا ذكر منكر ونكير على القول بانهما بان هذا اسم لهما. وان لم يكن وصفا لهما. فلا يكون مؤمنا حتى يقر بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول ولا شك ان من اعرض عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ولم يأخذ بها فانه ليس بمسلم. وليس بمتبع لكتاب الله ان الله يقول وما اتاكم الرسول فخذوه. من اعرض عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقال يكفينا القرآن. نقول له كذبت. فانت لست ممن اتبع القرآن لان من اتبع القرآن يلزمه الاخذ بالسنة لان الله امرنا ان نأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. واخبر ربنا سبحانه وتعالى انه رسول الله الينا جميعا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا اني اوتيت القرآن ومثله معه يجب على المسلم ان يؤمن بكل ما جاء به الله بكل ما جاء من عند الله وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم وهو معنى الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله ان يقر بان الاله الحق هو الله وانه المعبود وحده وان عبادة ما سواه باطلة وان محمدا رسول الله اي هو الرسول الذي جاء من عند الله عز وجل وان وان من لازم رسالته تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. من شهد انه رسول الله شهد انه صادق. من شهد ان رسول الله شهد انه صادق فاذا شهد برسالته وكذبه لم تنفعه شهادته من قال اشهد ان رسول الله ولكن لا لا اصدقه قل انت كافر ولذا من من لطيف مناظرة ابن القيم للنصارى هداية الحيارى انه الزمهم انه رسول الله فلما التزموا ذلك قالوا هو رسول الاميين. قال اذا اذا التزمتم ذلك فانه يقول كما قال الله تعالى عنه. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فاما ان يكون صادقا واما ان يكون كاذبا. فان قلت كاذب ابطلت ما ادعيت من من تصديقه حتى انقطع النصراني وحاد عن الجواب وفارق ابن القيم على ظلاله وكفره الله عليه السلامة. فمن قال اشهد انه رسول الله وامن برسالته ثم كذبه انتقضت شهادته قالت شهادته لتكذيبه. فهذا معنى كلام شيخ الاسلام. قال رحمه الله فمن شهد انه رسول الله شهد انه وصادق فيما يخبه عن الله فان هذا حقيقة الشهادة بالرسالة اذ الكاذب ليس برسول فيما فيما يكذبه وقد قال الله تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين. وبالجملة فهذا معلوم اي انه رسول الله وان اخباره تصدق وتقبل وينقاد لها هذا مما يعلم من الدين بالضرورة ولا يتصور هو من مسلم يشهد ان رسول الله ثم يقول لا اصدقه ولا اعتقد وجوب طاعته بل متى ما قال ذلك كفر باجماع المسلمين كفر من شروط لا اله الا الله القبول والانقياد والتصديق. ويدخل التصديق تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ويدخل الانقياد الانقياد لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم والقبول القبول بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فلا تصح شهادته الا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد له وقبول ما جاء به. قال وبالجملة فهذا معلوم بالاضطراب من دين الاسلام. لا يحتاج الى تقريره وهو لاقرار ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما جاء به القرآن والسنة كما قال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياتي ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا قبل في ضلال مبيت وقوله تعالى كما ارسلنا فيكم رسولا كما ارسلنا فيكم رسولا كما ارسلنا فيكم رسولا يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة. كما قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم ما انزل عليكم الكتاب والحكمة يعظكم به وكما قال تعالى وما ارسلنا للرسول الا ليطاع باذن الله وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. وذكر الايات الدالة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله طاعة الرسول بطاعته في سبع مواضع من كتابه سبحانه وتعالى. وجاء الامر بطاعته بمواضع كثيرة. ومما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم رضاه عن السابقين الاولين وعن من تبعهم بمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم مما جاء عنه رضاه عن السابقين من اصحابه رضي الله تعالى رضي الله تعالى عنه وهذا تقرير حسن وتقعيد مفيد لان اكثر هؤلاء الذين ظلوا انما يظنون من باب تخطئة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فان الصحابة هم الذين نقلوا لنا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذي نقلوا لنا احاديثه والنبي صلى الله عليه وسلم رضي عنهم بل ربنا سبحانه وتعالى زكاهم ورضي عنهم كما رضوا عنه سبحانه وتعالى فيريد بهذا ان هذه الشريعة انما حملها الينا من؟ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا قال ابو زرعة الرازي في باب الفتح بالصحابة قال رحمه الله تعالى وان مراد هؤلاء الذي يقدحون في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم القدح في الله عز وجل فلما عجزوا ان يقدحوا في القرآن مباشرة وفي شريعة لا مباشرة قدحوا في حملة الشريعة لان ان القدح بالحامل قدحا في المحمول ايضا فهذا باب هذا باب من ابواب الزنادقة انهم يقدحون ففي حامل الحق ليقدح في الحق الذي جاء به. ولذا قال شيخ الاسلام هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم رضى عن السابقين الاولين وعن من اتبعهم باحسان كما قال تعالى والسابقون الاولون من المؤمن والانصار والذين اتبعوا باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الى ان عد ثلاثة قرون صلى الله عليه وسلم. هذا اولا وثانيا ان الله سبحانه وتعالى اخبر انه اكمل الدين واتم النعمة فقال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فالدين كامل والنعمة قد تمت وتقبل الزيادة. لكن الدين لا يقبل ان يزيد فيه احد. فالدين كمل. واذا كمل زاد فيه شيئا فقد افترى على النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يبلغ واتهم دين الله عز وجل بانه ناقص امر المبتدع امره خطير وفعله عظيم. حيث انه بفعل تلك البدعة يظن ان الشريعة صاحبه او يظن ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الرسالة امره الله عز وجل به ولا شك ان من اضن هذا الظن واعتقد وان كان المبتدأ لا لا يلتزم ذلك القول ولا يلتزم هذا المعتقد. لا شك ان من التزم مثل هذا الاعتقاد فهو كافر بالله عز وجل وكفر بلا خلاف بين المسلمين. ومما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لقد اكمل الدين بقوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال ما اه ومما جاء بالرسول امر الله له بالبلاغ. المبيد كما قال تعالى وما على الرسول الا الا البلاغ المبين. ويريد هذا ان يعود بك الى باب الاسماء والصفات. هل هي من القرآن؟ وهل هي مما بلاه النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل مما تناقله الصحابة التابعون رضي الله تعالى عنهم فاذا كانوا ممن زكاهم الله وزكاهم رسوله صلى الله عليه وسلم. وان الدين قد كمل وان الرسول قد بلغ ما انزل وان هذه المسالك تسأل عنها هي ايضا مما بلغه نبينا صلى الله عليه وسلم وان الاصل في الالفاظ وان الاصل في المعنى في اللفظ ما دل على ما دل على معناه الظاهر. وليس هناك معنى باطل لا يعرفه الا الخاصة من الناس الاصل ان الفاظ القرآن واضحة وبينة. وان القرآن نزل بلسان عربي مبين واضح وغير ذلك. ذكر ابن القيم في صواعقه اكثر من ثمانين وجها او اكثر في الرد على من قال ان ان في باب الاسماء والصفات انها مجاد وليست وليست في حقيقة وابطل هذا القوم وابطل دعوة ان القرآن ليس كافي كما يقول الرازي ان القواطع ان القواطع العقلية مؤدبة على القواطع النقية لان النقل لابد ان يصل من عشر عشر شبهات. وان العقل لا يلزم منه ذلك ولا شك ان هذا من اعظم من اعظم الضلال. فقوله هنا ومعلوم انه صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة كما امر كما ولم يكتم منها شيء قال تعالى لو كان كاتبا شيئا لكتم قوله تعالى لما قضى زيد منها وطرا زوجناك لو لو كان كاتب شيئا لكتم هذه الاية. وتخفي في نفسك ما الله يبديه وتخشى الناس والله حق ان تخشاه. قال فان كتمان فان كتمان ما انزل والله تعالى يناقض موجب الرسالة. فالرسول بلغ كل شيء. كلما اوحي اليه قد بلغ تشهد بذلك ان نبلغ الرسالة ونصح الامة ومات وما مات حتى تركنا على البيظاء على البيظاء في ليلها كنهارها لا يزال عنها الا هالك صلى الله عليه وسلم. كما ان الكذب يناقض موجب الرسالة ومن المعلوم من دين المسلمين انه معصوم من الكتمان. ومعصوم من الكذب صلى الله عليه وسلم. معصوم يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك وان لم تفعل فما بلغت رسالتي والله يعصمك من الناس. معصوم كتمان الشيب من الرسالة كما ان معصوم من الكذب فيها. والامة تشهد له بانه بلغ الرسالة كما امره الله تعالى. وبين وبين ما انزل اليه من ربه وقد اخبر الله تعالى بانه قد اكمل الدين وانما كمل بما بلغه نبينا صلى الله عليه وسلم اذ الدين لم يعرف الا بتبليغه. فنحن لا نعرف اسلاما ولا نعرف صلاة ولا صيام زكاة الا على لرسولنا صلى الله عليه وسلم حيث بلغ ما اوحي اليه من ربه قرآنا وسنة صلى الله عليه وسلم ذكر حديث العرباض ابن سارية وفيه تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يدعون بعد الا هالك. وقال وروى باسناد يقبل التحسين وقوله ما تركت من شيء يقربك الى الجنة الا وقد حدثتكم به ولا بشباه النار الا وقد حدثتكم الا وقد حدثتكم به رواه احمد رضي الله تعالى عنه انه قال ما مات النبي صلى الله عليه وسلم الا وعلمنا ما من خير وعلمنا ودلل عليه وما من صلى حذرنا منه صلى الله عليه وسلم واسناده اسناده جيد قال بعد ذلك وقال ابو ذر لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يقلب جناحه السماء الا افاد له علما قال اذا تبين هذا فقد نقف على قوله اذا تبين اذا ان قعد لنا القواعد قبل ان يدخل في باب في باب هذه المسألة القاعدة الاولى ان الدين قد كبر. وان وان مما يدل على بلاغ بلاغه صلى الله عليه وسلم الرسالة ان الدين لان الدين لا يكمن الا بعد الا بعد التبليغ. وان الصحابة عدول رضي الله عنهم ورضي عنه النبي صلى الله عليه وسلم. وان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما ارسل به وهو معصوم في من جهة التبليغ ومعصوم من جهة انه لا يكذب على ربه سبحانه وتعالى والله