الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلك علم الصحابة ان التوسل به انما هو التوسل بالايمان به وطاعته ومحبته وموالاته او التوسل بدعائه وشفاعته فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة عن هذا وهذا. فلما لم يفعل الصحابة رضوان الله عليهم شيئا من ذلك. ولو ولا دعوا بمثل هذه الادعية وهو اعلم منا واعلم بما يحب الله ورسوله. واعلم بما امر الله به رسوله من الادعية. وما هو اقرب الى الاجابة منا؟ بل توسلوا بالعباس ممن ليس مثل النبي صلى الله عليه وسلم. دل عدولهم عن التوسل بالافضل الى التوسل بالمقبول ان التوسل المشروع بالافضل لم يكن ممكنا فقال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذ قبور انبياء المساجد. رواه مالك في موطئه ورواه غيره وفي سنن ابي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فان صلاتكم تبلغني. وفي الصحيحين انه قال في مرض موته لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبورهم به مساجد يحذر ما فعلوا. قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لابرز قبره. ولكن كره ان يتخذ مسجدا. وفي صحيح مسلم عن جندب رضي الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل ان يموت بخمس اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. انما من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. وقد روى الترمذي حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه علم رجلا ان يدعوا فيقول اللهم اني اسألك واتوسل اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله اني اتوسل بك الى ربي في حاجتي ليقضيها لي. اللهم شفعه في. وروى النسائي نحو هذا الدعاء. وفي الترمذي وابن ماجة عن عثمان ابن حنيفة ان رجلا ضريرا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادعو الله ان يعافيني فقال ان شئت دعوت وان شئت صبرت. فهو خير لك. فقال فادعه. فامره ان يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو هذا الدعاء اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا رسول الله يا محمد اني اني توجهت بك الى ربي في حاجتي هذه لتقضى. اللهم فشفعه فيه. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. ورواه النسائي عن عثمان بن حنيفة ولفظه ان رجل اعمى قال يا رسول الله ادعو الله ان يكشف لي عن بصري. قال فانطلق قال فانطلق فتوضأ ثم صلي ركعتين ثم قل اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد اني اتوجه بك الى ربي ان يكشف عن بصري اللهم فشفعه فيه. قال فرجع وقد كشف الله عن بصره وقال الامام احمد في مسنده حدثنا رواح حدثنا شعبة عن عمير بن يزيد الخطمي المديني قال سمعت عمر بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف ان رجلا ضريرا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ادعوا الله ان يعافيني فقال ان شئت اخرت ذلك فهو خير لاخرتك وان شئت دعوته لك؟ قال لا. بل ادعو الله لي فامر يتوضأ ان يصلي ركعتين وان يدعوها بهذا الدعاء. اللهم اني اسألك كما اتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يتوجه بك الى ربي في حاجة هذه فتقضى. اللهم فشفعني فيه وشفعه فيه. قال ففعل الرجل فبرأ. فهذا الحديث التوسل به الى الله في الدعاء. فمن الناس من يقول هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقا حيا وميتا. وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفي مغيبه. ويظن هؤلاء ان التوسل الاعمى ان التوسل الاعمى والصحابة في حياته كان بمعنى الاقسام به على الله او بمعنى انهم سألوا الله بذاته ان يقضى حوائجه ان يقضي حوائجهم ويظنون التوسل به لا يحتاج لا يحتاج الى ان يدعو اهواه لهم ولا الى ان يطيعوه. وسواء عندهم هؤلاء ان دعا دعا الرسول لهم او لم يدعوا. الجميع عندهم توسل به وسواء اطاعوه او لم يطيعوه. ويظنون ان الله تعالى يقضي حاجة هذا الذي توسل به بزعمهم ولم يدعوا له الرسول كما يقضي حاجة هذا الذي توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم اذ كلاهما متوسم به عندهم. ويظنون ان كل من سأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الاعمال وان ما امر في الاعمى مشروع لهم. وقول هؤلاء باطل شرعا وقدرا. فلهم موافقون من شرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله. ومن الناس من يقولون هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها التي تشبهها في مناطق الحكم. لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لا مماثل لها. والفرق ثابت شرعا وقدرا بين من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدعو له ولا يجوز ان يجعل احدهما كالاخر. وهذا الاعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال في دعائه اللهم فشفعه فعلم انه شفيع فيه ولفظه ان شئت صبرت وان شئت دعوت لك فقال ادعو ادعو لي فهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي ويدعو ايضا لنفسه ويقول في دعائه اللهم فشفعه فيه فدل ذلك على ان معنى قوله واسألك واسألك واتوجه اليك بنبيك محمد اي بدعائه وشفاعته كما قال عمر اللهم انا كنا اذا ادبنا توسلنا بنبينا فتسقينا. بل حديثان معناهما واحد هو صلى الله عليه وسلم علما رجلا ان يتوسل به في حياته. كما ذكر عمر انهم كانوا يتوسلون به اذا اجدبوا. ثم انهم بعد موتي انما كانوا يتوسلون بغيره بدلا عنهم. ولو كان التوسل به حيا وميتا سواء. والمتوسل والمتوسل والمتوسل به الذي دعا له الرسول كمن لم يدعو له الرسول لم يعدلوا عن التوسل به. وهو افضل الخلق واكرمهم على ربه. واقربهم اليه وسيلة. الى ان يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله وكذلك لو كان اعمى توسل به ولم يدعو له الرسول بمنزلة ذلك الاعمال كان عميان الصحابة او بعضهم يفعلون مثل ما فعل الاعمال. فعدولهم عن هذا الى هذا مع ان هم السابقون الاولون المهاجرون والانصار والذين تبعهم باحسان فانهم اعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون انفع من غيره وهم في وقت ظرورة ومخمصة وجدب يطلبون يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وانزال الغيث بكل طريق ممكن دليل على ان المشروع ما سلكوه دون ما تركوه. ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه وذلك ان التوسل به حيا هو الطلب لدعائه شفاعته هو من جنس مسألته ان يدعو لهم وهذا مشروع. فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ان يدعو لهم. واما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير ولا عند غير قبره كما يفعله كثير الناس عند قبور الصالحين. يسأل احدهم الميت حاجته اي يقسم على الله به ونحو ذلك وان كان قد روي في ذلك حكايات عن بعض المتأخرين بل طلب الدعاء مشروع في كل مؤمن في كل من كل مؤمن لكل مؤمن. حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر لما استأذنوا في العمرة لا تنسنا يا اخي من دعائك ان صح الحديث وحتى امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يطلب من اويس القرني ان يستغفر للطالب وان كان الطالب افضل من اويس بكثير وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم سلوا ثم صلوا علي فانه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة انها درجة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا ذلك العبد. وما سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة. مع ان من امته الدعاء ليس هو طلب حاجة من المخلوق بل هو تعليم لامته ما ينتفعون به في دينهم وبسبب ذلك التعليم والعمل بما علمهم يعظم الله اجره. فان اذا صلينا عليه مرة صلى الله عليه عشرا. واذا سألنا الله له الوسيلة حلت علينا شفاعته يوم القيامة. وكل ثواب يحصل لنا على اعمالنا فله مثل اجرنا من غير ان ينقص من اجرنا شيء. فانه صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه. من غير ان ينقص ذلك من اجورهم شيئا. هو الذي دعا امته الى كل خير وكل خير تعمله امته. له مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شيء ولهذا لم يكن الصحابة والسلف يهدون قال ولهذا لم يكن الصحابة والسلف يهدون اليه ثواب اعمالهم ولا يحجون عنه ولا يتصدقون ولا يقرأون القرآن ويهدون له لان كل ما يعمله المسلمون ما ما لان كل ما يعمله ما عمله المسلمون من صلاة وصيام وحج وصدقة وقراءة له صلى الله عليه وسلم مثل لاجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شيء. بخلاف الوالدين فليس كل ما عمله المسلم من خير يكون لوالديه مثل اجره. ولهذا يهدى الثواب لوالديه وغيرهما. ومعلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم مطيع لربه عز وجل في قوله تعالى فاذا فرقت فانصب والى ربك فارغب. فهو صلى الله عليه وسلم لا يرغب الى غير الله. وقد ثبت عنه في الصحيح انه قال يدخل من امتي الجنة سبعون الفا بغير حساب. هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. فهؤلاء من امتي وقد مدحهم بانهم لا يستقون والاسترقاء ان يطلب من غيره ان يقيه. والرقية من نوع الدعاء. وكان صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره. ولا يطلب من احد ان يرقيه. ورواية ورواية من روى في هذا لا لا يرقون ضعيفة غلط فهذا مما يبين حقيقة امره لامته بالدعاء انه ليس من باب سؤال المخلوق للمخلوق الذي غيره افضل منه فان من لا يسأل الناس بل لا يسأل الا الله افضل ممن يسأل الناس ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم ودعاء الغائب للغائب اعظم اجابة من دعاء الحاضر لان اكمل واخلاصا وابعد عن الشرك فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه؟ الى دعاء من يدعو الله بسؤال وهو حاضر وفي الحديث اعظم اجابة دعاء دعاء غائب لغائب وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من رجل يدعو لاخيه بظهر الغيب بدعوة الا وكل الله به ملكا كلما دعا لاخيه بدعوة قال الملك الموكل به امين ولك بمثله وذلك ان المخلوق يطلب من مخلوق ما يغدر المخلوق عليه والمخلوق قادم على دعاء الله ومسألته. فلهذا كان طلب الدعاء جائزة. كما يطلب منه الاعانة بما يقدر عليه والافعال التي يقدر عليها فاما ما لا يقدر عليه الا الله تعالى فلا يجوز ان يطلب الا من الله سبحانه. لا يطلب ذلك لا من الملائكة ولا من الانبياء ولا من غيرهم ولا يجوز ان يقال لغير الله اغفر لي واسقنا الغيث وانصرنا عن قوم الكافرين او اهدي قلوبنا ونحو ذلك ولهذا روى الطبراني في معجمه انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق وللمؤمنين. فقال الصديق قوموا بنا نستغيث. قال قوموا بنا نستغث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فجاؤا اليه فقال انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله وهذا في الاستغاثة مثل ذلك. فاما ما يقدر عليه البشر فليس من هذا الباب وقد قال سبحانه اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. وفي دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى واليك المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك وقال ابو يزيد المصطامي استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة في الغريق بالغريق. وقال ابو عبد الله القرشي استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون. فقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظلم عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. نعم. احسنت والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام ابن تيمية في قاعدته بالتوسل وسيلة وكذلك علم الصحابة ان وكذلك علم الصحابة ان التوسل به انما هو التوسل بالايمان به. مر بنا ان التوسل المشروع له صورتان توسل باسماء الله وصفاته وتوسل بالاعمال الصالحة وان شئت قسمتها قسمت التوس الى ثلاثة توسل باسماء الله وتوسل بصفات الله وتوسل بالاعمال الصالحة التي يعملها العبد ويتقرب بها الى الله عز وجل وهذا الذي علمه الصحابة ان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم انما هو التوسل بالايمان به وطاعته ومحبته وموالاته والتوسل بدعاء وشفاعته. اذا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم له صورتان الصورة الاولى في حال حياته وهي متعلقة بامرين التوص بدعائه والتوسل بشفاعته وهذا التوسل انقطع وانتهى بموت النبي صلى الله عليه وسلم. فالرسول بعد موته لا يدعو لاحد ولا يشفع لاحد الا اذا بعث يوم القيامة وفزع الخلائق اليه ليشفع لهم عند الله عز وجل فيشفع بعد ان يأذن الله له. وهذي كما ذكرت ليس لاحد ان يتوسل بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لا بدعائه ولا بشفاعته. واما التوسل الذي هو القسم الثاني في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي علمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم هو التوسل بمحبته وطاعته والايمان به. فيجوز لنا ان نقول اللهم انا نتوسل اليك بحبنا لنبيك ان تغفر لنا اللهم انا نتوسل اليك بطاعة لرسولك ان تغفر لن لا حرج في ذلك واما التوسل الذي يسلكه الخرافيون ويفعله القبوريون ويفعله كثير ممن اه كثير من الجهلة في هذه الازمنة والتوسل بذاته او التوسل بجاهه او او الاقسام على الله عز وجل به. فهذا التوسل لم يفعله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل به احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقد مر بنا سابقا ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما اجدبوا في عام الرمادة ماذا فعل قال اللهم انا كنا نتوسل بنبيك صلى الله عليه وسلم فتسقينا. اللهم انا نتوسل اليك بعم نبينا قم يا عباس استسقي لنا ومعنى ذلك ان التوسل بمعنى واي شيء الدعاء اي كنا نتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو وندعوا فيستجيب الله لنا. واما بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فلا نستطيع ان التوسل لا بدعائه ولا بشفاعته وانما نتوسل بالحي الذي هو من اقرب الناس اليه وهو العباس رضي الله تعالى عنه فقال قم يا عباس استسقلا وان كان عمر افضل من العباس لكن كما ذكر الفقهاء انه يستحب في حال الاستسقاء ان يقدم بين يدي المستسقين من يظن به الصلاح. وذكروا كان من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان صالحا فهو احسن. والا عمر افضل من العباس لكنه قدمه لقوله صلى الله عليه وسلم ان العم صنو الاب فانزله النبي صلى الله عليه وسلم منزلة ابيه فقدمه لاجل ذلك. ولذا الصحابة باجماعهم لم يفعل ذلك احد منهم. لم يفعل احد منهم انه توسل بجاه النبي ولا بذات النبي بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بل لم يعرف هذا حتى في حياته لم يتوسع الصحابي جاه النبي ولا بذاته وانما التوسل يكون باي شيء اما بدعائه او شفاعته اما التوسل بالجاه والذات فهذا ليس فيها قربة ذاته ليس فيها قربة وجهه ليس فيه قربة انما التوسع يكون من طريق القرى من طريق الاعمال الصالحة فالنبي اذا دعا كان ذلك قربة. واذا شفع كان قربة فيجوز في حال حياته ان ان يتوسل بدعاء شفاعته اما بعد مماته فليس لاحد يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الا من جهة الايمان به ومحبته وطاعته. ثم قال بعد ان ذكر قصة العباس الصحابي بالعباس في دعائه قال وقد قال اللهم لا تجعل قبري وتنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد هو جاء ايضا في السنن لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فان صلاتكم تبلغني. وحديث اللهم لا تجعل قبريته حديث صحيح وحديث اشتد قاضب الله على قوم ايظا هو صحيح. جاء في رواية موطأ رواه الموطأ وهو ايضا موصولا صحيحا. ورواه غيره اي جاء ايضا عند ابي داوود بلفظ لا تتخذ قبري عيدا. وصلوا علي حيثما كنتم فان صلاتكم تبلغني. وقول اللهم لا اجعل قبري وثنا اي لا تجعله مكانا يعبد من دون الله ولا تجعلوا عيدا اي مكانا يكرر الناس زيارته والاتيان اليه ويجعل كالعيد في مواسم يتكرر اتيانه وانما زيارة قبر وسلم ليس لاجل التوسل به او او الدعاء عند قبره وانما زيارته من باب السلام عليه والدعاء ثم قال ايضا جاء في الصحيحين لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وقال ايضا في صحيح مسلم عن جند ابن عبد الله قال قال صلى الله عليه وسلم قبل موتي بخمس قبل الموت بخمس انه قال ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجدا فلا تتخذوا القبور من انهاكم عن ذلك وقال ايضا في الكتب في الصحيح البخاري لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما لا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. وايضا جاء عند الترمذي وصححه من حديث عثمان بن حنيف انه علم رجلا ان يدعو فيقول اللهم اني اسألك التوسل اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا يا رسول الله اني اتوسل بك يا ربي في حاجتي ليقضيها لي. اللهم شفعه في. هذا الحديث هو عمدة من يحتج بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم مطلقا. هذا الحديث حجة من يرى جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم مطلقا سواء في حياته او بعد مماته. وحجتهم انه قال يا محمد يا نبي الرحمة اللهم اني اتوسل بك الى ربي في حاجتي لكن هذا الحين ذكرنا سابقا ان الحديث فيه علل العلة الاولى تفرد ابي جعفر الخطمي بهذا الاسناد ولا يعرف له وطريق الا من طريقه وهو ليس بذلك الحافظ فيبقى تفرده محل نكارة وان سلمنا لصحة الخبر وصحح لي الخبر فليس فيه التوسل لا بجاهه ولا بذاته ولا التوسل به مطلقا. وانما فيه ان هذا الاعمى الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله ادع الله لي قال ان صبرت اصبر لك الجنة وان شئت دعوت لك قال ادع لي. فقال النبي فعلمه ماذا يفعل؟ قال توضأ وضوء الصلاة توضأ وضوء الصلاة ثم قل وصلي ثم قل اللهم اني اسألك واتوسل اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله اني اتوسل بك يا ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم شفعه في. فكان اعلى كان معي كان في رواية اخرى انه قال يا رسول ادع الله ان يعافيني فقال ان شئت دعوت وان شئت صبرت فهو خير لك فقال فادعه اي ادعو ربي ان يشفيني ويعافيني من هذا من هذا العمى فامر يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا رسول الله يا محمد اني توجهت بك يا ربي في حاجتي هذه لتقضى اللهم فشفعه في. هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجة. ورواه ايضا اهل السنن باسناد كما ذكرت في فيه ابو جعفر الخطلي وهو ممن تفرج لهذا الخبر وليس بالحديث حجة كما بينا سابقا وذلك ان الاعمى دعا والرسول صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟ دعا له ايضا. الرسول دعا والاعمى دعا ثم علمه النبي ان يقول ماذا اللهم اني اتوجه اليك بدعاء من بدعاء نبيك محمد صلى الله عليه وسلم انه دعا لي وانا اتوجه اليك يا ربي ان تقبل دعاء محمد صلى الله عليه وسلم فيه يا محمد اني اتوجه بك يا ربي ان يتوجه بك اي شيء بدعائك الذي دعوته وسؤالك وشفاعتك التي شفعت فيها لي ان يقبل الله دعاك ثم قال اللهم فشفعه فشفعوا بماذا شفعوا في اي شيء؟ اي شفعه في قبول دعوته وشفاعته في ان ترد علي بصري. فكان المعنى كما نص على ذلك العلماء ان الاعمى دعا والرسول صلى الله عليه وسلم دعا له وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو بهذا الدعاء اي ان يستجيب الله دعاء محمد صلى الله عليه وسلم فيه وان يستجيب دعاءه ايضا فكأن الاعمى دعا والرسول دعا ثم دعا له فقال اللهم استجب دعاء رسولك صلى الله عليه وسلم في فاستجاب الله له فرد عليه بصره اذا اين فيه؟ انه توسل الله توسل الله بجاهه ليس في ذلك اي شيء واذا بذاته ليس في ذلك شيء. وايضا من له ان يقول ان هذا يجوز بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. لو قال قائل كيف تجيبون على هذا الحديث انه لا يصح في بعد لا يصح لاحد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كيف نجيب؟ نقول ان هذا الاعمى دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وشفع له. واما انت الذي اتيت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم من اين لك ان الرسول دعا لك ان الرسول شفع لك وهذا ادعائه كذب وافتراء. ومن قال ثم دعا لي فهو كاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان قال اعلم الغيب كفر بهذا الادعاء نقول له الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا وقال الدعاء علم ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له والرسول كان امامه يقول يا محمد يا رسول الله يخاطبه امامه اني توجهت بك يا ربي اي في دعائك ان يقبل الله دعاءك فيه فاللهم فشفعه فيه اما بعد وفاته لا يقول قال ان الرسول يدعو لفلان او يدعو لعلان او يشفع لفلان او يشفع لاخر. وانما لا يفعل ذاك الا في حال حياته ثم بعد موته فلا يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم ان يشفع لاحد ولا ان يدعو لاحد بكونه لكونه مات فعلى هذا يقال هذا الحديث خاص في شيء قاص بحال حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبشرط ان يكون حيا والشرط الثاني هو ايش ان يدعو لك النبي صلى الله عليه وسلم او ان يشفع لك الشرطان انتفى انتفايا في حق غير هذا الرجل انتفى من جهة ايش؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم مات. والامر الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعو لاحد بعد موته ولم يشفع لاحد بعد موته وانما يدعو ويشفع بعد متى اذا بعث من قبره يقول امتي امتي ويشفع لربي عندما يأذن الله له بالسماع. ثم ساقه شيخ الاسلام مطولا من طريق الامام احمد قال حدثنا روح ابن القاسم عند الحجاج عن عمير ابن يزيد عثمان بن زايد هذا هو عمير يزيد هو ابو جعفر الخطمي المديني قال سمعت عمر ابن خزيمة ابن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف فذكر الحديث ان رجلا ضريرا اتى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا نبي الله ادعوا الله ان يعافيني فقال ان شئت اخرت ان شئت اخرت ذلك فهو خير لك. فهو خير لاخرتك وان شئت دعوت لك. قال بل ادعو الله لي فامر يتوضأ وان يصلي ركعتين وان يدعو بهذا الدعاء اللهم اني اسألك اسألك انا ان ترد واتوجه اليك ايضا بدعاء من بدعاء محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله اني توجهت بك الى ربي في حاجتي وهذا الخطاب يا محمد متى؟ متى يكون؟ في حال حياتي وفي حال مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم. لا يجوز لاحد ان يقول يا محمد الان ويدعو بهذا الدعاء وانما هذا الدعاء قضية عين خاصة بذلك الاعمى عندما كان يدعو والنبي امامه. اما غيره فلا يلزم ان يدعو بهذا الدعاء. لان فيه استغاثة وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم شيئا لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى اذا قال اه يا محمد نتوجه بك الى ربي في حالي فتقضى اللهم فشفعني فيه واشفعه فيه. هذه الرواية وان اعلت الا ان فيها فشفعني فيه اين شفاعة الاعراب في النبي صلى الله عليه وسلم اين شفاعته؟ هل العرب يشفع؟ ولا النبي الذي يشفع من غير شفاء. النبي صلى الله عليه وسلم لكن لو اردنا ان نصحح هذه اللفظة. نقول قوله فشفعني فيه اي عندما قلت يا ربي استجب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في نكال هذا سألت الله ان يقبل الله دعاء محمد صلى الله عليه وسلم فهذا نوع من انواع الشفاعة ان يقبل الله دعاء محمد صلى الله عليه وسلم فيه وانتاج هذه اللفظة لفظة منكرة غير صحيحة يعني فيها ايضا مع ان الحيض ضعيفة منكر هذه اشد وضعفا ونكار لماذا؟ لان الذي كان يشفع هنا في هذا المقام هو محمد صلى الله عليه وسلم وليس الاعرابي الا ان يقال ان الاعرابي عندما قال اللهم استجب محمد كان دعاؤه بطلب الاستجابة هو نوع من انواع الشفاعة ان اقبل الله دعاءه. يقول الشيخ فهذا الحديث التوسل به الى الله في الدعاء. فمن الناس من يقول هذا يقتضي جواز التوسل مطلقا ميتة وهذا يحتج به من يتوسل بذات بعد موته اذا لو قال قائل ما هو حجة من جوز التوسل مطلقا؟ هو هذا الحديث والجواب عليه من الاوجه اللي ذكرناه الحي في اصله فيه نكارة وثانيا ليس بحجة انما هو مخصص لاي شيء في حال الحياة وفي حال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لذلك السائل كان مع الاقسام به على الله او بانهم سألوا الله بذات ان يقضي حوائجهم ويظنون ان التوسبي لا يحتاج الى ان يدعو له ولهم ولا الى ان يطيعوه فسواء عنده فسواء عند هؤلاء. دعا الرسول له او لم يدعو الجمع عندهم توسم به وسواء اطاعوه ولم يطيعوه ويظنون ان الله يقضي هذا اللي توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول وسلم كما يقضي حاجته الذي توسل بدعاء ودعاء ودعا له وسلم اذ كلاه متوسل به عندهم وهذا باطل الذي استجاب الله له ورد عليه بصره النبي دعا له وشفع له وهو دعا وخاطب النبي اما غيره فالنبي لم يدعو له ولم يشفع له ويظنون ان كل من سأل الله تعالى بالنبي فقد توسل به كما توسل بذلك الاعمى. وان ما امر به الاعمى مشروع له. وقول هؤلاء يقول وقول هؤلاء باطل من جهتين شرعا وقدرا شرعا وقدرا من جهة الشرع ايش هل يجب ان يتوسل بحي بميت؟ لا يجوز شرعا باطل ولا يجوز. وقدرا ان يدعو لك ولم يشفع لك فكيف تقول انه دعا لي؟ فلا هم موافق لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله. اي وين من اين مطابق لخلق الله؟ شو وجه الدلالة هنا مطابق لخلق الله لان معنى التوسل به وشفاعته هو ان يدعو لك وان يشفع لك. هل هذا الامر خلقه الله عز وجل وهل قدره الله عز وجل؟ لم يقدره الا في حق الاعمى ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم. اما بعد موته فلم يقدر ربنا ان الرسول دعا لاحد من امته بعد بعد موته متى يدعو لهم اذا بعث فهو باطل شرعا وباطن قدرا ومن الناس من يقول هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها. هل يمكن نقعد هذه القاعدة في هذا الحديث؟ نقول لا. لماذا؟ لان هذه القاعدة لها خصائص هذه القضية لها خصائص لا يمكن ان نقول هي قضية عين تعمم في نظائرها واشباهها. لماذا؟ لان هذه القضية لها خصائص لا يمكن ان تتحقق في غير هذه القضية وهي حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم هل يمكن ان تتحقق هذا في غير هذه الاعمال؟ نقول لا يمكن قال ومن الناس من يقول هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها التي تشبهها في مناطق الحكم لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لا مماثل له والفرق ثابت شرعا وقدرا بين من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدعو له. ولا يجوز ان يجعل احد ولا يجعل احدهما كالاخر. وهذا الاعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال في دعائه اللهم شفعه فيه. فعلم انه شفيع فيه ولفظه ان شئت صبرت وان شئت دعوت لك. فقال ادعو الله لي فهو طلب الى النبي فهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له فامر النبي ان يصلي ويدعو وهو ايضا ويدعو ايضا لنفسه ويقول في دعاء اللهم فشفعه في فدل ذلك على ان معنى قوله او على ان معنى قوله اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد اي بدعائه يقول معنى قولي اسألك توجهوا اليه بنبيك محمد نبي الرحمة ما معناه اي بدعائه وشفاعتي كما قال عمر اللهم انا كنا اذا اجدبنا توسلنا اليك بنبينا فتسقينا وتوسلنا باي شيء بدعائه وشفاعته صلى الله عليه وسلم. ثم قالب على ذلك فالحديثان معناهما واحد. حديث عمر في توسل عم النبي او بأنه كان يستسقي بالنبي وهو حي وحديث الأعمى هذا وايضا بمعناه لأن الأعمى قال النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له وعمر قال كنا نستسقي بحي النبي وهو حي وهو يدعو ولما مات انتقل الاستسقاء بغير النبي اذ لو كان التوسل بجهنم جائزا هل يمكن للصحابة ان يتركوا هذا الامر وهذه المنزلة ويعدب النبي بالعباس لو كان جالس هل يترك النبي ويدعوا ليستسقوا بالعباس لا شك ان هذا لا يقوله عاقل ولا يقوله مؤمن فدل هذا على ان التوسل بجاه وذاته وبه بعد موته انه منكر ومحرم باجماع الصحابة اذ لو كان جائزا لفعله الصحابة ما تركوا التوسل به الى العباس. وكذلك معاوية بعده توسل من توسل بيزيد ابن الاسود الجرشي ولو كان جائزا ما ترك ما ترك معاوية نفسه وما ترك ان يتوسل جاه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اجماع بعد اجماع. اجماع في احد عمر واجماع في عهد معاوية ثم انهم بعد موته انما كانوا يتوسلون بغيره لبدا عنه فلو كان التوسل به حيا وميتا سواء والمتوسل به الذي دعا له الرسول كمن لم يدعو له الرسول لم يعدل على التوسل به وهو افضل الخلق واكرم الخلق واقرب اليه وسيلة. هل يعدل لا يمكن لاحد ان يعدل اذا كان التوسل جائز ان يعدل بغير النبي صلى الله عليه وسلم احدا. والى ان قال الى ان يتوسل بغير من ليس مثله لو كان اعمى توصى به ولم يدعو بمنزلة ذاك العام لكان لكان عميان الصحابة ابن عباس بر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان الدعاء جائز لكل اعمى لفعله ابن عباس رضي الله تعالى عنه ونفعله وغيره من الصحابة كثير ضروا وفقدوا البصر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان اعمى توصى به لم يدعو له الرسول بمنزلة ذلك لعمل لكان عميان الصحابة او بعضهم يفعل مثل ما فعل اعمى فعدولهم عن هذا الى هذا مع انهم السابقون الاول لو كان خيرا لسبقونا اليه وما من فضيلة هي في نفسها فضيلة الا والصحابة هم اقرب الناس اليها واحرى الناس بها واولى الناس بها والذين اتبعوا باحسان فانهم اعلم منا بالله. نقول فان الصحابة اعلى منا بالله وبرسوله وبحقوق الله ورسوله. ما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون انفع من غيره وما يكون انفع من غيره وهم في وقت ضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وانزال الغيب لكل طريق ممكن. دليل على ان المشروع ما سألوه دون ما تركوه. العب عمر بن الخطاب وفي عام الرمادة وشدة الجوع واصابهم مجاعة شديدة لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز وهو افضل لما عدل عمر ولا الصحابة بالعباس دون النبي صلى الله عليه وسلم قال ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه ذكر اهل العلم فيما في كتب في كتب الفقه في باب الاستسقاء ووجه الخصوص انه يسن ويستحب ان يتوسل بدعاء الصالحين. وان يقدم الصالح يدعو الله لهم وان كان من اهل البيت فهو احسن قال وذلك ان التوسل به حيا هو من جنس مسألته ان يدعو لهم وهذا مشروع. فما زال المسلمون يسألون في حياة يدعو لهم واما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون الدعاء لا عند قبره ولا عند غيره ولا عند غير قبره كما يفعلك من الناس عند قبول الصالحين يسأل احدهم حاجته او يقسم على الله به ونحو ذلك وان كان قد رويت مثل ذاك حكايات عن بعض المتأخرين وهذه الحكايات مرت بنا في اول هذا الكتاب وذكرنا انها باطلة من كرة ليس منها شيء صحيح. ثم ذكر مسألة طلب الدعاء من الحي واذكروا. طلب الدعاء من الحي وقد بينا ان ان المسلم لا لا يشرع له ان يسأل الدعاء او يطلب الدعاء من احد. وان كان هو جائز في اصله. لكن ليس مشروعا وانما يشرع في حالتين ان يريد السائل لمن يسأله ان يدعو الله له ان يريده اي شيء ان ينتفع ان ينتفع عندما تقول يا فلان ادعو الله لي ان كان قصدك ان ينتفع الداعي بقوله ولك بمثل يؤمن منك على دعائه فيقول لك مثل او اردت ان تنفعه بان يعبد الله بهذا الدعاء فانت مأجور وعملك مشروع اما ان كان قصدك محض الدعاء فقط فهذا جائز. لكنه غير مشروع. ولذا جاء في حديث عمر قال لا تنسنا يا اخي من دعائك ثم قال ان صح الحديث هذا من الدليل عليه شيء على سعة علم الاماء شيخ الاسلام ابن تيمية فان الحديث فيه عبيد عاصم عبيد الله العاص بيد الله وهو ظعيف الحديث. وقد امر ان يطلب من اويس القرني ان يستغفر الطالب وان كان الطالب وهو عمر افضل من اويس ابن كثير والحيض ايضا فيه علة في قصة اويس وقد رواه مسلم في صحيحه لكن اويس على وجه الخصوص ان كل ان قلنا بالصحة الحديث النبي اخبر ان دعوته مستجابة واما غيره فلا يمكن ان يقطع ان دعاء مستجاب. وايضا النبي صلى الله عليه وسلم الم امته ان يقولوا بعد الدعاء بعد سماع الاذان ان يسألوا الله له الوسيلة والفضيلة. وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم من امته ان يسأله الوسيم ان يسأله الوسيلة والمقام المحمود منفعته تعود على من؟ تعود على الامة ولا تعود على النبي صلى الله عليه وسلم لان الوسيلة هي منزلته سينالها قدرا الله عز وجل كتب له هذه المنزلة ودعاؤنا له قال له هو من باب ان ينتفع الداعي اولا بتحصيل الذكر الذي يقال بعد الاذان وثانيا لينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. مع ان طلب من امته الدعاء ليس وطلب حاجة حاج المخلوق. بل هو تعليم لامته. يعني النبي عندما قال سلوا الله لي ليس هو طلب وانما هو تعليم وفرق بين الطلب وبين التعليم فهو يعلم متى وما يشرع قوله بعد الاذان وما ينتفعون به اذا قالوا ذلك من نيل شفاعته صلى الله عليه وسلم. ايضا عندما نقول اللهم صلي على محمد وقال ليس في الصلاة عليه منفعة له وانما صلاتنا منفعة لانفسنا. فان من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه عشر مرات كذا وكل ثواب يحصل ده لان جميع اعمالنا وجميع ما نفعله من خير يصب في ميزان من؟ يصب في ميزان نبينا صلى الله عليه وسلم. قال وكل ثواب يحصل لنا على اعمالنا فله مثل اجرنا لان الخير الذي عرفناه وعن طريق من؟ عن طريق رسولنا صلى الله عليه وسلم من غير ان ينقص من اجره شيء فانه صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه من غير ان ينقص من ذلك من غير ان ينقص ذلك من اجورهم شيئا وليس هناك هدى وخيرا الا والداعي اليه ورسوله صلى الله عليه وسلم فالامة تتقلب في بركة دعوته صلى الله عليه وسلم وجميع اعمالنا وثواب الذي الذي نناله يصب قبل ان يصب في ميزان في ميزان رسولنا صلى الله عليه وسلم والذي دعا امته الى كل خير وكل خير تعمله امته له مثل اجوره من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. ولهذا لم يكن الصحابة والسلف وهذه فائدة لم يكن الصحابة سلف يهدون النبي صلى الله عليه وسلم يهدون الى النبي صلى الله عليه وسلم ثواب اعمالهم بعض الناس يتصدقون عن النبي صلى الله عليه وسلم او يذبح يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يشرع لماذا؟ لان جميع ما تعمله يصب ابتداء في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم فقولك هذه الصدقة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا هذا احداث وغير مشروع وليس مشروعا تفعل ذلك قال ولهذا لم يكن الصحابة ولا السلف يهدون اليه ثواب اعمالهم ولا يحجون عنه ولا يتصدقوا لانه وجد في هذا الزمن من يتصدق عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن يذبح النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من جهله وعاد بفقه ومعرفته ولا يقرأون القرآن ويهدون اليه ثوابه لان كل ما يعمل المسلمون من صلاة وصيام وحج وصدقة وقراءة له واقرأ القرآن له مثل اجور من غير ان ينقص من اجورهم شيئا بخلاف الوالدين بخلاف العلماء الوالدين فليس كل ما عمله المسلم يكون في ميزان والديه لكن الوارد بحاجة لدعوة ولده ولد صالح يدعو له يدعو له فيتصدق عنه ويذبح عنه ويضحي له وما يفعل ذلك الا انها تصب في ميزان لان ليس كل ما يعمل الولد يكون في ميزان والديه لان الولد قد لا يعلم ولده امورا كثيرة ايها الابن من نفسي وتتعلمها البنت من نفسها ولهذا يهدى الثواب لوالديه وغيرهما. ثم قام مع نورة مطيع لربه عز وجل في قوله فاذا فرغت فانصر لربك فارغب. فهو لا يرغب الا فهو لا الى غير الله وقد ثبت في الصحيح انه قال يدخل متي في الجنة يدخل بيت الجنة سبعون الف بغير حساب هم الذين لا يسترقون اي لا يطلبون الرقية ولا يكتوون اي لا يكتوون لكراهية الكون ولا يتطيرون اي للتشاؤم وعلى ربك توكلون فهؤلاء من امتي وقد مدحهم بانهم لا يسترقون الاستلقاء ان يطلب من احد يلقيه. والرقية من نوع الدعاء وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره ولا يطلب من احد ان يرقيه. مراده ان اكمل الخلق في تحقيق العبودية لله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم فكل ما علمه امته من انهم يسأل الله له ليس لحاجته وليس طلب منه وانما لتعليمهم ومنفعتهم وذلك ان طلب الدعاء بمنزلة طلب الرقية واهل الايمان الكمل لا يطلبون الدعاء من احد وانما يطلبون الدعاء وانما يدعونهم لانفسهم الا اذا اراد ما قصدنا قبل قليل من ان ينتفع الداعي فالذي سئل بدعائه وان يقاله ولك بمثله واما لفظة لا يرقون هذه باطلة وموضوعة ومنكرة ولا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر دعاء الغائب للغايب اعظم اجابة من دعاء الحاضر لانه اكمل اخلاصا وابعد عن الشرك فكيف يشبه دعاء من يدعو بغيره بلا سؤال منه؟ الى دعاء من يدعو الله بسؤاله على قولي ودعاء الغائب الغائب اعظم اجابة والله تعالى اعلم. احسن الله اليكم يا شيخنا. توصية الداعمة لاحد مثلا اذا كان نفس المقصد نقول لا يشرع الا اذا قصد ان نشغل المسؤول بان يتعبد الله بهذا المكان بعبادة الدعاء او ال يقصد بذلك ان يقاله لك مثله. واضح؟ اما قصد دعاء كذا نقول هذا غير مجبور. من يظهر عليه الشيخ الصلاح ويظهر علينا اذا سألت فاسأل الله وكما قال في وصف السبعين الف من صفاتهم لا يسترقون والرقية هي طلب طلب حاجة والرقية هي نوع من انواع الادعية واقف ويقول اللهم اشفه اللهم عافه الدعاء فمن فمن علامة الايمان الكامل انه لا يطلب من الخلق شيئا