الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقد اتفق العلماء على انه لا تنعقد اليمين بغير الله تعالى. وهو الحلف بمخلوقاته فلو حلف بالكعبة او بالملائكة او بالانبياء او شيوخ او بالملوك لم تنعقد يمينه ولا يشرع له ذلك بل ينهى عنه اما نهي تحريم واما نهي تنزيه. فان للعلماء في ذلك قولين صحيح انه نهي تحريم. ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من حلف بغير الله فقد ولم يقل احد من العلماء المتقدمين انها انه تنعقد اليمين باحد من الانبياء الا في نبينا صلى الله عليه وسلم. فان عن احمد روايتين في ان في انه تنعقد اليمين به وقد طرد بعض اصحابه كم عقيل من خلاف سائر الانبياء وهذا ضعيف. واصل القول بانعقاد اليمين بالنبي ضعيف شاذ ولم يقل به احد من ما في ما نعلم والذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وابي حنيفة انه لا تنعقد اليمين به كاحدى الروايتين عن احمد وهذا هو الصحيح. وكذلك الاستعاذة بالمخلوقات بل انما السعادة بالخالق تعالى واسمائه وصفاته. ولهذا احتج السلف كاحمد وغيره على انه كلام الله غير مخلوق فيه ما احتجوا به بقول النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بك كلمات الله التامات. قالوا فقد استعاذ بها ولا يستعاذ بمخلوق. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا. فنهى عن الرقى التي فيها شرك كالتي فيها استعاذة بالجن كما قال تعالى وانهم كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ولهذا نهى العلماء عن التعازيم اقسام التي يستعملها بعض الناس في حق المصروع وغيره التي تتضمن الشرك بل نهوا عن كل ما لا يعرف معناه من ذلك. خشية ان يكون فيه شرك بخلاف ما كان من الرقى المشروعة فانه جائز. فاذا لا يجوز ان ان يقسم لا قسما مطلقا ولا قسما على غيره الا بالله عز وجل ولا يستعيذ الا الله عز وجل. والسائل لله بغير الله اما ان يكون مقسما عليه واما ان يكون طالبا بذلك السبب. كما توسل الثلاثة في الغار باعمالهم. وكما يتوسل كما يتوسل بدعاء الانبياء والصالحين فان كان اقساما على الله بغيره فهذا لا يجوز. وان كان سؤالا بسبب يقتضي المطلوب كالسؤال بالاعمال التي فيها طاعة لله ورسوله. مثل السؤال بالايمان بالرسول محبتي وموالاتي ونحو ذلك فهذا جائز. وان كان سؤالا بمجرد ذات الانبياء والصالحين فهذا غير مشروع. وقد نهى عنه غير واحد من العلماء وقالوا انه لا يجوز قسى فيه بعضهم والاول ارجح كما تقدم وهو سؤال بسبب لا يقتضي حصول المطلوب. بخلاف من كان طالبا بالسبب المقتضي لحصول المطلوب طلبي منه سبحانه بدعاء الصالحين وبالاعمال الصالحة فهذا جائز. لان دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دعوا به. وكذلك الاعمال الصالحة سبب لثواب الله نعم واذا توسلنا بدعائهم واعمالنا كنا متوسلين اليه تعالى بوسيلة. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. والوسيلة هي الاعمال الصالحة. وقال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. واما اذا لم نتوسل اليه سبحانه بدعائهم ولا باعمالنا. ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم يكن نفس ذواتهم سببا يقتضي اجابة دعائنا. فكنا متوسمين بغير وسيلة. ولهذا لم يكن هذا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا ولا مشهورا عن السلف. وقد وقد نعم. وقد نقل في منسك المرء مرروذي عن احمد دعاء دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا قد هذا قد يخرج على احدى الروايتين عنه في القسم به واكثر العلماء على النهي في الامرين. ولا ريب ان لهم عند الله الجاه العظيم. كما قال تعالى في حق موسى وعيسى عليهما السلام. وقد تقدم ذكر ذلك لكن ما لم عند الله من المنازل والدرجات امر يعود نفعه اليهم. ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم ومحبتنا لهم. فاذا توسل الى الله تعالى بايماننا بنبينا ومحبته وموالاته واتباع سنته فهذا من اعظم الوسائل. واما التوسل بنفس ذاته مع عدم التوسل بالايمان به وطاعته فلا يجوز ان يكون وسيلة. فالمتوسل بالمخلوق اذا لم يتوسل بالايمان بالمتوسل به. ولا بطاعته فبأي شيء يتوسل. والانسان اذا توسل الى غيره بوسيلة فاما ان يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك مثل ان ان يقال لابي الرجل او صديقه او من يكرم عليه اشفع لنا عنده وهذا جائز واما ان يقسم عليه كما يقول بحياة ولدك فلان وبتربة ابيك فلان وبحرمة شيخك فلان ونحو ذلك والاقسام على الله تعالى بالمخلوقين لا يجوز ولا يجوز الاقسام على مخلوق بمخلوق. واما ان يسأل بسبب يقتضي المطلوب. كما قال الله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام وسيأتي بيان ذلك وقد تبين ان الاقسام على الله سبحانه بغيره لا يجوز ولا يجوز ان يقسم بمخلوق اصلا. واما التوسل اليه بشفاعة المأذون له في الشفاعة فجائز. والاعمى كان لقد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له كما طلب الصحابة منه الاستسقاء. وقوله اتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة اي بدعائه وشفاعته ولهذا تمام ولهذا تمام الحديث اللهم فشفعه فيه. فالذي في الحديث متفق على جوازه وليس هو مما نحن فيه. وقد قال تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام فعلى قراءة الجمهور بالنصب انما يسألون بالله وحده لا بالرحم. وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن اقسام بعضهم على بعض على بعض بالله. وتعاهدهم بالله. واما على قراءة الخفظ فقد قال طائفة من السلف وقولهم اسألك بالله وبالرحم. وهذا اخبار عن سؤالهم وقد يقال انه ليس بدليل على جوازه. فان كان دليل على جوازه فمعنى قوله اسألك بالرحم ليس اقساما بالرحم والقسم هنا لا يسوء لكن بسبب الرحم اي لان الرحم توجب لاصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال ثلاثة لله تعالى باعمالهم الصالحة وكسؤالنا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته. ومن هذا الباب ما ما روي عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان ابن اخيه عبد الله ابن جعفر كان اذا سأل بحق جعفر اعطاه وليس هذا من باب الاقسام فان الاقسام بغير جعفر اعظم بل من باب حق لان حق الله انما وجب بسبب جعفر وجعفر حقه على علي. ومن هذا الباب الحديث الذي رواه ابن ماجة عن ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعائي الخارج الى الصلاة اللهم اني اسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فاني لم اخرج اشرا ولا بطلا ولا رياء ولا سمعة. ولكن خرجت اتقاء سخط سخطك وابتغاء مرضاتك اسألك ان تنقذني من النار وان تغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. وهذا الحديث في اسناده عطية العوف وفيه ضعف. فان كان من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فهو من هذا الباب لوجه احدهما لان فيه سؤال لله تعالى بحق السائلين وبحق الماشين في طاعته وحق السائلين ان يجيبهم وحق الماشين ان يثيبهم وهذا احق اوجبه الله تعالى وليس للمخلوق ان يوجب على الخالق تعالى شيئا. ومنه قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة. وقوله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقوله تعالى وعدا علينا وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعده من الله. وفي الصحيح في حديث معاذ رضي الله عنه حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله اذا فعلوا ذلك الا يعذبهم. وفي الصحيح عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسه وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا واذا كان حق السائلين والعابدين له هو الاجابة والاثابة بذلك فذاك سؤال لله بافعاله. كالاستعاذة بنحو ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ برضاك من وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك فالاستعاذة فالاستعاذة بمعافاته التي هي فعله كالسؤال بإثابته التي هي فعله. وروى الطبراني في كتاب الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ان الله يقول يا عبدي انما هي اربع. واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين خلقي. فالتي لي ان تعبدني لا تشرك بي شيئا. والتي هي لك اجزيك بها احوج ما تكون اليه والتي بيني وبينك والتي بيني وبينك منك الدعاء ومني الاجابة. والتي بينك بينك وبين خلقه فاتي الى الناس ما تحب ان يأتوه اليك وتقسيمه في الحديث الى قوله واحدة لي وواحدة لك هو مثل تقسيمه في حديث الفاتحة حيث يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل والعبد يعود عليه نفع النصفين. والله تعالى يحب نصفين لكن هو سبحانه يحب ان يعبد. وما يعطيه العبد من الاعانة والهداية هو وسيلة الى ذلك فانما يحبه لكونه لكونه طريقا الى عبادته. والعبد يطلب ما يحتاج اليه اولا. وهو محتاج الى الاعانة على العبادة هداية الى الصراط المستقيم. وبذلك يصل الى العبادة الى غير ذلك مما يطول الكلام فيما يتعلق بذلك. وليس هذا موضعه. وان كنا خرجنا وان انا خرجنا عن المراد. الوجه الثاني ان الدعاء له سبحانه وتعالى والعمل له سبب لحصول المقصود العبد فهو كالتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من امته وقد تقدم ان الدعاء بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالح اما ان يكون اقساما به او سببا به فان كان قوله بحق السائلين عليك اقساما فلا يقسم على الله الا به وان كان سببا فهو سبب فيما جعله هو سبحانه سببا. وهو دعاءه وعبادته. فهذا كله يشبه بعضه بعضا. وليس في شيء من ذلك دعاء له بمخلوق من غير دعاء منه ولا عمل صالح منا. واذا قال السائل اسألك بحق الملائكة او بحق الانبياء وحق الصالحين ولا يقوله لغيره اقسمت وعليك بحق هؤلاء فاذا لم يجز له ان يحلف به ولا يقسم على مخلوق به فكيف يقسم على الخالق به؟ وان كان لا يقسم به وانما يتسبب فريسة في مجرد ذوات هؤلاء سبب يوجب تحصيل مقصوده. ولكن لابد من سبب منهم كالايمان بالملائكة والانبياء او منهم كدعائهم. ولكن كثيرا من الناس تعودوا ذلك كما تعودوا الحلف بهم حتى يقول احدهم وحقك على الله وحق هذه الشيبة على الله. واذا قال القائل اسألك بحق فلان او او بجاهه اي اسألك بايماني به ومحبتي له وهذا من اعظم الوسائل. قيل من قصد هذا المعنى فهو معنى صحيح. لكن ليس هذا مقصود عامة هؤلاء فمن قال اسألك بايماني بك وبرسولك ونحو ذلك او بايماني برسولك ومحبتي له ونحو ذلك فقد احسن في ذلك كما قال تعالى في دعاء المؤمنين ربنا اننا سمعنا مناد ينادي للايمان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. وقال تعالى الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا اللهم قنا عذاب النار. وقال تعالى انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. وقال تعالى ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. ان كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول اللهم امرتني فاطعت. ودعوتني فاجبت وهذا سحر فاغفر لي. ومن هذا الباب حديث الثلاثة الذين اصابهم المطر فاوى اي للغار وانطبقت عليهم الصخرة ثم دعوا الله سبحانه باعمالهم الصالحة وفرج عنهم وهو ما ثبت في الصحيحين. وقال ابو بكر ابن ابي الدنيا حدثنا خادم من فراش عجلاني واسماعيل ابن ابراهيم قال حدثنا صالح المري عن ثابت عن ثابت عن انس قال دخل علينا دخل على رجل من الانصار قال دخل دخلنا على رجل من الانصار وهو مريض ثقيل. فلم نبرح حتى قبض فبسطنا عليه ثوبه. وله ام عجوز كبيرة عند رأسه. فالتفت اليها بعضنا وقال يا هذه احتسبي مصيبتك عند الله. قالت وما ذاك؟ مات ابني قلنا نعم قالت احق ما تقولون؟ قلنا نعم. فمدت يديها الى الله فقالت اللهم انك تعلم اني اسلمت وهاجرت الى رسولك رجاء ان تعقبني عند كل شدة فرجا فلا تحمل علي هذه المصيبة اليوم. قال فقال فكشفت الثوب عن وجهه فما برحنا حتى طعمنا معه وروى في كتابه الحلية وروى في كتابه الحلية لابي نعيم ان داوود قال بحق ابائي عليك ابراهيم واسحاق ويعقوب فاوحى الله تعالى اليه يا داوود واي حق لابائك وهذا وان لم يكن من الادلة الشرعية فالاسرائيليات يعتضدوا بها ولا يعتمدوا عليها. وقد مضت في السنة ان الحي يطلب منه الدعاء كما يطلب منه سائر ما يقدر واما المخلوق الغائب والميت فلا يطلب منه شيء يحقق هذا الامر ان التوسل به والتوجه به لفظ في اجمال واشتراك بحسب الاصطلاح فمعناه في لغة الصحابة يطلب منه الدعاء والشفاعة فيكونون متوسلين ومتوجهين بدعائه وشفاعته ودعاؤه وشفاعته صلى الله عليه وسلم من اعظم الوسائل عند الله عز وجل. واما في لغة كثير من الناس فمعناه ان يسأل الله تعالى ويقسم عليه بذاته. احسن الله اليك. نقف على والله تعالى يقسم عليه بالشيء من المخلوقات والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قاعدته الجليلة في مسألة التوسل والوسيلة قال رحمه الله فقد اتفق العلماء على انه لا ينعقد اليمين بغير الله تعالى. اي من حلف بغير الله اي بغير اسمائه او غير صفاته فان يمينه غير منعقدة اتفاقا. اي اجمع اهل العلم على ان من حلف بغير الله فيمينه وغير من عقيدة فلو قال والكعبة او قال وابي او قال وشرفي فان هذه يمين لا حكم لها. ولا تنعقد يمينه ولو حدث فيها فلا يلزمه شيء وهذا محل اتفاق بين العلماء لا بالانبياء ولا بغيرهم الا انه وجد في مذهب الامام احمد على وجه الخصوص خلاف في مسألة الحلف بنبينا صلى الله عليه وسلم. هل تنعقد اليمين به او لا؟ والصحيح الذي عليه اجماع من سبق ان النبي صلى الله عليه وسلم حاله كحال غير الانبياء. لا تنعقد اليمين به ولا يجوز ان يحلف لنبينا صلى الله عليه وسلم اذا قال شيخ الاسلام ولم يقل احد من العلماء المتقدمين انه انه او انه ينعقد باليمين او تنعقد اليمين باحد من الا في نبينا صلى الله عليه وسلم فان احمد له في ذلك الروايتين الرواية الاولى لعقد ان اليمين تنعقد به وقد طرد بعض اصحابه كابن عقيل مراد بعض اصحابه بعض اتباعه والا ابن عقيل ليس من تلاميذ الامام احمد وانما متأخر لكنه ننسب الى الاصحاب وقد طرد بعض اصحابه كابن عقيل الخلافي سأل الانبياء وهذا شذوذ من قوله وهو قول خاطئ شد فيه ابن عقيل وانما الذي ورد احمد فقط في نبينا صلى الله عليه وسلم وقد رد هذا القول ايظا. قال وهذا ضعيف واصل القول بانعقاد اليمين بالنبي ضعيف ضعيف شاذ ولم يقل به احد من العلماء فيما نعلم والذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وابي حنيفة انه لا ينعقد اليمين به صلى الله عليه وسلم وهي الرواية المشهورة عن الامام احمد وعلى هذا يكون الاتفاق منعقد ان اليمين بغير بغير الله وباسماء وصفاته غير منعقدة وقد ورد في ذلك احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت وقوله صلى الله عليه وسلم من حلف فقد كفر او اشرك وقال لا تحلفوا بابائكم فلا يجوز ان يحلف بغير الله عز وجل اي باسماءه وصفاته لا يجوز ان يحلف بغير الله قال وكذلك الاستعاذة بالمخلوقات فلا يستعاذ الا بالله وباسمائه سبحانه وتعالى بل انما يستعان بالخالق تعالى واسمائه وصفات ولهذا احتج السلف كاحمد وغيره على ان القرآن كلام الله لان من ذلك ما جاء في الصحيح اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ولو كان القرآن مخلوق لما جاز الاستعاذة بمخلوق فهل مما يحتج به اهل السنة على ان القرآن من صفات الله عز وجل فيجوز ان تقول اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر اعوذ بعزة الله او اعوذ برحمته اعوذ بقوة الله اعوذ سمع الله لمنصر الله يجوز ذلك. لان الاستعاذة بشيء من اسماء الله او صفاته قال قالوا قد استعاذ بها ولا يستعاذ بمخلوق وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا رواه مسلم في صحيحه ان الرقى لا بأس بها ما لم تكن شركا فنهى فنهى عن الرقى التي فيها شرك كالتي فيها استعاذة بالجن بل بل يدخل في هذا المعنى الاستعاذة بالمخلوق فلسان المخلوق ايضا لا تجوز لا تجوز على الصحيح حتى ولو كان حيا حاضرا قادرا فانه لا يستعاذ به وانما اجاز بعض العلماء ذلك بشرط ان يقول اعوذ بالله ثم بك اعوذ بالله ثم بك ومنع بعض العلم من اهله ومنع بعض اهل العلم من ذلك وقال لا يستعاذ الا بالله وحده سبحانه وتعالى واحتج من قالب الجواز باحاديث من ذلك يعود عائد بالبيت قالوا ادليل انه استعاذة بالبيت لكن ليس معنى ذلك انه تعوذ به لفظا وانما لجأ اليه تعظيما كذلك ورد في بعض الاثار انها قالت اعوذ بك يا رسول الله ولكن في اسناده ضعف على كل حال الواجب على المسلم اذا استعاذ ان يستعيذ بالله عز واذا قيل بجواز استيعاب المخلوق فانها تكون معقد ثم بعد استعاذة بعد الاستعاذة بالله قال ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والاقسام والاقسام التي يستعمل بعض الناس في حق المصروع وغيرها التي تتضمن الشرك بل نهو عن كل ما لا اعرف ما لا يعرف معناه بمعنى ان الراقي او المستعين اذا استعاذ بشيء او رقى بشيء لا يعقل معناه فان رقيته باطلة اعادته محرمة شركية. ولابد في الرقى ان تكون معلومة وان تكون جائزة. فاذا يقول هنا فاذا لا يجوز ان يقسم لا قسم مطلقا ولا قسما على غيره الا بالله عز وجل. لا يجوز للمسلم ان يقسم لا قسما مطلقا قسما مطلقا ولا قسما على غيره الا بالله عز وجل فلا تقسم على الله الا بالله. ولا تقسم على مخلوق الا بالله. واذا كان يجوز الاقسام على المخلوق بمخلوق فلا يجوز ايضا الاقسام على الله بمخلوق. اذا كان لو اقسمت على مخلوق بحق فلان اسألك بحق فلان. تقول لا يجوز فكيف ان يجوز الى الله في خلقه قال والسائل لله بغير الله اما ان يكون مقسما يقول والسائل لله بغير الله اما ان يكون مقسما عليه واما ان يكون طالبا بذلك السبب. بمعنى الذي يقول اللهم اني اسألك اسألك بحق فلان ان كان حقه مما اوجبه الله عليك ثم اوجبه الله عليه مما اوجبه الله عليه او اوجبه الله عليك وهو صلته وبره واحسانه فانك تسأل الله بأي شيء بالعمل الصالح هذا ان كان فهذا السبب لا بأس به. واما ان كان يتوسل بذاته ويقسم على الله بذات ذلك المخلوق فنقول هذا اقسام محرم ولا يجوز. اذا كان هذا الاقسام المخلوق لا يجوز فهو على الخالق ايضا من باب اولى. ولذا يقول شيخ الاسلام هنا واما ان يكون طالبا بذلك السبب. اللهم اني اسألك بحبي لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم يقول هذا توسل جائز مشروع ولا اشكال فيه. ولكن لو قال اللهم اني اسألك بجاه محمد صلى الله عليه وسلم نقول هذا لا يجوز يجوز ان تتوسل ان تتوسل الى الله بهذا الجهد. وان كان جاه محمد صلى الله عليه وسلم عظيم عند الله لكن ليس جاهه عمل يتقرب به الى الله عز وجل لابد في الوسيلة ان تكون ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى اما ان يكون بدعائه واما ان يكون اما ان يكون من جهة المستشفى به والمسؤول بان يدعو لك او يشفع لك واما ان يكون هناك وسيلة متعلقة بالسائل من جهة من جهة محبته من جهة اتباعه فهو لا يجوز اما ان يتوسل بالجاه دون ان يكون هناك سبب فنقول هذا التوسل محرم ولا يجوز وهو توسل بدعي ومن اسباب الشرك قال وكما يتوسل كما توسل الثلاث في الغار باعمالهم لتوسل الغار وهو حديث في الصحيحين في قصة اصحاب الغار احدهم سأل الله باي شيء بصدقه والاخر سأل الله عز وجل بخوفه والاخر سأل الله عز وجل بامانته وهكذا. فكل سأل الله بعمل صالح ففرج فرج عنهم قال كما توسل الثلاثة في الغار باعمالهم وكما يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين يجوز ان نتوسل بدعاء الصالحين كانت تقول يا فلان ادعو الله لي وهو رجل صالح نقول لا بأس ثم تقول اللهم استجب دعاء فلان فيه لا بأس بذلك او او في النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول يا رسول ادعوا الله لنا في حياته واستشفي واشفع لنا نقول ذلك لا بأس لي وهو مما مما يتوسل به وهو امر مشروع جائز قال فان كان اقساما على الله بغيره فهذا لا يجوز لكان يقسمها الله عز وجل بغيره اي ان يقسم على الله بمخلوق. اللهم اني اقسم عليك بحق فلان او بحق آآ محمد تقول هذا لا يجوز لانك لو اقسمت بحق محمد على غير على على مخلوق لما جاز لك لان الاقسام لا يكون لديه شيء لا يكون الا بالله وباسمائه وصفاته. ثم قال وان كان سؤالا وان كان سؤالا بسبب يقتضي المطلوب كالسؤال بالاعمال الصالحة التي فيها طاعة الله ورسوله مثل السؤال بالايمان بالرسول اللهم اني اسألك بايماني برسولك او محبته او اتباعه او طاعته نقول هذا هذا توسل بسبب وسر اي شيء هو العمل الصالح يتقرب به الى الله عز وجل فهذا جائز وان كان سؤالا بمجرد ذوات الانبياء او الصالحين فهذا غير جائز وليس مشروع. لان لان ذوات الانبياء وذوات الصالحين ليست عمل انما هي ابدان قائمة وليس هناك عمل يعمله السائل وليس هناك عمل يفعله ايضا المستشفى وانما هي جاه او هو بدن او ذات لا تعمل. قال فيقول هنا وان كان سؤالي مجرد ذات الانبياء والصالحين فهذا غير مشروع وقد نهى عنه غيره عن العلماء وقالوا انه لا يجوز ورخص فيه بعضهم وهذا الترخيص نقول هو قول ضعيف ولا يصح والذي عليه جمهور ان التوسل بجاه الانبياء لا يجوز قال والاول ارجح كما تقدم وهو سؤال بسبب لا يقتضي حصول المطلوب. اي ان التوسل بالجاه هو توسل بسبب لا يحصل به المطلوب لانه ليس سبب من جهتك انت وليس سبب من جهة صاحب الجاه عندما تقول اللهم اني اتوسل اليك بجاه محمد هل انت عملت شيئا هل عملت شيئا؟ هل قلت بحبه؟ هل قلت باتباعه؟ هل قلت بطاعتي؟ انما قلت بجاهي انت من جهتك لم تعمل شيئا يكون سببا في استجابة دعاك. والامر الاخر من جهة صاحب الجاه وايضا لم يعمل شيء حتى يكون سببا مشروعا في دعاة لان من جهة صاحب الجاه ان يدعو لك ان يشفع لك اما اذا لم يدعو ولم يشفع فان جاهه ليس بعمل يكون سببا يحصل به اجابة المطلوب الى ان قال قال وهو سؤال بساب لا يقتضي حصول المطلوب بخلاف من كان طالبا بالسبب. المقتضي لحصول المطلوب كالطلب منه سبحانه بدعاء الصالحين بمعنى اللهم استجب دعاء فلان الصالح او بالاعمال الصالحة فهذا جاز لان دعاء الصالحين سبب لثواب الله لنا واذا توسلنا بدعائهم واعمالنا كنا متوسلين اليه تعالى بوسيلة كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. الوسيلة اي شيء هنا المراد بها الاعمال الصالحة. المراد الوسيلة الاعمال الصالحة. اي تقربوا الى الله بالاعمال الصالحة. قال الشيخ والوسيلة هي الاعمال الصالحة. قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. المراد الوسيلة العمل الصالح ايضا واما اذا لم نتوسل اليه سبحانه بدعائهم لم نتوسل الى الله بدعاء الانبياء والصالحين ولا باعمالنا اي بحبنا اياهم وباتباعهم وطاعتهم ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم تكن نفس ذواتهم سببا يقتضي الاجابة. نفس الذات ليست سبب. لان ليس هناك عمل من جهة وليس هناك من جهة صاحب الجاه وانما هي جاه هي الجاه ليس لها عمل حتى تكون سببا في اجابة الدعاء يقول فكنا متوسلين بغير وسيلة. ولهذا لم يكن هذا اي التوسل بجاه الانبياء منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا صحيحا ولا مشهور عن السلف وقد نقل في منسك المروذي عن احمد دعاء دعاء فيه سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قد يخرج يعني ما جاء في منسك المروذي ان الامام احمد دعا وسأل الله بسؤال فيه فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا له احتمالان فالاول الا هذا قد يخرج على احدى الروايتين عنه في جواز الاقسام على الله برسوله صلى الله عليه وسلم يقول لهذه الرواية شاذة وخطأ ولا تصح كما مر بنا واعظم العلماء واعظم العلماء بل جل العلماء بل عامة العلماء على النهي في الامرين هذي احدى ولا ريب ان لهم عند الله الجاه العظيم كما قال تعالى في حق موسى وكان عند الله وجيهة واعظم الوجهاء عند ربنا هو من؟ نبينا صلى الله عليه وسلم لكن ما لهم عند الله من المناز والدرجات امر يعود نفعه هذا الجاه وهذه المنزلة تعود نفع على من؟ علين ولا عليهم؟ عليهم هم ليس لنا بها اي علاقة فكون النبي في اعلى المنازل وجاء عند الله عظيم لا يعني ذلك ان نكون عند الله عظماء انما يعود لك على من؟ على نبينا صلى الله عليه وسلم. ونحن انما باي شيء باتباعهم وطاعتهم ونحن نتبع من ذلك باتباعنا لهم ومحبتنا لهم فاذا توسلنا الى الله تعالى بايماننا بنبيه ومحبته وموالاته واتباع سنته فهذا من اعظم الوسائل المشروعة. هذا من اعظم الوسائل التي تكون سببا في دعائنا واما التوسل بنفس ذاته هو التوسل بغير وسيلة واما التوسل بنفسي ذاته مع عدم التوسل الايمان به وطاعته فلا يجوز ان يكون وسيلة فالمتوسل المخلوق اذا لم يتوسل بايمان متوسل به ولا بطاعته فبأي شيء يتوسل كونه تتوسل بجاهه او بذاته نقول هذا ليس بعمل لا من جهتك ولا من جهة المتوسل به واذا كان كذلك لم يكن ذلك الجاه وسيلة تكون سببا شرعيا لاجابة دعوتك او لتحصيل مطلوبك. والانسان اذا توسل غيره بوسيلة فاما ان يطمئن وسيلة الشفع. اذا اذا اردت ان تتوسل بالانسان وسيلة وش تقول يعني يا فلان اشفع لي عند فلان او تسأله ان يفعل شيء حتى حتى يحصل مقصودك. اما ان تقول اسألك بحق فلان عند فلان؟ نقول هذا لا يجوز للاقسام على المخلوق بالمخلوق الى ان قال متل ان يقال اه مثل يقال والانسان يتوسل الى غيره بوسيلة فاما ان يطلب الوسيلة الشفاعة عند ذلك مثل ان يقال لابي الرجل او صديق او من يلزم عليك اشفع لنا عنده وهذا جائز. واما واما ان يقسم عليه كان يقول بحق تربة والدي. نقول هذا هذا اقسام على المخلوق وهذا محرم بالاتفاق لا خلال تحريم هذا والاقسام على الله تعالى بالمخلوقين لا يجوز ولا يجوز الاقسام على مخلوق بمخلوق واما ان يسأل بالسائل يقتضي المطلوب كما قال الله كما قال ربنا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام وقد يأتي بيان ذلك والمراد بقوله واتقوا الله الذي تساءلون به. تساءوا به اي تساءلون بالله وعلى قراءة والارحام اصبحت جملة استئنافية لا علاقة لها بالسوالف يكون السؤال متعلق بمن بالله عز وجل وعلى القراءة الاخرى الذي تذهب به والارحام اي كأن البحر معطوف على السؤال بها ايضا فان المعنى اي اي بما اوجب الله من حق الرحم فنحن نتوسل الى الله بما يجب علينا من صلة الرحم فيكون التوسل بالعمل الصالح وطاعة الله بذلك. قال وقد ان الاقسام على الله عز وجل بغير لا يجوز ولا يجوز ان يقسم بمخلوق اصلا. واما التوسل اليه بشفاعة المأذون له فجائز والاعمى قصة لعب مرت بنا سابقا عندما قال اللهم اني اتوجه اليك من نبيك محمد نبيا الرحمة اللهم يا يا محمد اني اتوجه اليك اني اتوجه اليك الى ربي ان ثم قال في اخر دعائه اللهم فشفعه فيه. بينا ان هذا الحديث معناه ان الاعمى دعا والنبي صلى الله عليه وسلم دعا له وشفع له في ان يرد الله عليه بصره ثم قال الاعمى اللهم اني اسألك ان تقبل دعائي وان تقبل ايضا دعاء دعاء محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعته فيك ان ترد علي بصري. فحصل السهم الشعوري شيء اي توسل هنا يقول التوسل مشروع هو التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوسل لا بجاهه ولا بذاته انما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاص في حال حياتي اما بعد الممات فلا يقول قائل انني اقول يا محمد اني اتوجه اليك بربك ان ان تشفع لي. ثم يقول اللهم اشفع لي لان الرسول لم يشفع لم يشفع لك بعد ولا تعلم بالشفاعة الا اذا دعا لك هو بذلك او سمعته يدعو لك بذلك واما ان تقول له شفع لي وانت لا تسمع تكون بذلك مشركا بالله الشرك الاكبر نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذا الحديث حديث الاعمى والدعاء بهذا الدعاء هو خاص في حال حياة النبي صلى الله عليه وسلم هذا واحد في حالة ان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لك ويشفع لك اذا لابد من شرطين تحقيق الدعاء ان يكون الذي شفع ودعا وان يكون ذاك في حال حياته قال هنا وقوله كما قال هنا يقول واما التوسلين بشفاعة المأذون له فجاز والاعمى كان قد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له كما طلب الصحابة منه الاستسقاء وقوله اتوجه اليك اي الى ربي بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم اي بدعائه وشفعته بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة اي رأي وشفاعتي لي. ولهذا قال في اخر حديثه اللهم فشفعه فيه. فلو لم يكن هناك دعاء وشفاعة بالنبي صلى الله عليه وسلم لما ناس من يقول الاعمى اللهم فشفعه اللهم شفعه فيه فالذي بالحديث متفق على جوازه. اذا كان النبي حي وسألت من يدعو لك ويشفع لك جازك ان تقول اللهم فشفع في رسولك صلى الله عليه وسلم اي استقم اي استجب دعاءه فيه. قال وهذا متفق على الجوال وليس مما نحن فيه. وقد قال الله تعالى واتقوا الله الذي تساوي الى الحق فعلى قراءة الجمهور واتقوا الله الذي تساءلوا والارحام يكون لمن؟ بالله وحده والارحام جملة مستأنفة قال تعالى قراءة الجمهور بالنصب انما يصل بالله وحده لا بالرحم وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن اقصاء بعضهم على بعض بالله. اقسم عليك بالله اقسم عليك ان تفعل كذا. وهذا جائز بالاتفاق واما على قراءة الخفظ الذي تساءلون به والارحام فقد قال طائف من السلف هو قول اسألك بالله وبالرحمة. والمراد الرحمي شيء اي بحق الرحم. وحق الرحم هي ايه ان توصل وان يحسن اليها. والوصل والاحسان اليها طاعة يتقرب بها الى الله عز وجل. فهذه الطاعة نتوسل الى الله نتوسل الى الله بها ان يستجيب الله دعائنا. قال وهو قول واسألك بالله وبالرحمة وهذا اخبار عن سؤال وقد يقال انه ليس بدليل على جوازه. فان كان دليل على جوازه فمعنى اسألك بالرحم ليس اقسام الرحم وانما وليس اقسام الرحم والقسم لا يسوء لكن بسبب الرحم اي لان الرحم توجب صاحبها توجب لاصحابها بعض توجب لاصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال الثلاء لله تعالى باعماله الصالحة دعاء الذي وشفاعته ومن هذا الباب ما روى او ما معنى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان ابن اخيه عبد الله بن جعفر كان يسأله بحق جعفر اعطاه وليس هذا من باب الاقسام فان الاقسام على بغير جعفر اعظم. يعني لو كان المقصود في قول عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنه بعلي رضي الله تعالى وهو عمه اسألك بحق جعفر لو كان هذا السؤال من باب الاقسام لكان الاقسام على علي باعظم ممن يقسم على من لو كان لو كان من الاقسام لاقسم على علي بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس هناك من هو اعظم من نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن المعنى اي بحق جعفر اي ما يجب عليك من صلته والاحسان اليه قال بل بل من باب حق الرحم لان حق الله انما وجب جعفر وجعفر حقه على علي وهو صلته والاحسان اليه فيكون المعنى هنا انه توسل الله عز وجل بعمل بعمل صالح فصلة الارحام والاحسان اليها هو عمل صالح يتوسل به الى الله. قالوا من هذا الباب ما رواه ابن ماجة وان كان اسناده ضعيف في عطية عن ابي سعيد في قوله اللهم اني اسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فاني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا رياء ولا ولكن خرجت اتقاء سخطك يحتج بهذا الحديث من يجود السؤال بجاه الصالحين فيقول هذا دليل على جواز التوسل بالسائلين والجواب هنا مع ضعف الحديث نقول ايضا ضعيف ولا يصح وعلى فرضية صحته فليس فيه حجة لمن احتج به على جواز التوسل بجاه الانبياء صالحين وانما المعنى اللهم اني اسألك بحق السائلين وحق السائلين اي شيء اجابتهم واستجابته لدعائهم هذا حق السائلين. وهذا الحق الذي جعله هو ربنا على نفسه ولم يجعله العباد على الله فكأن نسأل الله بما جعل على نفسه من الحق فهذا يقول شيخ الاسلام فان كان من كان فهو من منا يقول اولا الحي ضعيف لان فيه عطية العود وان كان فان كان من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا له وجهان احدهما ان لان فيه لان فيها السؤال لله تعالى بحق السائل وبحق الماشين في طاعته وحق السائلين ان يجيبهم وحق الماشين ان يثيبهم. وهذا حق اوجبه الله تعالى على نفسه وليس للمخلوق ان يوجب على الخالق تعالى شيئا ومنه قوله تعالى كتب ربك مع نفسه الرحمة فلو قال قال اسألك يا ربي كتبت على نفسك من الرحمة ان تغفر لي جازك ولم يجوز؟ جاز ما في اشكال لو قلت يا ربي اللهم اني اسألك بحق ما كتبت على نفسك بحق ما كتبت من ان ترحمني يقول لا حرج في ذلك فكانت لو قال اللهم اني اسألك بحق ما اوجبت من اجابة السائل ان تجيبني لا حرج في ذاك لانك سألت الله بامر يتعلق بالله سبحانه وتعالى فحق السائلين اجابتهم وحق الماشين هو اثابتهم والاثابة هي فضل من الله. فالله هو المثيب وهو المجيب. فلو قلت يا ربي اسألك بإثابتك للصالحين ان تثيبني تقول لا بأس بذلك. اسألك باجابة الصالحين ان تجيبني لا بأس بذلك وانما تسأل بشيء يتعلق يتعلق بالله سبحانه تعال فهذا هو المعنى قال وقوله وكقوله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقوله تعالى وعدا عليه حقا الصحيح حق الله على العباد ان يعبدوا ولا يشركوا به شيئا. فالله هو الذي جعل ذلك الحق على نفسي ولم يجعله العباد عليه وليس للعباد على الله حق واجب الكل ولا سعي لديه ظايع. وفي الحديث الصحيح يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلت بينكم محرما. فلا تضالوا فهو الذي حرم الظلم على نفسه ولم يحرمه عليه احد. قال واذا كان حق السائلين والعابد له والاجابة والاثابة في ذلك فذاك سؤال لله باي شيء بافعال الله فيجوز ان نتوسل الله بافعاله كما يجب ان نتوسل الله بصفاته كما يجب ان نتوسل الله باي شيء برحمته فلو قلت يا ربي باستوائك على عرشك ان تغفر لي تقول لا حرج. ولو قال اسألك يا ربي بإثابتك الصاحب تثيبني نقول لا حرج لأنه سؤال الله بأي شيء بافعاله قال كالاستعاذة كالاستعاذة به بافعاله كقوله تعالى في صحيح مسلم عن عائشة اعوذ برضاك من سخطك الاستعاذة برضاك من السخط او استعاذ بشيء من افعاله وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك فالاستعاذة بمعافاة التي هي فعله كالسؤال باثابته التي هي فعله الاثابة فعلوا بال فعل الله والاجابة فعل من؟ فعل الله فكأنك استعذت او سألت بشيء يتعلق بذات الله سبحانه وهي افعاله او صفاته او اسماؤه الوجه الثاني في هذا الجواب ان الدعاء له سبحانه وتعالى والعمل ان الدعاء له سبحانه وتعالى اما الدعاء له سبحانه وتعالى والعمل له والعمل له سبب لحصول مقصود العبد. فهو كالتوسب دعاء بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من امته. وقد تقدم ان ابي النبي صلى الله عليه وسلم والصالح اما ان يكون اقساما به او سببا به فان كان قوله بحق السائلين عليك اقساما فلا يقسم على الله الا به. وان كان سببا فهو سبب ما جعله سبحانه سببا وهو دعاؤه وعبادته فهذا كله يشبه بعضه بعضا ليس في ذلك من فليس في شيء من ذلك دعاء له بمخلوق من غير دعاء منه ولا عمل صالح منه. اذا الخلاصة بهذا القول هل يقال ان يقال ان المشروع من ذلك هو ان نتوسل الى الله عز وجل اما باسمائه وصفاته وافعاله او ان نتوسل الله عز وجل باعمالنا الصالحة واما التوسل بذوات الصالحين او بجاه او الاقسام على الله بذوات او بذواتهم فهذا كله محرم ولا يجوز لا بنبينا ولا بغير الانبياء. واذا قال السائل اسألك بحق الملائكة او بحق الانبياء وحق الصالحين. ولا يقول لغيره اقسمت عليك بحق هؤلاء. بمعنى اذا كان القول السائل اسألك اي يا الله بحق الملائكة وبحق الانبياء قلنا هذا له لا يجوز لا يجوز ان تقول هذا القول وان كان يقصد لو قال انا اقصد بحق الملائكة اي بحبي له واتباع وبمحبته لهم وبطاعة الانبياء ومحبة الانبياء نقول هذا المعنى الصحيح لكن هذا اللفظ لا يجوز ان يحتمل يحتمل معنى باطلا فلا يجوز لك ان تسأل الله بحق الملائكة ولا حق الانبياء. وحق الصالحين كذلك. ولا يقول غيره اقسمت عليك بحق هؤلاء. كما انه لا يجوز ان تقسم على الله بحق الملائكة والانبياء. لا يجوز اتفاقا ان على مخلوق بحق مخلوق هل يجوز للانسان ان يقول اسألك بحق الملائكة ان تعطيني هذا المال؟ فقل اتفاقا لا يجوز فاذا كان لا يجوز ان يقسم على مخلوق بمخلوق فكذلك لا يجوز ان يقسم على الله بمخلوق وانما يقسم على الله باي شيء يقسم على الله بالله او باسمائه او بصفاته قال وان كان يقسم به وانما وان كان لا يقسم به وانما يتسبب به فليس في مجرد ذوات هؤلاء سبب كما مر بنا ليست اسباب ليست ذوات اسباب توصل الى المطلوب او تحصل او يحصل بسبب المطلوب وانما تكون سببا متى اذا دعت اذا شفعت من جهة فعلي المتوسل به او من جهة المتوسل من جهة محبته للصالحين وطاعته للرسل والانبياء فان هذا التوسل يكون توسلا مشروعا فلا بد ان يكون هناك عمل اما من جهة من جهة المتوسل او من جهة المتوسل به اما ان تتوسل بجاهي او بذاتي فيقول ليس ذاك لابسة بن حسي ولا بسبب شرعي قال وانما يتسبب بقول وان كان يقصد وان كان لا يقسم به وانما يتسبب به فليس في مجرد ذوات هؤلاء سبب. يوجب تحصيل مقصودي ولكن لابد من سبب منه كالايمان يعني لو قال اسألك بايمان الملائكة ان تغفر لي جائز وليس بجائز جائز اتفاقا لكن لو قال بحق الملائكة قل لا يجوز كذلك لو قال بايماني بالانبياء جائز لكن لو قال بحق الانبياء لا يجوز ايضا. قال كأن يقول كالامام الملائكة والانبياء ومنهم او منهم كدعائهم يعني اتوسل بدعائهم وهم قد دعوا يجوز ذلك. اما ان توسل بدعاء وهم لم يدعوا كان ذلك ايضا توسلا باطلا. لو قال قائل اتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. والنبي قد دعني نقول من اين كان النبي دعا لك فتوسلك هذا محرم وباطل يقول ولكن كثيرا من الناس تعودوا ذلك كما تعودوا الحلف بهم حتى يقول احدهم وحقك على الله وحق هذه الشيبة على الله. ولا شك ان هذا باطل وليس وليس لاحد من الله وليس وليس لصاحب شيبة على الله حق. واذا قال القائل اسألك بحق فلان او بجاه اي اي اسباب ايماني به ومحبتي له التوسل نقول هذا امر مشروع وجائز ولا اشكال فيه قيل من قصد هذا المعنى فهو معنى صحيح لكن ليس هذا مقصود عامة هؤلاء. الذي يقولون هذا القول بحق فلان او بحق شيبة فلان لا يقصدون هذا البعد بل يقصدون الجواب تقصد الذوات والجاه من قال اسألك بايماني بك وبرسولك ونحو ذاك او بايماني برسولك ومحبتي له ونحن قد احسن في ذاك كما قال تعالى في دعاء ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي الايمان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار فهو مستغاث وساويه شيء بايمانهم بايمانهم واتباعهم. الى ان قال لك قصة اصحاب الغار ايضا وكان ابن مسعود يقول اللهم امرتني فاطعت ودعوتني فاجبت وهذا سحر فاغفر لي. هنا ابن مسعود توسل به شيء توسل بطاعته وتوسل باجابته وسأل الله ان يغفر له بهذين السببين وهي اجابته لطاعة اجابته لدعوته وطاعته لامره والذين اصابهم المطر فاولى الغار وانطبق عليهم او انطبق للصخرة دعوا الله عز وجل باي شيء باعمالهم الصالحة ثم ذكر حديثا فيه صالح المري عن عند ابن ابي عند ابن ابي الدنيا في في اسناد صالح المر وهو ضعيف الحديث عن ثابت في قصة الرجل الذي مات في قصة المرأة التي مات ولدها يقول دخلنا على رجل الانصار وهو مريض فلم نبرح حتى قبض فبسطنا عليه ثوبه وله ام عجوز كبيرة عند رأسه فالتفتت اليه فالتفت اليها بعضنا وقال يا هذه احتسبي احتسبي مصيبتك عند الله. قالت وما ذاك مات ابني؟ قلنا نعم. قالت احق ما تقولون؟ قلنا نعم. فمدت يديها الى الله فقالت اللهم انك تعلم اني اسلمت والاسواق توسلت باسلابها وتوسلت بهجرتها. اللهم انك تعلم اني اسلمت وهاجرت الى رسولك رجاء ان تعقبني عند كل شدة فرجا. فلا تحمل علي هذه المصيبة قال فكشفت فقال فكشفت الثوب عن وجهي فما ذرحنا حتى طعمنا حتى طعمنا معه اي ان الله احياه احياه له وقد يكون هذا هذا الحسبان ضعيف ويحمل هذا على النادر اصابته غيبوبة وفقد الوعي فلما دعا دعت المرأة ربها بهذه الدعوات شفى الله مريظها وفرج الله عنها هذه المصيبة العظيمة. والحسنان ضعيف لكن الشاهد الا يتوسل باي شيء باسلامها وهجرتها وهذه اعمال صالحة يجوز التوسل بها ثم ذكر في كتاب الحلية لابي نوعين الاصبهاني ان عليه السلام قال بحق ابائي عليك تقول داوود بحق اباه عليك ابراهيم واسحاق ويعقوب. فاوحى الله تعالى اليه يا داوود اي حق لابائك عليه اي حق لابائك عليه قال هذا القول به رد الله عز وجل على داوود ان صححنا الخبر وهو من اخبار بني اسرائيل وليس فيه حجة اصلا لماذا؟ لان ما كان في شرع من قبلنا وشرعنا يخالفه فهو مردود اتفاقا. وانما الذي يتوقف فيه ويتوقف به ما لا نعلم اي ما لم يرده شرعنا ولم يقبله. اما ما بين شرعنا بطلانه فلا حجة في عند اهلهم اتفاقا وهذا مما نهينا عنه ان نتوسل او نسأل الله بحق بحق الصالحين الاولياء. ومع ذلك في هذا الحديث في هذا الاثر اللي ذكره ذكره ابو نعيم فيه ان الله عاب على على داوود هذا القول فقال يا داوود اي حق لابائك عليه؟ ليس لهم حق وانما الله هو الذي له الحق وهو المتفضل على عباده سبحانه وتعالى. قال شيخ الاسلام وهذا وان لم يكمل الدلالة الشرعية لماذا؟ لانه من اخبار بني اسرائيل وشرع من قبله ليس شرعا وشرع من قبل ليس شرعا لنا لكن يقول فالاسرائيليات يعتضد بها وهذه فائدة ولا يعتمد عليها. الاسرائيليات يعتضل بها ان يتقوى بها الحجة. ولا يعتمد عليها احتجاجا وانما تذكر اعتضادا وتأنيسا ولا تذكر حجة الا في حالة واحد وهي كده اذا احتج بها شرعنا وقال بمعناها رسولنا صلى الله عليه وسلم الى ان قال وقد مضت السنة ان الحي يطلب منه الدعاء كما يطلب منه وسائل ما يقدر عليه واما المخلوق الغائب والميت فلا يطلب منه شيء وهذا نص ان مثل لا يطلب منه شيء لا من لا يطلب منه دعاء ولا شفاعة لا اي شيء يطلب منه ويحقق هذا الامر ان التوسل لي والتوجه به لفظ فيه اجمال واشتراك بحسب الاصطلاح فمعناه في لغة الصحابة ان يطلب منه الدعاء في حالي حياتي يقول لفظ التوسل تقول ان التوسل والتوجه به لفظ فيه اجمال واشتراك. التوسل والتوجه به. لفظ فيه اشتراك فمعناه في لغة الصحابة اي شيء التوجه والتوسل به بطلب الدعاء منه وشفاعته. ويقولون متوسدين متوجهين بدعاء شفاعته ودعاء وشفاعته صلى الله عليه وسلم منه اعظم الوسائل عند الله. واما في لغتك من الناس معناها هي شيء ان يسأل الله تعالى ويقسم عليه بذات النبي والرسول. فاذا سمعنا من يقول نحن نتوسل بجاه النبي فان مراده من اقتمع الله في جهل النبي صلى الله عليه وسلم واذا سمعت انهم يتمسوا بنبينا صلى الله عليه وسلم في حال حياته فمرادهم يعني اللهم انا كنا نستسقي بنبيكم حتى تسقينا اللهم اني اتوسل بعم نبيك هل المرأة بالتوسل بلغة الصحابة اي بدعائه وشفاعته. اللهم انا كنا نتوسل بنبيك محمد فتسقينا فتوسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم يا شيخ هو الدعاء والشفاعة. اما في لغة المتأخرين فالمراد بذلك هو التوسل بمعنى الاقسام على الله مجلداتي وبجاي وهذا محرم ولا يجوز. ولذلك يقال لا بد من فهم لغة الصحابة ولغة القرآن ولغة السنة في الالفاظ التي يشترك فيها المتقدم والمتأخرون حتى لا يحمل قول المتأخرين على قول انت لا يحمل قول المتقدمين على ما يعتقده المتأخر يفعله المتأخرون. فكما مر بنا ان ان التوسل عند المتقدمين هو التوجه بدعاءه وشفاعته وعند المتأخرين هو معنى الاستغاثة بمعنى الاستغاثة ان يسأله ويدعوه من دون الله عز وجل نقف على قوله والله تعالى اقسم عليه بشيء من المخلوقات فليقسم بها بحاء بل لا يقسم بها بحال والله تعالى اعلم