الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين. قال الجامع رحمه الله حفظه الله ومن التسع حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال للاسلام صوى ومنارا كمنار الطريق منها قال ابو عبيد صوى ارتفع من الارض واحدتها صوة. كمنار منها ان تؤمن بالله لا تشرك به شيئا واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تسلم على اهلك اذا دخلت عليهم وان تسلم على القوم اذا مررت بهم فمن ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهما من الاسلام ومن تركهن فقد ولى الاسلام ظهر قال ابو عبيد رحمه الله حدثنيه يحيى بن سعيد القطان عن ثوري بن يزيد عن خالد المعدان عن رجل عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فظن الجاهلون بوجوه هذه الاحاديث انها متناقضة لاختلاف العدد منها. وهي بحمد الله ونعمته بعيد من التناقض وان وجوهها ما اعلمتك من نزول الفرائض بالايمان متفرقا فكلما نزلت واحدة الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عددها بالايمان ثم كلما جدد الله له منها اخرى زادها في العدد حتى جاوز ذلك سبعين خلة. كذلك الحديث المثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه وقال الايمان بضع وسبعون جزءا افضلها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا ابو احمد عن سفيان بن سعيد عن سهيل بن ابي صالح عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه. لهذا الحديث وان كان زائدا في العدد فليس هو بخلاف ما قبله انما تلك دعائم واصول وهذه فروعها زائدات في شعب الايمان من غير تلك الدعائم. فنرى والله اعلم ان هذا القول اخر ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان لان العدد انما تناهى اليه وبه كملت خصاله. والمصدق له قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي قال وعبيد رحمه الله حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب ان اليهود قالوا لعمر بن الخطاب رحمة الله عليه انكم تقرأون اية انزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فذكر هذه الاية فقال عمر اني لا اعلم حيث انزلت اي يوم انزلت بعرفة ورسوله ورسوله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة. قال سفيان واشك اقال يوم الجمعة يوم الجمعة ام لا؟ قال ابو عبيدة رحمه الله حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن عمار ابي عمار قالت لها ابن عباس رضي الله عنهما هذه الاية وعنده يهودي فقال يهودي لو انزلت هذه الاية فينا لاتخذنا يومها عيدا. قال ابن عباس رضي الله عنهما فانها نزلت في يوم عيد يوم جمعة ويوم عرفة. قال ابو عبيدة رحمه الله حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن داوود ابن ابي هند عن الشعبي قال نزل عليه وهو واقف بعرفة حين اضمحل الشرك وهدم منار الجاهلية ولم يطف للبيت عريان. فذكر الله جل ثناء اكمال الدين بهذه الاية اية وانما انزلت فيما يروى قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم باحدى وثمانين ليلة. قال ابو عبيد كذلك حدثنيه حجاج عن ابن جوريج فلو كان الايمان كاملا بالاقرار ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في اول النبوة كما يقول هؤلاء ما كان للكمال معنى وكيف يكمل شيئا قد استوى واوتي قد استوعب واوتي على اخره. قال ابو عبيدة رحمه الله فان قال لك قائل فما هذه الاجزاء الثلاثة والسبعون؟ او الثلاث والسبعون قيل له لم تسم لنا مجموعة فنسميها كذلك. غير ان العلم يحيط انها من طاعة الله وتقواه وان لم تذكر لنا في حديث واحد ولو تفوق قيدت الاثار لوجدت متفرقة فيها. الا تسمع قوله في اماطة الاذى قد جعلوا جزءا من الايمان؟ وكذلك قوله في حديث اخر الحياء شعبة من الايمان. وفي الثالث الغيرة من الايمان. وفي الرابع البذاذة من الايمان. وفي الخامس حسن العهد من الايمان. فكل هذا من فروع الايمان ومنه حديث عمار رضي الله عنه ثلاث من الايمان الانفاق من الاقتار والانصاف من نفسك وبذل السلام على العالم ثم الاحاديث المعروفة عند ذكر كمال الايمان حين قال اي الخلق اعظم ايمانا؟ فقيل اي الخلق اعظم ايمانا؟ فقيل الملائكة ثم قيل النبيون ثم قيل نحن يا رسول الله. فقال بل قوم يأتون بعد فذكر صفاتهم ومنه ايضا قوله ان اكمل او امنا اكمل او من اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. وكذلك قوله لا يؤمن الايمان كله حتى يدع الكذب في المزاح والمراء وان كان صادقا. وقد روي مثله او نحوه عن عمر ابن الخطاب وابن عمر رضي الله عنهما فهو من اوضح ذلك وابينه. حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة في الشفاعة حين قال فيخرج من النار من كان في قال مثقال شعيرة من ايمان وبرة من الايمان ومثقال ذرة والا صلب ومنه حديث ابن الوسوسة حين سئل عنها فقال ذاك صريح الايمان وكذلك حديث علي عليه السلام ان الايمان يبدأ لمضة في القلب فكلما زاد الايمان عظما ازداد ذلك البياض عظما. في اشياء من هذا النوع كثيرة يطول ذكرها يتبين لك التفاؤل في الايمان بالقلوب والاعمال وكله يشهد واكثرها ان اعمال البر من الايمان. فكيف تعاند هذه الاثار بالابطال والتكذيب؟ مما يصدق تفاضله قول الله جل ثناؤه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون واولئك هم المؤمنون حقا. الى قوله اولئك هم المؤمنون حقا. فلم يجعل الله الايمان حقيقة الا بالعمل على هذه الشروط. والذي يزعم انه بالقول خاصة يجعله مؤمنا حقا وان لم يكن هناك عمل فهو معاند للكتاب والسنة. ومما يبين لك تفاضله في القلب قوله يا ايها الذين امنوا ان جاء اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن. الست ترى انها هنا منزلا منزلا دون منزل؟ الله واعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات. كذلك مثل قوله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. فلولا ان هناك موضع مزيد ما كان لامره بالايمان معنى ثم قال ايضا الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ان الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين وقال ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله وقال وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين. الست تراه تبارك وتعالى قد امتحنهم بتصديق القول بالفعل ولم يرضى منهم بالاقرار دون العمل حتى جعل احدهما من الاخر شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف بعده الذين هم موضع القدوة والامامة. فالامر الذي عليه السنة عندنا ما عليه علماؤنا ما اقتصنا في كتابنا هذا ان الايمان بالنية والقول والعمل جميعا وانه درجات بعضها فوق بعض الا ان اولها واعلاها الشهادة باللسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جعله فيه بضعة وسبعين جزءا فاذا نطق بها القائل واقر بما جاء من عند الله لزمه سم الايمان بالدخول فيه لا بالاستكمال عند الله ولا على تزكية النفوس وكلما ازداد لله طاعة التقوى ازداد به ايمانا. وقفنا عند اه تسعة قبل تسعة وقفنا عند آآ قبل الحجة بالسنة. رقم ثلطعش هي عنوان رقم ثلاثطعش الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى واما الحجة من كتاب الله عز وجل اي ما يدل على ان الايمان انه يتفاضل وان الاعمال داخلة في مسمى الايمان وان الايمان يفرض شيئا فشيئا ذكر من ذلك قوله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا اما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. فقوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. فهذه الايات تدل على ان الايمان يزيد الايمان يزيد بكثرة الشرائع. فكلما ازداد العبد ايمانا بشريعة وعملا بها ازداد ايمانه ولا يعني هذا ان الذي لم تبلغه تلك الشرائع ان ايمانه ناقص. الذي لم تبلغ تلك الشرائع لا يقال فيه ان كانه ناقص وانما يقال اتى بما وجب عليه. واما الذي بلغته تلك الشرائع فان ايمانه اعظم واجره اكبر من من اجر وايمان ذلك الذي امن امن ذلك الايمان. لان الايمان يزيد كلما زاد التشريع وهذا يدل على ان العبد كلما ازداد علما وازداد عملا كان احب الى الله عز وجل والا لو كان الامر ان العبد كلما ازداد علما ازداد عقوبة او ازداد امتحانا لاصبح الجهل خير من العلم وانما العلم هو المقصود والجهل يقصد به زواله واذهابه ورفعه. وليس المقصود ان يبقى الانسان جاهلا وان كان بجهله لا يكلف لكن الجهل ليس عذرا وليس حجة له. بل كلما ازداد العبد علما وازداد ايمانا كان اعظم اجرا عند الله عز وجل وهو احب الى الله سبحانه وتعالى حتى بمجرد ان يؤمن بقلبه ويعتقد بقلبه ولو لم يعمل بذلك الشيء يؤجر من جهة من جهة ايمانه واعتقاده الذي اعتقده بقلبه فمن الناس مثلا من يعتقد من يعتقد ان ان لله عز وجل او يعتقد المسلم والسني اثبات اسماء الله عز وصفاته وقد يمضي عليه شهور ما دعا بشيء من تلك الاسماء يدعو باسم واحد ومع ذلك يؤجر على ان اثبت لله تلك الاسماء وتلك الصفات وان لم يدعو الله عز وجل بها فان عمل بذلك ودعا الله عز وجل بها كان اعظم اجرا واكثر ايمانا قال واما من السنة على ذلك المعنى ان الايمان يزيد وان الشرائع تزداد فيزداد بالاعتقاد او الاقرار بها يزداد فخذ من ذلك حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه الذي هو في الصحيحين وقد رواه باسناد هنا ابو عبيد قال حي ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان وقت عبد القيس قدموا عليه فقالوا يا رسول الله ان هذا الحي من ربيعة انا اي نحن هذا الحي من الربيعة اي من بني ربيعة واعداء بني ربيعة هم من؟ مضر وان بيننا وبينك هذا الكفار من مضر اي انهم يسكنون الدهناء ولا نستطيع ان نصل اليك الا بقطع الدهناء فمرنا بامر نعمل به ونؤمن وراءنا. قال فلسنا نخلص اليك الا في الشهر الحرام وذلك ان شهر الحرام يمتنع العرب من القتال فيه ويأمن السائر والسالك ان يصل الى بلد الله الحرام فمرنا بامر نعمل به وندعوا اليه من وراءنا. فقال امركم باربع. وانهاكم عن اربع قال امركم بالايمان ثم فسره فقال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة ايتاء الزكاة وان تؤدوا خمس ما غنم وانهاكم عن الدباء والحمتم والنقير والمقير فهذه اربع امر بها النبي صلى الله عليه وسلم. وعندما تتأمل انه فسر اطلق الايمان ثم فسره. ولو كان الايمان والتصديق فحسب لما دخل فيه هذه الاعمال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. فرسولنا صلى الله عليه وسلم قال امركم باربع وانهاكم عن اربع الايمان ثم فسر الايمان فقال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا خمس ما غنم. الصلاة عمل وتأمين الزكاة عمل وتأدية الخبز من المغنم ايضا عمل والنطق بالشهادتين قول فهذا هو الايمان اذا هو مركب من الاعتقاد ومن القول ومن العمل وسمى ذلك كله ايمانا سمى ذلك كله ايمانا فلو كان كما يقول المرجئة ان الايمان هو التصديق فقط لما دخلت هذه الامور في مسمى الايمان ودخولها في مسمى الايمان عند اهل السنة دخولها قولا حقيقيا وليس وليس دخولها دخولا مجازيا او على ما يتأوله المرجئة ان ان الاعمال تدخل من باب المجاز لا من باب الحقيقة. فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر الايمان بانه اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان. وان نؤدي الخمس من كما ايضا فسر الايمان بقوله ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم له القدر خيره وشره سمى ذلك ايضا ايمانا وهذا كله يسمى ايمانا كما يتعلق والقلم سمى ايمان وما يتعلق الجوارح يسمى ايمان وما يتعلق بالقول ايضا يسمى ايمان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقد بوب البخاري فقال باب قيام رمضان من الايمان وصيام رمضان من الايمان وقيام القدر من الايمان وايتاء الزكاة من الايمان وبوب ابوابا كثيرة تدل على هذا المعنى. اذا الامام يزيد وينقص وهذه من اعظم من اعظم شبه القوم لان سبب ضلال المرجئة وسبب فسادهم بل المرجى والمعتز والخوارج كما نص شيخ الاسلام ابن تيمية على ان سبب ضلالهم ومن جهة شبهتين. الشبهة الاولى فيها شبهة من الايمان لا يزيد ولا ينقص وانه لا يتبعض. انما هو شيء واحد اذا ذهب بعضه ذهب كله ولا يمكن يتصور ان يذهب البعض ويبقى البعض اخر هذه الشبهة الاولى. الشبهة الثانية ايضا قالوا انه لا يتصور ان يجتمع في قلب العبد ايمان وكفره. فاذا نفي الايمان نفي كله واذا اثبت الايمان اثبت الايمان كله. بل نقل الاشعري في مقالاته. نقل اجماعنا هذا القول. نقل الاجماع انه لا يجتمع في العبد ايمان وكفر فاذا انتفى الايمان بمعنى قتال المسلم كما قال الامام مسلم فسوق وقتال كفر قال القتال يكون ايش؟ كفرا اذا ينتفي الايمان من اصله ولذا تجد ان اهل السنة يذكرون مثل هذه الاحاديث التي فيها اربع من النفاق ويذكر ايضا لا يؤمن احدكم حتى مثل هذه الامور التي تنفي الايمان يبين ان الايمان يبقى بعدها ببعضه. وان الايمان يزيد وينقص وانه اذا ذهب بعضه لا يعني ذلك ذهابه كله. وان كان من الامور التي يفعلها العبد قد تذهب ايمانه كله يعني تذهب ايمانه كله لكن لا يعني ذلك انه اذا فعل كبيرة او وقع في فسق او وقع في فجور ان يكون ذلك مذهبا لايمانه كله. قال ابو عبيد بعد ان ذكر هذا الحديث قال وقد رويناه اي حدثناه عباد ابن عباد المهلب قال حدثنا ابو جمرة عن ابن عباس وهذا يدل على ان ابا عبيد ممن اسانيده ممن اسباب تلحظ هنا ان بينه وبين ابن عباس فقط رجلين يعني يروي عن ابن عباس بواسطة رجلين فقط وهذا يدل على علو رحمه الله تعالى وهذا الحديث اصله في البخاري ومسلم من حديث جبرة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وهو حديث وفد عبد القيس المشهور وقد رويض من حديث ابي سعيد الخدري ايضا في الصحيحين ثم قالوا من الخمس اي يد اللمان انه ذكر اربعا وذكر خمسا وذكر تسعا وذكر بضعا وستين شعبة ان الامام ان الايمان يتبعظ وانه آآ ليس شيئا واحد وانما هو اشياء كثيرة قال حبيب ابن عمر رضي الله تعالى عنه الذي ايضا وفي الصحيحين انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت هنا فسر الاسلام بشيء من امور الايمان ايضا. وهذي ستأتي معنا مسألة هل الايمان والاسلام متغيران او مترادفة او متغايران متباين او مترادفان على قولين لاهل السنة منهم من يراهما متغايرا ومنهم من يراهما مترادفان ومنهم من وهو القول الثاني انه متغايران متلازمان. متغايران متلازمان وهو الصواب قال ابو عبيد حدثناه اسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن ابي سفيان عن عكمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر. وقد رواه البخاري ومسلم ايضا من طريق عكرم ابن خالد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي من طرق اخرى عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه وفيه ان الاسلام بني على خمسة اركان وتسمى مبانيه العظام تسمى مبانيه العظام. وقال ايضا او من التسع اي ان الايمان ايضا قال اربع وخمس وتسع وهذا يدل على اي شيء ان لمن لو كان شيء واحد ما حصل التغاير بينه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي جعل منه اربع وجعل منه خمس وجعل منه تسع مما يدل على ان الايمان ان الايمان ليس محصورا فقط بالتصديق. وايضا حديث ابي هريرة في الصحيحين الامام يضع شعبة يدل على ان الايمان شعب كثيرة ان الايمان شعب كثيرة وشعب الايمان يمكن ان نقسم الى قسمين شعب بذهاب يذهب كله وشعب بذهابها يذهب كمال الايمان الواجب قال ومن التسع حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للاسلام صور ومنار كمنار الطريق منها اي له علو وله ارتفاع وله ايضا انوار تبين الطريق. كمنار منها ان قال كما نرى منها ان تؤمن بالله لا تشرك به شيئا. هذا من من من منار الاسلام. ومن انواره التي يتضح بها الطريق منها ان تؤمن بالله لا تشرك به شيئا. وهذه الشعبة هذه ذهابها ذهاب ايمانك ذهاب الايمان كله الصلاة وايضا هذه مما يكفر بها تاركها وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تسلم على اهلك اذا دخلت عليهم فهذه لو ذهبت نقول يبقى يبقى الايمان لكن ينقص بنقصان هذه العلامة بمقصان هذه المنارة وان تسلمي على القوم اذا مررت بهم فمن ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهما من الاسلام وهذا ليس على اطلاقه بل من ليس ليس هذه السهام على على وتيرة واحدة وعلى رتبة واحدة بل السهم الاول ذهابه ذهاب الاسلام والايمان كله والسهم الثاني وهو اقام الصلاة ذهابه ايضا على الصحيح من اقوال اهل السنة انه يذهب الاسلام والايمان كله. واما ايتاء الزكاة فكما هو مشهور عند جمهور اهل العلم ان ترك الزكاة تهاون وكسلا لا يذهب معه الايمان ولا الاسلام لكن يبقى ان فاعلها مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب وهكذا بقية السهام. وعلى هذا يقال في قوله فمن ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهم من الاسلام من تركهن فقد ولى الاسلام ظهره هذا مما يدل على نكارة هذا المتن لانه جعل خروجه من الاسلام بترك السهام كلها والصحيح كما ذكرت انه بترك سهم من هذه بترك السهم الذي فيه الايمان وترك الاشراك بالله ان هذا السهم كافي في ان يترك الاسلام. اما اذا تركها كلها فبالاجماع انه ليس بمسلم. بالاجماع انه ليس بمسلم فهذا الحديث ذكره باسناده واسناده كما ذكر ابو عبيد قال حدثنيه يحيى بن سعيد القطان عن ثور ابن يزيد الديني عن خالد المعدان عن رجل عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث نادوا كما ذكرت فيه ضعف فيه ضعف خادم العيدان لم يسأل عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. وانما روى بواسطة رجل وهذا الرجل رجل مجهول. لا يعرف وقد وقد آآ قال الحاكم وهذا مما اخذ عليه عندما رواه باسناده من طريق ثوب يزيد عن خالد معداء ابي هريرة قال الحاكم وهذا حديث صحيح على شرط البخاري. فقد روى عن محمد بن خالد العسقلاني واحتج بثوب اليزيد الشامي ابي هريرة فغير مستبعد فقد حكى الوليد بن مسلم عن ثور ابن يزيد عن انه قال لقيت سبعة عشر رجلا من اصحاب صلى الله عليه وسلم فهذا القول الحاكم مردود عليه لان هذا الاسناد الصحيح فيه ما رواه يحيى القطان عن ثوب اليزيد عن خالد بن عديان عن رجل وليس عن خادم العداء ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. والحديث كما ذكرت اسناده ضعيف من جهة اسناده وايضا من جهة متنه فان قوله من ترك السهام كلها فقد ولى الاسلام ظهره نقول بل ترك السهم الاول والسهم الثاني يترتب عليه ان ولى الاسلام ظهره ايضا. يقول ابو عبيد فظن الجاهلون في وجوه هذه الاحاديث انهم باختلاف العدد منها. وهي بحمد الله ونعمته بعيد من التناقض وانما وجوهها ما اعلمتك من نزول الفرائض بالايمان متفرقة فكلما نزلت فكلما نزلت واحدة الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عددا من الايمان ثم كلما جدد الله له منها اخرى زاد في العدد حتى جاوز ذلك سبعين خلة في حديث ابي هريرة الايمان بضع وسبعون وفي لفظ بضع وستون شعبة افضل واعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. اي ان امور الايمان كثيرة وشعبه كثيرة من ترك الشعب كلها كفر بالله عز وجل. ومن اتاها ومن اتى بها كلها فقد استكمل الايمان الواجب قال ابو عبيد حدثنا ابو احمد الزبيري عن سفيان بن سعيد هو الثوري عن سهيل بن ابي صالح عن ابي هريرة عن سهيل بن ابي صالح عن عبد الله بن دينار عن ابي صالح ابي هريرة هذا على شرط مسلم. وقد رواه رواه مسلم بهذا الاسناد ورواه البخاري في صحيحه من طريق سنن تيمية عن عبد الله ابن دينار عن ابي صالح ابي هريرة وهو اصح. ولفظ البخاري الايمان بضع وستون بضع وستون شعبة وقد جمعها بعضهم فجعلها في بضع وسبعين شعبة. وقد الف البيهقي كتابا في ذلك سماه شعب الايمان وتتبع هذه الشعب وجمع الاحاديث الواردة فيها. قال لهذا الحديث وان كان زاد العدد فليسوا بخلاف ما قبله. وانما تلك دعاء واصول وهذه فروعها زائدات في في شعب الايمان فنرى والله اعلم ان هذا القول اخر ما وصى به رسوله صلى الله عليه وسلم الايمان. لان العدد ما تناهى اليه وبه كملت خصاله وهذا على قول ان العرب تطلق السبعين على الكثرة وليس مرادها العدد لان العرب تقول سبعون لتذكر اللفظة السبعين وتقول آآ وتذكر السبعين بمقصد الكثرة وليس المقصود العدد قال وسلم اه عندما ذكر السب عندما ذكر ان يدخل الجنة قال اول جملة يدخلون على صورة عددهم كم؟ قال سبع الفا سبعون الف كل اخذ يده بيد صاحبه فالمراد بذلك الكثرة وقيل المراد العدد لكن الذي عليه على الذي على مجرى لغة العرب ان العرب تطلق السبعين وتريد بها الكثرة. فالمراد هنا ان الايمان بالرسول شعبة اي شعب اي شعب كثيرة وان حصرت بهذا العدد فلا اشكال ايضا في ذلك. قال والمصدق له اي ان ابا عبيدة يرى ابا عبيد يرى رحمه تعالى ان هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته لماذا؟ قال لانه قال عندما تناهت امور الايمان وبلغ الايمان منتهاه ونزت الشرائع قال هذا الحديث وصدق ذلك بقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال هذا دليل على ان الاسلام ان النعمة قد تمت والدين قد كمل وان الشرائع قد بلغت جميعها فعندئذ قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اي فتناهت شعبه وتناهت شرائعه من اتى بها كلها فقد استكمل الذي امر الله عز وجل به. قال ابو عبيد حدثني عبد الرحمن وهو ابن مهدي عن سفيان امتحان قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب ان اليهود قالت يعلموا ان القالب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انكم تقرأون اية لو نزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فذكر هذه الاية فقال عمر اني لاعلم حيث انزلت. واي انزلت انزلت بعرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة والحديث كما هنا اسناد صحيح وقد رواه البخاري ومسلم في صحيحهما. قال سفيان اشك وقال والجمعة ام لا؟ قال ابو عبيد حدث يزيد وابن هارون الحماد ابن سلمة عن عمار ابن ابي عمار قال تلا ابن عباس من الاية وعنده يهودي فقال اليهود لو انزلت هذه الاية لو لو انزلت هذه الاية فينا لاتخذنا يومها عيدا الا ان شريعتنا اعيادها توقيفية وانما نجعل اليوم عيدا ما جعله ربنا سبحانه وتعالى وليس هو في عظم ما نزل وليس ايضا جعل العيد اي ما حصل في ذلك اليوم وانما العيد هو يوم عظمه الله عز وجل اتخذه عيدا لنا فنتخذه كذلك قال قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه فانها نزلت في يوم عيد وسمى ذلك يوم عيد لانه يوم جمعة وهو عيد الاسبوع ويوم عرفة ايضا يوم مشهود يوم معاذ عند المسلمين فهو من اعياد المسلمين ايضا ابن عامر عند ابي داود انه قال صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ويوم النحو يوم التشريق عيدنا عيدنا اهل الاسلام. قال ابو عبيد حدثنا اسماعيل ابراهيم عن داود نبي هند عن الشعبي. قال نزلت عليه وهو واقف محل الشرك وهدم نار الجاهلية ولم يطب بالبيت عريان وهذا من اكمال من اكمال الدين وتمام نعمة الله عز وجل علينا. فذكر الله جل ثناؤه اكمال الدين. في هذه الاية وانما نزل فيما يروى قبل النبي صلى الله عليه وسلم باحدى وثمانين ليلة. لان النبي بات بعدها بشهرين. اللي نزلت يوم عرفة في الشهر الثاني عشر من السنة من السنة العاشرة وتوفي بالسنة الحادية عشر في ربيع في ربيع الاول اي بعد محرم وسفر باول قيل في اول ربيع وقيل اه في في اه في وسطه على كل حال مات النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ودفن يوم ليلة دعاء صلى الله عليه وسلم قال ابو عبيد كذلك حدث به حجاج عن ابن جريج فلو كان الايمان كان بالاقرار ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في اول النبوة كما يقول هؤلاء ما كان الكمال معنى وهذا من اوجه الحجة التي يحتج بها اهل السنة على ابطال قول المرجئة. الذين قالوا ان الايمان هو مجرد التصديق والاقرار فحسب. قال لو كان الايمان كاملا بالاقرار فقط لكان الايمان كاملا في اول بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم معنى وفائدة لانه قد كمل قبل ذلك فما الفائدة ان تقول هنا اليوم اكملت لكم دينكم يقول فلا معنى اذا لقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم وهذا يبطل قول المرجئة ان الدين في اه حياة النبي صلى الله عليه وسلم اكمله ربنا سبحانه وتعالى وسمى ذلك اليوم انه اليوم الذي فيه كمل دينه وتمت نعمته على على عباده. قال ابو عبيد فان قال لك قائل فما هذه الاجزاء الثلاثة الثلاث سبعون لانه قال لماذا قال ثلاثة؟ لان البظع اقله اقله ثلاثة واكثره تسعة فاخذ بالاقل يقينا فان قال كقائل هذي الاجزاء الثلاث والسبعون قيل له لم تسمى لنا مجموعة فنسميها كذلك. ليس لم تذكر مجموعة فنسميها لك غير ان العلم فيحيط انى من طاعة الله وتقواه وان لم تذكر لنا فى الحديث مع ان اللى ذكر فيه اي شيء لا اله الا الله واماطة الاذى عن الطريق فيدخل فيما بينهما امور كثيرة اللام المعروف والنهي عن المنكر والصدقة والصلاة والزكاة وما شابه ذلك كلها داخل مسمى شعب الايمان قال ولو تفقدت الاثار لوجدت لوجدت متفرقة لوجدتها متفرقة فيها. الا تسمع قولا الاذى قد جعله جزءا من الايمان وكذلك قوله في حديث اخر الحياء شعبة من الايمان فسمى الحيضان شعبة والغيرة الغيرة من الايمان الغيرة التي يحبها الله عز وجل. هذا الحديث اسناده ضعيف. رواه القضاعي في مسنده. وايضا رواه المروزي بتعظيم قبل الصلاة واسناده لا يصح. والغيرة غيرتان غيرة يحبها الله. وغيرة يبغضها الله. فالغيرة في الحق من الايمان. اما الغيرة الله فريسة من الايمان. قال والبذاذة ايضا من الايمان واسناده يحسن. حديث ابي امامة وحديث حسن عهد بن الامام رضا اسناده جيد وهو حديث رواه احمد وغيره. فكل هذا من فروع الايمان. وايضا ومن احد عمار ثلاث من ثلاث من الايمان من الاقتار والانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم على العالم وهذا ايضا جاء معلقا في البخاري وهو صحيح عن عمار ابن الياس رضي الله تعالى عنه. وايضا حديث اي الخلق اعظم؟ اي الخلق؟ اي الخلق اعظم ايمانا؟ قيل الملائكة ثم قيل النبيون ثم قيل نحن يا رسول الله قال بل قوم يأتون بعدكم فذكر صفتهم فذكر صفتهم وهذا الحديث رواه من طريق خالد ابن يزيد عن سفيان الثوري عن مالك بن يون عن طلحة المصرف عن ابي صالح عن ابي هريرة. قال قال وسلم اي شيء اعجب ايمانا؟ قيل الملائكة قال كيف وهم في السماء يرون من امر الله ما لا ترون؟ قيل في الانبياء قال وكيف وكيف هم يأتيهم الوحي؟ قالوا فنحن؟ قال وكيف وانتم يتلى عليكم ايات الله رسول الله ولكن قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني اولئك اعجب ايمانا اولئك هم اخواني هم اصحابي وهذا الاسناد فيه المغيرة ابن قيس وفيه ضعف وله طرق اخرى لكن لا تخلو لا تخلو من ضعف لا تخلو من ضعف. ها ابن قيس جاء بحيث ليس فيه مغيرة حديث فيه حديث عبد الله ابن عمرو جاء حديث له شباب من حديث عبدالله بن عمرو بن عمر وباسناد المغير ابن قيس وهو ضعيف. اما هنا قال انطلق خالد بن يزيد عن سفيان عن ابي هذا اسناد رجال وثقات لكن ينظر في خادم يزيد هذا خادم يزيد هذا الذي فيه فيه كلام يعني. فيكون الاسناد الاخر اذا فيه ضعف. قادم يزيد خلفه هو الذي ينظر في حاله. قال ايضا ان اكمل المؤمن مالا احسنهم خلقا وهذا حديث صحيح كذلك لا يؤمن الرجل الايمان كله حتى يدع الكذب في في المزاح والمراء وان كان صادقا. جاء ابو هريرة في ضعف في ضعف انقطاعه وقد ايضا حديث فيخرج النار من كان في قلبه ثقال شعيرة من ايمان او بر من الايمان ومثقال ذرة قال حي النبي صلى الله عليه وسلم حين قال فيخرج من نار من كان في قلبه مثقال شعيرة بالايمان. وبرة من الايمان ومثقال ذرة. والا ولد اصولب عندك هنا هاي معنى صوبة انه كانه والا خلدت النار والا اذا لم يكن في هذه الاشياء بقي مخلدا في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة وكذلك ايضا في حديث ذاك صريح الايمان في الوسوسة يدل ان مما يدل على الايمان وكذلك فان الايمان يبدأ نمظة في القلب اي نور يسير. فكلما ازداد الايمان عظما ازداد ذلك والنور عظما فيبدأ وميصا وينتهي نارا وشعاعا ونورا عظيما في اشياء كثيرة من هذا النحو يتبين لك التفاضل في الايمان في القلوب والاعمال وهذا لا خلاف بين اهل السنة ان التفاضل يكون باعمال القلوب ويكون ايضا في اعمال الجوارح بل وفي اقوال القلوب واقوال اللسان. فالناس في تصديقهم يتفاوتون. فليس تصديقنا تصديقي ابا بكر الصديق وليس تصديق تصديقنا كصديق رسل الله وانبياء الله عز وجل وان كان وان كنا نصدق الا ان تصديقهم اعظم واقرارهم اعظم. الى ان قال فكيف فكيف تعاند هذه الاثام الابطال والتكذيب ايها المرجئ المخالف كيف تعاند هذه الاثار الكثيرة وتبطلها بالتكذيب ومما يدل عليه شيء على ان الايمان يتفاضل وان الايمان يزيد وينقص. فكيف تكذب بهذا كله؟ مع ان بعض الاشاعرة يقول لي ما يزيد وينقص كما قال الباقلان ان مرادنا بقوله يزيد ينقص انما هو في الاعمال ان الاعمال تجد وليس في الايمان اما الايمان فلا يكون فيه زيادة ونقصان لانه شيء واحد. شيء واحد لا يزال ينقصه. فان ذهب جزء منه ذهب الايمان كله. وانما التفاضل والزيادة هي في الاعمال ويسمون ذلك زيادة مجازا وليس وليس حقيقة. قول الله تعالى في ام صدقوا تفاضله بالاعمال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. فيقرأ القرآن اثنان احدهما يخشع قلبه ويلين قلبه وتقشعر جوارحه والاخر يمر فيه دون ان يتحرك منه شيء. فهذا الذي خشع قلبه واخشع الرجل اعظم ايمانا واكثر ايمانا وزاد الايمان في قلبي من ذاك الذي قرأه كقراءته لغيره من الاوراق كقراءات لغيره من الكلام فهذا زاد ايمانه كما قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. والى كقول اولئك هم المؤمنون حقا اي ان هؤلاء هم الذين بلغوا كمال الايمان حقيقته. قال فلم يجعل الله للايمان حقيقة الا بالعمل ليس له حقيقة الا بالعمل على هذه الشروط. والذي يزعم انه بالقول خاصة يجعله مؤمن حقا والا بك هناك عمل فهو معالج للكتاب والسنة. ويما يبين لك تفاضله بالقلب ايضا. قوله تعالى يا ايها الذين تعاملوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات تمتحنهن. الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات الله علمه باي شيء بما في قلوبهم. وانما نعلم نحن منهن اي شيء الظاهر. فاذا قال الله تعالى فان علمتموهن مؤمنات اي ظهر لكم الايمان الذي هو الظاهر والا الايمان الذي في القلوب لا يعلمه الا من؟ الا الله سبحانه وتعالى. كذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. فلولا ان هناك موضع مزيد ما كان لامر بالايمان معنى. يا ايها الذين امنوا هم امنوا الان فيقول امن له ورسوله لو لم يكن هناك زيادة لما كان هناك معنى قوله امنوا بالله ورسوله لانه اثبت الايمان لهم اول عندما قال يا ايها الذين امنوا اثبتني ولا ما اثبت اثبت بقوله يا ايها الذين امنوا فلما امرهم بان يؤمنوا الله ورسوله افادنا ان هناك ايمان يزيد ان هناك ايمان يزيد على الايمان الذي وصفهم به والا لم يكن لذلك معنى. ثم قال ايضا في قوله تعالى الف لام ميم حسب الناس ان يتركوا اي يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. وهذا العلم يعلمه الله عز وجل وقد علمه ربنا سبحانه وتعالى وانما يريد بذكره شيء ان يظهر ان يظهر حتى تقوم الحجة عليهم والا ربنا يعلم ذلك كله قبل ان يمتحنه وقبل ان يبتليهم ربنا يعلم ذاك وانما اراد اي شيء ان يظهر علمه في القي سبحانه وتعالى وقال تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. وقال تعالى وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين. الى ثم قال ابو عبيد افلست تراه تبارك وتعالى قد امتحن بتصديق القول بالفعل ولم يرضى منه بالاقرار دون العمل حتى جعل احدهم من اخر ان يقولوا امنا الايمان هو في القلوب. فما الذي يثبت هذا الايمان بالقلب؟ الافتتان وهم لا يفتنون لانه لابد من عمل يثبت ذلك الايمان والا لو كان الايمان وحده كافي الذي في القلب لما احتاج الى امتحان وفتنة. وقال ولقد فتنا الذين من قبلي فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. وايضا ومن الناس من يقول امنا بالله فلو كان هذا الايمان حقيقة لحصل بقول امنا بالله حتى اذا اوذي جعل فتنة الناس كعذاب الله لان صبره على العذاب عمل صبر على العذاب عمل وهو من فلما اوذي ولم يصبر لم لم يكن بذلك لم يكن بذلك مؤمنا. قال ايضا فاي شيء بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف بعده الذين هم من الذين هم موضع القدوة والامامة رضي الله الله تعالى عنه. فالامر الذي عليه السنة عندنا. فالامر الذي عليه السنة عندنا ما مضى عليه علماؤنا. ما اقتصنا في كتابنا هذا وهذا اجماع ينقله ابو عبيد ان الايمان بالنية والقول والعمل جميعا وقول بالنية ما يتعلق بالقلب والقول يتعلق باللسان والعمل يتعلق بالجوارح. وايضا مما قرر فيه اي مما قرره هنا ايضا وانه درجات بعظها فوق بعظ اي انه يزيد يزيد وينقص الا الا ان اولها واعلاها الشهادة باللسان كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحل يجعل فيه بضعة وسبعين جعل فيه بضعة وسبعة وسبعين جزءا فاذا نطق بها القائل واقر بما جاء من عند الله لزمه اسم الايمان بالدخول فيه. لا بالاستكمال لا بالاستكمال عند الله ولا على تزكية نفوس وكلما ازداد لله طاعة وتقوى ازداد به ايمانا. فهذا الذي قرره ابو عبيد في هذا المقام قرر مسائل المسألة الاولى ان الايمان قول وعمل. والمسألة الثانية ان الاعمال داخل مسمى الايمان حقيقة وان الايمان يزيد بازدياد شرائع الاسلام. فهو في اول اسلام الايمان الذي امر الله به هو الكامل ثم فلما زادت الشرائع ازداد الايمان بتحقيق تلك الشرائع. وان الايمان يظن يتفاضل وانه يتبعظ. وانه يزيد وينقص ثم سيأتي بمسألة اخرى يخالف فيها ايضا المرجئة وهي مسألة الاستثناء. ولكن من علامة المرجئة اذا عرفنا اذا اردت ان تعرف المرجئة؟ فالمرجئة يرون ان الايمان لا يزيد ولا ينقص. وان الايمان لا يتفاضل. اي لا يتفاضل اهله. وان الايمان شيء واحد وان الايمان لا يجوز استثناء فيه. هذا كله من علامات المرجئة. نقف على هذا والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك نبينا محمد. يأتي معنا الاستثناء في الايمان طبعا احباب شيخ كان يسكن مكة ينتحل منه بالرأي يرويه عن الثوري قال انا حاتم كان كذابا اتيت بمكة الحديث يقول ايش يا شيخ قال كذاب مكة ولم اكتب عنه وكان ذاهب الحديث هل ينقص؟ اللهم اغفر لنا الكمال المستحب واضح؟ فاذا اتيت بهذا نقص ايمانك. نعم. الا ادلكم على شيء قعدتموه تحاببتم قاسم لندن في الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا الا ادلكم على افشوا السابقين في انشاء السلام الى الامام. لا لا بكثرة يدل على الكثرة ان الايمان كثير شعبه كثيرة صحيح السؤال الاية يعني داعوا يعني لا يعانق نقول هو ثبات وزيادة. مثل قوله اهدنا الصراط المستقيم. هو طلب الثبات طلب الهداية كان بعضهم يقول ان قوله اهدنا الصراط المستقيم ان من باب سؤال الثبات نقول لا العبد لا تنفك حاجته ابدا هداية الله بعدد انفاسه يحتاج الى هداية الله في كل قول وفعل وعمل تحتاج الى ان يهديه ربه فانت عندما تتحرك تحتاج الى هداية لا في امورك الدنيوية ولا في امورك الاخروية. ومتى ما خذلت بهذا الباب ووكلت الى نفسك فقد فقد وهبت الى ضعف واجزم