الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين قال الجامع حفظه الله الاسباب والاستثناء في الايمان. قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا يحيى بن سعيد عن ابي الاشهب عن الحسن قال قال رجل عند ابن مسعود سعود انا مؤمن فقال ابن مسعود رضي الله عنه افانت من اهل الجنة؟ فقال ارجو فقال ابن مسعود افلا وكلت افلا وكلت الاولى كما وكلت افلا وكلت الاولى كما وكلت الاخرى؟ قال ابو عبيد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان بن سعيد عن الاعمش عن ابي وائل قال رجل عبد الله فقال بين نحن نسير اذ لقينا ركبا فقلنا من انتم؟ فقالوا نحن المؤمنون. فقالوا اولا قالوا انا من اهل قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا يحيى ابن سعيد محمد ابن جعفر كلاهما عن شعبة عن سلمة ابن ابن كهيل عن ابراهيم عن علقمة قال قال عند عبد الله انا مؤمن فقال عبد الله فقل اني في الجنة ولكن امنا بالله وملائكته وكتبه ورسله قال وابو عبيدة رحمه الله حددنا عبدالرحمن عن سفيان عن محي لابن محرز قال قال لي ابراهيم اذا قيل لك مؤمن انت فقل امنت بالله وملائكته كتبه ورسله. قال ابو عبيدة رحمه الله حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنت بالله وملائكته ملائكته وكتبه ورسله. قال ابو عبيدة رحمه الله حدثنا عبدالرحمن عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين قال اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. قال ابو عبيدة رحمه الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن قال قال رجل لعلقمة مؤمن انت؟ فقال ارجو ان شاء الله. قال ابو عبيد رحمه الله ولهذا كان يأخذ سفيان ومن وافقه الاستثناء فيه. وان انما كراهتهم عندنا ان يبتوا ان يبتوا الشهادة بالايمان مخافة ما اعلمتكم في الباب الاول من التزكية والاستكمال عند الله. واما على احكام دنيا فانهم يسمون اهل الملة جميعا مؤمنين لان ولايتهم وذبائحهم وشهاداتهم ومن شهاداتهم ومناكحتهم وجميع سننهم انما هي على الايمان. ولهذا كان الاوزاعي يرى الاستثناء وتركه عن واسعين. قال ابو عبيدة رحمه الله حدثنا محمد ابن كثير عن الاوزاعي قال من قال انا مؤمن فحسن. ومن قال انا مؤمن ان شاء الله فحسن. بقول الله عز وجل ان المسجد الحرام ان شاء الله امنين. وقد علم انهم داخلون وهذا عندي وجه حديث عبد الله حيث اتاه صاحب معاذ فقال الم تعلم ان الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة اصناف مؤمنون منافق وكافر فمن ايهم كنت؟ قال من المؤمنين انما نراه اراد اني كنت من اهل هذا الدين لا من الاخرين فاما الشهادة بها عند الله فانه كان عندنا اعلم بالله واتقى له من ان يريده. فكيف يكون ذاك والله يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى والشاهد على ما نظن انه كان قبل هذا لا يقول انا مؤمن على تزكية ولا على غيرها ولا نراه انه كان ينكره على قائله وبأي وجه كان انما كان يقول امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله لا يزيد على هذا اللفظ وهو الذي كان اخذ به ابراهيم طاووس ابن سيرين ثم اجاب عبد الله رضي الله عنه الى ان قال انا مؤمن فان كان الاصل محفوظا عنه فهو عندي على ما اعلمتك. وقد رأيت يحيى ابن سعيد ينكره ويطعن في اسناده لان اصحاب عبد الله على خلافه. وكذلك نرى ويذهب الفقهاء الذين كانوا يتسمون الاسم بلا استثناء فيقولون نحن مؤمنون من هو ابو عبدالرحمن السلمي وابراهيم التيمي وعون ابن عبد الله ومن بعدهم مثل عمر ابن وصلت نحوهم انما هو عندنا منهم على الدخول في الايمان لا على الاستكمال. الا ترى ان الفرق بينه وبين ابراهيم وبين ابن سيرين وطابوس انما كان ان هؤلاء كانوا لا يتسمون به اصلا. وكان الاخرون يتسمون به. فاما على مذهب من قال كايمان الملائكة والنبي فمعاذ الله ليس هذا طريق العلماء. وقد جاءت كراهيتهم فسرة عن عدة منهم. قال عويدا رحمه الله حدثنا هشيم او حدثت عنه عن جويبر عن الضحاك انه كان يكره ان يقول الرجل انا على ايمان جبريل وميكائيل عليهما السلام. قال عبيد رحمه الله حدثنا سعيد ابن الحكم ابن ابي ابن ابي مريم المصري عن نافع بن عمر الجمحي قال سمعت ابن ابي مليكة وقال له انسان ان رجلا من مجالسيك يقول ان ايمانه كايمان جبرائيل فانكر ذلك وقال سبحان الله والله لقد فضل جبريل جبرائيل عليه السلام في الثناء على محمد صلى الله عليه وسلم فقال انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي مطاعم ثمانين. قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا عن ميمون ابن مهران انه رأى جارية تغني فقال من زعم ان هذا على ايمان مريم فقد كذب وكيف يسع احدا ان يشبه البشر بالملائكة وقد عاتب الله المؤمنين في غير موضع من كتابه اشد العتاب واوعدهم الوعيد ولا يعلم فعل بالملائكة من ذلك شيء فقال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله وقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين. فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ وقال الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا الذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. فوعدهم النار في اية واذنهم بالحرب في اخرى بالمقت في ثالثة واستبطأهم في رابعة وهم في هذا كله يسميهم مؤمنين. فما فما تشبه هؤلاء من جبريل وميكائيل مع مكانهما من الله اني لخائف ان يكون هذا من الاجتراء على الله والجهل بكتابه. باب الزيادة في الايمان والانتقاص منه. قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا عبد الرحمن المهدي عن سفيان عن جامع بن شداد عن الاسود بن هلال قال قال معاذ بن جبل رضي الله عنه لرجل اجلس بنا نؤمن ساعة يعني نذكر الله. وبهذا القول كان يأخذ سفيان والاوزاعي ما لك بن انس يرون يرون اعمال البر جميعا من الازدياد في الاسلام لانها كلها عندهم منه وحجة في ذلك ما وصف الله به المؤمنين في خمس مواضع من كتابه منه الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقوله ليستيقن الذين اوتوا كتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم موضعان اخران قد ذكرناهما في الباب الاول فاتبع اهل السنة هذه الايات وتأولوها ان الزيادات ان الزيادات هي ان الزيادات هي الاعمال الزاكية. واما الذين رأوا الايمان قولا ولا عمل فانهم ذهبوا الى في هذه الايات الى اربعة اوجه. احدها ان قالوا اصل الايمان الاقرار بمجمل الفرائض مثل الصلاة والزكاة وغيرها والزيادة بعد هذه الجمل وهو ان تؤمنوا بان هذه الصلاة المفروضة هي خمس وان الظهر اربع ركعات والمغرب ثلاث وعلى هذا رأوا سائر الفرائض. والوجه الثاني ان قالوا اصل ايمان لاقرار ما جاء من عند الله والزيادة تمكن من من اه تمكن من ذلك الاقرار. والوجه الثالث ان قالوا الزيادة في الايمان الازدياد من اليقين والوجه الرابع ان قالوا ان الايمان لا يزداد ابدا ولكن الناس يزدادون منه وكل هذه الاوقات لم اجد لا مصدقا في تفسير الفقهاء ولا في كلام العرب فتفسير ما ذكرناه عن معاذ رضي الله عنه حين قال اجلس بنا نؤمن ساعة فيتوهم على مثل ان يكون لم يعرف الصلوات الخمس وبلغ ركوعها وسجودها الا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فضله النبي صلى الله عليه وسلم على كثير من اصحابه في العلم بالحلال والحرام ثم قال يتقدم يتقدم العلماء هذا لا يتأوله احد يعرف معاذا رضي الله عنه. واما في اللغة فان لم نجد المعنى فيه يحتمل تأويلهم. وذاك وذلك رجل اقر رجل بالف درهم له عليه ثم بينه ثم بينها فقال مئة مئة منها في جهة كذا ومئتان في جهة كذا حتى استوعب الالف ما كان هذا تسمى زيادة وانما يقال له تلخيص وتفصيل. وكذلك لو لم يلخصها ولكنه ردد ذلك الاقرار مرات. ما قيل له زيادة ايضا انما وهو تكرير واعادة لانه لم يغير المعنى الاول ولم يزد فيه شيئا. فاما الذين قالوا يزدادوا من الايمان لا ولا يكون الايمان هو الزائد فانه مذهب غير موجود لان رجلا لو وصف ما له فقيل هو الف ثم قيل انه ازداد مئة بعدها ما كان له معنى يفهمه الناس الا ان يكون المائة هي الزائدة على الالف وكذلك سائر الاشياء فالايمان مثلها لا يزداد الناس منه شيء الا كان ذلك الشيء هو الزائد في الايمان. واما الذين جعلوا الزيادة الزيادة اليقين فلا معنى لهم لان اليقين من الايمان فاذا كان الايمان عندهم كله برمته انما هو الاقرار ثم استكمله هؤلاء المقرون باقرارهم افليس قد احاطوه باليقين من قولهم فكيف يزداد من شيء قد استقصي واحيط به؟ ارأيتم رجل نظر الى النهار بالضحى حتى حاط عليه كله بضوءه هل كان يستطيع ان يزداد يقينا بانه نهار؟ ولو اجتمع عليه الانس والجن هذا يستحيل ويخرج مما يعرفه الناس تسمية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد بعد هذا الباب من مباحث الايمان التي يذكرها اهل العلم ببيان معتقد اهل السنة والجماعة فيها بخلاف ما عليه اهل البدع واهل الضلال. وهي مسألة الاستثناء. ومعنى الاستثناء هو قوله انا مؤمن ان شاء الله فاذا فهل يجوز المسلم ان يقول انا مؤمن ان شاء الله هي مسألتنا هي مسألتنا هذه فالمبتدعة بجميع طوائفهم لا يرون الاستثناء في الايمان بمعنى ان بل قال ان شاء الله انا مؤمن فانه بهذا القول انتفى ايمانه. وخرج من دائرة الايمان لماذا؟ قال لانه باستثنائه دخل في دائرة الشك. لانه يقال ان شاء الله واستثنى اصبح شاكا في ايمانه. فزعم ان استثناءه مبطلا لايمانه. ولاجل هذا منعوا من الاستثناء. وهذا القول ليس بصحيح. هذا القول من الاقوال المبتدعة وقد ذكرنا سابقا ان سبب ضلال هؤلاء انهم رأوا ان الايمان لا يتبعون. وانه شيء واحد اذا ذهب بعضه ذهب كله. وانه لا يزيد ولا ينقص. بخلاف مذهب اهل السنة والجماعة فان الايمان شعب يزيد وينقص ويلمس ذلك الانسان من نفسه. فانت ترى في نفسك وقتا وقد امتلأ صدرك انشراحا وطمأنينة ويقينا ورغبت نفسك في العمل الصالح وطاقت واشتاقت الى ان تطيع ربها. ويأتي على قلبك على نفسك احيان لا يثقل عليك العمل الصالح. ويشق عليك طاعة ربك سبحانه وتعالى. وهذا نقصانه والايمان انما يزيد بكثرة الطاعات. كما انه ينقص بكثرة المعاصي. فالحسنة تقول اختي اختي والسيئة اختي اختي ولذا تجد العبد كلما اقبل على الله عز وجل كلما اصبحت الطاعة له لذة وطمأنينة كما قال تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب. وهذه النفس المطمئنة النفس المطمئنة هي التي تحظك على الخير وتأنس به وتفرح به. بخلاف النفس الأمارة التي تأمرك بالشر وتنهاك عن طاعة الله عز وجل وبينهما نفس لوامة وهي التي تفعل المعصية ثم تلومك على فعل او الوقوع فيها. فهذه مسألة وهي مسألة الاستثناء في الايمان الذي عليه عامة اهل السنة بل هو بشبه اتفاق بينهم ان الاستثناء في الايمان من جهة تحقيق العمل والاتيان به انه انه جائز وانه لا ينكر على قائله بمعنى انا مؤمن من جهته هل اتيت جميع الاعمال الصالحة تقول ان شاء الله فمن الناس من يصلي لكن صلاته ليست كالصلاة الكاملة. فيقول ان شاء الله اني صليت الصلاة التي ترضي ربنا مع انه صلى حقيقة لكنه اراد الاستثناء من اي شيء انه اتى بجميع اركانها وجميع واجباتها واتى ايضا بسننها ومستحباتها فالصلاة كما قال ابن حبان فيها اكثر من اربع مئة سنة. اربع مئة سنة في الصلاة فهل اتيت على هذه السنن كلها؟ لا شك ان كثيرا منا لا يأتي بها ومقصر بل مقصر في كثير من واجباتها واركانه الا من رحم ربي سبحانه وتعالى. فاذا كان هذا في جزء من العمل ومن الايمان فكيف بالايمان كله. ولذا الامام احمد رحمه الله تعالى يرى ان الاستثناء انما هو فيه شيء في الاتيان بالعمل في الاتيان بالعمل. وهناك استثناء ايضا بمعنى المآل. وهذا وان كان يوافقنا عليه اهل البدع المال بمعنى انه يموت على الايمان بعض اهل البدع يقول يستثنى من جهة المآل لا من جهة العمل اما اهل السنة اذا ارادوا الاستثناء انهم يريدوا باي شيء يريده انه لم يأتي بالعمل الذي يستحق به اسمه الايمان المطلق وقد مر بنا ان الايمان المطلق هو من اتى باركان واجباته فهذا الذي حقق الايمان المطلق. اما مطلق الايمان فهذا يوصف به كل من كان معه اصل الايمان اصل الايمان ولذا الايمان الذي يتعلق بالقلب ويتعلق بالقول قال كثير من اهل العلم انه لا انا مؤمن بمعنى اني مقر مصدق باني بان الله عز وجل هو ربي والهي ولا يقول ان شاء الله في هذا المقام الا على وجه الا على وجه التبرك فقط وليس على وجه وليس على وجه انه هل اتى بها او لم يأتي به؟ فما كان يتعلق باصل الايمان فلا استثناء فيه وما كان تتعلق بالعمل فانه يستثني فيه عند اهل السنة. ولذلك كان جماعة من اهل السنة لا يرون السؤال اصلا. لا يرون السؤال اصلا بمعنى ان انت مؤمن ويرون ان هذا السؤال في اصله بدعة وانه من محدثات اهل البدع التي احدثوها في في ازمانهم والا لا يعرف ان احد فليسأل انت مؤمن او انت غير مؤمن؟ لان المؤمن يظهر ايمانه باي شيء باعماله الصالحة بالنطق بالشهادتين ومحاضرة الصلوات واتيانه باركان يسمى مؤمن يسمى مؤمن ما لم يتلبس بكبيرة من كبائر الذنوب. فهنا قال رحمه الله تعالى قال الاستثناء في الايمان الاستثناء وفي الايمان ثم قال ابو عبيد حدثنا يحيى بن سعيد هو القطان عن ابي الاشهب عن الحسن قال رجل عند ابن عند ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انا مؤمن فقال مسعود افانت من اهل الجنة؟ لان كل من كان مؤمنا فهو من اهل الجنة حتما من مات على الايمان فنقطع له انه من اهل الجنة لكن من يعلم ان من مات على الايمان افانت من اهل الجنة؟ قال ارجو فقال مسعود رظي الله تعالى عنه افلا وكلت الاولى وكلت الاخرى بمعنى عندما قلت لك انت من اهل الجنة قال ارجو ان تكون الجنة لماذا؟ لانه لا يستطع ان يقطع انه من اهل الجنة. فقال الا الاولى اي قولك انا مؤمن لو قلت انا مؤمن ان شاء الله كما وكلت الاخرة انك ترجو ان تكون مؤمنا ان ان ترجو ان تكون الجنة فاصبت فهذا معنى هذا اعلى ما في باب الاستثناء ان قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يدل على انه يرى الاستثناء مع انه لم يصرح بذلك لكنه اراد معناه حيث عندما قال رجل انا مؤمن لم يسأل ابن مسعود لم يسأله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وانما ذلك الرجل قال من قبل نفسه انا مؤمن انا مؤمن. فقال له عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه افانت من اهل الجنة لانه اذا وصى نفسه بالايمان حكم لنفسه بان انه من اهل الجنة فقال ارجو فقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه افلا وكلت الاولى اي قلت انا مؤمن ان شاء الله او ارجو ان اكون مؤمنا كما وكلت الاخرى. وهذا الاسناد وان كان في اسناد انقطاع الا انه قد صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ذلك كما جاء في الاثر الذي بعده هو قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان ابن سعيد عن الاعمش عن ابي وائل قال جاء رجل الى ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فقال بينما نحن سيد لقينا ركبا فقلنا من انتم فقالوا نحن المؤمنون. فقال اولا قالوا ان من اهل الجنة وهذا اسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. اي عند نحن المؤمنون وزكوا انفسهم بهذا القول قال افلا قالوا افلا قالوا انا من اهل الجنة لان المؤمن لان المؤمن هو من اهل واللي قال نحن المسلمون المسلم اوسع دائرة من دائرة الايمان. فالمسلم يدخل فيه اصحاب الكبائر ويدخل فيه اصحاب الذنوب والصغائر اما المؤمن المطلق فلا يدخل فيه صاحب الكبيرة. صاحب الكبيرة لا يدخل في مسمى الايمان المطلق وان كان يدخل في مطلق بمسمى مطلق الايمان. ولذلك قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وجاء ايضا ان العبد اذا زنا اذا زنا العبد ارتفع الايمان منه حتى يكون فوقه كله فان تاب ورجع رجع له الايمان وان مات مات غير مؤمن ولا يعني هذا تكفيره بهذا الذنب والا يعنى ان الايمان المطلق الذي يوصف به اهل الايمان انه لا يوصف بهذا الرجل. وايضا دليل انه لو مات لو مات على حال هذه انه انه لا يدخل الجنة ابتداء لا يدخل الجنة فداء لانه ليس مؤهلا ان يكون من الجنة حتى حتى يعرض اما اما ان يعفو الله عز وجل عنه ويدخله الجنة واما ان اعاقة في النار يمحص في النار ثم يدخل الجنة بخلاف المؤمن فان المؤمن ابتداء يدخل الجنة اذا مات على الايمان وهو لم يتلبس فانه يدخل الجنة ابتدال. واما كل وعيد جاء في كتاب الله بالنار لاصحاب الكبائر فانه لا يدخل فيه المؤمن الايمان المطلق عندما يدخل فيه من معه مطلق الايمان او يكون ايمانه قد انتقض من اصله فيكون كافرا بذلك نسأل الله العافية والسلامة. فهذا الاثر المسعود اسناده صحيح ويدل على ان الرجل يقول ارجو انني مؤمن. ومعنى ارجوا هنا اي انني اتيت بالعمل الذي يصلح معه ان يكون محققا للايمان الكامل. قال ابو عبيد حدثنا يحيى بن سعيد ايضا وهو وهو ومحمد بن جعفر عن شعبة بن الحجاج عن سلمة بن عن سلمة بن كهيلة ابراهيم النخعي عن علقمة النخعي قال قال رجل عند عبد الله بن مسعود انا مؤمن فقال عبدالله فقل اني في الجنة ولكن امنا بالله وملائكته وكتبه ورسله اي ان هذا القول لا نشك فيه نحن نعم مؤمنون بالله برسله وبملائكته وكتبه لا نقول ان شاء الله في مثل هذا لانه يدخل اي شيء في التصديق والاقرار بهذه الامور الاربع بل ايضا في القول لا لا يقول الانسان انا وبالله ان شاء الله بل انا مؤمن واجزم بذلك انا اؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم واجزم بذلك كل ما يتعلق الاعتقاد لا يدخله ان شاء الله لا يدخله لا يدخل استثناء اي كل ما يتعلق باقوال القلوب نقول فيه نحن مؤمنون ولا وما يتعلق باعمال القلوب واعمال الجوارح يدخله الاستثناء. اذا الظابط ما يتعلق بالقول الذي هو اعتقاد القلب وقول اللسان لا يقال فيه ان شاء الله وما يتعلق باعمال القلوب واعمال الجوارح يستثنى فيه بقول ان شاء الله لماذا؟ لان الاعمال كثيرة ولا يدرى اتى بها كلها او لا؟ اتى بها كلها او لا؟ فهذا الاثر اسناده صحيح لا اسناده صحيح بل هو على الصحيحين فرجاله كلهم ثقات. ذكر بعض اهل العلم الا ان اهل السنة يستثنون في اوجه انه يسكن في عدة اوجه الوجه الاول يستثنى انه يستثني لان لا يزكي نفسه. هذا موضع من مواضع الاستثناء. يقول ان شاء الله دفعا لتزكية النفس انا مؤمن ان شاء الله دفعا لتزكية انه يزكي نفسه بالايمان المطلق. انه يستثني لانه لا يدري اقبل منه عمله او لا بمعنى يستثني من باب الاتيان بالعمل على وجهه الكامل. يستثني ايضا يستثني من خوفا من سوء الخاتمة اي استثناء المال يستثني ايضا فيما آآ يعلم وجوده وتيقنه ولا يشكل من باب تعليق الامور بمشيئة الله اي يستثني فيما بمعنى تبركا تبركا وليس شكا. كما قال تعالى في في آآ عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال تعالى لا تدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين مع انهم الله يعلم انهم سيدخلون ذلك ولكن لكن من باب التبرك قيل. وقيل على عدة معال اخرى. بعد ذلك قال رحمه الله تعالى حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عن محل ابن محرز قال لي ابراهيم اذا قال لك امؤمن انت؟ فقل امنت بالله وملائكتي وكتبي ورسله اي اعرض عن قوله هذا وقل ما يجرك قوله وقولك امنت بالله وملائكتي وكتبي ورسله استثناء في مثل هذا فلا استثناء بما يتعلق قول اللسان وما يتعلق بقول القلب اي اعتقاد القلب. قال ابو عبيد وحدثنا ابن مهدي عن سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنت بالله وملائكتي وكتب ورسله وهذا من باب كراهية السؤال فاعرض عن جوابه بقوله نعم انا مؤمن بالله ورسوله وملائكته وكتبه لان هذا لا شك فيه ولا استثناء فيه اما من جهة العمل هل انت مؤمن اتيت بجميع الاعمال؟ تقول ان شاء الله لانك لا تدري هل اصبت جميع ما يريده ربنا سبحانه وتعالى؟ وهل اعمالك هذه مقبولة او لا فهنا يقال ارجو ان شاء الله وقال رجل لعلقمة امؤمن انت؟ فقال ارجو ان شاء الله اني مؤمن. قال ابو عبيد ولهذا كان يأخذ سفيان ومن وافقه الاستثناء فيه وانما كراهتهم عندنا ان ان يبتوا الشهادة بالايمان مخافة ما اعلمتكم بالله تزكية اي انهم لا يريدون تزكية النفس وان الاستكمال لا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى لا يستطيع احد ان يقول انا استكملت امور امور الايمان الامام كثيرة واما على احكام الدنيا فهم يسمون اهل الملة جميعا مؤمنين بمعنى ما يتعلق باحكام الدنيا عندما يقول اعتق نفسا مؤمنة بمجرد ان تذهب الى نفس وتراهم كذا يقول هذه مؤمنة فاعتقها لا اشكال في ذلك. فمن باب احكام الشرع يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا اذا قمتوا الى الصلاة فاغسلوا يدخل فيها جميع المسلمين فيدخل في هذا الوصف جميع المسلمين لانه من باب الاحكام يدخل في خطابه كل من نطق بالشهادتين واسلم لله عز وجل يدخل في قوله يا ايها الذين امنوا فقول يا ايها الذين ما كان خطابا شرعيا دخل فيه اصحاب الكبائر ودخل فيه اصحاب الصغائر لان الايمان هنا المراد به من معه مطلق الايمان وليس الايمان المطلق ما يتعلق باحكام الشريعة ومخاطبة ومخاطبة الخلق للشرائع يدخل فيه من كان معه مطلق الايمان وليس الايمان المطلقة. بمعنى فاذا دخل من هو من معه مطلق الايمان دخل من باب اولى من معه الايمان المطلق. فعندما نقول يا ايها الذين اذا قمت الى الصلاة لا يقول اي انني لم اخاطب بهذا الخطاب وانما يخاطب به اهل الايمان الكامل. نقول له انت مخاطب ولو كنت من افجر خلق الله عز وجل. لان اسم مال يصدق عليك كما ذكرت انه ان الايمان المطلق يطلق على من؟ على من لم يتلبس بكبيرة واما مطلق الايمان فيطلق على على من تلبس بالاسلام. فكل مسلم لابد ان يكون معه اصل الايمان ولابد يكون على مطلق مطلق الايمان فقوله هنا قال واما على احكام الدنيا فانهم يسمون اهل الملة جميعا مؤمنين كما وقال سفيان الناس عندنا مؤمنون في الاحكام والمواريث. لا يرث مؤمنا كافرا لا يأتي ات ويقول يعني قد يتصور شخص عالم او شخص قرأ شيء من هذه الكتب ثم يقول لاخيه الذي الذي هو متلبس بمنكرات او يشرب الخمر او او يفعل الزنا ومات والديه قال انت لا ترث والد لان المؤمن لا يرث لا يرث الا مؤمن وانت لست مؤمن نقول في احكام المواريث وفي تكاليف الشرع يدخل فيها كل من كان معه اصل الايمان اصل الايمان ولا يخرج من هذا الخطاب الا الكفرة الا الكفرة. فهذا قول سفيان الناس عندنا مؤمنون في الاحكام والموارد والمواريث ونرجو ان يكونوا كذلك ولا ندري ما حالنا عند الله قال ايضا واما يقول هنا لان ولايته وذبائحهم وشهاداتهم ومناكحتهم. قال لانه حياتهم وذبائحهم وشهاداتهم ومناكحاتهم وجميع سننهم انما هي على الايمان ولهذا كان الاوزاعي يرى الاستثناء وتركه جميعا واسعين ما عندنا مذهب الاوزاعي مذهب خلاف هذا الاوزاعي يذهب الى انه يكره السؤال عن اي لا تقل انتظر ان شاء الله وكاد يرى ان هذه من البدع المحدثة وان السؤال به بدعة وان السؤال به بدعة وان السؤال بهذا السؤال لا يجوز من باب دفع لهذه المحدثة. قال ابو عبيد حدثه حمد كثير العبد عن محمد ابن كثير قال حدثنا عن الاوزاعي قال الاوزاعي من قال انا مؤمن فحسن. ومن قال انا مؤمن ان شاء الله فحسن. لقول الله عز وجل لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين. وقد علم انهم وقد علم انهم داخلون. هذا الاسناد في محمد ابن كثير وقد وقد استنكر الامام احمد روايته عن الاوزاعي وضعفه بسببها ظعفا كثيرا. لانه كثير الاصل فيه انه ثقة لكن اذا روى عن الاوزاعي او روى عن معمر ابن راشد الازدي فانه يأتي من عجائب يأتي بالعجائب ويضعف في هذين الرجلين على وجه الخصوص. قال احمد يروي اشياء من كرة قال وهو منكر الحديث. وقال ابن عدي لا يتابع لا يتابع عليه احد بمعنى انه يتفرد الاوزاعي باشياء لا يتابعه عليها اصحاب الاوزاعي. والمحفوظ على الاوزاعي انه قيل له امؤمن انت؟ قال قال ان المسألة عما سئل من ذلك بدعة. عندما سئل اه قال الاوزاعي في الرجل يسأل. قال الاوزاعي في الرجل يسأل امؤمن انت قال ان المسألة عما سئل من ذلك بدعة. والشهادة عليه تعمق. ولم نكلفه. ولم نكلفه دينا ولم يكلفه دينا اي لم نكلف بهذا في ديننا ولم يشرعه نبينا عليه افضل الصلاة واتم التسليم ليس لمن يسع عن ذلك فيه الا مثل القول فيه الا مثل القول فيه جدل او المنازعة فيه حدث وهزء بمعنى انه يذم ذلك يكرهه رحمه الله تعالى. قال وهذا عندي على مذهب الاوزاعي القاه ابو ابو عبيد القاسم يرى ان الاوزاعي يذهب الى السعة في ذلك. يجوز له ان يقول انا مؤمن ان شاء الله. ويجوز ان يقول انا مؤمن ولا يستثني. لكن اذا قال فانا مؤلم استثني فانه يريد بذاك اي شيء اصله الذي هو قول القلب او قول اللسان اما ما يتعلق اما ما يتعلق بكماله والاتيان باعماله فهنا لابد ان يقول ان شاء الله قال وهذا عندي وجه حديث عبد الله حين اتاه اتاه يصاحب معاذ فقال الم تعلم ان الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث اصناف مؤمن ومنافق وكافر من ايهم كنت؟ قال من مؤمنين وهذا الباب كما ذكرنا انه من باب الاحكام ومخاطبة الناس فان الناس بين مؤمن وكافر ومنافق فيدخل في المؤمن الفاسق والصالح يدخلون في مسمى الايمان. والمنافق الذي يظهر الايمان ويبطن الكفر والكاب الذي اظهر كفره فقول من المؤمنين اي انني انني ممن دخل في الايمان وامن بالله ورسوله واليوم الاخر والمراد هنا من المؤمنين اي ممن دان بهذا الدين ممن دان بهذا الدين بمعنى انا مسلم ادين بدين اهل الاسلام. قال فاما الشهادة بها عند الله فانه كان فانه كان عندنا اعلم بالله واتقى له من ان يريده فكيف يكون ذلك؟ والله يقول فلا انفسكم هو علم للتقى. اما بالاخرة فلا يقطع لاحد انه بجنة ولا بنار من اهل الاسلام. من اهل الاسلام لا يجوز ان يقال لمن مات من المسلمين انه في الجنة او هو في النار وانما وانما يقال يرجى للمؤمن انه من اهل الجنة ويرجى ويخشى على الفاسق والفاجر انه من اهل النار. اما الكفرة الذين ماتوا على الكفر فهؤلاء يقال فيهم انهم في النار نسأل الله العافية والسلامة. قال والشاهد على ما نظنه كانه كان قبل هذا لا يقول انا مؤمن على تزكية ولا على غيره ولا نراه انه كان ينكر على قائله باي وجه كان انما كان يقول امنت بالله وملائكتي وكتبي ورسله لا يزيد على هذا اللفظ وهو الذي كان هذا به ابراهيم وطاووس وابن سيرين اي ان جماعة من السلف كانوا اذا سئلوا امؤمن انت ماذا يقولون؟ امنا بالله وملائكته كتبه ورسله ويكتفون بهذا اي اننا مؤمنون نؤمن بالله ونؤمن رسله وملائكته وكتبه واليوم الاخر. قال قال قال ابو عبيد فان كان الاصل محفوظا عنه فهو عندي على ما اعلمتك وقد رأيت يحيى ابن سعيد ينكره ويطعن في اسناده. لان اصحاب عبدالله على خلافه. اي لان اصحابه عبد الله على خلافي. وكذلك انكره الامام احمد كما جاء في السنة للخلاط قال حسن بن محمد انه سأل بعبدالله انه سأل الامام احمد ايصح قول الحارث بن عميرة ان ابن مسعود رجع عن استثناء؟ فقال لا يصح لا يصح كذلك اصحابه يعني على الاستثناء ثم قال سمعت حجاجا عن شريك عن الاعمش ومغيرة عن ابي وائل ان بلغه قول قول ان حائكا بلغه قول عبد الله قال زلة عالم يعني حيث قال انه قال ان مؤمنون يقال الا سألتموهم افي الجنة هم وانكر احمد قولي قولي رجع للاستثناء انكارا شديدا. قال كذلك اصحاب يقولون بالاستثناء بمعنى ان ما ورد عن مسعود رضي الله تعالى انه كان لا يرى الاستثناء انه قول باطل غير محفوظ عنه رحمه الله تعالى وانما المحفوظ عن مسعود واصحابه انهم يقولون ان شاء الله نحن مؤمنون. واما القطع بذلك فلم يثبت عنهم ذلك بل نص الامام احمد وكذلك اسحاق والحميدي ان من لا يرى الاستثناء انه مرجع كان احمد يذهب الى ان الذي لا يرى الاستثناء قال فهو مرجع. ذكر ذلك حرب الكرمان في عقيدته. وروى ابن وروى ابنه عبد الله في السنة قال كان الاعمش ومنصور ومغيرة وليث وعطاء واسماعيل نبي خالد وعمارة بن القعقاع وعمر بن القعقاع والعلاء بن المسيب بن شبرم وسفيان وابو يحيى صاحب الحسن وحمزة الزيات وغيرهم يقولون نحن مؤمنون ان شاء الله ويعيبون على من لم يستثني وقال الحرب في سنته قال سفيان من قال انا مؤلم استثني فهو مرجع اذا نص سفيان ونص الامام احمد واسحاق ابن راهوية حميدي عبد الله بن الزبير على ان الذي لا يستثني في ايمانه فهو مرجع. وقولهم هذا عليه شيء على الايمان يتعلق بالاعمال. اما ما بالقول قول القلب واللسان فانهم يقولون نحن مؤمنون ولا يستثنون. وقد قال ابن بطة فليس يخالف الاستثناء في الايمان ويأبى قبوله الا رجل خبيث. مرجئ ضال قد استحوذ الشيطان على قلبي نعوذ بالله يقول ذلك ابن بطة في الادارة الكبرى. ثم قال رحمه الله تعالى وكذلك نرى مذهب الفقهاء الذين كانوا يتسمون يسمون الاسم الاسم الى استثناء فيقول نحن مؤمنون منهم ابو عبدالرحمن السلمي وابراهيم التيمي وعو بن عبدالله ومن بعدهم مثل عمر بن ذر اتصلت بالمحراب لمصعب ابن كتاب ومن نحى نحو منا ما هو عندنا منهم على الدخول في الايمان لا على الاستكمال. الا ترى ان الفرق بينه وبين إبراهيم ابن سيرين وطاؤوس انما كان هؤلاء كانوا لا يتسمون به اصلا وكان الاخرون يتسمون به فاما على مذهب من قال كايمان الملائكة هذه مسألة اخرى ذكر هنا عمر ابن ذر الهروي مصعب وهؤلاء كلهم ممن اتهم بالارجاء كلهم كان مشعل متهم بالارجاء وعمر بن ذر ايضا متهم بالارجاء. وقولهم انهم لا يرون استثناء هذه بالعقائد المرجية. هذه من عقائد فهنا ابو عبيد رأى ابو ابو عبيد القاسم يرى ان قولهم هذا انما هو لا على انما في الدخول لا على وجه الاستكمال اي انهم يرون نحن مؤمنون دون استثناء في اصل الدخول اي في دخوله في الايمان يقول انا مؤمن ولا يستثني لا على الاستكمال وهذا استعظاما واستبعادا منه لاجلالهم انهم يراهم عظماء في قلبه فمنع من ذلك حتى حتى حمل قوله عليه شيء على انهم يقولون لك في الدخول لا في الكمال وهذا من باب من باب تعظيمهم رحمه الله تعالى والا والا هؤلاء يسمون مرجاة الفقهاء ومرجاة الفقهاء لا يرون دخول الاعمال في مسمى الايمان وهم ايضا لا يرون الاستثناء الا على وجه اي شيء على وجه الخاتمة انه يموت على الايمان. واما اهل السنة فيقول نحن نحن مؤمنون ان شاء الله من جهة العمل اي الاستثناء من جهة العمل لا من جهة القول والاعتقاد. قال فاما على مذهب من قال كايمان الملائكة والنبيين فمعاذ الله ليس هذا طريق العلماء. ولا شك ان ابا حنيفة ومصعب بن كداب وعمر بن ذر وهؤلاء ليسوا على هذا المذهب الذي هو قول غلاة المرجية لان غلاة المرجية يذهبون لاي شيء ان الايمان هو المعرفة وان معرفة افجر خلق الله كمعرفة جبريل عليه السلام وان تصديق افجر خلق الله كتصديق كتصديق جبريل عليه السلام فهؤلاء هم غلاة المرجية ومنهم شاعرة فالاشاعرة يرون ان الايمان هو التصديق ان الايمان هو التصديق. ويرون الناس فيه سواسية كامش كتساوي رؤوس المشط المشط الان رؤوس متساوية قالوا كذلك الناس فيه على هذه الدرجة. فاما على مذهب من قال كايمان والنبيين فمعاذ الله ليس هذا طريق العلماء. ليس هذا طريق العلماء. وقد جاءت كراهيته مفسرة عن عدة منهم. قال ابو عبيد عندما ذكر قول جويبر عن الضحاك انه كان يكره ان يقول رجل انا على ميكائيل وايضا ذكر عن ابن مليكة انه قال ادركت ثلاثين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه ما منهم من يقول انا على ايمان جبريل وميكائيل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن المليكة ادركتهم وهم يخشون النفاق على انفسهم بل قال الحسن البصري لا يأمن النفاق الا منافق. ولا يخشاه الا الا مؤمن. فاذا خفيت النفاق فاعلم اما علامة ايمانك واذا امنت النفاق فاعلم انها علامة نفاقك نسأل الله العافية والسلامة. ولذا قول الظحاك هنا انه قال انه قال انه كان يكره ان يقول الرجل انا على ايمان جبريل وميكائيل. وقال ابو عبيد حدثنا سيد الحكم ابن مريم المصنع النافع النافع بن عمر الجمحي قال سمعت ابن ابي مليكة وقاله انسان ان رجلا من مجالسيك يقول ان ايمانه كايمان جبريل فانكر ذلك وقال سبحان الله سبحان الله. والله لقد فظل جبريل في الثناء على محمد صلى الله عليه وسلم. فقال انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم منه مع هذا لا يقال ان ابن ابي مليكة يفضل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذه مسألة تقدير الانبياء على الملائكة وتفضيل ملك الانبياء هي مسألة حادثة واول من تكلم فيها محمد بن كعب واخذ بن عبد العزيز ان الانبياء افضل من الملائكة وان افضل الخلق واكرم الخلق على الله عز وجل هو محمد صلى الله عليه وسلم لكنه اراد ان الله مدحه في كتابه فقال انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع تم امين وما صاحبكم مجنون. فمدح جبريل وزكى محمد صلى الله عليه وسلم انه ليس بمجنون صلى الله عليه وسلم. فهذا وجه ان الله فضله بهذا الثناء وليس معناه التفضيل المطلق. قال ابو عبيد حدثنا عن ميمون بهران انه رأى جارية تغني كارية وتغني تاما تغني اي تنشد وتحدو فقال من زعم ان هذه مع انها اظهرت شيء من ايش؟ من هكا على على ايمان مريم بنت عمران فقد كذب. اتشبه هذه الجارية المغنية التي تغني سواء كانت عند غيرها او عند تغني عند عند غير عند رجال اجانب او عند او عند سيدها فمن زعم ان ان هذه ايمانك ايمان مريم فقد كذب. مريم البتول العذراء التي زكاها ربنا سبحانه وتعالى واثنى عليها اتجعل مثل هذه الجالة تغني شتان بينهما صدق رحمه الله ثم قال ايضا وكيف يسع احد كيف يسع احدا ان يشبه البشر الملائكة؟ وقد عاتب الله المؤمن في غير موضع من كتابه اشد العتاب. واوعدهم طلب الوعيد ولا يعلم ولا يعلم فعل بالملاك من ذلك شيئا. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراضي اي ان الله عز وجل ذكر بني ادم وذكر فيه من الظلم وذكر فيه من الفسوق والفجور الشيء الكثير وليس هذا ايضا وليس هذا ايضا مذكور الملائكة بل الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. والله خلق الملائكة عقل بلا شهوة وخلق الانسان شهوة شهوة عقل بشهوة واما من جهة التفضيل فلا شك ان صالح بني ادم افضل من الملائكة واما الملك هم افضل الفجرة افضل من فسقة بني ادم. فالذي يفضل على الملائكة هم الرسل والانبياء والصديقون لذلك الملائكة تدخل من كل باب تقول لهم سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقيوا الربا ان كنتم مؤمنين. فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. يا ايها الذين لما تقولون ما لا تفعلون وسماهم؟ وسماهم مؤمنون نهاه من يقول ما لا يفعلون. وقال الم يا الذين لم تخشى قلوب ذكر الله وما نزل للحق. ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسق وليس هذه الاوصاف وليس وليست هذه الاوصاف في شيء من الملائكة ولا يعرف الملائكة من وصى بهذه الاوصاف بل وصف الله عز وجل انهم لا يعصون الله ما امرهم وانهم لا يكترون من عبادته وذكره لا ليلا ولا نهارا وان السماء ابطت وحق لها امتار ليس فيها موضع شبر الا وملك ساجد وملك راكع كل يقول يسبح الله ويعظمه ويزكي ويدعوه ويصلي له سبحانه وتعالى قال فاوعدهم النار في اية واذنهم في الحرب في اخرى وخوفوا بالمقت في ثالثة واستبطأهم في رابعة وهم في هذا كله يسميهم مؤمنين كما تشبه فما تشبهوا فما تشبه هؤلاء فما تشبه هؤلاء من جبريل مع مكانه من الله عز وجل اني لخائف ان يكون هذا من الافتراء على الله والجهل والجهل بكتابه. وهذا يا رأيك وهذا يدل على ان ابا عبيد يميل الى ان الملائكة افضل من صالح بني ادم لكن يقال فيه انه اراد وبهذا ان صالح ان الملائكة افضل ممن تلبس بالفسق والفجور من بني ادم وليس التفضيل المطلق للملائكة على جميع على جميع المؤمنين. قال شيخ الاسلام في هذا الاعتقال ان السلف كالاولين كان يتلاقى بينهم اي ان صالح البشر افضل الملائكة من غير نكير منهم لذلك ولم يخالف احد منهم في ذلك عندما ظهر الخلاف بعد ان تشد بعد ان تشتت الاهواء باهلها وتفرق وتفرق الاراء قد كان ذاك المستقر كأن شيخ سيعمل اي شيء كأن شيخ الاسلام يقول ان الاجماع منعقد على تفظيل صالح بني ادم على الملائكة وان هذي مسألة يسلم بها عند السلف ولا يعرف فيها خلاف حتى جاء المعتزلة وجاء اهل البدع فوجد من يقول بخلاف ما كان عليه السلام وهذا هو الراجح ان ان صالح بني ادم افضل من الملائكة ومنهم من يقول ان صالح ادم افضل ملائكة مآلا والملائكة افضل حالا. اي في الحال هو الافضل. لكن الراجح ان الله وانبياؤه افضل الملائكة لان لان الملائكة خلقت عقول بلا شهوة واما بنو ادم فخلقوا عقول بشهوة ولا شك ان الذي يجاهد نفسه على ترك المعصية ويبتعد عن ذلك ليس كحال من يتركها جبلة هناك من هناك هو هو جبل على الا يعصي الله عز وجل. ولا شك ان من جبل على ذلك لا يأكل ولا يشرب ولا ينكح. ليس حالك حال من زرعت فيه الشهوة وهو يخطبها بخطاب التقوى وبزاد الايمان. ثم ذكر باب زيادة الايمان ونقصانه ونقف على هذا الباب والله تعالى اعلم