الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين قال قال المصنف او الجامع حفظه الله باب من جعل ايمان المعرفة بالقلب وان لم يكن عمل. قال عبيد رحمه الله قد ذكرنا ما كان من مفارقة هؤلاء القوم ايانا في ان العمل من الايمان على انهم ان كانوا لنا مفارقين فانهم ذهبوا الى مذهب قد يقع الغلط في مثله ثم حدثت فرقة ثالثة شذت عن الطائفتين جميعا ليست من اهل العلم ولا الدين. فقالوا الايمان معرفة بالقلوب بالله وحده وان لم يكن هناك كقول ولا عمل وهذا منسلخ عندنا من قول اهل الملة الحنيفية لمعارضته لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالرد والتكذيب. الا تسمع قوله قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل. الاية. فجعل القول فرضا حتما. كما جعل معرفته فرضا لم يرضى بان يقول اعرفوني بقلوبكم. ثم اوجب مع الاقرار الايمان الايمان بالكتب والرسل كايجاب الايمان. ولم اجعل لاحد ايمان الا بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به. فقال يا ايها الذين امنوا وامنوا بالله ورسوله. وقال فلا وربك لا يؤمنون حتى فيما شجر بينهم وقال الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. يعني النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجعل الله معرفة به اذ تركوا الشهادة له بالسنتهم ايمانا. ثم سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله في اشياء كثيرة من هذا لا تحصى. وزعمت هذه الفرقة ان الله رضي منهم بالمعرفة ولو كان امر الله ودينه على ما يقول هؤلاء ما عرف الاسلام من الجاهلية ولا فرقت الملل بعضها من بعض اذ كان يرضى منهم بالدعوة على غير اظهار الاقرار بما جاءت به النبوة والبراءة مما سواها. وخلع الانداد والالهة بالالسنة بعد القلوب. ولو كان هذا يكون به مؤمنا ثم شهد رجل بلسانه ان الله ثاني اثنين. كما يقول المجوس والزنادقة او ثالث ثلاثة كقول النصارى وصلى للصليب وعبد النيران ما بعد ان يكون قلبه على المعرفة بالله لكان يلزم قائل هذه المقالة ان يجعله مؤمنا مستكملا للايمان كايمان الملائكة والنبيين فليلفظ بهذا احد يعرف الله او مؤمن له بكتاب او رسول وهذا عندنا كفر لن يبلغه ابليس فمن دونه من الكفار قط باب ذكر ما عابت به العلماء من جعل الايمان قولا بلا عمل وما نهى عنه من مجالستهم. قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا محمد ابن كثير عن الاوزاعي عن يحيى ابن ابي عمرو السيباني قال قال حذيفة رضي الله عنه اني لا اعرف اهل دينين اهل الدينين في النار قوم يقولون الايمان قول وان زنا وان سرق وقوم يقولون ما بال الصلوات الخمس وانما هما صلاتان قال فذكر صلاة المغرب او العشاء وصلاة الفجر قال فقال ضمرة بن ربيعة يحدثه عن يحيى بن ابي عمرو السيباني عن حميد المقرائي عن حذيفة رضي الله عنه قارن حديث قارن حديث حذيفة رضي الله عنه هذا قد قرن الارجاء بحجة الصلاة. وبذلك وصفهم ابن عمر رضي الله عنهما ايضا قال ابو عبيد رحمه الله حدثني علي ابن ثابت الجزري عن ابن ابي ليلى عن نافع ابن عمر رضي الله عنهما قال صنفان ليس لهم بالاسلام نصيب المرجئة والقدرية. حدثنا ابو عبيد قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلمة ابن كهيل قال اجتمع الضحاك ميسرة ابو البختري فاجتمعوا على ان الشهادة بدعة والارجاء بدعة والبراءة بدعة. قال عبيد رحمه الله حدثنا محمد بن كثير عن الاوزاعي عن الزهري قال ما ابتدعت في الاسلام بدعة اضر على اهلها من هذا الارجاء. قال ابو عبيدة حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن مهدي ابن ميمون عن الوليد ابن مسلم قال دخل فلان قد سماه اسماعيل ولكن تركت اسمه انا على جند ابن عبد الله البجلي فسأله عن اية من القرآن فقال احرج عليك ان كنت مسلما لما قمت قال او قال ان تجالسني او نحو هذا القول. قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن ايوب قال قال لي سعيد ابن جبير غير سائله ولا ذاكرا له او شيئا لا تجالس فلان وسماه ايضا فقال ان كان يرى هذا الرأي. والحديث مجانبة الاهواء كثير ولكن انما قصدنا في كتابنا لهؤلاء خاصة. وعلى مثل هذا قل كان سفيان والاوزاعي ومالك بن انس ومن بعده من ارباب العلم واهل السنة الذين كانوا مصابيح الارض وائمة العلم في دهرهم. من اهل العراق والحجاز والشام وغيرهم زارين على اهل بدع كلها ويرون الايمان قولا وعملا. باب الخروج من الايمان بالمعاصي. احسن الله اليكم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الباب يتعلق بطائفة من المرجئة. وهذه الطائفة هي الجهمية بفروعها الجهمية قالوا ان الايمان والمعرفة. ورجح هذا القول ومال اليه ايضا ابو الحسن الاشعري انه ذهب الى ان الايمان بالقلب فقط. الى ان الايمان مقره ومحله القلب. وزعم ان الايمان هو التصديق ولذا ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في فتاويه ان ابا الحسن الاشعري نصر قول جهم في الايمان وقال الايمان الا مجرد التصديق. الذي في القلب والمعرفة وهذا يقول شيخ الاسلام وهذا اشهر قولي ابي الحسن الاشعري وعليه اكابر اصحابه كالقاضي ابو بكر الباقلاني وابي المعالي وامثالهما. هذا ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية فيما ذكروا في الفتاوى الكبرى في المجلد السابع. فهذا يدل على ان الاشعري مذهبه في الايمان مذهب جهم. الا ان عبارة جهم ان الايمان والمعرفة. وعبارة ابي الحسن ان الايمان والتصديق. والجامع بين هذين القولين ان مرد الايمان الى القلب. فالتصديق قوله والمعرفة ايضا قوله. وقد نقل شيخ الاجماع على من اخرج اعمال القلوب من مسمى الايمان انه كافر. من اخرج اعمال القلوب من مسمى الايمان فهو كافر واعمال القلوب كما ذكرناها سابقا هي الرجاء والخوف والمحبة والخشوع والخشية والانابة والتوكل والخضوع والاخلاص وما شابه ذلك مما تتحرك به القلوب. فان قصر الايمان على القول على قول القلب فقط فهو كافر بالاجماع. واما من قال ان الايمان هو القول والعمل وقصد بالقول قول القلب وعمل عمل القلب فهذا ايضا مسمى الايمان اذا اخرج اذا اخرج قول اللسان وخالف مسمى الايمان اذا اخرج عمل الجوارح. فالمرجئة المرجئة غلاتهم الذين يقصرون الايمان على القلب على قوله هؤلاء نقل الاجماع على كفرهم. واما قالوا الايمان هو القول والعمل وقصدوا بالقول والعمل هو قول القلب وعمله وقول اللسان ولم يدخل لمسمى الاعمال ولم يدخل عمل مسمى الايمان وان اثبتوا الاعمال فهؤلاء بدعهم اهل العلم وظللوهم وجعلوهم صنفا من اصناف المرجئة لكنهم لم يكفروهم بذلك لانهم اثبتوا الاعمال لكنهم جعلوها شرطا من شروط كمال الايمان لا من صحته. وتراهم يدخلون المسمى بمسمى الايمان مجازا لا حقيقة. قال ابو عبيد رحمه الله تعالى في هذا الفصل قال قد ذكرنا ما كان من مفارقة هؤلاء القوم ايانا. في ان العمل من الايمان وهذا يدل على ان ابا عبيد يجانب ويخرج من مذهب اهل السنة كل من قال ان العمل ليس من الايمان. كل من قال ان العمل فليسوا الايمان فابو عبيد يخرجه من مسمى اهل السنة. وهذا يبين لنا ان قوله الذي سبق وهو قول فاختلف العلماء والمنتسبة للعلم الى طائفتين ان انه لا يلزم من من وصف مبتدع بالعلم ان يكون من مذهب من ان يكون من اهل السنة بل وقد يوصف المبتدع بالعلم وهو خارج عن مسمى اهل السنة والجماعة. قالوا على انهم وان قال انا مفارقين فانهم ذهبوا الى مذهب قد يقع الغلط في مثله قال ثم حدثت فرقة ثالثة شذت عن الطائفتين. ليست من اهل العلم الدين وهذا يبين انه قسم المرجعة لثلاث اقسام. القسم الاول اهل السنة. والقسم وصفهم بالعلم لكنهم اخرجوا ايضا عن مسمى اهل السنة. من هم؟ مرجئة الفقهاء. القسم الثالث هم من الذين قالوا الايمان والمعرفة وهؤلاء لم يصفهم بالعلم ولم يذكرهم انما قال شذت عن الطائفين جميعا ليست من اهل العلم ولا الدين. اذا هؤلاء ايش؟ هؤلاء كفرة. ليسوا بمسلمين عند ابي عبيدة حيث اخرجهم من مسمى العلمي ومسمى الدين ايضا. فمن هم هؤلاء؟ قال الذين قالوا الايمان معرفة بالقلوب الله وحده وان لم يكن هناك قول ولا عمل. اذا مرجت ماذا قالوا؟ قالوا هو قول وعمل. قالوا هو آآ وتصديق او قول وتصديق كما مر بنا فيما ذكر من ان الاعمال قول الطائف الثالث ذكرناه قبل قليل وهي قول الا بوب على ذلك بابا وهي قوله تسميم الامام بالقول دون العمل ان الايمان بالقول دون العمل واخرجه المسمى للسنة لانهم اثبتوا اثبتوا القول واثبتوا العمل اثبتوا القول العمل ومراد بالعمل هنا عمل القلوب واقوال القلوب هو قول اللسان واخرجوا مسمى الاعمال مسمى الايمان حقيقة وقالوا هي هي شرط كما ليست شرط صحة. فهؤلاء وصفوا بالعلم واخرجه ابن مسمي اهل السنة. اما الطائفة الثانية التي شذت عن الطائفين جميعا. فيدخل تحتهم الاشاعرة الذين قالوا الايمان التصديق فقط والجهمية الذين قالوا الايمان والمعرفة فقط. قال وهذا منسلخ عندنا من قول اهل الملة الحنيفية لمعارضته لكلام الله ورسوله بالرد والتكذيب. فالله يقول قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل. اذا ربنا يقول قولوا وهؤلاء يقول ايمان لا يلزم منه القول. فكيف يصح ايمانهم وهم ينفون يا مفودة القول بالمسمى الايمان الله يقول قولوا امنا بالله. فجعل القول فرضا حتما كما جعل معرفته فارضى ولم يرضى بان يقول اعرفوني بقلوبكم. هذا الوجه الاول. قال ثم اوجب اقرار الايمان بالكتب والرسل كايجاب الايمان ولم يجعل لاحد ايمانا الا بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به فقال يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فجعل التحاكم ايضا السنة من الايمان. وان من ترك التحاكم الى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فليس بمؤمن. وقال وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم. بمعنى انهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم بصفته صلى الله عليه وسلم. فلم يجعل الله معرفة اليهود لنبينا ايمانا. مع انهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وهم يعرفون الله قبل ذلك. ولو كانت المعرفة كافية في مسمى الايمان لكان اليهود على هذا المعنى من اكمل الناس ايمانا وقائل هذا من اكثر الناس بالاجماع. من وصف اليهود بالايمان وانهم مؤمن بالله فهو كافر بالاجماع بل الذي لا يكفر من هذا قوله فهو ايضا كافر بالله سبحانه وتعالى. ثم سئل ثم قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجعل معرفتهم به اذا تركوا الشهادة له بالسنتهم ايمانا. ثم سئل رسولنا صلى الله عليه وسلم الامام فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله اذا ادلة ابطال هذا القول متواترة متظافرة. نبي عندما سمع الايمان لم يقل الايمان والمعرفة. وانما قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر بالقدر خيره وشره. واخبر باشياء كثيرة من الايمان الايمان بضع وسبعون شعبة. الحياء من الايمان وغير ذلك بل آآ اخبر ان الغيرة من الايمان الغيرة وهي فعل يفعله العبد وهي من الايمان. قال وزعمت هذه الفرقة ان الله رضي منهم بالمعرفة. اذا عرفتم ربكم فانتم المؤمنون ولو كان امر الله ودينه على ما يقول هؤلاء ما عرف الاسلام من الجاهلية. لان اهل الكفر ايضا يعرفون الله ولا ان سألتهم من خلق السماوات والارض؟ ليقولن الله هم يعرفون ربهم ويقرون بان الله خالقهم ورازقهم في اشياء كثيرة فلو كان الايمان والمعرفة ويكتفى المعرفة دون غيرها لما تمايز اهل الاسلام من اهل الجاهلية ولما تمايز اهل اهل التوحيد من اهل الاخرى من اليهود والنصرانية فكلهم يعرفون يعرفون الله عز وجل ولذا قال ولا فرقت الملل بعضها من بعض اذ كان اذ كان يرظى منهم بالدعوة على قلوبهم غير اظهار الاقرار بما جاءت به النبوة والبراءة مما سواها وخلع الانداد والالهة بالالسنة بعد القلوب اي لابد حتى يحقق ان يأتي ما يدل على ذلك. والدعاوى تبقى دعاوى حتى تأتي عليها الادلة والبراهين ولو كان هذا يكون به مؤمنا ثم شهد رجل بلسانه قوله ان الله ثالث ليل كما يقول المجوس والزنادقة او ثاني ثلاثة كما يقول النصارى وصلى للصليب وعبد النيران بعد ان يكون قلبه على المعرفة بالله لكان يلزم قائل هذه المقالة ان يجعله مؤمنا مستكملا للايمان يعني بمعنى لو كانت لو كان الايمان هو المعرفة للزم هذا القائل بهذا القول ان على من شهد انه لو ان شهد لو ادعى رجل بمعرفة الله عز وجل او ادعى رجل انه عرف الله بقلبه سبحانه وتعالى ثم شهد هذا الرجل بان الله ثالث ليل وبان عيسى هو ابن الله عز وجل وهو ثالث ثلاثة كقول النصارى وصلى للصليب وربط الزنار على على وسطه بدا النيران لكان لازم قولهم ان هذا يكون ايضا مؤمنا لماذا؟ لانه عرف الله عز وجل. ولذا ذكر الخلال في كتاب السنة عن الامام احمد انه قال في رسالته في انه الزم هؤلاء الذين قالوا ان الايمان هو المعرفة قال ويلزم ان يقول هو مؤمن باقراره وان اقر بالزكاة بالجملة ولم يجد في كل مئتي درهم خمسة انه مؤمن ويلزمه ايضا ان اذا اقر ثم شد الزنار في وسطه وصلى للصليب واتى الكنائس والبيع وعمل عمل اهل الجاهلية الكتاب كله الا انه في لذلك مقر بان الله خالقه وبان الله ربه فيلزمه ان يكون عنده مؤمنا. وهذه الاشياء يقول احمد من اشنع لا يلزمهم وقد ذكر ذلك ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية فقال بمعرض كلامه لو ان رجلا ادعى معرفة الله ثم هو في ذلك كله يصلي يلبس يلبس الصليب ويربط الزنزار في وسطه ويقاتل ضد الانبياء والمرسلين ويفعل جميع المنكرات والفواحش ولا يأتي بشيء يتميز به اهل الاسلام لا من صلاة ولا من صدق ولا من صيام ولا اي عمل من الاعمال فانه على قول هؤلاء هو هو مؤمن هو مؤمن ولا شك ان من قال هذا القول انه اكثر من اكثر خلق الله عز وجل. ولذا ذكر ابن القيم في ونيته في قول الجهمية في الايمان انه الزمهم ان يكون ابليس من اهل الايمان وان يكون نكح الذكران ايضا قوم لوط من اهل الايمان وان ابا جهل اللعين وابليس هم من اكمل الناس ايمانا لانهم جميعا يعرفون يعرفون الله سبحانه وتعالى. فهذا القول من ابطل باطل ومن قال بهذا القول واخرج الاعمال والاقوال من مسمى الايمان فهو كافر بالاجماع. قال ابو عبيد فهل يلفظ بهذا احد يعرف الله او مؤمن له بكتاب او رسول وهذا عندنا كفر لن يبلغه ابليس اي ان ابليس لم يبلغ هذه الدرجة من الكفر ومع بلغ هؤلاء هذا الكفر قاتلهم الله عز وجل قال المحمد قال شيخ الاسلام ابن تيمية في فيما ذكره الامام احمد قال وهذا من احسن ما ما احتج به الناس عليهم اي ما احتج به الناس ما احتج به احتج الناس به عليهم اي على الجهمية القائلة بان الايمان والمعرفة. سمع في ذلك سمع في ذلك جملا يقول غير بعظه هذا الزام لا محيد لهم عنه ولهذا لما عرف متكلمهم مثل جهم ومن ومن وافقه انه لازم ماذا فعل الجهم؟ التزموه قال نعم هو مؤمن عندنا اي ان ابليس مؤمن وكذا كل من عرف الله فهو مؤمن فهو مؤمن. وقالوا لو فعل ما فعل من الافعال الظاهرة لم يكن بذلك كافرا باطن لو فعلوا ما فعل للامور الكفرية وهو يعرف الله عز وجل فهو فهو مؤمن لكنهم قالوا يعاقب في الدنيا على انه كافر لكنه في الحقيقة وايش؟ هو مؤمن. قال لكن يكون دليل على الكفر في احكام الدنيا اي بمعنى لا يصلى عليه ولا يدعى له لكنه حقيقة عندهم هو مؤمن. فاذا احتج عليهم بنصوص تقتضي انه يكون في الاخرة ماذا يقولون قالوا هذه يدل على ان المعرفة منتفية من قلبي وهذه الشبهة يرددها ايضا من يقول ان الايمان هو التصديق. وان كل من ارتكب ناقض من نواقض الاسلام فان ناقضه هذا يدل عليه شيء على تكذيبه فان فان التكبير هو الذي ينافي التصديق. فكل فعل يكفر به فهو دليل على ان قلبه مكذب وليس وليس صادق وليس بمصدق ولا شك ان هذه دعوة باطلة. فالذي يحلل الخمر مثلا يؤمن بالله ورسوله وانه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويؤوى قد الصلوات الخمس لكنه يقول الخمر ليست حرام هذا مصدق او مكذب؟ نقول هو مصدق لكنه كفر من جهة اخرى وهي جحد جهة انه جحد تحريم هذه الزكاة كذلك لو ان امن بالله ورسوله لكنه يمتهن ويستهين بشيء من كلام الله في او يهزأ به. نقول هذا ايضا هذا كافر ليس كفر من جهة التكذيب ولكن كفر من جهة الاستهزاء وهو قوله واستهزاؤه. ولذا قال تعالى بلى قد قالوا كلمة كلمة الكفر وكفروا بعد ايماني باي بعد اسلامهم وفي اولئك الذين استهزأوا كفروا بعد ايمانهم فذكر الاسلام وذكر الايمان فاثبت له الايمان السابق واثبت له ايضا الاسلام الذي سبق ومع ذلك قال كفروا بكلمة واحدة. اذا الكفر ليس من جهة التكذيب وانما من جهة القول. وكما ان الايمان يأتي من القول والقول فالكفر ايضا يأتي من جهة القول والعمل اي قول القلب وعمله قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح هذا ما يتعلق بقول الجهمية الذين قالوا ان الايمان هو المعرفة. فالجهمية تقول المعرب القلب بما جاء من عند الله يجزئ من القول والعمل وقد قال وكيع وهذا كفر بالله عز وجل. وهذا محل اجماع بين علماء السنة ان من اخرج مسمى من اخرج اعمال القلوب من مسمى الايمان فهو كافر بالاجماع. قال رحمه الله تعالى ذكر ما عابت به العلماء من جعل الايمان قولا بلا عمل. وما نهوا عنه من اي اي ان الذي قال او الذين قالوا الايمان قول بلا عمل انهم لا يجالسون بل يهجرون يبغضون في الله عز وجل. قال ابو عبيد حدثنا محمد ابن كثير عن الاوزاعي عن يحيى ابن ابي عمرو السيباني. قال قال حذيفة رضي الله تعالى عنه اني لاعرف اهل دينين اي اهل ملتين اهل طريقتين اهل ضلالتين اهل داريك الدينين في النار. قوم يقولون الايمان قول وان زنا وان سرق بمعنى انهم يخرجون الاعمال المسمى الايمان. وقوم يقولون ما بالصلوات الخمس وانما هما في كتاب الله؟ صلاتان وهؤلاء هم المخالفون للقرآن. المكذبون للقرآن ما يسمى في زماننا او من يسمى بالقرآنيين وهم الخوارج الخوارج ايضا هذا قولهم فالخوارج لا يقبلون السنة ولا يأخذون بها وانما يأخذون بكتاب الله عز وجل قال وهم ايضا في النار. وقد رواه متصلا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن ابي عمرو السيباني عن حميد المقراء عن حذيفة رضي الله العلم قارن قارن حذيفة آآ قال ابو عبيد قارن حديث حذيفة هذا قد قارن الارجاء بحجة الصلاة وبذلك وصفهم ابن عمر رضي الله تعالى عنه بمعنى ان هؤلاء الذين انكروا الصلوات الخمس هم في الحكم كاولئك الذين انكروا الاعمال. من انكر بعد الصلوات كفر بالاجماع. كمن انكر الاعمال كفر ايضا بالاجماع قال ابو عبيد حدثنا علي ابن ثابت الجزري عن ابن ابي ليلى عن نافع ابن عمر قال صنفان ليس له في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية المرجئة والقدرية. وهذا الاسناد فيه محمد ابي ليلى ومثله مثله يعني في هذا الخبر او في هذا الاثر انه يقبل لانه ليس بشديد الضعف انما هو سيء الحفظ. قال فيه احمد كان مضطرب الحديث وكان وكان فقهه احب اليه من حديث صاحب فقه وكان صاحب مذهب وله رأي مشهور ومن الفقهاء المشهورين رحمه الله تعالى وقال في بوحات محله الصدق على كل حال هذا الخبر تفرد به ابن ابي ليلى وقد روي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح. وروي عن ابن عباس نحوه ايضا والحديث فيه ابن ابي ليلى لكنه يقبل التحسين يقبل التحسين. قال ايضا رحمه الله حدثني عبد الرحمن عن سفيان كان عن سالم ابن كهيل قال اجتمع الضحاك وميسرة وابو البختري فاجتمع على ان الشهادة بدعة الشهادة هي الشهادة بالنار لموحد عندما نقول الشهادة فالمراد باهل السنة الشهادة للموحدين انهم في النار كما هو مذهب الخوارج. والارجاء بدعة واطلق الارجاء هنا حتى يدخل فيه جميع اصناف المرجئة. غلاتهم ومرجئة الفقهاء يدخلون في هذا المعنى فهم على بدعة والبراءة بدعة وهو التبر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو ايضا بدعة الروافض وبدعة النواصب. فذكر اربع بدع ذكر بدعة الخوارج وذكر بدعة المرجئة وذكر بدعة النواصب وذكر بدعة الروافض قال ابو عبيد حدثه ابن كثير الاوزاعي عن الزهري قال ما ابتدعت في الاسلام بدعة اضر على اهلي من هذا الارجاع. ولا شك بدعة الخوارج وان كان ظررها على الابدان فبدعة المرجية ظررها على الاديان. الخوارج ضرر بدعتهم على الابدان حيث انهم يستحلون الدماء والاموال. بينما بدعة المرجية ضررها على الاديان فهم ميعوا دين الله عز وجل حتى جعلوه ارق من ثياب نيسابور اي في رقيق. يفعل الانسان ما فعل يرتكب ما ارتكب محرمات ويقول ويقال فيه هذا مؤمن من اهل الايمان الكمل فكما قال الزهري ما ابتدعت في الاسلام بدعة اضر اي اشد ضعف الاسلام وعلى اهل الاسلام من بدعة ارجى لانهم يظرون اديان الناس ويجرؤون الناس على ارتكاب المحرمات والوقوع في الكبائر والفظائل قال ابو عبيد حدثنا اسماعيل ابراهيم عن مهدي بن ميمون عن مسلم قال دخل فلان قد سماه اسماعيل ولكني تركت اسمه انا اي انه ترك اسمه عمدا على جن ابن عبد الله المجلي فسأله عن اية من القرآن فقال اخرج فقال احرج عليك ان كنت مسلما لما قمت او قال او قال قال ان تجالسني او نحو هذا القول. جاء في رواية في رواية الطبري ان الفلان الذي لم يسمه وهو اسمه طلق بن حبيب طلق بن حبيب اتهم اتهم بالارجاع طلق ابن حليم هذا وان كان العباد العجيب ان مرجئة الاوائل وهذا من العجائب كانوا من اعبد الناس. ومن اسرع ومن اصلح الناس لكنه يراها دين ليس يراها هو فقط انها انه لا يعمل ليس كمرجعة زماننا تجده من ابسط الناس ويعتقدها الاعتقاد جراءة عن المنكرات والمعاصي ما كانوا من اعبد الناس ومن اصلح الناس. مصعب بن كتاب التام بالارجاء. وكان كان وجهه اذا رأيته كانه ورقة مصحف. ابو حنيفة على اتهام الرجال يقوم الليل حتى انه توضأ العشاء الفجر بوضوء العشاء قيل عشرين سنة. واضح؟ فكانوا على عبادة وعلى عمل. كذلك ايضا طلق ابن حبيب كان من اعبد اهل زمانه لكن مع ذلك كان مرجئا. والتوب الارجئ وقيل هو ومن قال بالارجاع. فقال له وهو الحليب اذا دخل طلق ابن حبيب على جند ابن عبد الله البجلي فساعد ابن القرآن فذكره فذكره اي ذكر انه قال واحرج عليك ان كنت مسندا ما قلت لكن الاسناد هذا منقطع. فان الوليد المسلم بينه وبين جند عبد الله مفاوز. لم يدركه ولم يعاصره ولم يلتق به فالحديث ضعيف كما ان حديث ابن عمر فيه ابن ابي ليلى وحيث حذيفة مر بنا ايضا هو منقطع. قال ابو عبيد حدث اسماعيل ابراهيم عن ايوب قال لي سعيد جبير غير غير سائل ولا ذاكر له شيئا لا تجالس فلانا فقال لو كان يرى هذا الرأي لا تجالس في وقد صرح احمد في سننه في سنته قال لا تجالس طلقة لحبيب بل يقول هذا يقول سعيد الجبير لايوب يقول ايوب قال لسعد الجبير ولم اسأله ولم اذكر له شيئا قال لا تجالس فلانا طالق بن حبيب فقال لو كاد يرى هذا الرأي. والحديث يقول ابو عبيد في مجانبة اهل الاهواء كثير. ولكن انما قصدنا في كتابنا لهؤلاء خاصة وعلى مثل هذا القول كان سفيان والاوزاعي ومالك بن انس ومن بعد من ارباب العلم واهل السنة الذين كانوا مصابيح الارض وائمة العلم في دهرهم من اهل العراق والحجاز والشام وغيرها. زارين على اهل البدع اي انهم منكرين على زارهم بمعنى انهم مزرين على نداء ويرون الايمان قولا وعملا. ولذا قال ابو وقر صاحب بدعة فقد اعان على هدم الاسلام. وقال لا تجالسوهم ولا تعظموهم بمعنى ان المسلم لا يجالس مبتدأ ولا يعظمه ولا يجله فان في تعظيم واجلاله اعانة على هدم الاسلام نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذا الباب يتعلق بمجانبة اهل البدع والضلال وعدم مجالستهم ومخالطتهم حتى قال يوسف بن عبيد لابنه وقد دخل على عمرو ابن عبيد قال يا بني والله لان تخرج من بيتي زانية احب الي من ان تدخل هذا الرجل. وهو عم عبيد ابن باب المعتزل الضال فرأى ان دخوله على فاجرة وعلى زانية اخف من دخوله على ذلك المبتدع الضال لان هذه صاحب الكبيرة وصاحب المعصية يتوب الى الله عز وجل ويرجع. بينما صاحب البدعة يصر على بدعته وقل ان يتوب لانه يأخذها دينا. اما هذا يفعل وهو يراها معصية نسأل الله العافية. والسلامة والله تعالى اعلم