بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ويقول شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله وغفر له وللشارع والمسلمين. قولوا في كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. قالوا من اعظم ما يقوي الاحوال الشيطانية سماع الغناء والملاهي هو سماع المشركين. قال الله تعالى وما كان صلاتهم عند البيت الا بكاء وتصديح. قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما وغيرهما من السلف التصدية التصفيق باليد والمكاء مثل الصفيب. فكان المشركون يتخذون هذا عبادة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا لساننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ذكر هنا رحمه الله وسيتوسع في هذا الموضوع شيئا ما ما يتعلق بالسماع وان السماع على نوعين سماع رحماني وسماع شيطاني سماع لكلام الله وهذا شغل اولياء الله وموضع عنايتهم واهتمامهم وسماع شيطاني وهو السماع الات اللهو والغنى هو الباطل وما تهيجه في نفوس مستمعيها من شر وفساد فالسماع على نوعين وان اولياء الرحمن سماعهم وموضع اهتمامهم في باب السماع هو كلام الله تبارك وتعالى وقلوب مقبلة على كلام الرب العظيم والخالق الجليل عز وجل واولياء الشيطان شأنهم في هذا الباب اخر اذا سمعوا كلام الله اعرضوا عنه ولم تمل الى سماعه الى سماعه نفوسهم وانما ميل نفوسهم سماع الغنى والات اللهو والطرب ونحو ذلك. نعم قال واما النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فعبادتهم ما امر الله به من الصلاة والقراءة والذكر ونحو ذلك والاجتماعات الشرعية اولئك ان سماعهم لالات اللهو جعلوه ديانة وعبادة وشيء يتقربون به الى الله ولهذا ذكر اورد رحمه الله قول الله عز وجل وما كان صلاتهم عند البيت الا مكان وتصفية يعني ما كانت عبادتهم عند بيت الله الا وكانوا تصفية منة الله علينا بالاسلام وبعثة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ازال الله بها هذه الصور الشنيعة والا سبحان الله بيت الله كعبة الله كان الطائفون يطوفون بها بالصفير والصفيق كعبة الله الناس يطوفون بها بالصفير والصفير يصفقون ويصفرون ويطوفون بالكعبة ومعهم من يطوف من الرجال والنساء عراة كما خلقهم الله ويفعلون كل ذلك عبادة وتقربا الى الله سبحانه وتعالى بالصفيق والصفير والتعري من الثياب والتجرد منها ويطوفون حول بيت الله فهذه عبادة اهل الضلال هذه عبادة اهل الضلال والنبي عليه الصلاة والسلام قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضبر لدخلتموه ولهذا يوجد من يتعبد بالرقص ويتعبد بالصفير والصفير الات اللهو ويفعلها في مجالس تسمى مجالس السماع مجالس الذكر ويتعبد لله سبحانه وتعالى بذلك وهذا فيه وجه شبه هؤلاء بتعبدهم لله سبحانه وتعالى بالبكاء والتصفية اما النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام فان عبادتهم لله وتقربهم اليه جل في علاه فهو بما امر من الصلاة والصيام والقراءة والذكر والدعاء ونحو ذلك. نعم. قال ولم يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه على استماع غناء قط لا بكف ولا بدف ولا تواجد ولا سقط ولا سقطت بردته بل كل ذلك كذب باتفاق اهل العلم بحديثه. وكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتمعوا امروا منهم ان يقرأ والباقون يستمعون. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لابي موسى الاشعري ذكرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون. فمر النبي صلى الله عليه وسلم بابي موسى الاشعري. وهو يقرأ فقال له مررت بك البارحة وانت تقرأ فجعلت استمع لقراءتك. فقال لو علمت انك تستمع لحضرته لك تحبيرا. اي حسنته لك تحسينا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم. وقال صلى الله عليه وسلم لله اشد اذنا اي اذنا اذا؟ نعم. اي استماع الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة الى قينته. وقال صلى الله عليه وسلم لابن ابن مسعود اقرأ علي القرآن فقال اقرأ عليك وعليك انزل فقال اني احب ان اسمعه من غيري فقرأت عليه صورة النساء حتى انتهيت الى هذه الاية فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال حسبك فاذا عيناه تذرفان من البكاء ومثل هذا السماء هو سماع النبيين واتباعهم كما ذكره الله بالقرآن فقال اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن وممن حملنا مع نوح ومن ذريته ابراهيم واسماعيل وممن هدينا واجتبينا. نعم. نعم. اولئك الذين اولئك الذين انعم الله وعليهم من النبيين من ذرية ادم ممن حملنا وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا. وقال في اهل المعرفة واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ومدح سبحانه اهل هذا السماء مما يحصل لهم من زيادة الايمان واقتراع واقشعرار الجلد ودمع العين. فقال تعالى الله نزل احسن الحديث في كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. واما السماع المحدث. هذا السماع وساق عليه هذه الايات والاحاديث وهو السماع لكلام الله تبارك وتعالى وعظم اثره على القلوب من زيادة الايمان وقوة الخشية وعظم التقرب الى الله سبحانه وتعالى. فالقرآن يزداد المؤمنون بسماعه ايمانا الى ايمانهم. ويقينا الى يقينهم كما قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه الايمان فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وقال سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته وزادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا فهذا شأن اهل الايمان سماع القرآن ليزدادوا بهذا السماع ايمانا الى ايمانهم. ويقينا الى يقينهم سماعا بالتدبر والتأمل لمعاني القرآن ودلالاته. كما قال الله سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب قال جل وعلا افلم يتدبروا القول وقال افلا يتدبرون القرآن فاهل الايمان شأنهم في السماء هو الاقبال على القرآن الكريم الاقبال على على القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى. وذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى من طريقة الصحابة انهم اذا اجتمعوا بل يتنادون تعالوا نزداد ايمانا هلم نزدد ايمانا هذه كلمة مأثورة عنهم فيجتمعون على سماع القرآن. مثل ما طلب عمر من ابي موسى الاشعري ان يقرأ من كلام الله سبحانه وتعالى وهم يستمعون فيستمعون للقرآن وربما ايضا عقبوا ذلك السماع بذكر شيء من المعاني والدلالات المستفادة من كلام الله سبحانه وتعالى فيقومون من مجلسهم وقد ازدادوا ايمانا. وقد ازدادوا ايمانا لهذا كانوا يتنادون هذه المجالس تعالوا تعالوا نزدد ايمانا هلم نزدد ايمانا والمسلم بحاجة الى ذلك بحاجة الى سماع كلام الله الاكثار من سماعه وتلاوته والتأمل لمعانيه. ودلالاته ليزداد بذلك ايمانا نعم قال رحمه الله واما السماع المحدث سماع الكف والدف والقصب فلم تكن سماع الكف والدف والقضيب في بعض النسخ آآ المطبوعة والقصب هذه كلها الات السماع المحدث وهو الانشاد مع الضرب بالدف والصفق اليد واستعمال القضيب الات الزمر استعمال هذه الالات فهذا سماعهم بل ان انهم يفعلون ذلك من باب التقرب ويعدونه من القرى وفي بعض كتب اهل التصوف تفضيل لهذا السماع على سماع القرآن ينصون على ذلك صراحة بل انه في احد كتب هؤلاء نص على ان سماع هذا نص على ان هذا السماع افضل من سماع القرآن من سبعة وجوه. واخذ يعددها وان اعظم نفعا واكثر تأثيرا وكم يتضرر العوام والجهال بهؤلاء الائمة من ائمة الضلال عندما يصرفونهم عن سماع القرآن الى سماع الات اللهو والات الطرب من باب الديانة فرق بين من يسمع هذه الالات ديانة ومن يسمع هذه الالات لميلا في نفسه للهو. هذه معصية اما سماع هذه الالات ديانة هذا بدعة وحدث في دين الله تبارك وتعالى وضرره على صاحبه من اعظم ما يكون خطرا ولما اشتغل هؤلاء القوم بهذا السماع رتبوا له ترتيبات وجعلوا له بزعمهم اداب. ولهذا في كتب القوم ينصون على اداب اداب لهذا السماع المحدث كيف يكون عليه الشيخ وكيف يكون الطالب وكيف يكون المريد ويذكرون اداب كثيرة في مجالس السماع سماع الدف والقضيب والصفير ونحو ذلك. نعم قال فلم تكن الصحابة والتابعون لهم باحسان وسائر الاكابر من ائمة الدين يجعلون هذا طريقا الى الله تبارك وتعالى حاشاهم برأهم الله عز وجل وعافاهم. وانما هذا جاء عندما عند من فتنت قلوب بالاهواء والاعراض عن كلام الله سبحانه وتعالى اما الصحابة ومن اتبعهم باحسان فان الله عز وجل عافاهم من ذلك. نعم. ولا يعدونه من القرب بل يعدونه من البدع المذمومة حتى قال الشافعي رحمه الله خلفت ببغداد شيئا احدثته الزنادقة التقبيل يصدون يصدون به الناس عن القرآن. قف هنا عند قول الامام الشافعي رحمه الله تعالى يصدون به الناس عن القرآن يصدون به الناس عن القرآن لان تفعيل هذا السماع في الناس هو في الحقيقة صد عن سماع القرآن واذا صد الناس عن سماع القرآن فان هذا صد لهم عن الهدى. لان القرآن هو كتاب الهدى كما قال الله سبحانه وتعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فاما يأتينكم مني هدى. القرآن كتاب هدى. كتاب هداية. فصد الناس عن سماع القرآن هو صد له هم عن الهدى لان هداية الناس في القرآن. فاذا صدوا عن سماعه واشغل بسماع هذا الله و من اه انشاد ودف وقضيب ونحو ذلك. وعد ذلك ديانة وقربة لله سبحانه وتعالى فهذا من اعظم الصد عن دين الله قال واولياء الله العارفون يعرفون ذلك ويعلمون ان للشيطان فيه نصيبا وافر. ولهذا تاب منه خيار من حضره ومنهم ومن كان ابعد عن المعرفة وعن كمال ولاية الله كان نصيب الشيطان منه اكثر فهو بمنزلة الخمر يؤثر في النفوس اعظم من تأثير الخمر. نعم وهو بمنزلة الخمر بل هو يؤثر في النفوس اعظم من تأثير الخمر بل هو يؤثر في النفوس اعظم من تأثير الخمر. ولهذا اذا قويت سكرة اهله نزلت عليهم الشياطين. وتكلم على السنة بعضهم وحملت بعضهم في الهواء فقد تحصل عداوة بينهم كما تحصل بين شراب الخمر فتكون شياطين احدهم اقوى من شياطين الاخر فيقتلونه. ويظن الجهال ان هذا من كرامات اولياء الله المتقين وانما هذا مبعد مبعد لصاحبه عن الله. وهو من احوال الشياطين. فان قتل المسلم لا يحل الا ما احله الله فكيف يكون قتل المعصوم مما يكرم مما يكرم الله به اولياءه وانما غاية الكرامة لزوم الاستقامة فلم يكرم الله عبدا بمثل ان يعينه على ما يحبه ويرضاه ويزيده مما يقربه اليه يرفع به درجته؟ نعم هذه فائدة ثمينة جدا ينبغي التنبه لها يقول رحمه الله وانما غاية الكرامة لزوم الاستقامة. وانما غاية الكرامة اي كرامة الله العبد توفيقه توفيقه للعبد ان يلزم الاستقامة ان يلزم طاعة الله ان يلزم طاعة الله فهذه غاية الكرامة هذه غاية الكرامة وليس من شرط الكرامة حصول الخالق العادة. واما خوارق العادات التي تحصل في هذه الاحوال الشيطانية عند المزامير واللهو فهذه كلها من معونة الشياطين لهؤلاء ليست من كرامات الاولياء وان كان المشتغل بذلك السماع يظن ويتوهم ان هذا من من الكرامات وكرامات الاولياء ليس هذا بابها وانما بابها حسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى والتعبد له بما شرع اما التعبد لله سبحانه وتعالى بما لم يشرع وما لم يأذن به سبحانه وتعالى فهذا ليس من شأن اولياء الله جل نعم قال وذلك ان الخوارق منها ما هو من جنس العلم كالمكاشفات ومنها ما هو من جنس القدرة والملك كالتصرفات الخارقة للعادات ومنها ما هو من جنس الغنى عن جنس ما يعطاه الناس بالظاهر من العلم والسلطان والمال والغناء وجميع ما يؤتيه الله لعبده من هذه الامور ان استعان به على ما يحبه الله ويرضاه ويقربه اليه ويرفع درجته ويأمره ويأمره الله به ورسوله ازداد بذلك رفعة وقربا الى الله ورسوله. وعلى وان استعان به على ما نهى الله عنه ورسوله كالشرك والظلم والفواحش استحق بذلك الذم والعقاب فان لم يتداركه الله تعالى بتوبة او حسنات ماحية والا كان كامثاله من المذنبين. ولهذا هذا كثيرا ما يعاقب اصحاب الخوارق تارة بسلبها كما يعزل الملك عن ملكه ويسلب العالم علمه وتارة بسلب التطوعات فينقل من الولاية الخاصة الى العامة. وتارة ينزل الى درجة الفساق وتارة تدوا عن الاسلام وهذا يكون فيمن له خوارق شيطانية. هذا يكثر وهذا يكثر فيمن له خوارق شيطانية فان كثيرا من هؤلاء يرتد عن الاسلام هذا تنبيه ايضا عظيم. ينبه عليه رحمه الله تعالى ان من كانت ان من كان تدينه وتعبده لله عز وجل قائم على الاخلاص لله والتعبد له بما شرع وصح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله يحفظ له دينه ويثبته عليه. كما قال الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء واما من كان تدينه قائما على الاهواء من كان تدينه قائما على الاهواء فهو قريب من الضلال قريب من الزيغ ولهذا ربما ارتد والعياذ بالله بعض هؤلاء ونقص على عقبيه قد قال عليه الصلاة والسلام وان احدكم ليعملوا بعمل اهل الجنة حتى ما يكونوا بينه وبينها الا ذراع في صفق عليه الكتاب في عمل بعمل اهل النار فيدخلها وهذا انما هو كما نبه العلم لمن كان يتظاهر بالتدين ويبطن امرا اخر يعني يتظاهر بالتدين اي يفعل امورا على وجه الديانة فيما يبدو للناس فيما يبدو للناس بقطع النظر ايضا عن كون ذلك مشروعا او غير مشروع فهذا من علامات وامارات سوء الخاتمة من علامات وامارات سوء الخاتمة. اما من كان تدينه قائما على الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فان الله يحفظ له دينه ولا يعلم كمن ذكر اهل العلم ونقل ذلك ابن القيم في الجواب الكافي لا يعلم اتمنى صحت عقيدته وايمانه وحسن تقربه الى الله عز وجل ثم بولي بسوء الخاتمة سوء الخاتمة لا تكون لمن اكرمه الله عز وجل ومن عليه الاخلاص لله عز وجل متابعة للرسول ودوام السؤال لله جل وعلا ان يثبته على الدين وكان من اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على نعم. قال فان كثيرا من هؤلاء يرتدوا عن الاسلام. وكثيرا منهم لا يعرف ان هذه شيطانية. بل يظنها من كرامات اولياء الله ويظن من يظن منهم ان الله عز وجل اذا اعطى عبدا خرق عادة لم يحاسبه على ذلك كما من يظن ان الله اذا اعطى عبدا ملكا ومالا وتصرفا لم يحاسبه عليه. ومنهم من يستعين بالخوارق على امور مباحة لا مأمورا بها ولا منهيا عنها. فهذا يكون من عموم او من عموم الاولياء. وهم الابرار المقتصدون السابقون المقربون فاعلى من هؤلاء كما ان العبد الرسول اعلى من النبي الملك. ولما كانت الخوارق كثيرا ما تنقص بها درجة الرجل كان كثير من الصالحين يتوب من مثل ذلك ويستغفر الله تعالى كما يتوب من الذنوب كالزنا والسرقة لانها كما انها من وجه منة يكرم الله سبحانه وتعالى بها العبد فانها من وجه اخر قد تكون فتنة قد تكون فتنة للانسان. فيغتر بحصول الكرامة الذي هي الامر الخارق للعادة. حصول حصولها له فيفتن تكون فتنة له لكن من صح صحت ديانته وايمانه بالله سبحانه وتعالى فان مثل هذه الخوارق ولا تغره لا يغتر بها ولا تكون سببا في فتنته في دينه. ولهذا مع حصول هذا الخارق يستغفر الله. ويتوب اليه سبحانه وتعالى نعم قال وتعرظ على بعظهم فيسأل الله زوالها وكلهم يأمر المريد السالك الا يقف عندها ولا يجعل ائمته ولا يتبجح بها مع ظنهم انها تبجح بها يعني لا يتحدث بها انا فلان الذي حصل لي كذا وانا فلان الذي حصل لي كذا وانا صاحب الكرامات وانا وانا هذا ليس من شأن اولياء الله هذا ليس من شأن اولياء الله سبحانه وتعالى بل اولياء الله شأنهم كما قال فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. ابن ابي مليكة من علماء التابعين يقول فادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه. ما كانوا يزكون انفسهم نعم قال فكيف اذا كانت بالحقيقة من الشياطين تغويهم بها فاني اعرف من من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع وانما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها. يقول ابن تيمية اعرف يعني اشخاص من هؤلاء تخاطبه النباتات اذا مر بنبت معين يخاطبه. ويقول في من المنافع كذا وكذا وكذا فيظن ان هذا من الكرامات وان النبات يخاطبه كرامة من الله له ويفتن في بذلك. يقول وانما الذي يخاطبه شيطان. وانما الذي يخاطبه الشيطان يخاطبه الشيطان عند النبات فيظن ان الذي خاطبه النبات نفسه اعرف فاني اعرف فاني اعرف من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع وانما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها من يخاطبهم الحجر والشجر وتقول هنيئا لك يا ولي الله يعني يكون مثلا شغله مثل ما مر الذي تقدم ذكره الدف اليد والقضيب والاعراض عن الصلاة والعبادة الاعراض عنها والاقبال على ذلك السماع الشيطاني ثم اذا خرج من تلك المجالس جاء الشيطان وخاطبه قال هنيئا لك يا ولي الله يسمع خطاب الشيطان ولا يراه. هنيئا لك يا ولي الله فيزداد ضلالا الى ضلالة ويفتن يخرج من ذلك السماء ثم يتلقاه الشيطان بالتهنئة. هنيئا لك يا ولي الله نعم. قال فيقرأ اية الكرسي فيذهب ذلك. نعم اذا قرأت اية الكرسي بصدق على هذه الاحوال الشيطانية ابطلتها. وهذا يذكره شيخ الاسلام ويقرره في مواضع كثيرة. مر معنا شيء منها نعم. قال واعرف من يقصد صيد الطير فتخاطبه العصافير وغيرها وتقول خذني حتى يأكل حتى يأكلني الفقراء ويخون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل الانس ويخاطبه بذلك. ومنهم من يكون في البيت وهو وهو مغلق فيرى نفسه خارجه ولم وهو لم وهو لم يفتح وبالعكس وكذلك في ابواب المدينة وتكون الجن قد ادخلته واخرجته بسرعة او به انوار او تحلو او تريه انوارا او تريه انوار او تحضر عنده من او من يطلبه او تحضر عنده من يطلبه. او تحضر عنده من يطلبه ويكون ذلك من الشياطين. يتصورون بصورة صاحبه. فاذا قرأ اية الكرسي مرة بعد مرة ذهب ذلك كله. واعرف من يخاطبه مخاطب ويقول له انا من امر الله اي ويعده بانه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم. ويظهر له الخوارق. مثل ان يخطئ لا يزال يتكرر الى زماننا هذا لا يزال يتكرر يعني يبدأ بعضهم باشياء يراها في المنام ومخاطبات ثم يقول له من يأتيه في المنام ومن يخاطبه يقول له انت المهدي. يقول لانت المهدي. ثم يفتن ويخرج على الناس ويقول انا المهدي. ويقول انا المهدي ومرة في احد المساجد قام رجل بعد صلاة الفجر وهو حليق اللحية ومسبل الثوب وفي جيبه علبة الدخان ولما قضوا صلاتهم وقف حمد الله واثنى عليه وقال انا المهدي يكون الشيطان جاء في منامه تلك الليلة وعبث بعقله واراه انوار واراه اشياء من هذا القبول القبيل ثم قال له انت المهدي فكثير ما يعبث الشيطان بعقول الجهال والسفهاء والحمقى ويدخلهم مداخل خطيرة جدا ويفتنهم ويفتن بهم نعم قال مثل ان يخطر بقلبه تصرف في الطير والجراد في الهواء. فاذا خطر بقلبه ذهاب الطير او الجراد يمينا او شمالا ذهب حيث اراد واذا خطر بقلبه قيام بعض المواشي او نومه او ذهابه حصل له ما اراد من غير حركة منه في الظاهر وتحمله الى مكة وتأتي به وتأتيه باشخاص في صورة جميلة وتقول له هذه الملائكة ارادوا زيارتك فيقول في نفسه كيف تصوروا بصورة المردان في رفع رأسه فيجدهم بلحى قولوا له علامة انك انت المهدي انك تنبت في جسدك شامة فتنبت ويراها وغير ذلك وكله من مكر شيطان وهذا باب واسع لو لو ذكرت ما اعرفه منه لاحتاج الى مجلد كبير. وقد قال الله تعالى واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن. قال الله اذا اذا كان في زمانه يحتاج الى مجلد ففي زماننا هذا الذي كثر فيه والعياذ بالله وسائل الصد والصرف عن دين فان هذه الامور لو تتبعها متتبع لاحتاجت الى مجلدات نعم قال الله تبارك وتعالى كلا ولفظ كلا فيها زجر وتنبيه. قال الله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن. قال الله تعالى كلا نعم. قال الله تعالى كلا ولفظ كلا فيها زجر وتنبيه. زجر عن مثل هذا القول وتنبيه على ما يخبر به ويؤمر به بعده يخبر به ويأمر به على ما يخبر به ويأمر به بعده وذلك انه فكل من حصل له نعم دينية تعد كرامة ويكون الله بها نعم دنيوية. نعم دنيوية مكتوب عندك دينية دنيوية. نعم النعمة النعمة الدينية كرامة بلا شك نعم تعد كرامة يكون يكون الله عز وجل مكرما له بها. ولا كل من قدر وما ولا كل من قدر عليه في ذلك قدر عليه ذلك يكون من قدرا. قدر عليه ذلك يكون اما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه قدر عليه ذلك يكون مهينا له بذلك. بل هو سبحانه يبتلي عبده بالسراء والضراء. فقد يعطي النعم الدنيوية من لا يحب ولا هو كريم عنده ليستدرجه بذلك وقد يحمي منها من يحبه ويواليه. لئلا تنقص بذلك عنده او يقع بسببها فيما يكرهه منه والناس او غالبهم يظن ان السعة في العطاء الدنيوي دليل على محبة الله لمن وسع عليه وان التضييق على المرء في العطاء دليل على عدم المحبة فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه اي بالعطاء الدنيوي فيقول ربي اكرمن هذا دليل على مكانتي عنده ومنزلتي ولهذا اكرمني ووسع علي في العطاء واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانني قال الله كلا اي ليس من وسع الله عليه في العطاء دليل على رضاه عنه ومحبته له. ولا ايظا من قدر عليه رزقه دليل على انه لا يحبه وانه مهين عنده بل هذا مبتلى وهذا مبتلى هذا ابتلاه الله بالسراء وهذا ابتلاه بالضراء هذا ابتلاه بالغنى وهذا ابتلاه بالفقر ليس التوسيع على على هذا بالمال والرزق دليل على المحبة وليس التضييق على هذا عليه في المال والرزق دليل على البغض. بل هذا مبتلى وهذا مبتلى ونبلوكم بالشر والخير فتنة بالصحة والمرض بالغنى والفقر بالشدة والرخاء هذه كلها ابتلاءات ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن نعم. قال وايضا كرامات الاولياء لابد ان يكون سببها الايمان والتقوى. فما كان سببه الكفر والفسوق وهو العصيان فهو من خوارق اعداء الله لا من كرامات اولياء الله. فمن كانت خوارقه لا تحصل في الصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء وانما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت والغائب او بالفسق والعصيان او اكل المحرمات كالحيات والزنابيل والخنافس والدم وغيره من النجاسات ومثل الغناء والرقص لا سيما من مع النسوة الاجانب والمردان وحالة خوارقه تنقص عند سماع القرآن. وتقوى عند حاله وخوارقه تنقص وخوارقه تنقص عند سماع القرآن وتقوى عند سماع مزامير الشيطان فيرقص ليلا فيرقص ليلا طويلا فاذا جاءت الصلاة صلى قائدا او ينقر الصلاة نقر الديك او ربما لم يصلي. نعم وهو يبغض سماع القرآن وينفر وينفر عنه ويتكلف ليس له فيه محبة ولا ذوق ولا لذة عند وجده يحب سماع البكاء والتصدية ويجد عنده مواجيد. فهذه احوال شيطانية وهو ممن يتناوله قوله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن وغي نقيض له شيطانا فهو له قرين. فالقرآن هو ذكر الرحمن. قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيت وكذلك اليوم تنسى يعني تركت العمل بها يعني معنى قوله فنسيتها اي تركت العمل بها نعم قال ابن عباس رضي الله عنهما تكفل الله لمن قرأ كتابه وعمل بما فيه الا الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ثم قرأ هذه الاية نعم يعني هذا الذي ذكره رضي الله عنه واستفاد من مدلول هذه الاية الكريمة قال اه قال الله عز وجل في الاية التي قبلها فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى قال ابن عباس تكفل الله لمن قرأ كتابه وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة اخذه رظي الله عنه من قوله فلا يضل ولا يشقى قال لا يضل في الدنيا ان يثبته الله على الاستقامة والطاعة ولا يشقى في الاخرة النيل العقوبة بل يعافيه الله ويسلمه تكفل الله لمن قرأ كتابه وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة قاد فيه ان من يكرمه الله بهذا السماع سماع القرآن والتدبر لمعانيه ومجاهدة النفس على العمل بما دل عليه هو باب السعادة لان قوله آآ ولا يشقى نفي الشقاء يستلزم ثبوت الضد وهو السعادة وفي اول هذه السورة سورة طه قال الله عز وجل طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى لتشقى اي انما انزلنا عليك القرآن من اجل ان تسعد ولهذا القرآن كتاب سعادة من اراد ان يسعد في الدنيا والاخرة فليطلب هذه السعادة في القرآن فان السعادة في كتاب الله سبحانه وتعالى. ومن اعرض عن القرآن واشتغل بسماع الات اللهو اه المعازف وجعل هذا السماع لالات اللهو والمعازف تدينا وتقربا الى الى الله عز وجل كما يفعل ذلك اصحاب الطرق باطلة فهذا من ابعد الناس عن الهداية لان الهداية في كتاب الله ليست بالاعراض عنه الهداية في كتاب الله وليست في الاعراض عن كتاب الله عز وجل فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى نفي الضلال فيه ثبوت الهداية ونفي الشقاء فيه ثبوت السعادة جعلنا الله من الهداة المهتدين السعداء في الدنيا والاخرة واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين او المسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصينا اوصيكم من طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه