الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في قاعدته المراكشية وقال الحافظ ابو بكر البيهقي باب قولي في الاستواء قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى ثم استوى على العرش وهو القاهر فوق عباده يخافون ربهم من فوقهم. اليه يصعد الكلم الطيب. امنتم من في السماء. واراد من فوق السماء وكما قال ولا اصلي ضنكم في جذوع النخل بمعنى على جذوع النخل. وقال فسيح في الارض اي على الارض وكلما علا فهو سماء والعرش السماوات ومعنى الاية اامنت من على العرش كما صرح به في سائر الايات قال وفيما كتبنا من ايات الدلالة على قول من زعم من زعم من زعم من الجهمية كأن الله بذاته في كل مكان. وقوله وهو معكم اينما كنتم انما اراد حلمه لا بذاته وقال ابو عمر ابن عبد البر في شرح الموطأ لما تكلم على حديث النزول قال هذا حديث ان لم يختلف لم يختلف اهل الحديث في صحته وفيه دليل على ان الله في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة. وهو من الحجاج على المعتزلة قال وهذا اشهر عند الخاصة والعامة واعرف واعرف واعرف من ان يحتج الى اكثر من حكاية لانه الاضطرار لم يوقفهم عليه احد. ولا انكره عليهم مسلم ولا انكره عليهم مسلمون. وقال ابو عمر ايضا اجمع العلماء والصحابة والتابعين الذين حمل عنهم حمل عنهم التأويل وقالوا في تأويل قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا وهو هو عبد العرش وعلمه في كل مكان. ومن خالفهم في ذلك وما خالفهم في ذلك احد يحتج بقوله فهذا كما تلقاه خلف عني سلف اذ لم ينقل عنهم غير ذلك اذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية فنسأل الله العظيم ان يختم لنا بخير ولسائر المسلمين وان لا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا بمنه وكرمه انه ارحم الراحمين والحمد لله رب العالمين. تمت بهذه الصفحة. الحمد لله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله وتعالى فيما ساقه من قول من قول علماء اهل الاسلام ومن ائمتهم ما ذكره الحافظ ابي بكر البيهقي في كتابه باب كتاب الاسماء والصفات. قال رحمه الله باب القول في الاستواء. قال الله الرحمن على العرش استوى. وقال تعالى ثم استوى على العرش. قال تعالى ثم استوى على العرش وقال تعالى وهو القاهر فوق عباده. وقال تعالى يخافون ربهم من فوقهم. وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب وقول امنت من في السماء وهذي الاتي ساق البيهقي ليستدل بها على علو الله عز وجل وانه في السماء سبحانه وتعالى واراد بقول امنت من في السماء اي من فوق السماء. فان في تأتي معنى على كما قال تعالى ولا اصلي اللي بانكم في جذوع النخل بمعنى على جذوع النخل ولا يفهم ولا يعقل عاقل ان قوله في جذوع النخل اي في كالجذوع وانها تحويهم وانما المراد ولاصلبنكم في جذوع النخل اي على النخل. بمعنى على كقوله تعالى فسيحوا في الارض فمعنى فسيح في الارض اي على اي على الارض وليس المعنى في جوف الارض. اي على الارض وكل ما علا فهو سماء والعرش اعلى السماوات فمعنى الاية اامنتم من على العرش كما صرح بي لسان الايات قال وفيما كتبنا الدلالة على ابطال قول بن زامل الجهمية ان الله بذاته في كل مكان ولا شك ان هذا القول من الاقوال الباطلة الكفرية وان معنى قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم انما اراد بذلك علمه اراد بذلك علمه لا ذاته اي انما اراد بعلمه الا بذاته ما قال شيخ الاسلام وقال ابو عمر ابن عبدالبر في شرح الموطأ لما تكلم عن حديث النزول اي نزول ربنا سبحانه وتعالى قال وفيه دليل على ان الله في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة. قال ابن عبد البر هذا حديث لم يختلف اهل الحديث في صحته بل هو من الاحاديث المتواترة التي اجمع اهل الحديث على صحته وعلى القول بما دل عليه من ان ربنا سبحانه وتعالى ينزل نزوله من العلو. فدل انه كان في انه في علو على عرش مستوي انه ينزل كل ليلة من السماء الدنيا وقد نص اهل العلم انه اذا نزل فان كل شيء يكون دونه. وليس بعد نزول يكون شيئا من خلقه بل هو ينزل وكل شيء يكون تحته سبحانه وتعالى والله على كل شيء قدير. قال وهو بالحجة مع المعتزلة بهذا الحديث قال وهذا اشهر عند الخاصة والعامة. واعرف من ان يحتاج الى اكثر من حكايته لانه واضح وبين والفاظه مستغنية عن ايضاحه بوضوحها وبيانها. لانه اضطرارا لم اضطرارا لم يوقفه عليه احد. لانه يعني اضطراب لم يقنعني ان علمه بهذا هو علم ضروري. علم ضروري وليس علما نظريا. اي ان الخلق مضطرون الى اثبات عند الله في العلو وهذا مما فطر الله الناس عليه انه في العلو سبحانه وتعالى ودل عليه العقل فهذا معنى قوله اضطرارا لم يوقفهم عليه احد اي ان علم هذا الشيء من انه سبحانه وتعالى في السماء ومن العلم الضروري الذي لا يحتاج الى دليل ولا يحتاج الى برهان. فان الفطرة والعقل تدل على ذلك ولو لم يأتي بذلك شرع ولا خلو الى الله عز وجل. لان من كماله ان يكون في العلو. ومن جلاله ان يكون في العلو. فاضطرارا مما يعلمه الناس اضطرارا ان الله سبحانه وتعالى في العلوم فالله فطرهم على ذلك فطرهم انه سبحانه وتعالى في السماء وانه فوق وانه في علو وانما الاستواء العفو الذي يحتاج الى الى خبر. اما مسألة العلو لا تحتاج الى دليل لانها امر فطري ضروري. اما استواء العرش فهذه يحتاج لا يمكن القول به الا عن طريق الا عن طريق النقل. قال رحمه الله ولا انكره عليهم مسلم. اي لم ينكر مسلم على اهل الاسلام انه بالسماء. وانه فوق السماوات سبحانه وتعالى. وقال ايضا اجمع علماء المسلمين اجمع العلماء من الصحابة والتابعين لديهم الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى ما يكون من نجوى الا ورابعهم قالوا وعلى العرش هو على العرش وعلم في كل مكان وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك احد يحتج بقوله فهذا ما تلقاه الخلف عن السلف اذ لم ينقل عنهم غير ذلك اذ لم ينقل عنهم غير ذلك او اذ لم ينقل غير ذلك اذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية. فما ذكر رحمه الله تعالى ليبين به ان الله عز وجل تثبت له الاسماء وتثبت له الصفات الذي دل التي دل عليها الكتاب والسنة ويثبت له ايضا انه في العلو سبحانه وتعالى وانه مستو على عرشه. وقد ساق شيخ الاسلام في هذه القاعدة الايات الكثيرة والاحاديث الصحيحة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وذكر الدلالات النقلية والدلالات العقلية واتبعها بكلام الائمة من العلماء الربانيين الصادقين. بل وذكر ايضا ما يقوله طالبون ممن وافقوا على السنة في هذه المسألة بل جميع الاديان السماوية تقر بان الله في العلو. وقد نقل ابن رشد الاجماع اجماع العلماء والحكماء على انه سبحانه وتعالى في جهة العلو. حتى الفلاسفة وحتى اهل الاديان السماوية من يهود ونصارى كلهم يقرون بان الله سبحانه وتعالى في السماء وانه في جهة العلو وانما يخالف لذلك الجهمية الضلال ومن كان على شاكلتهم وعلى موافقتهم من متأخر الاشاعرة بل متقدم الاشاعرة ايضا هم على ان الله في السماء وان مستو على عرشه في جهة العلو سبحانه وتعالى فختم بهذه النقول هذه الرسالة التي افاد واجاد وشفع وشفى واروى الغليل والعليم بما نقله رحمه الله تعالى من النقول المباركة الواضحة البينة ان القول الذي عليه اهل السنة انه يثبت لله العلو وان من نفى ذلك وعطله فهو ظال هالك بتعطيله وعدم القول بما قال به ربنا في كتابه وقال به رسوله صلى الله عليه وسلم قال فنسأل والله العظيم ان يختم لنا بخير ولسائر المسلمين وان لا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا بمنه وكرمه ان انه ارحم الراحمين والحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. بهذا نكون انهينا هذه الرسالة المباركة التي قرر فيها شيخ الاسلام اثبات علو الله عز وجل واثبات استوائه على عرشه واثبات انه يثبت لله ما اثبات نفسه من الاسماء والصفات فجزاه الله عز وجل عنا خير الجزاء وجمعنا الله به في جنات النعيم تحت لواء سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والله اعلم