الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما اما بعد فهذا الكتاب الموسوم بكتاب السنة لابي محمد الحسن بن علي البربهاري رحمه الله تعالى و ابو محمد الحسن بن علي بن خلف البرمهاري ولد سنة ثلاث مئتان وثلاث وخمسون وتوفي سنة ثلاث مئة وتسعة وعشرون اثنى عليه العلماء وكان مشهورا بتمسكه بسنتي بالسنة وتعظيمها واتباعها وكان شديدا على اهل البدع وعلى اهل الضلال وقد ذكر من شدته في ذلك ان الخصوم يخافون ويهابونه وكان معظما عند الخاصة والعامة حتى يذكر انه عطس فحمد الله فتتابع الناس في تشميته حتى شمته من وراء النهر من بهاره وعظمته في قلوب الخلق بين العامة والخاصة وكان على مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى في الفروع وفي الاصول على ما يعلم في الاصول والفروع اي على مذهب الامام احمد في الفروع من جهة ما يتعلق بالاحكام ومسائل الفقه وهو ايضا على مذهب احمد في الاعتقاد واعتقاد الامام اعتقاد الامام احمد رحمه الله تعالى هو اعتقاد ائمة اهل السنة لا يخرج عنهم قيد انملة رحمه الله تعالى فهذا الكتاب سمي بكتاب السنة لان مؤلفه وجامعه اراد ان يبين لقارئه وسامعه ومن ينظر في هذا الكتاب الى انه يريد بهذا ما يعتقد اهل السنة والجماعة ما يعتقد اهل السنة والجماعة فجزاه الله عنا خير الجزاء وغفر الله له. يقول رحمه الله تعالى الحمد لله الذي هدانا للاسلام. الحمد لله الذي هدانا للاسلام ومن علينا به واخرجنا في خير امة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى ضمن مقدمته الثناء على الله عز وجل وحمده على اعظم نعمتين فان الحمد والثناء على المحمود اما بالاءه الجسيمة واما بصفاته الجميلة العظيمة والله سبحانه وتعالى له المحامد كلها له المحامد كلها استحقاقا وملكا وكذلك ان الله يستحق الحمد على ما اولانا من النعم وعلى ما اتصل به من صفات الجلال والجمال على وجه الكمال سبحانه وتعالى قال الحمد لله واراد ان يبين ان الحمد لله كله ومن ذلك ان نحمده على اعظم نعمة نتقلب فيها وهي نعمة الاسلام ان الله سبحانه وتعالى جعلنا مسلمين جعلنا مسلمين. والاسلام هنا والاسلام الخاص الذي لا يقبل الله يوم القيامة دينا سواه كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام فهذه اعظم نعمة يمتن الله بها على المسلم ان جعلك من اهل الاسلام ان جعلك من المسلمين وانت تنظر يمنة ويسرة وتنظر فيما حولك من خلق الله عز وجل فترى ذاك وثنيا وترى ذاك مجوسيا وترى ذاك يهوديا نصرانيا وترى الخلق وهم يتباينون ويتفاوتون في مسألة لاديانهم وخصك الله عز وجل بهذا الدين العظيم ان جعلك من اهله فهذا من اعظم ما امتن الله به على العبد ان جعله من المسلمين ثم ذكر ايضا نعمة اخرى وهي نعمة ان جعلنا من امة محمد صلى الله عليه وسلم ولا شك ان كونك من امة محمد صلى الله عليه وسلم هو اصطفاء واختيار فهذه الامة خير الامم وكما جاء في حديث بهج ابن حكيم عن جده انه قال انتم توافون سبعين امة انتم خيرها انتم خيرها. عند الله عز وجل وهذه الامة هذه الامة تحشر يوم القيامة على رتوة بمعنى مكان مرتفع يبصرهم سائر الخلق ويعرفون بذلك منزلتهم حتى ان جاء في بعض الاثار ان بعض الانبياء يتمنى ان يكون من امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الامة امة مرحومة امة مرحومة مغفور لها كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الاخرون السابقون نحن الاخرون السابقون بمعنى نحن اخر الامم وجودا واول الامم دخولا للجنة واول الامم دخولا للجنة فهذه الامة خصها الله عز وجل بخصائص كثيرة من خصائصها ان اعمالها مضاعفة جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم في مثل مثلكم في الامم قبلكم مثلكم مثلكم مثلكم في الامم قبلكم كمثل رجل استأجر اجراء تاجر فقال من يعمل لي من صلاة الصبح الى اخر النهار بقيراط بدينار فعملت اليهود فلما انتصب النهار قالوا لا لا حاجة لنا لا بدينارك ولا بعملك فقال من يعمل لي عمل من نصب من وسط النهار الى اخره؟ بدينار فعملت النصارى فلما توصل النصارى النهار اي جاء بعده قالوا لا حاجة لنا في عملك ولا في دينارك. ثم قال من يعمل لي من بعد صلاة العصر الى غروب الشمس بدينارين بدينارين فعملتم انتم فعملتم انتم. فقالوا قالت اليهود والنصارى ما بالنا اكثر عملا واقل اجرا ذلك فضلي اوتيه من اشاء. يقول الله عز وجل ذلك فضلي اوتيه من اشاء فهذه الامة تعطى اجرها مرتين تعطى اجرها مرتين فهي الاخرة من جهة الوجود وهي السابقة من جهة الدخول حيث هي اول من يدخل الجنة. وقد وضع الله عن هذه الامة الاصال والاغلال. وجعلها من من والخصائص ما ليس لغيرها من الامم فهذه نعمة ومنة من الله عز وجل ان جعلك ايضا من امة محمد صلى الله عليه وسلم وثالثا ايضا ان الله عز وجل امتن علينا بان خصنا بافضل كتاب الذي هو القرآن الذي نزل مهيمنا وتبيانا لكل شيء فالقرآن هيمن على جميع الكتب هيمنة على جميع الكتب ونسخ جميع الكتب السابقة. وهو افضل ما انزله الله عز وجل وهو اعلى كلام سبحانه وتعالى فالقرآن ايضا خصت به هذه الامة. ورابعا ايضا ان الله عز وجل خصنا بخير وافضل رسله صلى الله عليه وسلم فخصنا بالاسلام وتفضل علينا ان جعل من امة محمد صلى الله عليه وسلم وانزل علينا افضل كتبه وخصنا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي اعطي المقام المحمود الذي اعطي المقام المحمود الا بانه يأتي لفصل انه يشفع في فصل القضاء واما ان يشرفه الله ويعلي قدره باجلاسه على عرشه سبحانه وتعالى فهذا فهذه من المنن والنعم التي نحمد الله عز وجل عليها ونعم الله كما نعلم جميعا لا تعد ولا تحصى كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. وكما قال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فنعم الله علينا تترى والاء علينا لا تعد ولا تحصى ثم قال فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى نسأل الله عز وجل الحفظ ان يحفظنا من الشبهات وان يحفظنا من الشهوات وان يحفظنا من المضلات ومن ومن الفتن فسأل الله اولا التوفيق والتوفيق فضل من الله عز وجل يمتن به على من شاء من عباده. الله سبحانه وتعالى انزل الكتب وارسل الرسل وجعلنا عقولا ومشيئة نختار ونميز ومع ذلك يضل كثير من الخلق مع ان له عقل وله مشيئة والله اوضح الطرق وبينها وانزل الكتب والحجج والرسل ليبلغوا الناس دين الله عز وجل ومع ذلك وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله فهذا الذي يحصل به الحجة قائمة والعدل قائم في هذا الامر الا ان الله عز وجل يتفضل على بعض خلقه بتوفيقه فيشرح صدورهم للاسلام وينير بصائرهم وقلوبهم للايمان. ويحبب اليهم الايمان ويزينه في قلوبهم سبحانه وتعالى فاضلا من الله ونعمة فضلا من الله ونعمة فهو من على هذا وخذل ذاك من على هذا لعلمه السابق انه اهلا ان يمن عليه وخذل هذا لان لعلمه السابق ايضا انه ليس اهلا لهذا كما قال تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم فعلم الله السابق في هؤلاء انهم لا يستجيبون نسأل الله العافية والسلامة فسأل الله التوفيق التوفيق في الاقوال والتوفيق في الافعال والتوفيق ايضا في الاعتقاد ولا تنفك حاجتنا عن اعانة الله وعن توفيق الله سبحانه وتعالى. ولذا نسأل الله عز وجل في كل يوم في اكثر من خمس صلوات في كل ركعة من ركعاتها اهدنا الصراط المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم فنحن بعدد انفاسنا وبعدد حركاتنا واقوال نحتاج ان نوفق الى ما يحبه الله ويرضاه ومن يخذل فهو المخذول نسأل الله العافية والسلامة ومتى ما اخطأتك عناية الله عز وجل واخطأك توفيق ربنا سبحانه وتعالى ووكلت الى نفسك فانك توكل الى ضعف والى خذلان نسأل الله العافية والسلامة قال فنسأله التوفيق لما يحب لما يحب ويرظى لما يحب ويرظى لما يحب ويرضى من جهة الاعتقاد ومن جهة الافعال ومن جهة الاقوال ومن جهة الحركات والسكنات قال والحفظ مما يكره ان يحفظنا ربنا مما يكرهه من معصيته ومن اعتقادات فاسدة ومن شهوات وشبهات اه تصد عن سبيل الله عز وجل او تعرظ بنا عن طاعة ربنا سبحانه وتعالى ثم قال ثم قال اعلموا ان الاسلام هو السنة وان السنة هي الاسلام ولا يقوم احدهما الا بالاخر ومراده بهذا انك لا يمكن ان تكون مسلما مستسلما لله بالتوحيد للقادا له بالطاعة متبرأ من الشرك واهله الا باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان تكون على السنة الا اذا كنت اخذا بالاسلام ايضا فالاسلام والسنة متلازمان متلازمان لا اسلام الا بسنة ولا سنة الا باسلام فلا ينفك احدهما عن الاخر لا ينفك احد عن الاخر. ولذا نرى من تسمى بالاسلام واخطأته السنة اما ان ينتقض اسلامه من اصله واما ان يقع في في الموبقات وفي البدع والضلالات نسأل الله العافية والسلامة. فخذ على سبيل المثال الرافضة عليهم لعائل الله لما ادعوا وتسموا باسم الاسلام وهم ابعد الناس عن السنة لم يصدق اسلامهم ولم يكونوا بدعواهم صادقين بل هم كاذبون في هذه الدعوة. هم ابعد ما يكونون عن الاسلام كذلك غير من اهل البدع والضلال فالجهمية يدعون ايضا انهم على الاسلام وهم من ابعد الناس عن اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بذات ربهم من جهة اثبات اسماءه وصفاته فاذا وفقك الله وكنت من اهل الاسلام ثم من عليك بان كنت من اهل السنة فقد اتم الله عليك النعمة واعظم عليك المنة ان كنت من اهل الاسلام وان توفق لاتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد بالسنة هنا المراد بالسنة المعنى العام المعنى العام وهو اتباع اثار النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتقاد والافعال والاقوال ثم وضح السنة فقال فمن السنة لزوم لزوم الجماعة لزوم الجماعة فمن رغب عن الجماعة وفارقا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه وكان ضالا مضلا. قال من السنة وسيأتي معنا ما يريد بالسنة يعني سيذكر من السنة من السنة من السنة بمعنى انه سيذكر امور الاعتقاد ويقول هذه لها من من السنة من السنة هي التي هي لازم من لوازم الاسلام. فمما ذكر القائل فمن السنة لزوم الجماعة. لزوم الجماعة الجماعة اما ان تكون جماعة ابدان واما ان تكون جماعة اديان اما ان يكون اجتماع على الابدان واما ان يكون الاجتماع على الاديان والجماعة التي يراد بها الدين اجتماع الاديان والابدان هي الجماعة الاولى. الجماعة الاولى التي كان عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد اجتمعوا على الدين واجتمعت ابدانهم على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وكانوا على على وفق ما اراد الله واراد رسوله صلى الله عليه وسلم في الجملة بل في اجتماعهم واجماعهم هم على وفق ما اراده الله ورسوله جملة وتفصيلا. جملة وتفصيلا. فهذه الجماعة التي يوصى بها من جهة الاديان ان نكون على وفق الجماعة الاولى. وكما جاء في حديث ابي هريرة ومعاوية وكذلك انس. وعوف ابن مالك وغيرهم ومعاوية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افترقت اليهود والنصارى على احدى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هم يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي فهذا الحديث وان كان في اسناده ضعف الا ان طرقه يتقوى يتقوى بعض البعض منها ما هو صحيح اسناده ومنها ما اه هو دون ذلك. لكن من جهة اصل المتن وهو ان الامة ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة هذا صحيح وانما الخلاف من هم هذه الواحدة. جاءنهم السواد الاعظم جاء انهم الجماعة جاء انهم آآ الذين هم مثل ما عليه انا واصحابي وهذه اللفظة وان كان في اسنان ضعف الا ان معناها صحيح فلا شك ان من كان على مثل ما عليها من كان على مثل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فهي الطائفة المنصورة وهي الفرقة الناجية والفرقة الناجية وهم الذين يصدق عليهم انهم في الجنة. ومن خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخالف ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو على بدعة وعلى ضلالة نسأل الله العافية والسلامة. فهذه الجماعة هي الجماعة الاولى. يراد ايضا بالجماعة اجتماع الابدان كأن تكون الامة على امام واحد وعلى امير واحد وخرج خارج على هذه الجماعة فمن السنة ايضا لزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج وعدم الخروج على ائمة الجور وان جاروا ائمة الجور ان جاروا انه يلزم سواد الاعظم ويلزم جماعة المسلمين. لكن عندما نذكر باب الاعتقاد ونذكر انه يلزم ما كان عليه الجماعة. فالمراد هنا الجماعة الاولى التي كانت التي كان عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا لما قال مسعود رضي الله تعالى عنه عمرو ميمون الاودي عندما قال آآ قال صلي لوحدك قال عجبا لكم يا اصحاب تامر بالجماعة ثم تقولون صلي لوحدك قال لقد كنت اظنك من اعقل او من اعلم من اعلم الناس الجماعة ما كان على وفق الجماعة الاولى الجماعة على وفق الجماعة الاولى. ولذا قال ابن حماد الجماعة من ان كان من كان على الحق ولو كنت وحدك الجماعة من كان على الحق ولو كنت وحدك ولذا ذكر المبارك فقال كان عندما ذكر الجماعة قال من اراد ان يعرف الجماعة فان محمد ابن اسلم الطوسي سماه جماعة مع انه واحد. والله وصى ابراهيم عليه السلام بقوله ان ابراهيم كان امة قالت لله حنيفا ولم يكن من المشركين فسماه امة مع انه واحد فالجماعة هو من كان على الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فلو كنت في زمان في زمان يقل فيه الحق ولا يعرف الحق الا انت فانت الجماعة عندئذ انت الجماعة عندئذ وان كان هذا لا يكون لكن لو قدر في بلد او في مكان الناس على وضلالة وانت متمسك بالسنة نقول انت في تلك الجهة انت الجماعة وهؤلاء هم هم الشواذ الشواذ المخالفون قال فمن رغب عن الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه وكان ضالا مضلا. لا شك ان من خرج عن جماعة المسلمين الجماعة الاولى باعتقاده فانه ضال مضل. وقد خلع ربقة الاسلام من عنقه خاصة ان كان ما خال فيه الجماعة الاولى يتعلق باعتقاده كما خالف ذلك الجهمية. فالجهمية خالعوا ربقة الاسلام من اعناقهم لانهم خالفوا الجماعة جملة وتفصيلا كذلك الرافضة خلعوا ربقة الاسلام من عناقهم لانهم خالفوا وان كان المعنى الجماعة الاخرى بجماعة بمعنى اجتماع الابدان على اجتماع الابدان في جهة معينة على امام وعلى امير فان خلع ربقة الاسلام اي انه خالف هدي الاسلام. وكان على طريقة اهل البدع والضلال في مخالفة هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فالنبي امرنا ان نسمع وان نطيع والا ننازع الامر اهله. وامرنا ايضا ان ان نلزم جماعة المسلمين وان لا نفارقهم ومن خلع ومن فارقهم قد خلع ربقة الاسلام من عنقه فهذه يتصور في من يتصور ايضا هذا المعنى في جماعة المسلمين اذا خرج خارج عليهم فانه يكون بمعنى الخوارج ويكون بذلك ضالا مظلا نسأل الله العافية والسلامة ثم قال رحمه الله تعالى والاساس الذي تبنى عليه الجماعة هنا بين معنى الجماعة والاساس الذي تبنى عليه الجماعة هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ورحمهم اجمعين وهم اهل السنة والجماعة. فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والظلالة واهلها في النار اذن امرك بالجماعة وبين خطر مفارقة الجماعة ثم بينك ما المراد بالجماعة من هم هؤلاء؟ الجماعة الذين الزمنا باتباعهم والزمنا بالتزام هديهم وطريقتهم فقال هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وكما ذكرت في حي عبد الله بن عمرو الذي ذكرته قبل قليل قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي فهم الطائفة الناجية والفرقة والطائفة المنصورة فكل عمل خالف عمل الصحابة فهو فهو منكر وضلال. وكل اعتقاد لم يعتقده اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو اعتقاد باطل. هو اعتقاد باطل وكل بدعة حدثت بعد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهي بدعة فهي بدعة وضلالة وكل ضلالة في النار ولذا قال فمن لم يأخذ عنهم اي لم يأخذ عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وترك طريقهم ولم يلتزم طريقهم فقد ظل وابتدع. فقد ظل ولذلك جاءت الاثار متظافرة جاءت الاثار متظافرة من قول مسعود ومن قول ايظا ائمة الاسلام انهم قالوا اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وقد قيل ايضا عليك باثار من سلف. واياك واراء الرجال. وان زخرفوا وقالوا ما قالوا وكذلك ايضا جاء عن عمر بن عبد العزيز انه مدح اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انهم عن علم عن علم وقفوا وبعلم ايضا نطقوا وقالوا فما جاوزهم الا مقصر وما وما تعداهم الا السر نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذا هو المعنى من جهة لزوم الجماعة. اذا لزوم الجماعة هو جماعة الجماعة الاولى وهي جماعة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قول فقد ابتدع الابتداع اصله من من الابتكار والبدعة اصلها هو احداث شيء على غير مثال سابق احداث شيء على غير مثال سابق. ويراد البدعة هي طريقة يحدثها محدثها مضاهيا بها الطريقة شرعية يتقرب الى الله عز وجل بها. والبدعة البدع كلها ضلالة وليس هناك بدعة حسنة وليس هناك بدعة مباحة او مستحبة بل البدع كلها ضلالة قال وكلها محرم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجاب ابن عبد الله في صحيح مسلم وكل بدعة ضلالة وجاء عند النسائي وكل ضلالة وكل ضلالة في النار وكل ضالة في النار. ومعنى ذلك ان البدع ان البدع طريق للنار وان المبتدع الذي بينت له الادلة اقيمت هذه الحجة واصر على بدعته فهو متوعد متوعد باي شيء؟ متوعد بدخول النار وايضا البدع تنقسم الى اقسام بدع مكفرة وبدع مفسقة بدع تتعلق بالعقائد وبدع تتعلق بالاحكام والاخلاق والافعال والاقوال ولا شك ان شر البدع ما تعلق بالعقائد شر البدع ما تعلق بالعقائد. واول بدعة وقعت في هذه الامة هي بدعة الخوارج وبدعة القدرية ثم بدعة التشيع والترفظ. ثم بعد ذلك حصلت بدعة التجهم والاعتزال. نسأل الله العافية والسلامة ثم حصلت بدعة الكلابية والاشاعرة والكرامية والسالمية وكذلك الماتوريدية وغيرهم وهم في ذلك طوائف متعددة متناحرون مختلفون مخالفون للكتاب مختلفون في الكتاب يضلل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا فهؤلاء هم المبتدعة هؤلاء المبتدعة. والبدعة ايضا لها تقاسيب باعتبارات اخرى لكن الذي يعنينا هنا ان من خالف ما عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو مبتدع ضال واذا كان داعية لتلك البدعة فهو مضل بنفسه ومضل لغيره نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال رحمه الله تعالى وقالوا للخطاب رضي الله تعالى عنه لا عذر لاحد في ظلالة ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلالة فقد بينت الامور وانقطع العذر فقد بينت الامور وانقطع وانقطع العذر وانقطع العذر ومعنى قوله رحمه الله تعالى لا عذر لاحد في ضلالة ركبها حسب هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلالة فقد بينت الامور وثبتت الحجة وانقطع العذر ينزل هذا المقام او ينزل هذه العبارة على من كان بين المسلمين ناشئا في بلاد الاسلام يعيش بين المسلمين جهل شيئا من الدين مما هو ظاهر مما يعلمه يعلمه الخاص والعام اي بمعنى ان من كان ناشئا في ناشئا في بلاد المسلمين وجهل شيئا من المسائل الظاهرة فلا عذر له فلا عذر له. وان ضل وان ظن ان الحق باطلا او ظن ان الباطل حقا فيحمل كلام أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه انه لا يعذر بجهله من مشى في بلاد المسلمين في مسألة ظاهرة يعلمها الخاص والعام واما اذا كان الرجل ناشئا في بادية بعيدة والمسألة ليست من المسائل الظاهرة بعيدة او حديث عهد باسلام فان العلماء مجمعون على انه يعذر بجهله يعذر بجهله في فيما دون اصل الاسلام فيما دون اصل الاسلام بمعنى لو ان مسلما كان في بلاد نائية عن بلاد الاسلام في اقطار في في اه اطراف الارض اطراف الارض ولم يبلغه القرآن ولم يبلغه اه سنة ولم ولم يأتيه العلماء وانما بلغه ان الاسلام ام ان تشهد بالشهادتين فشهد بذلك ثم ارتكب كثيرا من المحرمات فشرب الخمر على انه باحة ووقع في المنكرات على انها ليست محرمة فمثل هذا بالاجماع يعذر بجهل يعذر بجهلي حتى لو كان لا لم تبلغه الصلاة ولم يعرف الصلاة ولم يصلي يعذر بجهله ايضا وانما يحمل قول عمر هذا عليه شيء على من كان بين المسلمين مثلا في بلاد الاسلام وقال شرب الخمر ضانا ان الخمر حلال وان الخمر ليس محرمة. نقول لا عذر لك في ذلك ويقام عليه الحد فان اصر على استحلاله قتل ردة قتل ردة ولا يقال انه جاهل ولا يثاب ولا ولا يثاب على مسألة اجتهاده لان هذا لا عذر له البتة لا عذر له البتة. او ان رجل بين المسلمين ويعيش في بلاد الاسلام وقال كنت اظن كنت اظن قلت اظن ان ان الربا ان الربا ليس بحرام ان الربا حلال وانه لا بأس به. نقول لا عذر لك بذلك. لان ادلة الربا ظاهرة. معرفة وعلم تحريمه معلوم معلوم من الدين بالضرورة الا في بعض مسائله الخفيفة هذا لها حكم من يعذر في مثلها فهذا الذي يحمل عليه قول عمر وليس المعنى وليس المعنى انه لا عذر لاحد البتة عمر لا يقصد بهذا انه لا عذر لاحد البتة بجهله فان العذر بالجهل عذر وعذر عند اهل السنة وقد ذكرت ان العلماء مجمعون ان الجهل عذر في ثلاث حالات بالمسائل الخفية مطلقا في المسائل الخفية مطلقا هو عذر هو عذر بالاجماع وفي المسائل الظاهرة في حالتين في حال كونه ناشى ببادية بعيدة او حديث عهد باسلام. فهذا بالاجماع يعذر. في المسائل الظاهرة في البادية البعيدة ومن هو حديث عدم الاسلام وفي المسائل الخفية في كل في كل مكان. فمثلا لو ان انسان في هذه البلاد جهل شيئا من احكام الشريعة التي تخفى على مثله فمثلا قال انا يعني لا يعرف ان الجمع بين الاختين محرم. الجمع بين الاختين مثلا وجاهد لا يدري قد يعذر بجهله قد يعذر بجهلي او ان الرضاعة المحرم انه قال ان الذي يحرم فقط هو اذا شرب عشر رضعات او عشرين رضعة هو الذي يحفظه اذا كان اقل من ذلك ليس بمحرم. نقول مثل هذا يعذر يعذر بجهله كمسائل الفرائض في في الجد في الجد والاخوة او في بعض مسائل المواريث يعذر بجهل ولو كان في بلاد لو كان في بلاد المسلمين اما تحريم الخمر ووجوب الصلاة وما شابه ذلك فلا يعذر بها من كان في بلاد المسلمين. فقول عمر هنا رضي الله تعالى عنه لا عذر لاحد في ظلالة ركبها حسبها هدى تأمل يعني هو الان فعل شرب الخمر وظنه حلال او اه نسأل الله العافية والسلامة اه كان يصلي بعد يصلي مثلا بعد الفجر على انه قربة على انه قربة وطاعة وهو وقد بلغت النصوص وانتشرت المسألة بين العلماء بين الناس ان الصلاة بعد بعد الفجر محرمة. وهذا الرجل ظن ان الصلاة في هذا الوقت جائزة وانها قربة وانها وانه يؤجر على ذلك. مثلا لو ان انسان صام يوم العيد نقول اذا كان بين المسلمين ويعيش في بلاد المسلمين فلا يعذر بهذا الجهل لا يعذر في هذه الحالة لا عذر لاحد في ضلالة ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حاسبه ضلالة كان مثلا لا مثلا كان اه لا يضحي يرى ان الاضحية بدعة او ان العقيقة بدعة وهو ممن يعيش بين المسلمين والمسألة ظاهرة نقول لا لا يؤجر على هذا الترك لا يعذر بهذا الجهل لانه مفرط لان جهله جهل تفريط والجهل كما نعلم ينقسم الاقسام جهل واعراض وجهل تفريط وجهل وجهل عجز الجهل ثلاث انواع جهل عجز وجهل اعراض وجهل تفيض اما التفريظ اما التفريط والاعراض فلا عذر بالجهل فيه واما العجز فبالتفصيل ذكرناه قبل قليل ان كان بين المسلمين وناشئا في البلاد مسلمين في المسائل الظاهرة فلا يعذر بجهله وان كان حديث عهد باسلام او ناشئا في بادية بعيدة فانه يعذر فانه يعذر بجهله قال فقد بينت الامور وثبتت الحجة وانقطع العذر وانقطع العذر ترجع لي بهذا الاثر ذكره في الجزء الاول او في رقم آآ تخريجه في عقيد عبدالعزيز واقرأ ثلاثة ابحثوا لوجهته اين هو المروزي ايه ويقال عبد العزيز اخطأوا اي نعم هو الاثر الاثر بهذا الاسناد منقطع. الاثر بهذا الاسناد قد قد رواه عمر بن في اخبار اهل المدينة من طريق الاوزاعي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهذا الاثر بهذا الاسناد لا يصح. هذا الاثر من الاسناد لا يصح. لكن المعنى المعنى على على ما فصلته ووضحته ليس عذرا في في المسائل الظاهرة في بلاد المسلمين وليس وعذرا في حديث عهد باسلام وناشئا ببادية بعيدة وفي المسائل الخفية هذه يعذر بها الجاهل في هذه المسائل الثلاث قال وذلك ان السنة والجماعة قد احكما امر الدين السنة والجماعة السنة وهو اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والجماعة هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد احكم امر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الاتباع اي بمعنى ان الحق اتضح وبان والحجة قامت وبلغت ولا عذر لاحد عند الله عز وجل بعد ارسال الرسل وانزال الكتب ثم قال واعلم رحمك الله تعالى ان الدين انما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لا يوضع على عقول الرجال وارائهم وعلم عند الله وعند رسوله ومراده بهذا بهذه المسألة ان المسلم مأمور مأمور بتعظيم الكتاب والسنة وان يكون حاله حاله حال السامع المطيع اذا بلغه الامر من الله عز وجل اذا بلغه الامر من الله عز وجل او من رسوله قال صدقنا وسمعنا واطعنا ولم يعارض قبر الله عز وجل وخبر رسوله بشبهة ولا امر الله وامر رسوله بشهوة وانما يقول سمعنا واطعنا ويتبع ولا يقول لما امرنا ولماذا امرنا وانما يقول سمعنا واطعنا ولا تعارض النصوص لا بالعقول لا بالعقول الزايغة ولا بالاهواء المضلة وانما موقف المسلم مع النصوص ان يقول سمعنا واطعنا والعقل مع النقل العقل مع النقل منزلة بمنزلة البصر مع النور بمنزلة البصر مع النور فكما ان العقل كما ان البصر لا يبصر الا ونور امامه فكذلك العقل لا حكم له اذا جاء اذا جاء الشرع فلا يعارض النقل بالعقل ولا ينازع النقل بالعقل وانما يكون العقل مع النقل تابع وسامع ومطيع فما ادرك معناه بعقله فالحمد لله وما لم يدرك معناه بعقله سلم وصدق وسمع واطاع. ولذا لما عارظ اهل الزيغ والضلال نصوص الكتاب والسنة بعقولهم زاغوا واضلوا حتى نبغ ونزغ باغية وطائفة ردت نصوص الكتاب والسنة بدعوى ان العقل لا يقبلها بل قرر الرازي في تأسيسه ان القواطع العقلية مقدمة على القواطع النقلية وان العقل مقدم على النقل واحتج بان العقل هو الذي دلنا على النقل فلا يقبل ما كان فلا يقل ما دل عليه الا بموافقة الدال وهذا معنى باطل. هذا معنى باطل واما يرد به عليه كحال عامي سأله اخر يقول ينزل العقل بمنزلة العامي والعالم بمنزلة النقل لو ان رجل استشارك في فتوى فقلت له انا لست بعالم ولكن العالم هو فلان العالم هو فلان اذهب اليه فاسأله فلما ذهب اليه قال العامي لا تقبل قوله انا الذي دللتك عليه وانا اولى اولى بقبول قولي منه لان لانك لم تعرف الا من طريقي يقال هذا حال العقل مع النقل فنحن العقل دلل على ان ان النقل لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد اما انت يا صاحب العقل فعقلك ضعيف عقلك يعتريه الخطأ ويعتريه الضلال وتعتريه آآ الاخطاء فكما حكمت لنا بان النقل لا لا لا يخطئ وان النقل معصوم فلا نقبل قولك لانك انت الذي دللتنا عليه كما قلنا في العامي لو قال العامي اسأل عبد العليم ثم قال وهذا العامي لا يفقه شيء فقال فلما ابتى اخونا بفتوى لم لم ترضي العامي قال العامي انا هذا قول غير صحيح وعليك ان تقبل قولي انا لماذا يقبل القول؟ قال لانني انا الذي دللتك عليه فانا اولى باتباعك منه نقول بقولك انه عالم وانك جاهل يدل على شيء انه هو العالم وهو الذي يسأل. واضح؟ فكذلك العقل مع النقل. وقد ابطل شيخ وقد ابطل ابن القيم طاغوت تقديم النقل عقل على النقل في صواعقه المرسل من اكثر من مائة وجه رحمه الله تعالى واطال في هذا المقام وذكر كلاما طويلا رحمه الله تعالى فهنا قال واعلم رحمك الله ان ان الدين انما جاء من قبل الله عز وجل لم يوظع على عقول الرجال ولذا لا تثبت قدم الاسلام الا على وجه الاستسلام لا تثبت قدم الاسلام الا على وجه الاستسلام لنصوص الكتاب والسنة فلا تعارض النصوص لا بالعقول ولا بالاراء قال لم يوظع على عقول الرجال وارائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الاسلام فانه لا حجة لك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته السنة واوضحها لاصحابه وهم الجماعة وهم السواد الاعظم والسواد الاعظم الحق اهله. من خالف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في شيء من امر الدين فقد كفر فقد كفر. اذا يقعد في هذه المسألة قاعدة مهمة ان نصوص الكتاب والسنة لا تعارض لا بالاراء ولا بالاهواء ولا بالاذواق ولا بالوجد ولا بالعقول وانما حال المسلم مع النقل التسليم والتصديق والسمع والطاعة والاتباع والامتثال والا ينازع فيأتيك بعض الجهلة ويروي حديث في البخاري عن ابي هريرة يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في اناء احدكم فليغمسه فان في احد جناحيه داء والاخر داء دواء. داء والاخر دواء فيقول هذا المتملق وهذا وهذا المتعالم وهذا آآ الجاهل يقول هذا يعارض العقول هذا قذر وهذه حشرات كيف كيف يكون في احدها جناح بالاخر في احد جناحيه داء وفي الاخر دواء نقول امنا بالله وامنا برسوله صلى الله عليه وسلم وصدقنا وسمعنا واطعنا ورسولنا لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم نقول سمع وطعنا وانت بمعارضتك لخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت تعلم صحة الخبر فقد كذبت برسول الله صلى الله عليه وسلم وكفرت بهذا الرد وان كنت جاهلا وان كنت جاهلا علمناك واقمنا الحجة عليك. فان اصررت على باطلك وعلى ضلالك كفرت بالله العظيم. لانك وصفت الرسول باي شيء بانه هو كاذب وانه لم وان هذا القول ليس بصحيح والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وانما يقول وانما ينطق بالوحي الذي يوحى فهذا الذي يجب على المسلم التصديق والسمع والطاعة ثم بين من هم الجماعة كما ذكرنا سابقا قال وهم الجماعة وهم السواد الاعظم اي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم الجماعة وهم السواد الاعظم وهم السواد الاعظم ثم قال بعد ذلك واعلم ان الناس ان يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها وهذا حق وظاهر ما وقعت بدعة الا وارتفعت سنة ما احدث الناس بدعة الا واماتوا سنة وما احييت سنة الا وامت بدعة فاحيوا السنن باشهارها واظهارها واميتوا البدع باماتتها وعدم ذكرها فاذا احيت البدع واميتت السنن انطمس نور الاسلام وانطمست السنة ولم يعرف الناس الا البدع والضلال واذا اميتت البدع واحيت السنة واظهر الناس السنة اميتت البدعة وقام قائمة الاسلام فالناس اذا ابتدعوا بدعة تركوا مثلها من السنة فاحذر ثم احذر ثم احذر المحدثات من الامور فان كل فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والظلالة اهلها في النار. والظلالة اهلها في النار. اما الضلالة فامرها واضح واما اهلها فاذا قامت عليهم الحجة واقيمت عليهم الحجة وبيت لهم الادلة واصروا على ذلك اي لم يرجعوا ولم يتوبوا فانهم ايضا ممن يستوجب النار ايجاب النار لهم بحسب نوع بدعتهم. ان كانت بدعة مكفرة فان ايجاب النار لهم على وجه الخلود والتأبيد وان كانت بدعة مفسقة فانهم متوعدون بدخول النار وهم ان دخلوها تحت مشيئة الله ان شاء غفر لهم وان شاء رحمهم وان شاء رحمهم ثم قال واحذر صغار المحدثات من الامور فان صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا. يعود حتى يصير كبيرا وهذا تحذير ايضا ان المسلم والسني لا يقلل من شأن البدع ولو كانت في قول ولو كانت في دعاء ولو كانت في فعل فان هذه الصائر اذا تركت واذا استمر الناس عليها عادت كبيرة فمن الناس مثلا من يتساهل عندما يرفع من ركوعه يقول سمع الله ليقول رب لك الحمد والشكر يقول هذا محدث لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم يقول وما يضر؟ انا ازيد شكرا لله عز وجل. نقول لا هذه الصغيرة مع تعودك عليها سيوقعك فيما هو اعظم واكبر منها. وكما قال عروة السيئة تقول اختي اختي وكما ذكرنا قبل قليل ان ان البدع اذا ظهرت اميتت السنن وان كل بدعة تفعل تترك مثلها من السنة فانت عندما تترك تزيد والشكر تركت سنة السنة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي قولك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فالبربهاري رحمه الله تعالى بهذه المسألة يبين خاطر البدع وانه لا فرق بين بدعة كبيرة صغيرة من جهة انها بدعة. ومن جهة انها ضلالة. وهذا يرد على قول من يقول كما ذكرت كالعز بن عبد السلام وتبعه على ذلك النووي وغيره ان البدع على خمسة اقسام. بدعة محرمة وبدعة واجبة وبدعة مكروهة وبدعة احوى بدعة مستحبة وهذا التفصيل وهذا التقسيم لا اصل له. بل البدع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة وليس في البدع ما هو هدى وليس في البدع ما هو حق وليس في البدع مهوى سنة ولا واجب واما ما يصوره بعضهم من جهة طباعة المصاحف مثلا او طباعة الكتب ويقول هذه البدع ويقول هذه ليست بدعة لان اصل هذا موجود في شريعتنا. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن وامر بكتابة السنة. فلم نأتي لم نأت ببدع من القول ولا ببدع من الفعل وانما اصل هذا الفعل شرعه نبينا صلى الله عليه وسلم وانما انما زدنا في ذلك زدنا بذلك كثرة الكتابة والطباعة لتوفر اسبابها. فاذا كان اصل العمل مشروعا الزيادة في ذلك عمل لا تعد بدعة انما البدعة البدعة ان يعمل شيء او يفعل شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود مع وجود سبب لذلك يقال البدعة هي كل ما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع قدرته على فعله ولم يفعله. فاذا فعل بعد ذلك فهو داخل في حد داخل في حد البدع داخل في حد البدع قال واحذر واحذر صغار المحدثات من امور فان صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا وكذلك كل بدعة احدثت في هذه الامة انا اولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها. فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم. بل ان اذا اذا استقرت وتمادى الناس في فعلها وربوا عليها حتى يربوا الصغير على هذه البدعة. ويهرم الكبير على هذه البدعة. هذا يزيدها رسوخا في الناس حتى يقال اذا غيرت غيرت السنة. واذا انكر على فاعلها قالوا ينكر السنة لان ترسخت في قلوب الخلق وترسخت في قلوب الناس. فلا تكن رأسا في احداث امر في دين الله لم يأذن به الله ورسوله. ولو كان قولا ولو كان فعلا فان البدع كلها فان البدع كلها ضلال نقف على آآ قوله فانظر رحمك الله نقف على هذا والله اعلم