الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابو عبيد رحمه رحمه الله تعالى في كتابه غريب الحديث في كتابه غريب الحديث في حديث علي رضي الله تعالى عنه ان الايمان يبدو نبضة في القلب. كلما ازداد الايمان ازدادت اللمضة. قال رحمه الله يروى ذلك عن عوف عن عبدالله بن عمرو بن هند الجملي عن علي. وهذا الاسناد فيه انقطاع. ومعنى الحديث ان علي رضي الله تعالى عنه يبين ان الايمان يزيد وان الايمان يزداد بالاعمال الصالحة. فقال ان الايمان يبدو لمظة اي نكتة صغيرة من البياض. كلما ازداد الايمان ازدادت اللمبة. اي ازداد ازداد البياض ازداد النور. فهو كذلك باجماع اهل السنة. باجماع اهل السنة ان الايمان يزيد قيادته بكثرة الاعمال الصالحة. فكلما ازداد العبد طاعة لربه سبحانه وتعالى ازداد ضياء وازداد نورا وازداد ايمانا وازداد خشية وازداد خشوعا وازداد انشراحا في نفسه وطمأنينة في قلبه كما انه كلما اعرض عن ربه سبحانه وتعالى ازداد ظلمة وضيقا وظنكا وهما وغما جزاء من جنس العمل والجزاء من جنس العمل. قال ابو عبيد اهل الحديث يقولون لمضة واهل اللغة يقولون لمبة قال الاصمعي اللمضة هي مثل النكتة ونحوها من البياض ومنه قيل فرس اذا كان بجحفلته شيء من البياض. والمحدثون يقولون لمضة العكس. المحدثون يقول بالفتح لمضة اللغة يقولون لمبة المحدثون يقولون لمضة بالفتح واهل اللغة يقولون لمضاء مثل تهمة وشهبة وحمرة وصفرة وما اشبه ذلك. قال وقد رواه بعضهم بلفظ لمطة بالطاء فهذا لا ولا نراه محفوظا اي انه من اغلاط المحدثين ومن تصحيب المحدثين. فهو اما ان يقال فيه كما يقوله المحدثون او يقال فيه لمضة كما يقوله اهل اللغة. ولا شك ان اهل اللغة هنا انها اللغة اصغر في هذا المعنى لان اللمضة المراد بها كما قال الاصمعي النكتة من البياض اي النكتة البياض تزداد كلما ازداد العبد ايمانا. والشاهد من هذا القول ان الايمان يزيد يزيد بالاعمال الصالحة وينقص بظدها وفي هذا الحديث حجة على ان على من انكر ان يكون الامام يزيد وينقص. الا تراه يقول كلما ازداد الايمان ازداد تلك لا احاديث في هذه كثيرة وعدة ايات للقرآن. وهذا محل اتفاق بين اهل السنة لا يختلفون ان يزيد ويزداد الذين امنوا ايمانا ولا خلاف بينهم في ان الايمان يزيد. والادلة على هذا كثيرة خلاف بلل خلافا للمرجئة من الجهمية والاشاعرة والماتريدية الذين يرون ان الايمان شيئا واحدا لا يزيد ولا ينقص. قال المروزي رحمه الله تعالى في تعظيم قدر الصلاة قال وروى ابو عبيد عن الحجاج ابن محمد عن ابن يريجل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبق بعد هذه الاية اليوم قال ابن جرير ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبقى بعد هذه الاية يعني اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا الا وثمانين ليلة اي ان النبي صلى الله عليه وسلم مات بعد يوم عرفة باحدى وثمانين ليلة اي ما يقارب الشهران تسعة عشر يوما او عشرين يوما اي بقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك احدى وثمانين ليلة ثم مات صلى الله الله عليه وسلم ومراده بهذا ان الدين كمل اكمله ربنا سبحانه وتعالى يوم عرفة واتم على المسلمين نعمة نعمته سبحانه وتعالى. فقال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ولذا قال مالك رحمه الله تعالى من زاد على محمد في تأكيد شريعته شيئا فقد اتهم الدين بالنقصان واتهم الرسول بعدم والله اكمل دينه ورسوله بلغ الامانة ونصح الامة وادى الرسالة صلى الله عليه وسلم. قال ابو عبيد فاخبر الله عز وجل انه انما اكمل الدين الان في اخر الاسلام. في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وزعم هؤلاء انه انا كاملا قبل ذلك وهذا من عظيم علم ابي عبيد ومن رسوخه في العلم انه استدل بهذه الاية ان الايمان يزيد. لان الله سبحانه وتعالى قال في اخر حجة في حجة النبي صلى الله عليه وسلم تسمى بحجة الوداع. انزل الله هذه الاية اليوم اكملت لكم دينكم اي ان الدين ما زال يكمل يكمل ما زال يزيد ويزيد حتى انتهى الى يوم عرفة من حجته صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيه اليوم اكملت لكم دينكم. فلو كان الإيمان كاملا والدين كامل من بعثة النبي وسلم لما ناسب ان يقول الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم. لان عند الجهمية وعند المرج يقولون الايمان كامل ولا يزيد ولا ينقص. فما معنى قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. بمعنى انه ما زال يزداد وما زال الله يفرض شرائع يزيد بها حتى انتهى الى قوله في يوم عرفة اليوم اكملت لكم دينكم. فكبر الدين وكان قبل ذلك كاملا لكنه زاده الله عز وجل والا الدين الدين يكمل بكل شريعة يأمر الله عز وجل بها. فاذا فرض الله شريعة اخرى ازداد الدين في ذلك. واذا فرض الله الشريعة الاخرى ازداد الدين كذلك حتى اكمل الله دينه فلا زيادة بعد ذلك ولا تشريع بعد نزول هذه الاية. قال ابو عبد الله يعني المروزي قال ابو عبيد فاخبر الله انه انما اكمل الدين الان في الاسلام في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وزعم هؤلاء الجهمية انه كان كاملا قبل ذلك بعشرين سنة. في اول ما نزل نزل عليه الوحي بمكة حين دعا الناس الى الاقرار به ولو كان كذلك ما كان لذكر الاكمال معنى. وكيف يكمل وقد؟ فكيف وكيف يكمل ما قد استقصى من عند اخره وفرغ منه؟ هذا قول غير مقبول بل هو قول باطل حتى لقد اضطر بعضهم حين ادخلت عليه هذه الحجة الى ان قال ان الايمان ليس بجميع الدين. ولكن الدين ثلاثة اجزاء فالايمان جزء والفرائض جزء والنوافل وهذا ابطل من القول الذي يرى ان الايمان لا يزيد. لانه قسم الدين واخرج الايمان من مسمى الدين. اخرج الايمان من الدين ودعا وجعل الايمان جزءا والفرائض جزءا والنوافل جزءا. فقال ان الدين فيها جزاء فالايمان جزء والفرائض جزر والنوافل جزر ولا شك ان الايمان هو الدين وان الدين هو الايمان ويدخل في الدين الايمان ويدخل فيه الاسلام ويدخل فيه الاحسان التي تسمى بمراتب الدين. قال ابو عبيد وهذا غير ما نطق به الكتاب؟ الم تسمع الى قول الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. فالدين عند الله هو الاسلام. وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وقال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا. فالدين هو الاسلام والايمان داخل تحت مسمى الاسلام كما ذكرنا سابقا الاسلام الايمان متغايران متلازمان متغايران من جهة المعنى متلازمان من جهة الحقيقة فالايمان شيء والاسلام شيء الا ان كل واحد منهما يلزم منه الاخر فلا يصح الاسلام بلا ايمان ولا يصح ايمان بلا اسلام فلابد لكل مسلم يقول مع اصل الايمان ولابد لكل مؤمن ان يكون معه اصل الاسلام ايضا. فاخبر ان الاسلام هو الدين برمته زعم هؤلاء انه ثلث الدين فصيروا ما سمى الله دينا كاملا ثلث الدين. هذا من تخبط الجهمية عليهم من الله ما يستحقون. فقال ابو عبيد في غريب الحديث ايضا في حديث عليه الصلاة والسلام ليس منا من غشنا. وهذا وعيد شديد يدل على ان من غش المسلمين فانه ليس منهم. ويدل على انه فعل امرا ينقص به ايمانه ويسلب منه اسم الايمان المطلق. قال الناس يتأوله انه يقول ليس منا اي ليس من اهل ديننا اي انه ليس من اهل الاسلام. وكان سفيان بن عيينة يرويه عن غيره لانه قال ليس اي ليس مثلنا. وقد انكر احمد هذا التفسير وقال كيف ليس مثلنا؟ ولو كان الانسان غير غاش فلن يكون مثل محمد صلى الله عليه وسلم لا يكون احد مثل محمد صلى الله عليه وسلم ولو فعل ما فعل. فالمعنى انه على وعيد شديد اي ليس مثلنا ليس منا اي ليس على ليس متمسكا بديننا اوليس متمسكا بالايمان الذي امر به. قال ابو عبيد وهذا تفسير ادري ما وجهه؟ لانا قد علمنا ان من غش ومن لم يغش ليس يكون مثل النبي صلى الله عليه وسلم. فكيف يكون من غشنا ليس مثلنا؟ قالوا انما وجهه عندي اي معنى الحديث ليس منا اي ليس هذا من اخلاقنا ولا من فعلنا ولا من هدينا وهذا وجه حسن لكن مراد من غش فليس منا انه على وعيد شديد وانه يجادب اسم الايمان المطلق وينتقص ايمانه بذلك وهو بوعيد شديد والوعيد هو قوله ليس منا. فعندما اخرجه النبي صلى الله عليه وسلم من انه مثله انه انه منهم دل على انه ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب. حيث اخرج من مسمى الايمان. وكما ذكرنا لا يلزم من الاخراج من الايمان المطلق ان يخرج المطلق الايمان فاذا خرج من الايمان المطلق يبقى في دائرة مطلق الايمان. قال وهذا شبيه بالحديث الاخر ان كان يطبع المؤمن على كل شيء الا الخيانة والكذب. بمعنى ان الانسان لا يجب على الكذب. ولا يتبع الخيانة يجبل على السلامة من الكذب والخيانة وانما يتطبع بالكذب والخيانة. ولذا جاء في احداث ضعيف قال المؤمن المؤمن لا يكذب قال المؤمن لا يكذب بمعنى ان المؤمن يجانب الكذب يجانب الكذب والمراد بهذا الحديث ان الكذب والخيانة يتطبعهما العبد. ولا يفطر عليهما. فالانسان يولد على الفطرة السوية وعلى الفطرة السليمة والفطرة السوي والسليم لا يكون صاحبها كذابا ولا خائنا ولا غادرا وانما يكتسب ذلك بخلطته طباعه التي يراها والا لو بقي الانسان على فطرته التي فطر عليها لم يكن كاذبا ولم يكن خائنا ولم يكن غادرا وانما باخلاق يتخلق بها بالوالدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فابواه يمجسانه يهودانه ينصرانه فكذلك ايضا يكتسب هذه الطباع من محيطه الذي يعيش فيه. قال ابو عبيد رحمه الله تعالى ايضا في غريب الحديث في حديث عبيد ابن الايمان هيوم. الايمان هيه وهذا لا يصح مرفوعا انما هو من قول عبيد ابن عبيد الليثي رحمه الله فاختلف الناس ما معنى هذا الحديث؟ الايمان هيه. قيل ان المؤمن يهاب. عندما هاب الله وخاف الله عز وجل هابه بس فيملأ الله عز وجل قلوب مخالفيه منه رعبا. وهذا قد يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب فكل من تمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فان الله ينصره بهذه الخصيصة العظيمة وهي ان اعداءه يرعبون منه اعداء يرعبون منه ويخافون منه. فحمل بعضهم هذا الحديث على هذا المعنى هو قوله الايمان هيوم. فايهاب وهذا قال فيه ابو عبيد وهذا ليس بشيء. ولو كان ذلك لقيل مهيب. والقول الاخر ايوب اي ان الايمان يمنع العبد من الوقوع في المعاصي والذنوب فيجعله يهاب الايمان هيوم اي يجعل صاحبه هائبا خائفا وجلا ان وقع في معصية فان ايمانه يملأ قلبه خوفا فخشية فيتبع ذلك باي شيء بالتوبة والاستغفار والرجوع الى الله عز وجل وهذه النفس اللوامة فهذا معنى الايمان اي انه يهيب صاحبه ويخوف صاحبه ويمنعه من الذنوب. فالمؤمن هيوم يهاب الذنوب لانه لولا الايمان ما هام الذنوب. عندما ترى من الناس من يكون جريء على المعاصي. جريء على المنكرات يشرب الخمر ولا يبالي يقع في الزنا ويضحك ولا كأنه فعل شيء بمعصية الله عز وجل. بينما المؤمن الصادق لو نظر نظرة نظرة الى محرم اخذ يلوم نفسه عليها اياما وليالي ويعيب نفسه بهذا الفعل المنكر. وذلك بعد الايمان هيوب اي انه يحمله الايمان على ان يهاب الذنوب ويخافها. اما المؤمن فانه يرى ذنوبه كجبل كأنه جالس تحت كجبل يخشى ان يقع عليه. واما المدافع فيرى ذنوبه كذباب طار على انفه فقال به هكذا. هذا حال المنافق اي انه لا يبالي ولذلك النفاق لا يخاف الا مؤمن ولا يأمنه الا منافق. فالمؤمن تجده خائفا وجلا من عذاب الله وهو وهو يسير على طاعة الله عز وجل. بينما المنافق الفاجر تجده واقع فيما حرم الله جريئا على معصية الله ومع ذلك تجد لا يبالي ويمني نفسه ويرجيها بان الله غفور رحيم. فهذا معنى الايمان هيوب اذا قال لانه لولا الايمان ما هابت ذنوب ولا خاطف الفعل كانك فالفعل كانه للايمان واذا كان فهو للمؤمن الا تسمع الى قول الله تعالى الى قوله تعالى اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا عندما قالت ذلك مريم لمن؟ لجبريل عليه السلام ان كنت تقيا فاني اعوذ بالله منك ولذلك اذا المؤمن اذا استعين به بالله الا استعيذ منه بالله تجده يعين يعيد المستعين ويخاف ويهاب ولذلك تجده اذا قيل سادعوا الله عليك يقف ويراجع افعاله واقواله حتى لا يصاب بدعوة المسلم. قال انما مريم بالتقوى ويروى في هذا على الرواء بل قال قد علمت مريم ان التقي ذو لهية قد علمت مريم ان التقي ذو ذو رؤية اي ان هناك ما ينهاه. ومنه قول عمر بن عبد العزيز التقي ملجم التقي ملجم بمعنى انه انه يمنع من الوقوع في الذنوب والمعاصي يمنعه تقوى تمنعه تقواه يمنعه ايمانه. فانما هذا من قبل التقوى والايمان وهو جائز في كلام العرب ان يسمى الرجل باسم الفعل الا تسمع الى قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر انما تأوي لما يقال الله عنه ولكن البر وايمان من امن بالله فقام الاسم مقام الفعل. قال ابو عبيد بعد ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الايمان يماني والحكمة هذا الحديث رواه البخاري وكذلك مسلم ابو هريرة من طرق كثيرة وجاء ايضا حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وجاء له اسائل كثيرة الايمان يماني وانما بدأ الايمان مكة هنا وجه ابو عبيد الحديث ان المراد بقوله صلى الله عليه وسلم ان الايمان يماني ان المراد لذلك من اهل مكة واهل المدينة لانهم من اهل تهامة. فقيل ان الايمان يماني اي بدا من اهل مكة. ولم يذهب ابو عبيد لان المراد اهل اهل اليمن الذين في ذلك انما اراد انهم اهل مكة لان الايمان بدا من من مكة لانها مولد النبي صلى الله عليه وسلم ابعثه ثم هذه المدينة ففي ذلك قولان احدهما انه فانه يقال ان مكة من ارض تهامة. ويقال ان تهامة من ارض اليمن ولهذا يسمى ما مكة من ارض اليمن واتصل بها التهاين فكأن مكة على التفسير يمانية فقال الايمان يماني اي ان الايمان بدأ من مكة القول اخر انه قال ذلك انه يروى في هذا الحديث انه قاله وهو في تبوك في ناحية الشام واشار الى اليمن الايمان يماني بذلك من؟ المدينة. اراد ذلك الانصار اهل المدينة. ومكة. ومكة والمديحين بينه وبينه. فاشار الى ناحية اليمن وهو مكة والمدينة فقال الايمان يماني اي هو من هذه الناحية فهما وان لم يكونا من اليمن فقد يجوز ان ينسب اليهما اذا كانتا من ناحيتهما وهذا كثير في كلامهم فاشل الا تراهم قالوا الركن اليماني فنسنا اليمن وهم مكة لانه مما يليه تشير الى الجهة وتسمي الشيء بما فيما كان في جهة يقال هذا الركن الشامي لانه في جهة بشام ويقال ركن يماني وفي جهة مكة وانشد على ذلك ابياتا منها قال وكنت امينه لو لم تخنه ولكن ولكن لا امانة لليماني ولكنه كان ما يلي اليمن وقال ابن مقبل وهم بني عجلان من بني عامر قال طاف الخيال بنا ركبا يمانينا ودون ليلا عواد لو لو تعدين فنسب نفسه اليمن لان الخيال طرف لان الخيال طرقه وهو يسير ناحيته لما كجى اليمن ومر به هذا الخيال سمى نفسه يمانيا قال ابو عبيد واخبرني هشام الكلبي انه ان سهيل بن عبد الرحمن بن عوف تزوجت ثريا بنت فلان بني امية من العمالات وهي امية الصغرى فقال عمر بن ربيعة الشاعر وهو قد انشده اياه الاصمعي ايها المنكح الثريا سهيلة ايها المنكح الثريا سهيلة ثريا بنت فلان وسهيل بن عمرو وسهيل بن عبدالله بن عوف قال ايها المنكح الثريا سهيلة عورك الله كيف يلتقيان؟ عمرك عمرك كيف يلتقيان هي شامية اذا اذا ما استقلت وسهيل اذا اذا استقل يماني فشبه سهيل لجهة اليمن و كذلك الثريا التي في جهة الشام شبه هذين الزوجين بهذين النجمين وان لا يمكن ان يجتمع الثريا مع سهيلة ابدا لان هذا اذا خرج له جهة اليمن والثريا اذا خرجت خرجت لجهة الشمال ولا يمكن تبع الشمال مع الجنوب ابدا. فجعل اللجوء مثالا لاتفاق اسمائهما. ثم قال هي شامية قال ابو عبيد فجعل النجوم مثال لاتفاق اسمائهم للنجوم قال ثم قال هي شامية فانا الثريا التي بالسماء وذلك ان الثريا اذا ارتفعت اعترضت ناحية الشام مع الجوزاء حتى تغيب حتى تغيب في تلك الناحية وقال سهيل استقل يماني انه يعلو من ناحية اليمن. على كل حال هو اراد ان يستدل بهذا ان قد يسمى الشيء بجهته فيكون قوله صلى الله عليه وسلم الايمان يماني ليس المراد به اهل اليمن حقيقة وانما المراد بهما اهل مكة والمدينة والقول الثالث لم يذكره ابو عبيد وهو الصحيح ان المراد بذلك اهل اليمن حقيقة وليس هو على كل حال وليس في كل زمان وانما كان الخطاب في ذلك في ذلك الوقت. ويلحق بهما من كان على شاكلة من مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي قال قال هذا الحديث في اهل اليمن الذين هم الاشعريون عندما جاء الاشعريون وهم مؤمنون بالله ورسوله وكانوا اهل عبادة وصلاح قال الايمان يماني والحكمة يمانية فمدح فمدح نبينا صلى الله عليه وسلم اليمن لذلك وجاء في حديث اخر اني اجد نفس الله من جهة اليمن اي الفرج الذي يأتي من جهة اليمن فعلى هذا يقال ان الحديث يراد به اهل اليمن ومعنى ان الايمان يماني اي ان اسعد الناس بالايمان هم اهل اليمن وانهم يتصفون بكمال ايمانهم وصلاحهم. ولا يقول قائل ان هذا الوصف يطلق على كل يماني فان من اليمانية من كان من افسر خلق الله فالاسهم الانسي كافر بالله عز وجل وهو من اهل اليمن كافر بالله فلا يقولن ان ينطبق عليه وانما ينطبق الحديث على اهل اليمن الذين هم على وفق ما كان عليه ابو موسى الاشعري واصحابه الاشعريون ومن كان انا على ايمان وهدى ويكون المعنى الاخر ايضا ان ان اليماني اقرب الى الحق من غيره. اذا ذكر بالله تذكر واذا وعظ التعب فيكون ايضا هذا من معانيه. وقد رجح ابن حجر هذا القول انه انه بلوا على الحقيقة. وانه يصدق في في الحال ولا يمنع ان يكون في المآل اي لاحقا والان لا يمنع ذلك لكن بالاجماع ليس وصف لكل وانما هو وصف لمن؟ تمسك بالاسلام وتمسك بالدين وتمسك بالسنة فانه هو الذي يمدح بهذا المدح ويقال الايمان يماني قال ويذهب كثير من الناس في هذه في هذا الى الانصار اي ان الايمان من يقول هم الانصار لانهم نصروا الله ونصروا الايمان وهم بمانية فنسب الايمان اليهم على هذا المعنى وهو احسن الوجوه عندي. اذا ذكر ابو عبيد كم ذكر ذكر ابو عبيد ثلاثة اقوال ان اهل مكة مكة والمدينة انهم الانصار والانصار للاوس والخزرج وهم ابناء ابناء مالك والخزرج من القحطان الكبرى الذين نزحوا من اليمن فان اهل اليمن عندما انهد وعندما فان خرب سد مأرب تفرق اهل اليمن تفرقوا الى الى عشرة اولاد خرج عشرة اولاد تشاءم ستة وتيامن اربعة فاوس والخزرج هم ممن؟ ممن تيامن وسكن الحجاز. فاصل مبدأ نسبهم من من اليمن. هذا ما قاله عبيد قال ابو عبيد ومما يبين ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم اهل اليمن قال اتاكم اهل اليمن هم الين قلوبا وارق افئدة الايمان يماني والحكمة يمانية وهم انصار النبي صلى الله عليه وسلم ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار. فاما قولا ما قدم اهل اليمن قال اتاكم اهل اليمن هم من الذين جاءوا من جهة اليمن. والاشعريون هؤلاء قبيلة. من الازد والازد يسكنون في اه الجنوب منهم منهم منهم كغامد ومنهم زهران هؤلاء هم ما يسمى بقبائل الحجر يدخلون في هذا ويلحق بهم ايضا اهل اليمن الذين هم من زبيد من زبيد وما شابه ذلك. فالحديث يشمل من في الجنوب ويشمل ما ذلك الى ان يحده البحر فهؤلاء هم اهل اليمن. فيكون المعنى ان الاصل في اهل اليمن ان فيهم رقة القلوب وفيهم رقة الافئدة وفيهم انهم يستجيب الحق ويقبلونه ولا يكابرون. وهذا تلمسه تلمسه من القبائل عندما تأتي الى بعض التي تسكن الجبال وتسكن الصحراء وتجد فيها من الغلظة والقسوة ما لا تجده فيها اليمن. واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان الا ان القسوة الغلظة عند الفدادين عند اهل الخير والابل. عند اهل الخيل والابل ما فيهم غلظة وقسوة لما لمخالطتهم لتلك البهائم التي فيها شدة بخلاف اليمن فانما اهل غنم اهل غنم وبقر ففيهم من اللين ما ليس في اهل الابل في اهل الابل والخيل لان فيهم شيء من الكبر والفخر والخيلاء بخلاف اهل اليمن ففيهم اللين والرقة والله تعالى اعلم. في هذه ختمنا كتاب ابي عبيد وايضا اتبعناه بملحق بالملحق الذي ذكر ذكره جامعه فالحمد لله على التمام ونسأل الله عز وجل ان يجعل ما قلناه وما سمعناه حجة لنا لا علينا وان يزيدنا الله به ايمانا وهدى وصلاحا وتقوى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد