قال المؤلف رحمه الله علو قهر وعلو الشأن جل عن الاضداد والاعوان كزله العلو الفوقي على عباده بلا كيفية. ومع ذا مطلع اليه بعلمه مهيمن عليهم وذكره للقرب والمعية لم ينفي للعلو الفوقي. فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في بعلوه حي وقيوم فلا ينام وجل ان يشبهه الانام. لتبلغ الاوهام كنه ذاته ولا يكيف صفاته نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الماتن رحمه الله تعالى قال كذا قال علو القهر علو قهر وعلو الشأن عن الاضداد والاعوان. البيت الذي بينا معنى علو القهر وبينا معنى علو الشأن وانه بمعنى علو شأنه انه عالم بذاته واسمائه وصفاته وعلوه بذاته انه مستو على عرشه سبحانه وتعالى ثم قال رحمه الله تعالى كذا له العلو والفوقية على عباده بلا كيفية مراده رحمه الله تعالى ان اهل السنة مجمعون ومتفقون على ان الله سبحانه وتعالى عال على خلقه وانه سبحانه وتعالى فوق خلقه وهذه المسألة مسألة علو الله بذاته وفوقيته على خلقه يخالف فيها اهل الباطل قالوا فيها الجهمية ويخالف فيها ايضا اه متأخر الاشاعرة والماتريدية فهم لا يثبتون جهة العلو ان الله فوق خلقه بذاته قد تراهم يثبتون العلو المطلق بطول العلو المطلق ويريد بذلك علو الشأن والقدر والقهر. واما علو الذات فينفونه بدعوى ان اثبات العلو يقتضي التجسيم ويقتضي التشبيه وهذا باطل فادلة علو الله عز وجل كثيرة جدا في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا دل على ذلك العقل ودل على ذلك الفطرة. فيقول الحافظ رحمه الله تعالى كذا له العلو الفوقية اي انه كما انه له علو القهر وله علو الشأن كذلك ايضا له علو علو كذا له العلو الفوقية على عباده بلا كيفية اي اننا نثبت علو الله عز وجل وانه فوق مخلوقاته وانه فوق عرشه سبحانه وتعالى. وقد ذكر الله عز وجل علوه على عرشه في سبع ايات الرحمن على العرش استوى وباجماع المفسرين وباجماع اهل اللغة ايضا اذا عدي الاستواء على فليس له معنى الا العلو والارتفاع فهذه نصوص صريحة ان الله سبحانه وتعالى فوق خلقي وكما قال تعالى الملائكة يخافون ربهم من فوق. من فوقهم فهذا باتفاق اهل السنة ان الله على عال على خلقه وانه فوق خلقه وان وانه مستو على عرشه سبحانه وتعالى والايات في هذا كثيرة قال جل قال على عباده بلا كيفية. اي بمعنى بلا كيفية انه لا نستطيع ان نكيف هذه الصفة بمعنى ان آآ نقول ان الله استوى على عرشه على طريقة كذا وعلى كيفية على كيفية كذا كما قال الامام مالك وربيعة قبله قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فنحن نثبت ان الله عال على عرشه ومستوى على عرشه. لكن كيفية استوائه نقول نجهله ولا نعلمه لان الكيفية تحتاج الى اي شيء الى مشاهدة واطلاع. ونحن لم نطلع ولم نشاهد كيف استوى ربنا على عرشه. لكن من جهة الحقيقة والمعنى نثبت ان الله على اعرشي مستو بمعنى انه عال ومرتفع على عرشه سبحانه وتعالى فهذا معنى الرحمن على العرش استوى انه عال ومرتفع على عرشه وبعد اي مع انه فوق عرشه سبحانه وتعالى وان له العلو على خلقه وله الفوقي على خلقه وانه على عرشه ايضا مع هذا كل مع اثبات علوه كذا كذا مطلع ومع ذا مطلع اليهم على مطلع مطلع اليهم بعلمه مهيمن عليهم وهذا يسمى عند اهل العلم مسألة معية الله معية الله عز وجل تسمى بمعية الله عز وجل لخلقه وهي ان الله عز وجل معنا. حقيقة وهنا يقول الحافظ رحمه الله تعالى وهو مع ذا اي مع علوه وفوقيته على خلقه هو ايظا مطلع اليهم بعلمه واطلاع ربنا على خلقه بالعلم والسمع والبصر هذه بالاجماع. باجماع اهل السنة وهو معنا اينما كنا. قال مالك. وقال ابن الوار قال الاوزاعي معنا بعلمه سبحانه وتعالى وايضا عندما نثبت انه معنا بعلمه وسمعه وبصره واحاطته لا يمنع ذلك ايضا ان يكون معنا حقيقة بذاته ولا يلزم من معيته بذاته الممازجة والمخالطة فالله فوق عرشه حقيقة وهو معنا ايضا حقيقة ولا يلزم من اثبات معيته انه معنا ممازجا مخالطا لنا وكما تقول سرت والقمر فانت تخبر ان القمر معك والقمر في اعلى وانت دونه ومع ذلك عندما تقول سرت والقمر القمر حقيقة ومعك بذاته حقيقة وليس في معيته لك ممازجة ولا مخالطة فهذا ايضا هو قول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهو قول صحيح لا اشكال فيه لان شيخ الاسلام عندما اثبت المعية بحقيقتها لم يثبت الممازج والمخالطة واما اهل السنة واما متقدمي اهل السنة فحملوا قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم انه معنا بعلمه وسمعه وبصره واحاطتي من باب الا يتصور العقل انه معنا ممازج مخالط فشيخ الاسلام يقول هو فوق عرشه وينفي الممازج والمخالطة وهو معنا حقيقة. على هذا نقول اهل السنة يثبتون انه مع علو ربنا وانه مع فوقيته مطلع على خلقه يراهم والله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء مطلع عليهم ببصره سامع لهم بسمعه عالم بهم بعلمه سبحانه وتعالى. فلا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ولا ولا يخفى عليه صوت وان دق فيسمعه سبحانه وتعالى. ويرى كل شيء وهو العليم الخبير. الخبير الذي يرى ما في بواطن الامور سبحانه وتعالى ويعلم ما في بواطن الامور. ومراده اننا اذا اثبتنا علو الله عز وجل فلا يلزم من هذا الاثبات ان الله لا يعلم بخلقه وان الله لا يسمع خلقه وان الله لا يرى خلقه بل نقول هو فوق عرشه ولا يخفى عليه من عباده شيئا. وكما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عندما ذكر ان الله ان فوق السماء سماء وفوق الى ان ترى الكرسي والعرش قال وفوق ذلك ربنا ولا يخفى عليه شيء من عملي عباده سبحانه وتعالى. فليس هناك كسماء تحجب تحجب عن رؤية الله عز وجل. الله يرانا ولا يحجبه شيء سبحانه وتعالى عن رؤية خلقه وعن من سماع خلقه وعن علمه بخلقه سبحانه وتعالى فهو مع علوه وفوقيته على خلقه محيط بخلقه. محيط احاطة تامة كاملة احاطة علمية بعلمه واحاطة بسمعه واحاطة ببصره. ولو قلنا انه معنا حقيقة ايضا بذاته فلا يلزم من معيته الممازجة والمخاطبة بل هو معنى بذات حقيقة وهو فوق عرشه لكن عبارة معنى بذاته لم يتكلم بها السلف ولم يعبر بها السلف فقال ومعنا حقيقة وهو فوق عرشه سبحانه وتعالى وهذا ما اراده الحظ قال ومع ذا طالع اليهم بعلمه مهيمن عليهم. اي مطلع وحفيظ وشهيد على عباده ومحيط بهم سبحانه تعالى قال وذكره للقرب والمعية لم ينفي للعلوي لم ينفي لم ينفلوا العلو والفوقية اي انه لم ينفي للعيون الفوقية. فالله ذكر وهو معكم اينما كنتم. قال وهو معكم اينما كنتم فقوله وهو معكم اينما كنتم لا ينفي انه فوق عرشه ولا ينفي علوه وفوقيته على خلقه الله يقول ما يكم النجوى ثلاث الله هو؟ رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم. فهذا يدل على ان الله معنا سبحانه وتعالى معنا بعلمه معنا ببصره معنا بسمعه معنا حقيقة سبحانه وتعالى ومع اثبات دنوه علمه وقربه لا ينفي علوه وفوقيته فهو فوق عرشه سبحانه وتعالى وهو ايضا معنا حقيقة. الذي يراك ويسمعك ويعلم جميع ما تتحرك وتقول وتفعل ومعك حقيقة فهذا معنى القول الناظم وهذا معتقد اهل السنة والجماعة ان الله فوق عرشه وهو مع فوقيته قريب من عباده به ولذلك قد جاء في حديث موسى الاشعري في الصحيحين عندما اخذ الملائكة عندما اخذ الصحابة يدعون ويكبرون الله ويرفعون اصواتهم قال على انفسكم فان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته وقال تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد الوريد. فالله قريب من عباده سبحانه وتعالى وهو معهم اينما كانوا لا يخفى عليه شيء من افعالهم واقوالهم وهو مع هذا الدنو هذا القرب وهذا الدنو هو فوق عرشه سبحانه وتعالى ولا تنافي ولا تعارض بين كونه في العلو وهو معنا. ولله المثل الاعلى في خلقه في خلقه ما يكون مثل ذلك فانت تسير والقمر والقمر في السماء ويسير معك وتقول سرت والقمر معي. فالقمر معك لانك تسايره وتراه وتشاهده فهو معك حقيقة. ولو صرت ان انت في لو صرت انت في الارض وكان بجانبك رجل يسير في طابق علوي وتمشيان ويراك وتراه لقلت ترت انا وفلانة معي وامع انه في مكان اعلى من مكانك ويصدق عليك ويحق لك ان تقول صرت انا وفلان معي فهو ومعك حقيقة لانه يشاهدك ويسمعك تشاهده انت وتسمعه فهو معك حقيقة فكذلك رب وله والمثل الاعلى وفوق عرشه وفوق عباده وهو قريب من عباده سبحانه وتعالى قالت فانه العلي في دنوه اي العلي مع قربه العلي مع انه ما يكم من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. العلي وهو الذي يقول وهو معكم اينما كنتم. فلا تنافي بين كونك في العلو وبين كونه وهو معكم اينما كنتم. فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه. هو قريب وهو علي سبحانه وتعالى. وهذا من خصائص ربنا سبحانه وتعالى ان له فوق عرشه وقريب من عباده. يسمع يسمع كل شيء يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. ويرى ويرى النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء بل يرى انتقال الدم في مفاصلها وانتقاله من عرق الى عرق. الله سبحانه وتعالى يرى كل شيء ولا يخفى عليه شيء ابدا. وهو مع هذا القرب والدنو من عبادي سبحانه وتعالى هو ايضا في ايات محكمات كثيرة في كتابه يقول الرحمن على العرش استوى. اامنتم من في السماء فاثبت علوه وفوقيته سبحانه وتعالى واثبت ايضا كونه قريب من عباده. وقربه ومعيته تنقسم الى قسمين. معية خاصة ومعية عامة معية خاصة كما قال تعالى ان الله مع الذين اتقوا ان الله مع المحسنين ان الله مع الصابرين فهذه معية خاصة صلى الله عز وجل بها عباده الصالحين ومعيته الخاصة تقتضي النصرة والتأييد والحفظ والرعاية والكلائة منه سبحانه وتعالى لعباده الصالحين. ومعية عامة لجميع خلقي كما قال الا وهو معكم اينما كنتم وما النجوى ثلاث لهو رابعهم وهي معية احاطة. معية احاطة وقدرة ومعية علم وسمع وبصر منه له ومنه بصر منه سبحانه وتعالى لخلقه وعباده اجمعين قال رحمه الله فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه. حي يقول حي وقيوم فلا ينام وجل ان يشبهه الانام. وهذا ايضا من اسماء الله عز وجل فاثبت له انه الحي. فمن اسماء الله الحي الذي له الحياة الكاملة التي لا يعتريها سنة لا يعتريها سنة ولا يعتريها نوم ولا يعتريه موت سبحانه وتعالى فهو حي لا يموت حي قيوم فهو الذي له صفة الحياة في نفسه وهو الحي وهو الحي سبحانه وتعالى وهو المحيي لجميع خلقه وعباده. فكل الخلق يحيون باحياء الله عز وجل لهم. فمن اسماء الله الحي ومن صفاته صفة الحياة وهي صفة ذاتية قائمة لا تنفك عن ربنا ابدا سبحانه وتعالى. وهو القيوم القائم بنفسه المقيم بغيره. والقيوم الذي له الكمال المطلق في قيوميته وقيامه بنفسه وقيامه ايضا بخلقه سبحانه وتعالى. فهنا ذكر قال حي وقيوم فلا ينام. فنفى النوم عنه سبحانه فنفى النوم عنه سبحانه وتعالى. فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم نفي السنة والنوم عن ربنا سبحانه وتعالى ليدل على كمال حياته وكمال قيوميته سبحانه وتعالى وانه سبحانه وتعالى لا يعتريه نقص ينافي كماله ولا يعتريه نقص ينافي صمد نيته سبحانه وتعالى وقوته سبحانه وتعالى. فقال هنا فانه العلي فان قال حي وقيوم فلا ينام ان يشبهه الانام. والمراد بالمشابهة هنا المماثلة المماثلة. لان المشابهة تكون من بعظ وجوه والمماة تكون من كل الوجوه تكون من كل الوجوه. فمراد الحافظ بقوله ولا وجل ان يشبهه الانام اي ان يشبهه الانام في خصائصه التي اختص بها سبحانه وتعالى. ومن خصائصه كمال حياته. ومن خصائصه كمال قيوميته فالمخلوق له حياة وله قيومية الا ان حياته يعقبها فناء. ويعقبها موت. وقيوميته ايضا يعقبها زوال وفناء فكل من عليها فان. اما ربنا سبحانه وتعالى فهو الحي الذي لا يموت هو الحي الذي لا يموت. وهو القيوم الذي لا خذه سنة ولا نوم سبحانه وتعالى. فاراد بهذا قال وجل ان يشبهه الانام اي ان الانام لا يشابهون الله عز وجل من جهة خصائصه التي اختص بها. فالله هو الرب ولا يشابه المخلوق في هذا في هذا الوصف. والله الاله ولا يشابه المخلوق ايضا في هذا الوصف. والله الحي القيوم الذي لا يشابه من جهة كمال حياتك مال قيوميته والمخلوق لا يماثل الخالق. ومن شبه الله بخلقه كفر. ومن شبه الخلق بالله ايضا كفر بمعنى من ماثل المخلوق بالخالق في خصائص الخالق كفر بالله عز وجل لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالله سبحانه وتعالى ليس له آآ مثل وليس له كفؤ وليس له ند سبحانه وتعالى. واما المشابهة من جهة الالفاظ كان يشترك الخالق والمخلوق في آآ اسم من جهة لفظه ايوا اصلي معناه فهذا قد يقع الله حي والقي والمخلوق حي. يشابه من جهة ان ان المخلوق يوصف بانه حي طالق يوصف بانه حي ولا يقتضي المشابه هنا المماثلة لا يقتضي المماثلة من جهة حقيقة الصفة ولا من جهة كمالها ولا من جهة آآ كمال معناها ايضا. فالتشابه هنا وان كان لفظيا وفي اصل الصفة الا ان بينه من التفاوت الشيء الذي لا يمكن ادراكه ووصفه. اذا قوله هنا حي وقيوم فلا ينام وجل ان يشبهه الانام لا تبلغ الاوهام. لا تبلغ الاوهام كل هذا كلها ذاته. ولا يكيف الحجى صفاته. اي بمعنى ان الانسان ولو توهم توهم اما ذات ربه او صفات ربه واراد ان يدرك كنه تلك الصفات او تلك الذات لا يستطيع بل كل شيء يقع في ذهنك ان الله على صورته فالله بخلافه لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكل ما تتصوره بعقلك او تتوهمه بفكرك فالله بخلافه لا تستطيع العقول ولا تستطيع الاوهام ان تدرك كنها ذات الله عز وجل اي كيفية ذات الله وحقيقة صفات الله عز وجل ولا تبلغ ولا ولا يكيف الحج صفاته لا يكيف الحجا صفاته سبحانه وتعالى والحجا هم اصحاب العقول اي لا تكيف العقول صفات ربنا سبحانه وتعالى. لماذا؟ لان صفات لان الصفات التي وصف الله عز وجل به بها نفسه لا يمكن لمخلوق ان يدرك حقيقتها. ولا ان يدرك كيفيتها. لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو سميع البصير وعلى اي آآ كيفية تصورت في ذهنك فالله بخلافه سبحانه وتعالى لانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ونفي التكييف لا يعني اه نفي الوجود لا يعني نفي الوجود وانما يعني نفي العلم بالكيفية. فصفات الله لها كيفية ولها ثقة لكن لا نعلم هذه الكيفية لا نعلمها لان لان اه تكييفها يحتاج الى مشاهدة والى رؤية والى احاطة والله لا يحيط احد بعلمه ولا يحيط احد بصفاته ولا يحيط احد بذاته ولم يشاهد احد ربه سبحانه وتعالى حتى محمد صلى الله عليه وسلم عندما قيل له ارأيت ربك؟ قال نور ان اراه. وقال صلى الله عليه وسلم اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى حتى تموتوا. ولذا لما سئل مالك رحمه الله تعالى عن الاستواء قال الكيف مجهول بل كيف مجهول وفي وفي رواية قال الكيف غير معلوم. ولم يقل الكيف ليس له كيف او نفى الكيف مطلقا وان كما نفى العلم به نفى العلم به. كيفيات كيفية صفات الله وكيفية ذات الله عز وجل. نقول لا يمكن للعقول ان ان تدرك كنهها ولا يمكن للاوهام ايضا ان ان تبلغ كنها ذاته وصفاته سبحانه وتعالى قال باق فلا يفنى ولا يبيت باق فلا يفنى ولا يبيد. الله سبحانه وتعالى هو الاخر الذي ليس بعده شيء فهو باق بذاته وباق باسمائه وباق بصفاته وباق بافعاله فهو باق وهو معنى قوله الاخر فهو الاول والاخر الذي ليس بعده ليس بعده شيء فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء. وكل سوى الله عز وجل فيلحقه الفنا كما قال تعالى كل شيء هالك الا وجه كل من عليها فان ويبقى وجه ربك معنى بقائه اي انه ولا يعتريه ثناء ولا زوال سبحانه وتعالى. وهذا يتعلق بذاته ويتعلق باسمائه ويتعلق بصفاته وافعالي. باق فلا يفنى ولا يبيت اي لا ينتهي ولا يزول ولا ولا اه يفنى سبحانه وتعالى. قال ولا يكون غير ما يريد وهذا الارادة هنا اي لا يكون في هذا الكون ولا يقع في هذا الكون الا ما اراده الله عز وجل. والارادة هنا قادف المشيئة العامة ترادف المشيئة. لان الارادة ارادتان ارادة شرعية وارادة كونية كونية. فالمراد هنا ولا يكون الا ما يريد الارادة الكونية التي بمعنى المشيئة العامة. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم انما قال اول ما خلق الله القلم قال اكتب. قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وبالمراتب القدر عند اهل السنة بعد العلم الخلق والمشيئة الخلق والمشيئة فكل شيء يكون في هذا الكون فقد شاءه الله عز وجل واراده. والذي لم يرده ربنا سبحانه وتعالى فانه فانه لا يقع الا اذا كان الا اذا كان المراد متعلق بالارادة الشرعية. ويمكن ان نقسم الارادة الى قسمين. ارادة كونية وهي تراد في المشيئة. وارادة شرعية والارادة الكونية تتعلق بكل ما سيكون. تتعلق بما كان وما يكون وما سيكون في المستقبل. فكل ما سيقع فانه متعلق الارادة الكونية. واما القسمة وهي الارادة الشرعية فهي فهي تتعلق بكل ما يحبه الله ويرضاه وجودا وعدما. فالله يريد من عباده ان يتقوه ويريد عباده ان يطيعوه. فقد تقع هذه الارادة وقد لا تقع. ولذا يقول الفرق بين الارادة الكونية والشرعية ان الارادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع. وايضا اما الارادة الكونية فهي حتمية الوقوع. الفرق الثاني ان الارادة الشرعية يحبها الله ويرضاها. واما الارادة الكونية فقد يحبها الله والله قد لا يحبها ولا يرضاها. فالله يريد كفر الكافر لكنه لا يحب ولا يرظى لعباده ولا يرظى لعباده الكفر. اذا لا بد ان نفرق بين الارادة الشرعية وبين الارادة وعندما وعندما لم يفرق المبتدعة بين الارادتين ماذا وقعوا؟ وقعوا بين طائفتين طائفة قالت ان جميع ما يكون في هذا الكون فالله يحبه ويرضاه ويريده. والعبد مجبور على اعماله وهم الجبرية وقالت طائفة اخرى ان الله عز وجل لا لا يريد افعال العباد من كفر وضلال فاخرجوا خلقا اخرجوا افعال العباد من خلق الله عز وجل وقالوا ان الله لم يخلق افعال العباد وهم المعتزلة. فالمعتزلة قالوا ان الله عز وجل لم يرد كفر الكافر ولم ولم يشأه ولم يختاره وانما الذي اختار ذلك والشاه هو من العبد. وان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه. ولا شك ان هذا من ابطل الباطل. ولذا سمى اهل السنة المعتزلة في هذا الباب القدرية. سموهم بمجوس هذه الامة لانهم جعلوا مع الله قالقا اخر يخلق افعال العباد فالله يقول وما تشاؤون الا ان يشاء الله فاثبت الله عز وجل لهم مشيئة الا ان مشيئتهم لا تنفذ الا بما اراده ربنا وشاءه ربنا سبحانه وتعالى. اما اهل السنة فقالوا ان النصوص دلت على ارادتين على ارادة كونية وهي كل ما يقع في الكون. وعلى ارادة شرعية وهي كل ما يتعلق بما يحبه الله ويرضاه من طاعة العباد. كما قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. هذي ارادة شرعية. وقد تقع وقد لا تقع فالله اراد من عباده الاسلام والايمان لكن ليس كل عباده امنوا واسلموا وعدم اسلامهم لا يعني انهم خرجوا عن قراءة الله الكونية فهم ان خرجوا عن الارادة الشرعية دخلوا في الارادة الكون اذا خرج الطايع فالذي اطاع الله وامتثل طاعة الله دخل في الارادتين. الارادة الكونية والارادة الشرعية. والعاصي الذي عصى الله عز وجل وان خرج عن الارادة الشرعية فقد دخل في الارادة الكونية والمشيئة والمشيئة العامة وهي احد مراتب القدر العلم خلق العلم والكتابة والمشيئة والخلق. فاول ما يعني مراتب القدر اول مراتبه علم الله السابق لكل شيء شيء وثاني مراتبه كتابته لكل شيء وثالثها مشيئة الله عز وجل لكل ما يكون من الخير والشر ورابعها خلق الله عز وجل لجميع افعال العباد. فالله خلق طاعة المطيع وخلق ايضا معصية العاصي فهنا يقول لباق فلا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريد. اي جميع ما يكون في هذا الكون اراده الله عز وجل وارادته هنا مرادفة لمشيئته العامة اي شاءه الله عز وجل اراده. فان كان عملا صالحا فهو اراده شرعا واراده كونا. وان كان معصية فالله اراده كونا ولم يرده شرعا. ولم يرده شرعا وبهذا اجتمع تجتمع النصوص وتستقيم نصوص الوحيين. واما المبتدعة فقد ضلوا في هذا الباب بين من نفى قدرة الله خلقه وبين من نفى مشيئة العبد وقدرته وكلاهما على ضلال عظيم وبعيد. نقف على قوله منفرد بالخلق والارادة وحاكم جل بما اراده