بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فشهرنا شهر رمضان شهر القرآن شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن ولعل من التوفيق ان شاء الله ان نعيش مع فضائل القرآن وذلك ان فضائل الشيء اي شيء كان تدعو العبد الى عظيم العناية به والمواظبة عليه وادراك قيمته ومكانته العظيمة فكم نحتاج الى ان نقرأ ونقرأ في فضائل القرآن لنزداد عناية بهذا الكتاب العظيم تلاوة لاياته وتدبرا لمعانيه وعملا به محققين قول الله عز وجل الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به فان من اعظم ما يعين على تحقيق ذلك معرفة فضائل هذا الكتاب العظيم واهل العلم رحمهم الله تعالى كتبوا في ذلك كثيرا كتابات مفردة وكتابات مظمنة للكتب الجامعة ومن اقدم من الف في الفضائل فيما ذكر الامام الشافعي رحمه الله فذكر في مؤلفاته منافع القرآن وكذلك الامام ابو عبيد القاسم بن سلام وابن الضريس في اخرين من اهل العلم ومن اهل العلم من جعل كتابته عن فضائل القرآن ضمن الكتب الجامعة كالصحاح والسنن والجوامع ومن هؤلاء الامام النسائي رحمه الله تعالى حيث خص فضائل القرآن بكتاب ضمن كتابه السنن الكبرى ومن العلماء المتأخرين الذين كتبوا في الفضائل فاحسنوا واجادوا الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله فله كتاب قيم جدا في الفضائل وقبل اربعة اعوام تحديدا يسر الله سبحانه وتعالى لنا قراءته في مثل هذا الوقت من شهر رمضان المبارك ومذاكرة ما احتوى عليه من فوائد عظيمة وفضائل كريمة ومنافع متعددة وبين ايدينا رسالة مستخلصة او مستلة من السنن الكبرى الامام النسائي رحمه الله تعالى واذا ولذا نبهت ان كل من امتلك هذه النسخة ان يكتب عليها ما يدل على ذلك كتاب فظائل القرآن من السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن من السنن الكبرى حتى لا يظن ان هذه الرسالة مؤلف مفرد الامام النسائي رحمه الله تعالى واسأل الله عز وجل ان يمن علينا في هذا الشهر المبارك بالعناية بهذا الكتاب العظيم قراءة وتدبرا وعملا وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته وان يزيدنا بالقرآن هدى وايمانا وتقى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا اجمعين زيادة الايمان وطعمه وحلاوته وان ييسر لنا اغتنام خيرات هذا الشهر وبركاته وان يجعلنا فيه من عتقائه من النار وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب ونشرع مستعينين بالله تبارك وتعالى مستمدين العون والتوفيق منه في قراءة هذه الرسالة او قراءة هذا الكتاب من السنن الكبرى للنسائي في فضائل القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن ثواب القرآن كيف نزول الوحي قال اخبرنا محمد بن رافع قال حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا شيبان عن يحيى قال اخبرني ابو سلمة عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا قال النسائي رحمه الله تعالى كتاب فضائل القرآن هذا الكتاب خصه رحمه الله تعالى في بيان فضائل كتاب الله عز وجل وما يتعلق نزول القرآن من حيث اثبات نزوله واول نزوله وكيف نزل على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصفة النزول ثم تعداد الفضائل للقرآن عموما ولصوره او اياته على وجه الخصوص فهو افرده افرد هذا الكتاب فيما يتعلق القرآن الكريم والنسائي كما هو معلوم له رحمه الله تعالى هذا الكتاب السنن الكبرى وايضا الكتاب المجتبى من السنن على خلاف بين اهل العلم في من اجتباه اهو النسائي نفسه ام تلميذه ابن السني؟ رحمهما الله قيل في قول من قال ان المجتبى للنساء نفسه رحمه الله ان اجتباءه له باختيار الصحيح وجمعه لكن بالتأمل تجد ان في السنن الكبرى احاديث صحاح كثيرة ليست في المجتمع بل في السنن الكبرى كتب ليست في المجتمع عديدة من بينها هذا الكتاب كتاب فضائل القرآن بما اشتمل عليه من احاديث كثيرة جلها صحاح ثابتة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهذا الكتاب ليس في المجتمع وثمة كتب اخرى ايظا في السنن الكبرى تقارب من العشرين كتابا ليست في اه المجتبى فالحاصل ان كتاب السنن للامام النسائي رحمه الله كتاب حافل وجامع وايضا تميز بدقة التبويض وحسنه واتقانه مما يدل على عظيم فقهه وجميلة استنباطه من احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا ترى الحديث الواحد قد يتكرر في مواطن عديدة عشر مرات او اكثر بحسب ما يستنبطه منه رحمه الله تعالى من معاني او احكام او هدايات وهذا من دلائل فقهه رحمه الله تعالى قال كتاب فضائل القرآن ثواب القرآن ثواب القرآن وهذا سيأتي ما يتعلق ثواب القرآن وهو من جملة الفضائل من جملة فضائل القرآن ما يترتب على العناية به من ثواب عظيم واجر جزيل سيأتي في ابواب خاصة اوردها رحمه الله تعالى قال كيف نزول الوحي كيف نزول الوحي اي على الرسول صلى الله عليه وسلم وتحت هذه الترجمة بين ما يتعلق بالكيفية كيفية النزول كما سيأتي في احاديث لاحقة ساقها رحمه الله تعالى وايضا بينما يتعلق بمدة النزول متى بدأ الوحي ومتى توقف الوحي ما هي مدة نزوله وايضا صفة نزوله على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال كيف نزول الوحي والنزول من اعلى ونزول الوحي اي من الله وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين نزول الوحي اي من الله على نبيه صلى الله عليه وسلم اي بواسطة الرسول الملكي جبريل عليه السلام فهو الواسطة في نزول الوحي يسمع من الله وينزل بما سمع الى نبيه ومصطفاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله عن عائشة وابن عباسا رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا وبالمدينة عشرا ومن المعلوم ان بدء نزول الوحي على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان على رأس اربعين سنة من عمره صلوات الله وسلامه عليه وقد عاش ثلاثا وستين سنة صلوات الله وسلامه عليه منها بعد الوحي ثلاث عشرة سنة بمكة وثلاث عشرة وعشر سنوات بالمدينة وعشر سنوات بالمدينة مجموعها ثلاثة وعشرين سنة قوله وقولها رضي الله عنهم لبث بمكة عشر سنين محمول عند اهل العلم على الغاء الكسر والا فهي ثلاث عشرة سنة بمكة وعشر سنوات بالمدينة قال لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن عشر سنين ينزل عليه القرآن. هي ثلاث عشرة سنة لكن آآ هذا محمول على الغاء الكسر نعم قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا الليث عن سعيد المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ما من نبي من الانبياء الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي من الانبياء الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر اعطي من الايات اي ما يكفي في اقامة الحجة وابانة المحجة البرهان اقامة البرهان على صدق الرسول وصدق ما جاء به فما بعث الله من نبي الا وايده بالبراهين ايده بالبراهين والحجج التي تدعو كل ذي عقل ولب الى تصديقه والايمان به وهي حجج قوية وبراهين ساطعة كافية للايمان به والتصديق ولهذا قال اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر اي انها كافية. هذا المراد اي انها كافية في اثبات صدقه وصدق ما جاء به وانه مرسل حق من رب العالمين ولكن الايات ما تغني من كان معرضا منصرفا غير مقبل وانما تنفع الايات من اراد الله سبحانه وتعالى هدايته فانها تنفع وتدعوه الى تصديق الرسول والايمان بما جاء به قال ما من نبي من الانبياء الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي اي هذا القرآن المعجز الخالد فالقرآن اية عظيمة على صدق الرسول عليه الصلاة والسلام وليس معنى هذا انه عليه الصلاة والسلام لم يؤتى من الايات الا القرآن فقد اوتي ايات كثيرة بل ما تفرق في الرسل اجتمع عنده بل ما هو اعظم فاذا كان نبع الماء من الحجر لبعض الانبياء اية عظيمة فان نبينا عليه الصلاة والسلام نبع الماء من بين اصابعه وهذا اعجب واعظم لان نبع الماء من الارض وخروجا من الارض ومن بين الحجارة في الجملة امر معهود اما نبع الماء من بين الاصابع هذا اعظم واعجب فنبينا عليه الصلاة والسلام اعطاه من الايات والحجج والبراهين المؤيدة له والدالة على صدق ما جاء به صلوات الله وسلامه عليه ما لم يعطي الرسل بل هو اعظم لانه سيد آآ الاولين والاخرين عليه الصلاة والسلام وخير النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه فقوله انما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي في عظم شأن القرآن فيه عظم شأن القرآن الكريم وان هذا القرآن اية عظيمة باهرة لهداية الخلق ومعرفة الحق وابانة السبيل وكم وكم من الخلق من الله سبحانه وتعالى عليهم بالهداية ما رأوه في هذا القرآن من اعجاز عظيم وحجج باهرة وايات ساطعة دالة على عظمة الله عظمة الخالق سبحانه وتعالى قال وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة وهنا تميز بخلود هذه الاية وبقائها خلود هذه الاية الى اخر الزمان الى ان يرفع المصاحف ويعود كلام الله اليه فمنه بدأ واليه يعود سبحانه وتعالى فهي باقية ولهذا لا يزال هذا الاهتداء الذي يشير اليه عليه الصلاة والسلام وان يكون اكثر الانبياء تابعا يوم القيامة متجددا مع تجدد الايام ببقاء هذه الاية العظيمة الباهرة فلا يزال الى يومنا هذا وايظا وما بعده الناس تهتدي بهذا القرآن وبما جعل الله سبحانه وتعالى فيه من حجج عظيمة واعجاز بليغ وتأثير على القلوب ولو ان الناس كالعالم من اهل غير هذا الدين عرفوا هذا القرآن وزالت عن قلوبهم الحجب لدخلوا في دين الله افواجا والله لو عرفوا هذا القرآن لدخلوا في دين الله افواجا ولسارعوا الى الاقبال الى على هذا القرآن العظيم وقد ذكر لي احد من له عناية بالدعوة قال ترجمنا تفسير الامام ابن سعدي رحمه الله الى احدى اللغات فجاءنا ونحن في ذلك البلد احد اكابر المتخصصين في الجامعات وبيده الكتاب يقول فظننا جميعا انه جاء منتقدا ويستنكر علينا ترجمة هذا الكتاب وايجادة في بلدهم ففاجأنا قال انا جئت اخبركم انكم ظلمة وذكر عبارات اخرى قاسية سألناه لماذا؟ قال عندكم هذا الكتاب ولا توصلونه الينا الا في هذا الوقت وكان سبب دخوله في الدين ولهذا هذا القرآن ينبغي ان يكون هناك عناية عظيمة بايصاله الى البشر ترجمة لمعانيه وبيانا لهداياته وذكرا لمحاسن هذا الدين في ضوء هدايات القرآن وسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ويتحمل جزءا كبيرا من هذه المسؤولية اهل الالسنة من تلك البلدان ممن يحسنون الترجمة والنقل سواء بالصوت عبر الدروس والكلمات والوسائل الحديثة او عبر الكتابات التأليف قال فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة اشارة الى بقاء هذه الحجة كتاب الله عز وجل نعم قال اخبرنا هناد بن السري عن عبيدة عن موسى ابن ابي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة قال عن ابن عباس اورد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة ان يجد وقت نزول الوحي عليه صلوات الله وسلامه عليه شدة عظيمة لثقل الوحي كما في الاية الكريمة انا سنلقي عليك قولا ثقيلا فقد ذكر جماعة من اهل التفسير ان هذا هو المراد بالثقل الذي وصف به وحي الله سبحانه انا سنلقي عليك قولا ثقيلا فكان عليه الصلاة والسلام يعاني من ذلك شدة وقت نزول الوحي عليه صلوات الله وسلامه عليه وهذا من عظمة الوحي هذا من عظمة الوحي جاء عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فكادت فخذي ان ترد من من الثقل ثقل الوحي وهذا من دلائل عظمة هذا الوحي الذي ينزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جاء عن ام المؤمنين عائشة ان النبي عليه الصلاة والسلام نزل عليه الوحي وهو على على ناقة ومعروف قوتها واحتمالها تواضعت جيرانها من ثقل الوحي الذي نزل على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهو على الناقة فما استطاعت ان ان تتحرك ما استطاعت ان تتحرك مع انها تحمل آآ الناس وتحمل الاثقال فنزل عليه الوحي عليه الصلاة والسلام وهو على الناقة فوضعت جيرانه وباطن العنق على الارض وما استطاعت ان تتحرك قيل هذا المراد قول الله عز وجل انا سنلقي عليك قولا ثقيلا وقال جماعة من المفسرين ثقيلا اي العمل به ثقيلا اي العمل اه القرآن الا لمن هونه الله سبحانه وتعالى ويسره له جل في علاه ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة ان يجدوا وقت نزول الوحي صلوات الله وسلامه عليه شدة عظيمة وهذا كله من دلائل عظمة هذا الكتاب العظيم نعم قال اخبرنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا سفيان عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت سأل الحارث بن هشام رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي قال في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت عنه وهو اشده علي واحيانا يأتيني في مثل سورة الفتى فينبظه الي ثم اورد عن اه حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي كيف يأتيك الوحي؟ كيف ينزل عليك الملك بالوحي فقال في مثلي صلصلة الجرس بمثل صلصلة الجرس والصلصة الصلصلة هي صوت الحديد وقع الحديد بعضه على بعض صوت وقع الحديد بعضه على بعض والجرس معروف وهو الجلجل الذي يعلق على عنق الدابة يقول عليه الصلاة والسلام اه في مثل صلصلة الجرس يعني مثل الطنين طنين الحديد صوت اه الحديث قال فيفصم عني ان ينجلي ويقلع عني وقد وعيت عنه وقد وعيت عنه اي جمعت ما قال وفهمته مع انه قد جاءه عليه الصلاة والسلام على هذه الصفة جاءه على هذه الصفة قال في مثل صلصلة الجرس هذا صوته فيما يسمعه النبي عليه الصلاة والسلام ولا ينفصم عنه الا وقد فهم ووعى وجمع كلما نزل به اه جبريل عليه الصلاة والسلام بينما الذين حوله عليه الصلاة والسلام لا يسمعون هذا الصوت وانما يسمعون كما جاء في حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال اذا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع دوي كدوي النحل يسمع دوي كدوي النحل هذا بالنسبة للحاضرين الذين حول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. اما صوت الصلصلة الذي هو صوت الحديد طنين الحديد اذا وقع بعضه على بعض فهذا ما يسمعه النبي عليه الصلاة والسلام اذا نزل عليه جبريل بالوحي قال وهو اشده علي وهو اشده عليه يعني اشد ما يكون الوحي عندما يكون نزوله بهذه الصفة قال واحيانا يأتيني في مثل سورة الفتى يعني يأتيه جبريل على صورة رجل فينبذه الي اي الوحي يلقيه الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهذا اخف نعم قال اخبرنا عمرو بن يزيد قال حدثنا سيف بن عبيد الله قال حدثنا سوار عن سعيد عن قتادة عن الحسن انحط طال بن عبدالله عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه انه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد له وجهه فانزل عليه فانزل عليه يوما فلقي ذلك فلما سري عنه قال خذوا عني قد جعل لهن قد جعل لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفي سنة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه هي صفتي وكيفية نزول الوحي على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي كرب لذلك اي اغتم واهتم واشتد به الامر صلوات الله والسلام عليه وهذا من شدة اه الاهتمام وعظيم العناية منه صلوات الله وسلامه عليه بالوحي المسؤولية العظمى التي تحملها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال اذا نزل عليه الوحي كرب لذلك اي اصابه الكرب والشدة لذلك اي لعظم هذا الامر لعظم هذا الامر المنزل وحي الله تبارك وتعالى قال وتربد له وجهه ان يتغير وجهه تربد وجهه ان يتغير الى شيئا يكون ما بين السواد والبياظ يكون ما بين السواد والبياظ يحصل تغير لوجهه من هذه الشدة والكرب الذي يصيبه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فانزل عليه يوما فلقي ذلك يعني لقي هذا الكرب فهذه الشدة التي يجدها عند نزول الوحي صلوات الله وسلامه عليه فلما سري عنه مثل ما جاء في التي قبلها فيفصم عنه لما سري عنه اي انجلى اقلع قال خذوا عني خذوا عني مبادرة لبيان هذا الذي انزل عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ابلاغ المنزل قد جعل لهن سبيلا قد جعل لهن سبيلا اشارة الى قوله حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا اما كذا او كذا فيقول عليه الصلاة والسلام بعد ان نزل عليه هذا الوحي قد جعل الله لهن سبيلا ثم بين ذلك قال الثيب بالثيب اي الزانية والزاني الثيب والبكر بالبكر الثيب جند مئة ثم رجم بالحجارة الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة والبكر جلد مئة ثم نفي سنة فيما يتعلق بالبكر جاء حكمه في القرآن الزانية والزانية الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة فجاءت السنة بزيادة التغريب كما في هذا الحديث اضافة الى الجلد وهو ثابت في اه القرآن وجاء ايضا في هذا الحديث اضافة الجند الى الرجم في حق الثيب وهي مسألة فيها خلاف قوي بين اهل العلم هل يكتفى بالرجم او يرجم ويجلد قبل ذلك مئة كما في هذا الحديث حديث عبادة ابن الصامت آآ رضي الله عنه وقوله الثيب بالثيب والبكر بالبكر ليس المقصود ان هذا الحكم انما هو خاص فيما اذا كان زنا الثيب بثيب مثله والبكر ببكر مثله وانما هذا حكم للثيب حكم السيد ان عقوبته الرجم مع جلد قبل ذلك كما في هذا الحديث مئة جلدة وعقوبة البكر الجلد مع التغريب سنة قال ثم النفي سنة الشاهد من الحديث ما يجده النبي عليه الصلاة والسلام من كرب وشدة وقت نزول الوحي عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال اخبرنا نوح بن حبيب قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا ابن جريج قال حدثني عطاء قال حدثني ابن يعلى ابن امية عن ابيه رضي الله عنه قال ليتني ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينزل عليه فبين نحن بالجعرانة والنبي صلى الله عليه وسلم في قبة فاتاه الوحي اشار الي عمر رضي الله عنه ان تعال فادخلت رأسي القبة فاتاه رجل قد احرم في جبة بعمرة متظمخ بطيب فقال يا رسول الله ما تقول في رجل احرم في جبه اذ انزل عليه الوحي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغط لذلك فسري عنه فقال اين الرجل الذي سألني انفا؟ فاتي بالرجل فقال اما الجبة واما الطيب فاغسله نعم قال اخبرنا عبد الجبار بن علاء بن عبدالجبار عن سفيان عن عمرو عن صفوان بن يعلى عن ابيه رضي الله عنه وقال وددت اني ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه فلما كنا بالجعرانة اتاه رجل وعليه مقطعات متضمخ بخلوق فقال اني اهللت عمرة وعلي هذا. فكيف اصنع؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تصنع في قال وانزل عليه فسجي بثوب. فدعاني عمر رضي الله عنه فكشف لي عن الثوب. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يغض محمرا وجهه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث يعلى ابن امية رضي الله عنه آآ قال ليتني ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينزل عليه ليتني هذا تمني تمنى رضي الله عنه ان يرى النبي عليه الصلاة والسلام والوحي ينزل عليه والغرض من هذه المشاهدة والمعاينة للنبي عليه الصلاة والسلام والوحي ينزل عليه تقوية الايمان تقوية الايمان وهذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم على الخير قل ليتني ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينزل عليه. اي ليتقوى ايمانه بهذه المشاهدة مشاهدة النبي عليه الصلاة والسلام والوحي ينزل وما يعاينه عليه الصلاة والسلام وقت نزول الوحي من شدة اه عظيمة خلف بيننا نحن بالجعرانة بالجعرانة والنبي صلى الله عليه وسلم في قبة اي وضعت له صلى الله عليه وسلم يستظل بظلها فاتاه الوحي فاشار الي عمران تعالي وهذا من تظافر الصحابة و تعاونهم وتحقيق رغبات بعضهم في الخير علم من اخيه آآ يعلى ابن امية رغبته وامنيته ان يرى النبي عليه الصلاة والسلام آآ وهو ينزل عليه الوحي فناداه حتى يظفر تحقق هذه الامنية اشار الي عمران تعال فادخلت رأسي القبة فاتاه رجل قد احرم في جبة بعمرة ومعلوم ان الجبة من المخيط ومن محظورات اه الاحرام احرم في جبة بعمرة متظمخ بطيب وهذا محظور اخر فجاء مرتكب لمحظورين لبس الجبة والتظمخ بالطيب وقد احرم بعمرة فجاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال يا رسول الله ما تقول في رجل احرم في جبة اذ انزل عليه الوحي صلوات الله والسلام عليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغط لذلك ان يتردد صوت نفسه كحال النائم يغط لذلك ان يتردد صوت نفسه عليه الصلاة والسلام كما هي حال النايم لثقل الوحي وما يعاينه عليه الصلاة والسلام وقت نزوله من شدة صلوات الله وسلامه عليه. قال فسري عنه اي كشف عنه فقال اين الرجل الذي سألني انفا فاوتي بالرجل قال اما الجبة فاخلعها اما الجبة فاخلعها لان الجبة مخيط قال اما الجبة فاخلعها والرجل انما يحرم بازار ورداء لا يحرم اه ثياب او قمص او سراويل او جبة او برنس او غير ذلك من الالبسة وانما يحرم بازار ورداء قال اما الجبة فاخلعها اي استبدلها بازار ورداء واما الطيب فاغسله عنك واما الطيب جاء متظمقا بالطيب قال واما الطيب تغسله عنك الشاهد من الحديث ما يجده عليه الصلاة والسلام من شدة وقت نزول الوحي صلوات الله وسلامه عليه. في الرواية الاخرى قال اتاه رجل وعليه مقطعات عليه مقطعات قيل المقطعات من الثياب هي الثياب المفصلة على البدن ثياب المفصلة على البدن يقال لها مقطعات يعني لها كم ولها آآ تسمى مقطعات ولا تزال هذه التسمية تستعمل في بعض المناطق قال عليه مقطعات متظمخ بخلوق اي بطيب كما في الرواية السابقة وقيل المقطعات الثياب القصار وقيل اثياب المخططة قال اهللت بالعمرة وعلي هذا اي هذا الثوب فكيف اصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تصنع في حجك وهذا يدل على ان الرجل يعرف الحج له معرفة به قال كيف تصنع في حجك؟ قال وانزل عليه فسجي بثوب تدعان عمر فكشف لي عن الثوب فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يغط اي لذلك للشدة التي يعاينها من آآ الوحي محمرا وجهه محمر الوجه هذا نظير ما تقدم قال وتربد له وجهه صلى الله عليه وسلم اي تغير وجهه عليه الصلاة والسلام وهذا كله مما يعاينه عليه الصلاة والسلام وقت نزول الوحي عليه من شدة. نعم قال اخبرنا اسحاق بن منصور قال اخبرنا يعقوب ابراهيم قال حدثني ابي عن صالح عن ابن شهاب. قال اخبرني انس بن مالك رضي الله عنه ان الله عز وجل تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي اكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بحديث انس بن مالك رضي الله عنه ان الله عز وجل تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته تابع الوحي اي والاه والموالاة الشيء بعد الشيء فتابع الوحي على الرسول اي والى الوحي كثر نزول الوحي على رسوله عليه الصلاة والسلام قبل وفاته حتى توفي اكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام والمراد بقوله حتى توفي اي الزمن الزمن الذي قبل الوفاة وفاة النبي عليه الصلاة والسلام والحكمة من ذلك لتكميل الشريعة التي بعث بها صلوات الله وسلامه عليه حتى لا يبقى شيء من الوحي وقد انزل الله في ذلك قوله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولم ينزل بعدها هذه الاية وقد عاش بعد اكثر من ثمانين يوما لم ينزل بعدها حلال وحرام نزل ايات لكن لم ينزل بعدها على النبي عليه الصلاة والسلام حلال وحرام لانه بنزول هذه الاية جاء الاعلام باكتمال الاحكام اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. نعم قال رحمه الله تعالى باب من كم ابواب نزل القرآن قال اخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا ابن داوود قال اخبرنا سفيان عن الوليد ابن قيس عن القاسم ابن عنه ابن عبدالله الجعفي قال قال عبدالله وهو ابن مسعود رضي الله عنه نزلت الكتب من باب واحد ونزل القرآن من سبعة ابواب على سبعة احرف قال رحمه الله تعالى باب من كم ابواب نزل القرآن؟ من من كم ابواب نزل القرآن واورد تحت هذه الترجمة هذا الحديث الموقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نزلت الكتب من باب واحد نزلت الكتب من باب واحد ونزل القرآن من سبعة ابواب ونزل القرآن من سبعة ابواب فقوله من كم ابواب نزل القرآن تبيانه في هذا الخبر الموقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نزل القرآن من سبعة ابواب اي انه تميز عن الكتب آآ السابقة بانه نزل من سبعة ابواب نزل من سبعة ابواب قيل والله تعالى اعلم في المراد بالابواب اه اي ابواب البيان قيل ابواب اه البيان قال من كم ابواب نزل القرآن جاء في الحديث قال نزلت الكتب من باب واحد ونزل القرآن من سبعة ابواب قد يكون الابواب اي ابواب السماء قد تكون الابواب ابواب السماء وجاء في الحديث ان اه اظنه حديث اه ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ سمع نقيظا من السماء فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط قبل اليوم ثم قال هذا ملك نزل من السماء اليوم لم ينزل قط قبل اليوم وقال اتى هذا الملك وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وقال ابشر يا محمد بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبله فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة قال ونزل القرآن من سبعة ابواب على سبعة احرف على سبعة احرف والمراد بالاحرف يأتي بيانه هي الترجمة الاتية وهذا الحديث الذي من ساقها المصنف رحمه الله موقوفا على آآ ابن مسعود حسنه الالباني رحمه الله مرفوعا في السلسلة الصحيحة برقم خمسة خمس مئة وسبع وثمانين وايضا لعل لعلها تبحث يعني من بعظ من يتيسر لهم ذلك في المراد الابواب في قوله نزلت الكتب من باب واحد ونزل القرآن من سبعة ابواب نعم قال رحمه الله تعالى على كم نزل القرآن قال اخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه واللفظ له عن ابن القاسم قال حدثني ما لك عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عبدالرحمن ابن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام ابن حكيم رضي الله عنه يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرأها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأنيها فكدت اعجل عليه ثم امهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة قال على غير ما اقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا انزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا انزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرأوا ما تيسر منه. نعم لعلنا نكتفي ويكون الكلام على هذه الترجمة في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في لديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم