بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين وللمسلمين اجمعين قال الامام هبة الله ابو القاسم الللكائي رحمه الله تعالى اخبرنا علي بن محمد بن عبدالله السكري قال حدثنا عثمان بن احمد بن عبدالله بن بريد الدقيقي قال حدثنا ابو محمد الحسن بن عبدالوهاب ابو العنبر قراءة من كتابه في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وتسعين ومئتين. قال حدثنا ابو جعفر محمد بن سليمان المنقري بالتنيس؟ قال حدثني عبدوس ابن مالك العطار. قال سمعت ابا عبدالله احمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى برحمته واسعة يقول اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة. وترك الخصومات والجلوس مع اصحاب الاهواء وترك المراء والجدال. والخصومات في الدين بوسة والسنة عندنا اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة تفسير القرآن وهي دلائل القرآن والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن وليس في السنة قياس ولا تضرب لها الامثال ولا تدرك بالعقول ولا الاهواء انما هي الاتباع وترك الهوى ومن السنة اللازمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه الرسالة الموسومة اصول اهل السنة او اصول السنة للامام ابي عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبل الشيباني امام اهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى وقد ذكرها القاضي ابو يعلى في طبقات الحنابلة وذكرها اللالكائي الا ان الا ان الللكائي رحمه الله تعالى ذكرها في مسمى اعتقاد الائمة فذكر اعتقاد الاوزاعي والثور الليث وايوب واتى على الشافعي ومالك ثم ذكر من اولئك الائمة الذين نقل اعتقادهم نقل اعتقاد الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى وساقها من طريق من طريق السكري قال حد عثمان بن احمد عبد الله بن بريد قال حدثه محمد الحسن بن عبد بن عبد الوهاب ابو العنبر وقد رواه ايضا المظفر ابن ابو المظفر السمعاني عبد الملك الهمداني ابو المظفر الهمداني برأوه ايضا من طريق الشيخ بعبدالله يحيى بن الحسن بن البنا قال اخبرني والدي ابو العلي ابو علي الحسن بن احمد بن عبدالله بن البنا قال اخبره الحسين علي بن محمد عبدالله بن نشران المعدل قال اخبرنا عثمان بن محمد السماك قال اخبرنا ابو محمد الحسن بن عبد الوهاب اب الحسن بن عبد الوهاب ابو العنبر قراءة من كتاب شهر ربيع الاول فالتقى الاسنادان في ابي محمد الحسن بن عبدالوهاب اه ابي العنبر في سنة ثلاثة وتسعين ومائتين. قال حدثنا ابو جعفر محمد بن سليمان المنقري بتنيس قال حدثني عبوس عبوس ابن مالك العطار وهو من اصحاب الامام احمد قال سمعت ابا عبدالله احمد بن محمد بن حنبل يقول اصول السنة عندنا اذا سميت باصول السنة لان الامام احمد سماها اصول السنة. اصول السنة فقد شرح جماعة من اهل العلم ممن شرح ممن شرحها تيقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله تعالى وهو كتاب مطبوع بشرح اصول الامام احمد رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم لا شك ان هذا من اعظم اصول اهل السنة فان اصول السنة في مقام اعتقادهم يقوم على كتاب الله عز وجل وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن اعظم الاصول بعد الكتاب والسنة التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في حديث ابي هريرة وفي حديث عبد الله ابن عمرو وفي حديث انس ابن مالك وفي حديث معاوية وفي غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وفسر الواحدة هذه بعدة تفسيرات فقيل الى الجماعة وقيل وقيل السواد الاعظم وقيل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه وهذا جاء لفظه في حديث عبد الله ابن عمرو انه قال كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي من كان على مثل ما عليه اصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو ناجي لا محالة ولا شك ان الخير كل الخير باتباعهم واقتداء سبيلهم ونهج منهجهم وان الشر كل الشر بمخالفتهم وترك ما كانوا عليه ولذا اتفق العلماء ان ما اجمع عليه الصحابة فهو الاجماع المعتبر لا يختلف في ذلك وانه اجماع قطعي اجماع قطعي ما اجمع عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم فذكر احمد هذه المسألة والتي هي من اصول اهل السنة ان يكون على مثل ما عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لان الفلاح كله باتباعهم وان النجاة بان يسلك سبيلهم فجعل هذا اصلا من اصول اهل السنة والاتباع الاتباع والاقتداء الاتباع والاقتداء لا الابتداع والمخالفة ولذا نجد ان اهل البدع على اختلاف اصنافهم وعلى تعدد مشاربهم انما وقعوا في البدع ووقعوا في هذه المنكرات التي وقعوا فيها بسبب شيء بسبب انهم خالفوا ما عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا ما عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعوا في الضلال والشقاء فاول بدعة خرجت او وقعت في الامة بدعة الخوارج حيث انهم فهموا من كتاب الله عز وجل ما لم يفهمه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذوا يفسرون القرآن برأيهم وتركوا اقوال الصحابة وراء ظهورهم فضلوا واضلوا ولذا كما قال سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه وقال وايضا عبد الله وقال ايضا آآ غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن قالوا قال رضي الله تعالى عنهم قالوا عمدوا الى ايات نزلت في الكفار تجعلوها في المسلمين العمدوا الى ايات نزلت الكفار فاجعلوا المسلمين. اذا هم لم يتبعوا وانما ابتدعوا تدع واخذوا يفسرون القرآن بارائهم وباهوائهم ولو رجعوا الى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلكوا مسلكهم وساروا على طريقتهم لما وقعت هذه البدعة اصنام كذلك بدعة القدرية وهي بدعة اول ما وقعت ايضا في عهد الصحابة ادركها ابن عمر وادركها ابن عباس وادركها جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وكان امره من قالوا ان الامر انف وان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها حتى قال ابن عباس لو كان عندي منهم احد لضربت عنقه ولعظظت انفه من شدة غيظه عليهم رظي الله تعالى عنه وابن عمر يقول اخبر هؤلاء لو ان لاحدهم مثل احد ذهب فانفقه لم يتقبل منه. اذا هؤلاء الذي ابتدعوا هذه البدعة ايضا سلكوا غير مسلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والا لو ساروا على طريقة الصحابة ما وقعت ايضا هذه البدعة النكراء كذلك بدعة التعطيل تعطيل الله عز وجل من صفاته ومن اسمائه نجد ان سبب التعطيل انهم خرجوا عن طريق وعن ان جادة السلف خرجوا عن طريق وجادة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلكوا مسلك الفلاسفة والدهريين فضلوا واضلوا وكفروا بالله العظيم نسأل الله العافية والسلامة. اذا اذا اردت النجاة واردت الفلاح والسعادة فانظر ما كان عليه اصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم فالزمه فهم عن علم وقفوا عن علم وقفوا اي وقفوا بعلم وتكلموا بعلم ولو كان الفضل فيما سكتوا عنه لكانوا به اولى واحرى اذ هم سكتوا عن علم فهم ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا فهم اعلم الخلق بالله عز وجل وبشريعة الله سبحانه وتعالى ولا خير الا وسابقوا وطاروا وطاروا فيه. ومن قرأ سيرهم ونظر في تراجمهم عرف البول الشاسع بيننا وبينهم. عرف البول الشاسع بيننا وبينهم واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن لاحد ان يدرك فضلهم ان يدرك فظلهم فلهم الفضل والسبق الاول الذي لا يدركه من اتى بعدهم. وكما قال المبارك رحمه الله تعالى غبار في انف احدهم مع سبيل لغبار احدهم مع رسول الله وسلم في سبيل الله خير من عمل احدكم دهره كله وقال ذلك ايضا ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال لمقام احد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمل احدكم دهره كله لمقام للصحبة ولاشراف الصحبة ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول في فضل اصحابه صلى الله عليه وسلم لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. تأمل تنفق جبلا كاحد وينفق الصحابي قدر قدر كف او نصف كف لا تبلغه بهذه الصدقة لان البول بيني وبينهم ما قام في بقلوبهم بالنصرة دين الله والمسارعة والمسابقة في طاعة الله عز وجل ومن نظر في تراجم كما ذكرت قبل قليل عرف هذا حق المعرفة. تركوا اموالهم وتركوا اولادهم وهاجروا نصرة لدين الله عز وجل. واذا سمعوا واذا سمعوا قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم بادروا بالسمع والطاعة وقالوا سمعنا واطعنا ولم يعترضوا على كلام الله وكلام رسول الله لماذا ولا كيف وانما يقولون دائما سمعنا واطعنا ويسارعون في الخيرات ويسابقون فيها. فهذا هو الاصل الاول الذي ذكره من اصول اهل السنة التمسك بما كان عليه اصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اهل السنة يطلق ويراد به من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة من نهار ومات على ذلك. هذا هو الصحابي الصحابي وكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة من نهار وقد نص الامام احمد كما سيأتي معنا وابن المديني وعامة السلف على ان الصحبة تطلق على كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة من نهار ولا يشترط للصحبة طولها لا يشترط ان تطول الصحبة حتى يسمى صحابيا بمجرد ان يلقى النبي وسلم ولو ساعة من نهار وهو مؤمن فان شرف الصحبة يناله ويكون من اصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم. قال التمسك ما كان علي اصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم. واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كالنجوم بايهم اقتديت اهتديت اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كالنجوم اي مقتديت اهتديت. والاقتداء باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له حالات الحالة الاولى ان يتفق الصحابة على شيء فالاقتداء بهم هنا محل اجماع بين العلماء. ومن خالفهم فقد خالف الاجماع الذي نص بعض العلماء على ان من خالف الاجماع فهو او اعتقد مخالفته بتشريع شيء دم يخالف ذلك الاجماع انه كافر بالله عز وجل. وقد ذكر ذلك ابن حزم في مراتب الاجماع. قال ان الاجماع الحقيقي الاجماع الذي هو قطعي لمن من خالفه وقال بخلافه وكافر بالله عز وجل فهذا اولا ثانيا اذا اختلف الصحابة رضي الله تعالى عنهم اذا اختلف الصحابة رضي الله تعالى عنهم فان المرجع في ذلك في مسألة الترجيح ان ينظر من المخالف منهما فيرجح ما كان ما كان القول فيه قول ابي بكر وعمر ما كان القول فيه قول بكر عمر فانه المرجح لاحاديث كثيرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اقتدوا بالذي من بعدي ابي بكر وعمر فامر بالاقتداء داء بهم وفي والاحاديث العرباض عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدي من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. فهؤلاء يقدم قولهم على قول غيرهم وهذا بشرط الا يكون في المسألة نص عن رسولنا صلى الله عليه وسلم. اما اذا كان هناك نص فالمرجع في ذلك كله الى كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا يترك كلام الله وكلام رسوله احد ولا يترك كلام الله وكلام رسول احد من خلق الله عز وجل وانما الكلام هنا اذا اختلف صحابيان في مسألة لكن نظرنا من جهة الترجيح من يقدم؟ نقول يقدم قول ابي بكر وقول عمر وقول الخلفاء الاربعة على غيرهم يقدم قول هؤلاء على غيرهم. من باب الترجيح. اما اما الحالة الثالثة الحالة اذا قال الصحابي قولا وخالفه النبي صلى الله عليه وسلم فالعبرة بما روى لا بما رأى العبرة بما روى لا بما رأى الا في حالة واحدة ان يكون ما رآه اسناده اصح بمعنى لو ان الصحابي قال قولا خالف بهذا القول ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من المقدم هنا؟ نقول ينظر في الحالة هذه الى اي شيء؟ الى صحة الاسناد فان كان الصحابي يقول قولا وقوله الذي اسند اليه اصح اسنادا من القول الذي يرفعنا النبي صلى الله عليه وسلم فنقول ان قوله يكون علة قادحة فيما روى مثال ذلك مثلا ما جاء في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال سئل عن عن القي في الصيام قال الفطر مما دخل لا مما خرج الفطر مما دخل لا مما خرج فهذا اخرجه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة ثم جاء ثم جاء عند اهل السنن من حديث هشام بن حسان عن محمد ابن سيرين عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من القيء فلا شيء عليه. ومن استقاء فعليه القضاء قالوا هذا الحديث يدل على ان القى مفطر. وابو هريرة يقول قولا بخلافه. فكيف نجمع؟ فعل الامام احمد وغيره حديث ابي هريرة المرفوع ورجح ان الصبوة ما رواه من قبل نفسه وهو قوله وفتواه فهذا اذا كان كذلك نظرنا الى الاصح نظرنا الى الاصح اسنادا واخذنا به. اما اذا كان الاسناد المرفوع صحيح والصحابي خالفه القاعدة عندنا ان العبرة بما روى لا بما لا بما رأى العبرة بما روى لا بما رأى هذا هو الذي عليه جمهور اهل العلم ان العبرة بما رواه الصحابي لا بما رآه الا اذا كان الذي رآه من جهة الاسناد اصح مما اصح مما رفعه اذا اه هذا ما كان عليه. قال التمسك ما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم. فالاقتداء بهم. الاقتداء ايضا من ان من اقتدى بصحابي في مسألة من المسائل فانه لا يبدع بذلك الاقتداء. حتى ولو كان الصحابي اخطأ في ذلك. يعني مثلا لو ان صحابيا فعل فعلا افعل فعلا فلا يبدع فلا يبدع الصحابي هذا الفعل ولا يقال فعله هذا بدعة لا يقال فعل هذا بدعة مثال ذلك ان عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه زاد الاذان الثالث يوم الجمعة. وهذا الاذان لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانما زاد عثمان لاي شيء لاجل زحام الناس فازاد الاذان حتى يدرك الناس الجمعة. فنص العلماء على ان هذا لا يسمى لا يسمى بدعة وانه يدخل في عموم قوله عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ فاذا فعل الصحابي فعلا فان فعل ولو كان ولو قلنا ان هذا الفعل ليس بصحيح فلا يبدع فلا يبدع لا يبدع بهذا الفعل ولا يقال فعل هذا بدعة. لانه بمجرد ان الصحابي فعله فان هذا الفعل يسلم من البدعية اياه يسلم من البدعية لمكانتهم ولمعرفتهم بما جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم. اذا اقتداء بهم فاتبعوا ولا تبتدعوا كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. وقال عليك باثار من سبق واياك واراء الرجال وان زخرفوا يقول ذلك الاوزاعي. وقال ابن مسعود من اراد ان يستن فليستنى من مات فان الميت تؤمن عليه الفتنة واما الحي لا تؤمن عليه الفتنة. فعلينا الاقتداء باصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم. ثم قال وترك البدع البدع جمع بدعة والبدعة اصلها باللغة الاختراع والابتداع في الدين هي طريقة يحدثها المبتدع يضاهي بها شريعة الله عز وجل ويعرف بعضهم البدعة بانها بان كل امر احدثه العبد سواء من جهة الاقوال او من جهة الافعال او من جهة الاعتقاد ووجد سببه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يعني كل عمل يعمله العبد وقد وجد سبب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم فان العمل عند ان يكون يكون بدعة. والبدعة تدخل في الاعتقاد وتدخل في الاقوال وتدخل في الافعال. وهي طريقة يراد بها مضاهاة الطريقة الشرعية على وجه التعبد لله عز وجل بها فكل ما كان كذلك فانها تسمى بدعة وشر البدع ما كان في الاعتقاد شر البدع ما كان في الاعتقاد والبدع تقسم الى قسمين بدع اصلية وبدع اضافية البدع الاصلية هو الذي يأتي بشيء ليس له اصل في الشريعة. يأتي بشيء ليس له اصل في الشريعة فتسمى هذه بدعة بدعة اصلية بدعة اضافية هو الذي يأتي بشيء له اصل في الشرع لكنه زاد فيه ما لم يأتي به الشارع مثلا الصلاة بعد اذان بعد صلاة الفجر بعد صلاة الفجر على وجه التطوع نقول هذه الصلاة بدعة لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت ولم يتعبد لله عز وجل بالصلاة في هذا الوقت واما الصلاة من جهة اصلها فهي مشروعة لكن لما اظاف الى هذا الوقت سميت بدعة سميت بدعة اضافية اما البدعة الاصلية فالتي ليس لها اصل في الشرع ليس لها اصل في الشرع هذه تسمى بدعة اصلية. وقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ومن عمل فليس علينا ومن عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد كما في مسلم بهذا اللفظ. فالمبتدع الذي ابتدع بدعة عمله لا يثاب عليه. من جهة العمل لا يثاب عليه. والمبتدع له احوال له احوال. الحالة الاولى ان يفعل ذلك مجتهدا مجتهدا قاصر بذلك ارضاء ربه سبحانه وتعالى وهو جاهل بان هذه بدعة رجل ناشئا في بادية بعيدة بعيد عن اهل الاسلام وتعبد لله عز وجل ببدعة ليس لها اصل في الشريعة. ولكن نيته وقصده هو ارضاء ربي سبحانه وتعالى. فنقول في مثل هذا الرجل انه يثاب من جهة نيته ولا يثاب من جهة عمله عمله مردود بنص قول نبينا صلى الله عليه وسلم. اما النية واخلاصه فقد يثاب عليه. والناس في باب المقام في مقام هذه الحال لهم اربعة اقسام او ثلاث اقسام. القسم الاول من يفعل البدعة من يفعل بدعة وقد قامت عليه الحجة. وبيت له الادلة ان عمله هذا باطل محرم. فهذا مبتدع ضال يبدع وعمل عمله هو الذي عمله يعاقب عليه ولا يثاب عليه بل هو اثم مأزور لانه خالف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يؤجر على عمله. القسم الثاني القسم الثاني من قصد بعمله وجه الله عز وجل ولم يعلم هذه ان هذه بدعة وان هذا منكر وانما هو مجتهد في ذلك حريص على ارضاء الله عز وجل. فهذا هذا يؤجر على قصده ولا يثاب على عمله القسم الثالث وهم الذين افلحوا ونجوا وتعبد لله عز وجل على وجه المتابعة لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى وجه الاخلاص لله سبحانه وتعالى فهذا هو السني الذي يثاب على عمله ويثاب ايضا على نيته واتباعه فهو من جهة الاتباع متبع ومن جهة اخلاصه هو مخلص لله عز وجل. اما شر الناس فهو الذي عمل عملا ليس له اصل في الشريعة وابتدع دينا وعبادة ولم يرد بها وجه الله عز وجل واضح بمعنى ابتدع دينا وقسى بهذا الدين غير وجه الله انما اراد به الرياء واراد به ان ان يتبع وان يقلد وان يكون رأسا في قومه فهذا ضال من جهة بدعته وظال ايضا من جهة من جهة مقصده ظال من جهة البدع ضال من جهة ما ابتدعه ضال من جهة مقصده وكما قال حذيفة ان الرجل يوشك ان يقرأ القرآن ويبرع فيه فيقول ما لي لا ارى الناس يتبعوني فيقول لا حتى ابتدع لهم بدعة فاياكم وما فان كثيرا من اصحاب الاهواء ومن اصحاب الشهوات من يريد ان يتبعه الناس وان يكون الناس له تبع فتجد انه اذا لم يتبع في يعرفه الجميع وفي اتباع السنة اتى بقول يبتدع من قبل نفسه حتى يعرف به ويشهر به ويكون رأسا فيه ويتبع الناس عليه فاياكم اياكم وما دعا ذلك المبتدع. اذا قال وكل بدعة ضلالة وكل بدعة وهذا نص من الامام احمد انه ليس في البدع ما يسمى ببدعة حسنة وليس في البدع ما هو بدعة يثاب عليها فاعلها. بل البدع بل البدع كلها ضلالة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله قال وكل بدعة ضلالة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة على منبره. كما في صحيح مسلم. قال وكل بدعة ضلالة النسائي وكل ظلالة وكل ظلالة في النار وكل ظلالة في النار. فافاد هذا الحديث ان ما يقسمه بعظ متأخر الفقهاء من ان البدعة تنقسم الى خمسة اقسام بدعة واجبة وبدعة مستحبة وبدعة مباحة ومكروهة ومحرمة ان هذا ليس بصحيح. وقد قال بذلك وذكر ذلك النووي النووي ذكر ذلك في منهاجه وذكر ايضا صاحب القواعد الكبرى الذي هو سلطان العلماء اه ذكر ذلك ايضا في كتاب القواعد الكبرى ان البدع تنقسم الى العز بن عبد السلام ذكر ذلك في القاعدة الكبرى ان البدعة تنقسم الى خمسة اقسام وهذا ليس بصحيح والذي انزل الذي انزل عليه البدعة الواجبة يسميها يسميها للسنة بالمصالح المرسلة واما ان يقال انها بدعة فلا نسلم لهم بذلك. فطباعة المصاحف مثلا لا نقول ان بدعة لان كتابة المصحف كتاب المصحف قد وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد كتابة الايات وجمع الايات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا من باب الوسائل وكما ذكرنا سابقا ان البدع تدخل في ولا تدخل ولا تدخل وسائل الوسائل بابها واسع باب الوسائل باب واسع وانما البدع تكون في الغايات فمكبرات الصوت التي ينادى بها للصلوات لا نقول انها بدعة لانها وسيلة. وانما وانما انها تكون اذا غير جبلا غير جمل الاذان نقول هو بهذا مبتدع فعلى هذا يقال يقال هنا وكل بدعة فيها ضلالة. فجمع المصاحف او كتابة الكتب او ما يسمى بالوسائل الدعوية هذه لا نسميها بدعة مستحبة ولا نسميها بدعة واجبة ولا نسمي بدعة مباحة بل نقل البدع كلها ضلال وهذه الامور هي من المصالح المرسلة التي جاءت جاءت بها الشريعة وقد نص الشاطبي في في اعتصامه على ان على ان ما كان موافقا لمقاصي الشريعة لا يسمى بدعة وانما يدخل تحت تحت ما يسمى بالادلة بادلة اهل العلم ما يسمي المصالح المرسلة بالمصالح المرسلة بمعنى ان الشريعة على هذا الامر ودخل في عموم اصولها وقواعدها فيأتي فيأتي المسلم او يأتي العالم ويقرر تلك المسألة على هذا فلا يقال هنا ان هذه بدعة لان هذا العمل او هذه الوسيلة دلت عليها شريعة الله عز وجل ودلت عليها سنة النبي صلى الله عليه وسلم فمثلا كما ذكرت طباعة الكتب لا يقول قائل انها بدعة لان النبي قال لعبدالله بن عمر اكتب فاني لا اقول لا فهذا اصل الكتابة وكذلك ايضا قال اكتبوا لابي شاة ولا يقول قائل كما ذكرت فقد كتبت في الكتاب وفي اللخاف وكان الصحابة يكتبون القرآن فهذا اصله ايضا ان مقصود الكتابة هو ان يقرأ القرآن وان يحفظ وان ينشر بين الناس. فاما ان يبتدع الانسان بدعة ما والبدع كثيرة البدع تدخل بالاقوال وتدخل في الافعال وتدخل في الاعتقادات حتى الاعتقاد الذي هو ما يعني ان تعتقد في ما ما يليق بالله من اسمائه وصفاته المبتدعة ابتدعوا في ذلك بدعا كفرية وبدعة مفسقة كما سيأتي معنا