بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى ذكر قراء القرآن قال اخبرنا اسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد عن شعبة عن عمرو بن مرة انه قال سمعت ابراهيم يحدث عن مسروق قال ذكر عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال ذلك رجل لا ازال احبه من بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا من اربعة عبدالله وسالم مولى ابي حذيفة قال شعبة بدأ بهذين وابي ابن كعب ومعاذ ابن جبل قال لا ادري بايهما بدا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الامام النسائي رحمه الله تعالى ذكر قراء القرآن اي من اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ممن عرفوا بذلك اتقانا وظبطا لكتاب الله عز وجل واورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة احاديث بدأها بهذا الحديث عن مسروق قال ذكر عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عند عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما فقال ذلك رجل لا ازال احبه بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا من اربعة وذكر في مقدمهم عبد الله ابن مسعودا رضي الله عنه تأمل هنا ما ينبغي ان يكون عليه المسلم من محبة لمن عرفوا بخصال الخير وخصال الفضل والعلم والامامة والعناية بكتاب الله عز وجل فان محبة هؤلاء من اجل القرب التي يتقرب بها المسلم الى الله عز وجل وقد قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وقال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وهذا الحديث يدل على ان المحبة في الله مما يستكمل به الايمان وان المسلم ينبغي عليه اذا عرف اهل الخير بخصال الخير والفضل والعلم والعناية بالتعليم والدعوة ونحو ذلك ان يعود ان يحبهم وان يعد وان يعد محبتهم من جملة قربه التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى قال ذلك رجل لا ازال احبه يعني له في قلبه محبة مستمرة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا من اربعة تستقرأ اي القرآن ومعنى استقرؤوهم اي سلوهم ان يقرأوا القرآن لان القرآن اخذه انما يكون بهذه الطريقة بالسماع والتلقين يستمع اليه من الضابط المتقن ويحفظ وفق ذلك فاستقرؤهما القرآن اي اسألوهم واطلبوا منهم ان يقرأ القرآن لتأخذوه عنهم وتتلقوه منهم وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث قال خذوا القرآن عن اربعة خذوا القرآن عن اربعة ذكر آآ في مقدمة هؤلاء الاربعة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه وكان رضي الله عنه كما قال حذيفة ابن اليمان اقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وجاء في بعض الاحاديث ان النبي عليه الصلاة والسلام استمع الى تلاوته وهو يقرأ سورة يوسف فقال عليه الصلاة والسلام احسنت وفضائله ومناقبه وشمائله كثيرة رضي الله عنه وارضاه قد مر معنا قريبا اشارة الى قول النبي عليه الصلاة والسلام من اراد ان يقرأ القرآن غظا آآ يقرأ بقراءة ابن ام عبد يعني عبد الله ابن مسعود اه رضي الله عنه وارضاه قال وسالم مولى ابي حذيفة قد جاء في سنن ابن ماجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمد لله الذي جعل في امتي مثل هذا يعني سالم مولى مولى ابي حذيفة اه رضي الله عنه وارضاه قال شعبة بدأ بهذين اي عبد الله بن مسعود وسالم قال وابي ابن كعب وابي ابن كعب اشتهر بسيد القراء وقد جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اقرأهم لكتاب الله واقرأهم لكتاب الله ابي وهو الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام في القصة المعروفة ليهنك العلم يا ابا المنذر ضرب بيده على صدره وقال ليهنك العلم يا ابا المنذر عندما قال له عليه الصلاة والسلام يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم وهو يحفظ القرآن كاملا جمع القرآن كاملا والقرآن اياته تزيد على الستة الاف اية والمطلوب الجواب في في الوقفة وقت السؤال اي اية معك من كتاب الله اعظم عدد الايات يزيد على الستة الاف المطلوب ذكر ايها اعظم والاجابة مطلوبة في الحال وقت السؤال قال قلت الله ورسوله اعلم قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم وكانه لما سأله عليه الصلاة والسلام او طلب منه المرة الثانية عرف ان هذا اذن من النبي صلى الله عليه وسلم بان يجتهد في ذكر الاية بين يدي فالنبي عليه الصلاة والسلام قال فقلت اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم قال فضرب بيده على صدري وقال ليهنك العلم يا ابا المنذر اي هنيئا لك هذا العلم الذي حباك الله به ومن عليك به وتفضل عليك به فابي رضي الله عنه يعرف بسيد القراء وجاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال واقرؤهم لكتاب الله قبيل قال ومعاذ ابن جبل اي ممن جمعوا القرآن من الصحابة معاذ بن جبل رضي الله عنه وارضاه وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم له اعادها مرتين يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وايضا ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال معاذ بن جبل امام آآ امام العلماء برتوة يوم القيامة ومعنى رتوة اي رمية سهم وقيل خطوة وقيل درجة فهذا بيان علو مكانته ورفيع منزلته رضي الله عنه وارضاه وهو الذي بعثه النبي عليه الصلاة والسلام الى اليمن قاضيا حاكما ومعلما وداعيا الى الله سبحانه وتعالى وقال له لما بعث انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله الى تمام الحديث المعروف وكان يشبه رضي الله عنه بابراهيم الخليل حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه ان معاذ ابن جبل امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين. يشبهه خليل الرحمن عليه السلام الحاصل ان هؤلاء الاربعة لهم مكانتهم العظيمة ومنزلتهم الرفيعة في كتاب الله عز وجل وقد جمعهم عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث استقرئوا من اربعة استقرئوا اي القرآن اطلبوا منهم ان يقرأوا القرآن خذوه عنهم تلقوه عنهم استقرئوا القرآن من اربعة وذكر عليه الصلاة والسلام هؤلاء الاربعة واستفدنا من كلمة آآ عبد الله بن عمرو ابن العاص اه رضي الله عنهما ان محبة هؤلاء من عظيم القرب التي يتقرب اه الى الله سبحانه وتعالى بها. نسأل الله عز وجل ان يعمر قلوبنا محبة لاصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان يوفقنا اجمعين لحسن الاقتداء بهم والائتساء رظي الله عنهم وارظاهم وقد ذكر العلماء ان تخصيص هؤلاء الاربعة بالذكر مع وجود ايضا مع وجود غيرهم من الصحابة ممن قرأوا القرآن وجمعوه قيل في اه تخصيص هؤلاء الاربعة انهم اه كانوا اكثر ظبطا لالفاظ القرآن واكثر اتقانا للاداء. قيل ذلك وقيل ايظا غيره غير ذلك والله تعالى اعلم نعم قال اخبرنا اسحاق ابن ابراهيم قال اخبرنا عبده قال حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبدالله رضي الله عنه انه قال لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بضعا وسبعين سورة وقد علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اعلمهم بكتاب الله ولو اعلم ان احدا اعلم به مني لرحلت اليه قال شقيق فجلست في حلق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سمعت احدا يعيب ذلك ولا يرده ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد مر معنا آآ شيء من مناقبه وشمائله وعناية عنايته رضي الله عنه بالقرآن بل وقول النبي صلى الله عليه وسلم من سره ان يقرأ القرآن رطبا وفي رواية غظا فليقرأه بقراءة ابن ام عبد رضي الله عنه وارضاه يقول عبد الله بن مسعود لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة بضعا اي اكثر من سبعين سورة وقد علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اعلمهم بكتاب الله ولو اعلم ان احدا اعلم به مني لرحلت اليه هذا ليس من باب الاطراء للنفس ومدحها حاشا ابن مسعود وغيره من خيار الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم اه ان يكونوا كذلك وانما حتى يعرف ما عنده حتى يعرف ما عنده ويعرف قدر عنايته بكتاب الله سبحانه وتعالى وهذا يكون اعون للناس في معرفة قدره والتلقي عنه والاخذ منه قد مر معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في مقدم اربعة قال استقرئوا القرآن من منهم فانما قال ذلك اه رظي الله عنه وارظاه اه ذكر هذا عن نفسه حتى يعرف وذكر المرء بقدر الحاجة عن نفسه في المقام الذي يقتضي ذلك حتى يعرف يعرف بعلم او يعرف مثلا اتقان لمسائل معينة في خبر عن نفسه بذلك حتى يؤخذ عن يؤخذ عنه ويتلقى منه هذا لا حرج فيه اما اذا كان الانسان يثني على نفسه المفاخرة آآ المراءات واطراء النفس يفعل ذلك عجبا بنفسه هذا لا شك انه فمذموم الحاصل ان ابن مسعود رضي الله عنه اخبر اه عن نفسه بذلك بقدر الحاجة لاقتضاء المقام ذلك حتى يعرف قدره تعرف عنايته كتاب الله سبحانه وتعالى وقوله رضي الله عنه لو اعلم ان احدا اعلم به مني لرحلت اليه هذا فيه فضل الرحلة في طلب العلم وايضا فظل الرحلة لتلقي القرآن وهو افضل ما يرحل من اجله عن اهله المتقنين الضابطين اه المحسنين ففي هذا فظل الرحلة في طلب العلم ولهذا قال لو اعلم ان احدا اعلم به مني لرحلت اليه لرحلت اليه قال شقيق فجلست في حلق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سمعت احدا يعيب ذلك ولا يرده يعني ما سمعت احدا من الصحابة يعيب هذه اه هذا الامر وهذه المكانة لابن مسعود رضي الله عنه مع كتاب الله عز وجل نعم قال اخبرنا محمد بن يحيى بن ايوب قال حدثنا سليمان بن عامر قال سمعت الربيع بن انس يقول قرأت القرآن على ابي العالية وقرأ ابو العالية على ابي رضي الله عنه قال وقرأ ابي رضي الله عنه قال لي وقال ابي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقرئك القرآن قال قلت او ذكرت هناك قال نعم فبكى ابي قال فلا ادري بشوق او بخوف نعم قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن انس رضي الله عنه ان الله صلى الله عليه وسلم قال لابي رضي الله عنه ان ربي امرني ان اعرض عليك القرآن. قال اوسماني لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فبكى ابي ثم اورد رحمه الله تعالى عن الربيع ابن انس قال قرأت القرآن على ابي العالية وقرأ ابو العالية على ابي قال وقال ابي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقرئك القرآن امرت ان اقرئك القرآن امرت اذا قال النبي عليه الصلاة والسلام امرت بالبناء لما لم يسمى فاعله فالامر هو الله سبحانه وتعالى امرت اي امرني الله جل وعلا ان اقرئك القرآن قال قلت او ذكرت هناك او ذكرت هناك اي ذكر آآ ذكرني الله سبحانه وتعالى مثل ما سيأتي معنا في الرواية الاخرى سماني اي ذكرني باسمي لان ان يقرئك القرآن قد يكون امر النبي عليه الصلاة والسلام امر ان يقرئ جماعة او بعض اصحابه القرآن فاختار منهم النبي عليه الصلاة والسلام ابي مثلا قال امرت ان اقرئك اي انت القرآن قال ذكرت هناك اي ذكرني رب العالمين في الملأ الاعلى سماني قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم وجاء في بعض الروايات قال نعم باسمك ونسبك في الملأ الاعلى وهذا شرف عظيم هذا شرف عظيم لهذا الصحابي ومنقبة جليلة علية رفيعة تدل على علو مكانته رضي الله عنه وارضاه فبكى ابي لما اخبره النبي صلى الله عليه وسلم ان رب العالمين سمى باسمه وقال اقرئه آآ القرآن في الرواية الاخرى ان اعرض عليك القرآن وفي رواية ان اقرأ عليك القرآن وسماه باسمي هذه منقبة عظيمة لهذا اه الصحابي الجليل اه رضي الله عنه وارضاه قال فبكى ابي فلا ادري ابشوق او بخوف شك الراوي يعني من ما ما الغرض من هذا البكاء؟ لماذا بكى ابي في هذا الموضع؟ هل بكى شوقا او خوفا هل بكى شوقا اي بكاء اشتياق وفرح هذه النعمة عملا بقول الله عز وجل قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا او هو بكاء خوف والمراد بالخوف هنا الخوف من التقصير لما ادرك هذه النعمة وهذا الامر بكى خوفا اي من التقصير على شكر الله سبحانه وتعالى على فهذه النعمة العظيمة لكن الاقرب والله تعالى اعلم ان بكائه رضي الله عنه كان بكاء فرح ولهذا جاء في رواية قيل يا ابا المنذر ففرحت بذلك قيل يا ابا المنذر ففرحت بذلك قال وما يمنعني والله تعالى يقول قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فالاظهر ان بكاءه رظي الله عنه كان بكاء بكاء فرح بهذه النعمة وهذه الفظيلة العظيمة والشرف العظيم الذي حباه الله سبحانه وتعالى ومن عليه به ثم اورد النسائي رحمه الله الخبر من طريق اخرى عن قتادة عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي ان ربي امرني ان اعرض عليك القرآن والمراد باعرض عليك القرآن اي بعظه وما تيسر منه ويطلق القرآن ويراد بعضه اذا قرأت القرآن فاستعذ بالله. يعني اذا قرأت شيئا من القرآن فاستعذ بالله قال ان ربي امرني ان اعرض عليك القرآن جاء في رواية للحديث بلفظ ان اقرأ عليك القرآن ان اقرأ عليك القرآن. قال الحافظ ابن كثير في كتابه في السيرة قال اي قراءة ابلاغ واسماع اي قراءة ابلاغ واسماع لا قراءة تعلم منه هذا لا يفهمه احد من اهل العلم هذا لا يفهمه احد من اهل العلم قال وانما قلت ذلك حتى لا يظن خلاف خلاف ذلك وربط ابن كثير رحمه الله بين هذا الحديث وبين الحديث الذي مر معنا سابقا وفيه قال ابي آآ رضي الله عنه وارضاه فسقط في نفسي من التكذيب ولا اذ كنت في الجاهلية في قصته لما كان سمع رجلا يقرأ القرآن بحرف غير الذي سمعه هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يقرأ فلم ينكر عليه وامر الاخر ان يقرأ فلم ينكر عليه يقول فسقط في نفسي يعني وقع في نفسي من التكذيب ولا ايذاء ولا اذ كنت في الجاهلية قال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ظرب في صدري ففظت عرقا ابن كثير رحمه الله يربط بين فهذا الحديث والحديث الذي بين ايدينا في هذه الترجمة يقول رحمه الله تلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة كالتثبيت له والبيان له ان هذا القرآن حق وصدق وانه نزل على احرف كثيرة رحمة ولطفا بالعباد فيرى رحمه الله ان هذه القصة جاءت بعد الاولى التي مرت معنا قوله في هذه الرواية ان اعرض عليك القرآن وفي رواية ان اقرأ عليك القرآن قال قتادة انبئت انه قرأ عليه لم يكن اي قرأ عليه هذه السورة فقط لم يكن سورة البينة وجاء الحديث في بعض رواياته ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا وقيل في تخصيص هذه السورة لكونها جامعة لقواعد الدين واصول الشريعة وحقائق التوحيد والايمان والجنة والنار والثواب والعقاب فهي سورة جامعة عظيمة قال اوسماني لك اوسماني لك؟ يعني هل ذكرني تعالى بالاسم اوسماني لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فبكى ابي قيل في الحكمة من ذلك امر الله سبحانه وتعالى ان يقرأ القرآن على ابي ان تستن الامة بذلك ان تستن الامة بذلك في القراءة على اهل الاتقان والفظل وان هذا وان هذا فظل للمرء لا ينبغي ان يأنف منه احد لا ينبغي ان يأنف منه احد وقيل ان الغرض من ذلك هو التنبيه على مكانة ابي وفضله ومنزلته ومر معنا اه ما قرره الامام بن كثير رحمه الله تعالى وما ذكره من ربط بين هذا الحديث والحديث اه السابق في وجه قراءة او امر الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بقراءة شيء من القرآن او عرض شيء من القرآن على ابي اه رضي الله عنه وارضاه والحديث فيه دلالة على امامة ابي وفضله وهو مشتمل على منقبة عظيمة لهذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين نعم قال رحمه الله تعالى ذكر الاربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اخبرنا اسحاق ابن ابراهيم قال حدثنا عبد الله ابن ادريس قال حدثنا شعبة قال واخبرنا محمد بن بشار قال يحيى عن شعبة عن قتادة عن انس رضي الله عنه انه قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم قال محمد من الانصار ابي ابن كعب ومعاذ ابن جبل وزيد وابو زيد قلت من ابو زيد؟ قال احد عمومتي ثم قال الامام النسائي رحمه الله تعالى ذكر الاربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الاربعة اي الذين جمع جمع ذكرهم في حديث واحد ولا يعني ذلك حصر من جمع القرآن من الصحابة في هذا العدد ولهذا النسائي رحمه الله اورد بعد الحديث المتقدم تنبيها على ان ذكر الاربعة في هذا الحديث ليس على اه وجه الحصر اورد عن قتادة عن انس قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم قال محمد آآ محمد مر معنا في الاسناد محمد ابن بشار قال كلهم قال محمد من الانصار من الانصار وهم ايضا تحديدا من الخزرج الاربعة كلهم من اه الخزرج ابي بن كعب ومعاذ ابن جبل وزيد وهو ابن ثابت وقد مر معنا ذكر فيما سبق ذكر شيء من مناقبه رضي الله عنه وابو زيد قلت من ابو زيد قال اي انس احد عمومتي احد عمومتي قيل هو سعد بن عبيد الملقب بسعد القارئ وقيل غير ذلك هؤلاء الاربعة الذين ذكر انهم جمعوا القرآن جمع القرآن اي حفظا وظبطا واتقانا وحسن اداء لا يعني هذا الحديث حصر من جمعوا القرآن آآ من الصحابة في هذا العدد لكن والله تعالى اعلم ان ذكر هذا العدد من ممن جمعوا القرآن يراد به من الخزرج لان جاء في بعض الروايات لذكر هذا العدد قصة جاء في بعض روايات الحديث جاءت بهذا اللفظ افتخر الحيان من الانصار افتخر الحيان بالانصار الاوس والخزرج فقالت الخزرج جمع منا القرآن اربعة وذكر هؤلاء الاربعة لم يجمعه غيرهم فكانه والله تعالى اعلم ان المراد بهذا العدد الاربعة اي من الخزرج وهم ابي ومعاذ وزيت اي بن ثابت وابو زيد احد عمومة انس ابن مالك اه رضي الله عنه وارضاه هنا انبه على فائدة احسب ان انها مهمة وانه جدير بالتنبيه بها. عندما يقال جمع القرآن ويوصف بذلك ليس المراد اه بجمع القرآن ظبط الحروف ليس هذا المراد ليس في المراد مجرد ظبط الحروف وانما المراد بجمع القرآن ان يحسن في ظبط حروفه وقراءته وادائه مع حسن الفهم للقرآن والعمل به مع حسن الفهم للقرآن والعمل به لان مجرد الاقامة لحروف القرآن عدم الفهم وعدم الاقامة لحدود القرآن يكون بذلك القرآن حجة على المرء لا حجة له قد قال عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك ولم تكن طريقة الصحابة رضي الله عنهم في حفظ القرآن كما هو الموجود في كثير من المقارئ ودور التحفيظ في زماننا اشتغال بالتحفيظ المجرد فقط للقرآن ومنذ ان يبدأ الطالب وهو مربوط باتقان الحفظ لا هم لمن يقرؤه الا ان يعنى بظبطه لمخارج القرآن وتجويده وترتيله دون عناية تفهميم المعاني وحث على آآ العمل اه بكتاب الله سبحانه وتعالى تجمع القرآن يكون مع الظبط والاتقان للقراءة الاداء مع الفهم كتاب الله عز وجل العمل به وهذه هي التلاوة للقرآن حق التلاوة وقد روى الامام ابو عبيد القاسم بن سلام آآ في كتابه فظائل القرآن وله مجلد كبير مطبوع نافع جدا وهو من الكتب المعدودة في اوائل ما الف بهذا الباب فضائل القرآن اورد اثرا عظيم النفع في في هذا الباب ان رجلا جاء بابنه الى ابي الدرداء رضي الله عنه وقال ان ابني هذا جمع القرآن قال ان ابني هذا جمع القرآن فرح بما يسره الله لابنه من حفظ القرآن وجاء به الى هذا الصحابي مخبرا متحدثا بهذا الخير قال ان ابني هذا جمع القرآن قال ابو الدرداء اللهم غفرا نسألك مغفرة معنى غفرا اي نسألك مغفرة اللهم غفرا انما جمع القرآن من سمع له واطاعه من سمع له واطاعه اي من جمع بين حسن السماع الذي هو يعني الفهم ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد واطاعي عمل بهذا القرآن وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى انما اه قال قال انزل هذا القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا. نعم قال يا اخوانا بشر ابن خالد قال اخبرنا غندر عن شعبة عن سليمان قال سمعت ابا وائل عن مسروق عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال استقرئوا القرآن من اربعة من الله ابن مسعود وسالم مولى ابي حذيفة ومعاذ ابن جبل وابي ابن كعب. نعم هذا الحديث تقدم معنا قريبا لكن المصنف اعاده هنا والله تعالى اعلم لبيان ان الحديث الذي قبله ليس حاصرا من جمعوا القرآن اه اه من الصحابة رضي الله عنهم ليس حاصرا في العدد الذي تقدم معنا اه في الرواية السابقة في حديث انس وانما جمعه ايضا غيرهم من اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى باب جمع القرآن قال اخبرنا الهيثم ابن ايوب قال حدثنا ابراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن عبيد الله ابن السباق عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال ارسل الي ابو بكر رضي الله عنه مقتل اهل اليمامة فاتيته وعنده عمر رضي الله عنه فقال ان القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وساق الحديث بطوله ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب جمع القرآن اي الجمع الذي حصل اه القرآن في زمن ابي بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه وهو معدود في مناقبه العظيمة وشمائله رضي الله عنه وارضاه جمع اه القرآن كله آآ مرتبا بين دفتين وبقي هذا عنده رضي الله عنه وارضاه في صحف ثم انتقل منه بعد وفاته الى عمر رضي الله عنه ثم بعد وفاته كان عند بنته حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها ومر معنا ان عثمان ابن عفان في زمانه وابان خلافته وولايته رضي الله عنه لما اراد جمع اه القرآن وجمع الناس على حرف واحد طلب من حفصة ان تعطيه الصحف للنقل عنها والاخذ منها واعادتها اليها اه رضي الله عنها وارضاها واعاد انسائي رحمه الله في هذه الترجمة حديثا مر معنا اه قريبا في باب ذكر كاتب الوحي وهو زيد ابن ثابت رضي الله عنه وقد اورد اه النسائي رحمه الله الحديث في تلك الترجمة بتمامه ولهذا آآ اقتصر هنا على ذكر طرف منه وقال معاذ اي تقدم ذكره عنده رحمه الله تعالى قريبا اه والحديث مر شرحه هناك لكن اشير الى فائدة آآ تتعلق بزيد بن ثابت عرفنا ان اه وقعت اليمامة وهي قتال المرتدين قتل فيها عدد ليس بالقليل من القراء حتى ذكر ان من قتلوا من القراء يبلغون السبعين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وارضاهم فهو عدد ليس بالقليل مما ذكر في كتب السير ان زيدا زيدا رضي الله عنه زيد ابن ثابت في وقعة اليمامة اصابه سهم لكن نجاه الله منه اصابه رظي الله عنه سهم لكن نجاه الله وسلمه الله من حيث آآ هيأه الله عز وجل للقيام بهذا الخير في زمان ابي بكر وايضا من بعد ذلك في زمان عثمان والا اصابه سهم لكن الله سبحانه وتعالى سلمه منه وبقي له عمر ليحصل هذا الخير الذي اراده الله وادخره له رضي الله عنه وارضاه. نعم في خطأ نعم عن عبيد الله ابن السباق ومر معنا وعبيد ابن السباق نعم والصواب الاول الحديث مر معنا الاسناد في الموظع الاول قال عن ابن شهاب عن عبيد ابن السباق. وهنا فيه زيادة عن عبيد عن عبيد الله ابن السباق نعم قال رحمه الله تعالى باب سورة كذا سورة كذا قال اخبرنا عمران بن موسى قال حدثنا يزيد يعني ابن الزريع قال حدثنا شعبة عن منصور عن ابراهيم عن عبدالرحمن ابن يزيد قال ذكر لي عن ابي مسعود رضي الله عنه فلقيته وهو يطوف بالبيت فسألته فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قال اخبرنا بشر بن خالد قال اخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ابراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد عن علقمة عن ابي ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الايتين الاخرتين من البقرة في ليلة كفتاه قال عبدالرحمن فلقيت ابا مسعود فحدثني به قال اخبرنا علي بن خشرم قال اخبرنا عيسى عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة وعبدالرحمن بن يزيد عن ابي مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايتان الاخرتان من اخر سورة البقرة. من قرأهما في ليلة كفتاه ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب سورة كذا سورة كذا اراد رحمه الله تعالى بهذه الترجمة صحة هذا الاطلاق كان يقال سورة البقرة سورة المائدة سورة النساء هذا الاطلاق صحيح ولا يلزم ان يقال السورة التي يذكر فيها البقرة او السورة التي يذكر فيها اه النساء وتذكر فيها المائدة فهذا اطلاق صحيح باب سورة كذا سورة كذا وجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام احاديث اه تدل على صحة هذا الاطلاق منها هذا الحديث وقد اورده آآ رحمه الله تعالى من طرق ان النبي صلى الله عليه وسلم اه قال من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة كفتاه هذا الحديث يفيد استحباب قراءة الايتين الاخيرتين من سورة البقرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون الى تمام السورة وان يواظب على هذه القراءة كل ليلة وقد ذكر عليه الصلاة والسلام من ثواب ذلك وفضله ان من قرأهما في ليلة كفتاه ومعنى كفتاه اي من كل شر وسوء كفتاه اي تكفيانه باذن الله عز وجل وتقيانه من كل شر وسوء فتكون هذه القراءة موجبا لحفظ العبد ووقايته وسلامته من الشر والسوء هذا هو الصحيح في معنى كفتاه واما من قال كفتاه اي تكفيان عن قيام الليل او تكفيان عن ما عدا ذلك من الاذكار فهذا غير صحيح وانما المراد بذلك كفتاه اي تكفيان من الشرور والافات نحو ذلك ففي ذلك فظل المواظبة على قراءة هاتين الايتين من خاتمة سورة البقرة كل ليلة وان هنا ان تكون هذه القراءة عن مواظبة واذا تأملت في الايتين تجد ان الاولى منهما فيها ذكر اصول الايمان التي يقوم عليها دين الله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. هذه اصول الايمان التي يبنى عليها دين الله تبارك وتعالى ومن فائدة هذه القراءة لهذه الاية كل ليلة تجديد الايمان بهذه الاصول وانتبهوا لهذه الفائدة من فائدة القراءة كل ليلة لهذه الاية تجديد الايمان تجدد ايمانك بهذه الاصول العظيمة تستحضرها كل ليلة تستذكرها كل ليلة تجديدا لايمانك وتقوية لايمانك بهذه الاصول العظيمة والاذكار انما شرعت لاجل ذلك لتقوية الايمان وتعميق اليقين وتجديد التوحيد فعندما يقرأ المسلم كل ليلة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسلي وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لهذا الايمان باليوم الاخر اليك المصير اضافة الى الايمان بهذه الاصول تحقيق الاستجابة والطواعية والامتثال لاوامر الله. سمعنا واطعنا فمع الامام بهذه الاصول العظيمة في فيه الانقياد والطواعية والامتثال لامر الله سبحانه وتعالى. فجمعت الاية بين العقيدة والشريعة العلم والعمل الاعتقاد والعبادة فكم هو جميل بالمرء المسلم ان يقرأها هذه هذه الاية مستحظرا مجددا ايمانه واما الاية التي تليها ففيها دعوات عظيمة مباركة تمس حاجة المسلم الى ان يدعو بها كل ليلة ولهذا لما يقرأها المسلم ينبغي ان يقرأها وهو يستشعر انه يدعو الله بهذه الدعوات ليس مجرد قراءة وفعلا بعض الناس ينبغي ان ينبه على ذلك ولهذا يقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في قول الله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم قال ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء. اهدنا الصراط المستقيم كل مرة تقرأ اهدنا الصراط المستقيم استشعر انك تدعو الله بهذه الدعوة العظيمة بل هي اعظم الدعوات ولهذا افترظها الله علينا في اليوم والليلة سبع عشرة مرة فالحاصل عندما يقرأ الاية الثانية لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا الى تمام السورة هذي كلها دعوات يدعو بها المسلم فيستحب يستحضر انه يدعو الله وايضا يستحضر في الوقت نفسه انها دعوات مستجابات لان الصحة في الحديث ان الله سبحانه وتعالى قال في هذا الدعاء كله قد فعلت. فهي دعوات مستجابات فيدعو بها المسلم كل ليلة وايضا يستحضر انها دعوات مستجابة استجابها الله سبحانه استجاب الله سبحانه وتعالى لمن دعاه بها في هذا الحديث دلالة على فضل قراءة هاتين ايتين من اخر سورة البقرة في كل ليلة وان من قرأ ذلك اه كفتاه اي هاتان الايتان اي من كل شر وسوء الشاهد من الاية قول نبينا عليه الصلاة والسلام من اخر سورة البقرة من اخر سورة البقرة فدل ذلك على صحة هذا الاطلاق وانه لا يلزم ان يقال السورة التي تذكر فيها البقرة وانما يكفي ان يقول سورة كذا سورة كذا نعم الله اليك التقييد في ليلة نعم الان الذي يذكر اذكار المساء ربما يذكرها قبل المغرب نعم. فاذا القراءة الان لا تناسب ان تكون اذكار المساء لانه ما دخل الذي يظهر ان هذه ليست من اذكار المساء وانما يؤتى بهذه القراءة بعد الغروب اذا دخل الليل اذا دخل الليل ودخول الليل باذان المغرب اذا اذن المغرب فهذا دخول الليل فيؤتى بها قيام الليل وكل ما بادر اليها من اول ليلة فهو افضل حتى تكون هذه الكفاية والوقاية والحفظ معه من اول الليل نعم قال اخبرنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجلا يقرأ في المسجد ليلا فقال لقد اذكرني كذا وكذا من اية قد كنت اسقطهن من سورة كذا وكذا ثم ختم رحمه الله تعالى اه هذه الترجمة بهذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد ليلا اي وهو في بيته عليه الصلاة والسلام ومعلوم ان بيته ملاصق للمسجد فسمع رجلا في المسجد يقرأ ليلا معنى ذلك ان قراءته بصوت ان قراءته بصوت يعني بصوت يسمع آآ في ذلك ان صلاة الليل صلاة المرء وحده ليلا له ان يقرأ فيها بصوت وله ان يقرأ سرا والاولى الامكن له في اه الخشوع والتأمل بالمعاني والدلالات وكل ذلك دل عليه الدليل رفع الصوت بالقراءة او القراءة سرا له ان يقرأ سرا وله ان يقرأ جهرا مثل ما كان من هذا الصحابي رظي الله عنه قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد ليلا. يقرأ في المسجد ليلا جاء في بعض الروايات اه التصريح باسمه وهو عباد ابن بشر رضي الله عنه وارضاه وجاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع الصوت قال لعائشة الصوت عباد هذا فصوت عباد هذا قالت قلت نعم قال اللهم ارحم عبادا قال اللهم ارحم عبادا دعا له اه النبي صلى الله عليه وسلم اه بالرحمة قال لقد اذكرني كذا وكذا من اية قد كنت تسقطهن جاء في بعض المصادر اسقطتهن من سورة كذا وكذا من سورة كذا وكذا. قال لقد اذكرني النبي صلى الله عليه وسلم يسمعه يقرأ فدعا لهم بالرحمة قال اللهم ارحم عبادا لقد اذكرني اية كذا وكذا لقد اذكرني كذا وكذا من اية قد كنت آآ اسقطتهن من سورة كذا وكذا من سورة كذا وكذا وهذا ان النسيان اه نسيانه موجود في البشر مثل ما قال عليه الصلاة والسلام نسي ادم ونسيت ذريته فهذا النسيان موجود في طبيعة البشر يدهى المرء وينسى حتى النبي عليه الصلاة والسلام حصل له ذلك كما اخبر عليه الصلاة والسلام قال لقد اذكرني كذا وكذا من اية قد كنت اسقطتهن من سورة كذا وكذا من سورة كذا وكذا والحديث في الصحيحين معنى قوله اسقطتهن اي انسيتهن معنى اسقطتهن اي انسيتهن وهذا النسيان بمقتضى الطبيعة طبيعة اه الانسان هذا يستفاد منه فائدة بمن حفظ القرآن ونسي شيئا منه هل يأثم بذلك او لا يأثم ذكر العلماء وهذا ايضا مما يستفاد من هذا الحديث ان النسيان لا يخلو من حالتين الاولى ما كان بمقتضى طبيعة الانسان ما كان بمقتضى طبيعة الانسان انه يقع في اه النسيان يعني لا عن تفريط واهمال واضاعة وانما هو نسيان بمقتضى الطبيعة هذا لا يلام عليه لا يلام عليه. النوع الثاني من النسيان ان كان عن اعراظ عن القرآن واهمال وتفريط وعدم مبالاة فاذا كان بهذا الوصف هذا عرظة اه عرضة للاثم اذا كان مهملا ومضيعا وغير مبال آآ ومفرط فمثل هذا يكون عرظة اه عرظة للاثم اه نكتفي بهذا القدر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل بشر اللهم انا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وهمومنا ثم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي ليرضيك عنا اللهم فظلا منك وتكرما نسألك يا الله ان تجعلنا اجمعين من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تقربنا به اه من جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييت واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا