نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتابه فضائل القرآن من سننه الكبرى تحت قوله السورة التي يذكر فيها كذا اخبرنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثنا يزيدني الفارسي قال قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما قلت قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم ان عمدتم الى امثالي وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين. فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم واوضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك قال عثمان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول هذه السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وتنزل عليه الايات فيقول ضعوا هذه الايات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الانفال من اوائل ما انزل وبراءة من اخر القرآن وكانت قصتها شبيها بقصتها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا انها منها فظننت انها منها فمن ثم قارنت بينهما ولم اكتب بينهما بسطر بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الامام النسائي رحمه الله تعالى باب السورة التي يذكر فيها كذا السورة التي يذكر فيها كذا هذا الباب ذكره رحمه الله تعالى عقب الباب الذي قبله وهو باب سورة كذا سورة كذا سورة البقرة سورة النساء سورة ال عمران سورة المائدة الى اخره هذا الاطلاق او هذه الاظافة صحيحة جاءت بها السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقال سورة البقرة سورة المائدة سورة النساء وجاء في ذلك احاديث عديدة ساق المصنف بعضها. منها الحديث المتقدم من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة لم يقل السورة التي تذكر فيها البقرة الحاصل ان ان هذا الاطلاق صحيح وجاءت به السنة الثابتة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد روي عن بعض السلف كراهية ذلك ان يقال سورة البقرة سورة النساء البعض استند في ذلك على حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه غير ثابت لا تقولوا سورة البقرة ولا تقولوا سورة ال عمران ولا تقولوا سورة النساء ولكن قولوا السورة التي تذكر فيها كالبقرة والسورة التي تذكر فيها ال عمران السورة التي تذكر فيها النساء لكن الحديث غير ثابت عن النبي الكريم صلوات الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والاطلاق صحيح ان يقال سورة البقرة سورة اه النساء الى اخره وجاء في ذلك كما قدمت احاديث كثيرة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم ان عمدتم الى الانفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطرا بسم الله الرحمن الرحيم اي الذي يكتب بين قل لي سورتين او في مفتتح كل سورة ومعلوم ان البسملة مثبتة في مفتتح كل سورة من سور القرآن عدا سورة براءة عدا سورة براءة فانها لا لم تفتتح بالبسملة لم يأتي في اولها البسملة فسأل كما في هذه الرواية آآ ابن عباس عثمان ابن عفان رضي الله عنهم ما حملكم على ان عمدتم الى الانفال وهي من المثاني الانفال من المثاني ويراد بالمثاني ما ولي المئين ويراد بالمئين ما جاوزت اياته المئة مئة اية كما هو معلوم ايات براءة مئة وتسع وعشرين اية فبراءة من المئين والانفال اياتها خمس وسبعين اية فهي من المثاني المثاني ما يلي المئين يعني ما قلت اياته عن المئة ما كانت اياته دون المئة اية فسأل ابن عباس عثمان وهو كما تقدم معنا من قام على جمع اه القرآن رضي الله عنه وارضاه في خلافته فسأله ما الذي حملكم على ذلك انعمتم الى الانفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطرا بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال السبع الطوال هي وسبع سور وصفها كما جاء هنا طوال جاء الترتيب في المصحف ذكرى الطوال اولا ثم المئين ثم المثاني ثم يأتي من بعد ذلك المفصل فالسبع الطوال ذكر فيها او في اخرها لان السبع الطوال البقرة وال عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف ثم بعد ذلك اختلف في السابعة من السبع الطوال قيل هي براءة وقيل هي يونس وقيل هي الانفال وبراءة معا ممن اعتبرهما سورة واحدة من اعتبرهما سورة واحدة فيسأله عن ذلك يقول ووضعتموها في السبع الطوال وضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك ما حملكم على ذلك قال عثمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا نزل عليه شيء اي من القرآن يدعو بعض من يكتب عنده اي كتاب الوحي ومر معنا باب عند المصنف بذلك قال كاتب الوحي وذكر زيد ابن ثابت وكتابة الوحي قام بها وشرف بها غير واحد من اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه منهم الخلفاء الاربعة وكذلك معاوية خال المؤمنين رضي الله عنه كوبي ابن كعب فكان يأتي ببعض من يكتب عنده فيقول ضعوا هذه في الصورة التي يذكر فيها كذا وكذا هذا موضع الشاهد للترجمة ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا يعني يذكر فيها البقرة يذكر فيها النسا تذكر فيها كالمائدة وتنزل عليه الايات فيقول ضعوا هذه الايات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا قال وكانت الانفال من اوائل ما نزل ومراده رضي الله عنه قوله من اوائل ما نزل اي بالمدينة من اوائل ما نزل اي بالمدينة لان الانفال صح انها نزلت في السنة الثانية من الهجرة نزلت في غزوة بدر وبدر في السنة الثانية من الهجرة قال وكانت الانفال من اوائل ما نزل اي في المدينة وبراءة من اخر القرآن من اخر القرآن نزولا واخر سور القرآن نزولا سورة براءة اخر سور القرآن نزولا سورة براءة وكانت قصتها شبيها بقصتها قصتها شبيها بقصتها يعني ما جاء في مضمون سورة الانفال شبيها بما جاء في مضمون سورة براءة وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا انها منها لم يبين لنا انها منها ان انها منها اي ان براءة من الانفال ولم يبين لنا انها منها فظننت انها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم قوله في في هذه الرواية قبظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا انها منها هذا فيه اشكال ومع الاشكال الذي فيه ايظا يعارض ما تقدم لانه آآ ما تقدم ذكر على انهما سورتان الانفال وبراءة وابن عباس في سؤاله يقول وكانت الانفال من اوائل ما نزل وبراءة من اخر ما نزل على اعتبار انه واظح انهما سورتان وليستا سورة واحدة وايضا في الجواب اجاب بما يشعر بانها سورتين قال ولم يبين لنا انها منها ولم يبين لنا انها منها فظننت انها منها ظننت ان انها منها ان براءة من الانفال وهذا ايضا مخالف ما اجمع عليه العلماء ان ترتيب اي السور توقيفي ان ترتيب اي السور توقيفي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وليس محلا للاجتهاد وهنا في هذا الاجتهاد في هذه الرواية جعلت ايات براءة من من الانفال من سورة الانفال وهذا مخالف المجمع عليه من ان آآ ترتيب هاي السور اي وسور القرآن توقيفي. اما ترتيب السور هذا محل خلاف بين العلم محل خلاف بين اهل العلم منهم من يرى انه توقيتي ومنهم من يرى انه اه محل اه اجتهاد والحديث في اسناده مقال لان يزيد الفارسي الراوي لهذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما ضعفه الامام البخاري وغيره من من اهل العلم فهو ممن لا يعتمد على مروياته ولا سيما ما تفرد به والحافظ لما ذكره في التقريب قال مقبول والمقبول عنده هو من اذا تفرد ولم يوجد له من يتابعه على ما تفرد به فان روايته ترد فالحاصل ان اه الحديث من حيث الاسناد ضعيف ومن حيث المتن فيه بعظ الاشكال من حيث المتن في بعض الاشكال كما اشرت الى ذلك واما عدم كتابة آآ البسملة في اول براءة فقد ذكر في ذلك اقوال منها هذا القول الذي جاء في هذه الرواية وان هذا اجتهاد آآ من عثمان ابن عفان رضي الله عنه وقيل لان سورة براءة لان البسملة اية رحمة والرحمة فيها امان وسورة براءة في المنافقين والمنافقين لا امان لهم والمنافقين لا امال لهم والاظهر والله تعالى اعلم ان عدم اه كتابة البسملة في اوائل سورة براءة ان جبريل لم ينزل بذلك ان جبريل عليه السلام لم ينزل بذلك يعني في كل سورة ينزل بالبسملة المفتتحا لها الا براءة لم ينزل بذلك نعم قال رحمه الله تعالى كتابة القرآن اخبرنا محمد بن اسماعيل بن ابراهيم قال حدثنا يزيد عن همام عن زيد ابن اسلم واخبرنا الفضل ابن العباس ابن ابراهيم قال حدثنا قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال محمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن. وقال محمد الا القرآن فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة كتابة القرآن كتابة القرآن اراد رحمه الله تعالى ان يبين ان كتابة القرآن في الصحف والرقاع نحو ذلك جاءت به السنة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وجاء في ذلك احاديث عنه صلوات الله والسلام عليه منها هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن. وفي رواية الا القرآن فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه فهذا نص في الاذن بكتابة القرآن وان آآ السنة جاءت بذلك. وقد ورد احاديث كثيرة جدا تدل على ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام آآ له كتاب للوحي مر الاشارة الى اسماء بعضهم او عدد منهم فالكتابة كتابة القرآن ثبتت بها اه السنة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهنا في هذا الحديث نهي عن ان يكتب عنه شيء غير القرآن لكن من بعد ذلك جاء الاذن بالكتابة كتابة حديثة صلوات الله والسلام وبركاته عليه وقد قيل اقوال بهذا النهي الذي في هذا الحديث عن كتابة شيئا عنه صلى الله عليه وسلم غير القرآن وان من كتب شيئا فليمحه فقيل ان ذلك كان خيفة ان يختلط اه القرآن بغيره خيفة ان ان يختلط القرآن بغيره ولهذا لما امن ذلك ضمن هذا الامر اذن عليه الصلاة والسلام بعد بكتابة سنته ولهذا ايضا من الاقوال التي قيلت في هذا النهي ان هذا النهي كان وقت النزول وقت نزول الايات او السور كان ينهى ان يكتب شيء من حديثه عليه الصلاة والسلام للعلة السابقة لكي لا يختلط حديثه عليه الصلاة والسلام بالقرآن وقيل انما اريد بالنهي ان يكتب ذلك في صحيفة واحدة في موضع واحد بان يكتب القرآن ومعه الحديث في موضع واحد والحاصل ان النهي الذي كان في هذا الحديث كان في اول الامر والغرظ من النهي لئلا يختلط القرآن بغيره من احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولما امن اه هذا الامر فيما بعد جاء الاذن عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بكتابة حديثه صلى الله عليه وسلم نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبه الى ان الغد لا يوجد درس اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا