نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى الترتيل قال اخبرنا اسحاق بن منصور قال اخبرنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى الترتيل هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان فضل ترتيل القرآن واستحباب ذلك والترتيل للقرآن يكون بقراءته بتمهل لا هذرمة وبعجلة ولهذا اذا رتل المرء السورة تكون بترتيله لها اطول من التي هي اطول منها مثل ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة ويرتلها حتى تكون اطول من التي هي اطول منها في الترتيل هو القراءة بتمهل القراءة بتمهل ولا خلاف بين العلماء في جواز قراءة القرآن بدون ترتيل لكن الترتيل افضل ومقامه اعلى وثوابه اعظم وهو اعون للمرء على تدبر القرآن وعقل معانيه اورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لصاحب القرآن اقرأ يقال اي في الجنة يوم القيامة لصاحب القرآن الصحبة هنا تعني الملازمة والعناية بالقرآن قراءة وتعلما للمعاني وعملا بالقرآن فقوله لصاحب القرآن اي من عنده ملازمة للقرآن وعناية بالقرآن ولهذا ليس كل تال للقرآن يعد صاحبا للقرآن وليس كل حافظ للقرآن يعد صاحبا للقرآن لان الصحبة للقرآن تعني العناية بالقرآن تدبرا وعملا بالقرآن ولهذا اذا كان المرء لا يعمل بالقرآن حتى وان حفظه لا يعد صاحب قرآن لان صحبة القرآن تعني القيام بهذا الكتاب واتباعه والعمل بما دل عليه والصحبة لا تكون الا بالملازمة والالفة ولهذا لا يقال فلان صاحب فلان الا عن طول ملازمة له والفة عظيمة بينهما ولا يكون المرء صاحب قرآن الا بالملازمة لهذا الكتاب العظيم ترتيلا فهما عناية بفهم القرآن وتدبر معانيه والعمل بما دل عليه هذا الكتاب العظيم قال يقال لصاحب القرآن اقرأ هذه قراءة من صاحب القرآن في الجنة اقرأ هذه قراءة منه في الجنة وليست القراءة التي تكون في الجنة كما هي القراءة في الدنيا على وجه التعبد لان الاخرة ليست دار تكليف ولكن تكون هذه القراءة من جملة النعيم واللذة التي ينعم الله سبحانه وتعالى بها على اهل الجنة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اخذا من هذا الحديث قال اهل الجنة يتنعمون بقراءة القرآن ثم ذكر هذا الحديث فهو من جملة ما يا يتنعم به اهل الجنة يقال له اقرأ الامر بالقراءة هنا ليس امرا بها على وجه التكليف والتعبد وانما على وجه التلذذ والتنعم بهذا الخير الذي جعله الله سبحانه وتعالى من اهله اقرأ وارتق ومعنى وارتق اي اصعد في درجات الجنة ورتل كما كنت ترتل في الدنيا لا تسرع في القراءة رتل لان ما لانه ما دام في ترتيل فهو لا يزال في صعود ولا يزال في صعود في درجات الجنة والجنة درجات والصعود في درجات الجنة بحسب الاعمال ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون فالجنة درجات ومنازل والعلو في هذه المنازل والدرجات بحسب الاعمال وهذا من ابين ما يكون دليلا على ان الايمان يزيد وينقص وان زيادة الايمان موجبة لرفعة الدرجات وعلو المنازل يوم القيامة ومن ذلكم زيادة الايمان بقراءة القرآن وتدبره وتأمل معانيه قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وقال الله سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات قال اقرأ وارتق اي في درجات الجنة ورتل وهذا موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة ورتل كما كنت ترتل في الدنيا اي اقرأ بتمهل واناة ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها منزلتك فيه ان الجنة منازل ودرجات ليست منزلة واحدة بل منازل متفاوتة بلغنا الله اجمعين علي منازل الجنة ورفيع درجاتها بمنه وكرمه قال فان منزلتك عند اخر اية تقرأها بعض العلماء اشار هنا الى ان درجات الجنة عددها بحسب عدد ايات القرآن وايات القرآن تنيث على الستة الاف اية واوردوا في ذلك حديثا لكنه لا يصح عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والامور المغيبة لا يقطع بشيء منها الا بدليل دليلا ثابت عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وايضا مما نبه عليه اهل العلم في بيان معنى هذا الحديث في قوله اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ليس من شرط هذه القراءة ان يكون حافظا للقرآن. يعني ليس هذا خاصا بمن حفظ وانما اه وانما هو يتناول كل من كان ذا عناية بالقرآن قراءة ترتيلا وعناية بفهم القرآن والعمل به يكون له صحبة مع كتاب الله وبحسب هذه الصحبة لكتاب الله فهما عملا كتاب الله عز وجل تعلو منازل العبد ودرجاته عند الله سبحانه وتعالى وترتفع منازله عند الله فليس الامر متعلقا بمجرد الحفظ وانما وانما هو متعلق الصحبة لهذا الكتاب وانما هو متعلق بهذه الصحبة لهذا الكتاب كما هو مبين في اول الحديث. يقال لصاحب القرآن ومعلوم ان من يحفظ القرآن ولا يعمل به لا يعد صاحبا لكتاب الله لا يعد صاحبا لكتاب الله لان القرآن انزل ليعمل به فمن لم يعمل به لا يكون صاحبا لهذا الكتاب العظيم ولهذا اشتراط بعض اهل العلم في الحفظ في الفوز بهذا الثواب في قوله اقرأ وارتق اشتراط الحفظ لا يوجد شيء يدل عليه اشتراط الحفظ لا يوجد شيء يدل عليه فيمكن ان ان ينال بالحفظ ويمكن ان ينال بالعناية بالقرآن وان لم يتيسر للعبد حفظه كله ولا شك ان الحفظ اعلى وارفع لا شك ان الحفظ اعلى وارفع اذا كان عن عناية بهذا القرآن فهم وعمل بكتاب الله سبحانه وتعالى يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه في كلام له على هذا الحديث قال ظاهر الحديث ان المراد بذلك القراءة سواء كان سواء كان ذلك من ظهر قلب او من مصحف اقرأ ظاهر الحديث يقول القراءة ان هذا الثواب على القراءة العناية بالقراءة القراءة والتدبر كلام الله سبحانه وتعالى سواء كانت هذه القراءة عن ظهر قلب يقول او كانت قراءة من المصحف نعم قال اخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث ابن سعد عن عبدالرحمن ابن عبيد الله ابن ابي مليكة عن عبدالله بن عبيد الله بن ابي مليكة عن يعلى بن مملك انه سال ام سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته فقالت ما لكم وصلاته ثم نعتت ثم نعتت له قراءته فاذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن يعلى ابن مملك انه سأل اما سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته وهذه السؤالات يراد بها الوقوف على هديه عليه الصلاة والسلام من اجل التأسي به والاقتداء تحقيقا لقول الله جل في علاه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فقالت مالكم وصلاته ثم نعتت له قراءته اي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ومعنى نعتت اي وصفت فاذا هي تنعت قراءة مفسرة اي مبينة واظحة حرفا حرفا وهذا هو الشاهد من الحديث مفسرة حرفا حرفا اي مرتلة يعطي كل حرف حقه من مخرجه ووضوحه وبيانه وكل كلمة واظحة احيانا بعض الناس اذا قرأ ربما اكل بعض الحروف ولم يفصح عن بعض الحروف وربما مع ايضا سرعته في آآ القراءة ينقص منه حرف او اكثر لكن القراءة المفسرة حرفا حرفا اي مجودة مرتلة كل حرف وكل كلمة اعطيت حقها من الوضوح آآ سلامة المخرج وحسن الترتيل لها وانتبه هنا الى فائدة حقيقة ثمينة في قول ام سلمة رضي الله عنها قالت مفسرة بعض القراء اذا استمعت لقراءته مع وضوحها وبيانها وحسن المخارج وجمال الاداء كانما يفسر لك الايات لان القراءة التي بهذا الوصف اعون للعبد على الفهم المعاني والدلالات فهي تفيد القارئ فهما وتدبرا للقرآن وتفيد المستمع ايضا. نعم قال رحمه الله تعالى تحذير القرآن قال اخبرنا طليق بن محمد بن السكن قال اخبرنا معاوية قال اخبرنا ما لك بن مغول عن عبدالرحمن بن بريدة عن ابيه رضي الله عنه انه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على ابي موسى رضي الله عنه ذات ليلة وهو يقرأ فقال لقد اعطي من مزامير ال داوود فلما اصبح ذكروا ذلك له فقال لو كنت اعلمتني لحظرت ذلك تحبيرا قال رحمه الله تعالى تحبير القرآن التحبير التزيين وقد مر معنا حديث زينوا اصواتكم بالقرآن تحذير القرآن اي تزيين الصوت بالقرآن والمحبر المزين المجمل فتحذير القرآن تجميل الصوت وتحسين الصوت عند التلاوة لكتاب الله سبحانه وتعالى اورد حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر به ذات ليلة وهو يقرأ فقال لقد اعطي من مزامير ال داوود اعطي من مزامير ال داوود اي اعطي صوتا حسنا اي اعطي صوتا حسنا. المزمار هو الصوت الحسن المزمار هو الصوت الحسن ومنه سميت الة الزمر مزمارا ومنه سميت الة الزمر مزمارا المزمار هو الصوت الحسن الصوت الجميل فقول النبي عليه الصلاة والسلام اعطي من مزامير ال داوود اي اعطي صوتا حسنا جميلا وقوله من ال داود المراد داود نفسه المراد بال داوود اي داوود نفسه وقد اعطاه الله سبحانه وتعالى صوتا حسنا جميلا فيقول هنا اعطي اي ابو موسى من مزامير ال داوود اي صوتا حسنا مثل ما اعطي داوود عليه السلام الصوت الحسن فلما اصبح ذكروا ذلك له النبي صلى الله عليه وسلم مر بموسى وقال ما قال وابو موسى لم يعلم لكن لما اصبح ابو موسى اخبروه بذلك سبحان الله يمر معنا كثيرا هي اوليت احد يعتني بتتبع ذلك وجمعه الصحابة كانوا يقرأون القرآن بالليل وبصوت يقرأون القرآن بالليل وبصوت ولهذا بيوتهم مباركة بيوتهم امنة بيوت مطمئنة بيوتهم فيها السكينة الان كثير من بيوت المسلمين بالليل ليس فيها الا صوت المعازف والات اللهو ثم يشتكون من مشاكل كثيرة وساوس شياطين واشياء كثيرها فالصحابة رضي الله عنهم بيوتهم يقرأ فيها القرآن يقرأ ليلا والقراءة للقرآن ليلا لها خاصية سواء بصلاة قيام ليل او بدون صلاة سواء بمصحف او عن ظهر قلب وتكون قراءة بصوت يدوي في البيت ويسري في البيت فالنبي عليه الصلاة والسلام مرؤ سمع ابا موسى مر معنا قصة عباد ابن بشر اللهم ارحم عبادا وفي هذا الباب قصص كثيرة جدا من قصة اسيد ابن حضير قصص كثيرة جدا في هذا الباب قراءتهم للقرآن بصوت قال فلما اصبح ذكروا ذلك له فقال لو كنت لو كنت اعلمتني قال لمن اخبره لو كنت اعلمتني يعني وقتها ان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءتك لحضرت ذلك تحبيرا هذا موضع الشاهد من الحديث لحبرت ذلك تحبيرا اي حبرت صوتي بالقرآن وحسنته هو كان يقرأ رضي الله عنه قراءة محبرة لكنه قصد ماذا الزيادة قصد رضي الله عنه الزيادة وكان يقرأ قراءة محبرة بصوت حسن وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم وقال اوتي مزمار مزامير ال داوود هو كان يقرأ قراءة محبرة لكن مع ذلك قال لحبرت ذلك تحبيرا اي يا انه قصد ان يزيد رضي الله عنه يزيد في رفع الصوت ابلغ في سماع النبي صلى الله عليه وسلم للصوت وايضا يزيد في التحسين الاداء والترتيل وجاء في بعض الروايات لهذا الحديث جاء بلفظ لحبرته لك تحبيرا اي للرسول لحبرته لك تحذيرا وهنا تأتي مسألة تتعلق بتحسين الصوت للناس. تحسين الصوت بالقرآن للناس وما حكم ذلك ان يحسن صوته للناس وهم يسمعونه ويقصد بالتحسين آآ تحسين الصوت اي ان يحسنه للناس وهم يستمعون اليه وهذا على نوعين اما ان يحسنه حتى يعينهم على تدبر القرآن وسماع القرآن والانصات للقرآن والتدبر للقرآن وهذه نيته من ذلك فهذا من عمله الصالح الذي يثيبه الله عليه واما ان كان يقصد من ذلك شهرة وسمعة ويريد بذلك الدنيا فلا يدخل في صالح عمله لانه لا يدخل في صالح عمل المرء الا ما قصد به وجه الله سبحانه وتعالى لا يدخل في صالح عمله اذا كان يحسن صوته عند الناس للمراءات وللشهرة لاجل ان يمدحه الناس هذا لا يدخل في صالح عمله لكن اذا اراد ان يحسن اذا اراد بتحسين صوته للناس ان ينفعهم وان يستفيدوا وان يتدبروا كلام الله سبحانه وتعالى فهذا يدخل في صالح عمله العلماء رحمهم الله اشاروا الى امر يحسن التنبيه عليه وهو ان طول القراءة القراءة للقرآن تعين على حسن الصوت بالقرآن تعين على حسن الصوت بالقرآن يزداد حسنا الصوت بازدياد التلاوة واما مع قلة التلاوة حتى وان كان الانسان في خلقته حسن الصوت اذا قرأ وهو قليل القراءة القراءة القرآن لا يكون صوته حسنا بالقرآن وانما حسن الصوت بالقرآن يحتاج الى اه طول قراءة اه القرآن وان تكون هذه القراءة ايضا بصوت. نعم قال رحمه الله تعالى مد الصوت نعم قال اخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا جرير ابن حازم عن قدادة قال سألت انسا رضي الله عنه كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان يمد صوته مدا ثم قال رحمه الله تعالى مد الصوت بالقرآن والمراد مد الصوت ان يطيل الحرف الصالح للاطالة ان يطيل الحرف الصالح للاطالة ان ان يطيل الحرف الصالح لان يمد وحروف المد كما كما هو معلوم ثلاثة الواو والالف والياء فمد الصوت اطالة اطالة الحرف اطالة الحرف الذي يصلح ان ان يطال ليس كل حرف يصلح ان يطال واورد حديث انس وقد سأله قتادة كيف كانت قراءة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان يمد صوته مدا كان يمد صوته مدا يمد صوته القرآن مدا والمد انما يكون في اه الحرف الذي يستحق المد او يصلح ان اه ان يمد؟ نعم قال رحمه الله تعالى وهذا داخل آآ فيما سبق وهو الترتيل والتمهل في قراءة القرآن نعم قال رحمه الله تعالى السفر بالقرآن الى ارض العدو قال اخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى ان يسافر بالقرآن الى ارض العدو يخاف ان يناله العدو ثم قال رحمه الله السفر بالقرآن الى ارض العدو اي ما حكم ذلك والقرآن والقرآن كتاب معظم يجب اه ان ان يصان وان يحفظ وان يبتعد به عن الايدي التي يخشى ان تنال من كتاب الله سبحانه وتعالى ايدي الاعداء المبغضين للقرآن وللاسلام ولاهل الاسلام والمعادين لدين الله تبارك وتعالى فكتاب الله عز وجل كتاب معظم يجب ان يصان وان يحفظ بحيث لا يصل الى ايدي العدو فينالون من كتاب الله ولهذا جاء في السنة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يسافر بالقرآن الى ارض العدو نهى ان يسافر بالقرآن الى ارض العدو والنهي جاء في الحديث معللا قال يخاف ان يناله العدو يخاف ان يناله العدو يناله اي الكتاب العدو اي باذى اي بشيء من الاذى فنهى عليه الصلاة والسلام لاجل هذه العلة ولهذا لا يجوز ان يسافر القرآن الى ارض العدو من اجل ان لا يناله العدو بشيء من الاذى والحكم جاء معلنا ولهذا قال اهل العلم ان ان هذا الجانب اذا امن تماما هذا الجانب اذا امن تماما وتحقق تماما من من سلامة القرآن فلا بأس ان يسافر به المرء لحاجة الخاصة ليقرأه ويراجع ويحفظ اذا امن من هذه المفسدة التي عينها النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن السفر بالقرآن الى ارض العدو وايضا بين العلماء ان انه لا بأس ان يكتب للعدو بالاية والايتين من كتاب الله على وجه الدعوة دعوته الى آآ الاسلام وبيان الدين له فيكتب له بالاية وبالايتين او الثلاث او نحو ذلك هذا لا بأس به وهو محل اتفاق بين اهل العلم لفعل النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى القراءة عن ظهر القلب قال اخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب عن ابي حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنهما ان امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله جئت لاهب لك نفسي فنظر اليها رسول الله فصعد النظر اليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة انه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من اصحابه فقال اي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم يكن لك فيها حاجة فزوجنيها فقال هل عندك من شيء قال لا والله ما وجدت شيئا قال انظر ولو خاتم من حديد فذهب ثم رجع قال لا والله ولا خاتم من حديد ولكن هذا ازاري قال سهل ما له رداء فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع به ذلك ان لبست لم يكن عليها منه شيء وان لبسته لم يكن لك وان لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فامر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن قال معي سورة كذا سورة كذا سورة كذا عددها قال تقرأهن عن ظهر قلبك؟ قال نعم. فقال قد ملكتكها بما معك ومن القرآن ثم قال رحمه الله تعالى القراءة عن ظهر القلب اي قراءة القرآن حفظا من غير مصحف و هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان فضل ذلك فظل آآ كون المرء يحفظ القرآن او يحفظ قدرا من القرآن لان الحفظ فيه معونة للعبد ان يقرأ متى شاء ومتى اراد في اي وقت لكن اه المصحف لا يتيسر للمرأة ان يفتح في كل وقت ولا يكون معها في كل وقت وقد يكون المرء في بعض اوقاته على غير طهارة فلا يمس المصحف لكن الحفظ في معونة على مزيد القراءة كتاب الله سبحانه وتعالى عندما يكون في صدر المرأة القرآن او في صدره قدر من القرآن هذا لا شك في عظيم فضله ورفيع مكانته ولاجل ذا اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة واورد حديث سهل ابن سعد ان امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت آآ يا رسول الله جئت لاهب لك نفسي جاءت واهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم اي ان ينكحا ان تكون زوجة له فنظر اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر اليها وصوب وهذا اخذ منه العلماء رحمهم الله تعالى جواز النظر للمخطوبة اذا كان اه ثمة شيء من اه الرغبة في ذلك فينظر ان وجد ما يدعوه لذلك والا عدل عن ذلك النبي عليه الصلاة والسلام اه صعد النظر اليها وصوبه هذا يدل على انه كان فيريد ان يتزوجها لو لو كانت اعجبته ان نظر اليها وهذا اخذ من مشروعية النظر الى المخطوبة وهو كما جاء في الحديث الاخر احرى ان يؤدم بينكما يعني انت تقوى العلاقة الصلة المحبة بينكما اذا كان الدخول على الزوجة عن نظر مسبق ومعرفة بقدر حسنها وجمالها ثم طأطأ رأسه عليه الصلاة والسلام ولم يتكلم بشيء لم يتكلم بشيء فلما رأت المرأة انه لم يقض فيها شيئا جلست لما رأت انه لم يقضي فيها لم يبت بموافقة او عدم موافقة جلست فقام رجل من اصحابه فقال اي رسول الله ان لم يكن لك فيها حاجة فزوجنيها ان لم يكن لك فيها حاجة فزوجنيها فقال هل عندك من شيء؟ اي هل عندك مهر؟ تسوقه تقدمه قال لا والله ما وجدت شيئا ما وجدت شيئا قال انظر ارجع اذهب بيتك ابحث ولو خاتم من حديد ولو خاتم من حديد فذهب اي الى بيته وبحث عن شيء فما وجد سبحان الله ما في بيته شيء حتى خاتم من حديد ما فيه شيء قليل يقدمه مهر ما يوجد في بيته لباس ما يوجد في بيته ما عنده لباس الا الازار حتى بدون رداء حتى بدون رداء عند نزار فقط الذي الازار هو ما يلف به جزء البدن الاسفل وما حتى رداه ما عنده وبيته ما فيه ملابس ولا فيه شيء في بيته قال والله فذهب قال لا والله ولا خاتم من حديد ما وجدت شيء في البيت ولكن هذا ازاري ازار بدون رداء قال هذا ازاري ما يعني ما عندي غير آآ غير ازاري الذي الف به اسفل البدن قال هذا ازاري يعني اقدمه مهرا الرجل راغب جدا في الزواج قال هذا ازاري قال سهل ما له رداء ازهار بدون رداء فلها نصفه يعني آآ اعطاها نصف الازار مهرا الرجل راغب في في هذا الزواج لكن ما عنده شيء قال فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع بازارك ما تصنع بازارك ان لبسته لم يكن ان لبسته لم يكن عليها منه شيء وان لبسته لم يكن عليك منه شيء ولا يقبل ان يقطع نصفين. لانه ان قطع نصفين يصبح لا ساترا له ولا لها فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فامر به فدعي وهذا فيه رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام وحرصه على اصحابه وعنايته بهم واهتمامه بتحقيق حاجاتهم ومطالبهم فامر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن في بعض الروايات قال لهم ماذا تحفظ من القرآن قال معي سورة كذا سورة كذا سورة كذا في سنن ابي داوود اه ذكر سورة البقرة لكن الحديث في اسناده شيء من اه المقال سورة كذا سورة كذا سورة كذا عدها ان يعد السور التي يحفظها قال تقرأهن عن ظهر قلبك وهذا موضع الشاهد تقرأهن عن ظهر قلبك يعني تحفظهن حفظا في صدرك ليس ليس قراءة من المصحف قال نعم قال قد ملكت ملكتكها بما معك من القرآن ملكتكها بما معك من القرآن ملكتك اي زوجتك بما معك من اه القرآن اي بان تعلمها هذا هو المراد. يعني المهر ان يعلمها القرآن يعلمها ما يحفظ او ما يتيسر له ما يحفظ فجعل ذلك مهرا لها اذكر آآ من اللطائف الجميلة يحدثني احد الاخوة الثقات عن زواجه من احدى الدول يقول اه خطبت امرأة تحريت في ادبها ودينها وخلقها فخطبتها من والدها فقبلت وقالت لا اريد منه مهرا الا نسخة من صحيح البخاري لا اريد منه مهرا الا نسخة من صحيح البخاري يقول فعلا اشتريت نسخة من صحيح البخاري ثم تزوج وجاءه منها عدد من الاولاد رأيت بعضهم وما كان مهره الا نسخة من صحيح البخاري طلبته تلك المرأة الصالحة ان شاء الله واذكر ايضا انني رويت القصة هذي في بعض المجالس فقال احد الحاضرين ما لها اخت نعم قال رحمه الله تعالى القراءة على الدابة قال اخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا شعبة قال حدثني ابو اياس قال سمعت عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه انه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يسير على ناقته فقرأ انا فتحنا لك فرجع ابو اياس في قراءته وذكر عن ابن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم فرجع في قراءته ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة القراءة على الدابة والمراد بهذه الترجمة بيان جواز ذلك. وان النبي عليه الصلاة والسلام فعل ذلك قرأ وهو على دابته فللمرء ان يقرأ وهو على الدابة آآ بعيرا او حتى المركوبات الحديثة يقرأ من مصحف او عن ظهر قلب هذا كله الامر فيه واسع. وقد جاءت به السنة الصحيح عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واورد حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يسير على ناقته فقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا والحديث تقدم معنا قريبا في باب الترجيع وايضا مر الكلام على معناه والشاهد من الحديث لهذه الترجمة قوله رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يسير على ناقته فقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا فهذا فيه آآ مشروعية وجواز القراءة على الدابة نعم قال رحمه الله تعالى قراءة الماشي قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبوري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه انه قال كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عقبة قل قلت ماذا اقول؟ فسكت عني ثم قال يا عقبة قل قلت ماذا اقول يا رسول الله؟ فسكت عني فقلت اللهم ردده علي فقال يا عقوبة قل فقلت ماذا اقول؟ فقال قل قل اعوذ برب الفلق فقرأتها حتى اتيت على اخرها ثم قال قل قلت ماذا اقول يا رسول الله؟ قال قل قل اعوذ برب الناس فقرأتها حتى اتيت على اخرها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ما سأل سائل بمثلهما ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما ثم قال رحمه الله تعالى قراءة الماسي الترجمة السابقة قراءة الراكب على الدابة وبيان جواز ذلك وايضا هذه الترجمة في آآ بيان جواز قراءة القرآن للماشي اي على قدميه فيجوز للمرأة ان يقرأ القرآن وهو راكب على دابته ويجوز له ايضا ان يقرأ القرآن او ما تيسر من القرآن وهو ماشي على آآ على قدميه وان ذلك لا حرج فيه لا حرج فيه لا حرج ان يقرأ المرء القرآن وهو راكب على الدابة ولا حرج ايضا ان يقرأ القرآن او ما تيسر له اتمنى الايات او السور وهو ماشي على قدميه واورد حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عقبة قل قلت ماذا اقول؟ فسكت عني ثم قال يا عقبة قل قلت ماذا اقول يا رسول الله؟ فسكت عني فقلت اللهم اردده علي يعني تشوق تشوق رضي الله عنه هذا الاسلوب من النبي عليه الصلاة والسلام يتكرر في آآ مواضع عديدة الذي هو اسلوب التشويق للفائدة والترغيب فيها ولهذا تشوق اه اه عقبة رضي الله عنه ليسمع هذا الذي اراد النبي صلى الله عليه وسلم من عقبة ان يقوله شوقه الى ذلك شوقا عظيما مر معنا قريبا في اسلوب التسويق قصة آآ قصة ابي سعيد بن المعلى لما قال له آآ النبي صلى الله عليه وسلم لا او اعلمنك اعظم سورة في القرآن قبل ان اخرج من المسجد. انظر هذا الاسلوب في التسويق وله نظائر كثيرة جدا في هديه وهذا من كمال نصحه وجميل بيانه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فقال يا عقبة قل فقلت ماذا اقول؟ فقال قل اه قل اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الفلق يعني اقرأ هذه السورة فقرأتها حتى اتيت على اخرها ثم قال قل قلت ماذا اقول يا رسول الله؟ قال قل قل اعوذ برب الناس فقرأتها حتى اتيت على اخرها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ما سأل سائل بمثلهما ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما وهذا فيه عظم شأن هاتين السورتين وانه ما تعوذ متعوذ بمثل هاتين آآ السورتين العظيمتين والحديث آآ جاء في سنن ابي داوود اه ولفظه بينما انا اسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والابواء اذ غشينا او غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ لاعوذ برب الفلق واعوذ برب الناس. يعني يقرأ هاتين السورتين ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما هذه حقيقة فائدة عظيمة ان التعوذ بهاتين آآ السورتين يصلح في كل مقام يخاف فيه الانسان تحدث اشياء مفزعة او اشياء مخيفة او موحشة او نحو ذلك فيقرأ هاتين السورتين قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس التعوذ بهما لها اه لها اثر عظيم في دفع الشرور بانواعها شر الشياطين شر المعتدين شر ايظا ما يخافه الانسان من حوادث او كوارث او مصائب او نحو ذلك ومن يتأمل في آآ هذه اه الايات وما اشتملت عليه مما يتعوذ منه يجد انها جمعت جمعت الامور التي يتعوذ منها كثيرة لكن هاتين السورتين جمعت ما يتعوذ منه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ متعوذ بمثلهما اشارة الى ما اه جمعته هاتان الايتان من هذا الباب من كمال وتمام ووفاء في باب اه التعوذ واشير مرة ثانية الى كتاب الامام ابن القيم في الكلام على المعوذتين وهو في ضمن كتابه اعلام الموقعين وطبع مفردا بعنوان تفسير المعوذتين لابن القيم حقيقة فيه كلام نفيس جدا وبيان عظيم يتعلق بهاتين السورتين العظيمتين سورة الفلق وسورة الناس نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما نسأل الله عز وجل ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا فذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل دنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير