نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى من احب ان يسمع القرآن من غيره قال اخبرنا محمد بن عبدالعزيز بن غزوان قال اخبرنا حفص بن غياث عن الاعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي سورة النساء قلت اوليس عليك انزل قال بلى ولكن احب ان اسمعه من غيري فقرأت عليه حتى بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فغمزني غامز فرفعت رأسي فاذا عيناه تهملان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى من احب ان يسمع القرآن من غيره فهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان ان سماع القرآن من الغير جاءت به السنة الفعلية في هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وسماع القرآن من الغير ولا سيما اذا كان التالي حسن الصوت بالقرآن مرتلا له ترتيلا محسنا في ادائه خاشعا في تلاوته لا شك ان ذلك له اثاره الايمانية على من يستمع الى تلاوته والسماع عند التلاوة ينبغي ان يكون بانصات فان لم ينصت لم ينتفع ولم يتحقق الاثر ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فالانتفاع انما يكون بشهود القلب وحضوره وحسن الاستماع والتأمل فيما يستمع اليه من كلام الله سبحانه وتعالى وما من ريب ان هذا السماع لكلام الله على هذا الوصف له اثره العظيم واثاره الايمانية على من يستمع لكلام الله عز وجل اورد رحمه الله حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قرأ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي سورة النساء قلت اوليس عليك انزل قال بلى لكن احب ان اسمعه من غيري قال قال اوليس عليك انزل؟ قال بلى ولكن احب ان اسمعه من غيري ولهذا القراءة هنا ليست قراءة عرظ من اجل التقويم او التصحيح وانما هي قراءة قراءة سماع وتدبر وتأمل في كلام الله سبحانه وتعالى النبي عليه الصلاة والسلام طلب منه ان يقرأ حتى يستمع من غيره لكلام الله عز وجل فيتأمل ويتدبر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ولكن احب ان اسمعه من غيري قال فقرأت عليه حتى بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فغمزني غامز اي احد بجنبي او بجواري فرفعت رأسي فاذا عيناه تهملان فاذا عيناه اي النبي عليه الصلاة والسلام آآ تهملان اي تسين يسيل الدمع من عينه صلوات الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا يستفاد منه ان سماع القرآن من الغير اذا احسن الغير في الاداء تلاوة وترتيلا لكلام الله لا شك ان له اثره الايماني على السامع ولهذا كان يحصل من الصحابة في بعض مجالسهم رضي الله عنهم ان يطلبوا من واحد منهم مثل ابي موسى الاشعري فقد اوتي مزمارا من مزامير ال داوود او غيره يطلبون منه ان يتلو كلام الله سبحانه وتعالى ويستمعون اليه متأملين ومتدبرين في كلام الله عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى البكاء عند قراءة القرآن قال اخبرنا هناد بن الساري عن ابي الاحوص عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله رضي الله عنه انه قال امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اقرأ عليك وهو على المنبر فقرأ عليه سورة النساء حتى اذا بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد؟ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا غمزني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فنظرت اليه وعيناه تدمعان ثم قال رحمه الله تعالى البكاء عند قراءة القرآن ولا شك ان قراءة القرآن او الاستماع اليه من الغير بتأمل يثمر في العبد اثارا ايمانية وخشوعا واذا مر بايات الوعيد وتحرك الايمان في قلبه بكى من خشية الله وخوفا من عقابه سبحانه وتعالى واذا قرأ الايات التي فيها ذكر النعيم والثواب والجنة وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها من عظيم الثواب وجميل المآب يتأثر ويبكي شوقا لفضل الله ونعمته سبحانه وتعالى فالقراءة وكذلك السماع من الغير اذا كانت عن تدبر لما يقرأ او تدبر لما يسمع من كلام الله تبارك وتعالى هذه هذه لها اثارها اه الايمانية على العبد واورد في هذه الترجمة الحديث المتقدم نفسه حديث ابن مسعود وسيكرر رحمه الله هذا الحديث آآ في التراجم الاتية وفي كل ترجمة يستنبط منه فقها وهذا من فقه النسائي رحمه الله فقه المتقدمين في التراجم التي يعقدونها في مصنفاتهم ولهذا الحديث الواحد تراه قد يذكره في عشرين موضعا خمسة عشر موضعا عشرة مواضع بحسب آآ الاستنباطات الفقهية والمعاني الفقهية التي يستظهرها من الحديث اورد حديث ابن مسعود نفسه وموضع الشاهد منه فنظرت اليه وعيناه تدمعان اي انه عليه الصلاة والسلام بكى في هذا الموضع ودمعت عيناه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا الاثر هو الذي كان يحصل من النبي عليه الصلاة والسلام ومن الصحابة ومن اتبعهم باحسان عند التأثر في سماعهم لكلام الله تبارك وتعالى يحصل منهم البكاء آآ يحصل منهم دمع دمعة العين يحصل منهم نحو ذلك تأثرا بكلام الله وسماعهم لكلام الله عز وجل اما الغشي عند سماع القرآن والصعق والاغماء فهذه امور لم تكن موجودة في فالصحابة ولا ايظا موجودة عند من اتبعهم باحسان ولهذا جاء في بعظ الاثار ان ابن عمر رظي الله عنه ذكر له ان رجلا اذا سمع القرآن يغشى عليه يغمى عليه يعني من شدة التأثر يغمى عليه فاذا كان واقفا يسقط من شدة تأثره ذكروا له رجلا هذه صفته فقال رضي الله عنه والله ان لا نخشى الله واذا سمعنا القرآن ما نسقط يعني هذا انا يقصد لا يقصد نفسه يقصد الصحابة عموما وما رآه في هدي الصحابة آآ الكرام رظي الله عنهم قال والله انا لنخشى الله وما نسقط يعني هذه امور وجدت عند المتكلفين في في فيما بعد ولهذا الامام بن سيرين رحمه الله ذكر له جماعة هذه حالهم يقولون عنهم انهم اذا سمعوا القرآن يغشى عليهم ويسقطون قال رحمه الله تعالى بيننا وبينهم ان يقوم واحد منهم على حائط على جدار ونقرأ عليه القرآن من اوله الى اخره فان سقط فهو كما قال نقرأ عليه القرآن من اوله الى اخره فان سقط فهو كما قال مشيرا بذلك انه اذا كان على جدار يتمالك نفسه لانها ان سقط هلك فسيتمالك نفسه ولن يقع في التكلف الذي يحصل منه وهو واقف على الارض ولهذا ايضا انس ابن مالك سئل عن قوم اذا سمعوا القرآن يصابون الغشي قال هذا فعل الخوارج قال هذا فعل الخوارج. الحاصل ان الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم باحسان مثل هذه التكلفات الصعق والزعق والغشي والاغماء وما الى ذلك هذه كلها لم تكن موجودة في الصحابة الكرام نعم تخشع قلوبهم وتقشعر جلودهم وتدمع عيونهم ويبكون من خشية الله هذه كلها تحصل اما التكلفات فهذه انما وجدت عند المتأخرين المتكلفين نعم قال رحمه الله تعالى قول المقرئ للقارئ حسبنا قال اخبرنا عبدة بن عبدالله قال اخبرنا حسين عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فاستفتحت النساء حتى انتهيت الى قول الله عز وجل فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا. قال فدمعت وقال حسبنا. نعم قال رحمه الله تعالى قول المقرئ للقارئ حسبك قال اخبرنا سويد بن نصر قال اخبرنا عبد الله عن سفيان عن سليمان عن ابراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي فقلت اقرأ وعليك انزل قال اني احب ان اسمعه من غيري. فافتتحت سورة النساء. فلما بلغت فكيف اذا جئنا كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال فرأيت عينيه تذرفان فقال لي حسبك نعم قال رحمه الله تعالى قول المقرئ للقارئ امسك قال اخبرنا يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا يحيى عن سفيان عن الاعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه وبعض الحديث عن عمرو ابن مرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي قل اقرأ عليك وعليك انزل قال اني احب ان اسمعه من غيري. فقرأت حتى بلغت فاذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. قال امسك وعيناه ريفان هذه التراجم الثلاثة قول المقرئ للقارئ حسبنا قول المقرئ للقارئ حسبك قول المقرئ للقارئ امسك هذه الالفاظ الثلاثة حسبنا حسبك امسك آآ هي في مؤداها تؤدي الى معنى واحد وهو طلب آآ ايقاف القراءة والتوقف عن اه القراءة او الاكتفاء بهذا القدر من القراءة فقوله حسبنا اي يكفينا هذا القدر الذي اه تلوته وقوله في الرواية الاخرى حسبك ان يكفيك تلاوة ويكفيك هذا القدر مما تلوت من القرآن وقوله امسك في هذه الرواية اي امسك عن التلاوة وتوقف والحاصل ان هذه العبارات وكذلك ما جاء في معناها يكفينا او يكفي او يكفي هذا القدر او نحو ذلك من العبارات التي تؤدي الى هذا المعنى كلها لا بأس اذا قرأ قدر من القرآن ورغب السامع المقرئ او الحاضرين من السامعين الاكتفاء بذلك القدر فقالوا امسك او قالوا حسبنا اي هذا القدر الذي تلوت علينا او حسبك اي يكفيك هذا القدر الذي اه قرأت هذي الالفاظ كلها آآ لا بأس باستعمالها في هذا الموضع وهي الفاظ جاءت في اه روايات هذا الحديث جاءت في روايات هذا الحديث حسب ما ساقه المصنف رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى قول المقرئ للقارئ احسنت قال اخبرنا علي بن خشرم قال اخبرنا عيسى عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه انه قال بين انا بالشام بحمص فقيل لي اقرأ سورة يوسف فقرأتها فقال رجل ما كذا انزلت فقلت والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنت فبين انا اكلمه اذ وجدت ريح الخمر قلت اتكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ والله لا تبرح حتى اجلدك الحد قال رحمه الله تعالى قول المقرئ للقارئ احسنت اي عند ختم القدر الذي تلاه من كتاب الله عز وجل اذا قال المقرئ للقارئ احسنت فان هذه اللفظة ايضا مما جاءت به السنة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذه الكلمة تكررت قولا من النبي عليه الصلاة والسلام قالها لغير واحد من الصحابة ومر معنا في اه قصة بي قال له النبي عليه الصلاة والسلام احسنت فهي كلمة تكررت في مثل هذا المقام من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا اجتمع المقرئ الى القراءة من القارئ المجيد المحسن في قراءته فانه يحسن به ان يقول له في هذا المقام احسنت كما قالها النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المقام واورد حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال بين انا بالشام بحمص فقيل لي اقرأ سورة يوسف قيل لي اقرأ سورة يوسف فقرأتها وهذا ماظ على الهدي يعني ووالصحابة كانوا على هذه الطريقة يطلبون من احدهم ان يقرأ عليهم القرآن فيجلسون يستمعون وينصتون لكلام الله تبارك وتعالى فيزدادون بذلك ايمانا اذ ان سماع القرآن وتلاوته من اعظم ما تحصل به زيادة الايمان كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا قال فقرأتها فقال رجل ما كذا انزلت قال رجل ما كذا انزلت اي هذه السورة فقلت القائل عبد الله بن مسعود والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنت يعني هذه التلاوة التي اسمعتكم قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنت قال فبين انا اكلمه اذ وجدت ريح الخمر يعني هذا الرجل الذي يقول ما هكذا انزلت رجل مخمور فقال ابن مسعود رضي الله عنه اتكذب بكتاب الله وتشرب الخمر يعني جمعت بين سوءتين جمعت لنفسك بين قبيحتين سيئتين تشرب الخمر وتكذب بكتاب الله لان ابن مسعود يقرأ القرآن قراءة صحيحة وسمعها منه النبي صلى الله عليه وسلم السورة نفسها وقال له احسنت ثم يأتي هذا الرجل ويقول ما هكذا انزلت هذا تكذيب فجمع بين السوأتين التكذيب بالمنزل لانها هكذا انزلت النبي صلى الله عليه وسلم سمعها بن مسعود وقال له احسنت فهي هكذا انزلت وهذا الرجل يقول ما هكذا انزلت هذا تكذيب وايضا كان شارب خمر ولعل من فوائد هذا الحديث ان الخمر ام الخبائث سبحان الله تجمع تجمع لشاربها الخبائث كلها تجمع لشاربها الخبائث كله حتى لو كان الرجل في نفسه مثلا يتعفف عن بعض المعاصي او يتجنب بعض المعاصي اذا شرب الخمر يزول عنه كل ذلك لانها تجمع له الخبائث. اذا شرب الخمر جمعت له الخبائث وجمعت له السوءات كلها ولهذا جاء جاء جاء وصفها في الحديث بانها ام الخبائث لانها تجمع اه الخبائث حتى لو كان الرجل في نفسه يعني بعض المحرمات لا يفعلها اذا شرب الخمر فعلها وفعل ما هو اسوأ منها واشد وهذا مثال رجل يسمع من صحابي جليل القرآن الكريم ثم لما يفرغ من القراءة الجميلة الطيبة الحسنة يقول ما هكذا انزلت فالحاصل ان فهذا الرجل جمع بين التكذيب وشرب الخمر فقال والله لا تبرح حتى اجلدك الحد قول اجلدك الحد يعني ليس المراد انه ان ان رضي الله عنه يباشر جلدة بيده وانما يرفع به الى الوالي ويقام عليه الحد في شربه للخمر شاهد الحديث ان اه من تلى القرآن واستمع الى تلاوته وانتفع بترتيله فانه يقال له احسنت هذه اللفظة ثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا المقام نعم قال رحمه الله تعالى مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن قال اخبرنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن انس عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترنجة طعمها طيب وريحها ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظل طعمها خبيث وريحها قال اخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابو عوانة عن قتادة عن انس عن ابي موسى رضي الله عنهما انه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترنجة ريحها طيب وطعمها طيب وبذلوا المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ قرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر وبذلوا المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ثم قال رحمه الله تعالى مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن وهذا خير الناس وافضلهم من جمع الله سبحانه وتعالى له بين الايمان وقراءة القرآن والمراد بقراءة القرآن اي المداومة على ذلك والمواظبة على تلاوة كتاب الله عز وجل فلا فلا يزال بهذه التلاوة يزداد ايمانا وخيرا وبركة فهذا خير الناس من جمع الله سبحانه وتعالى له بين الايمان وتلاوة القرآن من جمع الله له بين الايمان وتلاوة القرآن والناس في هذا الباب اربعة اقسام كما يأتي تبيانه في الحديث من عنده ايمان وتلاوة للقرآن والثاني من عنده ايمان وليس عنده تلاوة للقرآن. عنده قصور وضعف في هذا الجانب والقسم الثالث من ليس عنده ايمان لكن عنده تلاوة للقرآن. والرابع من ليس عنده اه ليس عنده ايمان وليس عنده ايضا اه تلاوة للقرآن والنبي عليه الصلاة والسلام ظرب امثلة عجيبة جدا في توضيح حال هؤلاء الاقسام الثلاثة هؤلاء الاقسام الاربعة وذكر الامثلة من امور حسية يشاهدها الناس ويعاينونها مما مما يتعلق امرها بالطعن والرائحة المثل الذي ضربه النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الاقسام الاربعة يتعلق الطعم والرائحة الطعم والرائحة اورد المصنف هنا حديث ابي موسى الاشعري ويرويه عنه انس ابن مالك فهو من رواية صحابي عن صحابي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة او الاترنجة ترجه هذه ثمرة معروفة تشبه من حيث الشكل اه من حيث الشكل تشبه الليمون الاصفر لكنها اكبر حجما من منها ايظا آآ لونها آآ لون آآ اشبه بلون البرتقال ليس لونا اصفر فهي لونها جميل ورائحتها جميلة. ومذاقها طيب فجمعت بين اه بين محاسن عديدة وايضا ملمسها طيب من حيث الملمس والرائحة والمذاق واللون جمعت بهم محاسن ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة ذكر لها عليه الصلاة والسلام وصفين قال طعمها طيب وريحها طيب طعمها طيب هذا اشارة الى ان هذا الذي يقرأ القرآن منتفع بالقرآن ومستفيد منه وله اثر مثل ما ان هذه الفاكهة لها حلاوة ولها طعم يجده في داخله من يتذوقها ويأكلها فان الايمان له حلاوة وله طعم يجدها في نفسه من يكرمه الله سبحانه وتعالى بتحقيق الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان كما قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان الايمان له ذوق له له حلاوة له طعم فمثل هذا المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل اترجه مثل ترجه طعمها حلو هذا يتعلق ايمانه وعمله بالقرآن هذا يتعلق الحلاوة ترجع الى ايمان هذا الشخص وعمله بالقرآن وقوله ريحها طيب هذه الصفة ترجع الى ماذا الى التلاوة للقرآن ترجع الى تلاوته للقرآن لان هذا شيء ينبعث من هذا التالي فيستمع الناس ويجدون اه تذوقا لسماع هذا القرآن من هذا التالي قال طعمها طيب وريحها طيب طعمها طيب وريحها طيب هنا قوله في هذا الحديث مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل اترجه المراد بالمؤمن الذي يقرأ القرآن اي ويعمل به ماذا المؤمن الذي يقرأ القرآن اي ويعمل به فلا يدخل في هذا المثل من يقرأ القرآن ولا يعمل به ولهذا جاء في الصحيح البخاري في روايته لهذا الحديث من الطريق نفسه الذي ساقه المصنف من طريق يحيى عن شعبة من الحجاج عن قتادة بن دعامة السدوسي عن انس عن ابي موسى الاشعري ذكرها البخاري بهذا الاسناد ولفظه في صحيح البخاري مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به لابد من هذا القيد لان الحلاوة لا تكون الا بالعمل حلاوة لا تكون الا بالعمل كيف يذوق حلاوة القرآن من لا يتأمل القرآن ولا يعمل بالقرآن قال ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة ايضا في صحيح البخاري في هذا الموضع في الرواية التي اشرت ومثل مؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به لا يقرأ القرآن ويعمل به يعني معنى يعمل به مؤمن يصلي يصوم يتصدق يقوم بالواجبات الدينية يتجنب الامور التي الله علي في القرآن لكنه ما ما عنده حظ منه التلاوة القرآن والمواظبة على قراءة القرآن فهذا على خير وهو دون الاول وهو على خير وهو من من اهل السعادة لان الحديث قسم هؤلاء الاربعة الى قسمين اهل سعادة واهل شقاء اهل سعادة الاول والثاني الاول الذي يقرأ القرآن ويعمل به هذا مثلا مثل مثلا ترجه والثاني الذي المؤمن الذي لا يقرأ اه القرآن لكنه يعمل بالقرآن مثله مثل التمرة التمرة حلوة ان شاء الله بعد قليل اذا اذن تأكلون التمر آآ التمرة حلوة حلوة الطعم حلوة الطعم لكن لا لا رائحة لها ليس لها رائحة لها طعم حلو ولكن ليس له رائحة فهذا المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فيه الحلاوة حلاوة الايمان فيه حلاوة الايمان في طعم الايمان لانه مؤمن يصلي ويصوم ويقوم بالواجبات الدينية ويتجنب الامور التي حرمها الله سبحانه وتعالى عليه فهو يؤدي آآ هذا الايمان فيذوق الحلاوة حلاوة الايمان وان كان دون الاول لان الاول يحصل نصيبا زائدا وقدرا اعظم من ذلك بما اكرمه الله به من مداومة تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى قال مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كما في الرواية التي اشرت اليه في صحيح البخاري مثل التمرة هذا المثل لان لان اشتمل على الايمان ففي هذه الحلاوة حلاوة الايمان كما ان التمرة مشتملة على الحلاوة حلاوة الطعم لكن ليس لها رائحة ليس لها رائحة فهذا القسم هو الذي قبله هم السعداء القسم الثالث قال ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة الريحانة لها رائحة جميلة رائحة جميلة اه لكن طعم الريحان لو اخذ جزءا منها ووضعه في في فمه يجد طعما مرا لا يستساغ الرائحة جميلة لكن لو اخذ منها شيئا قليلا ووضع في فمه لمس فساغه من شدة مرارته وهذا فيه ان المنافق الذي يقرأ القرآن من الداخل خراب من الداخل خراب وفساد وخاوي من الايمان خاوي من الحلاوة ليس في قلبه حلاوة ليس في جوف طعم وذوق للايمان بل هو من الداخل مر اي فساد وخراب ليس فيه ايمان وهذه التلاوة القرآن هو لا يتلوها عن ايمان لان الداخل ليس فيه ايمان وانما يتلوها مراة ولمقاصد ليست لله ولا لطلب رضاه لانه في داخله ليس عنده ايمان. منافق هو والمنافق هو من يظهر الايمان ويبطن الكفر من يظهر الايمان ويبطن الكفر فاذا تلا المنافق القرآن اذا تلا المنافق القرآن وكانت مثلا تلاوته حسنة صوته مثلا حسن فان مثله مثل الريحانة الريحانة تشم منها رائحة طيبة لكن ليس لها اي حلاوة في الطعم بل كلها مرة وهذا يدل على ان المنافق لا يستفيد من تلاوته شيئا عند الله لا يستفيد حتى لو قرأ القرآن وجمعه وحفظه مثلا وقرأ كثيرا ما ينتفع بشيء من ذلك لان قاعدة الانتفاع بالعمل غير موجودة وهي الايمان ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين يدخل في قوله حبط عمله تلاوة للقرآن حتى وان اكثر من تلاوة القرآن او حفظه او غير ذلك لا ينتفع بذلك وهذا فيه ان القرآن قد يتلوه من ليس له غرض في تلاوته عند الله شيء يرجوه عند الله قد يتوب شخص ويحرص على مثلا تجويده او ترتيله او تزيين تلاوته وليس له غرض في هذه التلاوة في شيء يرجوه عند الله ويطمع فيه عند الله بل يفعل ذلك رياء وسمعة وشهرة لا يرجو بذلك شيئا عند الله سبحانه وتعالى ولهذا ستأتي الترجمة التي بعد هذه موضحة هذا المعنى وان في الناس من يقرأ القرآن رياء لا يريد بالقراءة وجه الله سبحانه وتعالى ومن كان كذلك فانه من اول من تسعر بهم النار يوم القيامة. نسأل الله العافية قال ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن لا ايمان ولا قراءة للقرآن قال مثل الحنظل الحنظل مر الطعم وليس له وليس له رائحة مر الطعن طعمه مر وليس له رائحة وهي في قول عدد من اهل العلم الشجرة الخبيثة التي ضربها الله مثلا للكافر في سورة إبراهيم قال ومثل اه كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار قال مثل الحنظل طعمها خبيث آآ طعمها خبيث وريحها ايضا خبيث الحاصل هذا الحديث فيه فظل حامل القرآن العامل به وعظيم ثوابه عند الله وفيه ايضا اهمية ضرب الامثال لان من فائدتها انها تجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المشاهدة المحسوسة الملموسة وايضا من فوائد هذا الحديث ان مقصودة التلاوة للقرآن العمل به فان القرآن انما انزل ليعمل به نعم قال رحمه الله تعالى من رأى بقراءة القرآن قال اخبرنا عبد الحميد بن محمد قال اخبرنا مخلد قال حدثنا ابن جريج عن يونس ابن يوسف عن سليمان ابن يسار قال تفرق الناس عن ابي هريرة رضي الله فقال له قائل ايها الشيخ حدثنا حديثا سمعته قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول الناس يقضى فيه رجل استشهد فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم امر به فسحب حتى القي في النار ورجل تعلم القرآن وعلمه. وقرأ القرآن فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت فيك وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم. فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو وقارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه واعطاه من المال انواعا فاتي به فعرفه نعمه فعرفها ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها. قال كذبت ولكنك فعلت ليقال قال هو جواد فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى يلقى في النار قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى من رأى بقراءة القرآن من رأى بقراءة القرآن رأى بقراءة القرآن اي قرأ القرآن رياء وسمعة وطلبا الشهرة وثناء الناس ومدحهم بحيث يشيرون اليه القارئ الحافظ المتقن فهو هذا غرضه من القراءة وغرضه من الاتقان والضبط والتجويد والترتيل غرظوا من ذلك السمعة والشهرة وان يمدح وان يثنى عليه بان يقال فلان قارئ وفلان حافظ فلان متقن فلان مجود ونحو ذلك فاذا كان هذا غرظه من التلاوة ولو كان منا من احسن الناس اتقانا للتلاوة وظبطا للاداء والترتيل فان تلاوته وحفظه وظبطه وجلوسه الشهور او السنوات في حفظ القرآن وظبطه واتقانه. كل ذلك لا يدخل في صالح عمله ولا يقبله الله منه لان الله عز وجل يقول في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فالله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل ومن العمل قراءة القرآن وحفظ القرآن وترتيل القرآن هذا من العمل الصالح الذي يحبه الله سبحانه وتعالى فاذا لم يجعل قراءته وترتيله وحفظه لكتاب الله سبحانه وتعالى لم يجعل ذلك ابتغاء وجه الله وطلبا لرضاه لا يدخل في صالح عمله. حتى لو جلس سنوات يحفظ وجلس من بعد السنوات التي يحفظ سنوات ايضا يحفظ القرآن ويعلم القرآن اذا كان غرظه في هذا كله ان يقال قارئ ان يقال مجود ان يقال متقن هذا لا يدخل في صالح عمله لان اعمال العبد لا تدخل في صالح العمل الا بشرط الاخلاص كما قال الله كما قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا الا لله الدين الخالص فلا يقبل عمل الا اذا اخلص له جل وعلا وابتغي به مظاته. اما ان اراد به عامله الدنيا او الشهرة او السمعة او مدح الناس او نحو ذلك لا يدخل في صالح عمله لا يدخل في الصالح عملا بل يقال له يوم القيامة كما جاء في المسند وغيره اذا جزي الناس باعمالهم وكل اعطي اجره على عمله يقول الله سبحانه وتعالى للمرائين يقول الله عز وجل المرائين اذهبوا الى من كنتم ترأونهم اذهبوا اليهم اذهبوا الى من كنتم ترؤونهم باعمالكم هل تجدون عندهم اجرا اذهبوا اليهم هل تجدون عندهم اجرا من كان يرائيهم الانسان بصلاته او بقراءة القرآن او بعبادته او بصدقته او بجهاده او غير ذلك من الامور يقال له اذهب اليهم كل الاشخاص الذين كنت ترائيهم باعمالك اذهب اليهم هل تجد عندهم اجرا؟ والله ما يجد عندهم ولا حسنة واحدة ولا ذرة واحدة من الحسنات بل ذلك اليوم كل يقول نفس في نفسي نفسي مثل ما قال الله عز وجل في اخر اه الانفطار يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. انظر هذه النكرات في هذا السياق سياق النفي يوم لا تملك نفس يعني مهما كانت آآ عظيمة او رفيقة او مشفقة ام او اب او ايا كان لنفس مهما كان هذا عزيزا عليها وحبيبا عندها وحريصة عليه شيئا نكرة ايضا اي ولو قدر يسير او قليل جدا الامر كله لله سبحانه وتعالى فيقال في ذلك اليوم للمرائين اذهبوا الى من كنتم ترؤونهم هل تجدون عندهم اجرا اي على آآ اعمالكم التي كنتم ترونها ان كانت الاعمال جهاد فعله رياء او كانت قراءة القرآن وحفظ وفعله رياء او كانت نفقة وبذل للاموال وفعل ذلك رياء كل هذا لا يجد عليه عند الله سبحانه وتعالى شيئا لان من شرط آآ قبول العمل ان يكون خالصا اه لوجه الله عز وجل اورد رحمه الله حديث ابي هريرة قال له قال ايها الشيخ حدثنا حديثا سمعته اي من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول الناس يقضى فيه وذكر ثلاثة عليه الصلاة والسلام اول الناس يقضى فيه آآ وذكر ثلاثة صلوات الله وسلامه عليه اول الناس يقضى فيه اي فيما كان من هذا الباب فيما يتعلق بهذا الصنيع وهذا العمل ولهذا لا يعارض هذا الحديث آآ مثل آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما يقضى فيه يوم القيامة الدماء اي في هذا الباب باب حقوق العباد وايضا حديث اول ما يسأل عنه العبد من عمله صلاته فهذه الاحاديث لا لا تتعارض لان كل حديث جاء في باب معين او في امر معين قال في احد الثلاثة رجل استشهد فاوتي به استشهد اي قتل في المعركة فعرفه نعمه انعمت عليك بالصحة والعافية وو يعرفه نعمه فعرف قال فما عملت فيها وهذا فيه ان العبد يسأل عن النعم يوم القيامة ثم لتسألن يومئذ عن النعيم. يسأل عن النعم نعم الله عليه يسأل عنها يوم القيامة الصحة والعافية والمسكن والمركب وغيرها يسأل عنها فما عملت فيها ما عملت في صحتك ما عملت في عافيتك ما عملت في نشاطك قوتك قال قاتلت فيك انتبه لقول هذا القائل فيك يعني لاجلك مخلصا ابتغي به ذلك وجهك قال قاتلت فيك حتى استشهد اي في سبيلك وابتغاء مرضاتك؟ قال كذبت يقول له له الله كذبت ولكن قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل قاتلت ليقال فلان جريء فلان مقدام فلان شجاع بعض الناس فعلا يقاتل حتى تزهق روحه لكن ليس في سبيل الله وانما ليقال جريء او يقال شجاع او يقال مقدام يفعل ذلك حتى بعضهم والعياذ بالله يقتل نفسه ويفجر نفسه حتى ياه يقال عنه يقال فلان ما يخاف ولا يبالي وجريء ولا يبالي يقدم على قتل نفسه ويقتل معه اخرين ويجمع بين يجمع لنفسه بين اعظم جريمتين عصي الله بهما بعد الشرك وهي قتل النفس وقتل الغير بغير حق لا لشيء الا ليقال جريء او يقال مقدام او يقال شجاع او نحو ذلك من اه العبارات فيقول الله له كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم امر به فسحب حتى القي في النار من فوائد هذا الحديث ان من يقتل ان من يقتل في المعركة في ساحة الجهاد الجهاد في سبيل الله لا ينبغي ان يقال في حقه شهيد مثل ما بوب البخاري باب لا يقال فلان شهيد لكن اذا قتل في المعركة نقول نحسبه من الشهداء نرجو الله ان يكون من الشهداء لان الشهادة ترجع مع العمل الظاهر الى شيء بين المجاهد وبين الله وهي نيته واخلاصه وصدقه وهذا لا نطلع عليه ولا نراه نرى الظاهر فنبني عليه حسن الظن به. نقول نرجو ان يكون من الشهداء نحسبه من الشهداء لكن ما نجزم يقينا ان نقول انه شهيد اذا قلنا انه شهيد اذا فلنقل ايضا انه في الجنة. لان هذه تزكية. والله يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى فلا يجزم له بذلك لكن يقال اذا قتل في المعركة نحسبه من الشهيد نرجو الله ان يكون من الشهداء او حتى ندعوا له ان ينزله الله منازل الشهداء اما ان نجزم جزما فهذا دلت النصوص على المنع منه. دلت النصوص على المنع منه ولهذا بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بابا لا يقال فلان شهيد او من الادلة ما يدل لذلك قال ورجل وهذا موضع الشاهد للترجمة تعلم القرآن وعلمه وقرأ القرآن انظر الان هذه مدة طويلة ليست قليلة تعلم القرآن تحتاج الى وقت وتعليم القرآن ايضا تحتاج الى وقت. هذه المدة الطويلة من هذا الرجل تعلم القرآن وعلمه وقرأ القرآن ما كانت لله ما كان ثم لم يكن مخلصا فيها لله عز وجل لا في طلبه ولا في تعليمه فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت فيك اي مخلصا وعلمته وقرأت القرآن فيك اي مخلصا ابتغي بذلك وجهك فيقال له كذبت لان الله سبحانه وتعالى مطلع على ما في الصدور يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى قال كذبت ولكن تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل قيل هذا في الدنيا قيل العالم الكبير النحرير الى اخره قيل القارئ اتقن الضابط قيل وبموت انتهت الالقاب هذي اصبح ما قرأه وما حفظه وما علمه ما يدخل معه في قبره في صالح عمله لانه افتقد الاخلاص. لانه افتقد الاخلاص واذا فقد الاخلاص لم ينتفع بالعمل لان من شرط قبول العمل ان يبتغي به العامل وجه الله سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا قال فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار من هو هذا الذي سحب من هو هذا الذي سحب على وجهه والقي في النار؟ هذا رجل كان في الدنيا يجلس مجالس القرآن يعلم القرآن ويحفظ القرآن ويقبل ذلك ان يجلس مجالس طويلة يحفظ القرآن ويتعلم القرآن ويوم القيامة يسحب على وجهه ويلقى في النار لانه في تعلمنا القرآن وتعليم من القرآن لم يكن بذلك يبتغي وجه الله اللهم يا ربنا ارزقنا الاخلاص باعمالنا كلها. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الموحدين اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم قال ورجل ووسع الله عليه يعني في المال اعطاه الله مالا كثيرا اعطاه من المال انواع انواعا مثل ابل بقر اموال اراضي الى غير ذلك فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال ما عملت فيها ما عملت فيها انتبه الان هذا السؤال المتكرر يفيدنا ان العبد يوم القيامة سيسأل ما عملت في نعمة الله عليك. هذا السؤال يرد على العبد يوم القيامة. ما عملت في بنعمة الله عليك اي شيء عملت في نعمة الله؟ النعمة التي انعم الله عليك بها ماذا عملت فيها هل استعملتها في طاعة الله او استعملتها في معصيته؟ هذا يسهل عنها العبد يوم القيامة من الناس من يوفقه الله فلا يستعمل نعمة الله الا في طاعة الله. ومنهم والعياذ بالله يستعمل نعمة الله في معصية الله قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها مشيرا الى انه فعل ذلك لله مخلصا يبتغي بذلك وجه الله قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد ليقال هو جواد فقد قيل الكلمة التي اردتها قيلت في الدنيا ثم امر به فسحب على وجهه حتى يلقى في النار ثم امر به فسحب على وجهه حتى يلقى في النار فهذه والعياذ بالله عاقبة المرآة بالعمل عاقبة المراة بالعمل وهذه الاعمال المذكورة الثلاثة قراءة القرآن وحفظه وتعليمه الجهاد في سبيل الله الانفاق وبذل الاموال في سبيل هذي من جلائل الاعمال وعظيمها وعظيمها لما لكن لما كان هؤلاء الثلاثة عملوا هذه الاعمال ولم يبتغوا بها وجه الله وانما عملوها شهرة سمعة رياء صاروا والعياذ بالله من شر الناس يعني هذه الاعمال هي اعمال خير الناس ولما فعلها بعض الاشخاص لما فعلها بعض الاشخاص تظاهرا فقط انه منهم وهو في واقع امره ليس منهم صار والعياذ بالله من شر الناس صار والعياذ بالله من شر الناس كما ان من خير الناس من يعمل هذه الاعمال الطيبة الحسنة فكذلك من شر الناس من يتشبه بهم يوهم الناس انه منهم وهو ليس منهم يوهم الناس انه منهم وهو ليس منهم وانما يفعل ذلك رياء والعياذ بالله بمناسبة هذا الحديث الذي نختم به هذا المجلس انبه على امر حقيقة ابتلي به كثير من الناس في هذا الزمان وخاصة في هذا الوقت المتأخر مع توافر آآ اجهزة الجوال التي فيها كاميرا التصوير التصوير الثابت والمتحرك نرى في كثير من الزوار المعتمرين من اكبر همه في عمرته وزيارته التقاط الصور لنفسه يلتقط لنفسه صورة وهو جالس في مصلاه وصورة وهو يطوف ببيت الله وصورة وهو في السعي بين الصفا والمروة وصورة وهو يرمي الجمار وصورة ومواقف في عرفة حتى ان بعضهم رؤي وانا ممن رأى ذلك في مثل هذه الاماكن عند المطاف او عند الجمرات يعطي صاحبه الة التصوير ثم يصلح ازاره ويرتبه ثم يقول بيديه هكذا يرفعها ثم يصوره صاحبه ثم يخفظ يديه هذا رياء ما في كلام هذا هذا رياء والصورة هذي لماذا صورها؟ لان سيظعها في الموم مثلا للجامع للصور او يضعها مثلا في مجلسة مكبرة بحيث كل من دخل يرى هذا الحاج الداعي رافع يديه يدعو الله وما رفعها يدعو الله لما رفعها في الصورة ما رفعها يدعو الله رفعها للصورة للرياء وحدثني شخص اثق به قال رأيت في المسجد هذا احد اه شخصين يمشيان مع بعض يقول فاحدهما اعطى صاحبه الة التصوير ثم جلس على هيئة التشهد جلس على هيئة التشهد وصوره ثم قام ومشى مصائب والله يا اخوان والله مصائب اين يذهب هؤلاء هؤلاء هنا يذهبون وهذا التعب والسفر والغربة والاموال التي يبذلها هل كلها لمجرد هذه الصور ويرائي بها الناس ويبطل بذلك عمله والعياذ بالله والله مصيبة والله عندما نرى هؤلاء اننا نتألم ونشفق عليهم لاننا والله نود ان عملهم كله يتقبل وان يجدوا عملهم كله في ميزان حسناته ويجدون ثوابا لكن لما تضيع الاعمال بهذه الطريقة ويصبح ليس له هم في الطواف ولا في السعي ولا والان جاء نوع من التصوير يسمون ايش السيلفا ها تركوا اتباع السلف وراحوا في السيلفا سيلفه اسمه ولا ايش؟ ما اعرف يعني يصور نفسه ها ايه وصور نفسه تركوا السلف واتباع السلف وراحوا في السيلفة هذي صور نفسه في كل ما يحتاج يقول واحد صوره وانما يقف عند الكعبة ويصور نفسه وعند الجمرات ويصور نفسه وكل ما كان يصور نفسه يريها الناس مصيبة هذي يا اخوان والله مصيبة يجب علينا ان نتقي الله يجب علينا ان نعرف قيمة العبادة وشعائر الله وتقوى الله والاخلاص هذه الامور يجب ان نعرفها ثم ماذا اذا التقط هذا الملتقط هذه الصور لنفسه واراها الناس ثم يأتي يوم القيامة وانتهى العمل راح راح في في مراعاة وفي وقديما المرائي لما يريد ان يرائي بحجه كيف يفعل؟ الزمان الاول اذا اراد ان يرائي بحجه وصل الى البلد يحتاج انه يجلس معهم يقول والله انا كنت في عند الجمرات ارفع يديني وابكي خاشع لو رأيتني تراني خاشعا باكيا ولو شفتني عند الكعبة قلبي يتفطر وعيني تدمع هكذا يعمل. يسمع بعمله بعد العم. الان ما يحتاج يتكلم ابدا يجلس معه يقول خذ تفرج انظر آآ اعمالي ما يحتاج اتكلم ولا كلمة واحدة يعطيني الصور يريه اعماله كلها وتخرج اعماله مراعاة وسمعة هذي مصيبة عظيمة ولهذا يجب على الانسان اذا شرفه الله هذه الاماكن ان يترك مثل هذه الامور وان يقبل على الله يدعو ويذكر الله ويتلو القرآن ويتقبل يتقرب الى الله. الان بعظهم يفتح المصحف قليل وتلتقط له صورة وهو فاتح المصحف ثم يغلقه ويمشي ما فيه ذكر ولا فيه عبادة ولا فيه دعاء الهم كله في الصور هذي تلتقط هذا هو الهم فهذه حقيقة من المصايب والله انها مصايب عظيمة وان لما نرى مثل هؤلاء اننا نتألم ونشفق آآ عليهم اشفاق عظيم جدا فلنترك هذه الصور ولنقبل على الله مخلصين داعين ذاكرين تالين وكل عملنا لا نرجو به شيء في هذه الدنيا نرجو عند الله يومنا نلقى الله سبحانه وتعالى حتى يجد يوم يلقى الله لذلك اليوم العظيم يجد اعتماره ويجد زيارة المسجد النبي عليه الصلاة والسلام ويجد حجه ويجد اعماله كلها في صالح عمله يجد صلاته النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يرزقنا الاجمعين الاخلاص في الاقوال والاعمال اللهم اصلح لنا النية والذرية والعمل اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اتنا نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ايضا مما يلتحق بما ذكرت مسألة التصوير حتى حلق العلم حتى حلق العلم يعني طلاب العلم مجتمعين في الحلقة ويستفيدون ثم يمر بعض الاشخاص يلتقط نفسه صورة في الحلقة ويمشي ما يجلس يسمع الذكر ويسمع الايمان ويسمع القرآن ويسمع ذكر الله عز وجل وربما ياخذ الصورة على انه طالب علم كان يحضر في الحلقات وهو عابر صورة على الماشي يلتقطان نفسه ويمشي الله اه نسأل الله عز وجل ان يهدي ضال المسلمين وان يبصرنا اجمعين بالحق والهدى وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير