بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امام وابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى باب من قال في القرآن بغير علم قال اخبرنا عبد الحميد بن محمد قال حدثنا مخلد قال حدثنا سفيان قال حدثنا احمد بن سليمان قال حدثنا ابو نعيم ومحمد ابن بشر قال حدثنا سفيان عن عبدالاعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله الله عليه وسلم وقال مخلد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار قال اخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الاعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال في القرآن برأيه او بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى باب من قال في القرآن بغير علم قال في القرآن اي خاض في معاني القرآن وهداياته وما يستنبط منه وما يستخرج منه من معاني ودلالات من خاض في القرآن بغير علم اي ان هذه الترجمة معقودة لبيان حكم ذلك ولا شك ان الخوظ او القول في القرآن بغير علم من اعظم المحرمات واشد الاثام واكبر الجنايات والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العظيم وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فالقول في القرآن بغير علم قول على الله بغير علم لان القرآن كلام الله جل وعلا قد قال الله سبحانه ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ولهذا ليس لاحد ان يخوض ولا في اية واحدة ولا في كلمة واحدة من كلام الله عز وجل الا بعلم حتى الكلمة الواحدة انظر الى صديق الامة رضي الله عنه لما سئل عن قول الله سبحانه وتعالى وفاكهة وابا. سئل عن الاب ما هو وسياق السياق هذه الاية يدل على انه نبات وانه ثمر فلما سئل عنها قال كلمته العظيمة اي ارض تقلني واي سماء تظلني اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم حتى الكلمة الواحدة من كتاب الله سبحانه وتعالى ليس المرء ان يقول فيها بشيء الا بعلم دراية والا يتوقف حتى لا يقول على الله ما ليس له بعلم وحتى لا يقفوا في كتاب الله ما ليس له به علم. وحتى لا يكون بذلك مرتكبا جرما من اعظم الجرائم وذنبا من اعظم الاثام واورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث ابن عباس رضي الله عنهما ساقه رحمه الله من طريقين لفظه في الطريقة الاولى من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار من قال في القرآن اي تكلم في كتاب الله ومعانيه ودلالاته وما يستنبط منه بغير علم اي بغير بصيرة ولا دراية فليتبوأ مقعده من النار اي فليهيأ لنفسه بذلك مقعدا من النار لانه بهذا الصنيع قد هيأ لنفسه مقعدا من النار في خوضه وكلامه في كتاب الله سبحانه وتعالى بغير علم ولفظه في الطريق الثانية من قال في القرآن برأيه او بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار ومعنى قوله برأيه اي المجرد معنى قوله برأيه اي رأيه اه المجرد والرأي المجرد هو الذي ردت به النصوص وتجني فيه على الادلة واحدثت بسببه البدع والضلالات يكون عند الرجل تصورا مسبقا ثم اذا اتى الاية اخذ يفسرها لتكون دالة على ما عنده من تصور فيحمل القرآن على غير معناه ويورده على غير مدلوله ومقصوده والمراد منه فمن قال في القرآن برأيه اي رأيه المجرد وهو قول على الله وفي كتابه بغير علم فليتبوأ مقعده من النار والاسناد في الطريقين في العبد الاعلى وهو ابن عامر وقد ظعفه المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى وايضا ضعفه الامام احمد ابو زرعة وغيرهم من اهل العلم نعم قال اخبرنا عبدالرحمن ابن محمد ابن سلام عن يعقوب ابن اسحاق الحضرمي قال حدثني سهيل بن مهران القطعي قال حدثنا ابو عمران الجوني عن جندب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في كتاب الله برأيه فاصاب فقد اخطأ ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في كتاب الله برأيه فاصاب اي وافق الصواب في معنى الاية وما تدل عليه فقد اخطأ فقد اخطأ حتى وان كان المعنى الذي توصل اليه صواب وهو الذي تدل عليه الاية لكنه اخطأ لان الطريق الذي اه سلك الطريق الذي سلكه في فهم الاية طريق خاطئ لانه خوض في الاية وفي معناها وما تدل عليه بغير علم وهذا من اعظم المحرمات حتى وان وافق الصواب اتفاقا فانه يعد مخطئا لان الطريق هو غير صحيح فلا يقال طالما انه وافق الحق واصاب المراد فهو مصيب لا هو ليس بمصيب حتى وان وافق الصواب لان الطريقة التي سلكها طريقة خاطئة والمسلك الذي سلكه مسلك خاطئ ليس له ان يخوض في كلام الله سبحانه وتعالى بغير علم ولهذا في الحديث الاخر لما ذكر القضاة عليه الصلاة والسلام ان القضاة ثلاثة قاض في الجنة قاضيان في النار ذكر القاضيين الذين في النار احدهما علم الحق ولم يحكم به والاخر من حكم بجهل حكم بغير علم حتى لو انا لو اصاب مثل ما عندنا هنا حتى لو اصاب في حكمه الحكم الشرعي وقد حكم بجهل فهو مخطئ وهو في النار كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام لانه حكم بجهل لم يحكم بعلم لم يتكلم بعلم فباب الحكم باب خطير جدا ويجب ان ان يتورع عنه ولا يخوض فيه الانسان الا بعلم حتى ان وهذا من اللطائف العجيبة شيخ الاسلام ابن تيمية ذكر رحمة الله عليهم وانظر الى دقة السلف في هذا الباب قال حتى ان الصحابة كانوا يعتبرون الحكم بين الصبيان في الخطوط او الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط حاكما عندما يكتب الصبيان خطوط ويقول اي اه من احسن من احسن؟ اي خط منا احسن يقول كان كان الصحابة يعتبرونه حاكما عندما يأتي صبيان ويقول احدهما خطي اجمل ولا خط فلان اذا قلت خط فلان اجمل حكمت لابد ان تحكم بعدل انظر الى الخط جيدا ودقق ثم احكم الى هذه الدرجة بلغت الدقة عندهم اه رضي الله عنهم وارضاهم الحاصل آآ ان قوله في في هذا الحديث من قال في كتاب الله برأيه فاصاب يعني حتى وان وافق حكمه الصواب فهو مخطئ لان المسلك الذي سلكه في حكمه في الامر او المسألة عن غير علم والاسناد هنا فيه سهل ابن مهران القطعي ضعفه الامام احمد وابو حاتم وغيرهم نعم قال اخبرنا عيسى ابن حماد قال حدثنا الليث عن يحيى ابن سعيد عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة. منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي الناس قال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل اذا لم اعدل لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله دعني اقتل هذا المنافق قال معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي ان هذا واصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية قال اخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وانا اسمع عن يوسف بن عمرو عن ابن وهب عن مالك عن يحيى ابن سعيد عن ابي الزبير انه سمع جابرا رضي الله عنه يقول ابصرت عيناي وسمعت اذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبضها للناس فيعطيهم فقال رجل يا رسول الله اعدل قال ويلك ومن يعدل اذا لم اعدل لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل قال عمر رضي الله عنه دعني يا رسول الله فاقتل هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي ان هذا واصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم او حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من ثم اورد الامام انسائي رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة من صرفه من حنين الى اخر الحديث هذا الحديث وكذلك الاحاديث التي بعده مما ساقها المصنف الى نهاية هذه الترجمة كلها تتعلق بالخوارج والترجمة عندنا باب من قال في القرآن بغير علم وعلاقة هذه الاحاديث بالترجمة ظاهرة واضحة لان الخوارج هم من اعظم الناس قولا على الله وفي كتابه بغير علم مع انهم يقرأون القرآن ويكثرون من قراءة القرآن لكن حظهم من القرآن ونصيبهم منه كما بين النبي عليه الصلاة والسلام لا يجاوز الحناجر حظ من القرآن لا يجاوز الحناجر معنى لا يجاوز الحناجر اي لا يجاوز مخارج الصوت حظ من القرآن في حدود مخارج الصوت فقط المعنى ان حظهم من القرآن هو من حروفه. اما اما فقهه ومعناه ومدلوله ليس ليس لهم منه نصيب وان تكلموا في معاني القرآن تكلموا بغير علم لانهم ليسوا اهل فقه ولا اهل بصيرة السفهاء الاحلام كما وصفهم عليه الصلاة والسلام انى لسفيه الحلم ان يفهم كلاما عظيم سبحانه وتعالى ولهذا حظهم من القرآن هو في الحروف فقط مخارج الصوت اما الفقه والفهم والبصيرة والدراية فهم بعيدون عن كل البعد ولهذا عندما يقال القائلون على الله بلا علم يأتي في مقدمة هؤلاء الخوارج الخوارج هم من اعظم الناس قولا على الله وفي دينه وفي شرعه بغير علم ولهذا يتكلمون في الايات ويحتجون الادلة لكن ما يفهمونها ينزلونها في غير منازلهم ويجعلونها في غير مواضيعها لانهم ليسوا من اهل الفقه ولا من اهل اه البصيرة ولا اهل الدراية بدين الله سبحانه وتعالى. قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفة اي وقت منصرفة من حنين وفي ثوب بلال فضة يقبض منها ويعطي الناس صلوات الله وسلامه عليه فقال ذلك الرجل وجاء تسميته في بعض الروايات ذو الخويصرة قال ذلك الرجل يا محمد اعدل يا محمد اعدل يعني احكم بالعدل هذا فيه اتهام للنبي عليه الصلاة والسلام امام العدل صلوات الله وسلامه عليه انه لم يعدل ففيه اتهام للنبي عليه الصلاة والسلام بعدم العدل وفيه سوء ادب مع النبي عليه الصلاة والسلام وفيه فظاظة وغلظة وجفاء في معاني سيئة اجتمعت في هذا القائل وفي خطابه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال اعدل قال ويلك ومن يعدل اذا لم اعجن من الذي يقوم بالعدل اذا لم يقم به سيد ولد ادم امام الاولين والاخرين وقدوة الناس اجمعين صلوات الله وسلامه عليه. من يعدل اذا لم اعدل لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدن لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدم. ضبطت بهذا وهذا وانظر هنا في قول النبي عليه الصلاة والسلام لقد خبت وخسرت ان لم اعدد ان لم اعدل كما كمال حلمه واناته ورفقا صلوات الله وسلامه عليه يقول له اعدل اعدل هذا اتهام للنبي عليه الصلاة والسلام بعدم العدل قال ومن لم ومن يعدل اذا لم اعدل لقد خبت وخسرت ان لم الا معدن وفي الظبط الاخر لقد خبت وخسرت ان لم اعدل لانكم اتباع اذا كان لم يعدل القدوة والامام من من تحته يبوؤون بالخيبة والخسران لقد خبت وخسرت ان لم اعدم ان لم اكن اعدل فقال عمر رضي الله عنه دعني اقتل هذا المنافق قبل ذلك انظر في مقالة هذا الرجل لما قال اعدل كيف قاست المسألة النبي صلى الله عليه وسلم اعطى عطاء وانفق فيما يراه عليه الصلاة والسلام مصالح المسلمين ومقاصد الشريعة صلوات الله وسلامه عليه فالرجل قال اعدل باي مقياس هو فهمه في هذه المسألة ان القسمة لابد ان تكون باعتبار الحاجة حاجة الناس وفقرهم وان مثلا يعطى الافقر والاشد حاجة لكن مثلا يعطى رئيس القبيلة او رئيس القوم او العالي في قومه وعنده شيء من المال او عنده خير ويعطى هذا خلاف العدل بينما نظرة النبي عليه الصلاة والسلام جمعت بين الرؤيا لهذا المعنى والرؤيا ايضا للمقاصد الشريعة ومصالحها العظيمة لان الان لما يعطي الرجل السيد في قومه عطاء عظيما ماذا يترتب على ذلك دعك من قليل من المال يأخذ فلان او فلان لكن لما يعطي سيدا في قومه وعالم في قومه فيسره ذلك العطاء ويقبل على هذا الدين قومه كلهم يكونون تبع له ولهذا من مصارف الزكاة الثمانية المؤلفة قلوبهم تأليف القلوب مهم جدا فالنبي عليه الصلاة والسلام يعطي قوم وهم كبراء في اقوامهم ولهم مكانة عندهم مال لكن يعطيهم تأليفا لتأليفا لقلوبهم فالنبي عليه الصلاة والسلام هذه نظرته نظرة لمقاصد الشريعة ومصالح الدين ترغيب الناس في الدخول في هذا الدين وهذا نظرته قاصرة ولهذا حكم بناء على نظرته القاصرة وفهمه الضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعدم قال عمر دعني اقتل هذا المنافق دعني اقتل هذا المنافق قال معاذ الله قال النبي عليه الصلاة والسلام معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي لان قتلى وقتل امثاله يوجب نفورا من الدين لانه اذا اذا تحدث الناس هذا الحديث قالوا ان محمدا يقتل اصحابه هذا يوجب نفورا من الدين. ينفر من الدين من دخل فيه وينفر من الدين من دعي له لانه اذا سمع ان محمد يقتل اصحابه فان من كان داخلا في هذا الدين ربما نفر ومن كان خارج هذا الدين ايضا ربما نفر من هذا الدين ولهذا سدا لهذه الذريعة ورعاية آآ مصلحة الدين لم يقتله عليه الصلاة والسلام ولم يأمر بقتله قال معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي واذا وجد هذا الحديث انه يقتل اصحابه فان هذا الحديث يوجب نفورا من الدين سواء من دخل في الدين او من كان اه خارج هذا الدين ان هذا واصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم وهذا موضع الشاهد من الترجمة ان القوم اعني الخوارج عندما يتكلمون في القرآن ومعانيه يتكلمون بغير علم لانه لان النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بانهم بانه لا يجاوز حناجرهم بمعنى ان حظهم ونصيبهم من آآ من حظهم ونصيبهم منه هو مخارج الحروف من اقصى الحلق اقصى مخرج في في الحلق للحروف الهاء والحاء من هذا الحد وما فوق الحنجرة من اقصى مخرج الحلق وما فوق هذا عندهم يقرؤون القرآن حتى ان قراءتهم للقرآن اكثر من قراءة الصحابة. قال تحقرون قراءتكم مع قراءتهم يقرأون القرآن كثيرا لكن ليس في قلوبهم فقه للقرآن لا يجاوز حناجرهم اي ليس في قلوبهم فقه بالقرآن وبعض العلماء قال ان معنى قوله لا يجاوز حناجرهم اي لا يقبل منهم. يقرأونه ولا يقبل منهم لا يجاوز الحنجرة لا يرتفع الى الله سبحانه وتعالى لانه لم يصدر عن كاخلاص وصدق مع الله اه سبحانه وتعالى. فلا يجاوز حناجرهم اي آآ لا يثابون عليه قال واصحاب ان هذا واصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية يعني عندما يرمي الرامي بالسهم ثم ينفث السهم في الرمية اي الصيد ويخرج من الجهة الاخرى قال يمرقون من الاسلام مثل مروق السهم من اه الرمية هنا انتبه لامر يتعلق بهذا القائل هذا الرجل جفاء وغلظته وسوء ادبه واتهامه للنبي عليه الصلاة والسلام وتقوله عليه بلا بلا علم وخوضة الكلام في دين الله بلا علم انتبه لهذه السمة انتبه لهذه السمة في هذا الرجل ابن تيمية رحمه الله قال كلمة جميلة رأيتها في احد كتبه على اثر نقله لهذا الحديث قال وقد التزم هذا الخوارج من بعده قال وقد التزم هذا الخوارج من بعده التزموا هذا المسلك فالخوارج من بعده على هذا المسلك جفاء وغلظة وسوء فهم وتطاول على المقامات العالية مقامات العلماء اهل الفقه اهل البصيرة وخوض في دين الله بغير علم التزموا من بعده المسلك نفسه فانت عندما ترى قصة هذا الرجل جفاءه مع النبي غلظته سوء ادبه اتهامه للنبي عليه الصلاة والسلام قوله في دين الله سبحانه وتعالى بلا علم الى غير ذلك من الصفات التي تظهر لك وانت تقرأ قصة هذا الرجل هذه الامور التزمها الخوارج من بعد هذا الرجل فسلكوا مسلكه ولهذا تراها في كل من يسلك هذا المسلك مسلك الخوارج نعم قال اخبرنا محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك والحارث ابن مسكين قراءة عليه عن ابن القاسم قال حدثني مالك قال حدثني يحيى ابن سعيد عن محمد ابن ابراهيم ابن الحارث التيمي عن ابي سلمة بن عبدالرحمن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا ثم ينظر في القدح فلا يرى شيئا ثم ينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي سعيد الخدري ايضا في صفة الخوارج قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم الخطاب للصحابة وهنا ايضا استحضر عظم اجتهاد الصحابة في العبادة والصيام وقراءة القرآن والصلاة وقيام الليل مرت معنا قصة عبد الله بن عمرو العجيبة العظيمة في استغلاله لشبابه في عبادة الله وقراءة القرآن الذكر ومع ذلك قد قال النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم وجاء ايضا في بعض الروايات قراءتكم مع قراءتهم اي القرآن ثم قال في في وصفهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يعني مع قراءتهم للقرآن بكثرة الا انه لا يجاوز حناجرهم يعني لا يصل الى القلوب لا يفقهون لا يفقهون القرآن ولهذا فقه القرآن لا يحصل بمجرد القراءة او الاكثار من القراءة فقه القرآن لابد للرجوع الى الاصول الاحاديث المفسرة والاثار المفسرة والعلم القواعد التي يفسر بها القرآن والاصول التي يفهم بها القرآن والا اذا خاض في في الفهم بالرأي فانه يظل في هذا في هذا الباب فعندهم قراءة للقرآن بكثرة لكن لا يفقهون لو سألت لماذا لا يفقهون لماذا؟ لماذا لا يفقهون؟ في قديم الزمان وحديثه لماذا الخوارج لا يفقهون كتاب الله؟ مع انهم يقرأون يقرأونه بالكثرة لماذا لا يفقهونه؟ لانهم انفصلوا عن اهل العلم انفصلوا تماما عن اهل العلم ولا يرون اهل العلم شيئا ويتهمون العلماء الاكابر بالتهم فانفصلوا عن اهل العلم واستغلوا استقلوا فهمهم القاصر حداثة الاسنان سفاهة العقول وبدأوا يتكلمون في القرآن بغير علم والا لو اقتربوا من العلماء وعرفوا مكانة العلماء وتلقوا العلم من العلما شيئا فشيئا لما حصلت لهم هذه الحالة المزرية فالسبب في ذلك انفكاكهم عن العلم ولهذا من قديم الزمان ادخال الحدث والشاب في الخوارج اول مرة اول مرحلة يبدأونها مع في هذا الباب يفصلون عن العلماء اول خطوة يكرهونه للعلماء يبغضون العلماء في نفسه والعلماء كيت وكيت وكيت فيه من الصفات حتى يكره العلماء فاذا كره العلماء صار من اهل هذا المسلك ما عنده علم ويتكلم في القرآن وفي السنة وفي دين الله بغير علم هنا في الحديث واحاديث اخرى لما نعت النبي عليه الصلاة والسلام الخوارج قال للصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامه وعملكم مع عمله قراءتهم قراءتكم مع قراءتهم هل هذا الوصف بقي وصفا للخوارج استمر اللي ينظر في تاريخ الخوارج من بعد القرون الاولى يجد ان ان الخوارج على هذا المسلك لكن اصبحوا حتى قرآن ما عندهم قراءة والصلاة ما عندهم صلاة وعبادة ما عندهم عبادة ولهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى لما ذكر في احد كتبه ما يسره الله للحاكم من القضاء على الخوارج الذين كانوا تحصنوا بالجبال فؤاده والمسلمين وحصل على ايديهم شر يقول ابن تيمية لما قضي على هؤلاء ودخل اماكن دخل على اماكنهم قال يصف حالهم قالوا وهؤلاء القوم كانوا اقل صلاة وصياما ولن نجد في جبلهم مصحفا الجبل اللي هم متحصنون فيه قال لم نجد فيه مصحفا ولا قارئا ما وجدنا فيه قارئ للقرآن وانما عندهم عقائدهم التي خالفوا بها الكتاب والسنة واباحوا بها دماء المسلمين اذا الصفة هذي لما قال تحفرون صلاتكم مع صلاتهم صياما مع صيامهم الى اخره هذي كانت في الخوارج الاول لكن الخوارج المتأخرين تركوا حتى تاء العناية بالصلاة والعناية بالصيام والعناية قراءة القرآن ولهذا بعضهم يعني يذكر عنه ان حتى صلاة الفريضة متهاون فيها حتى صلاة الفريضة متهاون فيها ثم يخوض في المسائل اه الكبار ويتجرأ على الامور العظيمة ويخطي العلماء وهو وهو الصلاة لا يحافظ عليها ولا يعتني بها ايضا في قول النبي عليه الصلاة والسلام في وصف الخوارج تحكرون صلاتكم مع صلاتهم صيامكم مع صيامهم عملكم مع عملهم هنا قد يستشكل بعض الناس يعني صلاة صيام وقراءة للقرآن بالكثرة واعمال اكثر من اعمال الصحابة ومع ذلك يمرقون من الدين اليست العبادة والعناية بها تورث طمأنينة تورث ثباتا على اه الحق والهدى هنا ينبغي ان يلحظ امر نبه عليه العلماء الا وهو ان عبادة هؤلاء وصلاتهم وقراءتهم للقرآن لم تكن على طريقة مشروعة وانما كانوا يأتون بهذه العبادات الدينية على طرائق غير مشروعة يعني خذوا المثال الذي يوضح لك هذا المعنى في قصة عبدالله بن مسعود مع النفر الذين كانوا في في المسجد وهي في سنن الدارمي باسناد جيد وعليهم رجل قائم يقول سبحوا مئة هللوا مئة كبروا مئة وبين ايديهم حصى فاذا قال لهم سبحوا مئة بدأوا ينقلون الحصى من موضع الى موضع كل حصاة بتسبيحة ينقلون الحصى من موضع الى موضع هذا التسبيح الجماعي والعد للتسبيح بالحصى بهذه الطريقة لم يكن موجودا في زمن النبي. عليه الصلاة والسلام وانما احدثوا لانفسهم طريقة في العبادة غير مشروعة ولهذا قال لهم رظي الله عنه لقد جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد علما جاء في سياق هذا الخبر الراوي يقول رأيتهم يطاعنوننا في النهروان اي مع الخوارج نفس هؤلاء فهذا يستفاد من الفائدة ان العبادة اذا كانت على طريقة غير مشروعة هي التي توصل الى هذه المواصل اما الانسان الذي يزم نفسه بزمام الشرع ويحافظ على العبادة بالطريقة المشروعة فان هذا لا يأتي له الا بالخير باذن الله سبحانه وتعالى قال يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا ثم ينظر في الكدح فلا يرى شيئا ثم ينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق يعني هذا كله تأكيد لما سبق اللي هو يمرق من الدين كما يمرق السهم السهم بعد ان يمرق من الرمية وينظر صاحبه فيه في مقدمة السهم وسط واخره هذا معنى ينظر في النصل فلا يرى شيئا ثم ينظر في القدح فلا يرى شيئا ثم ينظر في الريش فلا يرى شيئا النص الحديث في السهم والقدح ما بين النص الوريش وسطه والريش اخر السهم فينظر في كل اجزاء السهم بعد ان يخرج لا يرى قد علق فيه شيء من الرمية اخترق بسرعة وخرج فلم يعلق في السهم بكل اجزائه شيء من الرمية قال ويتمارى في الفوق يعني فوق السهم اه اه والمراد يتمارى في الفوق اي يشك هل فيه شيء من اثر الدم او ليس فيه يتمارى هل فيه شيء من اه اثر الدم او ليس فيه شيء من اثره فالحاصل ان ان هذا تأكيد للمعنى السابق لقوله يمرقون من السهم كما يمرق يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وفوق السهم هو موضع الوتر منه يعني يشك فيه هل فيه شيء من الدم او او ليس فيه شيء من الدم؟ نعم قال اخبرنا محمد ابن ادم لسليمان عن محمد بن فضيل عن ابي اسحاق عن يسير ابن عمرو قال دخلت على سهل ابن حنيف قلت له اخبرني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرورية قال اخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ازيد عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب بيده نحو المغرب قال يخرج من ها هنا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. يمرقون من الدين كما يمرق من الرمية ثم ختم رحمه الله هذه الترجمة هذا الحديث حديث سهل بن حنيف آآ انه سئل ما ماذا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الحرورية؟ الحرورية هم الخوارج لقبوا بهذا اللقب لانهم سكنوا حروران. سكنوا منطقة حوروراء فلقبوا بهذا اللقب باعتبار سكناهم في تلك المنطقة قال اخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ازيد عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وظرب بيده نحو المغرب هكذا لفظه هنا وفي السنة لابن ابي عاصم نحو المشرق والحديث في الصحيحين صحيح البخاري ومسلم ولفظه يخرج في هذه الامة لم يذكر لا المشرق والمغرب يخرج في هذه الامة آآ رأى قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق من اه يمرق السهم من الرمية وهذه صفة الخوارج يقرأون القرآن يعني عندهم عناية بالقراءة للقرآن لكن لا يفقهون القرآن ولا ولا يفهمون يفهمون معناه معنى لا يجاوز تراقيهم اي لا يفقهونه ليس في قلوبهم فهم ولا فقه ولا دراية بمعاني كتاب الله سبحانه وتعالى قال يمرقون من الدين كما يمرق آآ السهم من الرمية فائدة اخيرة انبه عليها آآ قبل ان اختم هذا الدرس تتعلق بقصة ذو الخويصرة هو مبدأ الخوارج والخوارج على سنته مثل ما قال ابن تيمية رحمه الله وقد التزم هذا الخوارج من بعده هذا الان بدايته كانت آآ حول ماذا اعدل يا محمد بداية حول ماذا؟ حول طمع في الدنيا طمع في المال طمع في الدنيا وطمع في المال ولهذا الخوارج على هذه السنة يعني لما وجدوا اثره مثلا واستأثار بالمال قلة ذات يد عندهم ونحو ذلك يخوضون ليس نصرة لدين الله وانما طمع يخوضون ليس نصرة لدين الله وانما طمع مثل ما حصل من هذا الرجل عندما قال اعدل وهذا المعنى نبه عليه آآ اهل العلم رحمهم الله تعالى وان لم مواقف الصدق والاخلاص والنصح لدين الله لا تثمر ولا تنتج الاعمال التي يمارسها الخوارج في قديم الزمان وحديثهم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعيد المسلمين وان يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لهم شأنهم كله وان يهدينا واياهم اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ومن شر الشيطان وشركه نسأل الله عز وجل ان يثبتنا على الحق والهدى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكيا انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه