نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن قال اخبرنا محمد بن سلمة قال اخبرنا ابن القاسم عن ما لك قال حدثني يحيى ابن سعيد والحارث بن مسكين قراءة عليه عن ابن القاسم قال حدثني ما لك عن يحيى ابن سعيد عن محمد ابن ابراهيم التيمي عن ابي حازم التمار عن البياضي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت اصواتهم بالقراءة فقال ان المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن جاء النهي عن ذلك لما يحدثه هذا الجهر بالقرآن عندما يكون في الموضع او في المسجد من هو يتلو القرآن ومن هو يصلي ومن هو ايضا مشتغل الاذكار او بقراءة العلم او نحو ذلك فاذا حصل هذا الرفع والجهر بالصوت بالقرآن يحدث عند هؤلاء تشويشا في عبادتهم وفي تلاوتهم وفي قراءتهم وفي ذكرهم ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن بمعنى آآ الا يرفع احد الاشخاص وهو يتلو القرآن صوته بالقرآن وانما يقرأ قراءة يخافت فيها ولا يرفع صوته لانه ان رفع صوته شوس على الاخرين وخلط عليهم ولهذا جاء في بعض الاحاديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام لما حصل مثل ذلك قال خلطتم علي القرآن خلطتم علي القرآن وفعلا اذا كنت تتلو سورة والى جنبك شخص ثم رفع صوته بالقراءة ربما من حيث لا تشعر تجد انك دخلت في قراءته او اختلطت قراءته بقراءتك فيحصل لك شيء من التشويش ولهذا نهى اه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك اورد حديث البياظي وهو فروة بن عمرو اه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد وقد علت اصواتهم بالقراءة يصلون اي النافلة يتنفلون ولكن علت اصواتهم بالقراءة في في صلاتهم وصلاة الليل المرء مخير بين ان يجهر القراءة وبين ان يخافت بها له هذا وله هذا لكن اذا كان الى جنب اناس اخرين يصلون ليس له ان يجهر بالقراءة لانه يخلط عليهم قراءتهم ويحدث عندهم تشويشا في صلاتهم فخرج على الناس وهم يصلون وقد علت اصواتهم بالقراءة فقال ان المصلي يناجي ربه ان المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به بين لهم مكانة الصلاة وانها مناجاة بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى واستحث عليه الصلاة والسلام في هذا المقام على حسن المناجاة قال فلينظر هذا حث على حسن المناجاة لله سبحانه وتعالى وحسن الاقبال عليه في هذه الصلاة فلينظر ماذا يناجي به ماذا يناجيه به ثم قال ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن لانه ان جهر بعظهم على بعظ في القرآن خلط بعظهم على بعظ القراءة واحدث بعضهم لبعض تشويشا ولم يتحقق مقصود الجميع من القراءة تدبرا للقرآن وتعقلا معانيه. ولهذا نهى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عن ذلك. نعم قال اخبرنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن اسماعيل ابن امية عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة وهو في قبة فكشف الستور وقال الا ان كلكم مناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة او قال في الصلاة ثم اورد رحمه الله تعالى في هذا الباب حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة قبة اتخذها لنفسه يعتكف فيها صلوات الله وسلامه عليه فكشف الستور ستور القبة التي هو فيها عليه الصلاة والسلام داخل المسجد وقال الا ان كلكم مناجي ربه فلا يؤذين بعظكم بعظا تأملوا هنا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤذين بعضكم بعضا لا يؤذين بعضكم بعضا. ما الاذية التي هنا والذي حصل ان بعضهم كان يرفع صوته ويجهر بالقراءة ومع ذلك قال لا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة او في الصلاة والنبي عليه الصلاة والسلام وصف هذا الرفع بالصوت اذية وصف هذا الرفع بالصوت بالقراءة ووصفه بانه اذية قال لا يؤذي بعضكم بعضا وفعلا الشخص عندما يكون في قراءة او في صلاة او في تسبيح او قراءة لشيء من العلم ثم يجلس الى جواره شخص ويرفع صوته عاليا بالقرآن يربك عليه مقصودا ويشوش عليه قراءته وصلاته ويخلط عليه قراءته للقرآن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه قال في مثل هذا المقام خلطتم علي القرآن فسمى ذلك عليه الصلاة والسلام اذية قال لا يؤذي بعضكم بعضا في فالقرآن او في الصلاة هنا في هذا المقام تأملوا معاشر الكرام كلمة جميلة للامام ابن عبد البر المالكي رحمه الله وهو يتكلم عن هذا الحديث يقول رحمة الله عليه واذا نهي المسلم عن اذى المسلم في اعمال البر وتلاوة القرآن باعمال البر وتلاوة القرآن فاذاه في غير ذلك اشد تحريما فاذاه في غير ذلك اشد تحريما. الان في داخل مسجد اذا كان في المسجد مصلي وراكع وساجد وتالي للقرآن ومشتغل بقراءة العلم او مشتغل بالذكر تسبيحا وتهليلا وحمدا ثم يأتي شخص الى جوارهم ويرفع صوته بالقرآن هذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم اذية لهؤلاء. يؤذيهم لانه يشوش عليهم كل مشتغل في عبادة فاذا جاء هذا ورفع صوته بالقرآن وسوس عليهم في عبادتهم خلط عليهم قراءتهم اذاهم في اه تأملهم وتدبرهم لكلام الله سبحانه وتعالى لم يحقق لم يتحقق لهم المقصود بهذه التلاوة او هذه الصلاة عندما يوجد مثل هذا بينهم فاذا كان رفع الصوت بالقرآن منهي عنه ماذا يقال مما حدث الان في زماننا هذا مما يحصل في الجوالات التي يحملها الناس داخل المساجد اي اذية تحصل الان في بيوت الله والله يا اخوان انها اذية عظيمة جدا وبلية كبيرة اوذي المسلمون في بيوت الله عز وجل بسبب هذه الجوالات اذى عظيما ما يعلمه الا الله واصبح هؤلاء الذين يحملون هذه الجوالات لا يرعون لبيوت الله حرمة ولا يعرفون لها مكانة ولا يراعون لمصل ولا لساجد ولا لراكع ولا لقارئ للقرآن لا يراعون حرمة لهؤلاء بعضهم يقول انا جعلت آآ التنبيه الذي في الجوال اذان او مثلا دعاء الان تجد الناس في مثلا الصلاة وهم ساجدون واذا بصوت احد الجوالات عاليا يدعو او يؤذن فهذا يربك على الناس عبادتهم ويشوش عليهم. اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجهر بعضكم على بعض بماذا بالقرآن افضل الذكر واعظم الكلام قال لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن فاذا كان الجهر بالقرآن وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بان اذى لهؤلاء المصلين الراكعين الساجدين المسبحين الذاكرين لكلام الله سبحانه وتعالى سماه النبي صلى الله عليه وسلم اذى فكيف بهذه الاصوات كيف بما هو اطم وانكى واشنع اصبحت الموسيقى الان تظرب في المساجد بل لا يكاد يخلو فرظ من الفرائض التي يؤديها الناس في المساجد الا ويسمعون الموسيقى اما وهم ركوع او وهم سجود في صلاتهم واصبحت انواع الموسيقى تظرب في المساجد والله لو قيل قبل عشرين سنة او ثلاثين سنة قبل ان توجد هذه الجوالات لو قيل لاحد الناس هل تتصور ان الموسيقى في كل صلاة تسمع في المساجد ما يصدق والله والله ما يصدق لو قيل لشخص قبل عشرين او ثلاثين سنة قبل وجود هذه الجوالات لو قيل له سيأتي على الناس بعد ثلاثين اربعين سنة ما يخلو مسجد من مساجد المسلمين الا ما ندر الا في كل صلاة يسمعون الموسيقى يقول والله ما اصدق ما يمكن هذا والان هذا واقعي يعايشه الناس واقع يتألم منه الناس في صلاتهم مع ان الجوالات والله انعم بها على الناس فيها خصائص تريح الناس من هذه المشكلة هي خصائص مثلا اغلاق قبل ان يدخل المسجد يغلق تماما فيها خاصة الصامد يجعل على الصامت اذا جاء رنين ما ما يخرج اي صوت اشد من ذلك قليلا الهزاز اما الاصوات هذي العالية حتى لو كان اذان او دعاء او غير ذلك هذا كله ما يجوز داخل المزاج النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال لا يرفع بعضكم على بعض في القرآن فكيف برفع الصوت بالموسيقى والعياذ بالله داخل المساجد. والله يجب علينا اه اه ان نتقي الله يجب علينا ان نعظم بيوت الله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب يجب ان نعرف حرمة هذا المصلي يجب الا نشوس على المصلي صلاته لا نؤذيه في عبادته يتأذى المصلون اذى عظيما وهو ساجد واذا الى جواره الموسيقى تظرب ثم تنتهي هنا وتضرب هناك وتنتهي هناك وتضرب في الامام ولا يزال يتكرر عليهم سماع الموسيقى داخل الصلاة وبعضهم يرن جواله بالموسيقى ويبقى ثابتا ما يريد ان يتحرك في صلاته وتستمر الموسيقى الى ان ان ينتهي المتصل هذا يحصل فهذا كله والله من الاذياء واذا تأملنا في هذا الحديث لا يرفع بعضكم على بعض في القراءة في الحديث الاول لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن اذا كان منهي عن الجهر بعض آآ البعض على بعض في القرآن وسمى ذلك اذية ماذا تكون الموسيقى هذه ماذا تكون الموسيقى هذه التي تضرب الان في مساجد آآ المسلمين الحاصل انه يجب على كل من يحمل هذا الجوال ان يتقي الله سبحانه وتعالى وقبل ان يدخل المسجد يتذكر حرمة المسجد وحرمة المصلين وعظم شأن هذه الصلاة وهذه العبادة. وقبل ان يدخل مسجد يغلق جواله او يجعله على الصامت حتى لا يحصل منه اي اذية ولا في قليل لاحد من المصلين ولا يخدش هذه الحرمة لبيت الله سبحانه وتعالى ولو قدر انه نسي ذلك مجرد ما ينبعث الصوت يترك كل شيء حتى وهو في صلاته يبادر الى اغلاقه واطفائه حتى لا يؤذي اخوانه المصلين ونسأل الله عز وجل ان يكشف عن مساجد المسلمين هذه الغمة هذه غمة عظيمة والله هذه غمة وبلوة كبيرة ابتلي بها المسلمون في المساجد فنسأل الله عز وجل ان يكشف عنهم هذه الغمة وان يبصر المسلمين بدينهم وان يرزقهم التعظيم لبيوت الله سبحانه تعالى والمراعاة حرمتها والا يكون منهم استعمال لهذه الجوالات في اي معصية لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى المراء في القرآن قال اخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا انس بن عياض عن ابي حازم عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انزل القرآن على سبعة احرف المراء في القرآن كفر قال رحمه الله تعالى المراء في القرآن هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى للتحذير من ذلك والنهي عنه وبيان ما جاء في السنة من النهي عن المراءة في القرآن والمراء في القرآن هو الخصومة في كتاب الله والاختلاف والجدل سواء في احرف القرآن او في معاني اه القرآن ودلالاته فالمراء في القرآن منهي عنه وجاءت النصوص بالتحذير من ذلك واورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال انزل القرآن على سبعة احرف وهذا مرة مع معنا فيه باب خاص عند المصنف رحمه الله تعالى ومر ايضا الكلام على المراد بذلك قال المراء في القرآن كفر المراء في القرآن كفر المراءة في القرآن مثل ما جاء في هذا الحديث قد يبلغ شيء منه درجة الكفر اذا شك او شكك في حرف من القرآن او في معنى من المعاني الصحيحة في القرآن جحدها او نفاها او جادل في صحتها او نحو ذلك فقد يبلغ المراء هذا المبلغ وما كان دون ذلك قد يفضي بالانسان الى هذا المبلغ ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من اه المراء في القرآن قال المراء في القرآن كفر. نعم قال اخبرنا محمد بن عبدالاعلى قال حدثنا خالد قال اخبرنا شعبة عن عبدالملك بن ميسرة قال سمعت النزال قال سمعت عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رجلا يقرأ اية كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يقرأ غيرها فاخذت بيده فاتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تغير وجهه فقال كلاكما محسن لا تختلفوا فيه فان من كان قبلكم اختلفوا فيه ثم اورد هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رجلا يقرأ اية كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ غيرها ومر معنا في الحديث المتقدم انزل القرآن على سبعة احرف فمعنى يقرأ اية سمع الرجل يقرأ اية اي بحرف من هذه الاحرف وسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ غيرها اي بحرف اخر ولهذا الميراث في الاحرف قد يصل الى ان يجحد حرفا صحيحا ثابتا قد يصل الى ان يجحد حرفا صحيحا ثابتا من الحروف المنزلة فسمعه آآ يقرأ اية كان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ غيرها يعني يقرأها بحرف اخر هذا هو المراد فاخذت بيده فاتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي تغير وجهه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تغير وجهه فقال كلاكما محسن يعني الحرف الذي عند هذا الرجل حرف صحيح والحرف الذي عند عبد الله ابن مسعود ايضا حرف صحيح ولهذا وصف كلا منهما بانه محسن قال كلاكما محسن اذا كان كلاهما محسن فلماذا تغير وجهه عليه الصلاة والسلام لم يتغير وجهه للتلاوة التي عند هذا والتلاوة التي عند هذا. هذا تلاوته صحيحة وهذا تلاوته صحيحة هذا الحرف الذي عنده صحيح وهذا الحرف الذي عنده صحيح لكن النبي عليه الصلاة والسلام تغير وجهه بسبب الاختلاف الذي يؤدي الى الهلاك وكان النبي عليه الصلاة والسلام يخشى على امته من الاختلاف ولهذا سيأتي الترجمة القادمة الاختلاف الاختلاف يؤدب الناس الى آآ الى شر الخلاف شر والجماعة رحمة ولهذا ينبغي ان ان يحذر من مثل ذلك واذا حصل اختلاف في القرآن مثل ما سيأتي معنا في الحديث الاتي في الترجمة القادمة يجب على الانسان ان يقول ما يدخل في خلاف نزاعات وخصومة لان الاصل في القرآن انه كتاب الفة يؤلف بين القلوب. لا يحدث تنافر وتباغم لا يجوز ان يقوم الناس من مائدة القرآن مختلفين ومتنازعين ومتشاحين ومتصادمين ومتعادين بل يقومون متحابين مؤتلفين لان لان القرآن كتاب يؤلف بين القلوب فاذا قاموا من القرآن بخصومة ونزاع هذا غير المقصود الذي انزل آآ لاجله كتاب الله عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى ذكر الاختلاف قال اخبرنا علي بن محمد بن علي قال حدثنا داوود ابن معاذ قال حدثنا حماد بن زيد عن ابي عمران الجوني عن عبد الله ابن رباح الانصاري عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال هجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فسمع رجلين يختلفان في اية من كتاب الله فخرج والغضب يعرف في وجهه فقال انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ثم قال رحمه الله ذكر الاختلاف يعني ما جاءت به آآ النصوص نصوص السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذم الاختلاف في القرآن والاصل في هذا القرآن انه يؤلف ويجمع بين القلوب وهو الذي يعتصم به واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فالقرآن كتاب اجتماع والفة ومحبة وتآخي ولهذا لا يجوز ان يكون اختلاف في القرآن والاختلاف في القرآن يؤدي بالمختلفين الى الهلكة كما سيأتي معنا اورد رحمه الله حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال رضي الله عنهما قال هجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرت اي جئت في وقت الهاجرة والهاجرة والظهر وحرص على التبكير فيقول فسمعت رجلين يختلفان في اية من كتاب الله وجاء في بعض الروايات ارتفعت اصواتهما اختلف في اية من كتاب الله فخرج عليه الصلاة والسلام والغضب يعرف في وجهه خرج والغضب يعرف في وجهه لان القرآن ليس كتاب اختلافا القرآن كتاب اجتماع وتآلف محبة فخرج والغضب يعرف في وجهه عليه الصلاة والسلام فقال انما هلك من كان قبلكم باختلاف في الكتاب فهذا فيه التحذير من الاختلاف فالكتاب وانه موجب للهلكة. نعم قال اخبرنا هارون بن زيد بن يزيد قال حدثنا ابي قال حدثنا سفيان عن حجاج بن فراقصة عن ابي عمران الجوني عن جندب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه واذا اختلفتم عليه فقوموا قال واخبرنا به مرة اخرى ولم يرفعه قال اخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا سلام ابن ابي مطيع عن ابي عمران الجوني عن جندب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فاذا اختلفتم عليه فقوموا قال اخبرنا عبد الله بن الهيثم قال حدثنا مسلم قال حدثنا هارون ابن موسى النحوي قال حدثنا ابو عمران الجوني عن جندب ابن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فاذا اختلفتم فيه فقوموا عنه. نعم. ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث حديث جندب آآ ابن عبد الله رضي الله عنه وساقه رحمه الله من طرق واشار في الطريق الاولى آآ انه آآ اه آآ قال واخبرنا به مرة اخرى ولم يرفعها اي انه في بعض الروايات جاء موقوفا لكن الحديث اه صح مرفوعا الى عن جند ابن عبد الله مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين وغيرهما قال اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه اجتمعوا على القرآن اي على مائدة القرآن تأملا وتدبرا واخذا من هدايات اه القرآن تجتمع على القرآن ما ائتلفتم عليه اي ما ائتلفت عليه قلوبكم ما كان موجبا للالفة والمحبة والتآخي والتعاون والتآزر ما دمتم على هذه الصفة اجتمعوا على القرآن واذا اختلفتم عليه فقوموا اذا حصل بينكم يوما ما تنازع في مثلا معنى من المعاني وخصومة ورفع اصوات وهذا يقول كذا وهذا يقول كذا اذا بلغ هذا المبلغ فقوموا لا تجلسوا مجلسا هذه حاله لان القرآن كتاب الفة ومحبة وبر وتعاون وتآلف ليس كتاب خصومات ولا يثمر خصومات فهذه الخصومة اذا وجدت توقفوا عن ذلك وقوموا الى ان تزول عنكم هذه المعالي وتجتمعوا على القرآن مؤتلفين متحابين هذا معنى قوله اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه واذا اختلفتم عليه فقوموا ذكر العلماء ان ان هذا يحتمل يحتمل النهي عن القراءة النهي عن القراءة اذا وقع الاختلاف في كيفية الاداء مثل ان يقرأ احدهم بحرف والاخر يقرأ بحرف اخر وهذا كان يحصل مرات عديدة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لكن هذه المسألة انتهت بعد ان جمع امير المؤمنين الخليفة الراشد عثمان ابن عفان الناس على حرف واحد وهو الذي اثبته في المصحف المعروف بمصحف عثمان رضي الله عنه وارضاه فيحتمل ان ان المراد هو ذلك نهي عن القراءة اذا وقع الاختلاف في كيفية الاداء بان يفترقوا وكل يستمر على قراءته. لان القرآن انزل على سبعة احرف ويحتمل ان النهي عن عن ذلك اي فيما يتعلق بالمعاني عند الاختلاف في فهم معاني اه القرآن فاذا اذا بلغ بالناس المبلغ في التنازع والخصومات والمراء والجدل في فهم معاني القرآن فليتوقفوا لان هذا يفضي الى شر مثل ما تقدم في الحديث الاول انما هلك من كان قبلكم باختلاف في اه الكتاب باختلافهم في الكتاب نعم قال اخبرني محمد بن اسماعيل بن ابراهيم قال حدثنا الازرق عن عبدالله بن عون عن ابي عمران عن عبدالله بن الصامت قال قال عمر رضي الله عنه اقرأوا القرآن ما اتفقتم عليه. فاذا اختلفتم فقوموا هذا الحديث هو الحديث المتقدم اورده من طريق عبد الله ابن عون عن ابي عمرو عن ابي عمران الجوني وقد تقدم معنا لكنه جعله عن عبد الله ابن الصامت جعله من حديث عمر بن الخطاب. قول من حديث من حديث؟ قال قال عمر قوله صار موقوف. نعم جعلهم نعم من قول عمر ابن الخطاب رظي الله عنه وهذه الرواية علقها الامام البخاري علقها الامام البخاري في صحيحه وقال وجندب اصح واكثر قال وجندب اصح واكثر يعني الرواية للحديث من من حديث جندب بن عبدالله اصح اسنادا واكثر رواة والامام او الحافظ بن حجر رحمه الله في كتاب فتح الباري عند قول البخاري وجندب اصح واكثر قال الحافظ بن حجر اي اصح اسنادا واكثر طرقا وهو كما قال اي كما قال الامام البخاري فان الجم الغفير رووه عن ابي عمران عن جندب الا انهم اختلفوا عليه في في رفعه ووقفه. ومر معنا اشارة من النساء الى هذا الاختلاف اختلفوا عليه في رفعه وقفه والذين رفعوه ثقات حفاظ فالحكم لهم واما رواية ابن عون فشادة لم يتابع عليها قال ابو بكر ابن ابي داود لم يخطئ ابن عون قط الا في هذا والصواب عن جندب انتهى. نعم قال اخبرنا سليمان بن عبيد الله قال حدثنا ابو عامر قال اخبرنا سليمان عن عمارة ابن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن حسين عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وحدثنا احمد بن ابن الخليل قال حدثنا خالد قال حدثني سليمان قال حدثني عمارة ابن غزية الانصاري قال سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث عن ابيه عن جده رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي صلى الله عليه وسلم ثم ختم الامام النسائي رحمه الله تعالى هذا الكتاب كتاب الفظائل بهذا الحديث اه الحديث الذي بعده آآ حديث الحسن ابن علي فيما علمه النبي صلى الله عليه وسلم ان يقوله في الوتر ختم بهذين اه الحديثين ولعل الختم بذلك ان التالي للقرآن والجامع للقرآن لا يفوت الوتر بل ومن اهم اعماله واهم وظائفه ومثل ما جاء عن علي رضي الله عنه قال اوتروا يا اهل القرآن فاهل القرآن لا يفوتون اه الوتر فلعله ختم بذلك لان من اهم وظائف واعمال اهل القرآن وحملته صلاة الليل وقيام الليل والتهجد والناس نيام وهي افضل الصلاة بعد المكتوبة كما صح بذلكم الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فجامع القرآن له عناية عظيمة اه صلاة الليل وله حظ منها ثم يختم صلاة الليل بالوتر وفيه الصلاة على اه النبي الكريم وفي ايضا قنوت الوتر هذه الدعوات العظيمة التي جاءت في حديث الحسن ابن علي رضي الله عنهما فيما علمه النبي صلى الله عليه وسلم اه ان يقوله في قنوته في صلاته في صلاة الوتر في هذا الحديث حديث علي بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه علي بن ابي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وسلم تسليما كثيرا قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي البخيل اي كامل البخل البخيل اي كامل البخل. البخل انواع ولا يعرف عند كثير من الناس الا البخل في المال والبذل من المال لكن البخل انواع ومن البخل البخل في هذا الامر الذي لا يكلف المرء جهدا ان يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام الرحمة والنعمة المهداة الذي اخرج الله سبحانه وتعالى به الناس من الظلمات اه الى النور لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ان يصلي عليه عند عند ذكره عندما يذكر صلوات الله وسلامه عليه. قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي وهذا من هذا الموطن من المواطن التي تتأكد فيها الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وهي مواطن عديدة فصلها الامام ابن القيم في كتابه العظيم اه جلاء الافهام في الصلاة والسلام على خير الانام. ومن احسن الكتب التي الفت في الصلاة والسلام على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. كتاب حقيقة عظيم وومبارك جدا في بابه باب الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. وفصل رحمه الله المواطن التي يتأكد فيها الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. وذكر آآ رحمه الله اه من هذه المواطن التي تتأكد فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره صلى الله عليه وسلم ثم ذكر خلافا بين اهل العلم وساق ادلة هؤلاء وادلة هؤلاء واطال هل هذا واجب او مستحب وذكر ادلة القائلين بالوجوب مفصلة وادلة القائلين بالاستحباب مفصلة ثم قال ان لهؤلاء اجبا على ادلة هؤلاء واولئك لهم اجوبة على ادلة هؤلاء وختم عرظه المفصل اه رحمه الله تعالى لهذه المسألة بقوله والله اعلم بالصواب لقوله والله اعلم بالصاد وبعضنا ربما لو سئل عن هذه المسألة يجزم اما مثلا بالوجوب او الاستحباب ولا يحضره لا دليل ولا ورأيت ابن القيم رحمة الله عليه ساق ادلة هؤلاء مفصلة الدليل الاول الثاني الثالث ثم ذكر ادلة القائلين بالاستحباب ايضا فصل فيها رحمه الله ثم قال ان لهؤلاء اجوبة على ادلة هؤلاء وهؤلاء لهم اجوبة على ادلة هؤلاء ويطول المقام بذكرها والله اعلم بالصواب. ختم هذا الفصل بذلك. رحمه الله تعالى. الحاصل ان من المواطن التي تتأكد فيها الصلاة على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم. نعم قال اخبرنا محمد بن سلمة قال حدثنا ابن وهب عن يحيى ابن عبد الله ابن سالم عن موسى ابن عقبة عن عبد الله ابن علي عن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما انه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر قال قل اللهم اهدني فيمن هديت وبارك لي فيما اعطيت وتولني فيمن توليت وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك وانه لا يذل من توليت تباركت وتعاليت. ختم اه رحمه الله تعالى بهذا الحديث حديث الحسن اه ابن علي اه فيما علمه النبي صلى الله عليه وسلم اه ان يقوله من كلمات في الوتر وهذا الحديث العظيم المبارك نعقد له مجلسا خاصا باذن الله تبارك وتعالى فيكون الكلام عليه في مجلس الغد باذن الله جل وعلا ويكون مجلس الغد خاتمة لهذه المجالس في كتاب فضائل اه القرآن للامام النسائي رحمه الله تعالى نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخ قنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها. زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اه انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاك الله خيرا