بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فضائل القرآن علم عني به اهل العلم عناية دقيقة لعظم فائدته وكبر عائدته فان مما لا شك فيه ان العبد كلما ادرك فضائل امر ما عظمت عنايته به وزاد اهتمامه به والقرآن له فضائل عظيمة تدل على مكانته العلية ومنزلته الرفيعة كيف لا وهو وحي رب العالمين وتنزيل رب العالمين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد كتاب احكمت اياته كتاب جمع الهداية والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة وقد كتب اهل العلم كتبا في فضائل القرآن الكريم وايضا دواوين السنة خصص لفضائل القرآن ابوابا وكتبا يساق فيها الاحاديث الشواهد والدلائل على فضل القرآن العظيم ومكانته العلية ويذكر ان اول من الف في فضائل القرآن الامام الشافعي رحمه الله فله كتاب في فضائل القرآن اسماه منافع القرآن ولا اعلم له وجودا ومن الكتب التي من اقدم الكتب في فضائل القرآن وهو موجود مطبوع كتاب فضائل القرآن لابي عبد الله محمد ابن ايوب ابن الضريس تصغير ضرس رحمه الله تعالى متوفى عام مئتين واربع وتسعين للهجرة وكذلك النسائي رحمه الله وغيرهم من اهل العلم كتبوا في هذا الباب كتابات عظيمة ونافعة ومفيدة جدا ومن هذه الكتابات في هذا الباب كتاب فضائل القرآن للامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ويمتاز هذا الكتاب مع صغر حجمه يمتاز بما تمتاز به جميع كتبه رحمه الله من متانة التأليف وحسن التبويب وقوة الاستدلال والعناية الدقيقة كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي طريقة معروفة في كتبه رحمه الله يبول ابوابا دقيقة جدا تدل على اه فقهه وفهمه العظيم رحمه الله تعالى ثم يذكر الادلة اولا من القرآن الكريم ثم يتبعها بالادلة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام واحيانا يذكر بعض الاثار عن السلف. والا في الغالب الاعم يقتصر على ذكر الدليل من القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا النهج الذي سلكه رحمه الله تعالى في كتبه هو نهج ائمة الحديث هو نهج ائمة الحديث علماء الامة الاكابر من ائمة السلف رحمهم الله تعالى فهذه جادتهم تبويب وسوق ادلة تبويب وسوق ادلة من كلام الله تبارك وتعالى وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا من اطلع على كتابات الشيخ رحمه الله تعالى او من يطلع على كتابات الشيخ رحمه الله تعالى يرى فيها نفس الاولين ولما كان فيها رحمه الله نفس الاولين في التصنيف والكتابة ادرك او ادركت كتاباته رحمه الله او ادركت كتاباته رحمه الله تعالى بركة ما في كتب الاولين او ما جعله الله سبحانه وتعالى في كتب الاولين من بركة عظيمة فكان كلامهم قليلا عظيم البركة فنهج رحمه الله تعالى نهجهم ولزم غرزهم وسلك سبيلهم فبارك الله سبحانه وتعالى في كتبه بركة عظيمة وهذه البركة في كتبه يشهد بها القاصي والداني من سعة انتشارها وعموم الانتفاع بها وكثرة المجالس العلمية التي تعقد في مدارستها ومذاكرتها ونقلها الى اللغات الكثيرة الى غير ذلكم من وجوه النفع والبركة التي تحققت في كتبه رحمه الله تعالى وهذا يرجع والله تعالى اعلم ونحسبه كذلكم والله حسيبه الى صدقه ونصحه اخلاصه لله تبارك وتعالى نحسبه كذلكم والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا مع عناية دقيقة كما سبق بيان ذلك والاشارة اليه فكتب رحمه الله هذا الكتاب فضائل القرآن كتب هذا الكتاب فظائل القرآن وراعى فيه الاختصار ونهج المنهج انف الذكر يبوب رحمه الله تعالى تبويبات دقيقة ثم يسوق الادلة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا لا تجد في كتبه الا الايات والاحاديث لا تجدوا في كتبه الا الايات والاحاديث وكلامه رحمه الله قليل جدا في كتبه اللهم الا ان يكون يوضح معنى من المعاني او يشير الى مسألة من المسائل او فائدة من الفوائد والا في الغالب كما سنرى في كتابه هذا ايات احاديث ولهذا اقول ان من تبنوا المعاداة لهذا الامام رحمه الله والخصومة له في الحقيقة هم اعداء لانفسهم لانهم بهذه العداوة حرموا انفسهم من هذا الخير العظيم والنفع المبارك الذي جعله الله سبحانه وتعالى في كتب هذا الامام لانها كتبا ليس فيها الا كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فمن يعاديها يعادي الكتاب والسنة لان لانها كتب ليس فيها الا كلام الله تبارك وتعالى وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن المواقف التي تذكر في هذا المقام ان رجلا كان يعادي شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمجرد السمعة التي سمعها عنه من خصومه فكان يعاديه عداء شديدا فاراد احد اهل الفضل والنبل ان ينبهه على خطأه فسلك في ذلكم مسلكا لطيفا اخذ كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ونزع منه الغلاف الذي يثبت او يدل على اسم مصنفه واعطاه لذلك الرجل وقال له احب ان تقرأ لي هذا الكتاب وتفيدني هل هو صالح للقراءة او ليس صالحا للقراءة وانا طالب علم مبتدئ وانت عالم فاريد ان تقرأ لي هذا الكتاب حتى تبين لي هل هو صالحك او لا فاخذ الرجل الكتاب وقرأه واذا به علم ايات واحاديث ابواب متينة محققة فاحب الكتاب واحب مؤلفه وهو لا يعلم من هو ثم بطريقة ما عرفه بمؤلف هذا الكتاب فتحول الى رجل محب له داع له بعد ان كان مبغضا وداعيا على الشيخ رحمه الله تعالى وكثير من الناس بلوا بالدعاية السيئة بالدعاية السيئة التي تولى كبرها اناس يبوءون بوزر هذه الدعاية وبوزر من تأثر بها لعظم جنايتهم وتعديهم على الحق واهله وخلاصة الكلام ان هذا الكتاب كتاب فظائل القرآن لهذا الامام رحمه الله كتاب عظيم البركة عظيم النفع عظيم الفائدة هو كتاب مختصر الا انه مع اختصاره حوى خيرا كثيرا وفائدة عظيمة كبيرة في بابه باب فضائل القرآن الكريم ونبدأ مستعينين بالله تبارك وتعالى في قراءة هذا الكتاب سائلين الله عز وجل ان يبارك لنا في قراءتنا هذه وان يجعلها لوجهه خالصة ولنا نافعة وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باب فضائل تلاوة القرآن في نسخة الشيخ لعلها سقطت من طبعتنا هذه بسم الله الرحمن الرحيم في اول بسم الله الرحمن الرحيم. باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه. وقول الله عز وجل يرفع الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقوله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. نعم بدأ رحمه الله هذا الكتاب بالبسملة تأسيا بكتاب الله عز وجل وتأسيا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام في مكاتباته ومراسلاته صلوات الله وسلامه عليه والبسملة كلمة استعانة والباء في بسم الله باء الاستعانة ومعنى بسم الله هنا اي اه بسم الله اكتب واحرر هذه الاوراق تعينا به طالبا مده وعونه وتوفيقه وتسديده فبدأ رحمه الله تعالى بالبسملة ثم قال باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه جرت عادة كثيرا من من المؤلفين وخاصة آآ المتأخرين ان يبدأ بمقدمة تطول او تكون مختصرة يبين فيها امورا اهمية موظوع الكتاب وسبب مثلا تأليفه وطريقته في كتابه وغير ذلكم من الامور التي جرت عادة كثير من اهل العلم اه ذكرها في مقدمات كتبهم وهو رحمه الله تعالى في هذا الكتاب وفي غيره من كتبه بل في غالب كتبه يبدأ مباشرة يعني هنا قال اه آآ فظائل القرآن هذا اسم الكتاب او فضائل القرآن تعلمه وتعليمه ثم مباشرة بسم الله الرحمن الرحيم وبدأ بالابواب دون ان يذكر مقدمة يلخص فيها ماذا سيقدم في كتابه وهو في هذه الطريقة ينهج النهج المحدثين القدامى في اغلب مصنفاتهم في اغلب مصنفاتهم يبدأون مباشرة في الكتاب ومن الاغراظ التي يرمى اليها او تقصد بهذه الطريقة ان يوصل القارئ الى الدليل مباشرة بدون مقدمات وكانه يقول لك ليس لي كلام وانما الكلام لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام فمباشرة يوصلك الى الدليل يضع العنوان ومباشرة يربطك بالدليل كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يفصل بينك وبين الدليل بكلام الله فاذا قرأت اذا قرأت كتابه فانت لا تقرأ شيئا له او كلاما له وانما تقرأ ادلة والعلم قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم. العلم قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا في كتابه التوحيد وفضل الاسلام و كتب عديدة ينهج هذا المنهج رحمه الله تعالى وعليه عدد من كتب ائمة السلف رحمهم الله في دواوين السنة من معاجم او مسانيد او اه سنن او صحاح او غيرها من الاجزاء الحديثية فهذه طريقة هي في متبعة في غالب كتب ائمة السلف رحمهم الله تعالى ولعل الغرظ من ذلك هو فهذا ربط القارئ المظمون مباشرة الذي هو كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقوله فضائل فضائل جمع فضيلة فضائل جمع فضيلة وفضائل القرآن المراد بها ميزات القرآن ومحاسنه والشواهد والدلائل على عظمة القرآن وشرف القرآن وفضل القرآن وما يترتب على العناية به من اجور عظيمة وثواب جزيل وبركة يحوزها المعتني بكتاب الله تبارك وتعالى في دنياه واخراه قال باب باب باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه اي ما ورد في ذلك ما ورد في فضل تلاوة القرآن وتعلم القرآن وتعليم القرآن فهذا باب عقده لبيان فضل التلاوة والتعلم والتعليم وتلاوة القرآن وقد قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته تلاوة القرآن ليست مجرد قراءة حروفه او حفظ اياته وسوره فهذا جزء من التلاوة واما حقيقة التلاوة فهي اعم من ذلك فتلاوته تتناول امورا ثلاثة نبه عليها اهل العلم الحفظ والفهم والعمل والعمل بالقرآن يسمى تلاوة للقرآن فتلاوة القرآن ليست بحفظ اياته وسوره. ولا ايظا بمجرد فهم المعاني بل بالحفظ والفهم والعمل بالقرآن الكريم والعمل نفسه يسمى تلاوة فاتباع القرآن والعمل بما جاء في القرآن الكريم يعد تلاوة للقرآن فالذين يتلون كتاب الله تبارك وتعالى حق التلاوة هم من جمعوا هذه الامور الثلاثة ليس مجرد حفظ السور والايات دون فهم للمعاني ولهذا اختلفت طريقة السلف عن طريقة المتأخرين في حفظ القرآن فابن عمر رضي الله عنهما استغرق حفظه لسورة البقرة سبع سنوات سبع سنوات وهو يحفظ سورة البقرة لكن ما هي الطريقة قال اه ابو عبدالرحمن آآ ابو عبد الرحمن السلمي نعم ابو عبد الرحمن السلمي يذكر حال الصحابة وهو ممن تلقى القرآن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا لا نتجاوز العشر ايات كنا لا نتجاوز العشر ايات حتى نتعلمهن ونعمل بهن. يعني حتى نفهم المعاني ونعمل بالدلالات فكانت هذه طريقتهم طريقتهم حفظ وفهم وعمل ولا يتجاوز شيئا من ايات القرآن حتى يجمع بين الفهم والعمل فالتلاوة لكتاب الله تبارك وتعالى تتناول هذا كله ولهذا انس انس رضي الله عنه يقول كان الرجل اذا حفظ سورة البقرة نبل عندنا يعني صار له المكانة منزلة عليا مرادهم بحفظ سورة البقرة هي على الطريقة التي اه عرفت عنهم في الجمع بين الفهم اه العمل مع حفظ آآ الفاظ القرآن وسوره واياته قال باب فظل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه وسيأتي المزيد ايضاح في حول هذا في سياق الادلة او اثناء الادلة التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى بدأ اولا بقول الله عز وجل يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات بدأ بهذه الاية تنبيها بها الى ما يترتب على تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه من رفعة في الدنيا والاخرة من رفعة في الدنيا والاخرة يرفع الله وهذه الرفعة تكون في الدنيا والاخرة ليست في الدنيا فقط ولا ايضا في الاخرة فقط وانما في الدنيا والاخرة وهذه الرفعة هي لمن كان تاليا للقرآن حقا علما وعملا قد صح في والحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع اخرين فمن الناس من يضعه الله بالقرآن قال ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع به اخرين وممن يظعهم الله سبحانه وتعالى بالقرآن من حفظ القرآن ليقال حافظ وقرأه ليقال قارئ فيقال له يوم القيامة قد قيل ثم يسحب ويلقى في نار جهنم كما صح بذلكم الحديث في صحيح مسلم عن رسول الله صلوات الله وسلامه وعليه فهذه الرفعة التي تكون اهل القرآن انما تنال بالفهم والعمل بكتاب الله جل وعلا مع الحفظ له والاتقان لتلاوته قال يرفع الله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات قبلها في اول الاية قال يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشذوا فانشذوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة اذا قيل تفسحوا اذا قيل انشزوا القيام بما دل عليه القرآن هنا ما دل عليه القرآن من معاملة كريمة بين المسلمين في مجالسهم وعلى اثر ذلك على اثر هذه المعاملة قال يرفع الله اذا قيل تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم. واذا قيل انشزوا فانشزوا اذا قيل تفسحوا كانوا في مجلس وقدم قادم او اكثر وقيل تفسحوا اي وسعوا في المجلس حتى يستوعب من قدم يفسح الله لكم جزاء من جنس العمل من فسح لاخوانه فسح الله له قال يفسح الله لكم ماذا حذف المتعلق يفيد العموم يفسح الله لكم ولم يذكر يفسح لكم في ماذا؟ ليشمل كل خير تنظر بركة القرآن في مثل هذه المعاملة العظيمة التي تقف كثير من النفوس عن عن القيام بها وفعلها لكن من يكرمه الله عز وجل بالعمل بهذه الاداب الرفيعة العالية التي دل عليها القرآن قال افسحوا اذا كنت في مجلس وفي مسجد او في بيت وجاء اخ من اخوانك المكان يحتمل جلوسه معكم ادفع يفسح الله لك يفسح الله لك واذا قيل انشزوا فانشزوا النشوز الارتفاع فاذا قيل انشزوا يعني طلب منكم القيام اما للصلاة او لمصلحة من المصالح او وجه من وجوه الخير فلا يصر على البقاء في مكانه بل يتجه لما طلب منه من فضيلة وخير وقيل ان من اسباب النزول ان بعض الصحابة كان يفضل ان يكون اخر من يقوم من مجلس النبي عليه الصلاة والسلام ادراكا فضيلة البقاء في مجلسه عليه الصلاة والسلام فجاء قوله واذا قيل انشزوا فانشزوا اذا طلب منكم القيام لاي باب من ابواب الخير او مجال من مجالاته فانشزوا اي انهضوا وبادروا وسارعوا قال يرفع الله الذين امنوا منكم. اتيان قوله يرفع الله الذين امنوا منكم في هذا السياق يدل على ثمرة العلم والعمل به في تحقق الرفعة في تحقق الرفعة في الدنيا والاخرة وان من كان من اهل القرآن علما وعملا فاز بهذه الرفعة واذا كان الله سبحانه وتعالى ذكر هذه الرفعة في هذا السياق وفي هذا الموضع الذين في هذا الموضع الذي فيه حديث عن ادبين الاداب العظيمة اداب المجالس وذكر جل وعلا هذه الرفعة في هذا السياق فكيف بمن يكرمه الله سبحانه وتعالى بعناية دقيقة وافية لاخلاق القرآن واداب القرآن تحليا بها ودعوة اليها كم هي هذه الرفعة التي سينالها ويحصلها في دنياه واخراه والرفعة ثمرة من الثمار واثر من الاثار ونصيب العبد منها بحسب نصيبه من القرآن علما وعملا ولهذا تفاوت الناس في الدنيا والاخرة في هذه الرفعة وسيأتي معنا في الحديث يقال لقارئ القرآن اقرأ وارقى هذه رفعة في الاخرة رفعة في الاخرة والرفعة في الدنيا ما يجعل الله سبحانه وتعالى لاهل القرآن الذين هم اهله من قبول ومودة في قلوب الناس ومكانة وذكرا طيبا ولسان صدق وقد قال الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا اي مودة ومحبة في قلوب الناس ان يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات هذه الرفعة لمن اكرمه الله سبحانه وتعالى بالايمان وبالعلم فالايمان رفعة الايمان رفعة لصاحبه والعلم رفعة لصاحبه وقوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ان يرفع الذين امنوا واوتوا العلم درجات اعلى من درجات الذين امنوا ولم يؤتوا العلم لان هؤلاء معهم فضيلة العلم الذي نفعه عائد عليهم وعلى الاخرين عائد عليهم وعلى الاخرين والعلماء ورثة الانبياء وهم هداة الخلق ودعاة الحق وكما قال بعض السلف لولا اهل العلم اي منة الله على الناس بالعلم لكان الناس مثل البهائم. كيف يعرفون الحلال والحرام والاحكام والدين والشرائع من طريق العلماء الذين هم ورثة الانبياء يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فشاهد الاية للترجمة ما دلت عليه الاية الكريمة من ثمرة عظيمة اثر مبارك للعناية بالقرآن علما وعملا وتطبيقا ودعوة مما اي ما يتحقق في في في سلوك هذا المسلك ولزوم هذا المنهج من رفعة لمن كان كذلكم في دنياه واخراه ثم اورد رحمه الله تعالى قول الله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون فهذه الاية جاءت كما بين اهل التفسير في سياق الرد على النصارى بل تحديدا قيل نصارى اهل نجران وتكذيبهم في دعواهم الباطلة واقاويلهم الزائفة فيقول الله سبحانه وتعالى ردا عليهم ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ما كان لبشر اي ما ينبغي ان يستحيل يمتنع لا يمكن ان يكون لبشر بهذه الصفة يؤتيه الله جل وعلا فالكتاب والحكمة والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي النصارى زعموا ان عيسى دعاهم الى عبادة نفسه دعاهم الى عبادة نفسه فكذبهم الله جل وعلا وابطل دعواهم الزائفة وقال ما كان للبشر ما ينبغي يمتنع ويستحيل ان يكون بشر يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول كونوا عبادا لي هذا لا يمكن فقيل المراد بالبشر هنا عيسى وقيل المراد به محمد عليه الصلاة والسلام لانهم ايضا زعموا لما دعاهم عليه الصلاة والسلام الى الاسلام قالوا ان محمدا يدعونا لعبادة نفسه يدعون لعبادة نفسه فاكذبهم عليه الصلاة والسلام وانزل الله عز وجل في هذه الاية تكذيبهم وتزيف كلامهم الباطل قال ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب وتأمل ايضا ذكر هذا الوصف تحديدا قال بشر بشر تنبيها الى علة الحكم وان البشرية التي هي وصف لهؤلاء الانبياء تتنافى مع اعطائهم شيء من حقوق الخالق او صفات الخالق ولهذا في اية اخرى في اخر سورة البقرة قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام قل انما انا بشع قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليه فهو بشر والبشر ليس له اي احقية في العبودية اطلاقا ليس له اي احقية في العبودية اطلاقا العبودية لرب البشر رب العالمين سبحانه وتعالى هي حقه جل وعلا على جميع العباد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فالبشر ليس له اي احقية في للعبودية ولهذا ذكرهم بهذا الوصف ذكر انبياءه بهذا الوصف باشا وفي هذا نفي الغلو وابطال له الغلو في الانبياء الذي اهلك جميع من من قبلنا انما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين قال اياكم والغلو في الدين فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين فالغلو في البشر هو الذي يوصل هذه المواصيل قبل ايام قرأت عليكم مثال من هذا من هذا الغلو الذي هو كفر وشرك بالله في كتاب يوزعوا بعض الجهال والضلال يقول في حق محمد عليه الصلاة والسلام يقول نحن عباد محمد لو كانوا يفهمون القرآن ويفهمون الدين ويفهمون ما كان لبشر ونظائرها في القرآن لا يمكن ان يقولوا مثل هذا الكلام الكفري الشرك المخرج من الملة ما كان لبشر ان يؤتيه الله الايتاء منا وعطية وفضل من الله سبحانه وتعالى يمن به على من يشاء. قف هنا عند يؤتيه حتى يقوم في قلبك الطمع والرجاء ممن بيده الامور ان يؤتيك من واسع فضله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء فهذه منن وهبات وعطايا يمن بها سبحانه وتعالى على من يشاء من عباده يؤتيه ان يؤتيه الله الكتاب يؤتيه الله الكتاب ان يمن عليه بالكتاب المنزل فيكون من اهله فهما علما وعملا والحكم اي البصيرة والفقه والفهم والنبوة ان يمنوا عليه بالنبوة ثم مع هذه المنن الثلاث العظيمة الكتاب والحكم والنبوة يقول للناس كونوا عبادا لي هذا مستحيل وممتنع ولا يكون كونوا عبادا لي من دون الله اي لا يمكن ان يكون او يقع مثل ذلك وفي هذا السياق من الفائدة عظم اثر العناية بالكتاب والبصيرة والفهم والفقه في دين الله تبارك وتعالى. عظم اثر ذلك في صيانة المعتني بها من الامور السيئة والافعال الشنيعة فمن اتاه الله العلم والحكمة والفهم واعطاه الله الكتاب ومن عليه بفهمه ابعد ما يكون عن مثل ذلك وهذا ايضا فيه فرقان ما بين اهل الحق والباطل واهل الهدى والضلال فاهل الحق معهم الكتاب ومعهم الضياء ومعهم السنة ومعهم النور بينما اهل الباطل ليس معهم الا الاهواء التي امتلأت بها قلوبهم وامتلأت بها صدورهم فكان دعاة الحق دعاة للكتاب والسنة ودعاة الباطل دعاة لاهوائهم التي امتلأت بها صدورهم فهذا فرقان ما بين اهل الحق والباطل. من اتاه الله الكتاب والحكم الفهم والفقه في كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام سينفق من هذا الخير ويكون تعليمه من هذا العلم الذي اتاه الله اياه. اما من امتلأ قلبه بالاهواء لن ينفق الا من هذه الاهواء التي امتلأ بها صدره وكل ينفق مما عنده قال ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله عبادا لي من دون الله قوله عبادا لي من دون الله فيها من الفقه ان العبودية لا تتجزأ ان لم تكن خالصة لله ان لم تكن خالصة لله تبارك وتعالى فهي شرك ولا يقبل الله سبحانه وتعالى منها قليلا ولا كثيرا ولهذا قال كونوا عبادا لي من دون الله من دون الله لانه اذا كان الانسان عبدا لاحد كائنا من كان من دون الله لم يكن عبدا لله وان عبد الله لم يكن عبدا لله ولم يكن من عباد الله وان عبد الله يعني من عبد الله وعبد معه غيره ليس عبدا لله ولا يكون داخلا في عباد الله لماذا؟ لان العبودية التي لله هي الخالصة له جل وعلا ولهذا قال ائمة السلف ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما كل امر في القرآن بالعبادة امر بالتوحيد كل امر في القرآن بالعبادة امر بالتوحيد لان العبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد كما ان الصلاة لا تكون صلاة الا بالطهارة فاذا افتقدت الصلاة الطهارة لم تقبل واذا افتقدت العبادة التوحيد لم تقبل قال ولكن كونوا ربانيين اي هذا قول الانبياء واهل الحق لا يقولون للناس كونوا عبادا لنا من دون الله وانما يقول لهم كونوا ربانيين هذا الذي يقولونه كونوا ربانيين وفي هذا ايضا من الفائدة عندما تنفى المسالك الباطلة يذكر في السياق نفسه المسلك الحق الذي ينبغي ان يكون عليه الانسان. لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا فلما بين تبارك وتعالى بطلان دعوة اولئك بين الحق الذي يدعو اليه الانبياء ويدعوا اليه اتباع الانبياء بقوله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون كونوا ربانيين هذا الذي يدعو اليه الانبياء يدعو الناس يدعو الانبياء الناس الى ان يكونوا ربانيين ربانيين قيل نسبة الى الرب جل وعلا بتعلم العلم الذي دعا عباده الى تعلمه والعمل بهذا العلم الذي دعاهم اليه سبحانه وتعالى فالرباني هو العالم بدين الله الى ذلك الدعوة الدعوة الى ما اكرمه الله به من علم وبصيرة وفهم لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء عن ابن الاعرابي رحمه الله قال لا يكون الرجل ربانيا حتى يكون عالما عاملا متعلما حتى يكون عالما عاملا متعلما اذا جمع هذه الثلاثة العلم بالكتاب والسنة والعمل بالكتاب والسنة والدعوة الى الكتاب والسنة يكون ربانيا والاية تدل على هذا المعنى الاية الكريمة تدل على هذا المعنى لانه قال كونوا ربانيين بماذا بماذا؟ بسبب ماذا؟ بما كنتم تعلمون الكتاب. وفي قراءة بالتخفيف تعلمون الكتاب تعلمون وتعلمون اي بجمعكم بين العلم والعمل بين العلم والتعليم بين العلم والتعليم تعلمون وتعلمون الكتاب وقوله تعلمون الكتاب اي بعد ان علمتموه وعملتم به انتقلتم الى هذه المرحلة المباركة التعليم لكتاب الله تبارك وتعالى فهذا هو الرباني الرباني هو العالم العامل المعلم بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون اتبع قول تعلمون بقوله وبما كنتم تدرسون ومدارسة الكتاب مذاكرته والعناية به بمعنى ان الانسان اذا اكرمه الله العلم بكتاب الله تبارك وتعالى لا يقف بل يستمر الى ان يتوفاه الله وهو يتدارس القرآن ويتذاكر القرآن ويتفقه في اه القرآن وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده الشاهد قوله ويتدارسونه بينهم نعم وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن تتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران اخرجاه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث المتفق على صحته عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة الماهر هو الحادق الماهر بالقرآن اي الحادق في قراءة القرآن اتقانا للتلاوة واتقانا للحفظ ولا يتتعتع وانما اتقن القرآن ومهر في تلاوته القرآن حفظا فحسنا في تلاوة والاداء لقراءة كلام الله تبارك وتعالى الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة اي من كان ماهرا بالقرآن فانه يكون مع السفرة الكرام البررة والمراد الملائكة والمراد الملائكة في صحف مكرمة بايدي سفرة كرام بررة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة والسفير هو الرسول والملائكة رسل لله سفراء بين الله وبين انبيائه ابلاغ الوحي نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين الكرام البررة وصفهم هاتين الصفتين العظيمتين الكرام البررة الكرام اي ذوي الاخلاق الكريمة العالية الرفيعة والبررة اي ذوي الافعال الطيبة البارة الحسنة فجمعوا بين جمال الاخلاق وجمال الفعال جمال الاخلاق وجمال الفعال. فالماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة وهذه المعية من مقتضياتها ان يكون الماهر بالقرآن متحليا بهذه الصفات الرفيعة لا يمكن ان يكون سيئة الاخلاق سيء الفعال وفي الوقت نفسه يكون مع السفرة الكرام البررة بل لما مهر بالقرآن وكان من اهل القرآن اخلاقا وفعالا كان مع السفرة الكرام البررة فليس المراد بالمهارة بالالفاظ فقط والحروف بل مع الاتقان للتلاوة والترتيل لكلام الله سبحانه وتعالى التأدب باداب القرآن والتحلي باخلاق القرآن والافعال الكريمة التي دعا اليها القرآن. ولهذا قال مع السفرة الكرام البررة لانه كان بعناية بالقرآن كريما برا. فكان مع السفرة الكرام البررة هذا الماهر بالقرآن الماهر بالقرآن قال والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران شخص يحب القرآن ويحب قراءة القرآن ولكن يتتعتع تكون الحروف والايات ثقيلة في خروجها واخراجه لها ونطقه بها وتلفظه بها ثقيلة يتتعتع وربما بعض الناس حتى ينطقوا كلمة واحدة يحتاج وقتا حتى يجاهد نفسه على نطقها تهجيا وايضا ثقلا عند بعض الناس في النطق احيانا عند بعض الناس ثقل في النطق لا يملكه واحيانا بعض الناس يكون مبتلى مثلا بالتأتأة لما يريد ان ينطق الحرف تجده في جهد حتى يخرج الحرف الواحد او الكلمة الواحدة هذا شاق علي شاق عليه لكنه في جهاد وفي نصب وفي تعب وفي مجاهدة يقول عليه الصلاة والسلام له اجران له اجران يؤتى اجره مرتين يؤتى اجره مرتين لو اجران اجر على التلاوة اجر على التلاوة واجر على التعب والنصب الذي يعانيه تقربا الى الله سبحانه وتعالى بتلاوة كلامه فانظر عظم الثواب ووكرم المنان سبحانه وتعالى انظر هذا الكرم فانظر هذا الكرم العظيم قارئ القرآن الذي يقرأه وهو يتتعتع به وهو يتتعتع بي يعني يجد مشقة في تلاوته اه القرآن الكريم له اجران له اجران اجر على التلاوة مثل غيره واجر على هذا الجهد الجهيد الذي يعاينه والتعب الذي يحصل له عندما يقرأ آآ اية من اه القرآن او سورة من القرآن الكريم قال الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران وفي هذا ان قارئ القرآن على اي احواله هو باذن الله تبارك وتعالى يحصل خيرا سواء كان ماهرا في القرآن الكريم او كان يتتعتع في قراءته للقرآن الكريم وخيرات القرآن وبركات القرآن والعوائد العظيمة التي يجنيها آآ اهل القرآن من آآ هذا الكتاب المبارك عظيمة وعديدة وسيأتي عند اه المصنف رحمه الله تعالى ذكر جملة من الاثار والثمار العظيمة آآ المباركة نكتفي بهذا القدر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله نسأله تبارك وتعالى بكل اسم هو له سمى به نفسه او انزله في كتابه او علمه احدا من خلقه ان يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا ونسأله تبارك وتعالى ان يزيننا جميعا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اغفر لنا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين آآ مزيد ايضاح لقوله صلى الله عليه وسلم الماهر في القرآن مع السفر مراد بالمعية هنا مع السفرة الكرام البررة قوله عليه الصلاة والسلام الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة هذا يظهر والله تعالى اعلم يفيد معنى الرفعة والعلو هي معالي الرتب ورفيع الدرجات لان السفرة الكرام البررة هم في رفعة وعلو في رفعة وعلو فهو معهم اي رفعة وعلوا وفوزا بعالي المقامات ورفيع الرتب مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ان الذين عند ربك ان الذين عند ربك اي الملائكة في رفعتهم وعلوهم وايضا علو مكانتهم بل عباد مكرمون فالمعية هنا تتناول هذا هذه المعاني كلها تتناول الرفعة والكرم عند الله سبحانه وتعالى وايضا عظيم المنزلة والاجر والثواب كل هذه المعاني آآ يتناولها آآ قوله مع السفرة الكرام البررة والله اعلم يقول من المعلوم ان الدروس كثيرة في هذا المسجد والمرء يريد ان يحضرها كلها لانه متشوق ومحتاج للاستفادة منها واذا فعل ذلك ربما لا يقرأ شيئا من القرآن او الشيء القليل خاصة في هذا الشهر فمثلا بعد صلاة الفجر هل الافضل ان احظر في دروس ام اجلس لقراءة القرآن وحفظه المطلوب من هذا السائل ان يعطي القرآن من وقته الاخر ان يعطي القرآن من وقته الاخر الذي هو ليس لهذه الدروس لابد انه سيجد في وقته الاخر جلسات مع الاخوان او مع الاصدقاء او غير ذلك. فمن ذلك الوقت يعطي اه القرآن اما هذه الدروس فهي محدودة وفي ساعات اه محددة في اوقات معينة فعليه ان يعطي القرآن من الفسحة التي موجودة عنده في وقته الاخر. واذا جمع بين ذلك حضور الدروس آآ اه تلاوة القرآن وايضا ابواب الخير الاخرى يكون جمع من آآ ابواب الخيرات بوجوه المنافع والدروس العلمية القائمة اذا كانت في امور يجهلها من امور دينه امور عقيدته امور عبادته فالجلوس فيها في حقه متأكد اكثر من التلاوة لان لانها آآ تفيده في امور يجهلها من دينه من فرائض الاسلام وواجبات الدين ولا شك ان الواجب مقدم على النفل فالقراءة للقرآن نفل بينما معرفة واجبات الدين وضرورياته من ابواب الاعتقاد او فرائض الاسلام او نحو ذلكم هذا امر فمتأكد ومتعين ولهذا قال اهل العلم ان العلم نوعان فرض عين وفرض كفاية فاذا كانت العلوم القائمة هي من فروظ العين في حقه يجب عليه ان يغتنم فرصة وجوده اه ليحصلها يستفيد منها قديما كان بعضهم يسأل لما كانت الاوقات ممتلئة ايهما افضل؟ طلب العلم او صلاة النافلة لكن الان لو يسأل طالب من الطلاب يقول ايهما افضل؟ طلب العلم او صلاة النافلة يقال له طلب العلم افضل من النوم الطويل نعم تقول قد يكون المرء اميا لا يقرأ ولا يكتب ولكن يريد ان يفهم القرآن وان يعمل باحكامه هل نقول ان هذا تالي للقرآن ما دام على هذه الرغبة الصادقة والهمة آآ العالية والعناية آآ او الحرص العظيم ثم بدأ يعتني القرآن ويقرأ ويجاهد نفسه على القراءة هو على خير مثل ما مر معنا في الحديث قال الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق يتتعتع به وهو عليه شاق له به آآ اجرا له به اجران فهو على خير عظيم. ومع المجاهدة والاستمرار والمداومة والصبر يحصل خيرا كثيرا اه بالمجاهدة والصبر والاستعانة بالله تبارك وتعالى يحصل العبد خيرا عظيما نعم يقول رحمة الله عليه اليك نحن او عندنا في المغرب العربي يحفظ القرآن عن طريق القراءة الجماعية فما رأيكم اذا كان المراد بالقراءة الجماعية ان الشيخ يلقن الطلاب ويستمعون اليه ويصحح تلاوتهم اولا يسمعون تلاوته ثم يستمع منهم ويصحح لهم لا بأس اما ان يقرأوا كلهم جماعة بصوت واحد فهذا لا اصل له اذا كان المراد انهم كلهم بصوت واحد يقرأون فهذا لا اصل له فيما اعلم فيما جاء عن السلف الصالح رحمهم الله لكن القرآن بالتلقين يلقن الشيخ الطالب يسمع الطالب اولا القراءة والنطق من الشيخ ثم يسمع الشيخ من الطالب المعين الذي لقنه لكن لو انه لقنهم جميعا وقرأوا جميعا لو اخطأ بعضهم في القراءة لم يتبين للشيخ خطأ من اخطأ او اصابة من اصاب لكن التلقين يكون فردي يسمعهم ثم يستمع من منهم واحدا واحدا ويصحح للمخطئ ويصوب ايضا المصيبة ما معنى في الحديث واجعله الوارث منا هي الدعاء المأثور قال اللهم متعنا اللهم نعم اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا يعني متعنا بهذه القوى السمع والبصر واجعله واجعله الوارث منا اي هذا التنفيع الظمير في قوله اجعله اي التمتيع الوارثة منا اي اجعلنا ممتعين بها الى اخر لحظة آآ نعيشها في هذه الحياة بحيث يكون الانسان ممتع بسمعه ومتع بصره وممتع قواه الى اخر حياته اجعله الوارث منا اجعله اي التمتيع بالسمع البصر القوى ونسأل الله عز وجل ان يمتعنا جميعا باسماعنا وابصارنا وقواتنا وان يصلح لنا شأننا كله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين