بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد بعد فيقول الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه فضائل القرآن باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه او معناه وقول الله عز وجل ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس وقوله كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين الاية الاية ها الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه ترجمة عقد المصنف الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه فضائل القرآن بعنوان باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه ومعناه اي ما جاء في ذم ذلك والتحذير منه وذلك ان القرآن الكريم كتاب ائتلاف وليس كتاب اختلاف فالله سبحانه وتعالى انزله على عباده ليأتلفوا ولتجتمع قلوبهم على ما جاء فيه من عقائد صحيحة واحكام عظيمة واداب فاضلة فهو كتاب ائتلاف واجتماع وتآخ وتحاب وتواد وتعاونا على البر والتقوى ولا يجوز ان يكون التعامل مع القرآن بنقيض ما انزل لاجله فهو انزل لتأتلف القلوب وتجتمع على عقائده الصحيحة وعباداته الكاملة وادابه الفاضلة اما ان يكون حال من انزل عليهم اختلاف في الكتاب فهذا لا يجوز بل جاء فيه الذم والوعيد ولهذا عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في الاختلاف في القرآن اي ان يكون اهل القرآن او المنزل عليهم مختلفين فيه مختلفين فيه سواء في الالفاظ او في المعاني في الالفاظ بان يثبت احدهم لفظا او حرفا او كلمة والاخر ينفي ويختصمون في ذلك ويختلفون ويتشاحنون ويتباغضون ويتعادون او كذلك في المعاني بان يثبت احدهما معنى والاخر يثبت نقيضه ويختلفون في القرآن اما في الفاظه او في معانيه او فيهما معا والذي اوجبه الله سبحانه وتعالى على عبادة تجاه هذا الكتاب العظيم ان يجتمعوا على ما جاء فيه من معان عظيمة ودلالات قويمة وهدايات مباركة وان يعتصموا بهذا الكتاب كما قال الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا والشريعة جاءت بذم التفرق والاختلاف والثناء على الاجتماع والائتلاف والاجتماع والائتلاف رحمة والفرقة والاختلاف شر وعذاب وكلما كان الناس او اهل الايمان اعظم تمسكا بالقرآن وهداياته وائتلافا على حكمه وارشاداته كان ذلك اكمل في آآ تحقق سعادتهم وفلاحهم في دنياهم واخراهم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه او معناه في لفظه او معناه اورد اولا في تقرير ذلك وبيانه ايتين من القرآن الكريم كلاهما في ذم الاختلاف في الكتاب والتحذير من ذلك الاولى قول الله سبحانه وتعالى ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين قال جل وعلا قبلها ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة اي ان الله سبحانه وتعالى قدير على كل شيء وهو جل وعلا لا يعجزه شيء فلو شاء لجعلهم امة واحدة اي على الهداية والاستقامة والدين كما قال في اية اخرى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولو شئنا لاتينا كل نفس هدى ولكن حق القول مني لامن ان جهنم من الجنة والناس اجمعين فالله سبحانه وتعالى قادر ولا يعجزه شيء ان يجعل الناس كلهم على الهداية وعلى الاستقامة وعلى الديانة قال ولو ساء ربك لجعل الناس امة واحدة. امة واحدة ولا يزالون مختلفين ولا يزالون مختلفين وهذا الاختلاف قدره الله سبحانه وتعالى على الناس كونا وقدرا وقضى بذلك ولا يكون في ملك الله الا ما قضاه وقدره جل وعلا فالناس لا يزالون مختلفين. هذه حالهم مع مر الايام ومرور السنين والاعوام الناس على هذه الحال لا يزالون مختلفين. اهل حق واهل باطل. اهل كفر واهل ايمان اهل ظلال واهل هداية لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك الا من رحم ربك فسلمهم من ذلك ونجاهم ووفقهم للزوم الهداية والائتلاف والاجتماع على الحق وعلى كتاب الله المنزل الا من رحم ربك وهذا فيه تنبيه ان من وفق للهداية والاستقامة فهذه رحمة من الله آآ به ونعمة ومنة من الله عليه ولهذا قال جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء وقال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فاذا قوله الا من رحم ربك فيه التنبيه الى ان من هدي الى صراط مستقيم فانما نال هذه الهداية برحمة من الله ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا الا اكملوا الحديث الا ان يتغمدني الله برحمته فالامر عائد الى رحمة الله. اللهم ارحمنا برحمتك اجمعين اللهم تغمدنا برحمتك اجمعين يا ارحم الراحمين قال الا من رحم ربك قال ولذلك خلقهم ولذلك خلقهم اي لهذه الحالة التي هم عليها من اه كوني فريق منهم اهل هداية واستقامة وطاعة وعبادة واخرون على خلاف ذلك اهل ضلال وانحراف وزيغ فالله تبارك وتعالى لذلك خلقهم وتمت كلمة ربك وتمت كلمة ربك والمراد بالكلمة هنا اي الكونية القدرية لان الكلمة تضاف الى الله سبحانه وتعالى في النصوص تارة مرادا بها الكونية القدرية كما هنا وتارة يراد بها الكلمة الشرعية الدينية الكلمة الشرعية الدينية فقوله وتمت كلمة ربك اي كونا وقدرا فيما قدره وقظاه سبحانه وتعالى لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وهذا وعد وعد من الله سبحانه وتعالى لجهنم ان يملأها من الجنة والناس مع ان الله سبحانه وتعالى قال في سورة قاف يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد يوم نقول لجهنم هل امتلأت؟ وتقول هل من مزيد اي مهما القي فيها مهما القي فيها من الجنة والناس تطلب الزيادة وهذا من اعظم ما يكون في بيان سعة جهنم ولهذا يذكر ان شخصا اجتمع بجماعة من الادباء وقال لهم جهنم كما تعلمون واسعة سعة لا حد لها لا يعلم بسعتها الا الله سبحانه وتعالى فاعطوني من مقدرتكم الادبية عبارة تدل على ساعة جهنم فاخذ كل يأتي بعبارات ويركب كلمات يبين من خلالها سعة جهنم فلما انتهوا قرأ عليهم الاية يوم نقول لجهنم هل امتلأت؟ وتقول هل من مزيد؟ لا اعظم من هذا في بيان سعة جهنم لا اعظم من هذا بيانا لسعة جهنم لان مهما يلقى فيها تطلب الزيادة ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام لا يزال يقول عليه الصلاة والسلام لا يزال يلقي في في جهنم وتقول هل من مزيد لا يزال يلقي في جهنم وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة عليها قدمه حتى يضع رب العزة عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قطن اي حسبي حسبي يكفيني يكفيني لانه مهما القي فيها تطلب الزيادة من سعتها مهما القي فيها تطلب الزيادة. وتستوعب اكثر واكثر قال حتى يضع رب العزة عليها قدمه والحديث على ظاهره كما هي قاعدة اهل السنة القويمة المباركة في فهم النصوص ليس على طريقة اهل الباطل تحريفا صرفا للنصوص عن معانيها. قال حتى يضع رب العزة عليها قدمه واذا وضع جل شأنه سبحانه وتعالى عليها قدمه انضم بعضها الى بعض وانزوى بعضها الى بعض وقالت قطن قطن اي يكفيني يكفيني حسبي حسبي ثم اورد الامام رحمه الله تعالى قول الله سبحانه كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين كان الناس امة واحدة اي على الهداية كان الناس امة واحدة اي على الهداية على الاسلام على الاستقامة على الديانة كان الناس امة واحدة منذ ادم عليه السلام وذريته والناس ماضون امة واحدة اي على الاسلام والديانة بل جاء عن ابن عباس انهم مضوا على ذلك عشرة قرون وهم على الديانة ثم اختلفوا ثم اختلفوا حصل آآ الاختلاف والتفرق وبدأت تظهر العقائد الباطلة ولهذا الاية الكريمة هذه الاية الكريمة دليل على ان الاصل في البشرية التوحيد الاصل في البشرية التوحيد والشرك طارئ الاصل في البشرية في ادم وذريته هو توحيد الله والشرك طارئ على البشرية وكما انه هو الاصل في البشرية فهو كذلك اي التوحيد اصل في كل واحد من بني ادم فكل واحد من من بني ادم يولد على ماذا الفطرة التي هي التوحيد التي هي الحنيفية كما قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فقال عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل ترون فيها من جدعان؟ اذا ولدت البهيمة فهل ترون فيها اذن مقطوعة او رجل مقطوعة او شيء من هذا؟ هل ترون فيها من جدعان الا ان تكونوا انتم الذين تجدعونها تقطعون لها اذن او تكسر لها رجل او نحو ذلك والا هي تولد جمعاء. فكذلك كل واحد من بني ادم يولد على الفطرة فالفطرة هي الاصل فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فقوله جل وعلا كان الناس امة واحدة كان الناس امة واحدة اي على التوحيد وآآ عبادة الله والبعد عن الشرك ثم حصل الاختلاف ثم حصل الاختلاف كما قال جل وعلا وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا اي ان الاختلاف طرأ عليهم فيما بعد. فلما وجد الاختلاف بعث الله النبيين قال فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين بعث الله النبيين بالبشارة والنذارة البشارة بالتوحيد والجنة وثواب الله وانعامه واكرامه سبحانه وتعالى والنذارة من الشرك ومن النار ومن سخط الله وموجبات سخطه سبحانه وتعالى فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وانزل معهم الكتاب وهنا يأتي موضع الشاهد من سياق الشيخ رحمه الله تعالى للاية وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه اذا الكتاب انزل لماذا ليهسم الخلاف ليقطع دابر الفتنة ليجمع القلوب على الحق والهدى وعلى توحيد الله واخلاص الدين له لتأتلف النفوس وتجتمع القلوب وتزول الفرقة ويذهب الشحناء والتعادي والبغضاء انزل لاجل ذلك وانزل معهم الكتاب بالحق فهو كتاب حق وهداية ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه الحكم وهو الفصل قالوا وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات وهذا ذكره الله سبحانه وتعالى ذما لمن كانت هذه حاله اختلاف في الكتاب اختلاف في الكتاب مع ان الكتاب انزل للائتلاف والاجتماع على الحق والهدى الذي انزل به ثم بين السبب سبب اختلافهم في الكتاب قال بغيا بينهم بغيا بينهم ومثل هذه الشرور والتعادي اساسها البغي والعدوان والتسلط فاذا جاءت في مثل هذه المعاني في النفوس واحب كل ان ينتصر على الاخر وان يسيء للاخر قال بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. من الله سبحانه وتعالى على اهل الايمان بان هداهم ما اختلف فيه الناس وبين جل وعلا ان هدايتهم باذن الله وتيسير الله وتوفيقه سبحانه وتعالى قال فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيهم من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وقد شرع لنا سبع عشرة مرة كل يوم فرضا ان ندعو الله ان يهدينا الصراط المستقيم. في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم وكان نبينا عليه الصلاة والسلام اذا قام من الليل يتهجد قال اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى الصراط المستقيم وهذه الدعوة المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام مستفادا من هذا البيان البين في قول الله تبارك وتعالى فهدى الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم يا اخوان عندما نقف على هذه المعاني ويتفكر كل واحد منا في نفسه وما الذي يمنع ما الذي يمنع كل واحد منا ان يحاسب نفسه وان ينظر في حياته ونشأته والمدرسة التي ايضا نشأ عليها لان بعض الناس يبتلى احيانا في مجتمعه بنشأة تكون مفارقة للكتاب مخالفة للكتاب مصادمة للكتاب حتى في الاعتقاد الاصل الذي انزل الكتاب لاجله ينشأ بعض الناس على امور ومصادم الكتاب اليس يوجد في من يقرأ القرآن يقرأ القرآن الكريم ويقرأ اياته ثم اذا اراد ان يدعو توجه الى غير الله يا اخوان ليس موجود اذا اراد ان يدعو توجه لغيره قال مدد يا فلان وربما قبلها بقليل قرأ في القرآن الكريم ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة يقرأ ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة واذا اراد ان يدعو مد يديه وقال مدد فلان ادركني يا فلان بل بل بعضهم يقول ان لم تدركني من الذي يدركني واخر يقول ما لي من الوذ به السواك يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام هذي اشياء موجودة اذا نظرت ايضا في العقائد الدينية اصول الايمان تجد بعض الناس ابتلي بالنشأ على مدارس فكرية توصله الى عقائد خاطئة مخالفة للكتاب. ومخالفة لما انزل الكتاب لاجله هذا له نظائر كثيرة جدا في الحياة العملية الواقع العملي لكثير من الناس واذ كان الامر كذلك اليس من المتأكد والمتعين ان نفزع جميعا الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ان يهدينا لما اختلف فيه من الحق باذنه او اننا نشح على انفسنا بالدعاء ونبخل على انفسنا بالدعاء. بعضهم ربما يخاف ان يدعو فتتغير عقيدته التي نشأ عليها وهي عقيدة باطلة. فيحرم نفسه حتى من الدعاء هذه مصيبة اذا ما دام الامر كذلك وابخل الناس من يبخل بالدعاء ما دام الامر كذلك يفزع الانسان صادق مع الله ملتجئ الى الله بصدق ويتحرى ثلث الليل الاخر كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام ويدعو بهذه الدعوة لماذا يا اخوان لا نحفظ هذا الدعاء؟ اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم لماذا لا نحفظ هذا الدعاء؟ ولماذا لا نحافظ عليه؟ مثل ما كان يدعو به نبينا عليه الصلاة والسلام ولماذا لا نتحرى ثلث الليل الاخر نفزع الى الله سبحانه وتعالى بهذه الدعوة المباركة. وايضا نصدق مع الله في الدعاء ونحن نعلم ان ربنا جل في علاه يقول ادعوني استجب لكم وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال وقال جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان كم هي نعمة عظيمة ومنة كبيرة ان يسوق الله لك الهداية ويشرح صدرك الهداية ويبصرك بالتوحيد ويهديك للسنة ويخلصك من انظار الشرك والبدع والضلالات كم هي نعمة عظيمة اذا وفق العبد لذلك ولهذا هذه الدعوة العظيمة ونحن مر معنا قول الله تعالى فهدى الله الذين امنوا فهدى الله الهداية بيد الله سبحانه فهدى الله الذين اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم اذا الدعاء مهم للغاية مهم للغاية جدا ان يفزع الانسان الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ثم بعد الدعاء يتبع الدعاء ببذل السبب اذا كان الانسان نشأ على عقيدة فيها خلل وسمع دعاة الحق ودعاة السنة ودعاة التوحيد ينبهونه لماذا يصر على البقاء على تلك العقيدة لماذا يصر على بقاء البقاء تلك العقيدة وهو يسمع الايات الواضحات والحجز البينات التي تبين بطلان هذا الشيء الذي نشأ عليه او انه رضي لنفسه ما رضيه الاول لانفسهم عندما قالوا انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون هل رضي نفسه ذلك ويرد الحق فقط كونه مشى عليه او كان وجد الاباء والاجداد عليه ما الذي يمنع ان يكون الاباء والاجداد في خطأ واذا كانوا مثلا لم يتهيأ لهم من يبين لهم ان تتهيأ لك من يبين لك فما ادرك عند الله سبحانه وتعالى؟ فاذا عندنا امران اؤكد عليهما اؤكد عليهما يا اخوان امران عظيمان الدعاء الصادق تدعو الله وانت صادق في دعوتك وخاصة بهذه الدعوة في سورة الفاتحة ومن الناس من يقرأها ولا يستشعر انها دعاء ولهذا كان من وصايا الامام المجدد رحمه الله محمد بن عبد الوهاب يقول ينبغي ان ينبه عوام المسلمين الى ان قوله في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم دعاء ان بعضهم يقرأها ولا يستشعر انه يدعو الله سبحانه وتعالى فنعتني بهذه الدعوة ونعتني بالدعوة التي كان يدعو بها نبينا عليه الصلاة والسلام في ثلث الليل الاخر نجاهد انفسنا على التبصر بالحق والاقتراب منه والاقتران من اهله والاقتراب من الكتب التي تبين الحق. ونحذر من الطرائق الباطلة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. نعم وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال سمعت رجلا يقرأ اية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في خلافها فاخذت بيده فانطلقت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فعرفت في وجهه الكراهة قال كلاكما محسن فلا تختلفوا فان من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا اقرأ الحديث الذي بعده وفيه ايضا عن ابن عمر قال هجرت الى النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت اصوات رجلين اختلفا في اية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب نعم. وفي وفي المسند عنه من حديث عمرو بن شعيب قال كنا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا وقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا؟ فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج ان ما فقأ في وجهه حب الرمان فقال ابهذا امرتم او بهذا بعثتم ان تضربوا كتاب الله بعض ببعض انما ضلت الامم قبلكم في مثل هذا انكم لستم مما ها هنا في شيء انظروا الى الذي امرتم به فاعملوا به. والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه وفي رواية خرج وهم يتنازعون في القدر وكذا رواه الترمذي من حديث ابي هريرة وفيه خرج ونحن نتنازع في القدر وقال حسن اورد الامام رحمه الله تعالى هذه الاحاديث في بيان ما بوب له وهو قوله رحمه الله باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه ومعناه والترجمة كما رأينا تتناول التحذير من الاختلاف في اللفظ وتتناول ايضا التحذير من الاختلاف في المعنى ولهذا رحمه الله اورد بعض الاحاديث التي تتناول التحذير من هذا وهذا فالحديث الاول حديث ابن مسعود وكذلك حديث الثاني حديث ابن عمر في الاختلاف في اللفظ التحذير من الاختلاف في اللفظ والحديث الثالث حديث آآ عمرو آآ عمرو بن العاص آآ في التحذير من الاختلاف في المعنى. في التحذير من آآ الاختلاف في المعنى. عمرو ولا ابن عمرو؟ الشيخ عبدالرحمن موجود حديث عمرو بن شعيب عمرو بن شعيب فيه عن ابيه عن جده ما في لكن عنه لانه الرواية قال وفي المسند عنه عمرو بن شعيب من حديث عمرو بن شعيب ايوه طيب اذا المؤلف رحمه الله تعالى اورد آآ اولا حديثين يتعلقان الاختلاف في اللفظ تحذير من ذلك كما سيأتي بيانه والحديث الاخير في التحذير من الاختلاف في المعنى من الاختلاف في المعنى حديث ابن مسعود حديث ابن مسعود قال سمعت رجلا يقرأ اية يقرأ اية قال نعم سمعت رجلا يقرأ اية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فاخذت بيده فاخذت بيده فانطلقت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك. اي انني سمعته يقرأ باية الخلاف الذي سمعت منك فذكرت ذلك له فعرفت في وجهه الكراهة الكراهة هنا منصبة الى ما بوب المصنف لاجله وهو الاختلاف في الفاظ القرآن. وانما ينبغي ان ان يكون آآ اختلاف في الفاظ القرآن الكريم بل اه ينبغي ان يكون اجتماع وائتلاف. وبين عليه الصلاة والسلام في بعض الاحاديث ان القرآن انزل على سبعة احرف وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى على عباده انزل على سبعة احرف وبين اهل العلم لان المراد بالسبعة احرف اي لهجات العرب لغاتها وايضا ما يكون مثلا من ابدال حرف بحرف او اه كلمة بكلمة بحسب ما تقتضيه اللهجات لهجات العرب ونحن نعلم ان الكلمة الواحدة او المعنى الواحد آآ يعبر عنه في لهجات العرب بالفاظ مختلفة مثل هالام وتعال واقبل ونحو ذلك كلها تؤدي الى الى الى معنى واحد فجاء القرآن وانزل القرآن سبعة احرف التي هي اللهجات ولهذا تأتي بحسب اه آآ هذه اللهجات تأتي احرف في القرآن الكريم وليس قراءة اولئك بتلك الاحرف الراجع الى اه اه اللهجات ونحو ذلك ليس ذلك بطريق التشهي كل يقرأ وانما بطريق السماع لان انزلت على من على النبي عليه الصلاة والسلام سبعة احرف فليس الامر عائدة للناس كل يقرأ بلهجته حسب التشهي او حسب الرغبة لا ليس هذا المراد. وانما يقرأون ما تيسر منه مما سمعوه من النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا يكون بعضهم سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بحرف ويكون الاخر سمعه بحرف ويكون كل منهما محسن وفي هذه الحال لا يجوز لهذا ان يخطئ ذاك ولا ذاك ان يخطئ الاخر لان كلا منهما محسن هذا يقرأ بحرف سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام والاخر يقرأ بحرف سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لهما كلاكما محسن ما وجه الاحسان؟ قال كلاه كلاكما محسن والاحسان لا يكون الا بالاصابة اصابة ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام. كلاكما محسن لان ابن مسعود آآ قرأ بما سمع من النبي عليه الصلاة والسلام والرجل الاخر ايضا قرأ بما سمع من النبي عليه الصلاة والسلام وكل منهما في حدود المنزل قرأ في حدود المنزل المسموع من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ايضا مثله الحديث الذي بعده ان ابن عمر رضي الله عنهما قال هجرت اي ذهبت مبكرا الى مجلس النبي عليه الصلاة والسلام وهذا في حرص هذا على التبكير لحضور مجالس النبي عليه الصلاة والسلام والافادة من مجالسه فقال هجرت الى النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت اصوات رجلين اختلفا في اية فاختلف في اية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب يعرف في وجه الغضب ان يظهر على وجهه الغضب لهذا الاختلاف وقال انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب. انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب هذا الحديث الاخير يحتمل ان يكون اختلاف الرجلين في اللفظ ويحتمل ان يكون اختلاف الرجلين في المعنى فيما يتعلق بنزول القرآن على سبعة احرف جاء في هذا احاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام اشير الى بعضها والى بعض المعاني المتعلقة بها من ذلكم ما جاء في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت هشام ابن حكيم ابن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرأها يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرأها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأنيها اي اخذ عمر لتلك السورة بالتلقي والسماع من رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكدت ان اعجل عليه يعني قبل ان يكمل القراءة كدت ان اعجل عليه ثم امهلته حتى انصرف ثم امهلته حتى انصرف ثم لببته برداءه يعني مسكته برداء مع لبته شددته فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسله لانه ما زال عمر ممسك لبته بردائه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارسله ايترك الرجل ارسله ثم امره عليه الصلاة والسلام ان يقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ يعني قرأ الرجل القراءة التي سمعه عمر رضي الله عنه يقرأها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا انزلت هكذا انزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت قال هكذا انزلت قال هكذا انزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرأوا ما تيسر منه قول فقروا ما تيسر منه اي بالاحرف التي اخذت بالسماع التلقي عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وروى الامام مسلم في الصحيح عن ابي ابن كعب قال كنت في المسجد فدخل رجل يصلي وابي كما قال الذهبي في ترجمته في في في اه تسير اعلام النبلا سيد القراء والنبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤهم ابي فكان رظي الله عنه آآ عظيم العناية بالقرآن وظبطه اتقانه يقول فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة انكرتها عليه انكرتها علي ثم دخل اخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ان هذا قرأ قراءة انكرتها عليه ودخل اخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فامرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما حسن شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب سقط في نفسي من التكذيب سقط يعني وقع في نفسه شيء من ذلك سقط في نفسه من التكذيب ولا اذ كنت في الجاهلية يعني جاء وقع في نفسه شيء من التكليف قال ولا اذ كنت في الجاهلية لما سمع القراءتين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلاكما احسن يقول ابي رضي الله عنه فسقط في نفسه شيء من التكذيب ولا اذ كنت في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني الرجل غساه شيء وظهر عليه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما غشيني ضرب في صدري بيده عليه الصلاة والسلام ضرب في صدري قال ففظت عرقا ففظت عرقا تصبب رضي الله عنه وارضاه عرقا وكانما انظر الى الله عز وجل فرأى يعني اصابه خوف عظيم رضي الله عنه وارضاه فقال لي يا ابي ارسل الي ان اقرأ القرآن على حرف ان يقرأ القرآن على حرف فرددت اليه ان هون على امتي طلبت من الله ان يهون فرد الي الثاني اقرأه على حرفين. فرددت الي ان هون على امتي. فرد الى الثالثة اقرأه على سبعة احرف فلك بكل ردة رددتها رددتكها مسألة تسألنيها فقلت اللهم اغفر لامتي اللهم اغفر لامتي واخرت الثالثة ليوم يرغب الي الخلق كلهم حتى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. رواه الامام مسلم في صحيحه ورواه ابو داوود في السنن وزاد ليس منها الا شاف كاف يعني هذه الاحرف التي انزلت على النبي عليه الصلاة والسلام ليس منها الا شاف كافي واهل العلم رحمهم الله تعالى بينوا ان المراد بهذه الاحرف اوجه من وجوه التغاير اوجب من وجوه التغاير باختلاف اللهجات وباختلاف الابدال تقديم والتأخير ونحو ذلك وكل ذلك تيسيرا للعباد تيسيرا للعباد ورحمة وتعالى بهم حينما انزل القرآن فذلت نفوسهم واجتمعوا عليه وكل ما وقع شيء من هذا الاختلاف بينه النبي عليه الصلاة والسلام ثم لما كان في زمن عثمان لما كان في زمن عثمان والحديث آآ والخبر رواه الامام البخاري في كتابه الصحيح. عن انس ابن مالك ان حذيفة ابن اليمان قدم الى على عثمان وكان يغازي اهل الشام في فتح ارمينيا واذربيجان مع اهل العراق فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة افزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان يا امير المؤمنين ادرك هذه الامة قبل ان يختلفوا في باختلاف اليهود والنصارى قال حذيفة رضي الله عنه ادرك هذه الامة قبل ان يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فارسل عثمان الى حفصة ارسل عثمان الى حفصة ان ارسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك حفصة زوج النبي وبنت عثمان فبنت عمر نعم زوج النبي وبنت عمر حفصة بنت عمر رضي الله اه عنه وارضاه فارسلت بها حفصة الى عثمان فامر زيد بن ثابت وعبدالله ابن الزبير وسعيد ابن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام هذا حسب تعبيرنا المعاصر لجنة شكل لجنة رباعية لهذا لهذا الامر من قراء الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وجعل عليهم زيد بن ثابت فامر زيد ابن ثابت عبد الله ابن الزبير وسعيد ابن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة اذا اختلفتم انتم وزيد ابن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوها فاكتبوه بلسان قريش فاكتبوه بلسان قريش فانما نزل بلسانهم فانما نزل بلسان اذا كان الامر في في بداية الامر اه تيسيرا وتسهيلا للناس اختلاف اللهجات فلما ذلت آآ النفوس وقرأ كل وخشي عثمان في زمانه ان يحصل آآ الاختلاف الذي حذر حذيفة منه قال اختلاف اليهود نخشى ان ان يبلغ بهما اختلاف اليهود والنصارى فاقتضى ذلك من عثمان رضي الله عنه ان يجمعهم هذا الجمع واوصاهم اذا حصل بينهم اختلاف ان يكتبوه بلسان قريش قال فانما نزل بلسانهم ففعلوا حتى اذا نسخوا في المصاحف رد عثمان الصحف الى حفصة وارسل الى كل افق بمصحف مما نسخوا وامر بما سواه من القرآن في كل صحيفة او مصحف ان يحرق امر ان يحرق ومراده بذلك ان يحسم رظي الله عنه الخلاف ولهذا كان المتقرر عند آآ اهل العلم في هذا الباب والمعتمد في اه القرآن ان يكون موافقا المصحف العثماني ان يكون موافقا رسم المصحف العثماني وايضا موافقا قواعد اللغة وان يكون الاسناد برواية العدل عن مثله الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. فاذا هذا كله في حسم الاختلاف في اه الفاظ القرآن وان يجتمعوا ولا يكون بينهم شحناء او عداوات او بغظاء بل يجتمعوا وما قام به عثمان رضي الله عنه وارضاه باقرار من الصحابة وجمع هذه اللجنة المباركة القيام بذلك ثم ووزع هذه المصاحف الى الافاق كل ذلك حسم الخلاف وجمع للناس على آآ الفاظ آآ واحدة مكتوبة في اه ما كتبه اه اه او ما امر بكتابته رضي الله عنه وارضاه ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث عمرو ابن شعيب حديث عمرو بن شعيب قال كنا جلوسا بباب آآ كنا جلوسا بباب النبي كنا جلوسا بباب النبي عليه الصلاة والسلام فقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا الم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا؟ اختلفوا. والاختلاف هنا راجع الى المعاني كما في الرواية التي اشار اليها رحمه الله تعالى عند الترمذي رواية الترمذي قال خرجا وهم يتنازعون في القدر وايضا الحديث مخرج عند الترمذي من حديث ابي هريرة قال ونحن نتنازع في القدر في مسألة القدر فخرج عليهم عليه الصلاة والسلام وهم يتنازعون في مسألة القدر وكل يورد من الادلة ما ينصر به قوله وهم متنازعون مختلفون فسمع ذلك عليه الصلاة والسلام فخرج خرج كأنما فقأ في وجهه في وجهه حب الرمان حب الرمان معروف تحب الرمان؟ معروف. لو ان شخصا امسك حب الرمان الاحمر وفقه في في وجه شخص فقع حب الرمان في وجه شخصه كيف يكون وجهه حمارا فمن شدة حمار وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب غضبه عليه الصلاة والسلام وكان لا يغضب الا لدين الله اذا انتهكت حرمات الله لا يقوم لغضبه شيء. صلوات الله وسلامه عليه. فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال ابي هذا امرتم ابهذا امرتم او بهذا بعثتم ان تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ان تضربوا كتاب الله بعضهم ببعض انما ظلت الامم قبلكم في مثل هذا اي ان هذا سبب ظلال الامم الاختلاف في في الكتاب انما ظلت الامم قبلكم في مثل هذا انكم لستم مما ها هنا في شيء انكم لستم في مما ها هنا في شيء يعني هذا الاختلاف لا ينبغي ان ان يكون ولا يليق ان يقع ويجب ان ان تحذروا منه والواجب عليكم يقول في بيان الواجب قال انظروا الى الذي امرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه. فانتهوا عنه جاء عنه عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة تحديدا انه قال اذا ذكر القدر فامسكه اذا ذكر القدر فامسكوا لان القدر سر من اسرار الله سبحانه وتعالى. فلا يجوز الاختلاف في القدر والشقاق وانما يكون الانسان في حدود الاخبار الواردة والاوامر والنواهي ولهذا نبه العلماء ان قوله عليه الصلاة والسلام اذا ذكر القدر فامسكوا اذا كان خوض الناس في القدر على وجه الاعتراض مثلا او على وجه الاختلاف والشقاق اما اذا كان الخوظ في القدر في حدود الادلة ان تقول نعتقد كذا لقوله تعالى كذا فهذا لا شيء فيه كتب العقائد لائمة السلف رحمهم الله فيها بيان وافي لما يتعلق بمسائل القدر بالادلة. فهذا لا نمسك عنه بل هو من الفقه والتدبر والفهم لكلام الله وكلام رسوله. عليه الصلاة والسلام مثل قول اهل العلم مراتب الايمان بقدر اربعة العلم والكتابة والمشيئة والايجاد. دليل الاول كذا ودليل الثاني كذا الى اخره. هذا كله مطلوب من العبد ولا يمسك عنه لكن المنهي عنه ان يخوض في القدر على وجه الاعتراظ والانتقاد او يخوض في القدر على وجه الشقاق اه الاختلاف او يخوض في القدر على وجه ضرب ايات القرآن بعضها ببعض او نحو ذلك فهذا كله ينهى عنه ويجب البعد عنه شاهد القول من هذا الحديث ان فيه النهي عن الاختلاف في الكتاب من حيث المعنى والحديث الاول الذي اورده رحمه الله تعالى في النهي عن الاختلاف في الكتاب من حيث اللفظ نعم قال رحمه الله تعالى باب اذا اختلفتم فقوموا في الصحيح عن جندب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فاذا اختلفتم فقوموا عنه ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة من باب اذا اختلفتم فقوموا الترجمة السابقة في ذم الاختلاف في اللفظ والمعنى وهذه الترجمة فيما يحسم المجلس لو قدر ان مجلسا من المجالس وجد فيه اختلاف في الالفاظ او في المعاني ما الذي ينبغي هل نستمر جالسين وهذا ينكر حتى تحتدم الامور و تتأزم تقوى العداوة والبغضاء والشنآن فالنبي عليه الصلاة والسلام ارشد الى ما يحسم مثل هذه الامور. قال المصنف باب اذا اختلفتم فقوموا وهذا اخذه من لفظ الحديث الذي اورده رحمه الله هو حديث جندب وهو في صحيح البخاري عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اقرؤوا القرآن اي اكثروا من قراءته وتأمله وتدبر معانيه ما ائتلفت قلوبكم ما ائتلفت قلوبكم يعني اذا كانت اذا كان وانتم مستمرين على هذه القراءة والتأمل القلوب مؤتلفة لكن اذا جئتم الى مرحلة حصل فيها اه شقاق وعداء وخصومة ونحو ذلك فما الذي ينبغي ان يفعل؟ قال ما ائتلفت قلوبكم فاذا اختلفتم فقوموا عنه اذا اختلفتم فقوموا عنه يعني ينبغي في مثل هذه الحالة ان يتوقف الانسان لماذا لماذا لان لو بقي الانسان مستمرا على الاختلاف هذا يقول وهذا يقول ما الذي يحدث؟ كل سينتصر لقوله وربما البعض تأخذه العزة بالاثم وتتفاقم الامور وتزيد وتعظم وتبدأ العداوات وتتحقق امور لا تحمد عقباها. لكن اذا اوقفنا الامر واوقفنا القراءة وحسمنا الامر وقمنا من المجلس حتى كل يهدأ وكل يتبصر وكل يتروى في الامور فهذا اخير للناس من ان يجلسوا مستمرين في حزام وفي صراع في خلاف ويكون بين ايديهم كتاب الله سبحانه وتعالى والقوم الى جنب الكتاب مختلفين متنازعين سبحان الله ايليق بامة الاسلام ان يجلسوا وبين ايديهم القرآن ويقوموا منه وبينهم اشد ما تكون من العداوة ايليق بامة القرآن ان يكون بين ايديهما الكتاب كتاب الله سبحانه وتعالى ويجلس على القرآن ثم يقومون منه وهم على اشد ما يكونون من عداوة فاذا اذا وصل الناس الى مثل هذه المرحلة فالحل الحاسم ان يقوموا عنه قال قوموا عنه والضمير عائد الى ماذا عاجل القرآن قال قوموا عنه لماذا؟ لان لان المجلس الذي جلس بهذه الصفة لا يحقق اية القرآن ولا مقصده. فقوموا عنه حتى تأتوا الى بحالة اخرى وصفة اخرى تأتلف وتجتمع لا ان يستمر المجلس وبين ايديهم كتاب الله وهم في صراع وفي شحناء وفي عداوات الى غير ذلك من الامور التي ما ينبغي ان اه ان يكون عليها المسلم مع كتاب الله تبارك وتعالى. نعم ولأهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال فقال عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع. وان عندنا كتاب وان عندنا كتاب الله حسبنا وقال بعضهم برئت بكتاب فاختلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث المخرج في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه قال في مرضه ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده. ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده. قال ذلك في مرضه اي مرضه الذي مات فيه عليه الصلاة والسلام ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده وكان عليه الصلاة والسلام قال لهم ذلك وهو في اشتداد المرض في اشتداد المرض فقال فقال عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع غلبه الوجع وان عندنا كتاب الله حسبنا وهذا قاله عمر وهو من حكمته ونصحه رضي الله عنه وارضاه وهو الصحابي الملهم وهو الصحابي الملهم ووافق الوحي مرات كثيرة رضي الله عنه وارضاه فهو صحابي ملهم وموفق بتوفيق من الله سبحانه وتعالى فقال هذه الكلمة رأفة الرسول عليه الصلاة والسلام ومراعاة للوضع الذي هو عليه ان غلب المرض واشتد عليه وكتابة كتاب قد يطول كتابة الكتاب والنبي عليه الصلاة والسلام في اه اشتداد المرظ وغلبة الوجع عليه صلى الله عليه وسلم فقال ذلك من باب الرأفة والرحمة بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو ايظا يعلم يقينا ان كتاب الله ما فرط فيه من شيء اليوم اكملت لكم دينكم نزلت عليه عليه الصلاة والسلام قبلها هذه القصة قبل هذه الحادثة اليوم اكملت لكم دينكم ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام فمن فقع عمر ان الدين كامل وانه في في كتاب الله وان كتاب الله ما ما فرط فيه من شيء ووضع النبي صلى الله عليه وسلم غلبه المرض واشتد عليه الوجع فرأفة ورحمة تنوى نصحا قال حسبنا عندنا كتاب الله حسبنا وقال بعضهم ائتوا بكتاب اختلفوا عند النبي عليه الصلاة والسلام كان من رأي عمر انه لا يحتاج الامر الى ذلك مراعاة لوضع النبي عليه الصلاة والسلام بعض الصحابة قالوا لا ائتوا بكتاب فاختلفوا فاختلفوا فقال عليه الصلاة والسلام قوموا عني قوموا عني وهذا موضع الشاهد من سياق المصنف رحمه الله لهذا الحديث ان المناسب عند الخلاف ان يقوم الناس ان يقوم اه اه الناس حتى يترووا في الامور لكن ان بقوا جالسين وهم مختلفين ما الذي سيستمر في المجلس اذا بقوا جالسين وهم مختلفين سيشتد النزاع والخلاف والخصومة نرى ذلك في كثير من المجالس يكون الخير فيها ان يفضل جالسين وهو الحل المناسب ان يفضل جالسين. لانه يستمر الخلاف. يستمر الخلاف الى ان احيانا في بعض المجالس يحصل اشتباك بالايدي ويحصل اه اقتتال ويحصل شدة وعنف ولو عملوا بالسنة وقاموا من اول الامر الى ان تهدأ الامور وكل يفكر بهدوء وينظر في الامر فان العواقب تكون افضل. والمآلات تكون اخير مما لو انهم استمروا في مثل تلك المجالس فقال عليه الصلاة والسلام قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع ولا ينبغي عند نبي تنازع نعم ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ سورة يوسف فقال رجل ما هكذا انزلت؟ فقال كذبوا بالكتاب ثم ختم رحمه الله تعالى هذا هذه الترجمة بهذا الاثر عن ابن مسعود انه قرأ سورة يوسف وجاء في في صحيح مسلم والحديث او الاثر في صحيح مسلم اه انه ذهب او كان في حمص كان في حمص رضي الله عنه وارضاه وكان في مجلس فطلب منه الحاضرون ان يقرأ عليهم ان يقرأ عليهم فقرأ سورة يوسف قرأ سورة يوسف عليه السلام فقال رجل ما هكذا انزلت قال رجل ما هكذا انزلت فقال اه رضي الله عنه وارضاه اتكذب بالكتاب؟ لان لان ابن مسعود يقرأ بالمنزل الذي سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام واخذه بالتلقي من النبي عليه الصلاة والسلام. فقال ذلك الرجل ما هكذا انزل قال ذلك الرجل ما هكذا انزل. من يكون ذلك الرجل الذي آآ قال هذه الكلمة من يكون في الخبر نفسه في صحيح مسلم هرب منا ابن مسعود او كان قريبا منه فشم من فيه رائحة الخمر صرنا نثيء الرجل فرائحة الخمر فقال تشرب الخمر وتكذب بكتاب الله؟ لا اتركك حتى اقيم عليك الحد واقام عليه الحد رضي الله عنه وارضاه هذا نستفيد منه ان كلمة ما هكذا انزل ليس هكذا كتاب الله ليس هذا معنى القرآن قد يكون حتى المخمور قد يقول حتى المخمورة قد يقوله شخص لا صلة له اصلا بالقرآن ولا عناية له بالقرآن شخص مغالط شخص مثلا آآ مثير الا الشبهات شخص يريد ان يشكك الناس مثلا في عقائدهم الناس لا يزالون يبلون بمثل هؤلاء اما برجل مخمور او رجل فاسق او رجل فاجر يتجرأ على كتاب الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الجرأة. انظروا الان صحابي يقرأ القرآن قراءة سمعها من النبي عليه الصلاة والسلام والحضور يستمعون خاشعين منصتين لهذه القراءة ثم يقفز هذا الرجل ويقول ما هكذا انزل يقفز هذا الرجل ويقول ما هكذا انزل وهو مخمور يقول ما هكذا انزل فلا يزال الناس يبتلون في اه مجالسهم بمثل هذه الاحوال فالواجب الحذر الشديد الحذر الشديد من اه مثل هذه الامور وان يكون اجتماع على كتاب الله وائتلاف على كتاب الله وعناية دقيقة بكتاب الله وايضا يعتنى المراجع الصحيحة في التلقي والاخذ في قراءة القرآن وفي فهم معاني القرآن ما كل احد يصلح لذلك انما يرجع في الامور لاهلها يرجع للامور لاهلها المختصين المعتنين المهتمين بهذا الامر مما يحقق حسم آآ ما قد يقع من اختلافات. اما ان يكون كل يتكلم وكل يبدي رأيه فيكون بينهم الكتاب و تنشب الخصومات والعداوات والبغظاء ولم يكن لهذا انزل كتاب الله تبارك وتعالى. نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يجمعنا جميعا عن على الحق والهدى وان يؤلف بين قلوبنا وان يصلح ذات بيننا وان يهدينا سبل السلام وان يرزقنا البصيرة بكتابه سبحانه وتعالى وان مؤتلفين في الكتاب ولسنا مختلفين فيه وان يصلح لنا شأننا كله اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم زينا جميعا بزينة الايمان. واجعلنا هداة مهتدين غير ظالين ولا مضلين اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما لسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم. ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم. انك انت علام الغيوب اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله. دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبانك انت الغفار التواب الرحيم ان تغفر لنا وان تتوب علينا اجمعين. وان تجعلنا يا ربنا من عتقائك من النار في هذا الشهر العظيم. اللهم اعتق رقابنا ورقاب ابائنا وذرياتنا وازواجنا من النار يا حي يا قيوم اللهم اجعلنا ممن غفرت ذنوبهم واعتقت رقابهم من النار وممن اه رفعت درجاتهم عندك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك واجعل عمله في رظاك واعنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اجمعين لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين الله خيرا وبارك الله فيكم وامامكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين