بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الكتاب كتاب القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن للعالم الفاضل والشيخ المحقق عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ورحمه الله له عناية دقيقة وعظيمة من وقت مبكر في حياته بكتاب الله عز وجل وكتب كتبا عديدة نافعة للغاية تتعلق بالقرآن الكريم منها تفسير كامل لكتاب الله عز وجل فسر فيه ايات القرآن باسلوب واضح وكلمات بينة وعرض شيق وتحقيق متين مما جعل لكتابه مكانة كبيرة بين اهل العلم وطلابه وكتب خلاصة عظيمة لتفسير القرآن سماها تيسير المنان في خلاصة تفسير القرآن وكتب هذا الكتاب المبارك القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن وكتب ايضا فوائد عظيمة افردها مستنبطة من من قصة يوسف عليه السلام وكتب ايضا رسالة عظيمة سماها المواهب الربانية من الايات القرآنية كتبها في شهر رمضان المبارك وهو يتلو القرآن متدبرا لمعانيه ودلالاته فكان يمر به حكم عظيمة وفوائد جليلة فيسطرها ويجمعها الى ان اخرجها في رسالة عظيمة سماها المواهب الربانية من الايات القرآنية وهذا الكتاب المبارك القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن كتبه رحمه الله تعالى في شهر رمضان كتبه في شهر رمظان ففي النسخة الخطية من كتاب القواعد الحسان قال الشروع فيه في الصفحة التاسعة قال الشروع فيه في يوم الاثنين غرة رمظان الشروع فيه يوم الاثنين غرة رمظان سنة الف وثلاث مئة وخمس وستين ولو طالعنا اخر كتاب نجد انه فرغ منه في السادس من شوال فرغ منه في السادس من شوال فبدأه في واحد رمضان وفرغ منه في السادس من شوال ومعنى ذلك انه كتبه في هذه المدة وهي صيام شهر الصبر وصيام الستة التي تلي صيام شهر الصبر وعدد القواعد التي جمعها في هذا الكتاب واحد او اثنين وسبعين قاعدة فيكون معدل كتابته لهذه القواعد قاعدتين في كل يوم معدل القواعد قاعدتين في كل يوم واحد وسبعين قاعدة يكون معدل ذلك قاعدتين في كل يوم وهذا ايضا يستفيد منه طالب العلم فائدة عظيمة ان اشتغال طالب العلم في بالقرآن في شهر رمضان ينبغي ان يكون مصاحبا لتدبر كتاب الله عز وجل وتعقل معانيه وفهم دلالاته عملا بقوله سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن وقوله افلم يدبروا القول وقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ويراجع طالب العلم في ذلك كلام اهل العلم وكتب التفسير وهذا الكتاب المبارك يفتح لك ابوابا وابوابا عظيمة في علم التفسير والشوق الى مطالعة كتب التفسير وايظا حسن الفهم لها عند قراءتها الى غير ذلك من الفوائد العظام اضافة الى ما يكتسبه طالب العلم بقراءته لهذا الكتاب من فهم لكلام الله عز وجل وذوق معانيه وطعمه وحلاوته وفهم لمقاصده وغاياته ولهذا فان الشيخ رحمه الله تعالى اضافة الى اضافة الى ما كتبه في هذا الكتاب من قواعد تتعلق بالتفسير ضمنه فوائد عظيمة جدا تتعلق ببيان طريقة فهم القرآن وتدبر القرآن وطريقة قراءة القرآن التي تثمر في العبد علما وعملا كما سيأتي ذلك فيما قرره في اول هذه الرسالة وايظا فيما قرره رحمه الله تعالى في ثناياها ومضامينها هذه الرسالة او هذا الكتاب الفه الشيخ رحمه الله تعالى عام الف وثلاث مئة وخمسة وستين كما مر وقد ولد رحمه الله في الف وثلاث مئة وسبعة اي ان عمره رحمه الله تعالى وقت تأليفه لهذه الرسالة لم يصل الى الستين وانما في السادسة والخمسين من عمره رحمه الله تعالى الشاهد ان هذا كتاب عظيم جدا في بابه وحوى علما غزيرا وفوائد عظيمة تتعلق بالقرآن وتتعلق ايضا بتفسير اه بتفسير القرآن الكريم وطريقة الاستفادة من كتب التفسير وموضوع هذا الكتاب في القواعد موضوع هذا الكتاب في القواعد قواعد التفسير ومن المعلوم ان القواعد للعلوم كالاصول كالقواعد للبنيان والاصول للاشجار القواعد للعلوم هي بمنزلة القواعد للبنيان والاصول للاشجار ومعنى ذلك ان طالب العلم يحتاج حاجة ماسة الى معرفة القواعد في اي فن يعتني بدراسته ولهذا ترى قواعد في التفسير قواعد في الفقه قواعد في الاصول قواعد في الحديث قواعد في اللغة الى غير ذلك فما من علم الا وجمع فيه اهل العلم قواعد تضبط لطالب العلم دراسة هذا العلم ودراسة القواعد يترتب عليها فوائد كثيرة اهمها في تقديري اربعة فوائد الفائدة الاولى تسهيل العلم وتيسير فهمه لان القاعدة باب من ابواب التيسير باب من ابواب التيسير واراحة طالب العلم من جهد طويل في البحث والتنقيب يجمع له في قاعدة تجمع له متفرقا الابواب متنوع المسائل مما هو مندرج تحت قاعدة واحدة او اصل كلي جامع الفائدة الثانية جمع الاشباه والنظائر وهذا من زينة العلم وجماله ولا يستتم لطالب العلم هذا الامر الا بالعناية بالقواعد والاصول الجامعة والامر الثالث زوال الاشتباه وامن الخلط في المسائل ولهذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لابد ان يكون مع الانسان اصول كلية ترد اليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ومعنى ذلك ان طالب العلم ان لم يكن عنده كليات لم يأمن من الخلط في الجزئيات وفي الفروع الامر الرابع ثبات العلم وقوته ونماءه فان من فائدة معرفة القواعد انها تثبت لطالب العلم العلم وتمكن له في نفسه وتنميه بحيث يزداد العلم ويزداد الفهم وتزداد المعرفة بابواب العلم وانواع المسائل والشيخ رحمه الله عبدالرحمن بن سعدي له عناية بالقواعد له عناية كبيرة بالقواعد والف فيها مؤلفات عديدة منها هذا الكتاب ومنها كتاب له عظيم للغاية سماه طريق الوصول الى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والاصول جمع فيه ما يزيد على الالف ما بين قاعدة واصل وضابط من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكتب تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ونظم منظومة في القواعد الفقهية وكتب كتابا في القواعد والفروق والتقاسيم وله في هذا الباب مؤلفات نافعة وهذا كله يزيد في اهتمامنا وعنايتنا بهذا الكتاب المبارك القواعد الحسان من امام عالم له عناية فائقة بعلم القواعد وله عناية فائقة بتفسير القرآن الكريم وله ايضا امامة فالدين رحمه الله تعالى وغفر له ونبدأ بعون الله تبارك وتعالى في قراءة فهذا الكتاب نعم. نعم؟ مقدمة المؤلف. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن مقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادية له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما. اما بعد فهذه اصول وقواعد في تفسير القرآن الكريم المقدار عظيمة النفع تعين قارئها ومتأملها على فهم كلام الله والاهتداء به اجل من وصفها. فانها تفتح للعبد من طرق التفسير ومنهاج الفهم عن الله ما يعين على كثير من التفاسير الحالية في هذه البحوث النافعة. ارجو الله واسأله ان يتم ما قصدنا ارادة. ويفتح لنا من خزائن جوده وكرمه ما يكون سببا للوصول الى العلم النافع والهدي الكامل. واعلم ان علم التفسير اجل العلوم على الاطلاق وافضلها واوجبها واحبها الى الله لان الله امر بتدبر كتابه والتفكر في معانيه والاهتداء باياته. واثنى على القائمين بذلك. وجعلهم في اعلى المراتب اسنى المواهب فلو انفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيرا في جنب ما هو افضل المطالب واعظم في جنب ما هو افضل المطالب واعظم المقاصد واصل الاصول كلها وقاعدة اساسات الدين امور الدين والدنيا والاخرة. وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة. وطئ طيب الحياة والباقيات الصالحات. فلنشرع الان بذكر القواعد والظوابط على وجه الايجاز. الذي يحصل المقصود لانه اذا انفتح للعبد الباب وتمهدت عنده القاعدة وتدرب منها بعدة امثلة توضحها ابين طريقها ومنهجها لم يحتج الى زيادة البسط وكثرة التفاصيل. ونسأله ان يمدنا بعونه ولطفه وتوفيقه وان يجعلنا هادين مهتدين بمنه وكرمه اولا يحسن ان نضيف في اعلى الصفحة فوق المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم لانها ثابتة في النسخة الخطية بخط المؤلف كما في الصفحة العاشرة فهو رحمه الله تعالى بدأ كتابه فهذا بالبسملة تأسيا بكتاب الله جل وعلا وبرسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاباته ومراسلاته صلوات الله وسلامه عليه بدأ بالبسملة وحمد الله تبارك وتعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم شرع في ذكر مقدمة هذا الكتاب وهي تتلخص في بيان امور ثلاثة الامر الاول بين رحمه الله تعالى فوائد قواعد التفسير بين فوائد قواعد التفسير وعظم شأنها وحاجة طالب العلم اليها وذكر انها جليلة المقدار عظيمة النفع تعين قارئها ومتأملها على فهم كلام الله والاهتداء به فهذا الجانب الاول مما بينه رحمه الله تعالى الا وهو مكانة قواعد التفسير وعظم شأنها وحاجة طالب العلم اه الماسة اليها الامر الثاني مما بينه في هذه المقدمة اهمية علم التفسير لان هذه القواعد قواعد تختص بعلم التفسير خاصة وعرفنا انه ما من علم الا وكتب فيه اهل العلم قواعد مختصة به لكن القواعد التي تختص بعلم التفسير اعظم شأنا وارفع مكانة لان شرف العلم من شرف معلومه وليس هناك اعظم ولا اجل من كتاب الله عز وجل ولهذا كانت القواعد المختصة كانت القواعد المختصة بالتفسير اعظم ما يكون في هذا الباب اعني باب القواعد لان التفسير متعلق بكلام الله عز وجل الذي هو كتاب الهداية والفلاح والسعادة للناس في الدنيا والاخرة كما وضح الشيخ رحمه الله تعالى ذلك وايضا بين اهمية تدبر القرآن وان الله عز وجل امر بتدبر كتابه كما في قوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وقال فلم يتدبروا القول افلا يتدبرون القرآن فامر بتدبر القرآن وقواعد تفسير القرآن تعين المسلم وطالب العلم على حسن التدبر والفهم لكلام الله سبحانه وتعالى وايضا تعينه اعانة عظيمة على قراءة كتب التفسير وحسن فهمها وظبطها الامر الثالث مما بينه رحمه الله تعالى في هذه المقدمة بيان منهجه في هذا الكتاب وانه راعى فيه الايجاز والاختصار الذي يحصل به المقصود راعى فيه الايجاز والاختصار الذي يحصل فيه المقصود فهو كتاب ليس بالطويل الممل ولا بالمختصر المخل بل هو كتاب متوسط في بابه اتى على مهمات القواعد ونفيس المسائل المتعلقة بهذا الباب العظيم ثم قال اه اه لانه يعني لماذا راعى الاجازة والاختصار؟ قال لانه اذا انفتح للعبد الباب وتمهدت عنده القاعدة وتدرب منها بعدة امثلة توضحها وتبين طريقها ومنهجها لم يحتاج الى مزيد بسط ولهذا يعتني طالب العلم بالقواعد التي يذكرها الشيخ رحمه الله يعتني بفهمها وفهم بعض الامثلة عليها ثم يجد نفسه باذن الله وعونه وتوفيقه انه اذا قرأ في كتاب الله سبحانه وتعالى ومر عليه فروع هذه القاعدة وجزئياتها فهمه واجتمعت له تلك الفروع في قاعدة كلية يستظهرها تجمع له تلك الفروع والجزئيات. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الاولى في كيفية تلقي التفسير كل من سلك طريقا وعمل عملا واتاه من ابوابه وطرقه الموصلة اليه فلابد ان يفلح وينجح كما قال تعالى واتوا البيوت من ابوابها. وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الامر. وتعين البحث وتعين البحث التام عن امثل واحسن الطرق الموصلة اليه. ولا ريب ان ما نحن فيه هو اهم الامور واجلها واصلها فاعلم ان هذا القرآن العظيم انزله الله لهداية الخلق وارشادهم. وانه في كل وقت وزمان الى اهدى الامور واقومها ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فعلى الناس ان يتلقوا معنى كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم فانهم اذا قرأوا عشر ايات او اقل واكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الايمان والعمل والعلم والعمل. فينزلونها على الاحوال الواقعة. فيعتقدون دون ما احتوت عليه من الاخبار وينقادون لاوامرها ونواهيها. ويدخلون فيها جميع ما يشهدون من الحوادث الموجودة بهم وبغيرهم. ويحاسبون انفسهم. هل هم قائمون بها او مخلون؟ وكيف الطريق قل الثبات على الامور النافعة وايجاد ما نقص منها. وكيف التخلص من الامور الضارة فيهتدون بعلومه ويتخلقون باخلاقه وادابه. ويعلمون انه خطاب من عالم الغيب والشهادة. موجه اليهم ومطالبون بمعرفة معانيه والعمل بما يقتضيه. فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه وجد واجتهد في لكلام الله ان فتل انفتح له الباب الاعظم في علم التفسير. وقظيت معرفته وازدادت بصيرته بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات وعن البحوث الخارجية وخصوصا اذا كان قد قد اخذ من علوم العربية جانبا قويا وكان له المام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم واحواله مع اوليائه واعدائه فان ذلك اكبر عون على هذا المطلب. ومتى علم العبد ان القرآن فيه تبيان كل شيء وانه كفيل بجميع المصالح مبين لها حث عليها زاجر عن المضار كلها وجعل هذه القاعدة نصب عينيه ونزلها على كل واقع وحادث سابق او لاحق ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمراتها. ثم شرع رحمه الله تعالى بذكر القواعد وبدأها بالقاعدة الاولى في كيفية تلقي التفسير في كيفية تلقي التفسير واشار رحمه الله تعالى الى ان الناس في كل مطلب يقصدونه وامر يحتاجونه يتنوعون في طريقة طلبه فمنهم من يطلبه من خلال طريق واضحة وباب بين ومسلك واضح ومنهم من يتخبط وربما اتجه الى مقصد من طريق يبعده عنه ربما اتجه الى مقصد من طريق يبعده عن ذلك المقصد وعن نيله ولهذا لا انفع للعبد في اي مقصد يطلبه من ان يأتيه من بابه كما قال الله سبحانه وتعالى واتوا البيوت من ابوابها وهذه الاية بمثابة القاعدة العظيمة الجامعة اه التي تريح العبد من كثير من التخبطات والسير في الامور على غير نهج ولا وعلى غير طريق ولهذا نبه رحمه الله تعالى ان النافع للعبد في هذا الباب ان يأتيه من بابه وبابه الذي لا انجح منه ولا انفع هو ذلك المسلك الذي سلكه الصحابة رضي الله عنهم والنهج المبارك الذي كانوا عليه ولهذا رحمه الله تعالى بدأ فهذا الكتاب بربط الناس بطريقة الصحابة ومنهاجهم في فهم القرآن والعناية بالقرآن الكريم وايضا طريقتهم في تفسير القرآن الكريم والعمل به وهذا هو الباب المبارك الذي ينبغي ان يكون عليه كل مسلم ولهذا قال الامام مالك رحمه الله تعالى لن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها وقيل ايضا من كان من كان على الاثر فهو على الطريق اي من كان على اثر الصحابة ومن اتبعهم باحسان فهو على الطريق السوية والجادة المستقيمة التي ينال بها رضى الله سبحانه وتعالى ثم نبه رحمه الله ان هذه القاعدة وهي اتيان الامور من ابوابها تتأكد في المطالب العظام ولا اعظم من كلام الله عز وجل وفهمه فهما صحيحا ثم شرع في بيان الطريقة في فهم القرآن وهي طريقة الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فقال رحمه الله على الناس ان يتلقوا معنى كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم ما هي طريقتهم قال فانهم اذا قرأوا عشر ايات او اقل او اكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الايمان والعلم والعمل. هذي طريقة الصحابة ولهذا روى الحاكم والامام احمد وغيرهما عن ابي عبد الرحمن السلمي قال حدثنا من كان يقرؤنا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني ابن مسعود وغيره من الصحابة انهم كانوا يقتربون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ايات فلا يأخذون في العشر الاخرى حتى يتعلموا ما في هذه من العلم والعمل قال فعلمنا العلم والعمل اي جمعوا بين العلم بمعاني القرآن والعمل بالقرآن الكريم فلم يكن حظهم من القرآن مجرد مجرد فلم يكن حظ من القرآن مجرد التلاوة واقامة الحروف بل انهم جمعوا بين اقامة الحروف والحدود جمعوا بين فهم المعاني والعمل بكتاب الله تبارك وتعالى بخلاف من جاء بعدهم واتجهت همته الى اقامة الحروف دون فهم المعاني ودون العمل بالقرآن الكريم حتى ان بعض الناس يقيم حروف القرآن اقامة متقنة لكنه يخالف القرآن في عمله وسلوكه وقد ادرك بعض السلف رحمهم الله اناسا من هذا القبيل وذموهم اشد الذم كما جاء عن الحسن البصري رحمه الله تعالى انه قال متحدثا عن بعظ قراء زمانه وهو من علماء التابعين قال متحدثا عن بعض قراء زمانه قال يقول احدهم يعني احد هؤلاء القراء قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا يقول احدهم قرأت القرآن كله فلم اسقط منه حرفا وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل يقول وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن في خلق ولا عمل يحفظ القرآن او يحفظ حروف القرآن حفظا متقنا لكن الاخلاق التي جاءت في القرآن والعبادات التي امر بها الناس في القرآن لا ترى عليه فيقول الحسن رحمه الله اذا كانت القراء مثل هذا لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء اذا كانت القراء مثل هذا لا كثر الله في الناس امثال هؤلاء ما هؤلاء يقول ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الورعه فقديما اهل العلم من ائمة السلف ذموا من كان من القراء على هذه الطريقة معتنيا بحروف القرآن لا يسقط منها حرفا لكنه لا يقيم حدود القرآن ولا يعمل بالقرآن ربما يكون على عقيدة مخالفة للعقيدة التي في القرآن وربما يكون على سلوك مخالف للسلوك الذي دعا اليه القرآن وربما كان مضيعا للعبادات التي امر بها في كتاب الله سبحانه وتعالى ولهذا لا يستغرب ان يكون حافظا للقرآن وينام عن صلاة الفجر بانتظام وينام عن صلاة الفجر بانتظام اين هذا من الايات الكثيرة في كتاب الله عز وجل الامرة باقام الصلاة والامرة بالمحافظة على الصلاة والامرة باداء الصلاة في وقتها ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا هذا الذي يحفظ ايات كثيرة في القرآن اقيموا الصلاة هل هو من اهل هذه الايات اذا كان ليس من اهل اقامة الصلاة بمجرد حفظه لها واتقانه لحروفها ومخارجها ومدودها الى غير ذلك لا والله لا يكون الانسان من اهل الاية من كتاب الله عز وجل الا اذا جمع بين التلاوة التي هي القراءة والتلاوة التي هي الفهم والتلاوة التي هي العمل. وكل ذلكم يعد تلاوة قال الله عز وجل الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به قال اهل العلم تلاوة القرآن بالقراءة والفهم والعمل حتى العمل يعد تلاوة وشاهدوا ذلك قول الله سبحانه وتعالى والقمر اذا تلاها اي تبعها فمتبع القرآن تال للقرآن ومن لا يكون متبعا للقرآن لا لا يعد تاليا للقرآن وان ظبط حروف القرآن وانضبط حروف القرآن والفاظه ولهذا الطريقة الصحيحة والنهج القويم مع كتاب الله تبارك وتعالى هو نهج الصحابة والمسلك الذي سلكه الصحابة رضي الله عنهم كما اوضح ذلك ابن مسعود وغيره كانوا لا يتجاوزون العشر ايات حتى يفهموا المعاني وحتى ايضا يطبقوا ما فهموه من المعاني فجمعوا بين العلم والعمل ولهذا كان بعضهم فيمضي في سورة واحدة في حفظ سورة واحدة السنوات ابن عمر رظي الله عنه مكث في حفظ سورة البقرة سبع سنوات مكث في حفظ سورة البقرة في سبع سنوات ومن الناس من يحفظ الان القرآن في اربعة شهور في برامج مكثفة للحفظ لكن هل هذا الحفظ يثمر هل هذا الحفظ يثمر الثمرة التي يثمرها الطريقة التي كانت عليها كان عليها الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم والقرآن انزل ليعمل به يقول الحسن رحمه الله تعالى انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا يقول انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا. اصبح العمل مجرد القراءة لكن اقامة الحدود والاوامر واجتناب النواهي في كتاب الله سبحانه وتعالى كثير من هؤلاء لا يقيم لها وزنا تراه مثلا يقرأ وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ويقوم على اثر قراءته لهذه الاية عاقا لوالديه. هل هو من اهل هذه الاية يقرأ يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن. ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب ويقوم على اثر قراءته لهذه الاية يسهر ويهمز ويلمس فهل هو من اهلها؟ لا لا يكون الانسان من اهل كتاب الله سبحانه وتعالى الا بان يجمع مع تلاوة القرآن فهمه والعمل به كما كانت على ذلك طريقة الصحابة ونبه الشيخ رحمه الله تعالى هنا الى امر يعينك على تحقيق هذا المقصد ويساعدك على تطبيق هذا المرام الا وهو ان تستشعر ان هذا القرآن كتاب منزل من رب العالمين كتاب من خالقك وسيدك ومولاك وهو كتاب فيه هدايتك وفلاحك وسعادتك في الدنيا والاخرة. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى وليتضح لك الامر اظرب مثالا لو انه قدر ان يوما من الايام جاءك خطاب من زعيم من الزعماء او رئيس من الرؤساء او عظيم من العظماء في نفوس الناس ارسلك خطابا بلغة لا تفهمها وقيل خذ هذا خطاب وصلك من فلان العظيم او الرئيس فلان او غير ذلك. خطاب لك وانت لا تفهم لغته ماذا ستصنع ماذا تصنع؟ هل ستلقي هذا الخطاب هل ستهمل هذا الخطاب بل ستجد نفسك مضطرا للتنقل من شخص الى اخر من يعرف هذه اللغة من يفهم هذا الخطاب من يساعدني على كذا حتى تعرف ماذا يريد فما بالنا بين ايدينا خطاب من رب العالمين فيه الهداية وفيه الفلاح وفيه السعادة في الدنيا والاخرة ولا ولا تكون لنا همة في فهمه ولا ايظا تكون لنا همة في العمل به ولهذا قال رحمه الله تعالى ويعلمون انه خطاب من عالم الغيب والشهادة موجه اليهم مطالبون بمعرفة معانيه والعمل بمقتضاه او بما يقتضيه فاذا سلك المسلم هذا المسلك ثم بدأ يسائل نفسه ويحاسبها كيف انا مع اوامر القرآن كيف انا مع نواهي القرآن كيف انا مع اقامة حدود القرآن كيف انا مع مواعظ القرآن يحاسب نفسه هذه المحاسبة تثمر فيه باذن الله تبارك وتعالى جدا واجتهادا في العناية بكتاب الله تبارك وتعالى كما كان عليه الصحابة الاخيار ومن اتبعهم من السلف الابرار قال فمن سلك هذا الطريق كالذي سلكوه وجد واجتهد في تدبر كلام الله انفتح له الباب الاعظم في علم التفسير وخويت معرفته وازدادت بصيرته واستغنى بهذه الطريقة عن كثير من التكلفات وبعض كتب التفسير لا تخلو من تكلفات لا حاجة اليها وتطويلات لا حاجة اليها فيستغني عن ذلك كله ويكون حسن الفهم لكلام الله حسن التأثر بمواعظ القرآن وزواجر القرآن ايضا مقيما لحدود كلام الله تبارك وتعالى وبهذه المناسبة اذكر قصة قديمة لما فيها من فائدة وهي مفيدة جدا للشباب ونافعة اذكر قبل سنوات كنت ادرس فالمرحلة المتوسطة فاتاني طالب طالب النبي يحفظ كتاب الله عز وجل وكان في المرحلة الثانية المتوسطة فجاءني ومعه اوراق كثيرة مدبسة تزيد على المائتين ورقة مكتوب عليها الاوامر والنواهي في القرآن جمع فلان كاتب اسمه الاوامر والنواهي في القرآن الكريم فمد لي الكتاب وقال هذه الاوراق المجموعة قال اود ان تقرأ لي هذه الاوراق فقلت له ما افظل لك ان تبدأ من هذا الوقت بالتأليف التأليف تبدأ به في وقت في مرحلة فيما بعد عندما تتمكن من علوم وتطلع الى اخره اما الان ما انصحك به قال انا لا اؤلف انا هكذا يقول لي وهو في المرحلة الثانية المتوسط انا اكرمني الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن وانا وانا اقرأ القرآن اجد في القرآن اوامر الله يأمرني بها شاب في الثاني متوسط يقول اجد في القرآن اوامر يأمرني الله سبحانه وتعالى بها ونواهي ينهاني جل وعلا عنها فعزمت على نفسي انني كل امر اجده في القرآن اكتبه في هذه الورقة ثم اجمع بعض الايات التي فيها هذا الامر ثم انقل من تفسير ابن سعدي وتفسير ابن كثير ما يعينني على فهم هذا الامر حتى اجتمع له اوراق كثيرة فيها اوامر القرآن ونواهي القرآن واجتمع له معها كلام آآ هذين المفسر المفسرين عبد الرحمن بن سعدي والحافظ ابن كثير قصد بذلك ان يفهم هذه الاوامر وهذه النواهي حتى يكون عاملا بما امره الله سبحانه وتعالى به ومنتهيا عما نهاه الله جل وعلا عنه فمثل هذه المسالك والطرائق التي يجتهد العبد فيها بتدبر القرآن وفهم كلام الله مستعينا اه اه كتب التفسير اه الواضحة البينة السليمة ايضا من التكلفات او ايظا المخالفات ومما ينصح به كل مبتدأ كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام اه المنان اه الذي هو تفسير القرآن الكريم للشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى فيقول من سلك هذا المسلك واعتنى هذه العناية وكان عنده حظ من اللغة ونصيب منها وايضا عنده حظ واهتمام بسيرة النبي. عليه الصلاة والسلام وهذا ملحظ جميل وتنبيه عظيم ان يكون عنده عناية بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. لان عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام قال كان خلقه القرآن كان خلقه القرآن ومعنى ذلك انه لا يمر بك خلق في القرآن الكريم الا وقد طبقه النبي عليه الصلاة والسلام على اكمل حال وارفع درجة نعم. قال رحمه الله تعالى ويلتحق بهذه القاعدة القاعدة العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب. وهذه قاعدة نافعة جدا طاعاتها يحصل للعبد خير كثير وعلم غزير وباهمالها وعدم ملاحظتها يفوته علم كثير ويقع والارتباك وهذا الاصل اتفق عليه المحققون من اهل الاصول وغيرهم. فمتى راعيت القاعدة السابقة عرفت ان ما قاله المفسرون من اسباب النزول انما هي امثلة توضح الالفاظ. ليست الالفاظ مقصورة عليها نزلت في كذا وفي كذا معناه ان هذا مما يدخل فيها ومن جملة ما يراد بها فانه وكما تقدم انما انزل القرآن لهداية اول الامة واخرها. والله تعالى قد امرنا بالتفكر والتدبر الكتابي فاذا تدبرنا الالفاظ العامة وفهمنا ان معناها يتناول اشياء كثيرة فلاي شيء نخرج بعض هذه المعاني مع ادخالنا ما هو مثلها ونظيرها. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه. فمتى مر بك خبر عن الله وعما يستحقه من الكمال وما يتنزه عنه من النقص فاثبت جميع ذلك الكامل الذي اثبته لنفسه. ونزهه عن كل ما نزه نفسه عنه. وكذلك اذا اخبر عن رسله وكتب به واليوم الاخر وعن جميع الامور السابقة واللاحقة جزمت جزما لا شك فيه انه حق على حقيقته بل هو اعلى انواع الحق والصدق. ومن اصدق من الله قيلا. واذا امر بشيء نظرت الى وما يدخل فيه وما لا يدخل. وان ذلك موجه الى جميع الامة. وكذلك في النهي. ولهذا كانت معرفة حدود ما انزل الله على رسوله اصل الخير والفلاح والجهل بذلك اصل الشر والجفاء. ومراعاة هذه القاعدة اكبر عون على معرفة حدود ما انزل الله على رسوله. والقرآن قد جمع اجل المعاني وانفعها واصدقها باوضح الالفاظ واحسنها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب كثير من الايات فالقرآن الكريم لها اسباب خاصة نزلت بمناسبتها ولهذا اذا قرأت في كتب التفسير او ايظا قرأت على وجه الخصوص في ما افرده بعض اهل العلم في اسباب النزول وهناك مصنفات خاصة في اسباب النزول نزول الايات تجد ان ايات كثيرة في القرآن الكريم لسببها نزول قصة حصلت نزلت بسببها الاية فمثلا الايات التي تتعلق بالظهار لنزولها سبب الايات التي تتعلق باللعان لنزولها سبب الايات التي تتعلق ببراءة ام المؤمنين عائشة وما وما ترتب على ذلك من حكم واحكام لنزولها سبب فتجد ايات كثيرة جدا في القرآن الكريم لنزولها اسباب واحيانا يتعدد السبب يكون لنزول الاية سبب واحد او سببين وهذا يعرف بمطالعة كتب التفسير وايضا مطالعة الكتب المفردة في هذا الباب باب اسباب النزول والقاعدة هنا ان العبرة بعموم السبب ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ومعنى ذلك ان لا يقصر حكم الاية على السبب الذي نزلت فيه الاية بل كل ما كان نظيره ومثيلا له يأخذ حكم الاية لان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذه قاعدة عظيمة تشهد لها سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في احاديث عديدة منها ما رواه الترمذي رحمه الله تعالى وغيره في قصة ابي ابي اليسر رضي الله عنه لما حصل منه مرة ان قبل امرأة وجاء نادما تائبا الى الرسول جاء نادما وتائبا جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر له امرا فمر اولا بابي بكر وذكر له حالة فقال استر على نفسك وتب الى الله ولم يقنع بذلك فمر بعمر قال استر على نفسك وتب الى الله فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وذكر منه ما حصل فسكت النبي عليه الصلاة والسلام ولم يجبه بشيء سكت النبي عليه الصلاة والسلام ولم يجبه بشيء ثم خاف ابا اليسر رضي الله على نفسه خوفا عظيما حتى قال قلت في نفسي اني من اهل النار ومضى فنزل على النبي عليه الصلاة والسلام قول الله سبحانه وتعالى اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. ذلك ذكرى للذاكرين فقال ادعوني ابا اليسر فدعوه فتلا عليه عليه الصلاة والسلام هذه الاية تلا عليه هذه الاية فقال ابا اليسار او قال احد الصحابة يا رسول الله اهي له خاصة لانه هو السبب الان سبب النزول قال يا رسول الله اهي له خاصة؟ قال لا بل للناس عامة قال باء قال لا بل للناس عامة فاذا العبرة بماذا بعموم اللفظ قول الله سبحانه وتعالى اقم الصلاة هل هذا خاص بابي اليسار ام هو عام كل مسلم ولهذا نستفيد من عموم هذه الاية الجد والاجتهاد في فعل الطاعات والمحافظة على العبادات ولا سيما الصلاة والاجتهاد في هذا ورعايته والعناية به حتى ما حتى لو قدر ان الانسان فرطت نفسه يوما بمعصية او بذنب تكون هذه الحسنة الحسنات ماحية له باذن الله تبارك وتعالى ولهذا الحسنات ماحية ان الحسنات يذهبن السيئات وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام اتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن فاذا هذا شاهد من السنة واضح على ان العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب ايضا شاهد اخر من السنة على ذلك وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله ابن معقل قال حدثني كاب ابن عجرة رضي الله عنه انه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمل خرج محرما فقمل رأسه ولحيته يعني امتلأ رأس شعره قمل ولحيته امتلأت قملا واخذ يؤذيه ولهذا جاء في بعض الاحاديث او الروايات الاخرى للحديث قال له عليه الصلاة والسلام ايؤذيك هوام رأسك ايؤذيك عوام رأسك؟ لان القمل اذاه ومن المعلوم ان المحرم لا يحلق رأسه حتى يأتي وقت ذلك اما في العمرة بعد الطواف والسعي او في الحج بعد آآ رمي الجمار او في يوم النحر فالشاهد ان اه كعب رضي الله عنه تأذى من القمل تأذى من القمل فقال له النبي ارسل النبي عليه الصلاة والسلام ودعا بالحلاق دعا عليه الصلاة والسلام بالحلاق هو بنفسه طلب صلوات الله وسلامه عليه اه اه الحلاق وهذا ايضا من رأفته ورحمته صلوات الله وسلامه عليه ثم قال له يعني بعد ان حلق رأسه قال هل عندك نسك؟ يعني هل عندك شهادة تذبحها قال ما اقدر عليه يعني ما اقدر على النسك فامره ان يصوم ثلاثة ايام او يطعم ستة مساكين لكل مسكينين صاع لكل مسكينين صاع فانزل الله عز وجل فيه خاصة فانزل الله عز وجل فيه خاصة فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك ثم كانت للمسلمين عامة ثم كانت للمسلمين عامة. اذا هذه الاية وهي قوله سبحانه وتعالى فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك هذه في كأبى رضي الله عنه خاصة وفي من كان امره نظير امري كعب رضي الله عنه فمن اصيب بشعر رأسه واضطر الى حلقه لا بأس لا بأس ان يحلقه وهو محرم على ان يفدي فدية الاذى وهو مخير بين ثلاث ففدية من صيام اي ثلاثة ايام كما جاءت السنة مفسرة لذلك او صدقة وهي اطعام ستة مساكين او اه ذبح شاة وهو مخير بين هذه الامور الثلاثة ففدية من صيام او صدقة او نسك. مخير بين هذه الامور الثلاثة اذا هذه نزلت في كعب خاصة وهو وقصته كانت سبب نزولها لكنها للناس عامة ولهذا قعد اهل العلم هذه القاعدة العظيمة الا وهي العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب يأتي هنا سؤال الا وهو اذا كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ما فائدة معرفة السبب ما فائدة معرفة سبب النزول يقول الشيخ رحمه الله تعالى عرفت ان ما قاله المفسرون من اسباب النزول انما هي امثلة توضح الالفاظ انما هي امثلة توضح الالفاظ فتكون اسباب النزول عونا لك على فهم الاية لا ان تكون اسباب النزول امرا تقصر عليه يقصر عليه حكم الاية ولهذا قال انما هي امثلة توضح الالفاظ ليست الالفاظ مقصورة عليها. ليست الالفاظ مقصورة عليها واذا قصرت الالفاظ الفاظ الايات على اسباب النزول عطلت كثير من احكام القرآن الكريم عطلت كثير من احكام القرآن الكريم ومن اعجب ما يقع من بعض الناس واخطره في هذا الباب ان بعض من بلاهم الله سبحانه وتعالى بالاستغاثات الشركية والعبادات الباطلة آآ سؤال غير الله ودعاء غير الله والذبح لغير الله بعض هؤلاء الذين بلوا بهذه الامور اذا تليت عليهم الايات التي فيها النهي عن الشرك والتحذير منه وبيان سوء عاقبته قالوا هذه نزلت في كفار قريش قالوا هذه نزلت في كفار قريش خاصة فكيف تتلى تتلى اه في في حقنا ممن يسأل غير الله او يستغيث بغير الله والله سبحانه وتعالى يقول اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر الذي يفعل عمل هؤلاء تنطبق عليه الايات شاء ام ابى الذي يعمل عمل هؤلاء يذبح لغير الله يستغيث بغير الله يطلب المدد والعون من غير الله تبارك وتعالى تنطبق عليه لان العبرة بعموم الالفاظ لما يقول الله سبحانه وتعالى قل ادعوا قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون من مثقال ذرة. والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير اهي خاصة في كفار قريش او ان كل من يدعو غير الله سبحانه وتعالى في اي زمان ومكان تتلى هذه الاية في حقه ليجزر عن الشرك وينهى عن الضلال والباطل ولهذا اقول لو عطلت هذه القاعدة العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب لعطلت كثير من احكام القرآن الكريم. ولهذا نبه الشيخ رحمه الله تبارك وتعالى على اهمية في هذه القاعدة وعظيم مكانتها وان مراعاتها اكبر عون للعبد على معرفة حدود ما انزل الله على صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله تعالى يوضح ذلك ويبينه وينهج القاعدة الثالثة الالف واللام الداخلة على الاوصاف واسماء الاجناس تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه وقد نص على ذلك اهل الاصول واهل العربية واتفق على اعتبار ذلك اهل العلم والايمان. فمثل قوله تعالى الا ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الى قوله اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ادخل في هذه الاوصاف كلما تناوله من معاني الاسلام والايمان والقنوت والصدق الى اخرها. وان بكمال هذه الاوصاف يكمل لصاحبها ما رتب عليها من المغفرة والاجر العظيم. وبنقصانها ينقص وبعدمها يفقد. وهكذا كل وصف رتب عليه خير واجر وثواب. وكذلك ما يقابل ذلك. كل وصف نهى الله عنه. ورتب عليه وعلى المتصف به عقوبة وشرا ونقصا يكون له من ذلك بحسب ما قام به من الوصف المذكور. وكذلك مثل قوله تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا بجنس الانسان. فكل انسان هذا وصفه الا من استثنى الله بقوله الا المصلين. الى اخرها كما ان قوله والعصر ان الانسان لفي خسر. اي كل انسان متصف بالخسار. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الاية وامثال ذلك كثير. نعم ثم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة الالف واللام الداخلة على الاوصاف واسماء الاجناس تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه الالف واللام قال للتعريف عندما تدخل على الاوصاف الاوصاف مثل المسلمين المؤمنين المحسنين المتقين المتصدقين القانتين الخاشعين هذي كلها اسماء وعندما تدخل ايضا على اسماء الاجناس مثل الانسان والطير الجن الملائكة هذه اسماء واجناس فاذا دخلت التعريف على اسماء الاوصاف او دخلت على اسماء الاجناس افادت العموم ثم ينبه ان افادتها العموم تكون بحسب الامر الذي دخلت عليه ومثل على ذلك رحمه الله تعالى ببعض الامثلة ففيما يتعلق بدخول ال التعريف على الاوصاف مثل بقوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين تعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يجعلنا واياكم منهم. امين هذه الاية الكريمة جمعت هذه الاوصاف جمعت هذه الاوصاف العظيمة وكل وصف ادخل عليه ال التعريف المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ثم رتب على ذلك في تمام الاية ثواب واجر الا وهو قوله سبحانه وتعالى اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما فما هو حظ الناس من هذا الاجر الا وهو قوله اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما هل المسلمون متساوون في المغفرة والاجر هل المؤمن المؤمنون متساوون في المغفرة والاجر؟ هل القانتون متساوون في المغفرة والاجر؟ هل الصائمون متفاوتون في المغفرة والاجر هذا سؤال جوابه يفهم في ضوء هذه القاعدة الا وهي ان تفيد الاستغراق فعندما تقرأ ان المسلمين والمسلمات تفيد الاستغراق اي تستغرق جميع المعاني التي تحتملها لفظة المسلم. او كلمة مسلم والف قوله المؤمنين ايضا تستغرق جميع المعاني التي تحتمل هذه الكلمة والقانتين والصادقين والصائمين الى اخره واذا نظرت الى واقع الناس من حيث التحقيق لهذه المعاني المندرجة تحت هذه الاوصاف تجدهم متفاوتون ولهذا كان حظهم من الثواب المترتب على فهذه الاوصاف المذكور في تمام الاية بحسب حظهم مما استغرقته هذه الاوصاف من معاني يدل عليه دخول التعريف على عليها او على هذه الاوصاف ولهذا قال الشيخ رحمه الله آآ قال رحمه الله بكمال هذه الاوصاف بكمال هذه الاوصاف يكمل لصاحبها ما رتب عليها من المغفرة والاجر عظيم وبنقصها ينقص وبعدم وبعدمها يفقد هذا نفهمه من دخول التي تفيد الاستغراق دخولها على المسلمين وعلى المؤمنين وعلى القانتين وعلى الصادقين مشعرة ان فهذه الاوصاف مستغرقة لجميع المعاني التي تحتملها هذه الالفاظ ولهذا تحتاج عندما تقرأ ان المسلمين ان تقرأ احاديث كثيرة تعرفك بالاسلام وبمباني الاسلام وباوصاف اهل الاسلام. مثل حديث بني الاسلام على خمس مثل حديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه مثل حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده هل المسلمون في الاسلام على رتبة واحدة لا فاذا قوله ان المسلمين اهل الاسلام متفاوتون في الاسلام واهل الايمان متفاوتون في الايمان اهل القنوت متفاوتون في القنوت اهل الصبر متفاوتون في الصبر وحظهم من الاجر الذي ختمت به هذه الاية الكريمة بحسب حظ من الاوصاف التي استغرقتها فهذه الاسماء بحسب حظ من الاوصاف التي استغرقتها هذه الاسماء هذا مثال على اسماء الاوصاف مثال اخر على اسماء الاجناس الانسان قال وكذلك مثل قوله تعالى ان الانسان خلق هلوعا الانسان هذا اسم جنس يتناول كل بني الانسان يتناول كل بني انسان قال ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا فاذا عرفنا القاعدة وان وهي ان اذا دخلت على اسماء الاجناس افادت الاستغراق فمعنى ذلك ان كل انسان هذه صفته. اذا مسه الشر اذا مسه الخير كان منوعا واذا مسه الشر كان جزوعا لا يستثنى من ذلك الا من استثناهم الله سبحانه وتعالى بقوله الا المصلين والايات بعدها وذكر ايضا مثال اخر وقوله والعصر ان الانسان لفي خسر اي جنس الانسان في خسارة وكل انسان خاسر لان اذا دخلت على اسم الجنس افادت الاستغراق فاذا قوله والعصر ان الانسان لفي خسر اي كل انسان خاسر. جميع الناس خاسرين الا من استثناهم الله وهم المتصفون باربع صفات الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ومن سواهم كلهم في ترامب يفيدنا ذلك دخول على اسم الجنس في قوله ان الانسان لفي خسر نعم قال واعظم ما تعتبر به هذه القاعدة في الاسماء الحسنى. فان في القرآن منها شيء كثير وهي اجل علوم القرآن. فمثل يخبر الله عن نفسه انه الله وانه الملك والعليم والحكيم والعزيز والرحيم والقدوس السلام والحميد مجيد فالله هو الذي له جميع معاني الالوهية التي يستحق ان ان يؤله لاجلها. وهي صفات الكمال والمحامد كلها والفضل كله. والاحسان كله وانه لا يشارك الله احد في معنى في معنى من معاني الالوهية لا بشر ولا ملك بل هم جميعا متألهون متعبدون لربهم خاضعون لجلاله وعظمته وان انه الملك الذي له جميع معاني الملك وهو الملك الكامل والتصرف النافذ وان الخلق كلهم مماليك لله عبيد تحت احكام تحت احكام ملكه القدرية والشرعية والجزائية. وانه العليم بكل شيء الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء الذي احاط علمه بالبواطن والظواهر والخفيات والجليات والواجبات والمستحيلات والجائزات والامور السابقة واللاحقة والعالم العلوي والسفلي والكليات والجزئيات وما يعلم الخلق وما لا يعلمون وانه الحكيم الذي له الحكمة التامة الشاملة لجميع ما قضاه وقدره وخلقه وجميع ما شرعه لا اخرج عن حكمته مخلوق ولا مشروع. وانه العزيز الذي له جميع معاني العزة على وجه الكمال التام من كل وجه. عزة القوة وعزة الامتناع وعزة القهر والغلبة. وان جميع الخلق في غاية الذل ونهاية الفقر. ومنتهى الحاجة والضرورة الى ربهم وانه الرحيم الذي جميع الذي له جميع معاني الرحمة الذي وسعت رحمته كل شيء ولم يخلو مخلوق من احسان طرفة عين ووصلت رحمته حيث وصل علمه ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وانه القدوس السلام المعظم المنزه عن كل عيب وافة ونقص. وعن مماثلة احد وعن ان يكون له ند من خلقه. وهكذا بقية الاسماء الحسنى اعتبرها بهذه القاعدة الجليلة ينفتح لك باب عظيم من ابواب معرفة الله بل اصل معرفة الله تعالى معرفة ما تحتوي عليه اسماؤه الحسنى من المعاني العظيمة بحسب ما يقدر عليه العبد والا فلا يبلغ علم فلا يبلغ علم احد من الخلق ولا يحصي احد ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده ومن نعم يسمح الوقت للكلام ولا؟ والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسول نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك