بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن في القاعدة الثالثة واعظم ما تعتبر به هذه القاعدة في الاسماء الحسنى. فان في القرآن منها شيء وهي اجل علوم القرآن فمثلا يخبر الله عن نفسه انه الله وانه الملك والعليم والحكيم والعزيز والرحيم السلام والحميد المجيد. فالله هو الذي له جميع معاني الالوهية. التي يستحق ان ان يؤله لاجلها وهي صفات الكمال كلها والمحامد كلها والفضل كله. والاحسان كله. وانه لا يشارك الله احد كن في معنى من معاني الالوهية لا بشر ولا ملك. بل هم جميعا متألهون متعبدون لربهم. خاضعون وعظمته وانه الملك الذي له جميع معاني الملك وهو الملك الكامل والتصرف النافذ وان الخلق كلهم مماليك لله عبيد تحت احكام ملكه القدرية والشرعية والجزائية وانه العليم بكل شيء الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء الذي احاط علمه بالبواطن والظواهر والخفيات والجليات الواجبات والمستحيلات والجائزات والامور السابقة واللاحقة والعالم العلوي والسفلي والكليات والجزئية وما يعلم الخلق وما لا يعلمون وانه الحكيم الذي له الحكمة التامة الشاملة لجميع ما قضاه وقدره وخلقه. وجميع ما شرعه لا يخرج عن حكمته عن حكمته مخلوق لا يخرج عن حكمته مخلوق ولا مشروع وانه العزيز الذي له جميع معاني العزة على وجه الكمال التام من كل وجه. عزة القوة وعزة الامتناع وعزة القهر والغلبة وان جميع الخلق في غاية الذل ونهاية الفقر ومنتهى الحاجة والضرورة الى ربهم وانه الرحيم الذي له جميع معاني الرحمة. الذي وسعت رحمته كل شيء. ولم يخلو مخلوق من من احسانه طرفة عين ووصلت رحمته حيث وصل علمه ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وانه القدوس سلام المعظم المنزه عن كل عيب وافة ونقص وعن مماثلة احد وعن ان يكون له ند من خلقه وهكذا بقية الاسماء الحسنى اعتبرها بهذه القاعدة الجليلة ينفتح لك باب عظيم من ابواب معرفة الله بل اصل معرفة الله تعالى معرفة ما تحتوي عليه اسماؤه الحسنى من المعاني العظيمة بحسب ما يقدر عليه العبد والا فلا يبلغ علم احد من الخلق ولا يحصي احد ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه فوق ما يثني عليه عباده الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا يزال الكلام ماضيا عند المصنف رحمه الله تعالى ببيان القاعدة الثالثة وهي الالف واللام الداخلة على الاوصاف واسماء الاجناس تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه بل يقال لها المعرفة ان للتعريف ويقال المعرفة وهي اذا دخلت على الاسم اما يكون دخولها مفيدا للعهد او الجنس او الاستغراق فيعني هذه الاغراض الثلاثة اما تدخل على الاسم فتكون مفيدة العهد اما الذكر او الدهن او الحضور او تكون مفيدة الجنس يقال لها الجنسية او تفيد الاستغراق او تفيد الاستغراق وهنا في هذه القاعدة يبين رحمه الله تعالى انها اذا دخلت على الاوصاف واسماء الاجناس افادت الاستغراق ومثل لذلك رحمه الله تعالى ببعض الامثلة ثم قال اعظم ما تعتبر به هذه القاعدة في الاسماء الحسنى اعظم ما تعتبر به هذه القاعدة في الاسماء الحسنى اي اسماء الله جل وعلا الحسنى واسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنى اسماء الله جل وعلا كلها حسنة وكل اسم يسبقه الالف واللام الله الرحمن الرحيم العزيز الحكيم الى اخر ذلك ودخول وهنا يفيد الاستغراق كما وضح الشيخ ذلك رحمه الله تعالى دخول ذلك يفيد الاستغراق بمعنى ان اسماء الله تبارك وتعالى اعلام واوصاف ليست اعلاما صرفة او اسماء جامدة لا تدل على معاني بل هي اعلام واوصاف كل اسم منها دال على ثبوت صفات كمال عظيمة لله سبحانه وتعالى وان تفيدوا استغراق الاسم الذي دخلت عليه لمعاني الكمال التي يقتضيها ذلك الاسم وذلك في كل اسم بما بحسب ما يقتضيه من معاني الكمال وصفات الجلال لله سبحانه وتعالى وهذه كما نبه الشيخ رحمه الله تعالى قاعدة عظيمة جدا في فقه الاسماء وايضا في الرد على المخالفين من اهل الضلال والباطل فهي مفيدة فائدة عظيمة في هذا الباب لانها تعد جانبا من فقه اسماء الله تبارك وتعالى فال الداخلة على الاسماء الحسنى تفيد الاستغراق تفيد الاستغراق وهي في كل اسم بحسب ما يدل عليه وما يقتضيه من صفات الكمال ونعوت الجلال التي اه يختص بها الرب الكريم سبحانه وتعالى وهذا مندرج في كل اسماء الله هذا مندرج في كل اسماء الله تبارك وتعالى ما من اسم من اسماء الله جل وعلا الا وهو دال على ثبوت كمال ثبوت صفات الكمال لله جل وعلا اختصاصه سبحانه وتعالى بها وان له من كل كمال اعلاه وان له من كل كمال اعلاه وارفعه ضرب الشيخ رحمه الله تعالى على ذلك بعض الامثلة التوظيحية فذكر اولا اسم الله سبحانه وتعالى الله قال فالله ووالذي له جميع معاني الالوهية الله هو الذي له معاني جميع الالوهية وال في الله تفيد الاستغراق لكل معاني الالوهية ومعاني الالوهية هي صفات الكمال والجلال والعظمة التي استحق بها سبحانه وتعالى ان يؤله وان يخضع له ويذل ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى هذا الاسم قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فهذا الاسم يدل على الوهية الله ويدل على ثبوت جميع معاني الالوهية لله سبحانه وتعالى من الكبرياء والعظمة والجلال والاحسان الى غير ذلك بل جميع صفات الله سبحانه وتعالى هي من الوهيته ولهذا عد بعض اهل العلم اسم الله آآ انه اسمه الاعظم لانه لان جميع الاسماء الحسنى راجعة الى هذا الاسم ولهذا تجد في في القرآن يقال الله هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس تضاف الاسماء اليه فيقال الله هو الرحمن الرحيم الخالق الرازق ولا يقال الخالق هو الله الرحمن الرحيم ولهذا كان هذا الاسم مختصا بخصائص تفرد بها عن بقية الاسماء ولهذا ذكروا ايضا من خصائصه ان الداخلة على هذا الاسم على الله لا تفارقه حتى في النداء حتى في النداء عندما ينادى بهذا الاسم يقال يا الله لا تحذف التعريف بينما بقية الاسماء لا تقول يا الرحمن او يا الرزاق وانما تحذف ويقال يا رزاق يا رحمن يا عظيم الا هذا الاسم اختص بانه عندما ينادى الرب تبارك وتعالى به فانه لا تحذف منه التي في اوله وهذا الاسم دال على تبوت معاني الالوهية لله تبارك وتعالى واختصاصه جل وعلا بذلك وانه جل وعلا المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ودال ايضا من جانب اخر على ما ينبغي ان يكون عليه العباد من ذل له وخضوع وانكسار وخشوع ولهذا قال ابن عباس الله ذو الالوهية والعبودية. الالوهية صفة الله والعبودية صفة العبد التي يقتضيها هذا الاسم قال وانه الملك وهذا اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الداخلة عليه تفيد الاستغراق ذلك بان جميع معاني الملك ثابتة لله سبحانه وتعالى جميع معاني الملك ثابتة لله وانه وحده المتصرف في الخلق المدبر لمملكته سبحانه وتعالى كما يشاء لا راد لحكمي ولا معقب لقضائه يهب لمن يشاء ويمنع من يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء هذه كلها تهب تعز تعطي تمنع كلها من معاني الملك كلها من معاني الملك ومن معاني الملك ان عبيده تحت احكامه سبحانه ان عبيده تحت احكامه احكامنا الكونية واحكامه الشرعية واحكامه الجزائية لا خروج لاحد عن حكمه سبحانه وتعالى فهذا كله من معاني ملكه سبحانه. فاذا لما نقول الملك اسم من اسماء الله نثبت من خلال هذا الاسم جميع معاني الملك لله سبحانه وتعالى لان الداخلة على هذا الاسم تدل على استغراق هذا الاسم لجميع معاني الملك وثبوتها لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله وكماله وهكذا القول في العليم والحكيم والعزيز والرحيم والقدوس والسلام وجميع اسماء الله جل وعلا القول فيها انا نثبتها لله سبحانه وتعالى ونثبت ما دلت عليه من المعاني والصفات على الوجه اللائق بجلاله وكماله ولهذا قال اهل العلم اسماء الله اعلام واوصاف اسماء الله اعلام واوصاف اعلام باعتبار دلالتها على الله واوصاف باعتبار دلالتها على المعاني لان كل اسم من اسماء الله دال على معان وصفات يجب ان تثبت لله على الوجه اللائق بجلال الله وكماله وعظمته سبحانه قال وهكذا بقية الاسماء الحسنى اعتبرها بهذه القاعدة الجليلة ينفتح لك باب عظيم من ابواب معرفة الله بل اصل معرفة الله تعالى معرفة ما تحتوي عليه اسماؤه الحسنى من المعاني العظيمة بحسب ما يقدر عليه العبد بحسب ما يقدر عليه العبد والعبد يقدر على ما اقدره الله عليه من ذلك والا الرب سبحانه وتعالى لا يحصي احدا لا يحصي احد الثناء عليه كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك لا احد يحصي الثناء على الله سبحانه وتعالى مما يستفاد من هذه القاعدة المتعلقة بدخول ال على اسماء الله تبارك وتعالى وان هذا يفيد الاستغراق مما يستفاد من هذه القاعدة ان كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى دال على صفة وهذا باب من الفقه في اسماء الله يجب ان يفهم ان كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى دال على صفة وثمة دلائل كثيرة جدا على هذا الاصل لا بد من ذكرها الاول ان الله سبحانه وتعالى نعت اسماءه في غير موضع من القرآن بانها حسنى قال ولله الاسماء الحسنى ومعنى وصفها بانها حسنى اي انها دالة على ثبوت صفات كمال لله سبحانه وتعالى ثانيا ان الله سبحانه وتعالى اثبت لنفسه المحامد وحمد نفسه جل وعلا على اسمائه جل وعلا وصفاته وحمد وحمده تبارك وتعالى لنفسه على اسمائه هو باعتبار ثبوتها له جل وعلا على الوجه اللائق به وباعتبار ايضا دلالتها على المعاني والاوصاف ثالثا ان الله سبحانه وتعالى اثبت لنفسه المثل الاعلى قال ولله المثل الاعلى والمثل الاعلى هو الوصف الاكمل فله تبارك وتعالى في كل اسم من اسمائه جل وعلا اكمل وصف رابعا ان الله سبحانه وتعالى اثبت لنفسه في القرآن في مواضع عديدة صفات لاسمائه التي اثبتها. فمثلا من اسمائه جل وعلا القوي من اسمائه سبحانه وتعالى القوي وقال في القرآن ان الله هو الرزاق ذو القوة. اثبت القوة من اسمائه العليم واثبت لنفسه جل وعلا العلم ولا يحيطون بشيء من علمه ومن اسمائه الرحيم واثبت لنفسه الرحمة وربك الغفور بالرحمة وهكذا وايضا النبي صلى الله عليه وسلم اثبت لله سبحانه وتعالى الصفات التي تقتضيها اسماؤه مثل قوله عليه الصلاة والسلام اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ومثل قوله عليه الصلاة والسلام لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره. اثبت البصر بصير ببصر فاذا الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى وكل اسم من اسمائه تبارك وتعالى دال على ثبوت صفة كمال لله سبحانه وتعالى يجب ان تثبت له على الوجه اللائق به وبجلاله وكماله وعظمته من لا يثبت صفات الله التي دلت عليها اسماؤه لم يكن محققا الايمان باسماء الله لان الايمان باسماء الله له اركان ان تثبت الاسم وان تثبت الصفة التي دل عليها الاسم وان ان تثبت الحكم فهذه ثلاثة امور تثبت فمن لم يكن مثبتا للصفات التي دلت عليها اسماء الله تبارك وتعالى لم يكن محققا الايمان باسمائه جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى ومن ذلك قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فالبر يشمل جميع انواع البر والخير وتشمل التقوى جميع ما يجب اتقاؤه من انواع المعاصي والمحرمات والاسم اسم جامع لكل ما يؤثم ويوقع في المعصية. كما ان العدوان اسم جامع يدخل فيه التعدي على الناس في الدماء والاموال والاعراض والمعروف في القرآن اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا. وعكسه المنكر وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم امته الى هذه القاعدة وارشدهم الى اعتبارها في قوله في التشهد في الصلاة في قول المصلين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقال فانكم اذا قلتم ذلك فانكم اذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح من اهل السماء والارض وامثلتها في القرآن كثيرة جدا. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا المثال التوظيحي للقاعدة وهو دخول ال للتعريف على البر والتقوى والاثم والعدوان وان دخولها على هذه الاسماء يفيد الاستغراق والشمول وان البر يشمل جميع انواع البر والخير وان التقوى تشمل جميع ما يتقى من المعاصي والاثام وان الاثم اسم جامع لكل ما يؤثم ويوقع في المعصية وان العدوان اسم جامع يدخل فيه التعدي على الناس في الدماء والاموال والاعراض فاذا معرفتنا بمعنى الداخلة على البر وعلى التقوى وعلى الاثم وعلى العدوان يحقق لنا تمام المعرفة والفقه لهذه الاية الكريمة وهي قول الله سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان قال رحمه الله فالبر يشمل جميع انواع البر والخير يشمل جميع انواع البر والخير بل البر الدين كله عقيدة وعبادة خلقا وسلوكا الدين كله بر اقرأ ذلك في اية البر في سورة البقرة وهي قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس فذكر جل وعلا هنا عقائد الدين في قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وذكر ايضا اعمال الدين وشرائع الاسلام بقوله واتى المال على حبه الى اخر الاية فدلت هذه الاية وهي تعرف عند اهل العلم باية البر دلت هذه الاية الكريمة على سمول كلمة البر الدين كله عقيدة وعبادة ولهذا العقائد التي هي الايمان بالله وبالرسل والملائكة والكتب واليوم الاخر هذا من البر بل هو اعظم البر واساسه وكذلك طاعات الدين وشرائع الاسلام من صلاة وصيام وحج وصدقة الى اخر ذلك كل ذلكم بر فاذا البر هذه الكلمة كلمة جامعة تستغرق جميع معاني البر التي تكون في القلوب والتي تكون ايضا على الجوارح واذا ظم الى البر التقوى كما في هذه الاية الكريمة التي اورد المصنف وتعاونوا على البر والتقوى اذا ضم الى البر التقوى كان البر مختصا بالطاعات وفعل فعل العبادات والتقوى مختصة بترك النواهي والمحرمات واذا انفرد كل منهما عن الاخر شمل جميع المعاني اذا انفرد بالذكر شمل جميع المعاني وسيأتي عند المصنف قاعدة عظيمة في هذا الباب وهي ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعظ تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها هذه قاعدة تأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ويأتي ايضا امثلة عديدة عليها مثل الايمان والاسلام والبر والتقوى والفقير والمسكين واسماء شرعية كثيرة تنطبق او ينطبق عليها مدلول ومفاد هذه القاعدة ويعبر عنها بعض اهل العلم بعبارة اخصر يقولون اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فهنا البر والتقوى اجتمعا في الذكر فيفترقا في المعنى يكون معنى البر فعل الطاعات والعبادات ويكون معنى التقوى ترك المعاصي والمنهيات قال ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. الاثم كل ما يؤثم الانسان فهذا فيه النهي عن كل معصية وقوله العدوان نهي عن الاعتداء على الاخرين وهذا يتناول ايظا العدوان عليهم الدماء المعصومة او الاموال المحترمة او الاعراض المصونة. كل هذه حرام ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام قال والمعروف في القرآن اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا وعكسه المنكر ان الله اه ان الله يأمر ان الله يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي المعروف اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا وعكسه المنكر اي كل ما عرف قبحه آآ شرعا وعقلا والشيخ رحمه الله له فصل نافع ومفيد جدا في اخر كتابه الرياظ النظرة الفصل الاربعين عقد فصلا في شرح الفاظ جامعة وردت في الكتاب والسنة. واتى على الفاظ كثيرة جدا تمر عليك في القرآن وتمر عليك في السنة وشرحها بعبارات وجيزة مختصرة ثم ختم رحمه الله هذه القاعدة بذكر دليل لها من السنة قال وقد نبه النبي عليه الصلاة والسلام امته الى هذه القاعدة. هذا دليل من السنة على هذه القاعدة قال وارشدهم الى اعتبارها في قوله في التشهد في الصلاة في قول المصلين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين الصالحين هنا تفيد ماذا الاستغراب لانها دخلت هنا على الاوصاف مر معنا ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات فقال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فقال فانكم اذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح من اهل السماء والارض من اين لنا ان من قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين صار مسلما على كل عبد صالح من اهل السماء والارض لان ان تبيد الاستغراق فتشمل كل عبد صالح من اهل السماء والارض كان الصحابة قبل ذلك يسلمون بقولهم السلام على جبريل. السلام على ميكائيل السلام على فلان السلام على فلان مما يطول فاتاهم النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الجملة السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وبين عليه الصلاة والسلام انها تفيد الاستغراق تشمل كل عبد صالح من اهل السماء والارض مثل هذا ما جاء في الطبراني وغيره وجود اسناده بعض اهل العلم من حديث انس ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من استغفر للمسلمين والمسلمات كان له بكل واحد منهم حسنة يعني من قال اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات كان له بكل مسلم من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها له بكل واحد من هؤلاء حسنة لان قولك اللهم اغفر للمسلمين المسلمين والمسلمات هذا يفيد الاستغراق يشمل كل مسلم يشمل كل مسلم مما خطر ببالك ومما لم يخطر باعداد لا يحصيها الا رب العالمين ليست بالالاف ولا بالملايين اعداد لا يحصيها الا الله سبحانه وتعالى فانت تقول كلمة لا تتجاوز سطرا واحدا لكنها تتناول هؤلاء كلهم ولهذا نقول من نعمة الله علينا في الذكر وجود مثل هذه آآ الاحرف التي تفيد الاستغراق وتريحنا في باب الذكر من جمل طويلة ونكسب اجورا عظيمة في جملة واحدة فبدل ان نقول اللهم اغفر لزيد وعبيد وفلان وعلان الى اخره نقول اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات فيتناول لفظنا هذا واستغفارنا كل مسلم مما خطر ببالنا ومما لم يخطر ببالنا هذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا باحرف تأتي في الذكر تجعل الذكر اه متناولا بابا عظيما من الاجور لا يحصيه الا الرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى فاذا فقه هذه هذا الحرف او المعرفة ومعرفة دلالاتها من الامور المفيدة في فهم القرآن من الامور المفيدة في في باب الاذكار والدعاء من الامور المفيدة في باب فقه اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى ايضا من من الامور المفيدة في فهم الالفاظ الجامعة الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى كل ذلك ورد امثلة في هذا السياق الذي ذكره الشيخ رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة اذا وقعت النكرة في سياق النفي او النهي او الشرط او الاستفهام دلت على العموم لقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فانه نهى عن الشرك به في النيات والاقوال والافعال وعن الشرك الاكبر والاصغر والخفي والجري فلا يجعل العبد لله ندا ومشاركا في شيء من ذلك ونظيرها فلا تجعلوا لله اندادا. نعم ثم ذكر رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة قال اذا وقعت النكرة في سياق النفي او النهي او الشرط او الاستفهام دلت على العموم قوله اذا وقعت النكرة النكرة هي الاسم الموضوع لغير فرد معين الاسم الموضوع لغير لفرد غير معين الاسم الموضوع لفرد غير معين مثل رجل هذه نكرة مثل بيت نكرة دابة نكرة وضد النكرة المعرفة والتعريف يكون بامور منها دخول التعريف ومنها الاظافة وهذا سيأتي اه عند المصنف رحمه الله في قاعدة اتية فالشاهد ان آآ النكرة النكرة اذا وقعت في سياق النفي او النهي او الشر او الاستفهام دلت على العموم واخذ يمثل على كل واحد من هذه كل واحد من هذه السياقات الاربعة سياق النفي او النهي او الشرط او الاستفهام اولا النفي وهو الاخبار عن ترك الفعل النفي هو الاخبار عن ترك الفعل اذا دخل النفي على جملة وجاء في السياق نكرة افادت النكرة العموم مثال ذلك قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا لا تشركوا هذا نفي لا تشركوا هذا نهي قوله لا تشركوا هذا نهي والنهي هو الطلب عن اه الكف عن الفعل الطلبة طلب الكف عن الفعل فهنا قال لا تشركوا نهى وجاءت شيئا نكرة في هذا السياق فافادت العموم ومعنى ذلك ان قوله لا تشركوا به شيئا اي شيء كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاوليا ولا غير هؤلاء لان شيئا جاءت نكرة في سياق النهي عن الشرك فافادت العموم فافادت العموم وانه لا يحل لاحد ان يجعل مع الله شريكا ايا كان هذا الشريك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاوليا. كل واحد من هؤلاء لا يستحق ان يكون شريكا مع الله تبارك وتعالى في العبادة ولهذا قال واعبدوا الله اي اخلصوا لله العباد وافردوه بالتوحيد ولا تشرك به شيئا اي اي شيء كان قال فانه نهى عن الشرك به في النيات والاقوال والافعال وعن الشرك الاكبر والاصغر والخفي والجلي فلا يجعل العبد لله ندا مشاركا في شيء من ذلك لا شركا اكبر ولا اصغر ولا في النية ولا في الفعل ولا في القول كل ذلك يتناوله قوله سبحانه ولا تشركوا به شيئا. اي شيء كان قال ونظيرها فلا تجعلوا لله اندادا اندادا نكرة في سياق النهي فهي تفيد العموم والمعنى لا تجعلوا مع الله ندا ايا كان هذا الند لا ملك ولا نبي ولا ولي ولا غير هؤلاء فالعبادة حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز ان يجعل معه فيها شريك ولا نديد. نعم وقوله في وصف يوم القيامة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا يعم كل نفس انه لا تملك شيئا من الاشياء. لا ايصال المنافع ولا دفع المضار ثم ذكر هذا المثال وهو يتعلق بالنفي وعرفنا ان النفي والاخبار عن ترك الفعل والنكرة اذا جاءت في سياق النفي افادت العموم والمثال الذي ذكره رحمه الله وقوله تعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا جاء فيه ثلاث نكرات جاء فيه ثلاث نكرات في هذا السياق النكرة الاولى قوله نفس والثانية لنفس والثالثة شيئا وجميع هذه النكرات جاءت في سياق النفي فتفيد العموم والمعنى لا تملك نفس مهما عظمت ومهما جل قدرها ومهما ارتفعت مكانتها لنفس مهما بلغت في الرحمة لها والعطف عليها والشفقة وارادة الاحسان لها شيئا اي شيء كان ولا ولا قدرا يسيرا. لماذا قال يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله ولهذا قال عليه الصلاة والسلام يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا واذا قال قائل فما شأن الشفاعة اذا الشفاعة لا يملكها الشافع وانما يملكها الرب سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا فهي ملك لله. ولهذا لا يمكن لاحد كائنا من كان ان يشفع عند الله سبحانه وتعالى الا اذا اذن الله له بالشفاعة من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وايضا لا يشفع احد عند الله الا لمن رضي الله قوله وعمله ولهذا قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى ولا يشفعون الا لمن ارتضى والله سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد ولهذا هذي امور ثلاثة في الشفاعة لا بد من فقهها الاول لا احد يشفع عند الله الا باذن الله والثاني لا يشفع لاحد الا اذا رضي الله قوله وعمله وعمله والثالث لا يرضى الله سبحانه وتعالى الا عن اهل التوحيد ولهذا لما قال ابو هريرة للنبي عليه الصلاة والسلام من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة وان ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا فلاحظ اولا قال انها نائلة ان شاء الله لان الامر باذنه من لا يشرك بالله شيئا هذا قيد اخر وهو انها لا تنال الا من رظي الله سبحانه وتعالى قوله وعمله والله لا يرظى عمن اشرك فقوله سبحانه يوم لا تملك نفس لنفس شيئا هذه اية تفهمك التوحيد والاخلاص لله وتعلق القلب بالله سبحانه وتعالى وان يكون طلبك وفزعك والتزاؤك والى الله اذا اردت النجاة فاطلبها من الله اذا اردت الجنة اطلبها من الله اذا اردت السعادة في الدنيا والاخرة اطلب ذلك من الله فالله سبحانه وتعالى يقول يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ لله. اذا القلب لا يكون متعلقا ولا متوكلا ولا ملتجئا الا الى الله سبحانه وتعالى لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك وقال في القرآن ففروا الى الله فهذا مما يفهم التوحيد ويبين وجوب الاخلاص والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى. وفي ضوء هذا المعنى قال النبي عليه الصلاة والسلام لفاطمة بنته يا فاطمة بنت محمد سليني من مال ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا والله سبحانه وتعالى قال له في القرآن الكريم ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم كان عليه الصلاة والسلام مد يديه ودعا على بعض عتاولة المشركين باسمائهم طلبا من الله ان يلعنهم قال اللهم العن فلان والعن فلان والعن فلان باسمائهم من شدة اذاهم وتسلطهم على المسلمين فانزل الله قوله ليس لك من الامر شيء. او يتوب عليهم او يعذبهم وتاب الله عليهم اولئك الذين لعنهم عليه الصلاة والسلام وطرب من الله ان يبعدهم من رحمته تاب الله عليهم. واقرأوا ذلك في تفسير هذه الاية فالامر ليس له عليه الصلاة الهداية بيد الله والفلاح بيد الله سبحانه وتعالى في الجانب الاخر نقرأ قصته عليه الصلاة والسلام مع عمه ابي طالب لما حضرته الوفاة يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله وعنده ابو جهل وبعض المشركين يقولون بلى على ملة عبد المطلب ومات وهو يقول هو على ملة عبد المطلب فالامر بيد الله الامر بيد الله سبحانه وتعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله فمن يكره هذه الاية ويفهمها ويفهم هذه النكرات التي جاءت في سياق هذا النفي يفهم التوحيد يفهم التوحيد وان القلب يجب ان يكون معلقا بالله ان يكون القلب متوكلا على الله ملتجئا الى الله طالبا النجاة من الله سبحانه وتعالى لا يلجأ الا اليه وتوكل على الحي الذي لا يموت قال قوله في وصف يوم القيامة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا يعم كل نفس وانها لا تملك شيئا من الاشياء. يعم كل نفس لكل نفس يعم كل نفس الاولى وايضا يعم لكل نفس اللي هي الثانية ويعم ايضا شيئا اي شيء من الاشياء ولو كان امرا قليلا او شيئا يسيرا لا ايصال المنافع ولا دفع المضار نعم وكقوله تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله فكل ضر قدره الله على العبد ليس في استطاعة احد من الخلق كشفه بوجه من الوجوه. ونهاية ما يقدر عليه من الاسباب والادوية جزء من اجزاء كثيرة داخلة في قضائه وقدره نعم وقوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وقوله وما بكم من نعمة فمن الله يشمل كل خير في العبد ويصيب العبد. وكل نعمة فيها حصول محبوب او دفع مكروه فان الله هو المتفرد بذلك. ثم ذكر هذه الامثلة وهي تتعلق بالشرط والشرط هو تعليق حصول مضمون جملة على حصول مضمون جملة اخرى مثاله وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله والقاعدة هنا ان النكرة اذا جاءت في سياق الشرط افادت العموم وهنا قوله بظر هذه نكرة جاءت في سياق الشرط قال وان يمسسك الله بضر وان يمسسك الله بضر وايظا قوله وان يردك بخير فهذه نكرة جاءت في هذا السياق سياق الشرط فتفيد العموم. ولهذا قال الشيخ فكل ضر قدره الله على العبد ليس في استطاعة احد من الخلق كشفه اذا قوله اني يمسسك الله بضر هذه نكرة في سياق الشرط تفيد العموم تشمل الضرف المال الظرف الصحة الظرف البدن الظرف التجارة الضر الى اخره لانها نكرة في سياق شرط تفيد العموم. فاي ضر اه كتبه الله عليك لا يمكن احد ان يكشفه وقوله فلا كاشف كاشف نكرة في سياق ماذا النفي فتفيد العموم فلا كاشف اي اي احد كان وان يردك بخير فلا راد. لفظله. خير نكرة في سياق الشرط تفيد العموم ان اراد الله لك خيرا في مالك في دينك في صحتك في تجارتك في اي امر لا يملك احد ان يرده وقوله فلا راد راد نكرة في سياق النفي تفيد العموم اي لا يستطيع احد ان يرده مهما كان ومهما بلغ من القوة ومهما اوتي من القدرة ما يستطيع ان يرد خير ساقه الله لك فاذا فهم هذه النكرات في مثل هذا السياق يقوي فيك التوحيد والتوكل على الله سبحانه وتعالى وحسن الالتجاء اليه فرق بين من يقرأ هذه الاية وهو لا يفهم هذه المعاني التي تدل عليها وبين من يقرأها وهو يفهم ما تدل عليه ان يمسسك الله بضر اي ضر كان في ما لك في صحتك في تجارتك في بدنك فلا كاشف له اي مهما اراد احد ان يكشف هذا الضر لا يستطيع لان الامر لله سبحانه وتعالى واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك وايضا المثال الاخر هو ايضا مثال لمجيء النكرة في سياق الشرط قال ما يفتح الله للناس من رحمة رحمة هنا نكرة في سياق الشرط تفيد العموم ولهذا قال يشمل كل خير في العبد ويصيب العبد وكل نعمة فيها حصول محبوب او دفع مكروه فان الله هو المتفرد بذلك ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها نعم وقوله هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو واذا دخلت من صارت نصا في العموم كهذه الاية فما منكم من احد عنه حاجزين وما لكم من اله غيره ولها امثلة كثيرة جدا ثم ختم رحمه الله بذكر مثال للاستفهام يعني مجيء النكرة في سياق الاستفهام والاستفهام هو الاستخبار مثل بمثال واحد وهو قوله هل من خالق؟ والاستفهام هنا انكار الاستفهام هنا انكار قال هل من خالق خالق خالق نكرة جاءت في سياق الاستفهام فتفيد العموم تفيد العموم هل من خالق غير الله يرزقكم فتفيد العموم ومثلها ايضا قوله سبحانه وتعالى هل تعلم له سم يا سمية نكرة في سياق الاستفهام فتفيد العموم ايضا قوله هل تحس منهم من احد او تسمع لهم ركز احد وركزا نكرة في سياق الاستفهام فتفيد العموم هل تحس منهم من احد؟ اي اي احد من هؤلاء هل له وجود؟ هل تحس باحد من هؤلاء فهذا يفيد العموم اذا اه اه النكرة اذا جاءت في سياق الاستفهام افادت العموم قال واذا دخلت من صارت نصا في العموم اذا دخلت من صارت نصا في العموم كهذه الاية فما منكم من احد عنه فما منكم من احد عنه حاجزين وايضا قوله ما لكم من اله غيره ايا ليس احد اه اه يستطيع ان يحجز اه عقوبة من الله سبحانه وتعالى او منع امر اراده الله سبحانه وتعالى عنه وكذلك قوله ما لكم من اله غيره اي غير الله سبحانه وتعالى وكل اله يدعى فهو باطل. ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وان الله هو العلي الكبير قال ولها امثلة كثيرة جدا نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة المفرد المضاف يفيد العموم كما يفيد ذلك اسم الجمع فكما ان قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم الى اخرها يشمل كل ام انتسبت اليها وان علت وكل بنت انتسبت اليك وان نزلت الى اخر المذكورات فكذلك قوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث فانها تشمل النعم الدينية والدنيوية ثم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة المفرد المضاف يفيد العموم هذه القاعدة المفرد المضاف يفيد العموم. المفرد اذا اظيف افاد العموم وقوله كما يفيد ذلك اسم الجمع هذا تنظير له كما يفيد ذلك اسم الجمع لان اسم الجمع سواء عرف بالاضافة كما في المثال الذي ذكره الشيخ او عرف بال كما في القاعدة السابقة فانه يفيد العموم فانه يفيد العموم سواء عرف بالاضافة حرمت عليكم امهاتكم امهات جمع اضيف فيفيد العموم او عرف بال مثل ان المسلمين والمسلمات هذا يفيد العموم فاذا آآ المفرد المضاف يفيد العموم كما يفيد ذلك اسم الجمع كما يفيد ذلك اسم الجمع وللتوظيح اقول المثال الذي ذكره في الاية حرمت عليكم امهاتكم حرمت عليكم امهاتكم لو قيل لشخص حرمت عليك امك حرمت عليك امك امك هنا مفرد مضاف يفيد في دلالته مثل افادة الجمع المضاف فقولك لشخص حرمت عليك امك هو في دلالته كقوله تبارك وتعالى حرمت عليكم امهاتكم. لان المفرد اذا اضيف افاد العموم فقول القائل حرمت عليك امك يفيد العموم اي ام لك سواء التي ولدتك او امك لابيك وان علت او امك لامك وان علت يتناوله هذا المفرد المضاف فاذا المفرد المضاف يفيد العموم كما يفيد ذلك اسم الجمع كما يفيد ذلك اسم الجمع يمثل الشيخ لذلك فيقول فكما ان قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم كما ان هذه تفيد العموم كل ام لك وكل بنت لك وكل اخت لك وكل عمة لك وكل خالة لك كما انه يفيد العموم فكذلك قوله سبحانه وتعالى واما بنعمة ربك فحدث ايظا يفيد العموم ايضا يفيد العموم قوله امهاتكم يقول الشيخ هذا يشمل كل ام انتسبت اليها وان علت يعني الام التي ولدت الانسان وامها وام ابيك وان علوا كلهم يشملهم هذا التحريم ايضا قوله وبناتكم يشمل بنت الانسان وبنت البنت وبنت الابن وان نزلوا فكما ان هذه الصيغة تفيد العموم ايضا قوله سبحانه وتعالى واما بنعمة ربك نعمة مفرد مضاف نعمة مفرد مضاف يفيد ماذا؟ العموم اي كل نعمة انعم الله بها عليك في الدين والدنيا وايضا قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها نعمة مضاف مفرد مضاف يفيد العموم ايضا قولك في دعاء آآ في في سيد الاستغفار بسيد الاستغفار تقول ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي نعمة مفرد مضاف يفيد العموم فقولك ابوء لك اي اعترف لك يا الله بنعمتك علي نعمة هنا مفرد فيشمل كل نعمة انعم انعم الله سبحانه وتعالى بها عليك لان القاعدة تقول المفرد اذا اضيف افاد قال عموم ايضا قولك ابوء بذنبي ما المراد بالذنب هنا ذنب معين او كل ذنب كل ذنب لان القاعدة تقول المفرد اذا اضيف افاد العموم فقولك ابوء بذنبي معناها ابوء لك بذنوبي معنى قولك بذنبي اي بذنوبي لان المفردة اذا اظيف افاد العموم ثم ذكر مثالا اخر قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. فانها تعم الصلوات كلها والانساك كلها وجميعها العبد فيه وعليه في حياته ومماته. الجميع قد اوقعته واخلصته لله وحده لا شريك له ثم ذكر هذا المثال وهو من الامثلة التي تشرح التوحيد وتبين الاخلاص لله تبارك وتعالى قال قل ان صلاتي صلاة هنا مفرد لم يقل صلواتي وانما قال صلاتي مفرد مفرد مضاف يفيد العموم فقولك ان صلاتي اي كل صلاة اديتها من فريضة او نافلة لك يا الله من اين لنا هذا العموم من من هذه القاعدة وهي ان المفرد المضاف يفيد العموم. قل ان صلاتي معنى ذلك كل صلاة اديتها فرضا كانت او نفلا لك يا الله لا شريك لك ونسكي ايضا نسك مفرد مضاف فيشمل جميع الانساك يشمل جميع الانساك التي يقوم بها الاب فرظها ونفلها ومحيا يوم مماته ايضا المحيا والممات ايضا مفرد اه مضاف فكل ذلك يفيد العموم. نعم وقوله واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى على احد القولين انه يشمل جميع مقاماته في مشاعر اتخذوه معبدا ثم ذكر هذا المثال قال وقوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مقام مفرد مضاف الى ابراهيم عليه السلام ويقول الشيخ هنا هذا المفرد المضاف يفيد العموم على احد القولين في معنى الاية لان للمفسرين في هذه الاية قولين القول الاول ان المراد بالمقام المقام المعروف الذي اه قام عليه ابراهيم عليه السلام عندما بنى البيت وهو الذي حول الكعبة يعرفه الناس وقيل المراد بالمقام الحج كله كل مقام قامه إبراهيم في الحج والانساك التي قام بها فقول اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اي ادوا المناسك كما اداها ادوا المناسك كما اداها ولهذا يروى عن ابن عباس وغيره في معنى الاية قالها مقام ابراهيم الحج كله ويروى عنه انه قال مقام إبراهيم الحرم كله الحرم كله فاذا على قول للمفسرين في معنى مقام ابراهيم تنطبق هذه القاعدة وهي ان المقام مفرد اضيف فافاد العموم كل مقام قامه ابراهيم نعم واصلح من هذا قوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وهذا شامل لكل ما هو عليه من التوحيد والاخلاص لله تعالى والقيام بحق العبودية ثم ذكر هذا المثال ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم ملة مفرد مضاف الى ابراهيم فيفيد كل ما كان عليه ابراهيم الخليل من التوحيد والاخلاص والقيام بحقوق الله تبارك وتعالى وافراده سبحانه وتعالى وحده بالذل والخضوع كل ذلك مستفاد من قوله ملة ابراهيم لان ملة مضاف فافاد العموم نعم واعم من ذلك واشمل قوله تعالى لما ذكر الانبياء اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتده فامره فامره الله ان يقتضي بجميع ما عليه المرسلون من الهدى الذي هو العلوم النافعة والاخلاق الزاكية والاعمال الصالحة والهدي المستقيم وهذه الاية احد الادلة على الاصل المعروف ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه وشرع الانبياء السابقين هو هداهم في اصول الدين وفروعه. ثم ذكر مثالا اعم مما سبق واشمل وهو قول الله تعالى لما ذكر الانبياء قال اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى هدى مضاف آآ هدى مفرد مضاف مضاف الى الانبياء هداهم اي الانبياء فهدى مفرد مضاف فيفيد العموم ولهذا قال الشيخ فامره الله ان يقتضي بجميع ما عليه المرسلون من الهدى الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والاخلاق الزاكية والصراط المستقيم فافادنا هذا التعميم او استفدنا هذا التعميم من قوله هداهم فهدى مفرد مضاف الى الانبياء والمطلوب ان ان نهتدي بهدى بهدي الانبياء بمعنى ان نكون على ما كانوا عليه من العقائد الصحيحة والاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة والطاعات الزاكية ولهذا يقول الشيخ ان في بهذه الاية دليل للاصل المعروف هو ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد اه شرعنا بخلافه ما لم يرد شرعنا بخلافة. وايضا من الشواهد عليه قوله عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى نعم وكذلك قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. وهذا يعم جميع ما شرعه لعباده فعلا وترك اعتقادا وانقيادا واضافه الى نفسه في هذه الاية لكونه الذي نصبه لعباده كما اضافه الى الذين انعم عليهم في قوله صراط الذين انعمت عليهم لكونهم هم السالكون له فصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما اتصفوا به من العلوم والاخلاق الاوصاف والاعمال ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا المثال وهو قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه صراط مفرد اه مضاف مضاف الى الله سبحانه وتعالى صراطي مفرد مضاف الى الله سبحانه وتعالى واظافه سبحانه وتعالى لنفسه لانه هو الذي نصبه لعباده هو جل وعلا الذي نصب هذا الصراط لعباده فاضافه لنفسه لكونه نصبه لهم واضافه لعباده في الاية الاخرى صراط الذين انعمت عليهم لانهم هم الذين سلكوه فاظافته تبارك وتعالى الصراط لنفسه باعتبار انه هو الذي نصبه لعباده واضافته جل وعلا هذا الصراط الى العباد باعتبار انهم هم الذين سلكوه وآآ والصراط في الموضعين في الموضع الاول الذي هو اظافته الى الله والموضع الثاني الذي هو اضافته الى العباد مفرد مضاف فيفيد اه كلما امر الله سبحانه وتعالى عبادة وبسلوكه وكل ما نصبه لهم من الشرائع والاعمال والطاعات التي تقربهم الى الله سبحانه وتعالى كل ذلكم اه يشمله الصراط المستقيم نعم وكذلك قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا. يدخل في ذلك جميع العبادات الظاهرة والباطنة العبادات الاعتقادية والعملية ثم ذكر هذا المثال قال ولا يشرك بعبادة ربه ولا يشرك بعبادة ربه احدا. عبادة مفرد مضاف الى الله سبحانه وتعالى فيفيد العموم ولهذا قال الشيخ يدخل اه يدخل في ذلك جميع العبادات يدخل في ذلك جميع العبادات لانها عبادة مفرد مضافة الى الله سبحانه وتعالى فيفيد جميع العبادات فمعنى قوله لا يشرك بعبادة ربه اي عبادات يشمل كل العبادات القولية والفعلية والقلبية لا نجعل مع الله سبحانه وتعالى شريكا فيها ولهذا للتوظيح لو قال قائل لا يشرك بعبادة ربه اذا قال قالوا وهو لا يفهم هذه القاعدة لا يشرك بعبادة ربه احدا. لو قال ما هي العبادة المقصودة هنا ما هي العبادة المقصودة هنا لان هنا ذكر عبادة واحدة عبادة ربه فقال ما هي العبادة المقصودة هنا؟ تقول له في ضوء هذه القاعدة اه عبادة مفرد مضاف يفيد العموم فيشمل صلاتك وصيامك ودعائك وذبحك والى اخره كل ذلك داخل تحت قوله عبادة ربه نعم كما ان وصف الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية المضافة الى الله سبحان الذي اسرى بعبده وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده يدل على انه وفى جميع مقامات العبودية حيث نال اشرف المقامات بتوفيته لجميع مقامات العبوديات ثم آآ ذكر هذا المثال ووصف الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية المظافة الى الله وذكر على ذلك امثلة سبحان الذي اسرى بعبده عبد مفرد مضاف وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا عبدنا مفرد مضاف تبارك الذي نزل الفرقان على عبده عبده مفرد مضاف وهذا المفرد المضاف في جميع هذه الامثلة الثلاثة يفيد العموم وهو يدل على انه صلى الله عليه وسلم وفى جميع مقامات العبودية من اين لنا انه عليه الصلاة والسلام وفى جميع مقامات العبودية من السياق لان عبد مفرد مضاف يفيد العموم اي يفيد انه عليه الصلاة والسلام وفى جميع مقامات العبودية واتى بها على اتم حال واشرف مقام نعم وقوله اليس الله بكاف عبده فكلما كان العبد اقوم بحقوق العبودية كانت كفاية الله له اكمل واتم وما نقص منها نقص من الكفاية بحسبه ايضا قوله اليس الله بكاف عبده عبده مفرد مضاف يفيد العموم والاية فيها عبودية وفيها كفاية العبودية من الله العبودية من العبد والكفاية من الله والكفاية اه اه بحسب حظ العبد من العبودية لانه قال اليس الله بكاف عبده فحظ العبد من الكفاية بحسب حظه من العبودية بمعنى ان العبادة كلما زادت زاد حظه ونصيبه من اه الكفاية نعم وقوله وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر. وقوله انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون يشمل جميع اوامره القدرية الكونية. وهذا في القرآن شيء كثير. ثم ختم بهذين المثالين اه الاول قوله وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر امر مضاف الى الله سبحانه وتعالى فيفيد العموم وايضا انما قولنا قول مفرد مضاف الى الله سبحانه وتعالى يفيد العموم ولهذا قال يشمل جميع اوامره القدرية الكونية يشمل جميع اوامره القدرية الكونية وهو يشير هنا الى ان اوامر الله نوعان كونية قدرية وشرعية دينية وهذا الامر الذي ذكر هنا هو امر كوني قدري لدلالة السياق على ذلك والشاهد من الايتين للترجمة ان الامر والقول في الايتين مفرد مضاف فافاد العموم قال وهذا في القرآن شيء كثير ونلاحظ ان الشيخ في تمام كل قاعدة ينبه الى ان في القرآن شيء كثير من ذلك وهذا فيه تنبيه لطالب العلم انه عليه ان يضبط القاعدة ببعض امثلتها ثم بعد ذلك يسهل عليه التطبيق ولهذا قال في المقدمة كما قرأنا قال لانه اذا انفتح للعبد الباب وتمهدت عنده قاعدة وتدرب منها بعدة امثلة توضحها وتبين طريقها ومنهجها لم يحتاج الى زيادة بسط وكثير وكثرة التفصيل ونكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك