بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة السادسة في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده كاد القرآن ان يكون كله لتقرير التوحيد. ونفي ضده واكثر الايات يقرر الله فيها توحيد الالهية واخلاص العبادة لله وحده لا شريك ويخبر ان جميع الرسل تدعو قومها الى ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وان الله تعالى انما خلق الجن والانس ليعبدوه وان الكتب والرسل اتفقت على هذا الاصل الذي هو اصل الاصول كلها وان من لم يدم بهذا الدين الذي هو اخلاص العمل لله فعمله باطل لان اشركت ليحبطن عملك ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ويدعو العباد الى ويدعو العباد الى ما تقرر في فطرهم وعقولهم من ان المتفرد بالخلق والتدبير والمتفردة بالنعم الظاهرة والباطنة هو الذي لا يستحق العبادة الا هو وان سائر الخلق ليس عندهم خلق ولا نفع ولا دفع ولن يغنوا عن احد من الله شيئا ويدعوهم ايضا الى هذا الاصل بما يتمدح به ويثني على نفسه الكريمة من تفرده بصفات العظمة من تفرده بصفات العظمة والمجد والجلال والكمال وان من له هذا الكمال المطلق الذي لا يشاركه فيه مشارك احق من اخلصت له الاعمال الظاهرة والباطنة ويقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحده فلا يحكم غيره شرعا ولا جزاء ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد. وانه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وفطرة. على جميع العبيد ويذكر مساوئ الشرك وقبحه واختلال عقول اصحابه بعد اختلال اديانهم وتقليب افئدتهم. وكونهم في وامر مريج وتارة يدعو اليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن في الدنيا والاخرة والحياة الطيبة في الدور الثلاث وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والاجلة وكيف كانت عواقبهم اسوأ العواقب وشرها وبالجملة فكل خير عاجل واجل فانه من ثمرات التوحيد وكل شر عاجل ان واجل فانه من ثمرات ضده. والله اعلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه القاعدة السادسة من القواعد التي جمعها الامام الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهي في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده وضده هو الشرك بالله عز وجل والتوحيد هو اعظم شيء امر الله سبحانه وتعالى به في القرآن الكريم وظده هو اعظم شيء نهى الله سبحانه وتعالى عنه في القرآن الكريم وهو ايظا اول شيء امر الله سبحانه وتعالى به عباده ونهاهم عنه ويأتي دائما وابدا في مقدمة الاوامر يأتي التوحيد في مقدمة الاوامر ويأتي ضده وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى في مقدمة النواهي في ايات كثيرة في القرآن الكريم تكون مشتملة على جملة من الاوامر والنواهي تجدها مبدوءة الامر بالتوحيد والنهي عن ضده وهو الشرك بالله لقوله سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ثم ذكر جملة من الاوامر والنواهي وقوله جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ثم ذكر جملة من الاوامر والنواهي وقوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا ثم ذكر جملة من الاوامر والنواهي فطريقة القرآن في ذكر الاوامر والنواهي ان يبدأ بالتوحيد ان يبدأ فيه بالتوحيد والنهي عن ضده وهو الشرك وبهذا يعلم ان التوحيد هو اعظم شيء امر الله سبحانه وتعالى به وان ضده وهو الشرك هو اعظم اخطر شيء نهى الله سبحانه وتعالى عباده عنه ولما كان التوحيد بهذه المكانة وضده وهو الشرك بالله بهذه الخطورة كانت براهين تقرير التوحيد وبراهين بطلان الشرك اكثر البراهين في القرآن الكريم ودلائل تقرير التوحيد اكثر الدلائل ودلائل ابطال ضده وهو الشرك اكثر الدلائل في كتاب الله سبحانه وتعالى لان الامر كلما كان اعظم والحاجة اليه امس كانت براهينه ودلائله وسبل تقريره اكثر من غيره وهذه سنة ماضية لله سبحانه وتعالى في هذا الكون ان الامر كلما كانت الحاجة اليه امس والضرورة اليه الزم واشد تكون وتكون دلائله ووسائل معرفته وطرائق تقريره اعظم من غيره واعتبر هذا في حاجيات الناس كالهواء والماء والطعام لما كانت حاجة الناس الى الهواء اشد من حاجتهم الى الماء كان الوصول الى الهواء ايسر من الوصول الى الماء ولما كانت الحاجة الى الماء اشد من الحاجة الى الطعام كان الوصول الى الماء ايسر من الوصول الى الطعام ولما كان التوحيد اعظم من الطعام والشراب والماء واللباس وغير ذلك من حاجيات الناس لان به حياتهم الحقيقية في الدنيا والاخرة لما كانت الحاجة اليه اعظم كانت وسائل تقرير التوحيد وذكر براهينه ودلائله اعظم من غيره ولهذا بسطت براهين التوحيد ودلائله في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم بسطا لم يبسطه اي امر اخر من امور الدين لان التوحيد هو اعظم شيء ولهذا كان التوحيد اعظم شيء بين في القرآن وايضا كان التوحيد اعظم شيء ذكرت دلائله وبراهينه ونوعت حججه في كتاب الله سبحانه وتعالى وكذلك ابطال ظده وهو الشرك ومن يقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى يجد ان اكثر البراهين والدلائل في القرآن الكريم على اقامة التوحيد وابطال الشرك حتى قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كلام له عظيم في كلام له عظيم في هذا الباب بخاتمة كتابه مدارج السالكين قال فالقرآن كله في تقرير التوحيد القرآن كله في تقرير التوحيد لان القرآن اما امر ونهي وهذه مكملات التوحيد ومتمماته واما ثواب وجزاء وهذا ثواب اهل التوحيد وجزاء من خالفه او ذكر نصر الله سبحانه وتعالى لاوليائه من اهل التوحيد وعقابه لاعدائهم من اهل الشرك والتنديد فالقرآن كله من اوله الى اخره في تقرير التوحيد واقامة براهين التوحيد وحججه والشيخ رحمه الله تعالى في هذه القاعدة العظيمة اراد ان يلفت النظر الى بعض الدلائل والبراهين على توحيد الله ووجوب اخلاص الدين له والتحذير من ضده وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى فذكر طرفا يسيرا وشيئا قليلا من براهين التوحيد الواردة في كتاب الله عز وجل منبها بما ذكره رحمه الله تعالى على ما لم يذكره لان القرآن كما تقدم مليء بالبراهين والدلائل على توحيد الله سبحانه وتعالى وهنا ايضا يقال من لم يعرف التوحيد الذي هو اعظم مطالب القرآن واكبر مقاصده واجل غاياته واكثر ما جاء فيه هو براهينه ودلائله من لم يعرف التوحيد فما عرف القرآن كما عرف القرآن الكريم وان قرأ حروف القرآن لان التوحيد فهو اعظم مقاصد القرآن واجل غاياته وانبل اهدافه ولا تكاد تمر بسورة من سور القرآن الا وفيها تقرير التوحيد واثبات حججه وبراهينه وبيان دلائله وبيناته قال رحمه الله يكاد القرآن ان يكون كله لتقرير التوحيد يكاد القرآن ان يكون كله لتقرير التوحيد يكاد القرآن ان يكون كله لتقرير التوحيد وهذه مسألة اوضحها بوفاء العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في اخر كتابه مدارج السالكين وبين هناك ان القرآن كله في تقرير التوحيد وان كل اية فيه هي في التوحيد اما في آآ عرظ التوحيد وبيانه او التحذير من ضده او ذكر مكملاته ومتمماته او ذكر نواقصه ومظعفاته او ذكر آآ ثواب اهله وجزائهم او او عقاب من نكل عن التوحيد وخالفه فالقرآن يكاد ان يكون كله في تقرير التوحيد والتوحيد فهذه مصدر للفعل وحد يوحد توحيدا وهو اصل يدل على الافراد افراد الله سبحانه وتعالى بخصائصه وحقوقه سبحانه وتعالى خصائصه جل وعلا من الاسماء الحسنى والصفات العظيمة والافعال الجليلة ايضا خصائصه من اثبات ربوبيته وملكه وتدبيره للمخلوقات وتفرده تبارك وتعالى بالتصرف والعطاء والمنع والخفض والرفع وحقوقه سبحانه وتعالى بان يفرد وحده بالعبادة وان يخص بالطاعة والذل والخضوع وانه سبحانه وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وهو يقوم على اركان ثلاثة التوحيد يقوم على اركان ثلاثة الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته والايمان بوحدانية الله في الوهيته ومراد الشيخ هنا بالتوحيد توحيد العبادة لانه هو الذي وقعت فيه الخصومة بين الانبياء واقوامهم لانهم كانوا يقرون بان الرب هو الله وانه الخالق الرازق المنعم المتصرف يقرون بذلك ويؤمنون بان بانه سبحانه هو المتفرد بخلقهم وخلق السماوات والارض وايجاد الكائنات يقرون بذلك. لكن الخصومة كانت بينهم وبين الانبياء في توحيد العبادة لما دعوهم انبياء الله ورسله الى افراد الله بالعبادة واخلاص التوحيد له قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد والايات في هذا المعنى كثيرة فالخصومة التي كانت بينهم وبين الانبياء في توحيد العبادة ولهذا كثر في القرآن ذكر دلائل وبراهين توحيد العبادة لان الخصومة فيه اما توحيد الربوبية مركوز في الفطر ولا ينازعون فيه بل هم مقرون اذا سئلوا من الخالق لهم من الخالق للسموات؟ من الخالق للارض من الخالق اه المخلوقات يقولون الله يقولون الله وهذا في فيه ايات كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى بل انهم يعتقدون ان اصنامهم واوثانهم التي يعبدون من دون الله يعتقدون انها مملوكة لله سبحانه وتعالى تحت تصرف الله وتدبيره ولهذا كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك تملكه انت يا الله اما هو لا يملك شيئا هكذا يعتقدون فلم يكونوا يخاصمون وينازعون في الربوبية بل كانت الخصومة في توحيد العبادة ولهذا كثر في القرآن الكريم تقرير توحيد العبادة وذكر براهينه ودلائله بشكل واسع تقرير مستفيظ لم يكن اه لامر اخر من الامور التي قررت وذكرت براهينها في كتاب الله تبارك وتعالى وقوله ونفي ضده ضده هو الشرك بالله والشرك هو التسوية الشرك بالله هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله وحقوقه سبحانه ولهذا اذا ادخل المشركون النار يوم القيامة يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فالشرك هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله وحقوقه سبحانه فمن سوى غير الله بالله في الخلق او الرزق او العطاء او المنع او الخفظ او الرفع او سوى غير الله بالله في شيء من خصائصه في اسماء حسنى كمن يثبت لغير الله علما اختص الله به قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله او اثبت له بشيئا من خصائص الله تبارك وتعالى في اسمائه سبحانه وصفاته فقد اشرك بالله العظيم وكذلك من صرف لغير الله شيئا من حقوق الله الخاصة به من العبادة والدعاء والذل والخضوع والرجاء والتوكل والذبح والنذر وغير ذلك فمن اعطى غير الله سبحانه وتعالى شيئا من خصائص الله فقد جعل ذلك الذي اعطاه بشيء من خصائص الله شريكا لله عز وجل ويكون بذلك قد وقع في اعظم جرم واكبر ذنب ثم اخذ يبين رحمه الله طريقة القرآن في تقرير هذا التوحيد ونفي وابطال ضده قال يكاد القرآن ان يكون كله لتقرير التوحيد ونفي ضده واكثر الايات يقرر الله فيها توحيد الالهية واخلاص العبادة لله وحده لا شريك له يكرر فيها اي ان اكثر ايات القرآن في تقرير العبادة والاخلاص لله جل وعلا مثل قوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقوله والهكم اله واحد وقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وقوله والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير وقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. والايات في هذا المعنى كثيرة التي فيها الامر بالتوحيد وقد جاء عن ابن عباس رحمه الله ان كل امر بالعبادة امر بالتوحيد ان كل امر بالعبادة في القرآن فهو امر بالتوحيد لان العبادة لا تكون عبادة صحيحة مقبولة مرضية عند الله الا اذا كانت قائمة على التوحيد كما ان الصلاة لا تكون صلاة مقبولة مرظية عند الله سبحانه وتعالى الا اذا كانت على طهارة فكذلك العبادة لا تكون عبادة مقبولة عند الله الا اذا كانت قائمة على التوحيد من صلى بغير طهارة لم تقبل صلاته ومن عبد الله بغير توحيد لم تقبل عبادته من عبد الله بغير توحيد لم تقبل عبادته. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال جل وعلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فالكفر بالله والشرك مانع من قبول الاعمال فهي لا تكون مقبولة الا بالتوحيد ولهذا العبادة ليست عبادة صحيحة مقبولة الا اذا قامت على التوحيد. كما ان الصلاة ليست صلاة صحيحة مقبولة عند الله الا اذا كانت على طهارة فاذا اكثر شيء قرر وبين وامر به في كتاب الله عز وجل ودعي اليه هو توحيد الله سبحانه وتعالى وايضا اعظم شيء نهي عنه في القرآن الكريم هو ضده وهو الشرك بالله عز وجل قال ويخبر ان جميع الرسل تدعو قومها الى ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا هذا امر اتفق اتفقت عليه نبوات جميع الانبياء والانبياء من اولهم الى اخرهم دعاة الى توحيد الله قال الله سبحانه وتعالى واسأل من ارسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقال جل وعلا واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الا الله خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الانبياء من قبله ومن بعده كلهم دعاة الى ماذا؟ الا تعبدوا الا الله وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون في الايات التفصيلية لدعوة الانبياء تجد دعوة كل نبي مبدوءة بقوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره دعوة كل كل نبي مبدوءة اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ولهذا فان اول كلمة تقرع اسماع الاقوام من انبيائهم هي الدعوة الى التوحيد والدعوة الى عبادة الله تبارك وتعالى وهذا امر متفق عليه بين جميع الانبياء ولهذا جاء في حديث صحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال نحن الانبياء ابناء علات ابناء علات العلة هي الزوجة على الزوجة الزوجة على الزوجة او الجارة يقال لها علة من العل وهو الشرب والنهل وبعض بعض الناس يسميها الضرة وكره ذلك بعض السلف كره ذلك بعض السلف ان تسمى الزوجة على الزوجة ضرة كره ذلك بعض السلف وقال هي لا لا تضر ولا تنفع لا تملك ظرا ولا نفعا الظر والنفع والعطاء والمنع بيد الله سبحانه وتعالى فتسميتها ضرة كرهه بعض السلف لانها لا تملك ذلك احيانا تكون الزوجة على الزوجة بركة على الزوجة الاولى بركة عليها في المال وفي الرزق وفي معاملة الزوج وفي الذرية احيانا بعض الزوجات تتوقف يعني عن الانجاب يبقى لا تنجب ثم اذا اخذ زوجها عليها حملت وانجبت الزوجتان معا فلما تسمى ضرة؟ ولهذا كره بعض السلف ان تسمى ضرة؟ قال بل هي جارة بل هي جارة الجوار مأمور بالاحسان اليه. لكن اذا سميت ضرة وفهمت الزوجة الاولى ان هذه ضرة لها فان هذا الاسم او هذا اللقب التي اعطيت اياه يولد عداوة ويوجد شيئا في النفوس ولهذا لا يصلح ان تسمى ضارة بل يقال جاره والجوار مأمور بالاحسان اليه ولا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه فتسميتها جارة هذا يعطي معنى من الاحسان واللطف وطيب المعاملة وحسن العشرة بخلاف آآ التسمية التي هي آآ ظرة هذا قد يولد في النفوس اشياء واشياء من سوء المعاملة قال نحن الانبياء ابناء علات ابناء علات اي اه اه العلة كما عرفنا هي الزوجة على الزوجة ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد نعم وامهاتنا شتى ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد يعني عقيدتنا واحدة كلنا دعاة الى توحيد الله كلنا دعاة الى اخلاص العمل لله كلنا دعاة الى التحذير من اليوم الاخر والوقوف بين يدي الله الانبياء كلهم نذر ومبشرين مبشرين ومنذرين مبشرين بالتوحيد ومنذرين من الشرك مبشرين بالجنة لمن كان من اهل التوحيد ومنذرين من النار لمن كان من اهل الشرك كلهم على ذلك قال ديننا واحد يعني عقيدتنا واحدة وامهاتنا شتى اي شرائعنا قد تختلف من نبي الى اخر كما قال كما قال الله سبحانه وتعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فقد تختلف الشريعة من نبي الى اخر اما العقيدة واحدة من اول نبي بعثه الله الى اخر نبي عقيدة واحدة. ولهذا يقول العلماء العقيدة لا يدخلها نسخ لا في شريعة الانبياء ولا في شريعة النبي الواحد. العقيدة يدخلها نصف النسخ يدخل الاحكام النسخ يدخل الاحكام اما العقيدة لا يدخلها النسخ لا في شرائع الانبيا ولا في شريعة النبي الواحد فالانبياء كلهم دعاة الى توحيد الله واخلاص العمل له سبحانه وتعالى. ومن نقض التوحيد خرج عن دين الانبياء اجمعين وخرج عن ملة الانبياء اجمعين قال وان الله سبحانه انما خلق الجن والانس ليعبدوه انما خلق الجن والانس ليعبدوه بين ذلك سبحانه وتعالى في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهذا فيه ان الغاية من خلق الثقلين وهما الجن والانس عبادة الله في هذه الاية اخبر سبحانه وتعالى انه فعل الاول وهو الخلق ليفعلوا هم الثاني وهو العبادة تقول وما خلقت الجن الخلق فعله هو هو الذي خلق هذه المخلوقات واوجدها سبحانه وتعالى بعد ان لم تكن وقوله الا ليعبدون هذا فعل الناس الذي امرهم به وخلقهم لاجله الا ليعبدون اي الا ليقوموا بعبادتي وتوحيدي واخلاص الدين لي هذا هو معنى الاية ففيها ان الحكمة من خلق الناس هو التوحيد قال وان الكتب والرسل اتفقت على هذا الاصل الذي هو اصل الاصول كلها اصل الاصول كلها فالتوحيد اتفقت عليه جميع الكتب وجميع الرسل اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون. ينزل الملائكة بالروح اي بالوحي سمى الله سبحانه وتعالى الوحي روحا لان به حياة القلوب ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاعبدون فذكر سبحانه وتعالى ان الكتب والرسل كلهم متفقون على الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى والانذار من ضده وهو الشرك بالله عز وجل قال وان من لم يدن بهذا الدين الذي هو اخلاص العمل لله فعمله باطل ان من لم يدم بهذا الدين اي لم يعتقد هذه العقيدة ويؤمن بهذا التوحيد ويخلص عمله لله سبحانه وتعالى عمله باطل ولو كان عمله اكثر العمل ولو كان عمله اكثر العمل فان العمل وان كثر ان لم يقم على توحيد الله شأنه يوم القيامة كما قال الله سبحانه وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فجعلناه هباء منثورا الاعمال الواسعة الكثيرة المتنوعة الطويلة العديدة اذا لم تكن قائمة على توحيد الله يكون شأنها يوم القيامة هباء وقيل في معنى الهباء الا الذرات الصغيرة جدا التي ترى في شعاع الشمس قيل قيل في معنى الهباء هذا وقيل غير ذلك فمن لم يدن بهذا الدين ويقم عمله على التوحيد لله سبحانه وتعالى والاخلاص له لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه عمل. وان كثر عمله قال والدليل لئن اشركت ليحبطن عملك. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من خاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقال جل وعلا ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون فهذا دليل على ان التوحيد اذا انتفى بطل العمل وحبط ولم يكن مقبولا عند الله سبحانه وتعالى قال ويدعو العباد في يدعو العباد الى ما تقرر في فطرهم وعقولهم من ان المتفرد بالخلق والتدبير والمتفردة بالنعم الظاهرة والباطنة هو الذي لا يستحق العبادة الا هو وهذا كثير في القرآن الكريم ايات كثيرة يستدل بها تبارك وتعالى على توحيد العبادة ووجوب اخلاص الدين له سبحانه وتعالى بالربوبية ومعاني الربوبية وانه سبحانه وحده الذي تفرد بالخلق والرزق والعطاء والمنع وان من هذا شأنه هو الذي يجب ان يخص بالعبادة ويفرد بالتوحيد مثل قوله جل وعلا في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله انتم تعلمون انه وحده الذي تفرد بخلق السماء خلق الارض انزال المطر اخراج النبات اذا سئلتم من الخالق لهذه الاشياء تقولون الله فاذا لا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله سبحانه وتعالى فهذه طريقة من طرائق القرآن في تقرير التوحيد يذكر ربوبيته سبحانه وتفرده بخلق الناس خلق المخلوقات خلق الاولين والاخرين خلق السماوات والاراضين خلق الجبال الاشجار السماوات الارظ الى غير ذلك ويستدل بذلك على وجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة وهذا التقرير جاء في ايات اه بشكل موجز ومختصر وجاء في ايات بشكل مبسوط ومطول ومما اختصر فيه هذا المعنى قول الله وانا ربكم فاعبدون قول الله وانا ربكم فاعبدون. انا ربكم اي انا الذي تفردت بالربوبية. والخلق لا شريك لي في ذلك فاعبدون اي افردوني وحدي بالعبادة كما انه لا شريك له سبحانه وتعالى في الربوبية فيجب ان يفرد وحده تبارك وتعالى بالعبادة ومن بسط ذلك مطولا اقرأ مثلا سورة النحل وهي تعرف عند اهل العلم بصورة النعم لكثرة ما عدد فيها سبحانه وتعالى من نعمه على عباده وبسط عد النعم في صفحات في في هذه السورة ثم في تمام عده لهذه النعم قال سبحانه يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال قبل ذلك كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون. ثم قال يعرفون نعمة الله ثم ينكرون واكثرهم الكافرون فاذا هذه النعم عددت لتقرير التوحيد وذكر البراهين والدلائل على وجوب افراد العبادة لله سبحانه وتعالى وايضا اقرأ في اول سورة الرعد ذكر جل وعلا خلقه للسماوات وخلقه للارظ وخلقه للعرش ايضا اه اه خلقه سبحانه وتعالى لانواع الاشجار النخيل الزروع والثمار وانه سبحانه وتعالى اه احاط علما بكل شيء يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد عدد جل وعلا ثم ذكر آآ السحاب والرعد الى غير ذلك ثم قال في تمام ذلك جل وعلا له دعوة الحق له يعني الخالق لهذه الاشياء الخالق لهذه الاشياء المتفرد بايجادها له دعوة الحق. والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. الا كباسط كفيه الى ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ظلال ثم استمر ايضا في ذكر البراهين قل من رب السماوات والارض فالشاهد ان اه القرآن اه تنوعت فيه البراهين والدلائل على تقرير التوحيد ومن ذلكم ذكره سبحانه وتعالى لربوبيته وتفرده بالخلق الرزق والانعام والعطاء والخفظ والرفع الى غير ذلك. كل ذلكم يعد من البراهين الواضحات والدلائل البينات على وجوب افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة قال وان سائر الخلق ليس عندهم خلق ولا نفع ولا دفع ولن يغنوا عن احد من الله شيئا هذا ايضا من الطرائق التي فيها قرر التوحيد ان من يدعى من غير الله لا يملك شيئا لا لنفسه فضلا ان يملك ذلك لغيره لا يملك لنفسه نفعا ولا عطاء ولا منعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره ولهذا قال سبحانه قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وقال في اية اخرى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير سبحانه وتعالى وقال جل وعلا قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال بعض اهل العلم عن هذه الاية الكريمة من سورة سبأ قال هذه الاية قطعت الشرك من عروقه واجتثت شجرة الشرك من اصولها ولم تبق لمشرك متعلق ولم تبقي لمشرك متألق لان اي حجة تخطر ببال من يشرك بالله قطعت في هذه الاية. واجتثت من اصلها في هذه الاية وبيان ذلك ان من يدعى ان من يدعى يستحق ان يدعى يستحق ان يدعى لو كان مالكا ملكا استقلاليا ولو لشيء قليل في هذا الكون فهل يوجد احد غير الله يملك في هذا الكون ولو ذرة واحدة ملكا استقلاليا دون ان يكون الله هو الذي ملكه اياه؟ هل يوجد احد؟ حاشا وكلا. قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ليس هناك من يملك فاذا كان لا يملك ولا مثقال ذرة في السماوات والارض هناك امر اخر ان وجد استحق ان يدعى الا وهو ان يكون عنده مع المالك شيء من المشاركة في الملك ولو في قدر يسير فاذا وجد من هو مشارك ولو في شيء يسير في هذا الكون استحق ان يدعى لهذه الشركة فابطل الله ذلك ابطل الله سبحانه وتعالى ذلك قال وما لهم فيهما من شرك وما لهم اي الذين يدعون من دون الله فيهما اي السماوات والارض من شرك اي من مشاركة ليس لاحد مع الله سبحانه وتعالى مشاركة في السماوات ولا في الارض لا في قليل ولا في كثير فهو المتفرد الاحد الواحد الفرد سبحانه وتعالى لا شريك له وما لهم فيهما من شرك. اذا لا مالك ولا شريكا للمالك هناك احتمال ثالث ان وجد استحق من وجد فيه ذلك ان يدعى الا وهو ان يكون عوينا للمالك ويحتاج اليه المالك وظهيرا له فان وجد احد بهذه الصفة استحق ان يدعى لكونه عويلا وظهيرا ومعينا ومساعدا ووزيرا فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك قال وما له اي الله منهم اي الذين يدعون من دونه من ظهير اي من عوين وماله منهم من ظهير اي ليس لله سبحانه وتعالى عويل او او مساعد او ظهير فاذا هذا الامر الثالث يبطل اه الشرك والتعلق بغير الله. اذا لا مالك ولا شريك للمالك ولا عوين للمالك. هناك امر رابع وجد من وجد فيه استحق ان يدعى يستحق ان يدعى فابطله الله سبحانه وتعالى الا وهو الشفاعة الابتدائية اي ان يشفع عند المالك بدون اذنه فهل يملك احد ان يشفع لاحد هل يملك احد ان يشفع لاحد عند الله بدون اذن الله ابطل الله سبحانه وتعالى ذلك فقال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فابطلت هذه الاية كل ما يتعلق به من يشرك بالله ابطلت هذه الاية كل ما يتعلق به من يشرك بالله واجتثت كما قال العلماء شجرة الشرك من من عروقها اقتلعتها من اصولها فلم يبق لمشرك متعلق فهذا من طرائق القرآن هذا من طرائق القرآن في تقرير التوحيد ان يبين ان من يدعون من دونه ليس عندهم شيء ولا يملكون شيء ولا بيدهم شيء الامر كله بيد الله بل قال الله سبحانه وتعالى في القرآن لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام ليس لك من الامر شيء ليس لك من الامر شيء فالامر كله بيد الله هو المعطي هو المانع هو الخافظ هو الرافع هو القابظ هو الباسط هو المعطي هو المانع هو المعز هو المذل الامر بيده جل وعلا فهذا مما قرر وبين في القرآن الكريم في مواضع كثيرة جدا قال ويدعوهم ايضا اي الى هذا التوحيد بما يتمدح به ويثني على نفسه الكريمة من تفرده بصفات العظمة والمجد والجلال والكمال وان من له هذا الكمال المطلق الذي لا يشاركه فيه مشارك احق او احق من ان احق من اخلصت له الاعمال الظاهرة والباطنة من له هذا الكمال والجلال المطلق احق من اخلصت له الاعمال. الظاهرة والباطنة وهذا ايضا من طرائق القرآن في تقرير التوحيد يذكر سبحانه وتعالى اسماؤه الحسنى وصفاته العليا الدالة على جلاله وكماله ومجده وعظمته مبينا ان هذه العظمة والمجد والجلال والكمال دليل على انه هو المستحق لان يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة واقرأ مثالا على ذلك قول الله سبحانه وتعالى في اعظم اية في القرآن وهي اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم هذه الاية العظيمة هي اعظم اية في كتاب الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لابي ابن كعب وهو من حفاظ كتاب الله عز وجل قال له اي اية معك من كتاب الله اعظم قال قلت الله ورسوله اعلم. قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم قال قلت الله لا اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم قال فضرب بيده على على صدره وقال ليهنك العلم يا ابا المنذر اي هنيئا لك هذا العلم العظيم الذي ساقه الله لك واكرمك به فهذه اعظم اية في القرآن فهذه الاية العظيمة قائمة على تقرير التوحيد وعظمتها من عظمة التوحيد الذي اخلصت لبيانه وافردت لتقريره صدرت هذه الاية بالله لا اله الا هو وهذا هو توحيد العبادة الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه ثم ذكرت البراهين برهانا يتلوه برهان فذكر في هذه الاية من براهين التوحيد اكثر من عشرة براهين هذه الاية وحدة ذكر فيها من براين التوحيد ذكر فيها اكثر من عشرة براهين وذكر فيها من اسماء الله الحسنى خمسة اسماء دالة على عظمة الله وانه الله الذي لا اله الا هو ولا معبود بحق سواه وذكر فيها من صفات الله الدالة على كماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى ما يزيد على العشرين صفة هي اكثر من عشرين صفة لله تبارك وتعالى وفيها وفيها خمسة اسماء حسنى لله جل وعلا وفي اكثر من عشرة براهين على توحيد الله جل وعلا ايضا اقرأ خواتيم سورة الحشر. هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار كبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض. وهو العزيز الحكيم ايليق بعاقل ان يتجه الى غيره سبحانه بالدعاء والرجاء والطمع والسؤال والرغبة والرهبة ولهذا وصف الله سبحانه وتعالى من يشرك به بانه لا يعقل اين عقل من يدعو من لا يملك شيئا؟ ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم يدعو عبدا مثله ومخلوقا مثله لا يملك لنفسه نفعا ولا عطاء ولا منعا ويترك عبادة الرب العظيم والخالق قيل الذي بيده تبارك وتعالى ازمة الامور اذا من براهين التوحيد ودلائله وحججه في كتاب الله ذكر اسماء الله الحسنى وصفاته العليا سبحانه قال والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم وقال جل وعلا انما الهكم الله الذي لا اله الا هو وسع كل شيء علما وقال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وقال جل وعلا الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى الايات في هذا المعنى كثيرة يوسف عليه السلام لما دعا صاحبه السجن الى التوحيد دعاهم اليه ببراهين عديدة منها هذا البرهان قال اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان الذي يدعى من دون الله هي اسماء سميت اما الله سبحانه وتعالى فهو الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى المستحق ان يفرد وحده بالذل والخضوع دعاء والرجاء فاذا هذا من براهين التوحيد ودلائله المقررة في كتاب الله سبحانه وتعالى قال ويقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحده يقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحده. فلا يحكم غيره شرعا ولا جزاء ومن اسمائه سبحانه وتعالى الحكيم ومن اسمائه الحكم قال عليه الصلاة والسلام ان الله هو الحكم وله الحكم فهو جل وعلا الحكيم وجل وعلا الحكم الذي له الحكم الحكم الكوني القدري والحكم الشرعي الديني والحكم ايضا الجزائي من ثواب وعقاب كل ذلكم لله سبحانه وتعالى فمن براهين التوحيد كونه سبحانه وتعالى الحكم الذي لا شريك له سبحانه وتعالى في الحكم ولهذا قال يوسف عليه السلام في دعوته لصاحبي السجن قال ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعقلون ولكن اكثر الناس لا يعقلون وهذه القصة قصة يوسف عليه السلام مع صاحبي السجن ينبغي ان يستفيد منها كل مشتغل بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى لانه لما ادخل السجن ظلما وزورا كانت حياته في السجن اطيب حياة عبودية لله وحسن معاملة للناس وحسن معاشرة رأوا فيه الاخلاق الجميلة رأوا فيه الاداب الكاملة الفاضلة ارتاحوا اليه فكان ان اثنين ممن معه في السجن رأى يا رؤيا فارادا منه ان يعبر لهما الرؤيا قال احدهما اني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله. انا نراك من المحسنين قال لا يأتيكما طعام ترزقان الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى ولكن اكثر الناس لا يشكرون. يا صاحبي السجن اأرباب متفرقون خير؟ ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. انتهى درس التوحيد لما سألاه استغلها فرصة واعطاهما درسا متكاملا وافيا في التوحيد ثم عبر الرؤيا بعد ذلك. قال يا صاحبي السجن اما احدكم هما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيشرب فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيهان فلم يعبر لهما الرؤيا الا بعد ان شرح لهما التوحيد شرحا وافيا ولهذا نلاحظ انه مر معنا في ما قرره عليه السلام من براهين التوحيد عدة براهين يستفاد منها في تقرير التوحيد من ضمنها هذا البرهان الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله وهو ان الله عز وجل هو الحاكم وله الحكم ولهذا قال ان الحكم والا لله امر الا تعبدوا الا اياه ولهذا يقال لكل مشرك افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون الحكم لله وحكم الله سبحانه وتعالى على عباده وان يخلصوا العبادة له وان يفردوه جل وعلا بالذل والخضوع والانكسار قال وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد. وانه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وفطرة وهذا ايضا كثير يأتي في اه كثيرا ما يأتي في القرآن الكريم يذكر الله عز وجل محاسن التوحيد وفضائله وثماره واثاره وعواقبه الطيبة وثماره على اهله في الدنيا والاخرة وما يترتب عليه من السعادة في الدنيا والاخرة وما يترتب عليه من الحياة المطمئنة في الدنيا والثواب العظيم يوم القيامة وما يترتب عليه من الامن والامان والتمكين والرفعة الى غير ذلك من الامور التي بسطت وبينت في ايات كثيرة فيها بين ثمار التوحيد ومحاسنه العظيمة واثاره على اهله في في الدنيا والاخرة قال وانه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وفطرة ومثل ما يدل على ذلك قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيوم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا عن كل حزب بما لديهم فرحون قال وانه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وفترة على جميع العباد اي دل على وجوب التوحيد الشرع ودل على وجوبه العقل السليم ودلت على وجوبه الفطرة المستقيمة. كل ذلك اه داع الى توحيد الله سبحانه وتعالى وايضا بذكر مساوئ الشرك القرآن فيه ايات كثيرة يذكر فيها مساوئ الشرك وقبحه واختلال عقول اصحابه بعد اختلال اديانهم وتقليب افئدتهم وكونهم في شك وامر مريج فهذا ايضا من الطرائق التي قرر فيها التوحيد ان الله سبحانه وتعالى بين في ايات كثيرة قبح الشرك وقبح ما عليه اهله وتفاهة عقولهم وخسة اه عقولهم وهذا في القرآن كثير اقرأ على سبيل المثال قوله تعالى اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين اي خسة وسفاهة وحماقة في العقل ان يدع ان يدعو بعلا ويدع احسن الخالقين اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين الله ربكم ورب ابائكم الاولين اي خسة وقبح في العقول اعظم من هذا فالقرآن فيه من هذا شيء كثير قال وتارة يدعو اليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن في الدنيا والاخرة والحياة الطيبة في الدور الثلاثة يعني في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة كما قال الله ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم قال اهل العلم اي في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن اي موحد مخلص لله من عمل صالحا من ذكر او انثى او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون قال وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والآجلة وما رتب على ظده من العقوبات العاجلة والاجلة وهذا ايضا موجود في ايات كثيرة في القرآن العقوبات التي اعدها للمشركين كقوله انه من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح اه اه من مكان في مكان سحيق وايضا قوله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ويقول جل وعلا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر جاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين. المراد بالظالمين اي المشركين. فما للظالمين من نصير فالقرآن مليء بالايات التي تبين قبح الشرك وعواقب اهله في الدنيا والاخرة وما احله بهم وتعالى من النكال في الدنيا والاخرة قال وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والاجلة؟ وكيف كانت عواقبهم اسوأ العواقب وشرها اي في الدنيا والاخرة ثم لخص ذلك بقوله وبالجملة فكل خير عاجل واجل فانه من ثمرات التوحيد وكل شر ان عاجل واجل فانه من ثمرات ضده والله اعلم وهنا انبه فيما يتعلق بهذا الدرس وايضا ما يتعلق بالدروس القادمة حتى تكمن لنا هذه الفائدة وتتم اليوم على سبيل المثال اخذنا هذه الانواع من البراهين والكل ولله الحمد في هذه الايام يقرأ القرآن قراءة كثيرة يقرأ القرآن قراءة يعني اه يعطي اه القرآن نصيبا وافرا من وقته فلنحاول اثناء القراءة ان ننظر امثلة هذه اه التقريرات للتوحيد في اية للقرآن الكريم فنقرأ الطريقة ان تقرأ هذه الصفحة التي قرأناها مرات عديدة لتكن عشر او عشرين حتى تستحضر هذه الطرائق ثم تقرأ القرآن وانت تقرأ القرآن تنظر في اه طريقة القرآن اه في تقرير التوحيد اه من خلال قراءتك اية القرآن الكريم ولهذا وانت تقرأ ستجد ترابط تجد ترابط بينما تقرأه في القرآن وبين ما عرفته من هذه القاعدة العظيمة التي هي طريقة القرآن في تقرير التوحيد وهذه الطريقة نافعة جدا في تدبر القرآن نافعة جدا في تدبر القرآن. واذا اعتنيت بهذا الفصل بالذات الذي اخذناه اليوم واعتنيت بتدبر الايات المتعلقة به فقد فهمت باذن الله اعظم شيء في القرآن وعرفت اهم شيء في كتاب الله سبحانه وتعالى الا وهو توحيد الله سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم ووحده تبارك وتعالى الموفق والهادي الى سواء السبيل نسأله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله وان يوفقنا لما يحب ويرضاه من صالح الاعمال وسديد الاقوال والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته انه سبحانه سميع مجيب قريب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك