بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان بتفسير القرآن القاعدة السابعة في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هذا الاصل الكبير قرره الله في كتابه بالطرق المتنوعة التي يعرف بها كمال صدقه صلى الله عليه وسلم فاخبر انه صدق المرسلين ودعا الى ما دعوا اليه وان جميع المحاسن التي في الانبياء فهي في محمد صلى الله عليه وسلم وما نزهوا عنه من النواقص والعيوب فمحمد اولاهم واحقهم بهذا التنزيه وان شريعته مهيمنة على جميع الشرائع وكتابه مهيمن على كل الكتب فجميع محاسن الاديان والكتب قد جمعها هذا الكتاب وهذا الدين وفاق عليها بمحاسن واوصاف لم توجد في غيره وقرر نبوته بانه امي لا يكتب ولا يقرأ ولا جالس احدا من اهل العلم بالكتب السابقة بل لم يفاجئ الناس لم يفاجئ الناس حتى جاءهم بهذا الكتاب الذي لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله ما اتوا ولا قدروا ولا هو في استطاعتهم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وانه محال مع هذا ان يكون من تلقاء نفسه او متقول او متوهم فيما جاء به واعاد في القرآن وابدى في هذا النوع. وقرر ذلك بانه يخبر بقصص الانبياء السابقين مطولة على الوجه الواقع الذي لا يستريب فيه الذي لا يستريب فيه احد ثم يخبر تعالى انه ليس له طريق ولا وصول الى هذا الا بما اتاه الله من الوحي كمثل قوله تعالى لما ذكر قصة موسى مطولة وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من ربك وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر. وكما في قوله وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون ولما ذكر قصة يوسف واخوته مطولة قال وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون فهذه الامور والاخبارات المفصلة التي يفصلها تفصيلا لم يتمكن اهل الكتاب الذين في وقته ولا من بعده على وتكذيبه فيها ولا معارضته من اكبر الادلة على انه رسول الله حقا. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى القاعدة السابعة في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مر معنا في القاعدة التي قبلها طريقة القرآن في تقرير التوحيد وهنا طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويأتي قاعدة تلي هذه القاعدة في تقرير القرآن للميعاد وهذه اصول ثلاثة اتفقت عليها الشرائع والنبوات فما من نبي بعثه الله تبارك وتعالى الا وقد دعا امته الى الايمان بهذه الاصول التوحيد والمعاد والنبوات ولهذا جمع الشوكاني رحمه الله كتابا نافعا مفيدا اسماه ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات وساق من الدلائل والحجج ما يشهد لذلك ويدل عليه الشيخ هنا رحمه الله يبين طريقة القرآن في تقرير هذه الاصول الثلاثة فبين اولا طريقة القرآن في تقرير التوحيد وابطال ضده وهو الشرك بالله ثم شرع هنا رحمه الله تعالى ليبين طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم واكتفى طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عن تقرير نبوة جميع الانبياء لان ثبوت نبوته عليه الصلاة والسلام واثباتها اثبات لنبوة جميع الانبياء لان من اقر بصدقه وامن بنبوته صلوات الله وسلامه عليه فان من ايمانه بنبوته ان يؤمن بكل ما دعا اليه وهو عليه الصلاة والسلام دعا الى الايمان بكل نبي ارسله الله والايمان بكل كتاب انزله الله وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي بكل كتاب انزله الله على كل رسول عليه الصلاة والسلام جاء مصدقا لما بين يديه من الرسل لما قبله من الكتب جاء مصدقا لذلك عليه الصلاة والسلام وجاءت شريعته مهيمنة على الشرائع التي قبله فكان الايمان به والاقرار بنبوته عليه الصلاة والسلام ايمانا واقرارا بنبوة كل نبي ولهذا كان تقرير طريقة القرآن في اثبات نبوته عليه الصلاة والسلام كافيا في تقرير نبوة جميع الانبياء وانهم مرسلون من الله حقا بعثهم الله سبحانه وتعالى بالحق والهدى وان ايظا دعوتهم واحدة فهم متفقون على الدعوة الى التوحيد والدعوة الى الانبياء الى الايمان بالانبياء وقد عد الله سبحانه وتعالى في القرآن التكذيب بنبي واحد تكذيبا بكل الانبياء وايضا متفقون على الايمان بالمعاد وبعث الارواح والاجساد وقيام الناس الى رب العالمين ومجازاة المحسن باحسانه والمسيء باساءته هذا مما اتفقت عليه الشرائع مما اتفقت عليه الشرائع والشيخ رحمه الله تعالى هنا يسوق الادلة او يسوق طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وسيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله هذا الاصل الكبير قرره الله في كتابه بالطرق المتنوعة التي يعرف بها كمال صدقه صلى الله عليه وسلم قرره بالطرق المتنوعة اشارة الى ان اه تقرير القرآن لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام جاء بطرق متنوعة كثيرة وعرفنا في الكلام على القاعدة السابقة ان سنة الله سبحانه وتعالى مضت في ان الامر كلما كانت حاجة الناس اليه اشد وضرورتهم اليه الزم كان الطرق تقريره ووسائل معرفته اكثر من غيره الايمان بالنبوات وبنبوة محمد عليه الصلاة والسلام هذا اصل كبير هذا اصل كبير من اصول الايمان وهو من الاصول الكبار العظام التي اتفقت عليها الشرائع ودعا اليها جميع الانبياء فلا غرو ان يكون في القرآن من تقرير هذا الاصل وتثبيته وذكر دلائله الشيء الكثير ولهذا كان في كتاب الله عز وجل من انواع الادلة على تقرير هذا الاصل شيء كثير والشيخ رحمه الله يذكر بعض هذه الطرق قال فاخبر انه صدق المرسلين ودعا الى ما دعوا اليه هذه طريقة من طرق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام انه عليه الصلاة والسلام في دعوته جاء مصدقا للمرسلين قل ما كنت بدعا من الرسل ايضا يقول سبحانه وتعالى بل جاء بالحق وصدق المرسلين فهو عليه الصلاة والسلام جاء مصدقا المرسلين والانبياء الذين بعثهم الله تبارك وتعالى قبله جاء مصدقا لهم وهذا من شواهد صدق رسالته وثبوت نبوته عليه الصلاة والسلام انه داعيا الى ما دعا اليه الرسل قبله ليس عنده ما يناقض دعوة المرسلين ويخالفها بل هو ماض على الجادة التي كانوا عليها عملا بقوله تبارك وتعالى اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدى اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدر عاملا بذلك صلوات الله وسلامه عليه اذا هذه طريقة من طرق القرآن في تقرير نبوته عليه الصلاة والسلام يقال لمن كذب بنبوته انظر الى ما يدعو اليه وانظر الى الاصول التي يقررها تجد انها وما دعا اليه الانبياء قبله خارجا من مسكاة واحدة ومن معين واحد ليس بينه وبين الانبياء خلاف في شيء من ذلك ولهذا قال هو عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى اي شرائعنا تختلف لان الشريعة تختلف من نبي الى اخر وايضا شريعة النبي الواحد قد تتغير بحسب احوال الناس فيما يؤمرون به او فيما ينهون عنه. وقد تكون الاحكام ايظا تأتي متدرجة بحسب احوال الناس كما هو معلوم من شريعة نبينا عليه الصلاة والسلام. وايضا كما هو معلوم من شريعته مقارنة بالشرائع التي كانت قبله. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ولكل جعلنا اوقات جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فهذه طريقة من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام طريقة اخرى قال وان جميع المحاسن التي في الانبياء فهي في محمد صلى الله عليه وسلم وما نزهوا عنه من النواقص والعيوب فمحمد صلى الله عليه وسلم اولاهم واحقهم هذا التنزيه وهذه طريقة اخرى في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام الا وهي انه صلى الله عليه وسلم جمع له المحاسن التي تفرقت في غيره من الانبياء حتى ان الله عز وجل اكرمه بان جمع له ما تفرق في الانبياء من معجزات واعطاه المعجزة الخالدة العظيمة كتاب كتاب الله سبحانه وتعالى ووحيه وتنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهذه من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وايضا ان الله سبحانه وتعالى برأ نبيه ونزهه من كل عيب ونقص برأ منه الانبياء قبله فكان ما اجتمع في الانبياء قبله من محاسن او ما وجد في الانبياء قبله من محاسن اجتمع فيه وايضا ما برأه ما برأهم الله سبحانه وتعالى ونزههم منه من النقائص والعيوب كان نبينا عليه الصلاة والسلام منزها ومبرأ منه فجمع الله سبحانه وتعالى له من المحاسن والفظائل والمناقب اه شيئا لم يجتمع لاحد قبله ولهذا كان عليه الصلاة والسلام اتقى الناس لله واخشى الناس لله واعظم الناس عبادة لله واكمل الناس خلقا كان عليه الصلاة والسلام سيد ولد ادم اجمعين والسيادة تعني التقدم قد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح انا سيد ولد ادم ولا فخر ثم طرأ ثم ذكر رحمه الله طريقة اخرى من طرائق القرآن في تقرير نبوته عليه الصلاة والسلام قال وان شريعته مهيمنة وان شريعته مهيمنة على جميع الشرائع وكتابه مهيمن على كل الكتب فهذه ايضا من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام اخبار الله عز وجل ان شريعة عليه الصلاة والسلام جاءت مهيمنة على الشرائع ومعنى مهيمنة اي حاكمة عليها حاكمة عليها وشاهدة لما فيها ومصدقة لها فكان لشريعة محمد عليه الصلاة والسلام الهيمنة على الشرائع التي قبله فما اقر في شريعته آآ يعمل به وما لم يقر يكون منسوخا نسخته الشريعة المهيمنة شريعة محمد عليه الصلاة والسلام وايضا جعل الله سبحانه وتعالى كتابه مهيمنا على الكتب السابقة كما قال الله سبحانه وتعالى وانزلنا اليك وانزل اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فجعل تبارك وتعالى كتابه القرآن الكريم هيمنة على الكتب المنزلة التي قبله فهذه ايضا من طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام قال فجميع محاسن الاديان والكتب قد جمعها هذا الكتاب وهذا الدين جمعها هذا الكتاب اي القرآن الكريم وهذا الدين اي الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم قال وفاق عليها بمحاسن واوصاف لم توجد في غيره ويمكن آآ جمع هذه المحاسن من خلال احاديث ثابتة عنه عليه الصلاة والسلام يقول فيها فضلت على الانبياء بكذا احاديث عديدة يقول فيها عليه الصلاة والسلام فضلت على الانبياء بخمس. فضلت على الانبياء بكذا احاديث ربما اه تصل اه اه الخصال في ذلك فيما جمعه بعض اهل العلم الى ما يقرب من الستين خصلة مما فضل الله سبحانه وتعالى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال وقرر نبوته بانه امي لا يكتب ولا يقرأ وهذه طريقة اخرى في تقرير نبوته عليه الصلاة والسلام والدعوة الى الايمان به انه عليه الصلاة والسلام امي لا يقرأ ولا يكتب امي لا يقرأ ولا يكتب قال الله عز وجل فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون فدعاهم الى الايمان بهذا النبي واصفا له بانه امي اي لا يقرأ ولا يكتب ثم يقال لهم فهذا النبي الامي الذي عرف من حاله انه لا يقرأ ولا يكتب تعالوا وانظروا الى ما دعا اليه وانظروا الى ما جاء به وانظروا الى ما قصه من الاخبار مما يوجد بعضه في كتبكم وبعضه لا يوجد اشياء من اخبار الاولين واخبار اليوم الاخر واخبار الامور الاتية من اشراط الساعة ونحو ذلك بتفاصيل دقيقة وامور عجيبة يصفها عليه الصلاة والسلام كانه حاضر مع انه عليه الصلاة والسلام لم يكن شاهدا ولا حاضرا ولا رائا لذلك فيصف ذلك وصفا دقيقا وهو نبي امي لا يقرأ ولا يكتب تدعو الى الايمان به من هذه الطريقة من هذه الطريقة قيل لهم تعالوا وانظروا الى ما يدعو اليه وانظروا اخباراته عليه الصلاة والسلام عن الاولين وذكره لقصص السابقين وانظروا ايضا ما اخبره ما اخبر عنه عليه الصلاة والسلام من الامور القادمة كل ذلكم شاهد على صدقه صلوات الله وسلامه عليه وانه رسول من رب العالمين قال وقرر نبوته بانه امي لا يكتب ولا يقرأ ولا جالس احدا من اهل العلم بالكتب السابقة ولا جالس احد احدا من اهل العلم بالكتب السابقة يعني لا يعرف عنه انه جالس احدا من اهل العلم بالكتب السابقة وكان اهل العلم بالكتب السابقة على لسان غير لسانه عليه الصلاة والسلام بل كانت السنتهم اخرى وهو عليه الصلاة والسلام لسانه عربي مبين ومع ذلك ومع كثرة ما جاء به عليه الصلاة والسلام من اخبار الاولين ادعى بعضهم انه عليه الصلاة والسلام علمه بعض من عنده علم بالكتب السابقة كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه يعني الذي يشيرون ويدعون انه يعلمه لسان الذي يلحدون اليه اعجمي هذا لسان عربي مبين فهذه دعوة كاذبة وهذا شاهد على كذب هذه الدعوة وزيفها وبطلانها لانه عليه الصلاة والسلام لسانه لسان عربي مبين ومن يدعون انه عليه الصلاة والسلام اخذ عنه وتلقى منه لسانه اخر غير اللسان العربي فهذا مما يزيف دعواهم ويبين كذب قولهم فيه صلوات الله وسلامه عليه ثم مع هذا يفاجئ الناس عليه الصلاة والسلام ويأتي بهذا الكتاب العظيم الذي لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله ما اتوا ولا قدروا ولا هو في استطاعتهم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. فهذا من اعظم الشواهد واكبر الدلائل والبراهين على صدقه صلوات الله وسلامه عليه قال وانه محال مع هذا ان يكون من تلقاء نفسه او متقول او متوهم فيما جاء به هذا محال اي ان القرآن وحده كاف بالشهادة على صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. فهو اية عظيمة ومعجزة باهرة وحجة ظاهرة لصدق الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. ومحال ان يأتي بهذا الكتاب العظيم المعجز ويكون فيه متوهما او يكون متقولا على الله يقول اوحي اليه ولم يوحى اليه او يكون متوهما ظانا فهذا كله محال ان يأتي بهذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ثم يكون في ذلك متقولا على الله او متوهما فيما يقول حاشاه صلوات الله وسلامه عليه قال واعاد في القرآن وابدأ في هذا النوع واعاد في القرآن وابدى في هذا النوع يعني الدعوة الى الايمان به مع وصفه بانه نبي امي لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك اتى بهذا الكتاب المشتمل على الاخبار والايات والحجج الدالة على صدقه صلوات الله وسلامه عليه وكثير من خصومه اقروا بصدقه من خلال سمائهم للقرآن الكريم من خلال سماعهم للقرآن الكريم وسماعهم لايات القرآن الكريم ومنهم من اقر بصدق الكتاب ولم يؤمن وانه منزل من رب العالمين ومنهم من اقر بصدق الكتاب وامن بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وشرح الله تعالى صدره للدخول في في هذا الدين ثم ذكر طريقة اخرى من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام قال وقرر ذلك بانه يخبر بقصص الانبياء السابقين مطولة يخبر بقصص الانبياء السابقين مطولة اي يبسطوا القصة بسطا وافيا ويذكر تفاصيل القصة بشكل دقيق وواف قال مطولة على الوجه الواقع الذي لا يستريب فيه احد يعني لا يشك احد بصدق ذلك الوصف ثم يخبر تعالى انه اي النبي عليه الصلاة والسلام ليس له طريق ولا وصول الى هذا الا بما اتاه الله من الوحي كمثل قوله تعالى لما ذكر قصة موسى مطولة وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من ربك وقال وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر وكما في قوله وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون ولما ذكر قصة يوسف يوسف واخوته مطولة قال وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون ما كنت لديهم ومع ذلك قص عليه الصلاة والسلام اخبارهم مبسوطة مطولة بشكل واف فهذه اية من ايات نبوته ودليل ظاهر على صدقه صلوات الله وسلامه عليه نقرأ هنا تقريرا للحافظ ابن كثير لهذه الطريقة من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى يقول تعالى منبها على برهان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث اخبر بالغيوب الماضية خبرا كأن سامعه شاهد وراء لما تقدم وهو رجل امي لا يقرأ شيئا من الكتب نشأ بين قوم لا يعرفون شيئا من ذلك كما انه لما اخبره عن مريم وما كان من امرها قال تعالى وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون اي وما كنت حاضرا لذلك ولكن الله اوحاه اليك وهكذا لما اخبره عن نوح وقومه وما كان من انجاء الله له واغراق قومه ثم قال تعالى تلك من انباء الغيب اوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر. ان العاقبة للمتقين وقال في اخر السورة ذلك من انباء القرى نقصه عليك وقال بعد ذكر قصة يوسف ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون وقال في سورة طه كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقال ها هنا بعد ما اخبر عن قصة موسى من اولها الى اخرها. وكيف كان ابتداء ايحاء الله اليه وتكليمه له؟ وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر يعني ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من الشجرة التي هي شرقية على شاطئ الوادي وما كنت من الشاهدين لذلك. ولكن الله سبحانه وتعالى اوحى اليك ذلك ليكون حجة وبرهانا على قرون قد تطاول عهدها ونسوا حجج الله عليهم وما اوحاه الى الانبياء المتقدمين وقوله تعالى وما كنت ساويا في اهل مدينة تتلو عليهم اياتنا اي وما كنت مقيما في اهل مدينة تتلو عليه اياتنا حين اخبرت عن نبيها شعيب وما قال لقومه وما ردوا عليه ولكنا كنا مرسلين. اي ولكن نحن اوحينا اليك ذلك قتلناك الى الناس رسولا فاذا هذه طريقة من طرق القرآن الكريم في تقرير النبوة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وذلك من خلال اه القصص والاخبارات التي جاءت عنه عليه الصلاة والسلام عن الانبياء قبله وعن الامم الذين قبله وساق القصص بتفصيل دقيق مع انه لم يكن اه لديهم ولم يكن حاضرا ولم يكن شاهدا ومع ذلك وصف اه قصصهم واخبارهم بشكل واف ودقيق فهذا من شواهد نبوته. ولهذا ختم الشيخ رحمه الله تعالى هذا السياق بقوله فهذه الامور والاخبارات المفصلة التي يفصلها تفصيلا لم يتمكن اهل الكتاب الذين في وقته ولا من بعدهم على تكذيبه فيها ولا معارضته من اكبر الادلة على انه رسول الله حقا. نعم قال رحمه الله وتارة يقرر نبوته بكمال حكمة الله وتمام قدرته وان تأييده لرسوله ونصره على اعدائه وتمكينه في الارض موافق غاية الموافقة لحكمة الله وان من قدح في رسالته فقد قدح في حكمة الله وفي قدرته. هذه طريقة هذه طريقة من طرق القرآن في تقرير نبوة النبي عليه الصلاة والسلام الا وهي اه تقرير النبوة بكمال حكمة الله تعالى وتمام قدرته وان تأييده سبحانه وتعالى لهذا النبي آآ دليل واضح وشاهد بين على صدق الرسول عليه الصلاة والسلام لماذا لانه صلى الله عليه وسلم فاجأ الناس وكان معروفا من اول حياته بالصدق والامانة ولا يعرف فيه كذب ولا خيانة فاجأ الناس وقال انا رسول من رب العالمين وقال ان الله اوحى الي وانزل الي كتابا اخذ يتلو عليهم من كلام الله وكل ما يدعو اليه يقول هذا امرني الله سبحانه وتعالى به ولا يزال مؤيدا منصورا ولا يزال من يعاديه في سفول وخذلان وهو عليه الصلاة والسلام في علو وارتفاع فيمكن ان تقرر نبوته ان تقرر نبوته عليه الصلاة والسلام من هذا الطريق يقال ان الله سبحانه وتعالى حكيم عليم وقوي ومتين وقدير على النبي صلى الله عليه وسلم فلو لم يكن مرسل من عند الله ويأتي بهذا الكتاب يدعي انه من عند الله عاقبه الله ولم يمكن لدينه هذا التمكين ولم يكتب له هذا الظهور وهذا الانتشار ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين فالله سبحانه وتعالى قدير عليه ولهذا يمكن ان يستدل لصدق نبوته عليه الصلاة والسلام من هذا الطريق وهو كمال حكمة الله وكمال قدرته فيقال ان الله سبحانه وتعالى قوي قدير وهذا النبي منذ ظهر ولا يزال دينه في علو ولا يزال في رفعة ولا يزال مؤيدا منصورا محفوظا في عز وتمكين وظهور ولا يزال اعداؤه في خذلان وسفون فلو كان في دعواه النبوة ودعواه الوحي اه ليس بصادق لما لما كتب الله سبحانه وتعالى له هذا التمكين ولختم على قلبه كما في الاية التي مرت فان يشاء ان لا يختم على قلبك وايضا في الاية الاخرى قال لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فالله قادر عليه ووالله سبحانه وتعالى قوي عزيز متين. فهذه طريقة من طرق القرآن في تقرير النبوة وهي طريقة قوية طريقة قوية ولا سيما مع اه آآ من ينكرون النبوة من اهل الكتاب وهي طريقة نافعة جدا في ابطال ما هم عليه يوضح ذلك المناظرة آآ اه المناظرة العظيمة التي دارت بين ابن القيم رحمه الله تعالى وبين احد علماء اهل الكتاب دارت بين ابن القيم وبين احد علماء اهل الكتاب وذكرها رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق المرسلة ذكرها في كتابه الصواعق المرسلة يقول رحمه الله تعالى ما ملخصه انه جمعه اه احد المجالس ببعض علماء اهل الكتاب يقول فقلت له انكم سببتم الله مسبة ما سبه بها احد من العالمين قلت له انكم سببتم الله مسبة ما سبه بها احد من العالمين. قال حاشا لله قال ذلك الرجل حاش لله ان نكون سببنا الله وسبتا ما سبه احدا بها احدا من العالمين. حاشى ان نكون كذلك. قال بل انتم كذلك لانكم تقولون ان محمد صلى الله عليه وسلم نبي كاذب وانه ليس مرسل من رب العالمين وان ما يدعو اليه وما يخبر عنه من الوحي هذا امر ليس بصادق فيه ثم نرى ان دينه منذ بدأ في دعوته لم يزل في ظهور وعلو وارتفاع واداءه لم يزال في سفول خيبة وخسران ولم يزل مؤيدا منصورا معززا محفوظا وعدوه لم يزل مخذولا فاما ان يكون الله راعيا له مطلعا عليه عالما به او ليس راعيا له ولا مطلعا عليه ولا عالما به فان قلتم ان الله ليس راعيا له ولا مطلعا عليه ولا عالما به فهذه مسبة منكم لرب العالمين ما سبه بها احد من العالمين وان قلتم لا بل هو راع له ومطلع عليه وعالم به فاما ان يكون قادر على اخذه ومنعه وحجزه او ليس قادرا على ذلك فان قلتم ليس قادرا على ذلك فقد سببتم الله مسبة ما سبه بها احدا من العالمين وان قلتم لا بل هو قادر عالم به وقادر عليه ثم مع ذلك تركه وجعل دينه لا يزال ظاهرا عاليا مؤيدا فهذا يتنافى مع حكمة الله فتكونون بذلك طعنتم في حكمة الله وسببتم الله مسبة ما سبه بها احد من العالمين فقال ذلك الرجل حاشى ان نقول ذلك بل ان عقلاءنا يقولون انه نبي صادق بل عقلاءنا يقولون انه نبي صادق لما الزمه رحمه الله هذا الالزام وذكر او قر هذه الطريقة قال بل عقلاءنا يقولون انه نبي صادق وحاشى ان نقول انه نبي كاذب نعم قال قال انهم انه نبي صادق وان اتباعه سعداء قال فما دمتم تقولون انه نبي صادق واتباعه سعداء فلماذا لا تظفر بهذه السعادة لماذا لا تظفر بهذه السعادة فقال وكذلك اتباع موسى سعداء وكذلك اتباع عيسى سعداء قال اذا كنتم اقررتم انه نبي صادق فانه حكم على كل من اتبعه ايا كانت دينه وعقيدته بانه حكم على كل من لم يتبعه ايا كان الدين وعقيدته بانه كافر والذي نفسي بيده لا يسمع بيهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار فاما ان يكون صادقا في ذلك فيلزمك ان تتبعه لتكون من من اهل السعادة او لا يكون صادقا في ذلك فلا يكون نبيا او لا يكون صادقا في ذلك فلا يكون نبيا قال الرجل حدثنا في غير هذا حدثنا في غير هذا يعني اعطينا موضوع اخر نتحدث فيه لانه اغلق عليه رحمه الله تعالى اه الابواب ولكن ابت نفسه ان تقبل الحق والهدى عنادا مع انه اتضح له الحق وبانت له حججه وبراهينه ولكن عنادا ابى ان يقبل الحق وقال حدثنا في غير هذا اي شف له انظر ابحث لنا عن موضوع اخر نتحدث فيه غير هذا اه الموضوع. الشاهد ان هذه طريقة قوية في تقرير اه النبوة نعم قال وكذلك نصره وتأييده الباهر على الامم الذين هم اقوى اهل الارض من ايات رسالته وادلة توحيده كما هو ظاهر للمتأملين. هذي كذلك من طرائق القرآن في تقرير نبوته ان الله عز وجل ايده بنصره وكتب له الظفر والنصر والنصر والتأييد ولم يزل عليه الصلاة والسلام محفوظا بحفظ الله يا ايها الرسول بلغ فما انزل ما انزل اليك ما من ربك في الاية قال والله يعصمك من الناس قال والله يعصمك من الناس فالله عز وجل عصمه وايده وحفظه انا لننصر رسلنا والذين امنوا فكان من دلائل وبراهين نبوته عليه الصلاة والسلام نصر الله له وتأييده له وحفظه سبحانه وتعالى له ولاتباعه نعم وتارة يقرر نبوته ورسالته بما حازه من اوصاف الكمال وما هو عليه من الاخلاق الجميلة. وان كل خلق عال ثامن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم منه اعلاه مالو؟ فمن عظمت صفاته وفاقت نعوته جميع الخلق التي اعلاها الصدق اليس هذا اكبر الادلة على انه رسول رب العالمين والمصطفى المختار من الخلق اجمعين. وهذه طريقة من طرائق والقرآن في تقرير نبوته عليه الصلاة والسلام ذكر كمال اوصافه واخلاقه وادابه كما قال الرب سبحانه وتعالى وانك لعلى خلق عظيم فكان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس خلقا واطيبهم معاملة واحسنهم نفسا صلوات الله وسلامه عليه فهذه من الطرائق التي قرر فيها القرآن نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وهي مؤثرة تأثيرا عظيما فيمن كتب الله سبحانه وتعالى له الهداية ولهذا يذكر في كتب السير والاخبار ان الرجل يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام وليس على وجه الارض ابغض اليه منه فما ان يراه ويرى اخلاقه وادابه وجميل صفاته عليه الصلاة والسلام الا ويتحول من ساعته وليس على وجه الارض احب اليه منه وهذا هو قول الله سبحانه وتعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقد اه كسب عليه الصلاة والسلام الناس وسعهم باخلاقه. الفاضلة وادابه الكاملة ومعاملاته الحسنة وكم من اناس واناس دخلوا في دين الله سبحانه وتعالى لما رأوه وشاهدوه ولما سمعوه من اخلاقه صلوات الله وسلامه عليه لم يكن فظا ولا غليظا ولم يكن متكبرا بل كان سهلا سمحا متواضعا لينا كريم الصفات جميل الاخلاق حتى في مواقف آآ ربما بعض الناس يصاب فيها بشيء من الغرور او بشيء من الزهو والعلو فكان عليه الصلاة والسلام في كل احواله ينكسر ويتواضع لله سبحانه وتعالى ومن عجيب القصص في ذلك لما دخل عليه الصلاة والسلام مكة فاتحا ومكة هي البلد الذي اوذي فيه وظلم فيه واسيء اليه واخرج منه وحصل له فيه اذى عظيم وكيد كبير لما دخل مكة فاتحا دخل ذلك البلد الذي اخرج منه عليه الصلاة والسلام لما دخل مكة فاتحا طأطأ رأسه عليه الصلاة والسلام حتى يكاد يلمس الركاب تواضعا لله وانكسارا تواضعا لله وانكسارا ثم كان يقابل الناس الذين عادوه وظلموه واساءوا اليه بالتواضع وبالحلم وبالصفح وبالاخلاق الفاضلة ذهب ابو بكر الصديق رضي الله عنه واحضر والده في ذلك اليوم وكان لم يسلم بعد فجاء به الى النبي عليه الصلاة والسلام وكان شعره ابيض حاجباه وشعر رأسه ولحيته كانه ثغامة من شدة البياض رجل كبير كبير في السن فجاء به ابو بكر رضي الله عنه ممسكا بيده الى جاء به الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام لماذا جعلت هذا الشيخ يأتينا الا اخبرتني انا الذي اتيه لماذا جعلت هذا الشيخ يأتينا؟ الا اخبرتني انا الذي اتيه يقول ذلك عليه الصلاة والسلام وهو دخل فاتحا معززا منصورا في بلد ظلم فيه واسيء اليه فيه وكثر عليه العدوان فيه والظلم ويتواضع مع الناس بهذه الطريقة. يقول لماذا جعلت هذا الشيخ يأتينا؟ الا اخبرتني انا الذي اتيه وتجد الان بعض الشباب لا يحسن ان يتعامل هذه المعاملة الرفيقة الطيبة مع كبار السن من العباد الصالحين مع كبار السن من العباد الصالحين اهل الفضل واهل العبادة واهل التقوى واهل الصلاح واهل الخير لا يحسن ان يتعامل معهم تجده يتعامل مع كبار السن من اهل الصلاح بفظاظة وبغمضة وبسوء معاملة الشاهد انه عليه الصلاة والسلام كان من آآ ارفق الناس ومن احلم الناس ومن اكرم الناس ومن اطيب الناس خلقا عليه الصلاة والسلام فكانت اخلاقه الفاضلة وادابه عليه الصلاة والسلام الكاملة من من اسباب لدخول كثير من الناس لهذا الدين العظيم قال فبما رحمة من من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك اذا من طرائق القرآن في تقرين نبوة النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ما كان عليه من اه الادب الفاضل والخلق العظيم نعم وتارة يغررها بما هو موجود في كتب الاولين وبشارات الانبياء والمرسلين اما باسمه العلم او باوصافه الجليلة واوصاف امته واوصاف دينه وهذه ايضا من طريقة القرآن في تقرير نبوة النبي عليه الصلاة والسلام اه الاخبار بما جاء في الكتب السابقة من من البشارات به سواء اه ذكر اسمه مثل ما جاء في الانجيل ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه احمد اما بذكر اسمه او بذكر اوصافه عليه الصلاة والسلام وهذا يأتي في القرآن كثيرا آآ آآ يأتي في القرآن كثيرا ذكر ما جاء في الكتب السابقة من اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك اوصاف امته واوصاف صحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ومن ذلكم في الاية الاخيرة من اه سورة الفتح قول الله سبحانه وتعالى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم اتراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فذكر الله عز وجل وصفه وذكر وصف امته واوصاف صحابته الكرام وذكر ما كانوا عليه من الاخلاق الكاملة والعبادات الفاضلة كل ذلك جاء في كتاب الله عز وجل وايضا ما بقي من الكتب السابقة من مواضع سالمة من التحريف وجد فيها اه شيء من ذلك من الاخبار عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن اوصافه وكان ذلك سببا لهداية بعض النصارى وبعض اليهود وغيرهم من اهل الكتاب. نعم وتارة يقرر رسالته بما اخبر به من الغيوب الماضية والغيوب المستقبلة التي وقعت في زمانه والتي لا تزال تقع في كل وقت فلولا الوحي ما وصل اليه شيء من هذا ولا له ولا لغيره طريق الى العلم به فهذه ايضا من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام آآ ذكر اخباره عليه الصلاة والسلام بالغيوب الماضية والغيوب المستقبلة. مما اه اطلعه الله سبحانه وتعالى عليه. قال عز وجل عالم الغيب اه فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا فكان جل وعلا يطلع نبيه عليه الصلاة والسلام على بعض المغيبات من الامور السابقة ومن الامور اللاحقة وكان عليه الصلاة والسلام يخبر بالاشياء انها ستقع ومنها اشياء وقعت في زمانه اخبر بها عليه الصلاة والسلام ووقعت في زمانه ومنها اشياء اخبر بها ووقعت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام في زمن صحابته ومنها اشياء وقعت فيما بعد واشياء لم تقع وستقع لان الذي اخبر بها صادق مصدوق لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلوات الله وسلامه عليه. والشواهد على ذلك والامثلة عليه في القرآن الكريم كثير مثل قوله سبحانه وتعالى في اه اول سورة الروم قال غلبت الروم في ادنى الارظ وهم من بعد غلبهم سيغلبون. قال من بعد غلبهم سيغلبون هذا اخبار عن امر سيأتي ووقع وقع ما اخبر به عليه الصلاة والسلام كما اخبر آآ مر معنا في كتاب الادب المفرد في بشارة النبي عليه الصلاة والسلام لابي بكر وعمر وعثمان بالجنة وفي عثمان قال على بلوى تصيبه قال على بلوى هذا شيء اخبر به عليه الصلاة والسلام وحصلت البلوى كما اخبر عليه الصلاة والسلام اخبر باشياء كثيرة واخبر بامور هي من علامات الساعة الصغرى ووقعت كما اخبر ومنها لا شيء لم يقع ولكنه سيقع طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام فهو صادق مصدوق لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى نعم وتارة يقررها بحفظه اياه. وعصمته له من الخلق. مع تكالب الاعداء وضغطهم وجدهم التام في الايقاع به بكل ما في وسعهم والله يعصمه ويمنعه وينصره. وما ذاك الا لانه رسوله حقا وامينه على وحيه. وهذا ايضا من ان اعداءه وخصومه وهم كثر كانوا كان لهم محاولات كثيرة لقتله عليه الصلاة والسلام والقضاء عليه وخططوا لذلك جماعات وفرادى ودبروا اه اشياء واشياء للقضاء عليه ولقتله ولم يزل عليه الصلاة والسلام معصوما منهم محفوظا بحفظ الله مؤيدا بتأييده. وكل محاولة فدبروها باءت بالفشل والخيبة ومن يقرأ سيرته عليه الصلاة والسلام اه من بداية الدعوة حينما كان في مكة ومرورا بسيرته العطرة اه ما اه حصل مرات عديدة محاولات قتله وضعوا له السم في طعامه عليه الصلاة والسلام وخططوا ايضا لقتله والاجهاز عليه مرات كثيرة والسيرة فيها من هذا القصص شيء كثير ومن ذلكم ما ما جاء في الصحيح عندما كان عليه الصلاة والسلام مرة قفل مع اصحابه بعد غزوة ثم اه ناموا وتتبعوا ظل الشجر وكل نام فجاء رجل جاء رجل ووجدهم كلهم نيام وجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام واخذ سيف النبي صلى الله عليه وسلم لانه كانوا راجعين من غزوة وكل معه سيفه فكان عليه الصلاة والسلام نائم وسيفه الى جنبه فاخذ سيف النبي واخرجه من غمده وسله رفع السيف سله ما بقي الا ان يهوي به وجاء يريد قتل النبي عليه الصلاة والصحابة كلهم نيام والنبي صلى الله عليه وسلم كان نائما ففتح عليه الصلاة والسلام عيناه فتح عينيه واذا بالسيف مشلول والرجل قائم فقال الرجل من يحميك مني قال الرجل من يحميك مني؟ والسيف مسنون والصحابة كلهم نيام قال من يحميك مني قال قلت الله قال قلت الله فاصبحت يد الرجل لا تستطيع تمسك يعني تعطل فيها قوتها وقدرتها على القبر. اصبحت ما تستطيع تمسك. سقط السيف من يده فهذه حماية الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام فقام عليه الصلاة والسلام واخذ السيف وسله وقال من يحميك مني فاخذ يتوسل قال انت كريم ابن كريم يتوسل اليه يطلب منه ان آآ يتركه ويخلي سبيله وخلى عليه الصلاة والسلام سبيله خلى سبيله اه قصص من هذا كثير يقرأها من يطالع سيرته عليه الصلاة والسلام محاولات كثيرة لقتله والقضى عليه ولكنه لم يزل مؤيدا منصورا فهذا من الدلائل والشواهد على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام. نعم وتارة يقرر رسالته بذكر عظمة ما جاء به وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وتحدى اعدائه ومن كفر به ان يأتوا بمثله او بعشر سور مثله او بسورة واحدة. فعجزوا ونقصوا وباءوا بالخيبة والفشل وهذا القرآن اكبر ادلة رسالته واجلها واعمها ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا الطريق من طرائق من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام الا وهو تقرير نبوته من خلال هذا القرآن العظيم الذي بعث به صلى الله عليه وسلم وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وهو كما قال الشيخ رحمه الله تعالى اكبر ادلة رسالته واجلها واعمها وهي اية باقية اية باقية وحجة خالدة ظاهرة انزل الله عز وجل هذا الكتاب العظيم وفيه اية لصدق الرسول صلوات الله وسلامه عليه من طريقة القرآن بتقرير نبوة النبي عليه الصلاة والسلام بهذا القرآن ان تحدى فصحاء العرب واهل اللسان والبيان ان يأتوا بسورة تحداهم ان يأتوا بمثل هذا القرآن وتحداهم ان يأتوا بعشر سور وتحداهم ان يأتوا بسورة واحدة من مثل هذا القرآن العظيم تحداهم بذلك في سورة واحدة قال الله سبحانه وتعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لو اجتمعت الانس والجن ودبروا ورتبوا وتعاونوا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله هذا تحدي من الله سبحانه وتعالى ان ان يأن ان يؤتى بمثل هذا القرآن ولو اجتمعت الانس والجن على ذلك وقال الله سبحانه وتعالى ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وهذا تحد دون الاول الاول بمثل القرآن كاملا وهنا بعشر سور مثله مفتريات وفي سورة واحدة قال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين تحداهم ان يأتوا بسورة واحدة من مثل القرآن ولهذا بعض ادعياء النبوة بعض ادعياء النبوة حاولوا ان يأتوا ويركبوا كلاما يزعمون او يموهون على الناس انه مثل اه مثل القرآن ولما قرأوا على الناس هذا الكلام ضحك منهم العقلاء والمجانين ضحك منهم العقلاء والمجانين واصبحوا سخرية للناس. واصبح من اراد ان يتندر يتندر ما جاءوا به اولئك السفهاء الحمقى من اشياء يدعون انها وحي مثل مسيلمة الكذاب لما قالوا له ان النبي عليه الصلاة والسلام جاء بوحي وجاء بايات وجاء بقرآن يتلى اين الوحي الذي انزل اليك بدأ يرتب كلاما من اسفل الكلام وتركيبا من من من ارق التراكيب وعبارات من اوهى العبارات في كلام فيه سفه وفيه حماقة وفيه وادعى انه اوحي اليه بذلك الكلام فالشاهد ان من براهين ودلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام هذا القرآن وقد تحدى الله سبحانه وتعالى فصحاء العرب واهل اللسان ان يأتوا بمثله او يأتوا بعشر سور او يأتوا بسورة واحدة من مثل القرآن وهم اعجز واعجز من ذلك وهذا من اه من ابين الادلة واوضح البراهين على صدق نبوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم وتارة يقرر رسالته بما اظهر على يديه من المعجزات وما اجرى له من الخوارق والكرامات الدالة كل واحد بمفرده منها فكيف اذا اجتمعت على انه رسول الله الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وهذا باب واسع في الاستدلال لنبوته وصدق رسالته عليه الصلاة والسلام الايات والمعجزات والبراهين التي ايده الله سبحانه وتعالى بها وهذه اه باب واسع جمعها اهل العلم في كتب حافلة وبعضها مطبوع في مجلدات بعنوان دلائل النبوة دلائل النبوة مثل ده دلائل النبوة لقوام السنة التيمي ودلائل النبوة للبيهقي و كتب كثيرة الفها اهل العلم في دلائل النبوة وجمعوا شيئا كثيرا من الاخبار والاحاديث والاثار التي فيها معجزات اجراها الله سبحانه وتعالى وخوارق للعادات اجراها على يدي رسوله صلوات الله وسلامه عليه مثل سماع الصحابة رضي الله عنهم للحصى يسبح في يده حصيات في يده عليه الصلاة والسلام ممسكها والصحابة يسمعون الحصيات تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله تنطق بالفاظ التسبيح ومثل عليه الصلاة والسلام اه لما كان في آآ طريق واراد قضاء حاجة فدعا شجرتين فاجتمعت اجتمعت وانظم بعضها الى الى بعض واشياء كثيرة جاءت في كتب دلائل النبوة هي ايات ومعجزات ايضا خروج الماء نبع الماء من بين اصابعه عليه الصلاة والسلام. الشاهد في اه في السيرة وكتب الدلائل خاصة ذكر شيء كثير من ذلك من اه الايات والمعجزات التي اه اجراها الله سبحانه وتعالى على يديه صلوات الله وسلامه عليه دالة على نبوته وشاهدا على صدق رسالته ومما ينبه عليه ان الامور الخارقة للعادة التي اجراها الله سبحانه وتعالى على يديه ليست وحدها هي دليل النبوة كما يدعي ذلك بعظ المتكلمين فان بعض علماء الكلام يدعون ان اية النبوة لامور الخارقة للعادة الامور الخارقة للعادة وهذا غير صحيح فالامور الخارقة للعادة شيء من الدلائل وليس هو كل الدلائل ولهذا رأينا في طريقة القرآن في تقرير نبوة النبي عليه الصلاة والسلام قررها من خلال امور كثيرة قررها من خلال امور كثيرة. هذه تعد واحدة منها الامور الخارقة للعادة التي اجراها الله سبحانه وتعالى على يد نبيه صلى الله عليه وسلم هذه واحدة من دلائل اه النبوة ولاجل هذا انكر هؤلاء المتكلمون خوارق العادات وانها تجري على او تحصل لاحد من الناس انكروها وادع انها لا تقع لغير نبي وهذه مكابرة مكابرة لامر تواتر وعلم علم بالادلة وعلم ايضا بكتب التاريخ والاخبار فالله عز وجل قد يجري بعض الامور الخارقة للعادة يجريها على بعض اه الصالحين بعض عباده اما لحجة او لحاجة وكرامة قال الولي والرجل الصالح هي اية للنبي هي اية للنبي فالشاهد ان حصول الامر الخارق للعادة ليس هو وحده الدليل على اه صدق النبوة بل هو واحد من الادلة واحد من الادلة خلافا لما يقرره علماء اهل الكلام الباطل نعم وتارة يقررها بعظيم شفقته على الخلق وحلوه الكامل على امته وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم. وانه لم يوجد ولن يوجد احد من الخلق اعظم شفقة وبرا الى الخلق منه واثار ذلك ظاهرة للناظرين. وهذه ايضا من طرائق القرآن في تقرير نبوته عليه الصلاة والسلام ذكر ما كان عليه من الرفق والشفقة والرحمة والرأفة عليه الصلاة والسلام لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وقال جل وعلا في اية اخرى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ومن معاني هذه الاية انه احرص على كل مؤمن من نفسه يعني مهما كنت عليه من حرص على على نفسك ورغبة في صلاحها وسعادتها النبي صلى الله عليه وسلم احرص على نفسك منك ولهذا قال قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم فهو احرص على نفسك منك ولهذا اوجب الله علينا ان نحبه محبة مقدمة على محبتنا لانفسنا بل ما جاء في صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه قال عمر والله لانت الان احب الي حتى من نفسي فهو عليه الصلاة والسلام اولى بكل آآ اولى بكل انسان من نفسه واحرص على كل انسان من نفسه ولهذا كان ايضا احق بان تكون محبته عليه الصلاة والسلام مقدمة على محبة النفس ومحبة الوالد والولد والناس اجمعين وهذه المحبة ليس امرا يدعيه الانسان لان مجرد الدعوة وقول القائل اني احب الرسول عليه الصلاة والسلام هذه سهلة على كل لسان وليست العبرة بهذا ولكن العبرة بما قاله الله سبحانه وتعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فالشاهد من طرائق القرآن في تقرير النبوة نبوة النبي عليه الصلاة والسلام ذكر رحمته ورفقه وتواضعه وحنوه وعطفه وحرصه على الناس عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم هذه كلها من الشواهد والدلائل على صدق نبوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال فهذه الامور والطرق قد اكثر الله من ذكرها في كتابه وقررها بعبارات متنوعة ومعاني مفصلة واساليب عجيبة وامثلتها تفوق العد والاحصاء. والله اعلم. ثم ختم رحمه الله تعالى فهذا هذه القاعدة بانه اه اشار هنا الى طرائق القرآن بذكر انواع من طرائق القرآن في تقرير نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وذكر على ذلك بعض الامثلة وذكر على ذلك بعض الامثلة ثم اشار هنا ان امثلتها تفوق العد والاحصاء كثيرة جدا وهنا ايضا اؤكد اه اؤكد على ما اكدت عليه في اه درس الامس ولقاء الامس الا وهو اننا نقرأ هذه هذه القاعدة اه اكثر من مرة نطالعها اكثر من مرة نستوعب هذه الانواع للادلة ثم نحرص اثناء قراءتنا لكتاب الله سبحانه وتعالى ان ننظر وان نتفكر وان نتدبر من خلال الايات التي نقرأها في القرآن الكريم في تقرير النبوة وتثبيت الرسالة في كتاب الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الطرائق التي جاء جمعها الشيخ هنا رحمه الله على شكل انواع ادلة وهي مبسوطة في كتاب الله مبسوط في كتاب الله افراد الادلة واحادها ونسأل الله عز وجل ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع العمل الصالح وان يكرمنا اجمعين بالحب الصادق لنبينا عليه الصلاة والسلام وان يوفقنا لحسن الاتباع وحسن الاقتداء آآ به عليه الصلاة والسلام وان يصلح لنا شأننا كله وان اليه صراطا مستقيما والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك