بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة قف بتفسير القرآن القاعدة العاشرة في الطرق التي في القرآن لدعوة الكفار على اختلاف ونحلهم يدعوهم الى الدين الاسلامي والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يصفه من محاسن شرعه ودينه وما يذكره من براهين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليهتدي من ليهتدي من قصده الحق والانصاف وتقوم الحجة على المعاند وهذه اعظم طريق يدعى بها جميع المخالفين لدين الاسلام فان محاسن دين الاسلام ومحاسن النبي صلى الله عليه وسلم واياته وبراهينه فيها كفاية تامة للدعوة بقطع النظر عن ابطال شبههم وما يحتجون به فان الحق اذا اتضح علم ان ما خالفه فهو باطل ضلال. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه القاعدة العاشرة قال رحمه الله في الطريق في الطرق التي في القرآن لدعوة الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم هذه القاعدة وظعها رحمه الله تعالى ليستخلص من خلالها نهج القرآن وطريقته في الدعوة الى الله عز وجل والى توحيده والى دينه القويم وصراطه المستقيم ومن المعلوم ان الدعوة الى الله عز وجل هي انبل انبل وظيفة واجل عمل وهي وظيفة الانبياء اشرف عباد الله عز وجل وهي وظيفة مباركة ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ومن احسن ممن دعا الى الله وهذا استفهام آآ المراد به اه التثبيت التثبيت ان لا احد احسن من احسن ممن دعا الى الله عز وجل ومن احسن دينا ممن دعا الى الله وعمل صالحا ومن احسنوا ومن احسنوا قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين اين احد احسن قولا ممن شأنه كذلك فالدعوة الى الله وظيفة مباركة وقد قال عليه الصلاة والسلام لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ويقول عليه الصلاة والسلام من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا والاحاديث في هذا الباب والنصوص كثيرة جدا والذي ينبغي ان يكون عليه من تصدر للدعوة الى الله عز وجل ان يدعو على طريقة القرآن ونهج القرآن وهي طريقة الانبياء في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني والبصيرة هي العلم والمراد بالعلم اي العلم المتلقى من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا كان متأكدا على كل معتني بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى ان يبني دعوته على نهج القرآن وطريقة القرآن والشيخ رحمه الله تعالى في هذه القاعدة العظيمة المباركة يضع منهجا مباركا للدعاة الى الله سبحانه وتعالى مستقاء من القرآن يضع منهجا مباركا للدعاة الى الله سبحانه وتعالى مستقى من القرآن من خلال عرظه رحمه الله تعالى لطريقة القرآن ونهجه في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وذكر رحمه الله جملة مباركة من طريقة القرآن في الدعوة الى الله ولم يأتي على كل شيء لكنه اتى على مهمات هذا الامر وابرز ما يكون فيه من جوانب وبدأ ذلك بقوله رحمه الله تعالى يدعوهم اي القرآن الى الدين الاسلامي والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يصفه من محاسن شرعه ودينه وما يذكره من براهين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هذه طريقة متكررة كثيرا في القرآن الكريم الا وهي الدعوة الى الله سبحانه وتعالى بذكر محاسن الدين الاسلامي بذكر محاسن الدين الاسلامي والدين كله محاسن عقائده اصح العقائد واقومها وعباداته اكمل العبادات واعظمها واخلاقه وادابه اجمل الاداب وازكاها واطيبها فهو دين كله محاسن في عقائده وعباداته واخلاقه وهذه المحاسن لهذا الدين والكمالات والفظائل التي امتاز بها هذا الدين لو بينت للناس بيانا وافيا وباسلوب طيب لدخلوا في دين الله تبارك وتعالى افواجا لو بينت للناس محاسن الدين كما ينبغي لدخلوا في دين الله عز وجل افواجا وفي هذا الباب لا انسى قسما بالله عز وجل قرأته للامام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى في احد كتبه يقول فيه رحمه الله تعالى ما نصه والمسلمون اليوم بل العالم كله في اشد الحاجة الى بيان دين الله واظهار محاسنه وبيان حقيقته والله لو عرفه الناس اليوم ولو عرفه العالم على حقيقته لدخلوا فيه افواجا لدخلوا فيه افواجا لكن تقصير الدعاة في بيان هذا الامر وقصورهم وضعفهم في ايضاحه وتجليته وربما اشتغال بعضهم بامور اخرى لا تنهضوا بقيام الدعوة وتحققها على اتم حال واكمل وجه ولهذا كان من اكد ما ينبغي ان يعنى به الداعي الى الله سبحانه وتعالى ان يبرز محاسن الدين قبل ان يدخل مع اصحاب النحل الباطلة والعقائد الزائفة والملل المنحرفة قبل ان يدخل معهم في نقاش في اديانهم وما هم عليه من ضلال وباطل يبرز لهم حسن هذا الدين وجماله عقيدة وعبادة وخلقا وهذا بحد ذاته كاف في الاقناع ولهذا يقول الشيخ هنا فان محاسن دين الاسلام يقول الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي يقول فان محاسن دين الاسلام ومحاسن النبي عليه الصلاة والسلام اياته وبراهينه فيها كفاية تامة للدعوة بقطع النظر عن ابطال شبههم وما يحتجون به هي بحد ذاتها كافية ان تبرز للناس واحدا تلو الاخر ميزة تلو ميزة وحسنة تلو حسنة تبرز وتبين للناس هذي بحدها بحد ذاتها كافية واعرف رجل في زماننا هذا هدى الله سبحانه وتعالى على يديه خلق كثير من الكفار يقول لي كل هؤلاء وعددهم يقارب الالف يقول كل هؤلاء دعوتهم فرادى ما اذكر انني دعوت اثنين او ثلاثة او اربعة يقول دعوتي لهؤلاء فردية وطريقته في الدعوة هي هذه الطريقة يحفظ الرجل شيئا كبيرا من محاسن الدين الاسلامي في العقيدة والعبادة والاخلاق يقول فاذا رأيت احد هؤلاء جالسا وفي الغالب اتخير منهم من يكون مهموما مغموما عنده مشكلة يقول فاجلس الى جنبه واسأله عن اولاده عن صحته عن اخباره حتى يرتاح لي قليلا ثم اقول له هل تعرف شيء عن الاسلام؟ يقول لي لا اقول له هل تحب ان اذكر لك شيئا عن هذا الدين يقول غالبا ليقول نعم لانني جاملته ولاطفته وانسته وسألت عنه يقول جلسة مسبقة معه ادبا تمنع ان يرفض يقول فغالبا يقول لي نعم احب ان اسمع يقول فابدأ اعدد له محاسن الدين الاسلامي واحاول ان اتلمس من محاسن الدين ما يتعلق بمشكلته التي استشفيتها من جلستي معه يقول غالبا ربع ساعة ثلث ساعة نصف ساعة ويعلن اسلامه ويعلن اسلامه فهذا شاهد حال في ان ابراز محاسن الدين الاسلامي للناس كما ينبغي واظهارها جلية للناس كما ينبغي تكون باذن الله كما اقسم على ذلك الامام ابن باز رحمه الله تكون سببا لدخولهم في دين الله افواجا والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله له رسالة مطبوعة انصح خاصة من له عناية بالدعوة الى الله عز وجل ولا سيما دعوة الكفار ان يعتني بها وهي رسالة مختصرة لكنها كبيرة بحجمها وبابها ومحتوياتها وعنوانها الدرة المختصرة في بيان محاسن الدين الاسلامي الدرة المختصرة في بيان محاسن الدين الاسلامي وركز فيها اه جوانب هامة وعظيمة في جانب العقيدة وجانب العبادة وجانب الاخلاق والاداب والمعاملات والبيوع واتى على مختصرات مختصرات جامعة في هذا الموضوع ووافية في تقريره وذكر فيه عشرين مثالا عشرين مثالا من محاسن الدين الاسلامي واذا قرأ الداعي الى الله سبحانه وتعالى تلك الامثلة التي ذكرها استطاع ان يفرع عليها تفريعات واسعة لانه اتى بجوامع في بيان محاسن الدين الاسلامي واهل العلم كتبوا في هذا كتابات كثيرة يقول رحمه الله تعالى في مقدمة هذه الرسالة الدرة المختصرة يقول ان من اكبر الدعوة الى دين الاسلام شرح ما احتوى عليه من المحاسن التي يقبلها كل صاحب عقل وفطرة سليمة فلو تصدى للدعوة الى هذا الدين فلو تصدى للدعوة لهذا الدين رجال يشرحون حقائقه ويبينون للخلق مصالحا لكان ذلك كافيا كفاية تامة في جذب الخلق اليه لما يرون من موافقته للصالح للمصالح الدينية والدنيوية و صلاح الناس في الظاهر والباطن الى اخر كلامه رحمه الله ثم ذكر كما اشرت عشرين مثالا قال في تمامها ملخصا محتويات الكتاب تلخيصا جميلا قال دين الاسلام مبني على العقائد الصحيحة النافعة وعلى الاخلاق الكريمة المهذبة المهذبة للارواح والعقول وعلى الاعمال المصلحة للاحوال وعلى البراهين في اصوله وفروعه وعلى نبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين والمخلوقات واخلاص الدين لله رب العالمين وعلى نبذ الخرافات والخزعبلات المنافية للحس والعقل وعلى الصلاح المطلق وعلى دفع كل شر وفساد وعلى العدل ورفع الظلم بكل طريق وعلى الحث على الرقي لانواع الكمالات هذه كلها من محاسن هذا الدين العظيم فكم يحتاج الناس الى ان تبرز هذه المحاسن وان تجلى وان تظهر للناس حتى تكون سببا باذن الله جل وعلا لدخولهم في دين الله افواجا واذا نظرت في احوال المهتدين المعتنقين لهذا الدين العظيم تجد ان من وراء هداياتهم وقوفهم على بعض محاسن الدين اما في العقيدة او في العبادة او في الاخلاق وكم من اناس دخلوا في دين الله عز وجل بمعرفتهم اخلاق الاسلام وادابه بمعرفتهم اخلاق الاسلام وادابه اذا هذا جانب عظيم من جوانب الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ابراز محاسن الدين الاسلامي ولهذا ليت بعض المؤسسات الخيرية التي تعمل او تعتني بهذا الجانب ليتها تعتني بترجمة بعض الكتب التي اه تعنى بهذا الامر الا هو ابراز محاسن الدين الاسلامي واقترح كتاب الشيخ رحمه الله الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي وايضا كتابه الاخر وهو عظيم في هذا الباب وهو كتاب بعنوان الدين الصحيح يحل جميع المشكلات وبين ان الدين الاسلامي يحل كل المشكلات المشكلات العقائدية والمشكلات الاخلاقية ومشكلات المعاملات والبيوع مشكلات الفقر مشكلات المجتمعات الى غير ذلك حلها الامثل موجود في الدين الاسلامي كترجمة هذين الكتابين ونقلهما الى اللغات لغات العالم فيه باذن الله تبارك وتعالى نفع كبير في دخول الناس واعتناقهم لهذا الدين العظيم الجانب الاخر الذي نبه عليه هو ذكر محاسن النبي عليه الصلاة والسلام وبراهين رسالته صلى الله عليه وسلم. وهذا مر معنا فيه قاعدة خاصة عند المصنف تتعلق بطريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا جانب ايضا يستفاد منه في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ببيان صدق هذا الرسول عليه الصلاة والسلام وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وابراز خصائصه ومناقبه وشمائله وفضائله صلوات الله وسلامه عليه نعم ويدعوهم بما يخوفهم من اخذات الامم وعقوبات الدنيا وعقوبات الاخرة وبما في الاديان الباطلة من انواع الشرور والعواقب الخبيثة ويحذرهم من طاعة رؤساء الشر ودعاة النار وانهم لابد ان تتقطع نفوسهم على طاعتهم حسرات وانهم يتمنون ان لو اطاعوا الرسول ولم يطيعوا السادة والرؤساء وان مودتهم وصداقتهم ستتبدل بغضاء وعداوة هنا ذكر الشيخ رحمه الله في هذه في هذه الجمل ذكر ثلاثة امور هي من طريقة القرآن في دعوة الكفار على اختلاف مللهم الى الدين الحنيف الاول قوله ويدعوهم بما يخوفهم من اخذات الامم اخذات جمع اخذه فعصوا رسول ربهم فاخذهم اخذة رابية اخذهم اخذه اي اهلكهم الله واحل بهم عقوبته ونقمته وقوله رابية اي زائدة على الحد الذي يكون به هلاكهم يعني ارسل لهم او عليهم عقوبة مهلكة لهم اخذة لهم وهي زائدة عليهم ايضا وهي زائدة عليهم هذا معنى رابية اي زائدة في اهلاكها على اه حد هؤلاء او ما يكفي لاهلاكهم فالاخذات هي العقوبات التي احلها الله سبحانه وتعالى بالامم فمن طريقة القرآن في الدعوة الى الله عز وجل تذكير المشركين والكفار واصحاب الملل الباطلة والنحل الزائفة في دعوتهم الى الله باهلاك الله سبحانه وتعالى للامم الظالمة العافية الباغية المعرظة المعاندة المتكبرة كيف ان الله سبحانه وتعالى احل بهم العقوبات وانزل بهم الاخذات واهلكهم بانواع الهلكات قال الله سبحانه وتعالى فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارظ ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون فهذه انواع من العقوبات احلها الله سبحانه وتعالى بالظالمين وانزلها بالجاحدين المعتدين ولهذا يأتي في القرآن كثيرا التذكير بذلك وايضا يأتي في القرآن دعوة المشركين والكفار الى ان يسيروا في الارض لينظروا اماكن المعذبين لينظروا اماكن المعذبين ومن اهلكهم الله سبحانه وتعالى مثل قوله جل وعلا قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين وقول فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين وقول افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم قرابة خمسة عشر اية في القرآن الكريم من هذا القبيل. دعوة هؤلاء للسير في الارض لينظروا في اه احوال احوال امم عتت وطغت وتكبرت واجرمت واعرظت فاهلكهم الله سبحانه وتعالى بانواع من الهلكات منهم من منهم من خسف به الارض منهم من اخذته الصيحة صوت قوي شديد اهلكهم في لحظة واحدة منهم من اغرقهم الله سبحانه وتعالى الى غير ذلك من انواع العقوبات التي ذكر كثير منها في كتاب الله سبحانه وتعالى. فهذه طريقة من طرق القرآن في الدعوة الى الله طريقة من طرق القرآن في الدعوة الى الله عندما يبين للشخص الدين وتبين له محاسنه ويبين له صدق ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ثم يأبى ويمتنع نلجأ في دعوته الى تخويفه نقول له ان استمريت على عنادك وتكبرك وايبائك وامتناعك فعليك ان تتفكر في احوال امم قبلك عتت عن امر ربها وتكبرت وطغت فاهلكهم الله فاحذر ان ان يصيبك ما اصابهم وان يحل بك ما حل بهم ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله هذه امور مستمرة يحلها الله سبحانه وتعالى بالمجرمين وبالمعتدين اذا من الطرق في الدعوة ان يبين لهؤلاء الكفار المعرضين ما احله الله سبحانه وتعالى بامم قبلهم هم اشد منهم قوة واشد منهم بطشا واشد منهم تمكينا في الارض فاخذهم الله سبحانه وتعالى واهلكهم قال يدعوهم بما يخوفهم من اخذات الامم وعقوبات الدنيا وعقوبات الاخرة ايضا يبين لهم ما اعد الله سبحانه وتعالى للكافرين من العقوبات ما اعده الله للكافرين من العقوبات يوم القيامة وتذكر لهم النار يذكر لهم ما فيها من اهوال وما فيها من نكال وما فيها من شدائد تخوف قلوبهم بذلك وهذه طريقة موجودة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة منه تذكر النار ويذكر انواع ما فيها من العقوبات وما اعده سبحانه وتعالى لاهلها من انواع العذاب حتى يكون في ذلك زاجرا لمن كتب الله سبحانه وتعالى هدايته هذه طريقة الطريقة الثانية قال وبما في الاديان الباطلة من انواع الشرور والعواقب الخبيثة وبما في الاديان الباطلة من انواع الشرور والعواقب الخبيثة. هذي ايظا طريقة من طرق القرآن في دعوة هؤلاء الى الله سبحانه وتعالى يبين لهم ما في اديانهم من شر وفساد سر عليهم في عقولهم لان الاديان الباطلة مفسدة للعقول وبما فيها من شر عليهم في اخلاقهم لان الاديان الباطلة مفسدة للاخلاق وهادمة لها ايضا ببيان ما في الاديان الباطلة من شر عليهم في حياتهم ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بانعم الله ورغد ضرب الله مثلا قرية كانت امنة كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف هذه من العواقب التي يحصلها هؤلاء في الدنيا عقوبة لهم على على ما كانوا عليه من اديان باطلة ونحل فاسدة وانحرافات وضلالات ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فهذه العقائد تسبب فسادا في في البلدان في المجتمعات تسبب امراضا فهذه المعاني ايضا تبين لهؤلاء وتشرح لهم ما في اديان من السرور والاثار الوخيمة والعواقب السيئة عليهم في الدنيا والاخرة ايضا الامر الثالث قال ويحذرهم من طاعة رؤساء الشر ودعاة النار وانهم لا بد ان تتقطع نفوسهم على طاعاتهم حسرات وانهم يتمنون ان لو اطاعوا الرسول ولم يطيعوا السادة والرؤساء وان مودتهم وصداقتهم ستتبدل بغظاء وعداوة. هذي ايظا من طريقة القرآن في دعوة هؤلاء الى الله سبحانه وتعالى في مثل قوله سبحانه ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب اي اسباب المودة انتهت وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأ منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين زينة من النار هذه طريقة وبرزوا لله جميعا. فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا. فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا؟ من محيص اي لا لا خلاص لنا ولا مفر من عقوبة الله سبحانه وتعالى والايات في هذا المعنى كثيرة جدا تبرأ كل هؤلاء الاتباع والمتبوعين كل من الاخر فهذه صورة لو بينت خاصة للعوام والجهال والاتباع لو بينت لهم وقيل لهم الندامة ستكون يوم القيامة عظيمة وهؤلاء سيتبرأون منكم يوم القيامة وكل لا ينظر الا الى نفسه لن يغنوا عنكم من الله شيئا وتقرأ عليهم هذه الايات وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل. ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم. لعنا هكذا يقولون يوم القيامة لكن ماذا يفيدهم فهذه المعاني تبين للجهال وللاتباع وللمظللين يبين لهم هذه المعاني حتى يفروا بانفسهم وينقذوا انفسهم من النار ماذا يغني عنهم اتباعهم لهؤلاء الائمة المضلين ودعاة ودعاة على ابواب جهنم كل من اجابهم قذفوا فيها فهذا هذي طريقة من طرق القرآن في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وكل هؤلاء يندمون يوم القيامة يندمون يوم القيامة ويعضون اصابع الندم مثل ما قال الشيخ يقول انهم يتمنون قال لو اطاعوا الرسول ولم يطيعوا السادة والرؤساء لكن لكن ماذا يفيد الندم ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا يا ويلتاه ليتني لم اتخذ فلانا قليلا هذا الندم وهذه التمنيات كلها لا تفيدهم ولا تنفعهم شيئا فمثل هذه المعاني تبين للناس ومن طريقة القرآن بيانها اقامة للحجة ومعذرة الى الله سبحانه وتعالى ونصحا للعباد ولعل ذلك ان يكون سببا لهداية من شاء الله سبحانه وتعالى هدايته نعم ويدعوهم ايضا بنحو ما يدعو المؤمنين بذكر الائه ونعمه وان المنفرد بالخلق والتدبير والنعم الظاهرة والباطنة هو الذي يجب على العباد طاعته وامتثال امره واجتناب نهيه ثم اشار ايضا الى هذه الطريقة لدعوة الكفار الى دين الاسلام قال ويدعوهم الى القرآن ايضا بنحو ما يدعو المؤمنين بذكر الائه ونعمه وانه المنفرد بالخلق والتدبير والنعم الظاهرة والباطنة وان المنفرد بالخلق والتدبير والنعم الظاهرة والباطنة هو الذي يجب على العباد طاعته وامتثال امره واجتناب نهيه هذي طريقة من طرق القرآن الكريم في دعوة الكفار الى الاسلام. يذكرون بنعم الله سبحانه وتعالى عليهم ويذكرون ان من يعبدون من دون الله ايا كانوا لا يملكون لهم رزقا ولا يملكون عطاء ولا منعا وان الرزق بيد الله والنعمة بيد الله والفضل فضل الله سبحانه وتعالى ثم من خلال ذلك يبين لهم ان انه كيف يليق بكم ان تجعلوا مع الله سبحانه وتعالى شريكا في العبادة والحال ان هذا الشريك ليس بيده شيء لا نعمة ولا فضل ولا عطاء ولا منع فكيف تسوونه بالله سبحانه وتعالى وهذه قسمة لا ترضونها لانفسكم وهذي قسمة يقال لهم هذه قسمة انتم لا ترضونها لانفسكم لو فرضنا ان واحدا منكم يقال لهم يقال لهم لو فرضنا ان واحدا منكم له مال له مال كثير وعنده عبيد وايماء هل يرضى ان يجعل ما له بينه وبين عبيده وايماءه ويكون هو واياهم شيئا واحدا في هذا المال هل يرظى ذلك لنفسه والمال ماله ولهذا تأمل قول الله سبحانه وتعالى والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء افبنعمة الله يجحدون وهذا وهذا لفت انتباه يعني كيف هذا الامر الذي لا ترضونه لانفسكم رظيتوه لربكم انتم لا ترضون ان تجعلوا معكم شريكا فيما اكرمكم الله سبحانه وتعالى به من مال ثم تجعلون مع الله سبحانه وتعالى الشركاء مع انه المتفرد بالنعمة والمتفرج بالفظل والعطاء سبحانه وتعالى والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء. يعني اليس احد منكم يجعل ماله او يرد ماله على من عنده من الاماء والعبيد ويكون هو واياهم شيئا واحدا متساوون في هذا المال لا يرظى ذلك ولا يقبله فهم فيه سواء افبنعمة الله يجحدون والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات. افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون. فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون كيف يسوى من كان هذا شأنه بالله الذي بيده الرزق وبيده النعمة وبيده الفضل وبيده العطاء كيف يسوى به من لا يملك رزقا لا يملك عطاء لا يملك لنفسه شيئا من ذلك فضلا ان يملك ان يملكه لغيره بل لا يملك ان يدفع عن نفسه شرا او ضرا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره لا يملك نفع ولا عطاء ولا خفض ولا رفع ولا قبض ولا بسط فكيف يسوى بمن؟ بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض اذا هذه طريقة من طرق القرآن يذكر الناس بالنعمة فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا فانبتنا فيها حبا وعنبا طبة وزيتونا ونخلة وحدائق قلبة وفاكهة وابا متاعا لكم ولانعامكم. من الذي تفضل بهذا كله من الذي اعطى هذا كله هذا هذا فضل الله فكيف يسوى به من ليس بيده شيء من النعمة وليس بيده شيء من الفضل وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فاذا هذي طريقة نافعة طريقة نافعة في الدعوة الى الله تذكير الناس بالنعم نعمة البدن نعمة المال نعمة الصحة الى غير ذلك من نعمه سبحانه وتعالى على عباده. ولهذا اقرأ في سورة النحل وعرفنا ان اهل العلم يسمونها سورة النعم عدد الله سبحانه وتعالى فيها نعمه على عباده ثم قال في تمامها كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فاتمام النعم على العباد هذا باب لهم يهتدون من خلاله الى اسلام الوجه لله واقامة التوحيد واخلاص الدين لله تبارك وتعالى نعم ويدعوهم ايضا بشرح ما في اديانهم الباطلة وما احتوت عليه من القبح والمقارنة بينها وبين دين الاسلام ليتبين ويتضح ما يجب ايثاره وما يتعين اختياره ثم ذكر ايضا هذه الطريقة في دعوة الكفار الى الله سبحانه وتعالى والى دينه قال يدعوهم ايضا بشرح ما في اديانهم الباطلة ان يبين له اه ما في دينه من باطل وضلال وتوضح له الصورة توضح له الصورة التي هي مغيبة عنه وليست ظاهرة له فيبين له ما في دينه من باطل. يبين له ما في دينه من باطل فهذه ايظا وسيلة من وسائل اقناع هؤلاء للدخول في هذا الدين وهذه طريقة موجودة في القرآن الكريم تبيين ما في دين هؤلاء من باطل ومن جهة اخرى ان يقارن ذلك بالاسلام ان يقارن ذلك بالاسلام حتى يظهر لهؤلاء جليا الامر مثل قول ابراهيم الخليل عليه السلام في دعوة قومه الى الله سبحانه وتعالى قال اتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وما تعملون هذي طريقة من انفع ما يكون. قال اتعبدون ما تنحتون يعني شيء انت بيده بيدك انت تنحته تعبده ولا تخلص العبادة للذي خلقك وخلق اعمالك اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون شيء تنحته بيدك تعبده ولا تخلص العبادة لله سبحانه وتعالى اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين الله ربكم ورب ابائكم الاولين ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون هذه كلها تبين لهؤلاء ينفع الله سبحانه وتعالى بها من شاء ان ينفعه من عباده يبين لهم قبح ما هم عليه من عبادة وفساد عليهم ما هم عليه من عقيدة وفي المقابل يبين لهم حسن هذا الدين وجماله وكماله في عقائده وعباداته واخلاقه وهذه الصورة اذا اتضحت وبينت للمشرك اذا بين له قبح ما عليه هو من عبادة ربما نفرت نفسه من الشرك وهذا فيه صور كثيرة صور كثيرة ان يبين للمشرك قبح تعلقه بغير الله سبحانه وتعالى باي طريقة كانت ومن الطرق التي فعلت ونفع الله سبحانه وتعالى بها قصة معاذ ابن عمرو ابن الجموح ومعاذ بن جبل وهما من صغار الصحابة كانت طريقتهم مع هؤلاء يأخذون هذه المنحوتات يأخذون هذه المنحوتات التي تعبد ويفعلون بها امور اما ان يظع عليها عذرا او يظع عليها قاذورات او يظع عليها اوساخ بحيث اذا جاء شخص ليعبدها يراها بهذه الصورة مزرية حتى يتفكر يقول اذا كانت لا تملك لنفسها نفعا او دفعا كيف تملك لي ومن ذلك ما فعله معاذ ابن عمرو ابن الجموح مع والده. والده كان عنده في البيت صنم منحوت وكان يقصده ويعبده فجاء ابنه الى هذا الصنم وطلاه بالعاذرة ونكسه على رأسه فجاء والده ورأى معبوده على هذه الصفة فاخذه وغسله ونظفه وطيبه ثم وظعه في مكانه ورجع يعبده ففعل هذا مرة ثانية فايظا قام بتنظيفه ورجع الى عبادته ثم جاء عمرو بن الجموح بسيف وضعه عند الصنم وقال ان كنت اله صادق فدافع عن نفسك دافع عن نفسك فجاء ابنه واخذ الصنم وقرنه بكلب ميت وربطه بحبل ودلاه في بئر ثم جاء واخذ يبحث عنه واذا بالصنم مدلى في البئر مقرون بكلب ميت تعافته نفسه من تلك اللحظة وعرف ان ما كان عليه ظلل وباطل ورجع الى عبادة الله سبحانه وتعالى اخر من هؤلاء جاء الى من مكان بعيد يقصد معبودا من هذه المعبودات فلما وصل اليه وجد فوق رأسه ثعلب يبول والبول يصب من فوق رأس الصنم الى اسفل قدميه فرأى هذا المعبود بهذه الصفة وقال رب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب وكان بنو حنيفة عندهم صنم صنعوه من الحلوى صنعوه من الحلوى واخذوا مدة من الزمان يعبدونه اخذوا مدة من الزمان يعبدونه ثم يوما من الايام جاعوا فاضطروا الى اكله. فتندر الناس بهم قالوا اكلت بنو حنيفة ربها اكلت بنو حنيفة ربها مدة طويلة يعبدونه ثم جاعوا واضطروا الى اكله فاكلوه فاصبح الناس يتندرون ويقولون بنو حنيفة اكلت بنو حنيفة ربها وهذا مثله كثير من ذلك ان طائفة من من هؤلاء كانوا في سفر ومعهم صنم يعبدونه وكانوا في الطريق ففقدوه فنادى بهم منادى نادى بهم مناد قال يا قوم التمسوا ربكم فانا قد فقدناه ابحثوا عن ربكم ظع يا قومي التمسوا ربكم فان قد فقدناه يقول فتفرقنا في الاودية نبحث عن ربنا الظائع يقول فبينما نحن نبحث اذا بمناد ينادي يا قوم انا وجدنا ربكم او شبهه انا وجدنا ربكم او سمعوا يقول ففرحنا ورجعنا الى عبادته. هذه عقول في غاية السفول والانحطاط فلما تشرح هذه المعاني وتبين ويبين قبح عبادة هذه الاصنام اتدعون بعلا اتدعون صنما لا يملك شيئا وتذرون احسن الخالقين لما تبين هذه المعاني وتشرح للناس بطريقة واضحة وبينة فهذه من الطرق التي ينفع الله سبحانه وتعالى بها لهداية من كتب الله سبحانه وتعالى هدايته لهذا الدين قال ويدعوهم ايضا بشرح ما في اديانهم الباطلة وما احتوت عليه من القبح والمقارنة بينها وبين دين الاسلام. ايضا من الامثلة في بيان فساد تلك العبادات وهي مما جاء ذكره في القرآن قوله سبحانه في اواخر الحج يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوهم من منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز هذا مما يبين به بطلان ما هم عليه من ظلال يقال لهم ذباب وهو من اتفه الحيوان واخسه واحقره لا تستطيع اصنامكم ان تخلقه بل امر دون ذلك لو ان ذبابا اخذ شيئا مما هو على الصنم وطار به لا يستطيع ان يستنقذه منه لا يستطيع ان يستنقذه منه ضعف الطالب والمطلوب يعني الذباب والصنم او انتم والاصنام ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز فمثل هذه المقارنات فيها باذن الله تبارك وتعالى هداية لمن كتب الله سبحانه وتعالى هدايته ولهذا يأتي كثيرا في القرآن ذكر هذه الطريقة في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ايظا مما يلحق بهذا ازالة الشبهة مما يلحق بهذا ازالة الشبهة التي تعلق باذهان بعض الكافرين عن الاسلام ممن مما الاسلام براء منه يعني احيانا يعلق في اذهان بعض الكافرين شيئا او صورة عن الاسلام والاسلام براء من ذلك. ويكون السبب احد امرين اما جهل في الناقلين يعني جهل في من نقل لهم الاسلام بتلك الصورة او في فساد في بعض المنتحلين للاسلام او فساد في بعض المنتحلين للاسلام فاحيانا ينقل للكفار اشياء تفعل على انها من الاسلام وانها هي من الدين والدين براء من ذلك لكن يقال لهم هذا هو الاسلام مثل الدروشة التي يفعلها بعظ الطرقية والخرافات والخزعبلات التي يمارسونها هذه تصور وتنقل للكفار على انها الاسلام فيرون صورة هزيلة وعملا منكرا مشينا تأباه نفوسهم فلا يقبلون على هذه الخزعبلات او هذه الخرافات واحيانا ينقل لهم اشياء بسبب جهل الناقل ينقل لهم امرا على انه من الدين والدين وليس كذلك بل الدين براء من ذلك ولهذا ازالة الشبهة التي تألق في اذهان الكفار عن الاسلام والاسلام براء من ذلك يكون قد يكون سببا للهداية ومما اذكر في هذا المقام قصة حصلت لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول دخل علي جماعة من نفر من اهل الكتاب من النصارى يقول دخل علي نفر من النصارى وقالوا لي ديننا احسن من دينكم وقالوا لي ديننا النصرانية احسن من دينكم الاسلام لانكم انتم تدعونا وتعبدون السيدة نفيسة وتعبدون السيد الحسين هكذا يقولون ونحن نعبد السيدة مريم والمسيح ونحن واياكم متفقون على ان مريم والمسيح افضل من الحسين من من نفيسة فديننا افضل من دينكم يقول فاخذت ابين له ان هذا الذي تذكر ليس هو الاسلام الاسلام لا يوجد فيه عبادة غير الله سبحانه وتعالى لا السيدة نفيسة ولا الحسين ولا علي ولا اي احد الاسلام عبادة عبادة لله الواحد القهار سبحانه وتعالى الدعاء والطلب والذبح والرجاء هذا كله لمن قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين فالعبادة كلها لله يقول فاخذت ابين له ان هذا الذي تذكر ليس هو دين الاسلام وان دين الاسلام هو اخلاص الدين لله. واخذت اشرح له ذلك. يقول فخرجوا مني وهم يقولون دينكم افضل من ديننا ومن دينهم دينكم افضل من ديننا ومن دينهم لانه لانه نقل لهم ان الاسلام دعوة للمقبورين وتعلق بالانداد والشركاء اما فلان او علان او غير ذلك ظنوا ان هذا هو الاسلام بسبب فساد في الناقلين وانحراف الناقلين فاذا ازيلت هذه الشبهات التي تعلق احيانا باذهان بعض الكافرين وبين لهم الاسلام على صورته اه الحقيقية كما هي في كتاب الله. وكما هي في سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يكون ذلك باذن الله سببا لهداية من شاء الله سبحانه وتعالى وكتب هدايته. نعم ويدعوهم بالتي هي احسن. فاذا وصلت بهم الحال الى العناد والمكابرة الظاهرة توعدهم بالعقوبات الصوارم وبين للناس طريقتهم التي كانوا عليها وانهم لم يخالفوا الدين جهلا وضلالا او لقيام شبهة اوجبت لهم التوقف وانما ذلك جحود ومكابرة وعناد. ويبين مع ذلك الاسباب التي منعتهم من متابعة الهدى وانها رياسات واغراض نفسية. وانهم لما اثروا الباطل على الحق طبع على قلوبهم وختم عليها وسد عليهم طرق الهدى عقوبة لهم على اعراضهم وتوليهم للشيطان وتخليهم عن ولاية الرحمن وان انه ولاهم ما تولوا لانفسهم. وهذه المعاني الجزيلة مبسوطة في القرآن في مواضع كثيرة. فتأمل دبر القرآن تجدها واضحة جلية والله اعلم ثم ختم رحمه الله تعالى بيان طريقة من طرق القرآن وهي تسلك مع الجاحد المعاند الذي بين له الحق واقيمت عليه الحجة وشرحت له الدلائل والبراهين فابى الا عنادا واستكبارا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا اذا وصل الى هذه الدرجة يسلك معه طريقة اخرى يسلك معه طريقة اخرى اولا يبدأ معه بالتي هي احسن بشرح الدين ايضاحه بيان محاسنه يفصل في ادلته وبراهينه وحجزه يتنقل معه في هذا خطوة خطوة ثم بعد ذلك ان ابى وعاند واستكبأ واستكبر يبين حاله ويكشف امره للناس حتى يكونوا من امره على حذر وحتى ايظا يكون فيه عبرة وعظة للمتعظين والمعتبرين ولهذا يقول الشيخ فاذا وصلت بهم الحال الى العناد والمكابرة الظاهرة توعدهم بالعقوبات الصوارم توعدهم بالعقوبات الصوارم وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فهذه العقوبات الصوارم تأتي مرحلة اخيرة بعد اقامة الحجة بعد النذارة بعد البشارة بعد الترغيب والترهيب بعد بيان الدين واقامة الحجج بعد ذلك تأتي هذه المرحلة قال توعدهم بالعقوبات الصوارم وبين للناس طريقتهم التي كانوا عليها وانهم لم يخالفوا الدين جهلا وضلالا. يقال للناس هؤلاء ليسوا جهال وليسوا ضلال لا يعرفون الحق بل يعرفونه معرفة واضحة بينة لكنهم اهل عناد اما اما معاند لاجل المال او معاند من اجل الزعامة والرئاسة او غير ذلك من الاغراظ النفسية التي تصرف بعض الناس عن قبول الحق والانصياع له قال وانما ذلك جحود ومكابرة وعناد ويبين مع ذلك الاسباب التي منعتهم من متابعة الهدى وانها رياسات واغراظ نفسية انها رئاسات واغراظ نفسية تجده يرفض الحق يرفض الحق مع انه اتضح له تماما رغبة في عدم ترك دين الاباء والاجداد او يرفض الحق رغبة في المحافظة على على الزعامة والرئاسة او يرفض الحق رغبة في كسب المال واكل اموال الناس بالباطل واذكر ان احد الدعاة الى الله يقول كنت مرة في رحلة في الطائرة وكان الى جنبي شخص من كبار اهل الضلال من كبار اهل الضلال والمروجين لطرق باطلة ضالة منحرفة يقول كان جنبي في الطائرة واخذت اتحدث معه وقلت له انت لا تعرفني وانا لا اعرفك وسنفترق لا يعرف اي منا الاخر. انا اريد ان اسألك هذه الاشياء التي تفعلها وتمارسها هل انت مقتنع مئة بالمئة انها حق انت مقتنع مئة بالمئة انها حق وان فعلا هذا دين الله الذي خلق الخلق لاجله واوجده من القيام به؟ قال لا لست مقتنع قال لماذا لا قال لو تركت هذا الامر ضاعت مني كل هذه الاشياء ضاعت مني كل هذه الاشياء الرئاسات الاموال العلو على الناس يقول كل هذه تذهب فبعض الناس يمنعه من قبول الحق ليس عدم قناعته بالحق ولكن رغبة في الرئاسة او في الزعامة مثل ما قال الله عن فرعون واتباعه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا جهده ليس عن عدم معرفة وليس عن ظلال بل بل هو يعرف وفي قرارة نفسه اه اه مستيقن ان دين موسى عليه السلام هو الدين الحق. لكن ظلما وعلوا امتنع من قبوله قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر انت تعرف في قراءة نفسك ان هذا هو الدين الحق قال وانهم لما اثروا الباطل على الحق طبع على او طبع على قلوبهم وختم عليها وسد عليهم طرق الهدى عقوبة لهم على اعراضهم. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وتوليهم للشيطان وتخليهم من ولاية الرحمن وانه ولاهم ما تولوه لانفسهم فهذه من طرائق القرآن في بيان او في الدعوة الى اه دعوة الكفار الى دين الله تبارك وتعالى وهذه جمل او كما يقال رؤوس اقلام اما بسطها وافرادها والامثلة عليها فهي كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل ولهذا قال وهذه المعاني الجزيلة مبسوطة في القرآن في مواضع كثيرة فتأمل وتدبر القرآن تجدها واضحة جلية والله اعلم اعيد ايضا ما نبهت عليه اه اكثر من مرة هو ان مثل هذه الطرق تقرأ مرات وتفهم ثم اثناء قراءة المسلم لكتاب الله عز وجل يحاول ان يعتني بظبط هذه الامثلة ومن خلال هذه التأصيلات والتقعيدات النافعة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين