بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثانية عشرة الايات القرآنية التي ظاهرها التضاد يجب حمل كل نوع منها على حال بحسب ما يليق ويناسب وهذا في مواضع متعددة من القرآن منها الاخبار في بعض الايات ان الكفار لا ينطقون ولا يتكلمون يوم القيامة وفي بعضها انهم ينطقون ويحاجون ويعتذرون ويعترفون فحمل كلامهم ونطقهم انهم في اول الامر يتكلمون ويعتذرون. وقد وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر ويقسمون على ذلك ثم اذا ختم على السنتهم وشهدت عليهم جوارحهم بما كانوا يكسبون ورأوا ان الكذب مفيد لهم اخرسوا فلم ينطقوا وكذلك الاخبار بان الله تعالى لا يكلمهم ولا ينظر اليهم يوم القيامة. مع انه اثبت الكلام لهم معه فالنفي واقع على الكلام الذي يسرهم ويجعل لهم نوع اعتبار. وكذلك النظر والاثبات واقع على الكلام الواقع بين الله وبينهم على وجه التوبيخ لهم والتقريع فالنفي يدل على ان الله ساخط عليهم غير راض عنهم والاثبات يوضح احوالهم ويبين للعباد كمال عدل الله بهم اذ وضع العقوبة موضعها ونظير ذلك ان في بعض الايات اخبر انه لا يسأل عن ذنبه لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. وفي بعضها انه يسأله هم اينما كنتم تعبدون؟ وماذا اجبتم المرسلين؟ ويسألهم عن اعمالهم كلها. فالسؤال المنفي هو سؤال الاستعلام هو سؤال الاستعلام والاستفهام عن الامور المجهولة فانه لا حاجة الى سؤالهم مع كمال علم الله واطلاعه على ظاهرهم وباطنهم وجليل امورهم ودقيقها. والسؤال المثبت واقع على تقريرهم باعمال وتوبيخهم واظهار ان الله حكم فيهم بعدله وحكمته. نعم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه القاعدة الثانية عشرة في ان الايات القرآنية التي ظاهرها التضاد يجب حمل كل نوع منها على حال بحسب ما يليق ويناسب المقام هذه القاعدة هي مبنية على اصل متقرر الا وهو ان كتاب الله سبحانه وتعالى لا تناقض فيه ولا تعارض لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد هو كتاب يشهد بعضه لبعض ويعضد بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا كتابا متشابها هذا شأن كتاب الله عز وجل ولهذا ليس في القرآن اية تعارض الاخرى او اية تناقض الاخرى او اية تظاد الاخرى بل بل هو كتاب متشابه اي ليس فيه تعارض ولا تناقض ولا اختلاف ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما وهو كتاب الله سبحانه وتعالى فلا اختلاف فيه كتاب احكم الحاكمين سبحانه وتعالى الحكيم العليم جل وعز فحاشى ان يكون فيه شيء من التناقض او التعارض او التضاد او الاختلاف وهذه القاعدة يتكلم فيها الشيخ رحمه الله بناء على هذا الاصل بناء على هذا الاصل الا وهو ان كتاب الله جل وعلا لا اختلاف فيه ولا تعارض ولا تناقض فيه ولا ولا تظاد لكن اذا ظهر للانسان بحسب فهمه القاصر ان هذه الاية تعارظ الاية الاخرى او تناقضها او تضادها او انه فيما يظهر له بين الايتين تعارض فما الجواب على ذلك ما الجواب على ذلك؟ هذه قاعدة تأتي لوضع النقاط على الحروف كما يقال في هذه المسألة الايات التي ظاهرها التعارض وقوله ظاهرها التعارظ اي بالنسبة للعبد بالنسبة للعبد فيما يظهر له من الاية او من الايتين اما في حقيقة الامر فليس في كتاب الله تعارض ولا تضاد ولكن فيما يظهر للعبد نعم قد يظهر للعبد في اية واخرى ان بينهما شيء من التعارض فهذه القاعدة تأتي لبيان آآ الجواب او تحقيق القول في الايات التي ظاهرها التعارض يقول الايات القرآنية التي ظاهرها التظاد يجب حمل كل نوع منها على حال يجب حملي كل نوع منها على حال بحسب ما يليق ويناسب المقام مثلا اذا جاء في اية اثبات شيء وجاء في اية اخرى نفيه جاء في اية اثبات شيء وجاء في اية اخرى نفيه وسيأتي في الامثلة عند المصنف شيء كثير من ذلك يعني مثلا اية تثبت الشفاعة واية في الشفاعة اذا مر بك اية تثبت الشفاعة واية اخرى تنفي الشفاعة ثم ظهر لك ان بين الايتين تعارض اية تثبت واية تنفي القاعدة هنا ان ما يظهر فيه التعارض من اية القرآن يحمل كل منهما على حال يحمل كل منهما على حال الاية المثبتة تحمل على حال والاية المنفية تحمل على حال فاذا كان هناك اية تثبت واية تنفي نقول ان المثبت غير المنفي نقول ان المثبت غير المنفي المثبت شيء او نوع او حال والمنفي ايضا شيء اخر ونوع اخر وحال اخرى فليس المثبت هو عين المنفي بل المنفي شيء والمثبت شيء اخر الان لما قال الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام وما رميت اذ رميت الا يوجد في هذه الاية نفي للرمي واثبات له قال وما رميت اذ رميت فالرمي المنفي ليس هو الرمي المثبت الرمي المنفي في قوله وما رميت هو التسديد والاصابة والرمي المثبت في قوله اذ رميت اخذ الحصى ورميه على الكفار او الى جهتهم فاثبت له رميا ونفى عنه رميا. ماذا نقول في هذين الامرين رمي مثبت ورمي منفي نقول ان المثبت غير المنفي الرمية المثبت للنبي عليه الصلاة والسلام هو اخذ التراب والقائه الى جهة الكفار والرمي المنفي عنه التسديد والاصابة وكون كل كافر اصابه من ذلك التراب هذا بيد الله عز وجل وتسديده وتوفيقه. قال وما رميت؟ نفى عنه ذلك لان التسديد والتوفيق والاصابة هذا بيد الله سبحانه وتعالى واما مباشرة الرمي هذا فعل قام به نبينا عليه الصلاة والسلام فينسب اليه اما التسديد امر من الله فلا ينسب اليه وانما ينسب الى الله جل وعلا اذا القاعدة ان اذا اثبت شيء ونفي فالقاعدة ان المثبت غير المنفي واذا ظهر لنا من ايتينه شيء من التعارض حملت احداهما على حال وحملت الاخرى على حال اخرى مثل ما قلنا في الشفاعة الشفاعة التي اثبتها الله سبحانه وتعالى في القرآن ما هي اي الشفاعة التي تكون باذن الله وبرضاه سبحانه وتعالى عن المشفوع له والشفاعة التي نفاها هي التي لا لا يكون فيها هذان الامران اذن من الله ولا رضا عن المشفوع لها هذي منفية نفاها الله سبحانه وتعالى من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا ولا شفاعة نفس شفاعة هنا وجاء في اية اخرى اثبت الشفاعة فالذي نفاه الشفاعة التي نفاها هي الشفاعة للكافر الذي لم يرضى الله عنه لم يرضى الله عمله ولا قوله هذا ليس له شفاعة اما اهل الايمان فلهم شفاعة يشفع لهم الملائكة ويشفع لهم الانبياء ويشفع لهم الصالحون من عباد الله هذا ثابت وكم من ملك لا تغني وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فالشفاعة باذن الله ورضاه عن المشفوع له هذي ثابتة وبدونهما بدون الاذن وبدون الرظا هذي منفية اذا القاعدة فيما اثبت ونفي يحمل آآ المثبت على شيء والمنفي على شيء اخر. ولهذا فانما اثبت غير الذي نفي الذي اثبت غير الذي نفي. اذا اثبت الله شيئا ونفى فالمثبت غير المنفي قطعا يقول رحمه الله الايات القرآنية التي ظاهرها التظاد يجب حمل كل نوع منها على حال بحسب ما يليق يناسب المقام ثم اخذ يسوق امثلة كثيرة توضح القاعدة قال وهذا في مواضع متعددة من القرآن منها الاخبار في بعض الايات ان الكفار لا ينطقون ولا يتكلمون يوم القيامة لا لا ينطقون ولا يتكلمون يوم القيامة قال وفي بعضها انهم ينطقون ويحاجون ويعتذرون فكيف نجمع بين الامرين ايات فيها اثبات نطق وكلام من هؤلاء وايات تنفي ذلك وتقول انهم لا ينطقون ولا يتكلمون اثبات ونفي اعيد سؤالا سابقا هل المثبت هو عين المنفي لا المثبت شيء والمنفي شيء اخر وبهذا يزول التوهم التعارض بين الايتين المثبت شيء والمنفي شيء اخر ما هو المثبت وما هو المنفي يقول فحمل كلامهم ونطقهم حمل كلامهم ونطقهم انهم في اول الامر يتكلمون ويعتذرون وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر هذا في بداية الامر يتكلمون ويجحدون ان اه اه انهم فعلوا هذه الامور وانهم باشروا هذه اه الاشياء يجحدون ذلك في البداية ثم يختم الله سبحانه وتعالى على افواههم ختموا على افواههم بعد ماذا بعد كلام حصل منهم بعد كلام حصل منهم جحدوا فيه انهم فعلوا هذه الاشياء فيختم الله سبحانه وتعالى على افواههم وتنطق ايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون مثل ما جاء في الايات في قوله سبحانه وتعالى اه اول الايات ايش اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا؟ هذا كلام ينطقونه وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون. وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جنودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فالشاهد ان الكلام الذي اثبت لهؤلاء هو في بداية الامر وبدأوا بالجحد والانكار وقالوا لم نفعل هذا لم نشرك لما نباشر هذه المعاصي في ختم الله على افواههم ويأمر جلودهم وايديهم وارجلهم فتنطق كل واحد منهم ينطق جلده وتنطق يده ينطق فرجه وتنطق قدمه بما كان يعمل تنطق بصوت يسمع تقول فعل كذا وكذا وكذا وكذا وكذا تخبر عنه بما كان يعمله ويقارفه من معاصي وذنوب ثم يقول مخاطبا هذه التي نطقت منه بما كان يكسب وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء فيقول الشيخ فحمل كلامهم ونطقهم انهم في اول الامر يتكلمون ويعتذرون وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر ويقسمون على ذلك ثم اذا ختم ما على السنتهم وشهدت عليهم جوارحهم بما كانوا يكسبون ورأوا ان الكذب غير مفيد لهم اخرسوا لم ينطقوا اذا اه النطق يحمل على حال وعدمه يحمل على حال فيكون محمولا على اختلاف الاحوال والمقامات يكون محمولا اي اي النطق او عدم النطق على اختلاف الاحوال والمقامات ايضا فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى في ايات تثبت انه يكلمهم وايات تنفي انه يكلمهم اي الكفار يقول الشيخ وكذلك الاخبار بان الله تعالى لا يكلمهم ولا ينظر اليهم يوم القيامة مع انه اثبت الكلام لهم معه فكيف يكون الامر يعني في ايات تنفي ان الله سبحانه وتعالى يكلمهم وفي ايات تثبت ذلك. قال قال اخسئوا فيها ولا تكلمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون هذا كلام من الله لهؤلاء وفي ايات نفى ذلك انه لا يكلمهم ايات عديدة فيها انه لا يكلمهم يقول فالنفي واقع على الكلام الذي يسرهم ويجعل لهم نوع اعتبار هذا الكلام المنفي الكلام المنفي لا يكلمهم اي الكلام الذي يسرهم ويؤنسهم ويكون لهم فيه نوع اعتبار بمعنى انه لا يكلمهم كلام تكرمة وكلام انعام لا يكلمهم كلاما من هذا النوع لكنه يكلمهم كلام تقريع كلام عقوبة اخسئوا فيها هذا كلام لا لا يؤنسهم هذا كلام لا يؤنسهم لا يأنسون به هذا كلام يعني ان الامر انتهى وانكم في عقاب ابدي ومستمر ولهذا اشد كلمة يسمعها الكافر يوم القيامة في نار جهنم ما جاء في سورة عم يتساءلون قوله فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا يعني ليس هناك توقف للعذاب وليس هناك تخفيف للعذاب. وليس هناك موت وانتهاء للعذاب. كل ذلك لا وجود له. ليس امامكم الا زيادة في العذاب عذاب دائم ومستمر تذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. ولهذا قال غير واحد من المفسرين ان اشد اية على الكفار يوم القيامة هي هذه الاية فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فاذا هناك ايات تثبت ان الله سبحانه وتعالى يكلمهم مثل هذا الكلام اخسئوا فيها لن نزيدكم الا عذابا نحو هذا الكلام اما كلام التكرمة وكلام الانعام وكلام اللطف وكلام الاحسان فهذا لا حظ لهم منه لا من قليل ولا من كثير نفاه والله سبحانه وتعالى عنهم لا يكلمهم الله قال وكذلك النظر كذلك النظر لا ينظر الله اليهم ما المراد بالنظر الذي نفاه الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا لا يغيب عن بصره شيء يرى كل شيء يرى ببصره كل المبصرات لكن النظر الذي نفاه عن هؤلاء في بعض الايات لا ينظر الله اليهم هو نظر الانعام والتكرمة والاحسان نفى ذلك جل وعلا عنهم. اما النظر الذي هو ابصار جميع المبصرات ورؤية جميع الكائنات هذا ثابت لم ينفه سبحانه وتعالى ولا ينفى بل هو ثابت لله جل وعلا وهو عز شأنه يرى كل شيء لا يخفى ولا يغيب عن بصره سبحانه وتعالى شيء فيكون المراد بنفي النظر لا ينظر الله اليهم اي نظر التكرمة واللطف والانعام والاحسان قال وكذلك النظر والاثبات واقع على الكلام الواقع بين الله وبينهم على وجه التوبيخ لهم والتقريع يعني ما جاء بالقرآن من من اثبات كلام لله مع هؤلاء فواقع على وجه التوبيخ والتقريع اما على وجه التكرمة والانعام فهذا لا حظ لهم فيه ولا نصيب قال فالنفي يدل على ان الله ساخط عليهم. غير راض عنهم. والاثبات يوضح احوالهم. ويبين للعباد كمال عدل الله بهم اذ وظع العقوبة موظعها اذ وظع العقوبة موظعها مرة ثانية يقول النفي نفي الكلام يدل على ان الله ساخط عليهم وغير راض عنهم لا يكلمهم هذا دليل على سخطه على سخطه وعدم رضاه عن هؤلاء والايات التي فيها اثبات كلام لهؤلاء هذي تشرح وتبين احوال هؤلاء في الموقف وكمال عدل الله معهم وانهم اذا جاءوا يوم القيامة وقالوا نحن ما فعلنا هذه الذنوب ولا ارتكبنا هذه الخطايا ولا وقعنا في الشرك ختم الله حينئذ على افواه هؤلاء وامر جنودهم ان تنطق وايديهم ان تنطق وارجلهم ان تنطق وهذا يبين كمال عدل الله سبحانه وتعالى مع عبادة قال ونظيرها ونظير ذلك ان في بعظ الايات اخبر عز وجل انه لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. وهذه يفهم منها انه ليس هناك سؤال عن الذنب ما معنى ليس هناك عن سؤال عن الذنب؟ لا يسأل احد يقال هل اذنبت او لم تذنب هل ارتكبت الذنوب او لم ترتكبها؟ هل باشرتها او لم تباشرها؟ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هذي اية نفت السؤال وهناك ايات عديدة تثبت السؤال مثل قوله اه اينما كنتم تعبدون؟ هذا سؤال ايضا ماذا اجبتم المرسلين؟ هذا سؤال اوضح من هذا قفوهم انهم مسؤولون قفوهم انهم مسؤولون. هذا سؤال على ماذا يحمل؟ نفي السؤال وعلى ماذا يحمل اثبات السؤال في اية اخرى ونحن القاعدة تقررت عندنا انه اذا اثبت شيء ونفي لاحظ هنا الان اثبت السؤال ونفي السؤال اذا اثبت شيء ونفي فالمثبت غير المنفي اذا تقرت القاعدة نبدأ ننظر في المراد اذا تقررت القاعدة نبدأ ننظر في المراد في المراد فاذا قول لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هذا نفي للسؤال وهناك ايات اثبتت السؤال وانهم يسألون يوم القيامة والقاعدة ان الشيء اذا اثبت في القرآن ونفي فالمثبت غير المنفي وعليه يأتي هنا السؤال وهو ما هو السؤال الذي نفي في قوله لا يسأل عن ذنبه اه انس ولا جان؟ وما هو السؤال الذي اثبت في قوله قفوهم انهم وقفوهم انهم مسؤولون. يقول الشيخ يسألهم عن اعمالهم كلها ويسألهم عن اعمالهم كلها فالسؤال المنفي اي في قوله لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هو سؤال الاستعلام والاستفهام عن الامور المجهولة هل هذا يكون يوم القيامة هل هذا هل مثل هذا السؤال يقع يوم القيامة ان يسأل المذنبون سؤالا هو استفهام واستعلام منهم عن امر مجهول غير معروف للسائل هل يكون حاش وكلا بل كل اعمالهم محصاة هم نسوها وهي محصاة عليهم. احصاه الله ونسوه فلا يسألون عن ذنوبهم سؤال استفهام واستعلام سؤال من لم من لا يعلم هل فعلوا ذلك او لم يفعلوه؟ هل وقع منهم ذلك او لم يقع؟ لا يمكن ان يقع مثل هذا السؤال وهذا هو المعنى بقوله لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان يعني سؤال استعلام. هل فعلا وقع منك الذنب او لم يقع؟ يستعلم ويستفهم هذا لا يقع ولهذا هذه الاية من من الايات التي تحرك في في الانسان الخوف من الموقف لان كل شيء محصى عليك ولن تسأل يوم القيامة هل فعلت او لم تفعل لانه محصى عليك ومدون في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها قال فانه لا حاجة الى سؤالهم مع كمال علم الله لا حاجة الى سؤالهم اي سؤال استعلام واستفهام مع كمال علم الله لان الله علمه سبحانه وتعالى محيط. والاعمال كلها فحصاة مع كمال علم الله واطلاعه على ظاهرهم وباطنهم وجليل امورهم ودقيقها قال والسؤال المثبت يعني في قوله اينما كنتم تعبدون ماذا اجبتم المرسلين؟ وقفوهم انهم مسؤولون السؤال المثبت في هذه الايات واقع على تقريرهم باعمال وتوبيخهم واظهار ان الله حكم فيهم بعدله وحكمته فظهر بهذا انه ليس بين الايات تعارض نعم ومن ذلك الاخبار في بعض الايات انه لا انساب بين الناس يوم القيامة. وفي بعضها اثبت لهم ذلك فالمثبت هو الامر الواقع والنسب الحاصل بين الناس. كقوله يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه الى اخرها والمنفي هو الانتفاع بها. فان كثيرا من الكفار يدعون ان انسابهم تنفعهم يوم القيامة فاخبر تعالى انه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. ونظير ذلك في بعض الايات ان النسب نافع يوم القيامة. كما في الحاق ذرية المؤمنين لابائهم في الدرجات. وان لم يبلغوا منزلتهم وان الله يجمع لاهل الجنات والدرجات العالية من صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم. فهذا لما اشتركوا في الايمان واصل الصلاح زادهم من فضله وكرمه من غير ان ينقص من اجور السابقين لهم شيئا. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا المثال وهو يتعلق بالانساب تجد في القرآن ايات تثبت النسب تثبت النسب يوم القيامة فقوله يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه هذا اثبات للنسب اثبات للنسب ام واخ واب هذا نسب فهذا اثبات للنسب وتجد في ايات اخرى مثل قوله تعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. نفت النسب فهل النسب المثبت هو النسب المنفي ابدا اذا نفي في القرآن شيء واثبت فالمثبت غير المنفي هذي قاعدة المثبت غير المنفي ان قلت ان المثبت هو عين المنفي وقع التعارض كيف يكون هو عينه مرة يثبت ومرة ينفى لكن القاعدة انه اذا اثبت ونفي فالمثبت غير المنفي. المثبت شيء والمنفي شيء اخر فهنا نلاحظ يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه اثبت النسب اثبت ام واثبت اخ واثبت اب هذا نسب وفي اية النفاق قال فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فاذا ما هو ما هو النسب الذي اثبت وما هو النسب الذي نفي حتى يزول التعارض الذي يظهر للانسان من هذه الايات يقول الشيخ فالمثبت المثبت هو الامر الواقع والنسب الحاصل بين الناس يعني هذا النسب هو واقع واقع هذا اخوه وابوه امه خاله عمه هذه واقعة قد يكون هذا في الجنة وذاك في النار. وقد يكون كل في النار وقد يكون كل في الجنة النسب باقي. هذا ابنه وهذا عمه وهذا خاله هذا اه هذي انساب باقية هذه الانساب باغية لم تلتقي لم تلغى بعث الناس يوم القيامة هي باقية وهذا اخوه وهذا امه الى اخره هذه اشياء باقية ثابتة بنفس الامر ثابتة في نفس الامر ولهذا قال يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه فاثبت هذا الامر الذي هو ثابت في نفس الامر وجود النسب قال فالمثبت هو الامر الواقع والنسب الحاصل بين الناس. كقوله يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. الى اخرها. قال والمنفي هو الانتفاع بها والمنفي هو الانتفاع بها. عندما يقول فلا انساب ليس معناه ان الانسان يأتي يوم القيامة وابوه ليس ليس اباه ليس هذا المعنى ولا امه ليست امه لا امه هي امه وابوه وابوه واخوانه هم اخوانه وكل يذهب الى مصيره بحسب ايمانه وعمله وحاله لكن من ما النسب الذي نفي؟ في قوله فلا انساب اي الانتفاع بالنسب الانتفاع بالنسب يوضح ذلك قوله عليه الصلاة والسلام من بطأ به دينه لم يسرع به نسبه من بطأ به دينه لم يسرع به نسبه. فالنسب المنفي هو النسب الذي ينفع الانسان هل ينقذ الانسان نسبه من النار هل ينقذه نسبه من النار؟ لا الذي ينقذه من النار ايمانه وعمله الصالح يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فالعبرة بتقوى الله سبحانه وتعالى بالايمان بالعمل الصالح اما النسب فليس هو الذي ينجي الانسان فاذا جاء الانسان بنسب وليس عنده ايمان ولا عمل عمل صالح اين يذهب ليس له الا النار فلا انساب هذا معنى قوله فلا انساب فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه اي بالايمان والعمل الصالح فاولئك هم المفلحون بقطع النظر عن النسب ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال والمنفي هو الانتفاع بها فان كثيرا من الكفار يدعون ان انسابهم تنفعهم يوم القيامة يدعون ان انسابهم تنفعهم يوم القيامة. يدعون هذه الدعوة فنفى الله ذلك قال فلا انساب بين اه فلا انساب يوم فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون نفى ذلك فاخبر تعالى انه يوم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم اذا اتضح الفرق بين النسب المثبت والنسب المنفي في الايات قال ونظير ذلك الاخبار في بعض الايات ان النسب ينفع يوم القيامة وهذا ايضا لا يعارض ما ما سبق ان النسب ينفع يوم القيامة ان النسب ينفع يوم القيامة دلت الايات على انه لا ينفع ولكن دلت ايات انه ينفع بصورة مخصوصة معينة فتكون هذه الصورة المخصوصة المعينة ليست معارضة للاصل العام وهو ان الانساب لا تنفع يوم القيامة. ما هي السورة المخصوصة المعينة التي تدل على نفع النسب وافادة يوم القيامة؟ اقرأها في قوله سبحانه وتعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء هذي فظل من الله هذا فضل من الله سبحانه وتعالى نسب ينفع هنا بشكل مخصوص معين فضل من الله سبحانه وتعالى. لمن قال والذين امنوا اذا الايمان لابد منه بدون الايمان لا يمكن ان ينفع نسب لكن هنا ينفع النسب في صورة معينة مخصوصة بشرط وجود الايمان ولهذا صدرت الاية به قال والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ماذا الحقنا بهم ذريتهم. يعني الاب مثلا والابناء كلهم اهل ايمان وكلهم دخلوا الجنة. لكن ما هم ايمانه واعماله الصالحة اعلى من ابنائه وطاعاته اكثر فكانت درجته في الجنة اعلى من درجتهم يتفضل الله سبحانه وتعالى على هذا الاب فيلحق به ابناءه وان كانوا ماذا اقل يلحق ابناءه به في درجته قال وما التناهم من عملهم من شيء لكن فضل وكرامة من الله سبحانه وتعالى يلحق الابناء بحيث يجتمع الاب ويلتم الشمل ويكونون في اه درجة عالية في الجنة لا ينزل صاحب الدرجة الرفيعة مع ابناءه الذين هم في درجة اقل وانما يتفضل الله سبحانه وتعالى في رفع الابناء والذرية والاهل معه ويكونون في درجة واحدة. لكن لو كان واحد من الابناء ليس مؤمنا يقول عليه الصلاة والسلام لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة اذا كان احد الابناء ليس مؤمنا لن يدخل الجنة اصلا فضلا عن ان يرقى الى درجة والده مثلا العالية في الجنة. لن يدخل الجنة اصلا فاذا هنا والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم هذا فضل من الله سبحانه وتعالى على اه اهل البيت من اهل الايمان اذا دخلوا الجنة كان واحدا منهم رفيعا في درجة عالية في الجنة بايمانه واعماله وطاعاته وابناؤه وذويه دونه في العمل وهم معه في الجنة يكرمهم يكرمه الله سبحانه وتعالى ويرفعهم معه في الجنة فيكونون معا في اه درجة اه عالية درجة واحدة دون ان ينقص الاعلى فينزله الى درجة الادنى بل يرفع الذي في الدرجة الادنى مع الاعلى تفضلا من الله سبحانه وتعالى وتكرما والفظل فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم نسأل الله الكريم العظيم من فضله نعم ومن ذلك الشفاعة فانه اثبتها في مواضع ونفاها في مواضع من القرآن وقيدها في بعض المواضع باذنه ولمن ارتضى من خلقه فتعين حمل المطلق على المقيد وانه حيث نفيت فهي الشفاعة التي بغير اذنه ولغير من رضي الله قوله وعمله وحيث اثبتت فهي الشفاعة التي باذنه لمن رضيه واذن فيه ثم ذكر مثالا اخر وهو الشفاعة والشفاعة جاء في ايات اثباتها وجاء في ايات اخرى نفيها جاء في ايات اثبات الشفاعة وجاء في ايات النفي الشفاعة وعدم اثباتها مثل قوله سبحانه وتعالى آآ من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة نفى الشفاعة هنا قالوا ولا شفاعة نفاها وجاء في ايات اخرى عديدة اثبت سبحانه وتعالى الشفاعة في مثل اه اه قوله اه وكم من ملك لا تغني وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم. اثبت الشفاعة لهم. قال شفاعتهم شيئا الا من بعد ان ياذن الله لمن يشاء ويرضى فتجد ايات تثبت شفاعة وايات تنفي لا لا شفاعة تنفي وايات مثبتة ونحن القاعدة عندنا انضبطت وهي انه اذا اثبت في القرآن شيء ونفي فالمثبت غير المنفي فما هي الشفاعة التي نفاها الله الشفاعة التي نفاها الله في القرآن هي تلك الشفاعة التي يعتقدها الكفار في معبوداتهم الا وهي الا وهي ان معبوداتهم تملك عند الله شفاعة ابتدائية لمن شاءت بدون اذن الله هذا موجود حاشا وكلا نفاه الله وابطله في ايات كثيرة جدا في القرآن الكريم ابطل هذا الذي يعتقده اهل الشرك وانصرفوا يعبدون غير الله ويستغيثون بغير الله ويستنجدون بغير الله ويطلبون المدد من غير الله ويعتقدون فيمن به ويسألونه ويستغيثون به انه يملك لهم الشفاعة ابتداء عند الله سبحانه وتعالى هذا باطل. نفاه الله جل وعلا في القرآن وابطله ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفاؤنا عند الله هذا ابطله الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم اذا الشفاعة المنفية هي هذه الشفاعة التي يعتقدها المشركون والشفاعة المثبتة التي اثبتها الله سبحانه وتعالى في القرآن لها شرطان دل عليهما القرآن الا وهما اذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له اذن الله للشافع قال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه رضاه عن المشفوع له قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى وجمع الله عز وجل بين هذين الشرطين في قوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا بشرطين الا من بعد ان يأذن الله هذا شرط ويرظى هذا شرط ثاني اذا وجد افادت الشفاعة ان يكون الله اذن للشافع وان يكون الله سبحانه وتعالى رضي عن المشفوع له هذي الشفاعة حينئذ تنفع وتفيد ولهذا لما قال ابو هريرة للنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة واني ادخرت دعوتي شفاعة امتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله انظر الشرطين. وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا نائلة ان شاء الله هذا ماذا اذن الله للشافع اذن الله للشافع من لا يشرك بالله شيئا رظا الله عن المشفوع له لان الله لا يرظى عن المشركين ولهذا قال الله عن المشركين فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما تنفعهم شفاعة الشافعين ولو كان ولو كان اقرب قريب ولو كان اقرب قريب ولو كان الشافع اقرب مقرب الى الله سبحانه وتعالى لو كان الشافع اقرب قريب كان المشفوع له ايضا مقرب للشافع ما تنفع الشفاعة واعتبر ذلك فيما جاء في الصحيحين اه في في صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام يلقى ابراهيم الخليل اباه يوم القيامة يلقى ابراهيم الخليل اباه يوم القيامة فيقول الم اقل لك لا تعصني ابراهيم يقول لوالده الم اقل لك لا تعصيني فيقول والده الان لا اعصيك يقول والده الحديث في صحيح البخاري يقول الان لا اعصيك الم اقل لك لا تعصيني؟ يقول الان لا اعصيك فيقول ابراهيم وهذي شفاعة يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون؟ واي خزي اخزى من ابي الابعد واي خزي اخزى من ابي الا بعد قال فيقول انظر اسفل قدميك فينظر واذا بديخ والديخ ذكروا الظباع يعني يتحول والده على هذه الصورة ينظر واذا صورة والده وهيئة والده على هذه الهيئة واذا بذيخ ملطخ بدمه ينظر واذا والده على هذه الصفة على صفة ذيخ يعني ذكر الضباع قال فيؤخذ بقوائمه فيطرح في النار قال فيؤخذ بقوائمه ويطرح في النار يلقى في نار جهنم اذا الايات التي تنفي الشفاعة في القرآن الكريم المراد بها الشفاعة التي يعتقدها المشركون في معبوداتهم واوثانهم واصنامهم ومن يتعلقون بهم هذه الله في القرآن واثبت جل وعلا في القرآن شفاعة بشرطين اذن الله للشافع ورضاه سبحانه وتعالى عن المشفوع له وضم لهما امرا ثالثا يوضح المقصود الا وهو ان الله لا يرضى الا عن اهل التوحيد فهذه ثلاثة امور يجب ان تعرف في باب الشفاعة الاول انه لا شفاعة الا باذن الله الثاني لا شفاعة الا لمن رضي الله قوله وعمله. الثالث لا يرضى الله الا عن اهل التوحيد واذا جاء الانسان يوم القيامة والعياذ بالله مشركا لا مطمع له في مغفرة الله ولا سبيل له لنيل رحمة الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يا شهم قال ومن ذلك الشفاعة فانه اثبتها في مواضع ونفاها في مواضع من القرآن وقيدها في بعض المواضع باذنه ولمن ارتضى من خلقه فتعين حمل المطلق على المقيد فتعين حمل المطلق على المقيد وانه حيث نفيت اي الشفاعة فهي الشفاعة التي بغير اذن ولغير من رظي الله قوله وعمله. اي اية تمر عليك في القرآن يقول الله فيها ولا شفاعة ليس المراد بها نفي الشفاعة يوم القيامة مطلقا ليس المراد بها نفي الشفاعة يوم القيامة مطلقة لماذا لان هناك ايات اثبتت الشفاعة فماذا تصنع يقول لك احمل المطلق على المقيد اذا الايات التي فيها ولا شفاعة نحملها على الشفاعة التي بغير اذن او عن غير رضا بغير اذن للشافع او عن غير رظا عن المشفوع له. هذي منفية واما التي باذن من الشافع فباذن من الله للشافع ورضا من الله عن المشفوع له هذي ثابتة قال وحيث وحيث اثبتت فهي الشفاعة التي باذنه لمن رضي واذن فيه اه اطرح سؤالا آآ في القرآن شفاعة مثبتة وشفاعة منفية فما هي المثبتة؟ وما هي المنفية في القرآن شفاعة مثبتة وشفاعة منفية فما هي المثبتة؟ وما هي المنفية المثبتة هي التي باذن الله للشافع ورضا الله عن المشفوع له وما لم تكن كذلك فهي منفية ما لم تكن كذلك ليس فيها اذن من الله ولا ولا رضا هذي منفية باطلة ابطلها الله سبحانه وتعالى في القرآن وبهذا يتحرر آآ الجمع بين الايات التي في القرآن تثبت الشفاعة وتنفي واخرى تنفي الشفاعة نعم ومن ذلك ان الله اخبر في ايات كثيرة انه لا يهدي القوم الكافرين والفاسقين والظالمين ونحوها وفي بعضها انه يهديهم ويوفقهم فيتعين حمل المنفيات على من حقت عليه كلمة الله لقوله تعالى ان الذين حطت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية. وحمل المثبتات المثبتات على من لم تحقق عليهم الكلمة. وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه. هذا مثال اخر يقول فيه ايات عديدة في القرآن يقول الله سبحانه وتعالى فيها لا يهدي القوم الكافرين لا يهدي القوم الفاسقين لا يهدي القوم الظالمين وهناك ايات اخرى دلت على ان الله سبحانه وتعالى هدى خلقا من الكفار وهدى خلقا من الظلمة وهدى خلقا من الفساق فكيف نجمع بين ايات فيها ان الله لا يهدي القوم الظالمين ولا يهدي القوم الفاسقين ولا يهدي القوم الكافرين وبين ايات تدل على ان الله سبحانه وتعالى هدى خلقا من هؤلاء هدى خلقا من الكافرين وخلقا من الظالمين وخلقا من الفاسقين والقاعدة عندنا تقررت وهي ان الله سبحانه وتعالى اذا اثبت شيئا ونفاه فالمثبت غير كالمنفي فما المراد بالايات التي فيها لا يهدي؟ القوم الظالمين. لا يهدي القوم الفاسقين. لا يهدي القوم المجرمين ما المراد بها وما المراد بالايات التي اثبتت هداية للظالمين وهداية للمجرمين يقول الشيخ لبيان الجمع بين الايات يقول فيتعين حمل المنفيات حمل المنفيات في مثل لا يهدي القوم الظالمين لا يهدي القوم المجرمين لا يهدي القوم الفاسقين حمل المنفيات على من حاقت عليه كلمته والله حمل المنفيات على من حقت عليه كلمة الله يعني حل عليه سخطه وحقت عليه كلمته وختم الله سبحانه وتعالى على قلبه وطبع على قلبه فمن كانت هذه حاله فهو المعني بقوله لا يهديهم الله فهو المعني بالايات التي فيها لا يهديهم الله يوضح ذلك الاية الكريمة التي ذكر المصنف وهي قوله ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون اذا تحمل الايات التي فيها نفي الهداية عن الكافرين والظالمين والفاسقين على من حقت عليه كلمة آآ كلمة الله سبحانه وتعالى التي فيها الختم والطبع على قلبه وانه لا يؤمن فمن كان هذا شأنه هو المعني بمثل تلك الايات لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية وحمل المثبتات يعني حمل الايات المثبتات للهداية للمجرمين والظالمين والمعتدين على من لم تحق عليهم الكلمة على من لم تحض عليهم الكلمة قال وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه اي في الجمع بين هذه الايات. نعم ومن ذلك الاخبار في بعض الايات انه العلي الاعلى وانه فوق عباده وعلى عرشه. وفي بعضها انه مع العباد اينما كانوا وانه مع الصابرين والصادقين والمحسنين ونحوهم. فعلوه تعالى امر ثابت له. وهو ملة ذاته ودنوه ومعيته لعباده لانه اقرب الى كل احد من حبل الوريد. فهو على عرشه علي على ومع ذلك فهو معهم في كل احوالهم. ولا منافاة بين الامرين. لان الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته وما يتوهم بخلاف ذلك فانه في حق المخلوقين. واما تخصيص المعية بالمحسنين ونحوهم فهي معية من المعية العامة فانها تتضمن محبتهم وتوفيقهم وكلاءتهم واعانتهم في كل احوالهم. فحيث وقعت في سياق المدح والثناء فهي من هذا النوع. وحيث وقعت في سياق التحذير والترغيب والترهيب فهي من النوع الاول ثم ذكر فهذا المثال ويتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى يقول الشيخ رحمه الله في ايات عديدة في القرآن تثبت العلو علو الله سبحانه وتعالى على خلقه والايات التي تثبت العلو في القرآن بالعشرات عشرات الايات بل مئات الايات التي فيها اثبات علو الله سبحانه وتعالى على خلقه وهناك ايات تثبت المعية وهناك ايات تثبت المعية هناك ايات يقول فيها وهو العلي العظيم وهو الكبير المتعال سبح اسم ربك الاعلى وهو القاهر فوق عباده ايات تثبت العلو ثم استوى على العرش امنتم من في السماء الى غير ذلك من الايات وهناك ايات تثبت المعية وهو معكم اينما كنتم الا هو معهم اينما كانوا فهل اثبات علو الله يكون معارضا ومناقضا لاثبات المعية هل هو معارظ ومناقض لاثبات المائي؟ الجواب لا ليس هناك تعارض بين اثبات العلو والايمان به واثبات المعية والايمان بها ولهذا في اية واحدة من القرآن جمع الله سبحانه وتعالى بين الامرين آآ العلو والمعية العلو والمعية في الاية الثالثة من سورة الحديد وهي قوله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش هذا اثبات العلو هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يرجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير فاثبت في صدر الاية علوه سبحانه وتعالى واستواءه على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وفي تمام الاية اثبت لنفسه المعية قال وهو معهم اينما كانوا والمعية المثبتة هنا في الاية دل سياق الاية وسباقها ولحاقها ان المراد به العلم وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه واطلاعه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه منكم شيء فهو بذاته مستو على العرش بائن من الخلق سواء يليق بجلاله وكماله وعظمته وهو مع خلقه بعلمه من اين قلنا ان المراد بالمعية هنا العلم وهذا امر اجمع عليه السلف من اين قلنا ان المراد بالمعية العلم ما ان المراد بقوله وهو معكم اينما كنتم المراد علمه. من اين قال الامام احمد اقرأ اول الاية وخاتمة الاية. الكلام كله في العلم الكلام كله من بداية الاية من قوله يعلم ما في الارض وما يخرج منها الى قوله اللهم تعمل بصير كله في العلم فافاد ان المراد بالمعية العلم اذا هل هناك تنافي بين الايات التي تثبت علو الله وبين الايات التي تثبت المعية ليس هناك تعارض لان الاية التي تثبت علو الله هذه تثبت ان الله علي على خلقه بذاته سبحانه وتعالى والايات التي تثبت المعية تثبت ان الله معهم باطلاعه وعلمه لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عنه شيء ولا يعزف عنه شيء بل هو مطلع سبحانه وتعالى على كل شيء مثلها قوله سبحانه وتعالى ما يكون من نجوى الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم الا هو معهم اينما كانوا اي بعلمه لان الاية صدرها وخاتمتها كله في ماذا؟ في العلم فاذا الا هو معهم اينما كانوا وقوله وهو معكم اينما كنتم المراد به علم الله سبحانه وتعالى فهل قوله الا هو معهم اينما كانوا وهو معكم اينما كنتم معارض لقوله ثم استوى على العرش لا ليس معارضا له لان ثم استوى على العرش باب وهو معكم اينما كنتم باب اخر واضح قوله ثم استوى على العرش باب باب اثبات علو الله سبحانه وتعالى بذاته فوق مخلوقاته وقوله الا هو مع الا هو معكم اينما كنتم الا وهو معهم الا هو معكم اينما كنتم آآ هذه في باب اخر وهو باب ماذا يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما فيها وهو معكم اينما كنتم وهو معكم اينما كنتم هذي باب اثبات العلم فلا تعارض بين الايتين لا تعارض بين الايتين الايات او لا تعارض بين الايات المثبتة للعلو والايات المثبتة للمعية بعض المبطلة ماذا فعلوا؟ بعض اهل الباطل جاءوا الى قوله وهو معكم اينما كنتم وقوله الا هو معهم اينما كانوا جاءوا الى هذه وانتزعوها من سياقها وجردوها من سباقها ولحاقها وقالوا وهو معكم اينما كنتم اي بذاته حال في مخلوقاته تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون وهذا ظلال وباطل وهذا الذي اذا قرر صار مصادما للايات الكثيرة التي تثبت ماذا؟ علو الله سبحانه وتعالى على خلقه اما اذا فهمت الاية على وجهها الصحيح وبنيت على سياق القرآن وسباقه ولحاقه سلم لك اعتقادك وصح لك ايمانك ولم تقع في شيء من من التضارب في فهم كلام الله سبحانه وتعالى ثمان الايات التي جاءت في القرآن مثبتة المعية على نوعين الايات التي جاءت في القرآن مثبتة للمعية على نوعين نوع اثبتت معية عامة مثالها الايتان اللتان مرتا معنا قولها وهو معكم اينما كنتم الا هو معهم اينما كانوا. وهذه يسميها العلماء معية عامة. ما معنى معية عامة يعني تشمل جميع المخلوقات مسلم وكافر وبر وفاجر وصالح وفاسد الجميع الله معهم الجميع الله معهم بماذا بعلمه يعني مطلع الله جل وعلا على الجميع على المسلمين والكفار والفاسقين والفجار كل هؤلاء رب العالمين يعلم بهم ومطلع عليهم ولا تخفى عليه سبحانه وتعالى منهم خافية وجاء في ايات اخرى اثبات معية خاصة ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لا تحزن ان الله معنا انني معكما اسمع وارى هذي تسمى معية خاصة ما معنى خاصة اي خاصة بها انبياؤه واولياؤه واصفيائه وعباده المقربين هذا معنى خاصة واذا جاءت المعية اذا جاء اذا جاء ذكر المعية معية الله لعباده في القرآن في سياق الثناء وسياق المدح فهي خاصة وهي تعني الحفظ والتوفيق والتأييد والتسديد والكلائة والرعاية والعناية وغير ذلك من المعاني الخاصة باولياء الله واصفيائه وعباده واما المعية العامة فهي معية ماذا معية العلم والاطلاع. ولهذا ختم الشيخ رحمه الله تعالى كلامه عن هذا المثال قال فحيث وقعت اي المعية في سياق المدح والثناء فهي من من هذا النوع ما معنى من هذا النوع اي من المعية الخاصة التي تقتضي المحبة والتوفيق والكلائة والاعانة وحيث وقعت في سياق التحذير والترغيب والترهيب فهي من النوع الاول اي المعية العامة نعم ومن ذلك النهي في كثير من الايات عن موالاة الكافرين وعن مودتهم والاتصال بهم وفي بعضها الامر بالاحسان الى من له حق على الانسان منهم ومصاحبته بالمعروف كالوالدين ونحوهم. فهذه الايات العامة العامة من الطرفين قد وضحها الله غاية التوضيح في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم اليهم ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم. فالنهي واقع على التولي والمحبة لاجل الدين. والامر بالاحسان والبر واقع الاحسان لاجل القرابة او لاجل الانسانية على وجه لا يخل بدين الانسان. ثم ذكر هذا المثال وهو بالولاء والبراء وموالاة الكفار وتولي الكفار يقول الشيخ اه من ذلك النهي في كثير من الايات عن موالاة الكافرين النهي في كثير من الايات عن موالاة الكافرين وعن مودتهم والاتصال بهم وفي بعضها جاء في بعض الايات الامر بالاحسان الى من له حق على الانسان منهم ومصاحبته بالمعروف مثل قوله وان هداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفة امر جل وعلا بان يصاحب الابن ابويه المشركين في الدنيا بالمعروف يخدمهم يحظر لهما اغراضهم يأتي لهم بحاجاتهم لكن لا يطيعهم في كفر وشرك ومعصية لله سبحانه وتعالى فكيف يجمع بين الايات التي فيها النهي عن الموالاة والايات التي فيها المصاحبة بالمعروف قال الشيخ جاء الجمع بين هذه الايات في قوله سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة الممتحنة قال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم وفئات اخرى قالوا ومن يتولهم ها ومن يتولهم منكم فانه منهم. منهم. اذا تولاهم لدينهم حبا لدينهم ورضا باعتقادهم وحبا لنصرتهم على المؤمنين وانتصار دين الكافرين على دين الاسلام هذا كفر بالله سبحانه وتعالى. لكن مصاحبة اه الابوين او القرابة من المشركين او الجيران من المشركين بالمعروف ومعاملة بالحسنى تأليفا لقلوبهم لعل الله سبحانه وتعالى ان يهديهم فهذا امر ليس في شرعنا نهي عنه بل جاء اه القرآن مصرحا بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم امر ببرهم والاقساط اليهم والاحسان اليهم واخبر انه يحبه سبحانه وتعالى اه المقسطين فدل ذلك على جواز ذلك واباحته. نعم فالنهي واقع. نعم. قول الشيخ فالنهي واقع على التولي فالنهي واقع على التولي والمحبة لاجل الدين واقع يعني النهي النهي عن الموالاة واقع على النهي فالنهي واقع على التولي والمحبة لاجل الدين اي ان يتولى كافرا ويوالي كافرا لاجل دينه لاجل دينه ويحبه لاجل دينه اما ان يواليه لاجل قرابته او يواليه لاجل معروف اسداه اليه فقام بالاحسان اليه وقام بمساعدته قام بخدمته فهذا لا بأس به لا ينهى عن ذلك لا ينهى عن ذلك اما ان يتولاه لاجل دينه ويحبه لاجل دينه هذا كفر بالله سبحانه وتعالى وهو الذي يحمل عليه قوله ومن يتولهم منكم فانه منهم نعم ومن ذلك انه اخبر في بعض الايات ان الله خلق الارض ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وفي بعضها انه لما اخبر عن خلق السماوات اخبر ان الارض بعد ذلك دحاها فهذه الاية تفسر المراد وان خلق الارض متقدم على خلق السماوات ثم لما خلق الله السماوات بعد ذلك دحا الارض فاودع فيها جميع مصالحها المحتاج اليها. في المسألة الاولى ايضا اه للتوضيح حتى نفرق بين التولي والموالاة تولي والموالاة وايضا الامر الثالث الاحسان الى اه من امرنا بالاحسان اليه من هؤلاء فهذه ثلاثة امور الاول كفر والثاني معصية والثالث مباح ولا يخلط بينها. التولي هذا كفر ان يتولى الكفار لاجل دينهم حبا في دينهم ورغبة في انتصارهم على المسلمين ونحو ذلك هذا كفر هذا كفر النوع الثاني الذي هو الموالاة لو انه عاون المشركين لو انه عاون المشركين او سرب اليهم بعض اخبار المسلمين مما قد يكون سببا لنصرهم لا لاجل دينهم وانما لسبب اخر مثل ان يكون له اولاد هناك فيقول انا اسرب لهم بعظ الاخبار حتى لا يعتدوا مثلا على اولادي فهنا ليس تولي هو لم يتولهم لاجل دينهم فلا يكون كافرا. لكن العمل الذي فعله معصية العمل الذي فعله معصية وذنب وجرم وهذا جانب الجانب الثالث آآ الاحسان الى اه الى الكافر تأليفا لقلبه وتوددا اليه رغبة في هدايته هذا امر مباح. امر الله سبحانه وتعالى به وصاحبهما في الدنيا معروفا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. فيفرق بين هذه الامور الثلاثة نعم ثم قال رحمه الله ومن ذلك انه اخبر في بعض الايات ان الله خلق الارض ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وفي بعض انه لما اخبر عن خلق السماوات اخبر ان الارض بعد ذلك دحاها فهذه الاية تفسر المراد هذه الاية تفسر المراد يعني قوله في سورة البقرة الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات فسواهن سبع سماوات يقول الشيخ جاء في بعض الايات ان الله خلق الارض ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات هذا يفيد ان خلق الارض قبل ماذا قبل خلق السماوات وجاء في اية في اية ان ان الله قال والارض بعد ذلك اانتم اشد خلقا ام السماء؟ بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاه والارض بعدها كذلك دحاها فكيف يجمع بين الاية التي فيها ان خلق الارض قبل خلق السماوات وبين هذه الاية التي فيها ان دحو الارض جاء بعد خلق السماوات يقول الشيخ وفي بعضها انه لما اخبر عن خلق السماوات اخبر ان الارظ بعد ذلك دحاها قال فهذه الاية تفسر المراد وان خلق الارظ قدم على خلق السماوات ثم لما خلق الله السماوات بعد ذلك دحا الارظ فاذا خلق الله سبحانه وتعالى الارض اولا في يومين ثم خلق سبحانه وتعالى السماوات في يومين ثم بعد ذلك دحا الارظ بالجبال اه غير ذلك مما دحاها به سبحانه وتعالى في يومين فخلق الارض قبل خلق السماوات ودحو الارظ بعد اه خلق السماوات فلا تعارض حينئذ بين الايات نعم ومن ذلك تارة يخبر انه بكل شيء عليم وتارة يخبر بتعلق علمه ببعض اعمال العباد ببعض احوالهم. وهذا الاخير فيه زيادة ومعنى وهو انه يدل على المجازاة على ذلك العمل سواء كان خيرا او شرا فيتضمن مع احاطة علمه الغيبة والترهيب اه اضرب مثالا اوضح به كلام الشيخ قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة والله يعلم المفسد من المصلح والله يعلم المفسد من المصلح لو قال قائل الله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم علم محيط بكل شيء وسع كل شيء علما فما معنى تخصيص المصلح والمفسد بان الله يعلم المصلح والمفسد مع انه سبحانه وتعالى عليم بكل شيء هذا الان هو المثال يقول تارة يخبر انه بكل شيء عليم وتارة يخبر بتعلق علمه ببعض اعمال العباد ببعض احوالهم فهل هذا يعارض ذاك يعني عندما تأتي ايات فيها تعلق علم الله ببعض الاعمال المعينة يذكر انه يعلم المصلح من المفسد مع انه بكل شيء عليم يقول وهذا الاخير فيه زيادة معنى يعني هو لما قال والله يعلم المفسد من المصلح ليس المراد هنا فقط الاخبار عن العلم لان الاخبار عن العلم جاءت به الايات العامة لكن فيه زيادة معنى فيه زيادة معنى ما هي ما هي الزيادة؟ قال وهو انه يدل على المجازاة على ذلك العمل اذا لما قال والله يعلم المفسد من المصلح كأنه قال لينتبه المفسد فان الله عليم به سيحاسبه على فساده والمصلح الله عليم به وسيثيبه على صلاحه فاذا هنا فيه زيادة معنى زائد على المعنى الكلي المستفاد من قوله ان الله بكل شيء عليم قال سواء كان خيرا او شرا ان كان خيرا فزيادة المعنى التنبيه على الثواب وان كان شرا فزيادة المعنى هي التنبيه على العقاب فيتضمن مع احاطة علمه الترغيب والترهيب. نعم ومن ذلك الامر بالجهاد في ايات كثيرة. وفي بعض الايات الامر بكف الايدي والاخلاد الى السكون. فهذه حين كان المسلمون ليس لهم قوة ولا قدرة على الجهاد باليد. والايات الاخر حين قوم وصار ذلك عينا عين عين المصلحة وهو الطريق الى قمع الاعداء. تجد في القرآن ايات تحث على الجهاد وايات تأمر بالكف. عنه هل بينها تعارض؟ الجواب لا لان الايات التي فيها الحث على الجهاد محمولة على احوال ومقام واوقات والايات التي فيها الكف ايضا محمولة على احوال ومقامات وازمان اذا كان عند المسلمين قوة وطاقة وقدرة يؤمرون واذا كان آآ امر في ظعف وليس عندهم قدرة ولا قوة ما يؤمرون. كيف يؤمر شخص اعزل او شخص لا قوة له ولا قدرة له على الجهاد يقال له اذهب وجاهد فاذا الايات التي فيها الحث على الجهاد تحمل على احوال ومقامات وايضا الايات التي فيها الكف عنه تحمل على احوال اه مقامات او اه نعم اوقات نعم ومن ذلك انه تارة يضيف الاشياء الى اسبابها التي وقعت وتقع بها. وتارة يضيفها الى عموم قدره. وان جميع الاشياء واقعة بارادته ومشيئته. فيفيد مجموع الامرين اثبات التوحيد وتفرد الباري بوقوع الاشياء بقدرته ومشيئته واثبات الاسباب والمسببات والامر بالمحبوب منها والنهي عن المكروه واباحة مستوى الطرفين ويستفيد المؤمن الجد والاجتهاد في عمل الاسباب النافعة والنظر وملاحظة فضل الله في كل احواله. والا يتكل على نفسه في امر من الامور بل يتكل ويستعين بربه ثم ذكر هذا المثال ان الله سبحانه وتعالى تارة يضيف الاشياء الى اسبابها التي وقعت وتقع بها التي وقعت وتقع بها يعني في ايات كثيرة وجعلنا من الماء كل شيء حي يعني جعل الله سبحانه وتعالى الماء سببا للحياة وايات اخرى آآ ربط الاشياء كلها بقدرته سبحانه وتعالى من حياة وموت وصحة والى اخره ربط ذلك بقدرته ومشيئته سبحانه وتعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي هذا سبب لكن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى فما هي فائدة الايات التي نصت على او ربطت الامور بالاسباب وهل هي معارضة للايات التي بها ربط الامور كلها بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقدرته يوضح الشيخ يقول ان اه ان جميع الاشياء واقعة بارادته ومشيئته فيفيد مجموع الامرين التوحيد. اثبات التوحيد وتفرد الباري بوقوع الاشياء بقدرته ومشيئته. واثبات الاسباب والمسببات والامر بالمحبوب منها والنهي عن المكروه. واباحة مستوي الطرفين فهذا يستفيد منه المؤمن ان يباشر الاسباب يباشر الاسباب لا يعطلها ويستفيد من الايات التي فيها ان الامور بقدرته الا يعتمد على الاسباب بل يعتمد على الله سبحانه وتعالى عندنا ايات تثبت الاسباب وعندنا ايات تثبت ان الامور كلها بقدرة الله سبحانه وتعالى. ومن مجموع هذه الايات يظهر لك ويبرز لك حقيقة التوحيد والتوكل على الله لان حقيقة التوكل على الله سبحانه وتعالى هو اعتماد القلب على الله وحده دون سواه مع مباشرة الاسباب دون تعطيلها لان القرآن جاء بذكر الاسباب فلا تعطل وجاء بذكر ان الامور كلها بمشيئة الله فلا يعطل ايظا التوكل على الله ولهذا فان حقيقة التوكل على الله هو اعتماد القلب عليه وتفويض الامور كلها اليه مع مباشرة الاسباب. نعم وقد يخبر ان ما اصاب العبد من حسنة فمن الله وما اصابه من سيئة فمن نفسه ليعرف عباده ان الخير والحسنات والمحابة تقع بمحض فضله وجوده. وان جرت ببعض الاسباب الواقعة من العباد. فان الاسباب هو الذي انعم بها وهو الذي يسرها وان السيئات وهي المصائب التي تصيب العبد اسبابها من نفس العبد وبتقصيره في حقوق ربه وتعديه لحدوده. فالله وان كان هو المقدر لها فانه اجراها على العبد بما كسبت يداه. ولهذا امثلة يطول عدها. وهذا ايضا ملتحق بما سبق. يعني هناك ايات قررت ان الامور كلها بمشيئة الله وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان الامور كلها بقدرته ثم يقول هناك ايات يخبر فيها ان ما اصاب العبد من حسنة فمن الله وما اصابه من سيئة فمن نفسه. فكيف نجمع بين قوله آآ وما اصابه من سيئة فمن نفسه والايات التي فيها ان الامور كلها بمشيئة الله وقدرته سبحانه وتعالى يقول لاعرف عباده ان الخير والحسنات والمحاب تقع بمحض فضله وجوده وان جرت ببعض الاسباب الواقعة من العباد فان الاسباب هو الذي انعم بها وهو الذي يسرها وان السيئات وهي المصائب التي تصيب العبد اسبابها من نفس العبد وبتقصيره في حقوق ربه وتعديه لحدوده فالله وان كان هو المقدر لها فانه اجراها على العبد بما كسبت يداه كما يوضح ذلك قول الله سبحانه وتعالى فلما زاغوا فزاغ الله قلوبهم قال ولهذا امثلة يطول عدها وفي هذا الموضوع الحافل النافع المفيد كتب الامام العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله كتابا نافعا في هذا الباب جاء به مركبا على سور القرآن وايات القرآن سماه دفع دفع ايهام الاضطراب عن اهل الكتاب دفع ايهام الاضطراب عن ال الكتاب وجمع فيه على ترتيب المصحف اه الايات التي اه ظاهرها الاضطراب او التعارض وجمع اه بينها رحمه الله تعالى والشيخ هنا ذكر لنا خلاصة اه مفيدة اه تبين القاعدة وتوضحها ببعض الامثلة والا الامثلة على ذلك كما قال رحمه الله اه كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى اللهم انفعنا بما علمنا واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا واهدنا اليك صراطا مستقيما وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك