بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثالثة عشرة طريقة القرآن في الحجاج والمجادلة مع اهل الاديان الباطلة قد امر الله بالمجادلة بالتي هي احسن. ومن تأمل الطرق التي نصب الله المحاجة بها مع المبطلين على ايدي رسل رآها من اوضح الحجج واقواها واقومها وادلها على احقاق الحق وازهاق الباطل على وجه لا تشويش فيه ولا ازعاج وتأمل محاجة الرسل مع اممهم. وكيف دعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له من جهة انه المتفرد بالربوبية والمتوحد بالنعم وهو الذي اعطاهم العافية والاسماع والابصار والعقول والارزاق وسائر اصناف النعم كما انه المنفرد بدفع النقم. وان احدا من الخلق ليس عنده نفع ولا دفع. ولا ضر ولا نفع. فانه مجرد معرفة العبد بذلك واعترافه به لا بد ان ينقاد للدين الحق الذي به تتم النعمة وهو الطريق الوحيد لشكرها. وكثيرا ما يحتج على المشركين به في عبادته بالزامهم باعترافهم بربوبية وانه الخالق لكل شيء والرازق لكل شيء. فيتعين انه المعبود وحده فانظر الى هذا البرهان كيف ينتقل الذهن منه باول وهلة الى وجوب عبادة من هذا شأنه. ووجوب لا صلة ويجادل المبطلين ايضا بذكر عيب الهتهم وانها ناقصة من كل وجه لا تغني عن اهلها شيئا. ويقيم الادلة على اهل الكتاب بانهم لهم من ثواب المخالفات لرسلهم ما لا يستغرب معه مخالفتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم. وينقض عليهم دعاويهم الباطلة وتزكيتهم لانفسهم ببيان ما يضاد ذلك من احوالهم واوصافهم جادلهم بتوضيح الحق وبيان براهينه. وان صدقه وحقيته تدفع بمجردها جميع الشبه المعارضة له فماذا بعد الحق الا الضلال وهذا الاصل في القرآن كثير فانه يفيد الدعوة للحق ورد كل ما ينافيه ويجادلهم بوجوب تنزيل منازلها وانه لا يليق ان يجعل للمخلوق العبد الفقير العاجز من كل وجه بعض حقوق الرب الخالق الغني الكامل من جميع الوجوه. ويتحداهم ان يأتوا بكتاب او شريعة اهدى واحسن من هذه الشريعة وان يعارضوا القرآن فيأتوا بمثله ان كانوا صادقين ويأمر نبيه بمباهلة من ظهرت مكابرته وعناده. فينكصون عنها لعلمهم انه رسول الله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وانهم لو باهلوه لهلكوه. وفي الجملة لا تجد طريقا نافعا فيه احقاق الحق وابطال الباطل الا وقد احتوى عليه القرآن على اكمل الوجوه الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه القاعدة الثالثة عشرة من القواعد الحسان للامام العلامة الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وسبق ان مر معنا في القاعدة العاشرة طريقة القرآن في الدعوة دعوة الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم طريقة القرآن في دعوة الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم وهذه القاعدة قد تكون فقد تكون فرعا عن تلك القاعدة الاولى لان القاعدة الاولى عامة بطريقة دعوة الكفار عموما على اختلاف الملل والنحل وهذه القاعدة تتعلق بمجادلة اه اهل الاديان الباطلة ومن المعلوم ان المجادلة هي مرحلة في الدعوة لا يسار اليها ابتداء وانما يسار اليها مع من يحتاج المقام معه الى مجادلة ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن هذه الاية استنبط منها غير واحد من اهل العلم ان فيها دلالة على مراتب الدعوة بحسب حال المدعوين لان من يدعى الى الله سبحانه وتعالى من يدعون الى الله سبحانه وتعالى احوالهم مختلفة منهم الراغب في الحق القريب منه الحريص عليه ومنهم من عنده شيء من العناد والممانعة وعدم الاستجابة وعنده شيء من التعالي او نحو ذلك ومنهم من عنده شبهة او شبه عديدة حالت بينه وبين الاقتناع بالحق فهذا الثالث هو الذي يحتاج الى المجادلة والاول يكفيه ان يدعى بالحكمة واللين والمعاند يحتاج الى موعظة لعلها توقظ قلبه بان يخوف بالله وعقابه وسخطه ونقمته وما احلهم بالظالمين وما اعد لهم من العقاب ولهذا تنوعت المراتب بحسب حال المدعوين قال ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة هذه مرتبة والموعظة الحسنة هذه مرتبة وجادلهم بالتي هي احسن هذي مرتبة ثالثة وكل من هذه المراتب الثلاث يسار اليها بحسب حال من يدعى فاذا كان الذي يدعى راغب اذا كان الذي يدعى راغبا في الخير قريبا منه حريصا عليه فانه يكفيه ان يدعى بالحكمة يذكر له الحق بدليله مرغبا له في فعل الحق واذا كان عنده شيء من العناد والاباء والامتناع فانه يحتاج الى موعظة والوعظ يكون فيه شيء من التخويف والانذار والتحذير من نقمة الله سبحانه وتعالى وعقابه وسخطه واذا كان من يدعى عنده شيء من الشبهات التي حالت بينه وبين الحق وقبوله فانه يجادل وتكون المجادلة له بالتي هي احسن قال وجادلهم بالتي هي احسن وفي الاية الاخرى قال ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن واهل الكتاب عندهم شبهات اهل الكتاب يختلفون عن غيرهم عندهم شبهات ولهذا لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذا الى اليمن نبهه الى هذا الامر نبهه انه سيأتي قوما اهل كتاب قال انك ستأتي قوما اهل كتاب وهذا فيه ان الداعي الى الله سبحانه وتعالى لابد ان يكون عنده شيء من البصيرة بحال المدعو ان يكون عنده شيء من البصيرة بحال المدعو ان يكون عنده خلفية عن المدعو ما هو ما هو وظعه هل هو من الراغبين الحريصين على الخير هل هو من اهل العناد؟ هل عنده شبهات اذا كانت شبهة اذا كان عنده شبهات ما نوعها حتى تكون دعوته له الى دين الله سبحانه وتعالى بحسب وحال الرجل وقوله سبحانه وجادلهم بالتي هي احسن وكذلك قوله ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن هذا يستفاد منه امورا عديدة لان الله عز وجل قال بالتي هي احسن بالتي هي احسن ولم يحدد لنا نوعا معينا من الحسن نصير اليه ونعاملهم به قولا او فعلا فدل ذلك على ان كل امر حسنا في ضوء قواعد الشريعة واصولها وكلياتها يفيد المدعو وينفعه يسار اليه ويعامل به من الانة القول وطيب الحديث وقوة الحجة العناية بازالة الشبهة والصبر على المدعو الذي يكون مبتلى بشيء من هذه الشبهات يصبر عليه ويترفق به ويحلم معه يعامله هذه المعاملة الحسنة لعل ذلك ان يكون سببا هدايته ونجاته من النار ومن سخط الله تبارك وتعالى ولهذا لما قرر الشيخ رحمه الله هذه القاعدة وهي مجادلة اهل الاديان الباطلة اهل الاديان الباطلة ايا كانت اديانهم اهل الاديان الباطلة ايا كانت اديانهم وكل دين ليس هو دين الاسلام فهو باطل لان الله سبحانه وتعالى قال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقال جل وعز ان الدين عند الله الاسلام وقال سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اصحاب الاديان الباطلة من اجل محاجتهم ومجادلتهم يحتاج الداعي الى الله سبحانه وتعالى ان يقف على طريقة القرآن في اقناع هؤلاء وايصال الحق لهم وازالة الشبهة عنهم والشيخ رحمه الله يعرض هنا شيئا من طريقة القرآن في بيان ذلك وبدأ كلامه بقوله قد امر الله بالمجادلة بالتي هي احسن قد امر الله بالمجادلة بالتي هي احسن مر معنا في ايتين وجادلهم بالتي هي احسن ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن فامر جل وعلا بالمجادلة بالتي هي احسن وعرفنا ان المجادلة بالتي هي احسن ان يستعمل الداعي الى الله سبحانه وتعالى قدر جهده وطاقته ما يحسن ويجمل من القول والفعل ما يحصل ويجمل من القول والفعل لان الفعل ايضا له دور في قبول الحق فرق بين من يدعوك وجه طليق مبتسم وبين من يدعوك بوجه عابس فرق بين من يدعو بإنانة القول فقولا له قولا لينا وبين من يدعو بفظاظة في القول وغلظة وشدة فرق بين من يسمع الشبه التي عرضت للمبطل فحالت بينه وبين قبول الحق ليفندها شبهة شبهة ويصبر عليه ويحلم وبين من يدعوه وهو لا يصبر عليه ولا يحلم ولهذا قال العلماء ثلاثة امور ان لم تتوفر في الداعي الى الله سبحانه وتعالى لا تؤتي دعوته اكلها وهي العلم والصبر والحلم هذه الامور الثلاثة ركائز علم وصبر وحلم هذا المدعو مبتلى مبتلى بشبهات حالت بينه وبين الحق فاذا كان عندك علم يزيل الشبهة وعندك صبر تحتمل فيه اذاه وجفوته وكبره وعناده وعندك حلم ايظا تعامله به تتأنى معه وتتروى في دعوته الى الله سبحانه وتعالى فان مثل هذا يؤتي باذن الله ثماره وكل ذلكم داخل تحت قوله ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن قال ومن تأمل الطرق التي نصب الله المحاجة بها مع المبطلين على ايدي رسله رآها من اوضح الحجج واقواها واقومها وادلها على احقاق الحق وازهاق الباطل وهذا تأصيل اراد به الشيخ ان يربط الداعي الى الله سبحانه وتعالى بطريقة القرآن وان يكون نهجه في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى نهج القرآن يسير في ضوء كتاب الله سبحانه وتعالى قال على وجه لا تشويش فيه ولا ازعاج فتأمل محاجة الرسل مع اممهم وكيف دعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له من جهتي ثم اخذ يفصل قال كيف دعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له وهذا هو الاصل الذي يدعى اليه والذي اتفقت الرسل جميعهم على الدعوة اليه. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فهذا هو الاصل الذي يدعى اليه مع ان بعض المشتغلين بالدعوة غاب عنهم هذا الاصل ولم يعتنوا به ولم يهتموا بدعوة الناس اليه بل اصبح هم بعظهم وغاية جهده في دعوته ان يقنع الكافر بوجود الله ان يقنع الكافر بوجود الله او ان ينصب الدلائل والبراهين المثبتة لوجود الله سبحانه وتعالى حتى صار امر التوحيد عند بعضهم اثبات وجود الله والاقرار بربوبيته سبحانه وتعالى وهذا جانب اشتغل به من كان لهم عناية بالكلام الباطل الذي ذمه السلف رحمهم الله فترى بعض هؤلاء يكتب الكتب المطولة في ذكر البراهين والدلائل المثبتة لوجود الله سبحانه وتعالى وكلما زادت الدلائل عنده وهي دلائل متكلفة منطقية عقلية كلما زادت هذه الدلائل عنده زادت مكانته حول الحواس والاتباع ولهذا يذكرون عن احد كبار هؤلاء انه مع حاشية من طلابه وتلاميذه في الطريق فمروا بامرأة عجوز مروا بامرأة عجوز على الفطرة رأت هذا الرجل مع هذه الحاشية قالت من هذا فاحد تلاميذه غضب قال هذا فلان ما تعرفينه عنده الف دليل على وجود الله هذا فلان ما تعرفينه؟ عنده الف دليل على وجود الله فقالت المرأة لو لم يكن في قلبه الف شك لما وجد عنده الف دليل لو لم يكن في قلبه الف شك لما وجد عنده الف دليل يعني ان الامر اظهر من ان تطلب له هذه الادلة وهل يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل الان لو ان شخصا جاء في وظح النهار وقال انا ساثبت لكم ان الشمس موجودة بالادلة المقنعة اسمعوا ادلتي الاول الثاني الثالث الرابع ويعدد لهم ادلة يثبت لهم ان الشمس طالعة وانها موجودة دليلا تلو الاخر ما فائدة مثل هذا الكلام وما ثمرته ثم لو انه اثبت وجود الله سبحانه وتعالى بالادلة ليس هو هذا التوحيد لو انه اثبت وجود الله وامن به واقر لا يكون موحدا حتى يعبد الله مخلصا له الدين كما مر معنا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فالتوحيد الذي دعت اليه الرسل ووقعت فيه الخصومة بينهم وبين اقوامهم هو توحيد الله واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة واما وجود الله فامر مركوز في الفطر ولا يجحده الا معاند مستكبر قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وقال موسى في خطابه قال موسى عليه السلام في خطابه لفرعون لقد علمت ان يا فرعون ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر انت تعرف في قرارة نفسك لكن جحدك لذلك هو ظلم وعلو واستكبار فالشاهد ان طريقة الانبياء في الدعوة الى الله هي اقامة البراهين على ان المعبود بحق هو الله ولا معبود بحق سواه هذا هو الغاية والمقصد من دعوتهم ثم تتنوع البراهين والدلائل في اه تقرير هذا الاصل الا وهو ان المعبود بحق هو الله جل وعلا وكل من سواه عبادته ضلال وباطل قال وكيف دعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له من جهة انه المتفرد بالربوبية والمتوحد بالنعم وهو الذي اعطاهم العافية والاسماع والابصار والعقول والارزاق وسائر اصناف النعم كما انه المنفرد بدفع النقم وان احدا من الخلق ليس عنده نفع ولا دفع ولا ضر ولا نفع هكذا العبارة وفيها شيء من التكرار قوله ليس عنده نفع ولا دفع ولا ضر ولا نفع غالبا الذي يذكر مع الدفع الرفع الذي يذكر مع الدفع هو الرفع وكله يتعلق بالمصيبة قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا كشفه اي رفعه وتحويله اي دفعه الضر الذي ينزل بالانسان او يخشى ان ينزل به يحتاج ان يدفع او يرفع يدفع قبل ان ينزل ويرفع اذا نزل. وهذا كله بيد الله سبحانه وتعالى لا يدفع الضر والبلاء الا هو ولا يرفعه اذا وقع الا هو ومن يدعى من دون الله سبحانه وتعالى لا يملك من ذلك شيئا. قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فقال فانه بمجرد معرفة العبد بذلك واعترافه به لابد ان ينقاد للدين الحق الذي به تتم النعمة وهو الطريق الوحيد لشكرها وهذا ذكر الدلائل عليه مر معنا بالقاعدة الاولى سواء الاستدلال لتوحيد العبادة بتوحيد الربوبية او الاستدلال لها بان الله بيده المنع والعطاء والضر والنفع وغير ذلك او الاستدلال لها بان النعم كلها بيد الله سبحانه وتعالى وما بكم من نعمة فمن الله كل ذلكم مر معنا الاستدلال عليه في القاعدة العاشرة قال وكثيرا ما يحتج على المشركين به في عبادته بالزامهم باعترافهم بربوبيته وانه الخالق لكل شيء والرازق لكل شيء فيتعين انه المعبود وحده فانظر الى هذا البرهان كيف ينتقل الذهن منه باول وهلة الى وجوب عبادة من هذا شأنه ووجوب الاخلاص له ووجوب الاخلاص له. هذا امثلته كثيرة ومر معنا شيء منها ومنها قول الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال ابن عباس وغيره لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فانتقل اذهانهم من الاقرار بالربوبية وتفرد الله سبحانه وتعالى بانواع العطاء جل وعلا وانه لا شريك له في شيء من ذلك ونقلهم منه الى وجوب اخلاص العبادة لمن هذا شأنه اي كما انه تفرد وحده بالملك والخلق والعطاء لا شريك له في شيء من ذلك فليفرد وحده بالعبادة قال وايظا يجادل المبطلين ايظا بذكر عيب الهتهم. وانها ناقصة من كل وجه. لا تغني عن اهلها شيئا وهذا ايضا من البراهين التي تكررت في القرآن كما ان الالهة لا تملك لنفسها شيئا لا لا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا لنفسها فكيف تملك شيئا من ذلك لغيرها فعيب اه اه معبودات هؤلاء واوثانهم وذكر نقصها وانها لا تملك لنفسها شيئا فظلا ان تملك لغيرها هذا من الطرائق التي سلكها القرآن في اقناع هؤلاء يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يألمون فهذه الطريقة في القرآن تأتي كثيرا لما تعبد ما لا يسمع ولا ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. هذي تأتي كثيرا في القرآن عيب الاصنام والمعبودات وبيان نقصها وانها لا تملك لنفسها شيئا فظلا ان تملك شيئا من ذلك لغيرها قال ويقيم الادلة على اهل الكتاب بانهم لهم من السوابق المخالفة من سوابق المخالفات لرسلهم ما لا يستغرب معه مخالفتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا اقرب ما يكون آآ منه الى دعوة هؤلاء اه اه انه تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام والدعاة الى الله وان تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم له نظير من احوالهم فيما سبق مع الانبياء فليس الامر بجديد على هؤلاء ليس بجديد على هؤلاء فان كانوا كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقد كذبوا الانبياء قبله صلوات الله وسلامه عليه قال وينقض عليهم دعاويهم الباطلة وتزكيتهم لانفسهم ببيان ما يضاد ذلك من احوالهم واوصافهم وهذه من طرائق القرآن عندما يزكي هؤلاء انفسهم بالعقول عندما يزكون انفسهم بالعقول او يزكون انفسهم بامور اخرى مثل ما قال المشركون عن انفسهم اه نحن اهل السقاية واهل الخدمة للحاج ونحو ذلك مما يأتون به يبين لهم المعايب الاخرى الشنيعة الفظيعة التي هم عليها واعظم شناعة هم عليها كفرهم بالله سبحانه وتعالى واتخاذهم اصناما الهة يدعونها ويعبدونها وينزلون بها حاجاتهم وطلباتهم وهي لا تملك لنفسها شيئا فظلا ان تملك لغيرها قال ويجادلهم بتوضيح الحق وبيان براهينه. وان صدقه وحقيته تدفع بمجردها جميع الشبه المعارضة له فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وهذه مرت معنا ابراز محاسن الدين هي بحد ذاتها كافية في الاقناع قال وهذا الاصل في القرآن كثير فانه يفيد الدعوة للحق ورد كل ما ينافيه هذا الاصل يعني ابراز محاسن الدين الاسلامي قال ويجادلهم بوجوب تنزيل الامور منازلها وانه لا يليق ان ان يجعل للمخلوق العبد الفقير العاجز من كل وجه بعظ حقوق الرب الخالق الغني الكامل من جميع الوجوه وهذي ايظا طريقة من طرق الاقناع لهؤلاء في القرآن الكريم ان يطالب هؤلاء بوظع الامور مواضعها وهي الحكمة بخلاف الظلم ولهذا كان المشركون بالله سبحانه وتعالى اظلم الناس لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم كانوا اظلم الناس لان اه اشد وضع للامر في غير موضعه وضع العبادة في غير موضعها العبادة موضعها ان تصرف لله وحده الذي تفرد بالخلق والرزق والعطاء والمنع لا شريك له في شيء من ذلك فمن صرف العبادة لغيره سبحانه وتعالى من هذه الاصنام والاوثان فقد وقع في اظلم الظلم لانه لم يظع الامور مواظعها ولم ينزلها منازلها. فهذه من الطرائق في اقناع هؤلاء. ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم قال ويأمرهم ويأمر نبيه بمباهلة قبل ذلك قال ويتحداهم ان يأتوا بكتاب او شريعة اهدى واحسن من هذه الشريعة وان يعارضوا القرآن فيأتوا بمثله ان كانوا صادقين وهذا مر معنا شيء من دلائله فيما سبق قال ويأمر نبيه بمباهلة من ظهرت مكابرته وعناده وهذه تأتي كمرحلة اخيرة بدعوة هؤلاء لا يسار الى المباهلة ابتداء وانما تأتي مرحلة اخيرة يحاول معهم بطرق وطرق ووسائل ويتدرج معهم في الدعوة فاذا استعصت الامور وابى هؤلاء الا المكابرة يصار الى المباهلة والمباهلة يصح ان يقال فيها اخر الدواء الكي. يعني لا يسار اليها ابتداء وانما يسار اليها في نهاية المطاف يصار اليها في نهاية المطاف ومن الامور المؤسفة التي توجد احيانا بين بعض الشباب عندما يتناقش هو وصاحبه في مسألة لدقيقتين او ثلاث يقول لصاحبه تباهلني؟ نتباهل هذا كلام من لا يفهم المباهلة ليست امرا يسار اليه ابتداء المباهلة ليست امرا يسار اليه ابتداء وانما هي تأتي كمرحلة اخيرة يتدرج مع المدعو عبر مراحل جاء بيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فاذا استعصت الامور وابى الا العناد والمكابرة فانه يصار حينئذ الى المباهلة والمباهلة ان يجتمع المتباهلين او المتباهلون يجتمعون يدعون الله سبحانه وتعالى ان ينزل لعنته وسخطه وعقابه ونقمته على الكاذب منهم على الكاذب منهم او الخاطئ منهم فهذه المباهلة. وكان النبي عليه الصلاة والسلام اذا عرظ على هؤلاء المباهلة ما يقبلون لانهم في قرارة انفسهم يعرفون انه نبي صادق عليه الصلاة والسلام ما يقبلون المباهلة لانهم يعرفون انهم لو باهلوه حلت عليهم النقمة ونزل عليهم سخط الله تبارك وتعالى ولهذا يقول الشيخ ويأمر نبيه بمباهلة من ظهرت مكابرته وعناده فينكسون عنها يعني لا يقبلون المباهلة. لعلمهم انه رسول الله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وانهم لو باهلوه لهلكوا. وانهم لو باهلوه لهلكوا قال وفي الجملة لا تجد طريقا نافعا فيه احقاق الحق وابطال الباطل الا والا وقد احتوى عليه القرآن على اكمل الوجوه وهذا يؤكد ان الواجب على كل من اشتغل بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى ان يلزم طريقة القرآن وهي طريقة النبيين عليهم صلوات الله وسلامه. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة عشرة حذف المتعلق المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له وهذه قاعدة مفيدة جدا متى اعتبرها الانسان في الايات القرآنية اكسبته فوائد جليلة وذلك ان الفعل او ما هو في معناه متى قيد بشيء تقيد به فاذا اطلقه الله تعالى وحذف المتعلق فعمم ذلك المعنى. ويكون الحذف هنا احسن وافيد كثيرا من بالمتعلقات واجمع للمعاني النافعة ولذلك امثلة كثيرة جدا منها انه قال في عدة ايات لعلكم تعقلون. لعلكم تذكرون لعلكم تتقون. فيدل ذلك على ان المراد لعلكم تعقلون عن الله كلما ارشدكم اليه وكلما علمكموه وكلما انزل عليكم من الكتاب والحكمة لعلكم تذكرون جميع مصالحكم الدينية والدنيوية لعلكم تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من جميع الذنوب والمعاصي. نعم ثم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة عشرة حذف المتعلق وهو المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له قال وهذه قاعدة مفيدة جدا متى اعتبرها الانسان في الايات القرآنية اكسبته فوائد جليلة متى اعتبرها اي متى اعمل هذه القاعدة في الايات القرآنية اكسبتهم فوائد جليلة لانه سيظهر له من الاية معان عديدة بخلاف ما لو لم يعمل هذه القاعدة لا يظهر له الا معنى واحدا او ربما قصر الاية على معنى واحد لكن اذا طبق هذه القاعدة وهي ان حذف المتعلق او حذف المعمول فيه يفيد العموم بحسب المقام فهذا يعطي الانسان فوائد عديدة يستطيع ان يستظهرها من الاية بخلاف لو كان لم يعمل هذه القاعدة لا يظهر له مثل هذه الفوائد وبالامثلة التي ساقها رحمه الله تعالى يتضح المراد قال وذلك ان الفعل او ما هو في معناه متى قيد بشيء تقيد به متى قيد بشيء تقيد به فاذا اطلق اطلقه الله تعالى وحذف المتعلق فعمم ذلك المعنى يعني لا تجعله قاصرا على معنى واحد وانما اجعله عاما اما اذا قيد فيكون بحسب ما قيد به امثل بمثال ثم اتي الى امثلة الشيخ رحمه الله مثلا في بعض الايات في ذكر البشارة البشارة لاهل الايمان تارة تأتي البشارة مطلقة غير مقيدة يعني حذف المتعلق يقول تعالى لهم البشرى او يقول فبشر عباد لهم البشرى او يقول فبشر عباد ولا يذكر باي شيء مثلا لا يقول بشرهم بالجنة او لا يقول بشرهم برضى الله او بشرهم بسعادة الدنيا او بشرهم بالنجاة من سخط الله. او بشرهم الخير والبركة في الحياة. خذ من المعاني الجليلة المستفادة من هذا الاطلاق والتعميم قال فبشر عباد ولم يذكر المتعلق عدم ذكر المتعلق يفيد ماذا العموم فتكون البشارة شاملة لذلك كله تكون البشارة شاملة لذلك كله فبشر عباد لهم البشرى هذا يكون شاملا لذلك كله لكن اذا جاءت البشارة مقيدة اذا جاءت البشارة مقيدة يبشرهم ربهم برحمة هنا قيدت مثلا بالرحمة آآ آآ تأتي ايظا ايات فيها البشارة مثلا بالجنة البشارة بالجنة آآ او نحو ذلك فتكون آآ اذا قيدت تكون البشارة بحسب ما قيدت به تكون بحسب ما قيدت به. واذا اطلقت عمم المعنى هكذا يقول الشيخ اذا اطلقت البشارة او اطلق الامر عمم المعنى لا تقيده لانه اطلق في القرآن فيبقى على اطلاقه عاما لكن اذا جاءه جاء مقيدا اذا جاء مقيدا فقيده بما قيد به في الاية ان كانت البشارة مثلا قيدت بالرحمة تقيدها بها ان قيدت بالجنة تقيدها بها ان قيدت بالرضا تقيدها بها ان اطلق قال بشر عباد ولم يذكر بماذا؟ ما الذي عليك ان تفعله قال عمم المعنى عمم المعنى يعني لا تجعله مقيدا والحال انه قد اطلق وعمم في كتاب الله سبحانه وتعالى قال وذلك ان الفعل او ما هو في معناه متى قيد بشيء الفعل بشرهم ما هو في معناه لهم البشرى قال وذلك ان الفعل او ما هو في معناه متى قيد بشيء تقيد به متى قيد بشيء تقيد به؟ مثل ما مثلت بالبشارة ان كانت قيدت بالجنة نقيدها ان قيدت بالرضا نقيدها بذلك ان قيدت بالرحمة نقيدها بذلك قال فاذا اطلق الله تعالى وحدث المتعلق ما معنى حدث المتعلق؟ قال لهم البشرى ولم يقل بالجنة مثلا قال لهم البشرى ولم يقل بالرحمة لهم البشرى ولم يقل بسعادة الدنيا حدث المتعلق ماذا علينا حينئذ قال فاذا اطلق الله تعالى وحذف المتعلق فعمم ذلك المعنى فعمم ذلك المعنى. ما معنى عمموا؟ اجعله في كل معنى يصلح ان يدخل في العموم البشارة عمم قل بالجنة بالنجاة من النار برضا الله براحة الدنيا بسعادة الدنيا كل هذه المعاني داخلة لان الله عز وجل بشر واطلق فافاد هذا الاطلاق العموم بينما لو بشر وقيد تكون البشارة مقيدة بالشيء الذي قيدت به قال ويكون الحذف هنا احسن وافيد كثيرا من التصريح بالمتعلقات. وهذه نكتة لطيفة ينبه عليها الشيخ. يقول الحذف احسن الان لما يقول لهم البشرى هذا الاطلاق احسن مما لو انه سرد الاشياء التي يبشرون بها او سرد جملة منها لان الاطلاق يعم ذلك كله يعم ذلك كله فيكون احسن افيد كثيرا من التصريح بالمتعلقات وايضا انتبه هنا الى ملحظ نبه عليه اهل العلم قديما في هذا الباب عندما يقول رب العالمين لهم البشرى عندما يقول لهم البشرى او عندما يقول سبحانه وتعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله هنا اطلق ولم يعين نوعا من الاجر قال اجره على الله قال في الصائم سبحانه وتعالى قال الصوم لي وانا اجزي به هنا ينبغي عليك ايها المؤمن ان تستحضر امرا امرا عظيما نبه عليه اهل العلم قديما الا وهو ان العطية على قدر المعطي اذا كان المعطي هو من بيده سبحانه وتعالى ازمة الامور. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. لا يتعاظمه شيء ان يعطيه مهما عظمت الحاجات وعظمة الرغبات مهما كانت الامور تلا فالله سبحانه وتعالى اه اه عطاؤهم واسع ويده سحا لا لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار عطاؤه كلام ومنعه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فاذا قرأ المسلم مثل هذه الايات لهم البشرى اجره على الله ونحو هذه الايات والنصوص اذا قرأها ليستحظر ان آآ المعطي واسع العطاء جل وعلا عظيم المن لا يتعاظمه شيء ان يعطيه قال ويكون الحذف هنا احسن وافيد كثيرا من التصريح بالمتعلقات واجمع للمعاني النافعة ولذلك امثلة كثيرة جدا منها انه قال في عدة ايات لعلكم تعقلون لعلكم تذكرون لعلكم تتقون. وفي هذه كلها حذف المتعلق قال لعلكم تعقلون ولم يحدد شيئا معينا يعقلونه لم يقل لعلكم تعقلون الطريق الذي يوصلكم الى الجنة او الطريق الذي تكون به نجاتكم من النار لعلكم تعقلون ما يكون به صلاح عقولكم لعلكم تعقلون ما تجدون به سفه عبادة الاصنام لعلكم هذه اشياء معاني كثيرة حذفت حذف المتعلق فماذا يفيد حذف المتعلق يفيد العموم لعلكم تعقلون حذف المتعلق فافاد العموم. ايضا قوله لعلكم تذكرون ماذا الذي يتذكرون لم يذكر فافاد العموم كل ما يناسب ان يتذكر في هذا المقام داخل في قوله سبحانه وتعالى لعلكم تذكرون ايضا قوله لعلكم تتقون لعلكم تتقون تتقون الله تتقون سخطة تتقون عقابه تتقون النار تتقون الذنوب والاثام ايها المراد هنا اي هذه المعاني المراد كلها لانها حذف المتعلق فافاد العموم حدث المتعلق فافاد العموم. ولهذا نبهك الشيخ من البداية قال اذا اعتبر الانسان هذه القاعدة اكسبته فوائد جليلة في الاية اكسبته فوائد جليلة في الاية لكن لولا لو لم ينتبه الانسان لاعمال هذه القاعدة وقرأ لعلكم تتقون ربما قصر على اتقاء النار مثلا بينما هي اعم واوسع من ذلك قال فيدل ذلك على ان المراد لعلكم تعقلون عن الله كل ما ارشدكم اليه وكل ما علمكموه وكلما انزل عليكم من الكتاب والحكمة هذي كلها داخلة تحت قوله لعلكم تعقلون. وقوله لعلكم تذكرون اي جميع مصالحكم الدينية والدنيوية وقوله لعلكم تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من جميع الذنوب والمعاصي نعم ويدخل في ذلك ما كان السياق فيه. وهو فرد من افراد هذا المعنى العام ولهذا كان قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون افيد كل ما قيل في حكمة الصيام اي لعلكم تتقون المحارم عموما ولعلكم تتقون ما حرم على الصائمين من المفطرات والممنوعات ولعلكم تتصفون بصفة التقوى وتتخلقون باخلاقها وهكذا سائر ما ذكر فيه هذا اللفظ مثل قوله هدى للمتقين اي المتقين لكل ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان اي المؤدين للفرائض والنوافل التي هي خصال التقوى وكذلك قوله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. اي ان الذين كانت التقوى وصفهم وترك المحارم شعارهم متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب تذكروا كل امر يوجب لهم المبادرة الى المتاب كعظمة الله وما يقتضيه الايمان وما توجبه التقوى وتذكروا عقابه ونكاله وتذكروا ما الذنوب من العيوب والنقائص وما تسلبه من الكمالات. فاذا هم مبصرون من اين اتوا؟ ومبصرون الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه. فبادروا في التوبة النصوح فعادوا الى مرتبتهم. وعاد الشيطان قاسئا مدحورا. قوله رحمه الله تعالى ويدخل في ذلك ما كان السياق فيه لما مثل بقوله لعلكم تتقون لعلكم تتقون وذكر انها تفيد العموم لكون المتعلق حذف نبه انها مع افادتها العموم ايضا تفيد العموم بحسب السياق الذي وردت فيه فمثلا ورودها في قوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. هنا ايضا تفيد عموما آآ يستفاد ويكتسب من الصيام وهو اثر الصيام على الصائم في تحقيق تقوى الله جل وعلا فالاية قيل قال الله فيها لعلكم تتقون اي بصيامكم لعلكم تتقون الله بقيامكم بعبادة الصيام فما هي اه جوانب التقوى التي يثمرها الصيام. اهي جانب واحد او جوانب عديدة هي جوانب عديدة لم تذكر في الاية فهو حذف المتعلق هنا يفيد العموم ولهذا يقول يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام اي لعلكم تتقون المحارم عموما ولعلكم تتقون ما حرم على الصائمين من المفطرات والممنوعات ولعلكم تتصفون بصفة التقوى وتتخلقون باخلاقها. وهكذا سائر ما ذكر فيه هذا اللفظ ايضا مثل ما جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام الصيام جنة من النار الصيام جنة من النار ايضا ندخل هذا المعنى في الاية لعلكم تتقون النار لعلكم تتقون النار هي داخلة داخلة للعموم المستفاد من حذف المتعلق في هذه الاية الكريمة قال مثله قوله هدى للمتقين ولم يذكر اتقوا ماذا اتقوا الذنوب اتقوا سخط الله اتقوا ماذا لم يذكر في الاية فحذف المتعلق يفيد العموم قال اي المتقين لكل ما يتقى من الكفر الفسوق والعصيان المؤدين للفرائض والنوافل التي هي خصال التقوى وسيأتي معنا ان التقوى في قاعدة لاحقة عند المصنف ان التقوى اذا اطلقت شملت الدين كله اما اذا ضم اليها البر او الايمان كانت التقوى في ترك المنهيات والبر او الايمان يكون في فعل المأمورات قال وكذلك هذا مثال اخر قوله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون هذه هذه الاية فيها ثلاث امثلة للقاعدة هذه الاية فيها ثلاثة امثلة للقاعدة المثال الاول في قوله ان الذين اتقوا حذف المتعلق ان الذين اتقوا حذف المتعلق. اتقوا ماذا؟ هل ذكر لا لم يذكر وهناك امور عديدة محتملة اي منها المراد اي منها المراد كلها مراد اذا حذف المتعلق عمم اذا حذف المتعلق عمم ان الذين اتقوا اي الله ان الذين اتقوا اي النار ان الذين اتقوا اي الذنوب كلها تعمها الاية لكون المتعلق حذف المثال الثاني قال اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا تذكروا ماذا؟ حدث لم يذكر حذف المتعلق فماذا يفيد هل المراد تذكروا اي الله واطلاعه عليهم ورؤيته لهم تذكروا النار واهوالها وشدائدها وعقاب الله على آآ من من اطاع الشيطان تذكروا اظرار الذنوب واخطار الذنوب وعواقب الذنوب السيئة على العبد في الدنيا والاخرة اي من هذه المعاني مراد حذف المتعلق حذف المتعلق فيفيد العموم قال تذكروا تذكروا فاذا هم مبصرون مبصرون ماذا ما ذكر شيئا معينا يبصرونه وانما حذفه فافاد العموم. اذا هذه قاعدة وهي حذف المتعلق يفيد العموم بحسب الحال والمقام يوضح الشيخ يقول ان الذين كانت التقوى وصفهم وترك المحارم شعارهم متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب تذكروا كل امر يوجب لهم مبادرة الى المتاب لاحظ التعميم في قوله تذكروا كل امر يوجب لهم المتاب يعني يتذكرون رؤية الله يتذكرون العقوبات يتذكرون اظرار الذنوب اشياء كثيرة ولهذا عمم الشيخ من اين اخذ التعميم من حذف المتعلم قال اه تذكروا كل امر يوجب لهم المبادرة الى المتاب كعظمة الله وما يقتضيه الايمان وما توجبه التقوى وتذكروا عقابه ونكاله وتذكروا ما تحقده الذنوب من العيوب والنقائص وما تسلبه من الكمالات هذه كلها داخلة تحت قوله اه اه تحت قوله تذكروا وقوله فاذا هم مبصرون مبصرون ماذا مبصرون من اين اوتوا ومبصرون الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه فبادروا في التوبة النصوح فعادوا الى مرتبتهم وعاد الشيطان خاسئا مدحورا هذي اية اجتمع فيها اه ثلاث امثلة لهذه القاعدة. نعم وكذلك ما ذكره على وجه الاطلاق الشيخ عفوا الشيخ نبه في الشرح على اه في الشرح على مثالين للاية وهي فيها ثلاث امثلة آآ الاول منها التقوى ان الذين اتقوا نعم وكذلك ما ذكره على وجه الاطلاق عن المؤمنين بلفظ المؤمنين او بلفظ ان الذين امنوا ونحوها فان يدخل فيه جميع ما يجب الايمان به من الاصول والعقائد مع انه قيد ذلك في بعض الايات مثل قوله لو امنا بالله ونحوها ثم ذكر هذا المثال قال وكذلك ما ذكره على وجه الاطلاق عن المؤمنين ما ذكره على وجه الاطلاق عن المؤمنين بلفظ المؤمنين او بلفظ ان الذين امنوا ونحوها فانه يدخل فيه جميع ما يجب الايمان به من الاصول والعقائد نحن مر معنا في قاعدة ان الالف واللام الداخلة على الاوصاف تفيد الاستغراب ومثل الشيخ بقوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات قال هناك ادخل في هذا في هذه الاوصاف كل ما تناوله من معاني الاسلام والايمان الى اخره فاذا عندما تأتي في اية ويقول المؤمنين ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات لو قال لك قائل ان المؤمنين ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين قال لك والمؤمنين بماذا اذا قال لك والمؤمنين بماذا؟ ما المرادون لم يذكر الله عز وجل شيئا معينا فيكون المعنى عاما شاملا لكل ما امر الله سبحانه وتعالى بالايمان به فقوله ان المؤمنين اي بكل ما امرهم الله سبحانه وتعالى ان يؤمنوا به هذا هو المراد وهذا تفيده القاعدة وتفيده التي تفيد الاستغراق. استغراق الاوصاف بينما اذا قيد يكون بحسب ما قيد به. ولهذا يقول الشيخ يأتي في بعض الايات قولوا امنا بالله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته هنا قيدت فاذا قيد يكون بحسب ما قيد به واذا اطلق يفيد العموم نعم وكذلك ما امر به من الصلاح والاصلاح وما نهى عنه من الفساد والافساد مطلقا يدخل فيه كل صلاح كما يدخل في النهي كل فساد. وهذا مثل ما سبق يعني امر الله بالصلاح ولم يحدد في امره بالصلاح ابوابا معينة من الصلاح وايضا نهى عن الفساد في ايات كثيرة ولم يحدد شيئا معينا من الفساد ينهى عنه. فماذا يكون الامر يكون عاما عما نعم وكذلك قوله ان الله يحب المحسنين واحسنوا للذين احسنوا الحسنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان يدخل في ذلك كله الاحسان في عبادة الخالق بان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك الاحسان الى المخلوقين بجميع وجوه الاحسان من قول وفعل وجاه وعلم ومال وغيرها وهذا ايضا مثال الايات التي فيها ذكر الاحسان والمحسنين والامر بالاحسان اه ولم يعين اه احسانا معينا طلب من العبد ان يقوم به ان قيد ان قيد الاحسان في اية يكون بحسب ما قيد به وبالوالدين احسانا. لكن اذا جاءت الاية احسنوا ولم يقيده بشيء معين القاعدة عندنا ان هذا يفيد العموم فقوله واحسنوا يتناول آآ الاحسان باداء حقوق الله على اتم وجه واكمل حال ويكون ايضا بالاحسان الى عباد الله بدءا بالوالدين فهما احق الناس بالاحسان وحسن المصاحبة والقرابة والجيران الى اخره فكل ذلك داخل تحت قوله واحسنوا وداخل تحت قوله ان الله يحب المحسنين لم يقل ان الله يحب المحسنين في عبادة الله ولم يقل ان الله يحب المحسنين في حق الوالدين او في التعامل مع الناس لم يعين فاذا قول ان الله يحب المحسنين يبقى عاما متناولا لكل ابواب الاحسان كذلك قوله واحسنوا يتناول جميع ابواب الاحسان وكذلك قوله هل جزاء الاحسان بعبادة الله الاحسان ببر الوالدين الاحسان القيام بحقوق العباد الى غير ذلك هل جزاء الاحسان الا الاحسان الاحسان من الله بماذا ايضا نفس القضية الاحسان الين برظاه عنهم توسيع النعم بنجاتهم من النار فهنا الاحسان آآ لم يذكر اه اه متعلقه فيفيد العموم نعم وكذلك قوله تعالى الهاكم التكاثر فحذف المتكاثر به ليعم جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرياسات والاموال والجاه والضيعات والاولاد وغيرها مما تتعلق به اغراظ النفوس ويلهيها عن طاعة الله كذلك قوله الهاكم التكاثر لو قال قائل الهاكم التكاثر اي بالاموال الهاكم التكاثر اي بالاموال ان كان اراد بذلك تفسير الاية ببعض افرادها لا بأس اما ان اراد ان يحصر معنى الاية في ذلك فهو مخطئ لماذا لان المتعلق حذف فيفيد العموم لان المتعلق حذف فيفيد العموم فلا نقصر لا نقصر اه ما حدث متعلقه على معنى واحد ونجعل الاية دالة عليه حصرا دون غيره بل حذف المتعلق يفيد العموم. لا بأس ان فسرت الاية ببعض افرادها لا على وجه حصر المعنى به لو قال الهاكم التكاثر بالاموال على سبيل بيان الاية بشيء من افرادها لا بأس لكن لو قال ان المراد بالاية التكاثر بالمال دون غيره من اين لقدون غيره من اين لك دون غيره؟ والاية حذف المتعلق فيها فهي تفيد العموم فاذا الهاكم التكاثر يعني بالاموال بالاولاد بالتجارات بامور الدنيا الى اخره يشمل ذلك كله نعم وكذلك قوله والعصر ان الانسان لفي خسر اي في خسارة من جميع الوجوه الا من اتصف بالايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر قوله لفي خسر هنا ايضا حذف المتعلق هل حدد نوع معين من الخسران؟ اهو خسران في الدنيا او خسران في الاخرة اهو خسران في اه في في في راحة او في صحة او في غير ذلك لم يذكر فافاد العموم ان الانسان لفي خسر ولا يستثنى من ذلك الا من اتصفوا بالاربع الصفات التي ذكرت في الاية نعم وقوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فذكر المسؤولين واطلق المسؤول عنه. ليعم كل ما العبد ولا يعلمه حذف المتعلق هنا هو في قوله فاسألوا اهل الذكر ولكن لم يذكر شيئا معينا نسألهم عنه لم يحدد شيئا معينا او مجالا معينا من امور اه الدين نسألهم عنه قال فاسألوا اهل الذكر فافاد ذلك ان كل امر اه شرعيا لا يسأل عنه الا اهله اهل الذكر لا يسأل عنه الا اهله فحث المتعلق هنا يفيد العموم فلو قلت الان كل مسألة شرعية لا يجوز ان نسأل فيها الا عالم بالشريعة الا عالم بالشريعة من له علم بدين الله سبحانه وتعالى كل مسألة هذا التعميم منك صحيح او لا صحيح لانه قال فاسألوا وحذف اه المسؤولة عنه فافاد العموم نعم وكذلك امره تعالى بالصبر ومحبة الصابرين وثناؤه عليهم وبيان كثرة اجرهم من غير ان يقيد ذلك بنوع ليشمل انواع الصبر الثلاثة وهي الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقداره المؤلمة ومقابل ذلك ذمه للكافرين والظالمين والفاسقين والمشركين والمنافقين والمعتدين ونحوهم من غير ان يقيده بشيء ليشمل جميع ذلك المعنى. هذا ايضا مثال امر الله بالصبر. يا ايها الذين امنوا اصبروا والايات في هذا المعنى كثيرة ودلت النصوص ان الصبر انواع صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على اقدار الله المؤلمة فاذا قرأنا هذه الاية يا ايها الذين امنوا اصبروا وقال لنا قائل اي نوع من الصبر المراد هنا الجواب اه الاية تفيد للعموم لحذف المتعلق. اصبروا اي على طاعة الله واصبروا عن معصية الله واصبروا على اقدار الله المؤلمة وايضا الامثلة الاخرى ذموا للكافرين والظالمين والفاسقين والمشركين والمنافقين والمعتدين ونحوهم من غير ان يقيد بشيء يعني بشيء من الكفر او شيء من الفسق او شيء من ليفيد العموم في ذلك كله. نعم ومن هذا قوله فان احصرتم ليشمل كل حصر قوله فان احصرتم فان احصرتم فما استيسر من الهدي احصرتم بماذا هل نستطيع ان نحدده بنوع معين من الحصر ونقول الاية لا تدل الا عليه ابدا فان احصرتم حذف آآ المتعلق هنا يفيد العموم اي نوع من الحصر الذي يكون به العبد غير متمكن من ادائه للحج يذبح ما استيسر من الهدي. نعم فان خفتم فرجالا او ركبانا ليعم كل خوف. قال فان خفتم ولم يذكر شيئا معينا يخاف منه فافاد ذلك العموم ليعم كل خوف نعم وقد يقيد ذلك ببعض الامور فيتقيد به ما سبق الكلام لاجله. وهذا شيء كثير لعلها موسيقى ها وقد وقد يقيد ذلك ببعض الامور فيتقيد به كأنه الله اعلم الاقرب موسيقى تتأمل ان شاء الله وقد يقيد ذلك ببعض الامور فيتقيد به ما سيق الكلام لاجله. وهذا شيء كثير لو ذهبنا نذكر الامثلة لطالت ولكن قد فتح لك الباب فامش على هذا السبيل المفضي الى رياض بهيجة من اصناف العلوم. وهنا تلمس الشيخ رحمه الله تعالى وانه حريص جدا على اه العناية بكتاب الله عز وجل وحسن فهم معانيه ويقول هذه الامثلة تفتح لك الباب فاذا فهمت القاعدة وفهمت بعض الامثلة انفتح انفتح لك الباب فامشي على هذه السبيل المفظي الى رياظ بهيجة من اصناف العلوم وايضا هنا تعبير الشيخ بهذه العبارة الجميلة قال رياض بهيجة اهل العلم الذين للعلم شأن في نفوسهم ومكانة في قلوبهم هكذا يرون العلم مثل ما يرى غيرهم ان الفسحة والنزهة في الحدائق والبساتين والرياض هم يجدون نزهة ومتعة وانسا في آآ مسائل العلم ولهذا بعظ اهل العلم سموا مصنفاتهم باسماء تفيد هذا المعنى مثل رياض الصالحين ومثل الروظ المربع ومثل بستان العارفين واشياء من هذا القبيل فسموا مصنفات بهذا الاسم لانه هو في قرارة نفسه يرى ان العلم بستان فيه من انواع الثمار وانواع الزهور وانواع الخيرات يتنقل في هذا البستان من روضة الى روظة ويجد فيه متعا وانسا ولذة ربما لا يجدها من يذهبون الى آآ الى الفسحة والى النزهة ولا يعني ان اهل العلم لا عناية لهم بالنزهة والفسحة لا لكن هذه هذا تعبير عن مكانة العلوم في نفوسهم مكانة العلوم في في نفوسهم وكان بالمناسبة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي كما ذكر بعض قراباته كان من عادته يخرج اه قبل المغرب بساعة او نصف ساعة من بيته الى المسجد فيمشي بين النخيل يمشي بين اه النخيل ثم يتوضأ من الوادي الماء الذي يكون في المزارع يتوضأ منه ويتمشى من هناك ويذهب الى المسجد هذه الحركة تفيد المسلم ولاهل العلم عناية بهذا الجانب لكن آآ العلم بحد ذاته روضة وبستان يذوق لذته وطعمه من عرف مكانة العلم. والا من لا يعرف مكانة العلم اذا وضع بيده كتاب مليء بالفوائد والنفائس واللطائف وطلب من قراءته كأن فوق رأسه جبل كأن فوق رأسه جبل بينما الذي يذوق العلم ولذته يقرأ الكتاب وكانه في بستان ففرق بين النظرين وفرق بين الحالين من الله علينا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح وهدانا سواء السبيل وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك