بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير للقرآن القاعدة الخامسة عشرة جعل الله الاسباب للمطالب العالية مبشرات لتطمين القلوب وزيادة الايمان وهذا في عدة مواضع من كتابه فمن ذلك النصر قال في انزاله الملائكة وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وقال في اسباب الرزق ونزول المطر ومن اياته ان يغسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته واعم من ذلك كله قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وهي كل دليل وعلامة تدلهم على ان الله قد اراد بهم الخير وانهم من اوليائه وصفوته فيدخل فيه الثناء الحسن والرؤيا الصالحة ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف والتوفيق والتيسير لليسرى وتجنيبهم العسرى ومن ذلك بل من الطف ذلك انه يجعل الشدات مبشرة بالفرج والعسر مؤذنا باليسر واذا تأملت ما قصه عن انبيائه واصفيائه وكيف لما اشتدت بهم الحال وضاقت بهم الارض بما رحبت وزلزلت حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب. رأيت من ذلك العجب العجاب وقال تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. سيجعل الله بعد عسر يسرا قال صلى الله عليه وسلم واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا وامثلة ذلك كثيرة والله اعلم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه القاعدة الخامسة عشرة من القواعد الحسان المتعلقة باية القرآن يقول رحمه الله جعل الله الاسباب للمطالب العالية مبشرات لتطمين القلوب وزيادة الايمان. هذا اصل مستفاد من غير موضع من كتاب الله سبحانه وتعالى وقد اشار المصنف رحمه الله تعالى الى بعض المواضع الدالة على ذلك وقوله رحمه الله جعل الله الاسباب للمطالب العالية الاسباب للمطالب العالية اي الاسباب التي يكون بها التيسير وحصول الفرج والظفر بالمراد وغير ذلك من المطالب العالية التي يرجوها العبد ويطمع في نيلها جعل الله سبحانه وتعالى تلك الاسباب مبشرات جعلها مبشرات والا فانه سبحانه وتعالى قادر على ان يوصل تلك المطالب الى هؤلاء بدون تلك الاسباب لكنه جعلها سبحانه وتعالى بين يدي نيل المطالب العالية مبشرات للعباد حتى تأنس القلوب وتطمئن النفوس ويزداد الايمان وبالمثال يتضح المقال قال رحمه الله وهذا في عدة مواضع من كتابه فمن ذلكم النصر النصر هذا مطلب من المطالب العالية ومقصد من المقاصد النبيلة التي ينشدها المؤمن ويرجوها قال في انزال الملائكة هذا سبب لانزال الملائكة سبب لنيل هذا المطلب سبب للنصر لماذا انزل الله سبحانه وتعالى الملائكة وهو جل وعلا قادر على ان ينصر عباده دون انزال الملائكة فهذه مبشرات هذه مبشرات جعل الله سبحانه وتعالى الاسباب للمطالب العالية بمثابة المبشرات لماذا؟ لتطمئن القلوب ويزداد الايمان ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم وما النصر الا من عند الله النصر لا يقع ولا يكون الا باذنه ومشيئته سبحانه وتعالى فلماذا انزل سبحانه وتعالى اه الملائكة ونزول الملائكة سبب من اسباب النصر لماذا جعل الله سبحانه وتعالى هذا السبب مبشرات ولتطمئن القلوب ولهذا قال الله سبحانه وتعالى الا بشرى وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما جعله الله الا بشرى يعني نزول الملائكة مع ان النصر يمكن ان يحصل بدون النزول لكن شاء الله سبحانه وتعالى وقدر واقتضت حكمته ان يكون النصر عقب نزول الملائكة ونزولهم سبب من اسباب النصر السبب في ذلك ان الله جل وعلا جعل هذا النزول للملائكة تطمين للقلوب تطمئن القلوب بنزول الملائكة ويحصل لهم البشرى فهذه هذا مثال للقاعدة جعل الله سبحانه وتعالى الاسباب للمطالب العالية مبشرات المثال الثاني قال وفي اسباب الرزق ونزول المطر اسباب الرزق ونزول المطر قال ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته يرسل الرياح ارسال الرياح سبب لمطلب من المطالب الذي يقصدها العباد وهو نزول المطر وحصول الرزق والله والله سبحانه وتعالى جعل بين يدي هذا المطلب وهو نزول المطر سببا جعل بين يدي هذا المطلب وهو نزول المطر سببا وهو ارسال الرياح ارسال الرياح قبل الامطار وهو جل وعلا قادر على ان ينزل الامطار بدون هذه الرياح فجعل هذا السبب بين يدي هذا المطلب بشرى للعباد فتأتي الرياح تسبق الامطار مبشرة مبشرة العباد النزول الامطار وهذا فيه فوائد فيه فوائد اضافة الى ما يكون في النفوس من بشرى وسلوى وراحة ايظا يتهيأ العباد ويستعد في ترتيب امورهم واوضاعهم قبل نزول الامطار قبل نزول الامطار قال ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات مبشرات بماذا بنزول المطر مبشرات بنزول المطر الذي هو مطلب من المطالب التي يرجوها العباد المثال الثالث قال واعم من ذلك كله قول الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا اه اولا معنى الاية الا ان اولياء الله الا ان اولياء الله اولياء الله اي اصفياءه والمقربون اليه سبحانه وتعالى وهم على درجتين جاء بيانهما في الحديث القدسي حيث قال عليه الصلاة والسلام قال الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ولا يزال عبدي يتقرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فذكر عز وجل درجتين للاولياء الدرجة الاولى المحافظة على الفرائض وترك المحرمات فكل من كان محافظا على الفرائض تاركا للمحرمات وهو من الاولياء كل من كان محافظا على الفرائض مجتنبا المحرمات فهو من اولياء الله وهو من المقتصدين قال الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فالمقتصد الذي فعل الواجب وترك المحرم ومن كان كذلك فهو من اولياء الله وهو مستحق ما يستحقه الولي من التأييد والنصر والبشارة والظفر وغير ذلك والدرجة الثانية بينها في الحديث القدسي بقوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالنوافل مرحلة تأتي بعد المحافظة على الفرائض فهذه مرتبة عالية في الولاية وهي مرتبة السابقين بالخيرات فهؤلاء كلهم اولياء الله سبحانه وتعالى قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اجتمع في حق الاولياء نفي الخوف ونفي الحزن اجتماع نفيهما في موضع واحد يفيد ان الحزن يتعلق فيما تركه الانسان يتعلق في الاشياء التي تركها الانسان من ضيعة او اولاد او غير ذلك والخوف يتعلق مما هو قادم عليه فقوله في حق الاولياء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اي لا خوف عليهم مما هم قادمون عليه لانهم قادمون على رحمة الله وفضله واكرامه وانعامه ولا حزن عليهم فيما هم تاركونه لانهم في حفظ الله لانهم في حفظ الله كما قال في اية اخرى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال في اية اخرى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا لا تخافوا اي مما انتم قادمون عليه ولا تحزنوا على ما على ما قد تركتم من ضيعة او اولاد فالكل في حفظ الله سبحانه وتعالى لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم عرفهم قال الذين امنوا وكانوا يتقون الذين امنوا وكانوا يتقون اي الذين جمعوا بين الايمان والتقوى واجتماع الايمان والتقوى يعني ان الايمان في جانب فعل في جانب فعل المأمور والتقوى في جانب ترك المحظور وسيأتي عند المصنف قاعدة قريبا تتعلق بالاسماء حال الاجتماع والافتراق وان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه. واذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعظ تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها وهذه الاية الكريمة فيها شاهدان للقاعدة الشاهد الاول في قوله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والشاهد الثاني في قوله الذين امنوا وكانوا يتقون الذين امنوا وكانوا يتقون. اجتماع الحزن والخوف واجتماع الايمان والتقوى وهما من الاسماء التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت امنوا تدل على الطاعات والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بانواع العبادات وكانوا يتقون تدل على اجتناب المحرمات والبعد عن النواهي والمعاصي والاثام فهذه حال اهل الولاية اهل الولاية اهل طاعة وتجنب للمعصية اما الذي يترك الطاعات ويمارس المعاصي فهذا ليس من اولياء الله وانما وانما هو من اولياء الشيطان لان اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هم الذين امنوا وكانوا يتقون هم اهل الايمان والتقوى فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا قال لهم البشرى في الحياة الدنيا وهذا موضع الشاهد للقاعدة لهم البشرى في الحياة الدنيا اي لهم في الدنيا مبشرات لهم في الدنيا مبشرات مبشرات تطمئن بها قلوبهم ويزداد بها ايمانهم وتأنس نفوسهم تكون بين يدي نيل المطالب العالية وهي الجنة والنجاة من النار والفوز بموعود الله الكريم وثوابه العظيم الذي اعد لاولياءه المتقين فهؤلاء لهم البشرى في الدنيا ما هي هذه البشرى قال لهم البشرى ولم يعين نوعا والقاعدة مرت معنا ان الحذف يفيد التعميم ولهذا يقول الشيخ لهم البشرى في الحياة الدنيا وهي كل دليل وعلامة تدلهم على ان الله قد اراد بهم الخير تدلهم على ان الله اراد بهم الخير وانهم من اوليائه وصفوته وانهم من اوليائه وصفوته وظرب على ذلك امثلة قال فيدخل فيه الثناء الحسن والناس شهداء الله في ارضه الثناء الحسن يعني رجل لا يعرف عند الناس الا بالذكر الطيب لا يعرفونه الا بالخير بالصلاح بالاستقامة وليس على السنتهم ذكر له الا بالثناء الحسن. هذي من المبشرات هذه من المبشرات كذلك الرؤيا الصالحة يراها او ترى له الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له هذي ايظا من المبشرات ولهذا قال العلماء في حق الرؤيا قالوا الرؤيا يستفاد منها في البشارة والنذارة يستفاد منها في البشارة والنذارة. اما تقرير الاحكام فلا لا يجوز ان يقرر حكم بناء على ماذا؟ رؤيا مثل شخص يأتي ويقول هذا الذكر المواظبة عليه في الصباح مفيدة جدا ايش الدليل؟ قال رأيت في المنام كيت وكيت هذا لا قيمة له ولا عبرة به ولا يلتفت اليه وما اكثر ما يكتب كتب فيها اذكار محدثة وادعية مبتدعة ويبنيها اصحابها على رؤى ومنامات هذا كله لا قيمة له ولا اعتبار له الرؤية يستفاد منها في البشارة يستفاد منها في النذارة اما تقرير حكم عبادة ذكر دعاء او غير ذلك بالرؤية هذا غير مقبول لان دين الله كامل وليس بحاجة الى ان يكمل برؤى ومنامات ونحو ذلك اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فالدين كامل لا يحتاج ان يكمل برؤية منامية ولا يحتاج ان يكمل بتجربة من احد الاشخاص فهذا باب اه تام وكامل لا مجال للزيادة فيه وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه وغير مقبول منه لكن يستفاد منها في البشارة شخص رؤيت له رؤية صالحة او رؤى صالحة يستبشر بذلك يستبشر بذلك والعلماء ايضا يقولون هنا الرؤيا الصالحة تسر المؤمن ولا تغره تسر المؤمن يعني عندما يرى او ترى له يسر بذلك لكن لا يغتر لا يغتر لا يدخله غرور او عجب بنفسه ثم يبدأ يدخل في شيء من الغرور او العجب فيهلك نفسه ويضرها فالرؤية تسر المؤمن لكن لا يغتر بها لا يقول عن نفسه انا من الاوليا او يزكي نفسه بناء على الرؤيا والله يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. لكن يأنس المؤمن يطمئن يستبشر اما ان يغتر ويجزم لنفسه بانه من الاوليا او من الاصفياء او غير ذلك من التزكيات فهذا ما يجوز فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى هو اعلم بمن اتقى فاذا الرؤية يستفاد منها في البشارة ويستفاد منها في النذارة استفادوا منها في النذارة وهذا اظرب عليه مثالا للتوظيح. ذكره بعظ اهل العلم مثال لمجيء الرؤية في النذارة ذكر بعض اهل العلم ان احد الشباب كان محافظا محافظة تامة على غض البصر على غض بصره عن المحرمات يوما من الايام ذهب الى محل ليشتري منه حاجة وجلس عند صاحب المحل يتحدث معه فجاءت شابة اه جميلة تشتري فعلى غير عادته سارقها النظر واخذ ينظر ويكرر النظر على غير عادته كان متعففا بعيدا عن هذا في ليلتها نام ورأى نفسه في المنام انه عند القاضي في المحكمة وقرأ القاضي الحكم والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ثم جيء بالجلاد وقالوا اجلده وبدأ يجلده هذا في المنام فهذا حصل له في المنام لما استيقظ شعر ان هذا الذي حصل له في المنام نذارة له نذارة له لوقوعه في تلك المخالفة لما كان معتادا عليه من غض بصره هذه نذارة هل هنا حكم جديد هل هل في هذه الرؤيا استخلص حكم جديد لا يوجد ليس هناك حكم جديد لكن هذا حصلت منه فلته وزل وجاءت هذه الرؤية في المنام نذارة له جاءت هذه الرؤيا في المنام نذارة لها لا يوجد فيها حكم جديد لا يوجد فيها حكم جديد وانما هي ندارة له وهذا معنى قول اهل العلم ان الرؤيا المنامية يستفاد منها في البشارة والنذارة اما تقرير حكم جديد ان برؤيا هذا باطل لا يحل ولا يجوز بل هو فتح لباب البدع والضلالات قال والرؤيا الصالحة ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف والتوفيق والتيسير لليسرى وتجنيبهما العسرى هذا يلحظه بعض الناس عندما يلتزم ويستقيم ويمشي على الجادة تجده يتحدث عن نفسه يقول انا كانت اموري متعسرة لكن من فضل الله من حين استقمت ومشيت على الجادة الامور مفتحة ومتيسرة هذا التيسير الذي حصل له عقب استقامته ولزومه الجادة هذا ايضا من المبشرات هذا ايضا من المبشرات وهو وهو داخل تحت عموم قوله لهما البشرى في الحياة الدنيا لهم البشرى بالثناء الحسن على السنة الناس لسان الصدق ولهم البشرى بالرؤى الصالحة التي يرونها او ترى لهم ولهم ايضا البشرى الصالحة بالتيسير والتوفيق واللطف وزوال التعسير وغير ذلك من المعاني قال ومن ذلك يعني من امثلة هذه القاعدة بل من الطف ذلك انه يجعل الشدات مبشرات بالفرج ان يجعل الشدات مبشرات بالفرج اي ان الامر يشتد على المرء على اشد ما يكون في الشدة ويكون في هذا الاستدادة الفرج واذا ضاق الامر اتسع ويجعل الله سبحانه وتعالى الفرج بعد اشتداد الامور بعد اشتداد الامور فهذا من الطف ما يكون في هذا الباب ان الله سبحانه وتعالى يجعل فرج العبد حيث يشتد به الامر اشد ما يكون وقد جاء في حديث صحيح حسنه بعض اهل العلم ان الله سبحانه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره عجب ربنا من قنوط عباده اي دخول القنوط على قلوبهم وقرب غيرهم مع ان تغيير الحال اقبل عليهم وصل وصل التغيير الى احسن ما يكون فيقول عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره اي قرب تغييره لحاله من شدة الى فرج ومن عسر الى يسر قال ومن ذلك بل من الطف ذلك ان يجعل مبشرة بالفرج والعسر مؤذنا باليسر والعسر مؤذنا باليسر وهذه هذا الاصل او هذا التنبيه الذي ذكره الشيخ رحمه الله اذا استحضره المسلم ووعاه طرد عنه باذن الله القنوط واليأس بل يدخل عليه الامل وان فرج الله سبحانه وتعالى قريب وان مع هذه الشدة يسر قادم قال واذا تأملت ما قصه عن انبيائه واصفيائه وكيف لما اشتدت بهم الحال وضاقت بهم الارض بما رحبت وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله حصل لهم شدة وكرب لا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى وزلزلوا اي انواعا من الزلزلة بتسلط الاعداء ومكرهم فشدة آآ اذاهم للمسلمين قتلا اه ايذاء وغير ذلك زلزلوا اي انواعا من الزلزلة حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب الا ان نصر الله قريب فهذا شاهد هذا الاصل وهو ان الله يجعل اه الشدات مبشرات بالفرج مبشرات بالفرج قال رأيت اذا تأملت ما قصره الله عن انبيائه رأيت من ذلك العجب العجاب يعني في آآ ضائقات وشدات عظيمة ثم يأتي فرج لم يحسب له فحساب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اليس الله بكاف عبده قال وقال تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا وقال سيجعل الله بعد عسر يسرا واؤكد على ما سبق وهو ان العبد اذا ضاقت به الامور واشتدت به الحال وعظم به الكرب يقوي امله بالله ويقوي صلته بالله واللي يثق ان فرج الله قريب وليثق ان فرج الله قريب وعليه الا يقنط ولا ييأس الا ان آآ نصر الله قريب قال وقال عليه الصلاة والسلام واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب هذا موضع الشاهد. وان الفرج مع الكرب يعني اذا اشتد الكرب جاء الفرج فرج الله سبحانه وتعالى تفريجه لعبده وتيسيره له وان مع العسر يسرا وهذا ايضا في شاهد وامثلة ذلك كثيرة والله اعلم نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السادسة عشرة ان اذنت اه بمناسبة هذا اه هذه القاعدة بعض الاخوة الافاضل الكرام ممن آآ نلتقي بهم وتلتقون بهم يعانون حقيقة من شدات وضوائق وبعضهم ربما ان الامر والكرب طال به لان بعض الاخوة ربما يعاني من امراض آآ آآ المته مدة من الزمن وربما بعضهم لا يتيسر له نوم ولا يطيب له فراش من معاناة يجدها وبعضهم عنده ضوائق مالية وهو في كرب شديد وفي الم ينظر الى حاله وحال اولاده ووظع اسرته افراد بيته ومن يعول ويجد انه في ظوائق شديدة وايضا متحمل لديون فيجد في نفسه ضائقات ووشدات وكرب لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى واخرون مصاب من سنوات بنوع من الامراظ ربما يكون مصابا بعين او بعظهم مصابا بسحر ويكون في شدة وكرب ما يعلم به الا رب العالمين سبحانه وتعالى والمؤمنون الامهم واحدة وامالهم واحدة ودعوتهم واحدة ولهذا ينبغي ان يحرص المسلم ولا سيما في خلوته ان يدعوا لاخوانه وان يكون لهم من دعوته نصيب وهذا اه امر بينه الله سبحانه وتعالى وذكره في نهج الانبياء رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي يا مؤمنا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وفي دعاء المؤمنين قال والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا ولهذا ينبغي للمسلم ان يحس بشدات اخوانه والام اخوانه وكربهم وان يكون آآ لهم من دعائه نصيب وكما انه يحب فيما لو كان به ضائقة او شدة ان يحظى بدعوة اخوانه له بالفرج والتيسير والتوفيق والعون فليكن مع اخوانه كذلك. والمؤمن يحب اخيه ما يحب لنفسه واننا في هذا المقام نتوجه الى الله جل وعلا نسأله سبحانه وتعالى بكل اسم هو له نسأله بانه الله الذي لا اله الا هو نسأله بانه جل وعلا له الحمد وحده لا شريك له المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم نسأله تبارك وتعالى وهو فارج الهم وكاشف الغم امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء نسأله جل وعلا بكل اسم هو له سمى به نفسه او انزله في كتابه او علمه احدا من خلقه نسأله جل وعلا وهو المجيب الدعاء القائل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان نسأله جل وعلا بانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يفرج هم المهمومين وان ينفس كرب المكروبين وان يقضي الدين عن المدينين وان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين نسأله تبارك وتعالى ان يكون لكل مبتلى من اخواننا حافظا ومعينا ومؤيدا ومسددا. ونسأله تبارك وتعالى ان يأتي لنا جميعا بالفرج والتوفيق. والعون والتيسير والا يكلنا الا اليه فانه سبحانه وتعالى نعم المعين ونعم الموفق لا شريك له نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السادسة عشرة حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الامر وشدته في مقامات في الوعيد وذلك كقوله ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ولو ترى اذ اذ فلا فوت ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا. ولو ترى اذ وقفوا على ربهم ولو ترى اذ وقفوا على النار فحذف الجواب في هذه الايات وشبهها اولى من ذكره ليدل على عظمتها ذلك المقام وانه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبر عنه. ولا يدرك بالوصف ومثل قوله تعالى كلا لو تعلمون علم اليقين اي لما اقمتم على ما انتم عليه من التفريط والغفلة واللهو ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة وهي القاعدة السادسة عشرة قال حذف جواب الشرط يدل على تعظيم على تعظيم الامر وشدته في مقامات الوعيد اه حذف جواب الشرط يأتي في ايات كثيرة والشيخ رحمه الله تعالى ساق عليه بعض الامثلة وذكر ان هذا الحذف له حكمة ان هذا الحذف له حكمة وهي ان في ذلك دليل على تعظيم الامر وشدته على تعظيم الامر وشدته فحذف جواب الشرط يفيد تعظيم هذا الامر الذي حذف وشدته. اخفي ولم يذكر لفظاعته وشدته وكونه امرا مهينا عظيما وهذا ايضا يتضح بالامثلة قال وذلك كقوله ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ماذا حصل لم يذكر ولو ترى اذ المجرمون ناكس رؤوسهم عند ربهم لم يذكر الجواب اي لفظاعة الشيء الذي يذوقونه والعذاب الذي ينالونه في ذلك المقام وكذلك قوله ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت ايضا لم تذكر اه العقوبة ولم يذكر جواب الشرط لفظاعة الامر الذي سيبوءون به قال ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب لم يذكر ماذا يحصل لهم وما نوع الشدة التي ينالونها؟ حذف ذلك تنبيها على عظمه وفظاعته وشدته قال ولو ترى اذ وقفوا على ربهم ولو ترى اذ وقفوا على النار ماذا؟ لم يذكر لفظاعة الامر وشدته فاذا الحذف في مثل هذه الايات حذف جواب الشر يفيد تعظيم الامر وشدته في مقامات الوعيد يعني اذا كان هذا الحذف جاء في مقامات الوعيد فهذا يدل على شدة العقوبة وفظاعتها قال فحدث الجواب او فحذف الجواب في هذه الايات وشبهها اولى من ذكره ليدل على عظمة ذلك المقام وانه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبر عنه ولا يدرك بالوصف ومثل قوله تعالى كلا لو تعلمون علم اليقين اينما اقمتم على ما انتم عليه من من التفريط والغفلة واللهو. الشاهد ان هذه القاعدة تفيد ان حذف جواب الشرط في مقام التهديد والوعيد يفيد تعظيم الامر وشدة العقوبة نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السابعة عشرة بعض الاسماء الواردة في القرآن الكريم اذا افرد دل على عن دل على المعنى العام المناسب له واذا قرن مع غيره دل على بعض المعنى. ودل ما قرن معه على باقيه. ولهذه القاعدة امثلة كثيرة منها الايمان افرد وحده في ايات كثيرة وقرن مع العمل الصالح في ايات كثيرة فالايات التي افرد فيها يدخل فيه جميع عقائد الدين وشرائعه الظاهرة والباطنة. ولهذا الله عليه حصول الثواب والنجاة من العقاب. ولولا دخول المذكورات ما حصلت اثاره. وهو عند السلف قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. والايات التي قرن الايمان فيها للعمل الصالح كقوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يفسر الايمان فيها بما في القلوب من المعارف والتصديق والاعتقاد والانابة والعمل الصالح بجميع الشرائع القولية والفعلية ثم ذكر هذه القاعدة وهي تتعلق عدد من الاسماء الواردة في القرآن والسنة مثل الايمان والاسلام والفقير والمسكين والبر والتقوى والاثم والعدوان. واسماء كثيرة تأتي في الكتاب والسنة قال اهل العلم عنها انها اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت اذا اجتمعت اي في نص واحد افترقت اي في المعنى واذا افترقت اي في الذكر كل واحد منهما ذكر على حدة اجتمعت في المعنى الشيخ رحمه الله ذكر هذه القاعدة بهذه الصيغة وهي موجودة عند اهل العلم ذكرت بصيغ لكنه ذكر بهذه الصيغة اه وهي عبارة الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه جامع العلوم والحكم ذكرها بهذا اللفظ او قريبا منه وظرب عليها امثلة قال رحمه الله ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها مثال ذلك الايمان الايمان اذا افرد واطلق صار دالا على مسميات متعددة. اذا افرد واطلق صار دالا على مسميات متعددة بل هو دال على الدين كله جملة وتفصيلا فالايمان اذا اطلق يشمل الدين كله يشمل الدين بعقائده التي تكون في القلوب ويشمل الدين بالاعمال التي تكون على الجوارح فهذه ايمان وهذه ايمان فاذا افرد الايمان واطلق يشمل ما يكون في القلب من عقائد وما يكون على الجوارح من اعمال وطاعات لكن اذا ظم الى الايمان الاسلام اذا ظم الى الايمان الاسلام فذكرا معا في نص واحد ماذا يكون حينئذ يكون الايمان دال دالا على بعظ تلك المسميات يكون الايمان دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به وهو الاسلام دال على باقيها ونحن عرفنا ان الايمان اذا افرد يدل على امرين يدل على العقائد التي في القلوب ويدل على الاعمال التي تكون في الجوارح. فاذا ظممت اليه الاسلام قلت الايمان والاسلام يصبح الايمان دال على العقائد ويصبح الاسلام دالا على الاعمال مثل ما اجتمع في حديث جبريل قال اخبرني عن الايمان فذكر العقائد ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره وذكر الاسلام فعرفه بالاعمال والشرائع قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام فعرف الاسلام بالشرائع وعرف الايمان بالعقائد لكن لو ذكرت الايمان وحده مفردا بدون ان تضم اليه الاسلام يصبح الايمان ايش شاملا لذلك كله. ايظا الاسلام لو ذكرته مفردا دون ان تضم اليه الايمان يصبح ايضا شامل للعقائد والاعمال مثل قوله ان الدين عند الله الاسلام ما المراد بالاسلام هنا وايضا قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا. وقوله اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا المراد بالاسلام الدين كله عقيدة وسريعة لكن اذا ظممت الايمان والاسلام معا وذكرتهما معا يصبح الايمان في العقائد يفسر بالعقائد والاسلام يفسر بالشرائع مثل ما هو واضح في حديث جبريل مثل الشيخ هنا للايمان والعمل الصالح اذا ذكر الايمان وحده العمل الصالح داخل فيه لكن اذا ظم اليه العمل الصالح اصبح المراد بالايمان العقائد التي تكون في القلوب يقول منها الايمان افرد وحده وحده في ايات كثيرة وقرن مع العمل الصالح في ايات كثيرة فالايات التي افرد فيها يدخل فيه جميع عقائد الدين جميع عقائد الدين وشرائعه الظاهرة والباطنة ولهذا يرتب الله عليه حصول الثواب والنجاة من العقاب ولولا دخول المذكورات اي الاعمال الصالحة في الايمان ما ما حصلت اثاره وهو عند السلف قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح هذه امور خمسة كلها داخلة في مسمى الايمان قال والايات التي قرن الايمان فيها بالعمل الصالح كقوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يفسر الايمان فيها بما في القلوب من المعارف والتصديق والاعتقاد والانابة والعمل الصالح يفسر بجميع الشرائع القولية والفعلية يعني اذا قرأت قوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات في مواضع من القرآن فان المراد بالايمان هنا العقائد لماذا؟ لانه ضم اليه العمل ضم اليه العمل وهو داخل في مسمى الايمان لكن ظمه للايمان اه عطف الخاص على العام لان العمل الصالح داخل في الايمان وجزء من مسماه ويأتي في القرآن كثيرا عطف الخاص على العام او ان يعطف على الشيء بعض افراده. حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى من كان عدوا لله وملائكته وجبريل جبريل من الملائكة عطف عليهم مع انه منهم فهذا يأتي في القرآن كثيرا نعم وكذلك لفظ البر والتقوى. فحيث افرد البر دخل فيه امتثال الاوامر واجتناب النواهي. وكذلك فاذا افرزت التقوى ولهذا يرتب الله على البر وعلى التقوى عند الاطلاق الثواب المطلق. والنجاة المطلقة كما يرتبه على الايمان وتارة يفسر اعمال البر بما يتناول الافعال الخير وترك المعاصي وكذلك في بعض الايات تفسير خصال التقوى. كما في قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء الى اخر ما ذكره من الاوصاف التي تتم بها التقوى واذا جمع بين البر والتقوى مثل قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى كان البر اسما جامعا لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة وكانت التقوى اسما جامعا يتناول ترك المحرمات هذا مثال اخر للقاعدة البر والتقوى البر والتقوى اذا ذكر معا كما في قوله تبارك وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى اذا ذكر معا فان المراد بالبر فعل الاوامر والمراد بالتقوى ترك النواهي لكن ان ذكر البر وحده ليس مضموما اليه التقوى تناول الامرين يراد بالبر فعل الاوامر وترك النواهي وايضا اذا ذكرت التقوى وحدها لم يكن مضموما اليها البر فانها ايظا تفسر بفعل الاوامر وترك النواهي لكن اذا ذكرا معا كما في قوله وتعاونوا على البر والتقوى فان المراد بالبر فعل الاوامر والمراد بالتقوى ترك النواهي. نعم وكذلك لفظ الاثم والعدوان. اذا قرنت فسر الاثم بالمعاصي التي بين العبد وبين ربه. والعدوان تجري على الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم واذا افرد الاثم دخل فيه كل المعاصي التي تؤثم صاحبها سواء كانت بينه وبين ربه او بينه وبين الخلق وكذلك اذا افرد العدوان ثم ذكر هذا المثال الاثم والعدوان وهما جاء في تتمة الاية المتقدمة وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فالاثم والعدوان اذا ذكر معا كما في هذه الاية المراد بالاثم المعصية التي بين العبد وبين الله والمراد بالعدوان اي ما يقع من العبد من تعديات وتجاوزات تلحق العباد هذا اذا ذكر معا البر الاثم والعدوان اما اذا افرد الاثم فانه يتناول الامرين معا لان آآ عصيان العبد لربه اثم واعتداء العبد على اخوانه في اعراظهم او اموالهم او غير ذلك هذا ايظا اثم هذا اثم فاذا الاثم اذا افرد يشمل هذا كله. لكن اذا ذكر معا ولا تعاونوا على الاثم والعدوان نقول المراد بالنهي عن التعاون على الاثم اي على فعل معصية تتعلق بالله سبحانه وتعالى والمراد بالعدوان على فعل آآ معصية تتعلق العباد في اعراظهم او اموالهم او غير ذلك. نعم وكذلك لفظ العبادة والتوكل ولفظ العبادة والاستعانة اذا افردت العبادة في القرآن تناولت جميع ما يحبه الله ويرضاه ظاهرا وباطنا ومن اول ما يدخل فيها التوكل والاستعانة. واذا جمع بينها وبين التوكل والاستعانة نحو اياك نعبد واياك نستعين فاعبده وتوكل عليه. فسرت العبادة بجميع المأمورات الباطنة والظاهرة وفسر التوكل وباعتماد القلب على الله في حصولها وحصول جميع المنافع ودفع المضار مع الثقة التامة بالله في حصولها هذا مثال اخر لفظ العبادة والتوكل ولفظ العبادة والاستعانة الان اذا قرأنا قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم امر الله سبحانه وتعالى بعبادته يدخل اه في قوله اعبدوا ربكم التوكل او لا يدخل الاستعانة تدخل او لا تدخل؟ تدخل لانها كلها عبادات داخلة في التوكل. فاذا العبادة اذا اطلقت تشمل هذا كله. تشمل الاستعانة وتشمل التوكل وتشمل اشياء اه اخرى داخلة في مسمى العبادة لكن ان جاء في نص عطف الاستعانة على العبادة او عطف التوكل على العبادة اعبده وتوكل عليه اياك نعبد واياك نستعين ماذا يقال حينئذ؟ يقال المراد بالعبادة فعل المأمورات الباطنة والظاهرة ويكون المراد بالتوكل اعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى فيصبح اه هذا الاسم هو التوكل شامل لبعض المسمى وباقي المسمى تشمله العبادة وهذه هي القاعدة يكون التوكل شاملا لبعض المسمى وتكون العبادة وهي الاسم الاخر شاملة لباقي آآ المسمى نعم وكذلك الفقير والمسكين. اذا افرد احدهما دخل فيه الاخر كما في اكثر الايات. واذا جمع بينهما كما في اية الصدقات انما الصدقات للفقراء والمساكين فسر الفقير بمن اشتدت حاجته وكان لا يجد شيئا او يجد شيئا لا يقع منه موقعا. وفسر المسكين بمن حاجته دون ذلك ثم ذكر ايضا هذا المثال الفقير والمسكين يأتي آآ ذكر الفقير المسكين في بعظ الايات مقرونين معا كما في اية الصدقة انما الصدقات للفقراء والمساكين وهذا يدل على ان الفقير غير المسكين الفقراء شيء والمساكين شيء اخر لكن يأتي في بعض الايات ذكر الفقراء وحدهم بدون ذكر المساكين واحيانا يأتي ذكر المساكين وحدهم بدون ذكر الفقراء فاذا ذكر اه اسم الفقير وحده شمل المعنيين واذا ذكر ايضا المسكين هذا الاسم وحده شمل المعنيين فاذا قرنا معا في نص واحد كما في هذه الاية ان الصدقات للفقراء والمساكين فسر الفقير بمن اشتدت حاجته وقيل انه اخذ هذا الاسم من انفقار الظهر يعني ان الحاجة اقعدته ان الحاجة والشدة اقعدته والمسكين من اسكنته الحاجة وهو دون ذلك فاذا قرنا معا اصبح لهذا معنى ولذاك معنى واذا افرد كل منهما شمل المعنيين. نعم ومثل ذلك الالفاظ الدالة على تلاوة الكتاب والتمسك به وهو اتباعه يشمل ذلك القيام بالدين كله فاذا قرنت معه الصلاة كما في قوله تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة وقوله والذين يمسون بالكتاب واقاموا الصلاة كان ذكر الصلاة تعظيما لها وتأكيدا لشأنها وحثا عليها. والا فهي داخلة بالاسم العام وهو التلاوة والتمسك به. وما اشبه ذلك من الاسماء. ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا المثال قال من الالفاظ الدالة مثل ذلك الالفاظ الدالة على تلاوة الكتاب والتمسك به تلاوة الكتاب اتل ما اوحي اليك من الكتاب والمراد بتلاوة الكتاب التمسك به كما في قولها الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته لان التلاوة اعم من مجرد القراءة وعم ايضا من مجرد حفظ حروف القرآن تلاوة القرآن تكون بالقراءة وبالفهم وبالعمل بالقرآن. كل ذلكم يقال له تلاوة فقوله اتل ما اوحي اليك من الكتاب ليس المراد به مجرد القراءة فقط بل يشمل القراءة والفهم والعمل. كل ذلك يعد تلاوة والعمل نفسه يعد تلاوة اتباع القرآن والعمل بما جاء فيه يعد تلاوة للقرآن. والقمر اذا تلاها اي تبعها فتالي القرآن هو الذي يتبع القرآن ويعمل بما جاء في القرآن الكريم اه اذا اذا علم ذلك قوله اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة اقامة الصلاة هي في حد ذاتها تلاوة للكتاب اليس كذلك اقامة الصلاة تلاوة للكتاب الذي يصلي تلا القرآن. ما معنى الذي يصلي تلا القرآن يعني تبع القرآن امره الله سبحانه وتعالى في القرآن بالصلاة فصلى. اذا المصلي تالي للقرآن بمعنى متبع للقرآن قوله اتل ما اوحي اليك من الكتاب هذا يشمل الصلاة لان الصلاة من تلاوة الكتاب عطفت الصلاة هنا قال واقم الصلاة واقم الصلاة مع انها داخلة في قوله اتل ما اوحي اليك كذلك المثال الثاني قال والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة اقام الصلاة اليس هو من التمسك بالكتاب بلى اقام الصلاة هو من التمسك بالكتاب فاذا لم عطف اقام الصلاة على تلاوة الكتاب وعلى التمسك بالكتاب مع انه داخل في عموم ذلك يقول الشيخ كان ذكر الصلاة تعظيما لها وتأكيدا لسانها وحثا عليها والا هي داخلة بالاسم العام وهو التلاوة والتمسك والتلاوة والتمسك داخلة في الاسم العام التلاوة لان الصلاة تلاوة للقرآن والصلاة تمسك بالقرآن والذي لا يصلي ليس تال للقرآن ولا متمسك بالقرآن حتى وان كان حافظا لحروف القرآن حتى وان كان حافظا لحروف القرآن اذا لم يكن مصليا ليس تاليا القرآن وليس داخلا في قوله اتل ما اوحي اليك لان التلاوة اه تتناول القراءة وتتناول الفهم وتتناول ايظا العمل الكريم. اظرب مثال توظيح للتلاوة قوله سبحانه وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا لو ان طالبا في حلقة تحفيظ للقرآن الكريم حفظ هذه الاية حفظا متقنا وكتب له معلم التحفيظ الدرجة مئة من مئة كتب له الدرجة مئة من مئة ليس عليه اي ملاحظة ولكنه عاق لوالديه والعياذ بالله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما عند المعلم اخذ مئة من مئة وفي التطبيق لهذه الاية يقول لوالديه اف مرات وكرات وينهر والديه ويغرظ اه على والديه ويشتد على والديه ما هي درجة في هذه الاية ما هي درجته في هذه الاية؟ صفر من مئة هل هو تالي لهذه الاية هل هل هو تال لهذه الاية؟ لا ليس تاليا لها لان التلاوة ليست بمجرد اقامة الحروف ولا بمجرد حفظ حروف القرآن تلاوة القرآن بالعمل تلاوة القرآن بالعمل بالقرآن الكريم. باقامة حدود كتاب الله سبحانه وتعالى. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا وان يهدي بنا وان يهدي لنا وان ييسر الهدى لنا وان يجعلنا هداة مهتدين من الذين يقولون بالحق وبه يعدلون ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ونسأله تبارك وتعالى ان يكرمنا بحسن القيام وحسن الصيام في هذا الشهر العظيم المبارك وان يجعلنا فيه جميعا من عتقائه من النار انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله