بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما وبعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثامنة عشرة في كثير من الايات يخبر بانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء وفي بعضها يذكر مع ذلك الاسباب المتعلقة بالعبد الموجبة للهداية او الموجبة للاضلال وكذلك حصول المغفرة وضدها وبسط الرزق وتقديره وذلك في ايات كثيرة فحيث اخبر انه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء ويبسط الرزق لمن يشاء ويقتره على من يشاء. دل ذلك على كمال توحيده. وانفراده لخلق الاشياء وتدبير جميع الامور. وان خزائن الاشياء بيده يعطي ويمنع ويخفض ويرفع. فيقتضي مع ذلك من من العباد ان يعترفوا بذلك وان يعلقوا املهم ورجاءهم به في حصول ما يحبون منها. وفي دفع ما يكرهون والا يسألوا احدا غيره كما في الحديث القدسي يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم الى اخره وفي بعض الايات يذكر فيها اسباب ذلك ليعرف العباد الاسباب والطرق المفضية اليها في سلك النافع ويدع الضار في قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. فبين ان اسباب الهداية والتيسير تصديق العبد وانقياده لاوامره وان اسباب الضلال والتعسير ضد ذلك. وكذلك قوله تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه وقوله يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون من دون الله فاخبر ان الله يهدي من كان قصده حسنا. ومن رغب في الخير واتبع رضوان الله. وانه يضل من فسق عن طاعة الله تعالى وتولى اعدائه الشياطين ورضي بولايتهم عن ولاية رب العالمين. وكذلك قوله فلما زاغوا وازاغ الله قلوبهم وقوله ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه القاعدة الثامنة عشرة قال رحمه الله تعالى في كثير من الايات يخبر بانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء وفي بعضها يذكر مع ذلك الاسباب المتعلقة بالعبد هذه قاعدة عظيمة ونافعة مستمدة من كتاب الله عز وجل في باب الايمان بالقدر وحقيقة التوكل على الله سبحانه وتعالى وان حقيقة ذلك تتم بامرين دل عليهما كتاب الله الاول ان الامور كلها بمشيئة الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والامر الثاني ان العبد مطالب مع ذلك بفعل الاسباب والاتيان بالامور التي تتحقق بفعلها مصالحه وتندفع بها عنه الشرور فهذه حقيقة التوكل على الله سبحانه وتعالى والشيخ رحمه الله قرر هنا قاعدة في الباب ذكر اولا ان القرآن فيه ايات كثيرة جدا فيها ربط الامور بالمشيئة فيها ربط الامور بالمشيئة في كل جانب من جوانب العبد الامر مربوط بمشيئة الله الصحة والمرض والغنى والفقر والهداية والضلال والعطاء والمنع والخفظ والرفع كل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى ولهذا اذا قرأت القرآن تجد ايات كثيرة تقرر لك ذلك يرزق من يشاء يعز من يشاء يذل من يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور يهدي من يشاء يظل من يشاء يغفر لمن يشاء. ايات كثيرة اذكر انني اعددتها مرة عن طريق بعض المعاجم فوجدتها تبلغ في القرآن الكريم ما يزيد على الاربع مئة موظع في كتاب الله عز وجل كلها ربط للاشياء بالمشيئة قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير فالامور كلها مربوطة بمشيئة الله ولا يمكن ان يكون في هذا الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى واوجده الا امر شاءه سبحانه لا يمكن ان يقع في مملكته سبحانه وتعالى وفي ملكه شيء لم يشأه او شيء لم يخلقه هو سبحانه وتعالى ومن قال بخلاف ذلك فقد ادعى وجود خالق مع الله وهذا شرك في الربوبية وظلال بين ولهذا يعتقد المسلم موجب هذه الايات ويؤمن بان الامور كلها بمشيئة الله الرزق الغنى الفقر الصحة المرظ الضحك البكاء الرضا السخط الهبة المنع كل شيء من الله وكل شيء بمشيئة الله سبحانه وتعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله فهذا اصل لابد من الايمان به ولابد ايضا ان يضم الى هذا الاصل فعل السبب ان يباشر العبد فعل الاسباب ولهذا دلت نصوص اخرى كثيرة في القرآن على ان العبد له مشيئة على ان العبد له مشيئة ليس العبد مجردا من المشيئة لا مشيئة له بل له مشيئة. جعل الله سبحانه وتعالى للعبد مشيئة وهداه النجدين طريق الخير وطريق الشر وجعل له مشيئة يختار بها اما هذا او ذاك اما ان يختار طريق الضلال او يختار طريق الكفر اما ان اختار طريق الهداية او يختار طريق الضلال هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن منهم من اختار طريق الهداية ومنهم من اختار طريق الضلال والكفر فعل ذلك العبد باختياره ومشيئته ولهذا النصوص دلت على تبوت المشيئة للعبد ومن يجحد وجود مشيئة للعبد يجحد ما دل عليه القرآن وما دل عليه ايظا واقع الانسان والقرآن فيه ايات كثيرة تثبت المشيئة للعبد مثل قوله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء منكم اثبت للعبد مشيئة فالمشيئة ثابتة للعبد دل عليها القرآن وايضا دل عليها واقع الانسان في تحركاته وتنقلاته وذهابه وايابه يعرف من نفسه انه يتحرك بمشيئة. جعلها الله سبحانه وتعالى فيه وهذه المشيئة التي في العبد هي مخلوقة لله من جملة المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى وما ينشأ عن هذه المشيئة التي هي مخلوقة لله ايضا هو مخلوق لله ولهذا يجب ان نعتقد ان العبد ومشيئته وما ينشأ عن هذه المشيئة من افعال واعمال كل ذلك خلق لله كل ذلك خلق لله سبحانه وتعالى وهذا هو معنى قول الله تعالى الله خالق كل شيء اي خالق المخلوقات وخالق الانسان وخالق مشيئة الانسان وخالق ما ينشأ عن مشيئة الانسان كل ذلك مخلوق لله سبحانه وتعالى لانه تعالى خالق كل شيء خالق للاشخاص والذوات وخالق لما يقوم في الاشخاص والدواة من صفات واعمال وحركات كل ذلكم مخلوق لله تبارك وتعالى فاذا العبد له مشيئة ومشيئة العبد ليست مشيئة مستقلة بل هي تحت مشيئة الله تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فالعبد مشيئته تحت مشيئة الله اذا المشيئة ثابتة للعبد ودل على ثبوتها القرآن وواقع الاب وايضا في الوقت نفسه مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة في كل شيء وهي نافذة في العباد واعمالهم وحركاتهم واوصافهم الى غير ذلك فالله سبحانه له المشيئة النافذة وله القدرة الشاملة ما شاء الله كان لا دافع له ولا راد والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء فاذا يجب علينا ان نؤمن بهذا وان نؤمن بهذا نؤمن بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة ونؤمن بمشيئة العبد التي هي تحت مشيئة الله ومن جحد مشيئة الله ظل ومن جحد ايضا مشيئة العبد ظل والحق قوام بين ذلك الحق انما هو باثبات هاتين المشيئتين مشيئة الله النافذة في كل شيء ومشيئة العبد التي هي تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا الباب ظل فيه طائفتان ظل فيه طائفتان طائفة انكرت وجود مشيئة للعبد. قالت العبد ليس له مشيئة ولا عنده اه عند وليس عنده ارادة ولا مشيئة بل قالوا ان العبد في حركاته وتنقلاته واعماله وافعاله كالورقة في مهب الريح ومعلوم ان الورقة تتكفأها الرياح يمينا وشمالا وتتطاير بها هناك وهناك بدون اختيار من الورقة ولا مشيئة قالوا العبد كذلك قالوا العبد كذلك يتحرك ويتنقل ليس له مشيئة وهذا من ابين الباطل قول ظاهر بطلانه لانه مصادم لكتاب الله عز وجل ومصادم ايضا لما يعلمه كل انسان من نفسه مصادم للايات التي تثبت المشيئة للعبد وايضا مصادم للشيء الذي يعلمه الانسان من من نفسه. ولهذا قال العلماء ان اهل هذا المذهب لا يطبقون هذا المذهب في كل شيء لا يطبقون هذا المذهب في كل شيء بل يطبقونه في امور لهم فيها اهواء لكنهم لا يطردونه ولا يطبقونه في كل شيء ولهذا صاحب هذا المذهب لو لقيه شخص واعتدى عليه لو لقيه شخص واعتدى عليه وصفعه حتى اسقطه على قفاه وقال انا كالورقة في مهب الريح اعذرني انا كالورقة في مهب الريح اعذرني الذي حصل مني ليس بمشيئتي يقبل ما يمكن يقبل بل يخاصم وينازع ويجادل فصاحب هذا المذهب من دلائل بطلان مذهبه انه متناقض فيه لا يطبقه في كل شيء ولهذا قالوا من دليل فساد المذهب التناقض فيه من دليل الفساد في المذهب التناقض في المذهب تارة يثبت وتارة ينفي فهذا مذهب فاسد فالذي يجحد المشيئة في العبد مذهبه من اب ما يكون فسادا فالمشيئة ثابتة للعبد العبد له مشيئة فريق اخر من من فرق اهل الضلال جهدوا نفوذ مشيئة الله سبحانه وتعالى في اعمال العباد وقالوا ان الله لا مشيئة له فيما يتعلق باعمال العباد وقالوا ان العبد هو الخالق لفعل نفسه وهذا ايضا من ابين ما يكون في الضلال والفساد لان قائل هذا المذهب او قائل هذا القول ادعى وجود خالق مع الله سبحانه وتعالى فهو بهذا المذهب يقول ان الله خالق الانسان والانسان هو الخالق لفعل نفسه ولهذا سماهم السلف رحمهم الله تعالى مجوس هذه الامة لقولهم بالخالقين الله خالق للانسان والانسان خالق لفعل نفسه فاذا جهد مشيئة العبد ضلال وجحد مشيئة الرب ايضا ضلال والحق بين ذلك نثبت مشيئة الله النافذة في كل شيء ونثبت للعبد مشيئة هي تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى من خلال اثباتنا لهذا الامر لهذين الامرين نحصل على العقيدة الصحيحة الصافية النقية التي ينبغي ان يكون عليها المسلم في هذا الباب وهذا ما سيبينه الشيخ رحمه الله تعالى في هذه القاعدة الجليلة قال في كثير من الايات يخبر بانه يهدي من يشاء ويظل من يشاء وفي بعضها يذكر مع ذلك الاسباب المتعلقة بالعبد الموجبة للهداية او الموجبة للاظلال وكذلك حصول المغفرة وكذلك حصول المغفرة وضدها وبسط الرزق وتقديره كل هذه الامور هي من هذا القبيل يذكر الله سبحانه وتعالى في ايات ان هذا كله بمشيئته ويذكر في ايات اخرى اسباب يفعلها العبد يحصل بها وينال بها هذه المطالب فكيف الجمع بين هذين الامرين يقول رحمه الله وذلك في ايات كثيرة فحيث اخبر سبحانه انه يهدي من يشاء ويظل من يشاء ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء ويبسط الرزق لمن يشاء يقطره على من يشاء ذكرت لكم ان ان المواظع التي من هذا القبيل في القرآن اعددتها في بعض المعاجم فزادت على الاربع مئة موظع وعندما تعرف ان ان بهذا الحجم وفي انواع مصالح العبد وحاجاته الدينية والدنيوية. كل ذلك مربوط بالمشيئة اذا تستفيد من هذا فائدة ذكرها الشيخ قال هذا يدل على كمال التوحيد على كمال توحيده وانفراده بخلق الاشياء فهذا يفيدك انه لن يحصل لك شيء من صحة من رزق من عافية من هداية من غنى الى اخر ما تريد من مصالح الدين والدنيا لن تحصل شيئا من ذلك الا اذا الا اذا شاءه الله سبحانه وتعالى واذن به واراده كونا وقدرا فهذا يدلك على التوحيد وانفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والتدبير والعطاء والمنع والخفظ الرزق وغير ذلك فالله سبحانه وتعالى متفرد بذلك كله لا شريك له قال دل ذلك على كمال توحيده وانفراده بخلق الاشياء وتدبير جميع الامور. وان خزائن الاشياء بيده يعطي ويمنع ويخفظ ويرفع كما قال سبحانه كل يوم هو في شأن كل يوم هو في شأنه الامر بيده يدبر في خلقه ويتصرف فيهم كما يشاء سبحانه وتعالى. لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه قال فيقتضي مع ذلك من العبد ان يعترفوا بذلك وان يعلقوا امالهم ورجاءهم به في حصول ما يحبون في حصول ما يحبون منها وفي دفع ما يكرهون والا يسألوا احدا غيره لان الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى الهداية والرزق والعطاء وغير ذلك كل ذلك بيد الله فنحن نستفيد من ذلك ناحية تعبدية وهي ان نعلق قلوبنا بالله في كل حاجاتنا الدينية والدنيوية متوكلين عليه مفوضين الامر اليه لا نطلب الا منه ولا نلجأ الا اليه ولا نفزع الا اليه. لان الامر بيده سبحانه وتعالى ولهذا قال احد السلف تأملت ابواب الخير فاذا هي كثيرة الصلاة والصيام والبر وغير ذلك ووجدت ان ذلك كله بيد الله فايقنت ان الدعاء مفتاح كل خير ايقنت ان الدعاء مفتاح كل خير بمعنى ان اي خير تريده لنفسك ديني او دنيوي اطلبه من الله فان الخير بيده والعطاء عطاؤه والفظل فظله سبحانه وتعالى قال كما في الحديث القدسي يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم فالامر كله بيده سبحانه وتعالى اذا هذا جانب ويتعلق بالايات التي تثبت ان الامور كلها بمشيئة الله جانب اخر هناك ايات تدل ان العبد له مشيئة يقول الشيخ وفي بعض الايات يذكر فيها اسباب ذلك ليعرف العباد الاسباب والطرق المفضية اليها في سلك النافع ويدع الضار كما في قوله فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا هذا جانب اخر في الموضوع لا بد ان نقر به وان نؤمن به الا وهو ان العبد له مشيئة وانه ايظا مطالب بفعل الاسباب التي ينال بها الهداية وينال بها الرضا وينال بها التوفيق وايضا مطالب بتجنب الاسباب التي يكون بها الهلاك والردا وهذا واضح في الاية الكريمة قال فاما من اعطى هذا سبب فعله العبد واتقى هذا ايضا سبب فعله العبد فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى هذي كلها اسباب باشرها العبد لنفسه قال فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا ذكر الله سبحانه وتعالى اسبابا يباشرها العبد تفضي به الى الهداية واسبابا يباشرها العبد تفظي به الى الظلال فاذا مع ايماننا بان الامور كلها بمشيئة الله سبحانه وتعالى لابد ان نخطو خطوات في مباشرة الاسباب التي ننال بها الهداية وان نتقي ايضا الاسباب التي تفضي بنا الى الضلال والهلاك قال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى فبين ان اسباب الهداية والتيسير تصديق العبد لربه وانقاده لامره وان اسباب الضلال والتعسير ضد ذلك اهذا يعطينا فائدة كبيرة القدر جليلة الشأن في باب التوكل والايمان بالقدر وقد جاء في حديث صحيح ان الصحابة سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا يا رسول الله هذه الاعمال التي نقوم بها فهذه الاعمال التي نقوم بها هل هي امر قدر وقضي او هو امر مستأنف اي لم يقدر ولم يقضى هذه امور قدرت وقضيت وكتبت علينا ام انه شيء مستأنف لم يقدر ولم يكتب قال بل قدر وقضي قالوا يا رسول الله ففيما العمل ما دام ان الامور كتبت وقدرت وقضيت ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له من كان من اهل الهداية يسره الله لعمل اهل الهداية. من كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة. ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل ثم تلا هذه الاية فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وعلى ضوء من وعلى ضوء ما سبق اذا اراد العبد لنفسه الهداية فماذا عليه اذا اراد العبد لنفسه الهداية فماذا عليه؟ امران لا بد منهما واصلان لابد من تحقيقهما الاول التوكل على الله وحسن الالتجاء اليه وطلب الهداية منه لان الامر بيده سبحانه وتعالى ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا وفي رواية ولا تصدقنا ولا صلينا فالامر بيد الله سبحانه وتعالى فلولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء فالهداية بيده ويمنته سبحانه وتعالى على من شاء من عباده سبحانه وتعالى هذا المجلس الذي اكرمنا الله سبحانه وتعالى به في هذه البقعة المباركة صائمين ننتظر موعود الله سبحانه وتعالى ومن لولا فضل الله علينا بذلك والله ما اهتدينا اليه ولولا ان الله يسره لنا وكتبه لنا ما حصل ذلك لكن لكن الفضل فضل الله سبحانه وتعالى والهداية منته جل وعز على من شاء من عباده ولهذا يجب ان يعتقد العبد عقيدة راسخة في قلبه ان امر الهداية بيد الله امر الهداية بيد الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويظل من يشاء ومن كتب الله سبحانه وتعالى له هداية لا يستطيع احد ان يضله كائنا من كان ومن كتب الله له ضلالا لا يستطيع ان يهديه احدا كائنا من كان ولو كان من افضل الخلق قال الله لنبيه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وقالوا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى اذا هذا جانب في الموضوع الجانب الاخر نحن ايضا مطالبون بان نباشر الاسباب التي ننال بها الهداية اعطى واتقى وصدق هذه اسباب نفعلها ونباشرها لابد ان يقوم بها العبد فاذا يحقق الجانبين فعل الاسباب والتوكل على الله سبحانه وتعالى لا ان يعطل الاسباب متوكلا على الله ولا ايظا ان يباشر الاسباب تاركا التوكل على الله. كل من الجانبين خطأ. لا بد من فعل الامرين معنا. ان نفعل الاسباب وان نكون متوكلين على الله سبحانه وتعالى وانظر الامرين في دعوة او في دعاء عظيم ثابتا عن نبينا صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم وهو في الصحيحين. يقول عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم لك اسلمت هذا سبب الان وبك امنت سبب وعليك توكلت سبب واليك انبت سبب وبك خاصمت سبب اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت لا بد ان تباشر الاسباب تسلم وتؤمن وتصدق وتتوكل وتستعين وترجو وتطمع كل ذلك لابد منه وايضا مع فعلك لهذه الاسباب تعتقد ان هدايتك بيد الله وانه لا يمكن ان يحصل لك شيء من التوفيق والسداد والصلاح الا باذن الله سبحانه وتعالى ومشيئته يقول الامام الشافعي رحمه الله في ابيات الله ما شئت كان والا ما شاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. كل هذا بيد الله سبحانه وتعالى كل ذلكم بيد الله سبحانه وتعالى قال وكذلك قوله تعالى يهدي به الله من اتبع رظوانا اتبع رظوانه هذا ما هو هذا سبب يفعله العبد الهداية بيد الله لكن انت ايضا مطلوب منك ان تباشر الاسباب ومن الاسباب التي تباشرها اتباع الرضوان تسلك السبيل الذي يفضي اليك لنيل رضوان الله سبحانه وتعالى قال وقوله يضلوا به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين هنا الشاهد وما يضل به الا الفاسقين الفاسق الذي سلك طريق الفساد استحقه اه آآ ان يظله الله سبحانه وتعالى وان يكتبه في عداد الفاسقين قال وما يضل به الا الفاسقين. نظير قوله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقال فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة لماذا انه ما اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله فعلوا هذا السبب اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله فحقت عليهم بذلك الضلالة لانهم سلكوا طريقها قال فاخبر ان الله يهدي من كان قصده حسنا ومن رغب في الخير واتبع رضوان الله وانه يظل من فسق عن طاعة الله وتولى اعداءه الشياطين ورضي بولايتهم عن ولاية رب العالمين وكذلك قوله فلما زاعوا ازاغ الله قلوبهم وقوله ونقلب افئدتهم وابصارهم لماذا؟ كما لم يؤمنوا به اول مرة كما لم يؤمنوا به اول مرة الخص الناحية العملية المستفادة مما سبق وهي متلخصة لنا في قول نبينا عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له نحن مطالبون في هذا الباب ان نعمل بان نباشر الاسباب التي ننال بها رضا الله سبحانه وتعالى وان نبتعد عن الاسباب التي تفضي بنا الى سخط الله ومطالبون ايضا في الوقت نفسه ان نسأل الله التيسير والتوفيق والهداية والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين نعم وكذلك يذكر في بعض الايات الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة ويستحق بها العذاب في قوله واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الامي ان رحمة الله قريب من المحسنين وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ثم ذكر الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة وهي خصال التقوى المذكورة في هذه الاية وغيرها ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون واعم من ذلك كله قوله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون فطريق الرحمة والمغفرة سلوك طاعة الله ورسوله عموما. وهذه الاسباب المذكورة خصوصا ثم قال رحمه الله وكذلك يذكر في بعض الايات الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة ويستحق بها العذاب ذكر اولا في مقدمة القاعدة ان المغفرة بيد الله يغفر لمن يشاء والرحمة بيد الله يرحم من يشاء وهذا جاء في ايات كثيرة جدا يقول الشيخ ومع هذا جاء في بعض الايات ذكر الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة. ويستحق بها العذاب فاذا الرحمة بيد الله والمغفرة بيد الله والعذاب بيد الله يعذب من يشاء يغفر لمن يشاء يرحم من يشاء ومع هذا ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الاسباب التي تنال بها الرحمة الاسباب التي تنال بها المغفرة. الاسباب التي يستحق بها العذاب فاذا مع اعتقادنا ان المغفرة بيد الله والرحمة بيده وطلبنا لها منه سبحانه وتعالى علينا ان نباشر الاسباب وان نفعل الاسباب التي ننال بها رحمة الله ومغفرته وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في ايات عديدة في القرآن كقوله واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى هذي اربعة اسباب مطلوب من العبد ان يباشرها لينال بها مغفرة الله واني لغفار لمن تاب التوبة الى الله وهي سبب يباشره العبد الامر الثاني وامن اي بالله سبحانه وتعالى وبكل ما امر ما امر عباده بالايمان به السبب الثالث وعمل صالحا اي باشر الاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى ثم اهتدى اي لزم طريق الهداية واستقام على طاعة الله سبحانه وتعالى فهذه اربعة اسباب ذكرت في الاية تنال بها مغفرة الله جل وعلا فالله يغفر لمن يشاء يغفر لمن يشاء والعبد مطالب منه ان يباشر الاسباب مع اعتقاده ان الله يغفر لمن يشاء عليه ان يباشر الاسباب التي يتعرض بها لنيل مغفرة الله سبحانه وتعالى قال ورحمتي وسعت كل شيء ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون هذي اسباب ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي. هذي كلها اسباب مطلوب من العبد ان يباشرها وان يفعلها لينال بها رحمة الله التي وسعت كل شيء كذلك قوله ان رحمة الله قريب من المحسنين الاحسان سبب يباشره العبد لينال باحسانه رحمة الله سبحانه وتعالى. لان رحمة الله قريبة من كل محسن قال وقوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرظها السماوات والارض اعدت للمتقين سارعوا الى مغفرة طلب الله سبحانه وتعالى من عباده ان يسارعوا الى المغفرة ما ما نوع هذه المسارعة مباشرة الاسباب وفعل الاسباب التي تنال بها المغفرة مع سؤال الله تبارك وتعالى اه المغفرة وطلب الرحمة منه سبحانه قال ثم ذكر الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة وهي خصال التقوى المذكورة في هذه الاية وفي غيرها قال اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فهذه كلها اسباب مطلوب من العبد ان يباشرها وان يفعلها لينال بها رحمة الله ومغفرته قال وقوله ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله هذه اسباب باشروها وقوله واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون الانصات لكتاب الله من اسباب نيل رحمة الله جل وعلا واعم من ذلك كله يجمع اي كل ما سبق قول الله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون طاعة الله وطاعة رسوله سبب. بل هو اعظم اسباب نيل رحمة الله سبحانه وتعالى قال فطريق الرحمة والمغفرة سلوك طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عموما وهذه الاسباب المذكورة اي في الايات المتقدمة خصوصا نعم واخبر ان العذاب له اسباب متعددة. وكلها راجعة الى شيئين. التكذيب لله ورسوله والتولي عن طاعة الله ورسوله كقوله تعالى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى. انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى. ايضا تقدم في صدر القاعدة قول الشيخ رحمه الله تعالى ويعذب من يشاء اي ان العذاب بيد الله سبحانه وتعالى يعذب من يشاء والامر راجع لمشيئته وجاء في ايات اخرى بيان الاسباب التي اذا فعلها العبد وباشرها استحق العذاب استحق العذاب والاسباب التي يستحق بها العبد العذاب كثيرة تراها مبسوطة في القرآن الكريم الاسباب التي يستحق بها العبد العذاب كثيرة مبينة في القرآن وكل سبب ذكر لصاحبه عقوبة اما بالنار او سخط الله او حلول نقمته او حلول عقوبته او لعنته او لعن لعن صاحبه وطرده من رحمة الله هذه كلها امور واسباب ان باشرها العبد استحق بها العذاب وهي من موجبات العذاب وهي مبينة في القرآن اه بيانا مفصلا لكن يقول الشيخ وهذه فائدة عظيمة عض عليها بناجذيك يقول الشيخ اسباب العذاب ترجع الى امرين كل ما بسط من اسباب العذاب في القرآن الكريم ترجع الى امرين او الى شيئين التكذيب لله والرسول هذا امر والامر الثاني التولي عن طاعة الله والرسول فاذا العذاب يستحق بهذين الامرين او بواحد منهما اما التكذيب لله وللرسول او التولي عن طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم او بهما معا اه اسباب العذاب المنوعة التي يستحق بها العبد العذاب راجعة الى هذين الامرين وجمع بين هذين السببين في بعض الايات منها قوله تعالى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ماله ويتزكى وقال انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى فذكر جل وعلا هذين السببين الذين اليهما ترجع اسباب العذاب كلها المبسوطة في القرآن وفي سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقابل هذا عند اهل الايمان ما ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة في خاتمتها لما ذكر اهل الايمان قال كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا ماذا سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا سماع وطاعة ضد السماع والطاعة التكذيب والتولي ضد السماع والطاعة التكذيب والتولي سمعنا هذا يتعلق بالجانب العلم واطعنا هذا يتعلق بالجانب العملي ولهذا قابل ذلك عند اهل العذاب التكذيب للجانب العلمي والتولي في الجانب العملي والتوحيد توحيدان علمي وعملي توحيد الذي خلقنا لاجله واوجدنا لتحقيقه توحيدا علمي وعملي جاء بيان العلم في مثل قوله الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا هذا جانب علمي في التوحيد والجانب العملي في التوحيد في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولهذا من كذب انتقض توحيده العلمي ومن ترك الطاعة والعمل وتولى انتقض توحيده العملي ولا يكون العبد مستحقا للثواب سالما من العذاب الا بتحقيق التوحيدين العلمي والعملي العلمي في سورة الاخلاص قل هو الله احد والعمل في سورة الكافرون. قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولهذا من كذب خرج من السمع سمعنا ومن تولى خرج من الطاعة ولا يكون العبد من اهل الايمان الا بالسمع والطاعة. سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا فاذا اسباب العذاب وموجبات العذاب وما وما يستحق به العذاب يرجع الى هذين الامرين التكذيب لله والرسول والتولي عن طاعة الله والرسول من كذب الله ورسوله انتقض توحيد وانهدم ايمانه وايضا من تولى عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم انتقض ايمانه بذلك بتوليه لان الكفر منه ما هو تكذيب لله والرسول ومنه ما هو تولي عن طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون آآ في نفسي مصدقا بان الرسول عليه الصلاة والسلام حق وان ما جاء به حق لكنه متولي ومعرض عن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام لسبب او اخر نعم وكذلك يذكر اسباب الرزق وانه لزوم طاعة الله ورسوله والسعي الجميل مع لزوم التقوى قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وانتظار الفرج والرزق كقوله سيجعل الله بعد عسري يسرا وكثرة الذكر والاستغفار وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. استغفروا ربكم انه كان غفارا. يرسل السماء جاء عليكم مدرارا فاخبر ان الاستغفار سبب يستجلب به مغفرة الله ورزقه وخيره وضد ذلك للفقر والتيسير للعسرى. وامثلة هذه القاعدة كثيرة قد عرفت طريقها فالزمه ثم ختم بهذا المثال يتعلق بالرزق في مقدمة القاعدة قال ويبسط الرزق لمن يشاء ويقطره على من يشاء وهنا ذكر ان في القرآن اشارة الى اسباب مطلوب من العبد ان يباشرها وان يفعلها ان يباشرها وان يفعلها لا ان يجلس في مكانه معطلا الاسباب وينتظر ان يأتيه الرزق مع تعطيله لاسباب. هذا تواكل وليس بتوكل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ولهذا مطالب العبد مع ايمانه بان الرزق بيد الله وان الله هو الرزاق مطالب ان يباشر الاسباب. التي ينال بها الرزق فلو كان عنده ارظ زراعية ويريد ان تنتج وان تثمر من الزروع والنخيل والثمار لابد ان يضع البذور وان يضع النوى وان يسقي الزرع وان يباشر الاسباب اما ان يعطل الاسباب ويبقى في مكان ينتظر ان يأتيه الرزق فهذا مخالف للشرع ومخالف للفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها لابد ان يباشر السبب كذلك لو انه اراد ان يرزقه الله سبحانه وتعالى الذرية والاولاد الصالحين ولكنه لا يباشر السبب يقول انا لن اتزوج الى ان اموت لن اتزوج الى ان اموت ان كان الله كاتب لي ذرية يحصلون فهذا تعطيل للاسباب وهذا نوع من الجنون والضياع والحرمان من من الخير في الدنيا والاخرة فالعبد ينبغي عليه ان يباشر الاسباب ان يباشر الاسباب وان يبتعد عن اسباب الحرمان حرمان آآ خيرات الدنيا وحرمان ايضا خيرات الاخرة بتعطيل الاسباب زعما انه متوكل على الله سبحانه وتعالى ايضا من اراد ان يرزقه الله العلم النافع وان يفقهه في الدين وقال العلم بيد الله ان كتب الله لي علما ساكون من كبار العلماء لكنني لا اطلب العلم ولن اجالس العلماء ولن احفظ القرآن ولن احفظ حديثا ولن افعل شيء من ذلك هل يحصل علما هذا ينطبق عليه قول الشاعر تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون لا بد من لا بد من فعل الاسباب لابد من فعل الاسباب عندما تدعو الله في الصباح بالدعاء المأثور اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا كان عليه الصلاة والسلام يواظب على هذه الدعوة كل صباح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا كل يوم بعد صلاة الفجر كان يواظب عليها النبي عليه الصلاة والسلام ماذا ينبغي على العبد بعد هذه الدعوة لو ان انسانا بعد صلاة الفجر دعا بهذه الدعوة اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ثم سحب الوسادة وفتح المكيف ونام الى الظهر على وسادته تأتيه هذه الاشياء في الوسادة تنزل عليه العلوم النافعة والارزاق الطيبة والاعمال الصالحة وهو نايم؟ لا لابد من فعل الاسباب ولهذا الرزق بيد الله رزق العلم رزق المال رزق الولد الارزاق كلها بيد الله سبحانه وتعالى لكن لابد ان يباشر العبد اسباب فامشوا في مناكبها. ما قال اجلس في مكانك. فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه لا بد ان يباشر العبد السبب الذي ينال به الرزق وهذا واضح في قوله عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو ما جلست في وكرها وفي مكانها قال تغدو خماصا وتعود بطانا ايضا لابد من المتوكل على الله سبحانه وتعالى لابد ان يباشر ان يباشر الاسباب وهنا بعض الطرقية واهل الضلال يعطلون الاسباب يعطلون الاسباب ويقتلون في الناس فعل السبب ويدخلونهم في نوع من الدروشة ونوع من الضياع معطلين للاسباب يقولون كلمة يضعونها في غير باب يقولون الرزق على الله نعم الرزق على الله لكن الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن في ايات كثيرة مباشرة الاسباب وان العبد لا بد ان يباشر السبب المتوكل على الله سبحانه وتعالى الذي يضع البذر الذي يضع البذر في الارض ويسقيه بالماء ويتوكل على الله سبحانه وتعالى. هذا هو المتوكل على الله حقا ولهذا لما جاء نفر في زمن عمر الى الحج وجاءوا بدون زاد قالوا نحن المتوكلون نحن المتوكلون جاءوا من بيوت بدون زاد قالوا نحن المتوكل هل هذا هو التوكل الذي امر الله سبحانه وتعالى عباده به حاش وكلا المتوكل هو الذي يظع بذره ويسقي زرعه ويتوكل على الله سبحانه وتعالى اذا اذا قرأنا الايات التي هي يرزق من يشاء لا بد ان نضم اليها الايات التي فيها ماذا فعل الاسباب حتى يتحقق لنا المسلك القويم والصراط المستقيم في هذا الباب قال وكذلك يذكر اسباب الرزق وانه لزوم طاعة الله ورسوله والسعي الجميل مع لزوم التقوى. هذي خلاصة للايات التي سيذكرها رحمه الله تعالى. لزوم طاعة الله ورسوله والسعي الجميل اي في نيل الرزق وكسبه مع لزوم التقوى. كقوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب تقوى الله سبب عظيم من اسباب نيل الرزق الطيب الحلال قال وانتظار الفرج والرزق هذا ايضا من من الاسباب ان لا يقنط ولا ييأس بل ينتظر الفرج ويأمل الفظل قال سيجعل الله بعد عسر يسرا اذا اشتدت الانسان بالانسان الامور لا يقنط بل ينتظر الفرج من وراء هذه الشدة وكثرة الذكر والاستغفار ايضا هذا من اسباب الرزق وكثرة الرزق والاستغفار وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ايضا الايات التي فيها ولم يشر الى هذا الشيخ الايات التي فيها مباشرة الاسباب او انه اشار الى هذا لكن ما ذكر ايات في المعنى قال والسعي الجميل السعي الجميل فامشوا في مناكبها فامشوا في مناكبها والنبي عليه الصلاة والسلام كان يأتي السوق ويشتري ويبيع ويباشر الاسباب صلوات الله وسلامه عليه وهو قدوة المتوكلين وسيد ولد ادم اجمعين قال استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. هذي ثمرات الاستغفار كان احد السلف وهو الحسن البصري جالسا فجاءه رجل يشكو الفقر قال له استغفر الله وجاءه اخر يشكو عدم الانجاب قال استغفر الله وجاءه ثالث يشكو جفاف بستانه قال استغفر الله فاحد الجالسين عنده قال كل من يأتيك تقول له استغفر الله يعني ما في شيء اخر قال لم ازد على كتاب الله الله يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا فكثرة الاستغفار سبب للرزق كثرة الاستغفار سبب للانجاب سبب للانجاب وانا اروي هنا قصة لما فيها من فائدة وما كنت لارويها الا لذلك اه قبل فترة طويلة جاءني شخص من البادية من اهل المدينة لقيني بعد الصلاة عند باب المسجد وقال لي انا متزوج منذ اكثر من ست سنوات ولم يحصل لي ذرية وانا متقطع ومتألم وفي شوق للاولاد ورغبة شديدة للولد يقول فانا في في في شدة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى يقول يوم من الايام في صباح الجمعة قمت في الصباح الباكر وانا متضايق جدا من الوضع الذي انا عليه. يقول انفجرت على اهلي في البيت والقيت الائمة كلها عليهم قلت انت ما تنجبين وانت كذا ونحن ما نبقى مع بعض مع ان بيننا محبة ومرتاحون لبعض يقول يقول انفجرت عليها وقلت ما ما نبقى مع بعض انت تمشين في طريقك وانا في طريقي واصبحت نفسيتي متعبة جدا في ذاك اليوم وخرجت من البيت لاصلي الجمعة وزوجتي في البيت تبكي من المصيبة التي المت وتنتظر انني اتي بعد صلاة الجمعة لاطلقها وافارقها وان تكون هي في سبيل وانا في سبيل يقول خرجت لاصلي الجمعة ومررت ببعض المساجد كل مسجد اريد ان اصلي فيه يقول تنصرف نفسي الى ان جئت يقول وصليت معك انا في احد المساجد اصلي الجمعة اماما يقول فصليت معك فكانت الخطبة عن الاستغفار كانت الخطبة ذاك اليوم عن الاستغفار وفوائد الاستغفار وكنت في تلك الخطبة جمعت ايات واحاديث في فضل الاستغفار ومكانته واثاره على العبد في الدنيا والاخرة جمعتها وعرظتها في تلك الخطبة يعني لم اتي بشيء جديد وانما مثل هذه الايات عرضتها مثل ما يعرظها اي خطيب يقول فسمعت للايات وكل الشيء الذي كان في نفسي والانفعالات التي يقول كلها انتهت وخرجت من باب المسجد وانا اقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله مشيت انا؟ استغفر ثم دخلت على زوجي في البيت وقلت لها ونفسي طيبة مرتاحة؟ قلت لها لن نفترق باذن الله اطمئني لن نفترق لكن استغفر الله اكثري من الاستغفار ولخصت لها موضوع الخطبة يقول وانا الان جئت ابشرك ان زوجتي حامل جئت الان ابشرك ان زوجتي حامل فهذه يعني من قصة من قصص كثير تمر على الناس فينبغي على الانسان في اي امر واي مصيبة تواجهه من فقر من عوز من دين من عقم من الى اخره ان يستقبل الاستغفار. فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. فالاستغفار سبب عظيم من اسباب الرزق طاعة الله وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام سبب عظيم من اسباب الرزق ابعاد المنكرات والاثام والمعاصي التي توجد في البيوت هذا من اسباب البركة ومن اسباب الرزق مباشرة السعي الجميل ومباشرة الاسباب الطيبة التي امر الله سبحانه وتعالى هذي ايضا سبب من اسباب الرزق الرزق بيد الله جل وعلا وامرنا الرزاق سبحانه وتعالى ذو القوة المتين ان نباشر الاسباب التي ننال بها رزقه وفضله ومنه. قال رحمه الله فاخبر ان الاستغفار سبب يستجلب به مغفرة الله ورزقه وخيره وضد ذلك سبب للفقر وهو التيسير للعسرى وامثلة هذه القاعدة كثيرة قد عرفت طريقها فالزمها نسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين للزوم الحق والهدى وان يوفقنا لكثرة الاستغفار والذكر له سبحانه وتعالى والا يكلنا الا اليه وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا وان يهدي بنا وان يهدي لنا وان ييسر الهدى لنا وان هداة مهتدين من الذين يقولون بالحق وبه يعدلون ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا سبل السلام وان يخرجنا من الظلمات الى النور وان يبارك لنا انا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا نسأله تبارك وتعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ونسألهم تبارك وتعالى ان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه وان يغفر لنا ما قدمنا وما تأخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما هو تبارك وتعالى اعلم به منا ونسأله جل وعلا ان يهدينا اليه صراطا مستقيما ونسأله جل وعلا متوسلين اليه باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يفرج هم المهمومين من المسلمين وان ينفس كرب المكروبين وان يقضي الدين عن المدينين وان يغنينا اجمعين بحلاله عن حرامه وان يكفينا سبحانه وتعالى بفضله عمن سواه. وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله اعلم. وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله. نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين