بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة التاسعة عشرة ختم الايات اسماء الله الحسنى يدل على ان الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم. وهذه قاعدة لطيفة نافعة عليك بتتبعها في جميع الايات المختومة بها تجدها في غاية تجدها في غاية مناسبة وتدلك على ان الشرع والامر والخلق كله صادر عن اسمائه وصفاته ومرتبط بها. وهذا باب عظيم من معرفة الله ومعرفة احكامه من اجل المعارف واشرف العلوم تجد اية الرحمة مختومة باسماء الرحمة وايات العقوبة والعذاب مختومة باسماء العزة والقدرة والحكمة والعلم والقهر ولا بأس هنا ان نتتبع الايات الكريمة في هذا. ونشير الى مناسبتها بحسب ما وصل اليه علمنا قاصر وعبارتنا الظعيفة ولو طالت الامثلة هنا لانها من اهم المهمات ولا تكاد لا تكاد تجدها في في كتب التفسير الا يسيرا منها فقوله تعالى في قوله فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم. ذكر احاطة علمه بعد ذكر خلقه للارض والسماوات يدل على احاطة علمه بما فيها من العوالم العظيمة. وانه حكيم حيث وضعها لعباده واحكم صنعها في احسن خلق واكمل نظام. وان خلقه لها من ادلة علمه. كما قال ففي الاية الاخرى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ فخلقه للمخلوقات من اكبر الادلة العقلية على علمه فكيف يخلقها وهو لا يعلمها نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه القاعدة التاسعة عشرة من القواعد الحسان للامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهذه القاعدة تتعلق بالايات الكريمة المختومة باسماء الله تبارك وتعالى الحسنى اما باسم واحد او اسمين وان الايات المختومة باسماء الله الحسنى لما ختمت به من اسماء الله تعلق بالمعنى او الحكم او الامر الذي ذكر في الاية وهذه قاعدة مطردة في جميع اية القرآن الكريم ايات الرحمة والنعمة والفظل والانعام والاكرام تختم من اسماء الله تبارك وتعالى بما يناسب ذلك وايات العقوبة والعذاب والتهديد والوعيد ايظا تختم من اسماء الله تبارك وتعالى بما يناسب ذلك ولا ترى اية الرحمة مختومة بالعذاب لا ترى اية الرحمة مختومة باسماء هي من اسماء العذاب والسخط او العقاب ولا ايظا ترى ايات الوعيد والتهديد مختومة باسماء الرحمة ولو كان شيء من ذلك لحدث في الكلام تنافر وعدم تناسب ولهذا فان الاسماء الحسنى التي تختم بها ايات القرآن الكريم لها تعلق بالمعنى او الحكم او الامر الذي ذكر في الاية وهذه القاعدة تتعلق بفقه اسماء الله تبارك وتعالى وفهمها وعقل معانيها ومعرفة دلالاتها ومن كان لا يفقه اسماء الله عز وجل ولا يفهم معانيها فهما صحيحا لا يستفيد من هذه القاعدة ولا ينتفع بها وانما ينتفع بهذه القاعدة من كان يفقه اسماء الله جل وعلا فقها صحيحا مستمدا من معاني كتاب الله عز وجل وفقه السلف رحمهم الله تعالى اما من يسلكون في اسماء الله تبارك وتعالى المسالك الباطلة من تأويل او تحريف او غير ذلك فهؤلاء من ابعد ما يكون ان يحصلوا فائدة من هذه القاعدة او من دلالات الاسماء المختومة بها ايات القرآن الكريم فهذه قاعدة عظيمة عظيمة في فقه اسماء الله الحسنى من جهة وفي فقه كلام الله تبارك وتعالى الذي ختمت به اه آآ شيء من اسماء الله تبارك وتعالى من جهة اخرى وكما قدمت هي قاعدة مطردة في جميع اية القرآن الكريم لا تجدوا اية ختمت باسم من اسماء الله تبارك وتعالى او اكثر الا وله تعلق بالمعنى الذي ذكر في الاية الا وله تعلق بالمعنى الذي ذكر في الاية ولكي تنتفع بهذه القاعدة تحتاج الى نوعين من الفهم الاول فهم المعنى معنى الاية فتتدبر الاية وتعرف معناها وما دلت عليه والفهم الثاني فهم اسماء الله تبارك وتعالى فهما صحيحا ثم بعد ذلك تنظر في الرابطة بين معنى الاسم والمعنى الذي قرر في الاية وفي كل ذلكم او في كل اية القرآن الكريم تجد هذا الارتباط بينما ختمت به الايات من اسماء الله والمعاني التي قررت وبينت في ايات الله عز وجل من لطائف ما ذكر ومما يبين مكانة هذه القاعدة وقيمتها ما اشار اليه وذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه جلاء الافهام وغيرهم من اهل العلم ان اعرابيا سمع تاليا قارئا يقرأ كتاب الله جل وعلا وكان حافظا فقرأ قول الله سبحانه وتعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسب نكالا من الله والله غفور رحيم. هكذا قرأها والاعرابي يسمع القراءة قال ليس هذا كلام الله قال ليس هذا كلام الله فغضب القارئ قال تنكر كلام الله قال لا لا انكر كلام الله لكن هذا ليس كلام الله لان الاية ماذا فيها قطع ونكال وعذاب عقاب والخاتمة والله غفور رحيم وجد انه غير متناسب لانها اية عقاب ونكال وتهديد ووعيد ثم خاتمتها والله غفور رحيم وجد ان الامر غير غير متناسب فرجع القارئ الى حفظه وقرأ الاية على الصواب والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم قال الاعرابي نعم عز فحكم فقطع يعني الكلام مستقيم اذا. قال عز فحكم فقطع اي ان هذا الختم بهذين الاسمين العزيز الحكيم متناسب مع الحكم الذي ذكر في الاية ولهذا اذا ختم اه اذا ختم الانسان خطابه باسماء او ايضا ختم دعاءه باسماء من اسماء الله تبارك وتعالى لا تناسب المطلوب يحدث تنافر في الكلام مثل لو قال قائل اللهم اغفر لي انك شديد العقاب اللهم اغفر لي انك شديد العقاب. تجد في الكلام تنافر مع ان شديد العقاب وصف لله تبارك وتعالى لكن وضعها في هذا الموضع وختم هذا الدعاء بها يكون في الكلام تنافر وعدم توائم وتناسب ولهذا وهو من فروع هذه القاعدة الادعية التي تأتي في القرآن مختومة باسماء الله وكذلك الادعية الثابتة في السنة تجد ان كل دعاء مختوما بما يناسب من اسماء الله تبارك وتعالى فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين. وارزقنا وانت خير الرازقين. وهكذا تجد آآ الدعاء مختوما من اسماء الله تبارك وتعالى بما يناسب المطلوب ولو ذكر او لو ختم الدعاء باسم لا صلة له بالمطلوب يكون في الكلام شيء من التنافر فالشاهد ان هذه قاعدة عظيمة النفع جليلة القدر كبيرة الفائدة في فقه اسماء الله الحسنى من جهة وفي فقه معاني كلام الله تبارك وتعالى من جهة اخرى وسيأتي معنا فيما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى من امثلة ان فقه هذه القاعدة تستطيع من خلاله ان تستنبط احكاما شرعية تستطيع من خلاله ان تستنبط احكاما شرعية تستفاد من الايات وتكون استفادتك لهذه الاحكام واستنباطك لها من خلال فقهك لما ختمت به تلك الايات من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى قال رحمه الله تعالى ختم الايات باسماء الله الحسنى يدل على ان الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم يدل على ان ذلك الحكم اي الذي قرر وذكر في الاية له تعلق بذلك الاسم الكريم يعني لا يمكن تختم الاية باسم من اسماء الله ليس له تعلق ولا ارتباط بالمعنى او الحكم الذي قرر في الاية قال وهذه قاعدة لطيفة نافعة عليك بتتبعها في جميع الايات المختومة بها تجدها في غاية المناسبة وتدلك على ان الشرع والامر والخلق كله ان الشرع والامر والخلق كله صادر عن اسمائه وصفاته ومرتبط بها هنا ايظا تستفيد من هذا الكلام الذي قرره الشيخ رحمه الله تعالى فائدة عظيمة تتعلق باسماء الله جل وعلا الا وهي ان اسماء الله اصل للعلم بكل معلوم اسماء الله تبارك وتعالى اصل للعلم بكل معلوم والمعلومات من حيث الجملة لا تخرج عن امرين اما امر او خلق لا تخرج عن هذين الامرين اما امر او خلق وكل منهما راجع الى اسماء الله تبارك وتعالى وصادر عنها يقول الله سبحانه وتعالى الا له الخلق والامر فالخلق لله والامر لله تبارك وتعالى. فاذا المعلومات كلها سواء كانت في جانب الخلق او متعلقة بالخلق او كانت في جانب الامر ومتعلقة به فهي راجعة الى اسماء الله تبارك وتعالى لان الخلق والامر كله لله سبحانه وتعالى ولهذا قال الشيخ هنا وتدلك على ان الشرع والامر والخلق كله صادر عن اسمائه وصفاته الشرع اي ما يأمر به سبحانه وتعالى عبادة من اوامر ونواهي والامر اي امره تبارك وتعالى واقضيته الكونية القدرية والخلق مخلوقات الله سبحانه وتعالى مخلوقات الله سبحانه وتعالى وهي دالة على عليه جل وعلا كما قال القائل وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد فهذه المخلوقات دالة على كمال خالقها وعظمة مبدعها وكمال قدرته وسعة علمه وتمام حكمته فهذه كلها اه مستفادة من هذا الاصل الا وهو ان آآ المعلومات كلها راجعة الى هذين الامرين اما خلق او امر وذلك كله راجع الى اسماء الله تبارك وتعالى فتبين بهذا ان العلم باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته اصل للعلم بكل معلوم قال وهذا باب عظيم من معرفة الله ومعرفة احكامه هذا باب عظيم من معرفة الله ومعرفة احكامه. جانبان اشرت اليهما مستفادان من القاعدة الجانب الاول يتعلق بفقه الاسماء اسماء الله تبارك وتعالى والجانب الاخر يتعلق بفقه الاحكام المبينة في كتاب الله سبحانه وتعالى ففهمك لهذه القاعدة يفيدك في هذين الجانبين جانب فقه الاسماء وجانب فقه الاحكام قال من اجل المعارف واشرف العلوم نعم هذا من اجل المعارف واشرف العلوم لانه كما يقال شرف العلم من شرف معلومه. ولا اشرف من العلم بالله سبحانه وتعالى واسمائه الحسنى وصفاته العليا فان هذا اشرف العلوم واجلها على اطلاق قال تجد اية الرحمة مختومة باسماء الرحمة وايات العقوبة والعذاب مختومة باسماء العزة والقدرة والحكمة والعلم والقهر وهذا مطرد وليس هذا فحسب بل كل اية من القرآن ختمت باسم من اسماء الله او صفة من صفاته فللاسم الذي فللاسم الذي ختمت به والصفة التي ختمت بها تعلق بالحكم او المعنى الذي قرر في الاية وهذا سيظهر من خلال امثلة كثيرة ساقها رحمه الله تعالى قال ولا بأس هنا ان نتتبع الايات الكريمة في هذا ونشير الى مناسبتها بحسب ما وصل اليه علمنا القاصر وعبارتنا الظعيفة. ولو طالت الامثلة هنا لانها من اهم المهمات اشار الى امثلة كثيرة اعتذر للاطالة لكون الموضوع عظيم جدا ومهم للغاية فكثرة الامثلة لتوضيح وتجليته وبيانه وليصبح ايضا المسلم وطالب العلم بظبطه لهذه القاعدة واتقانه لها يحسن الاستفادة من الاحكام المقررة في القرآن الكريم وايضا يحسن الاستفادة من فهم اسماء الله وفقهها فقها صحيحا قال ولا تكاد تجدها في كتب التفسير الا يسيرا منها. لا تكاد تجدها في كتب التفسير الا يسيرا منها. يعني التنبيه على هذا الاصل وبسطه وشرحه عند بيان اية القرآن تجد العناية به في كتب التفسير ليست قوية الا يسيرا من كتب التفسير اعتنت بهذا الجانب وافراده كقاعدة واصل مع ضرب الامثلة عليه اه توضيحه بالامثلة هذا مفيد طالب العلم فائدة كبيرة جدا لانها اذا فهمت القاعدة تدرب على تطبيقها بجملة من الامثلة احسن فيما بعد الاستفادة من هذا الاصل العظيم والقاعدة المتينة بدأ يضرب الامثلة المثال الاول قال فقوله تعالى في قوله فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ختم هذه الاية التي فيها ذكر خلق الارظ وتسخيرها للناس وخلقه تبارك وتعالى للسماوات ختم هذه الاية بقوله وهو بكل شيء عليم ختمها بذكر العلم ولها نظائر كثيرة في القرآن يذكر جل وعلا خلقه للسماوات وخلقه للارض ثم يختمها بذكر العلم وايظا يظم اليه القدرة في بعظ الايات. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فما مناسبة ختم هذه الاية التي ذكر فيها خلق السماوات وخلق الارض بقوله وهو بكل شيء عليم لان الخلق لهذه السماوات والايجاد لها من العدم دليل على احاطة علم من خلقها بها وان علمه سبحانه وتعالى بها محيط فكونه تفرد بخلقها وايجادها من العدم هذا دليل بين على انه احاط بها علما لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما ولهذا قال جل وعلا في اية اخرى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فالخلق خلق المخلوقات وايجادها من عدم دليل على احاطة علم خالقها بها. وان علمه سبحانه وتعالى وسع جميع المخلوقات لا يعزب عنه الشيء لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض قال ذكر احاطة علمه بعد ذكر خلقه للارض والسماوات يدل على احاطة علمه بما فيها من العوالم العظيمة وانه حكيم حيث وضعها لعباده واحكم صنعها في احسن خلق واكمل نظام اي ان هذا الخلق للسماوات والارض صادر عن علم كامل وحكمة تامة قال وان خلقه لها من ادلة علمه كما قال في الاية الاخرى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فخلقه للمخلوقات من اكبر الادلة العقلية على علمه فكيف يخلقها وهو لا يعلمها كيف يخلقها وهو لا يعلمها؟ وهذا برهان صحيح وقوي يقرر من خلاله ثبوت العلم الكامل الشامل المحيط لله سبحانه وتعالى بكل مخلوقاته ومن بديع الاستفادة من هذا الاستدلال ما ذكره قوام السنة الحافظ التيمي رحمه الله في كتابه الحجة في بيان المحجة ذكر ان احد الملاحدة احد الملاحدة اراد ان يشكك بعض المسلمين في عقيدتهم في الله تبارك وتعالى وتفرده بالخلق والرزق والانعام والتصرف والتدبير اراد ان يشككهم في هذه العقيدة فقال لهم انتم تزعمون انه لا خالق الا الله يزعمون انه لا خالق الا الله انا اخلق يكون قال لهم انا اخلق انا استطيع ان اخلق وساريكم شيئا من مخلوقاتي ثم احضر زجاجة ووضع فيها اشياء من الطعام بقايا لحم وبقايا طعام وضعها في تلك الزجاجة واغلق الزجاجة واحكم اغلاقها وتركها في مكان دافئ لمدة ايام ثم اخرجها بعد هذه المدة واذا بها ممتلئة بالدود واذا بها ممتلئة بالدود مليئة بالدود وفتح الزجاجة الغطاء الذي عليها فبدأ الدود يخرج منها قال هذه مخلوقات لي انتم تزعمون انه لا خالق الا الله؟ هذه مخلوقات لي فكان في المجلس شاب صغير وكان اصغر من في المجلس والقى الله سبحانه وتعالى الحجة على لسانه اجرى الحجة على لسانه قال وقولهم استفاد من هذا الاصل الذي مر معنا قال لم يكن احد ليخلق الا ويعلم عدد ما خلق ويعلم ذكورهم من اناثهم ويعلم ارزاقهم ويعلم اجالهم فابن لنا ذلك كله اب لنا ذلك كله. انت الان الخالق لها كم عدد المخلوقات التي خلقتها كم عدد المخلوقات التي خلقت؟ هل يعرف لا يعرف فهذا دليل عظيم جدا مستفاد من هذه القاعدة الا يعلم من خلق؟ لا يمكن ان يكون خالقا لها وفي الوقت نفسه لا علم له بها هذا لا يمكن لا يمكن ان يكون تفرد بخلقها وايجادها من العدم ثم في الوقت نفسه يكون لا علم له بها. هذا لا يمكن فقال له كم عدد هذه المخلوقات السؤال الثاني كم الذكور من الاناث الدود هذا الذي تدعي انك انت الذي خلقته كم الذكر فيها؟ وكم من اناث والسؤال الثالث ما هي ارزاقها؟ كل واحدة منها ماذا ستقتات؟ وماذا ستأكل؟ وماذا ستطعم؟ وماذا ستشرب والسؤال الرابع اجالها كل واحدة من هذه الدودة الذي خلقتها متى ستموت كل هذي اسئلة ما يجيب ولا على واحد منها فبهت بهت الذي كفر فالشاهد ان هذا اصل عظيم جدا وهو مستفاد من هذا قال وهو بكل شيء عليم يعني لا يمكن ان يكون خالقا ولا علم له بما خلق. هذا غير ممكن الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير اذا ختم هذه الاية فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ختمها بذكر العلم دليل على ان الخالق لهذه السماوات والخالقة لهذه العوالم محيط بها علما وسعها تبارك وتعالى علما لا يعزب عنه منها شيء نعم ولما ذكر كلام الملائكة حين اخبرهم انه جاعل في الارض خليفة ومراجعتهم لربهم في ذلك خلق ادم وعلمه اسماء كل شيء وعجزت الملائكة عنها وانبأهم ادم بها قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. فاعترفوا لله تعالى بسعة العلم وكمال الحكمة وانهم مخطئون في مراجعتهم في استخلافه في الارض. وفي هذا ان الملائكة على عظمتهم وسعة معارفهم بربهم اعترفوا بان علومهم تضمحل عند علم ربهم. وانه لا علم لهم الا منه. فختم هذه الايات بهذين الاسمين الكريمين الدالين على على علم الله بادم وتمام وتمام حكمته في خلقه. وما يترتب على ذلك من المصالح المتنوعة من احسن المناسبات هذا مثال اخر للقاعدة وهو ختم الله سبحانه وتعالى لهذا السياق المبارك الذي يتعلق باخبار الله سبحانه وتعالى للملائكة بانه جاعل في الارظ خليفة ومراجعتهم لله سبحانه وتعالى في هذا الخلق وقولهم لله جل وعلا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك مراجعتهم الله سبحانه وتعالى في هذا الامر الذي الذي اخبرهم سبحانه وتعالى انه فاعله وانه جاعل في الارض خليفة فلما خلق الله سبحانه وتعالى ادم واوجده وعلمه اسماء كل كل شيء وعجزت الملائكة عنها وانبأهم ادم بها قالت الملائكة سبحانك قالوا قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم انك انت العليم الحكيم فختم هذه الاية بهذين الاسمين العليم الحكيم مناسب غاية المناسبة لان خلق الله سبحانه وتعالى لادم والذي كان الملائكة قد راجعوا الله سبحانه وتعالى فيه هو خلق عن علم محيط وعن حكمة تامة عن علم محيط شامل وعن حكمة تامة والحكمة هي وضع الاشياء مواضعها جاء ختم كلام الملائكة وتسبيحهم لله سبحانه وتنزيههم له في هذا المقام بهذين الاسمين انك انت العليم الحكيم لان هذين الاسمين لهما تعلق وارتباط بالمعنى الذي ذكر في الاية الكريمة وهنا يمكن ان نقول هذا من دلائل فقه الملائكة لاسماء الله تبارك وتعالى. من دلائل فقه الملائكة لاسماء الله تبارك وتعالى لانهم ختموا تنزيههم لله تبارك وتعالى باسمين عظيمين مناسبين لغاية المناسبة للمعنى الذي اه اه اه قرر في في الايات او السياق الذي قرر في الايات فختموا كلامهم بهذين او ختموا تسبيحهم لله بهذين الاسمين سبحانك انك انت العليم الحكيم فذكروا من اسماء الله تبارك وتعالى ما يناسب المقام تمام المناسبة نعم واما قوله عن ادم فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم وختمه كثيرا من الايات بهذين الاسمين بعد ذكر رحمته ومغفرته وتوفيقه وحلمه فمناسبته جلية لكل احد وانه لما كان هو التواب الرحيم اقبل بقلوب التائبين اليه ووفقهم لفعل الاسباب التي يتوب عليهم ويرحمهم بها ثم غفر لهم ورحمهم فتاب عليهم اولا بتوفيقهم للتوبة والاسباب وتاب عليهم ثانيا حين قبل متابهم واجاب سؤالهم ولهذا قال في الاية الاخرى ثم تاب عليهم فتوبوا اي اقبل بقلوبهم فانه لولا توفيقه وصرف قلوبهم الى ذلك لم يكن لهم سبيل الى حين استولت عليهم حين استولت عليهم النفس الامارة فانها لا تأمر الا بالسوء الا من رحم الله اعاذه منها ومن نزغات الشيطان ثم ذكر هذا المثال وهو قوله عن ادم فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم تلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. ذكر الله عز وجل في هذا السياق توبته على ادم عليه السلام ثم ختم بهذين الاسمين التواب الرحيم وما من ريب ان ختم هذه الاية بهذين الاسمين مناسب غاية المناسبة. لان المقام مقام توبة على ادم مقام توبة على ادم فناسب هذا السياق ان يذكر اسم الله التواب واسم الله التواب اقرأ القاعدة واما قوله واما قوله عن ادم فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. وختمه كثيرا من الايات بهذين الاسمين بعد ذكر رحمته ومغفرته وتوفيقه وحلمه. فمناسبته جلية لكل احد. وانه لم ما كان هو التواب الرحيم. اقبل بقلوب التائبين اليه. ووفقهم لفعل الاسباب التي يتوب عليهم ويرحمهم بها ثم غفر لهم ورحمهم فتاب عليهم اولا بتوفيقهم للتوبة والاسباب وتاب عليهم ثانيا حين قبل اتى بهم واجاب سؤالهم. ولهذا قال في الاية الاخرى ثم تاب عليهم ليتوبوا. اي اقبل بقلوبهم فانه لولا توفيقه وصرف قلوبهم الى ذلك لم يكن لهم سبيل الى ذلك حين استولت عليهم النفس الامارة فانها لا تأمر الا بالسوء الا من رحم الله. فاعاذه منها ومن نزغات الشيطان هذه هذا مثال اه ذكره الشيخ رحمه الله تعالى لختم اسماء الله تبارك وتعالى وختم الايات باسماء الله جل وعلا فذكر توبته جل وعلا عن ابينا ادم وذكر جل وعلا في ايات ان ادم عليه السلام عصى اه ربه وعصى ادم ربه فغوى وان الله عز وجل تاب عليه وذكر جل وعلا توبته عليه قال فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ومن المعلوم ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ان شأن ابي شأن بني ادم كشأن ابيهم ادم قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء كل بني ادم خطاء ولهذا من اخطأ ووقع في الذنب وتاب ففيه شبه من ابيه ادم فيه شبه منها من ابيه ادم بتوبته الى الله سبحانه وتعالى وانابته اليه ومن عاند وكابر وابى ان يتوب ففيه شبه من ابليس لان ابليس عصى الله تبارك وتعالى وكابر وعاند وتكبر ولهذا لا يخلو انسان من خطأ هو لا يخلو من ذنب ولا يخلو من تقصير لكن ينبغي على كل بني ادم ان يتشبهوا بابيهم بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى والانابة اليه جل وعلا وهنا ينبغي على كل مسلم ان يفقه هذا الاسم العظيم الكريم المبارك الذي ختمت به هذه الاية الكريمة قال انه هو التواب جل وعلا والتواب من اسمائه تبارك وتعالى له دلالتان ينبغي فهمهما الدلالة الاولى الا وهي الاقبال بالقلوب لان هذه توبة من الله جل وعلا على عبده الاقبال بقلب العبد على التوبة والانابة الى الله سبحانه وتعالى لان توبة العبد لا تكون الا بمنة التواب عليه لا توبة العبد وتركه للذنوب بعده عنها واقباله على الله سبحانه وتعالى هذا لا يكون الا توبة التواب عليه سبحانه وتعالى بان يقبل بقلبه ليتوب الى الله جل وعلا. ولهذا كل التائبين المنيبين العائدين الى صراط الله المستقيم هؤلاء اكرمهم الله عز وجل بان اقبل بقلوبهم على الصراط المستقيم وازال عنهم ما هم عليه من غفلة واعراض وصدود عن دين الله تبارك وتعالى فهو الذي يقبل فوالذي سبحانه وتعالى يقبل بقلب من شاء من عباده اليه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك فالقلوب بيد الله سبحانه وتعالى وكان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ام سلمة قلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب؟ قال ما من قلبين الا وهما من قلب الا وهو اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء. فان شاء اقامه وان شاء ازاغ. ان شاء قام اي اقبل اقبل به على التوبة فتوبة الله على عبده هي توبة منه جل وعلا على عبده بتوفيقه لعبده للتوبة واقباله بقلب عبده عليه وهو التواب جل وعلا واذا اراد الله سبحانه وتعالى بعبده خيرا اقبل بقلبه وهيأ له اسباب التوبة منا منه سبحانه وتعالى وتفضلا وهذا هو معنى الاية التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى وهي قوله ثم تاب عليهم ليتوبوا ما معنى تاب عليهم هنا؟ ثم تاب عليهم ليتوبوا اي ليتوبوا هم اليه سبحانه وتعالى. تاب عليهم اي اقبل بقلوبهم تاب عليهم وفقهم هداهم شرح صدورهم للتوبة فهو جل وعلا الذي بيده القلوب وهو الذي سبحانه وتعالى هو الذي بيده الهداية جل وعلا يهدي من يشاء ويوفق من يشاء ويتوب ويتوب على على من يشاء الامر بيده سبحانه وتعالى. هذه توبة من الله على عبده قبل توبة العبد ثم توبة منه سبحانه وتعالى على عبده بقبول توبته منه هو الذي يقبل التوبة عن عباده فتوبة الله سبحانه وتعالى لعبده توبتان توبة قبل توبة العبد لتوفيقه للعبد للتوبة وتوبة بعد توبة الاب بقبول توبة العبد ولهذا كل توبة تكون من العبد محفوفة بتوبتين من الله توبة قبل اه توبة العذب بالتوفيق للتوبة وتوبة بعد توبة العبد بقبول اه بقبول الله سبحانه وتعالى لتوبة عبده فكان في غاية المناسبة وتمام المواءمة ان تختم هذه الاية الكريمة بقوله انه هو التواب لانه سبحانه وتعالى هو الذي وفق ادم للتوبة وهو جل وعلا الذي قبل اه توبة ادم قبل توبة ادم منه وتلقى اه توبته بالقبول سبحانه وتعالى وايضا اسب ان تختم الاية بذكر رحمة الله سبحانه وتعالى لان هذه من رحمة الله بعباده المؤمنين وآآ آآ اهل آآ اهل الفضل والرحمة والاختصاص بها. ان يكرمهم الله سبحانه وتعالى هذي الرحمة وهذا الاصطفاء يكتب الله سبحانه وتعالى له رحمته آآ لهم رحمته الخاصة جل وعلا فكان في غاية المناسبة ان تختم هذه الاية بهذين الاسمين انه هو التواب الرحيم قال الشيخ رحمه الله وهذا له نظائر كثيرة يقول وختمه كثيرا من الايات بهذين الاسمين فهذا مناسب غاية المناسبة نعم ولما ذكر الله النسخ اخبر عن كمال قدرته وتفرده بالملك. فقال الم تعلم ان الله على كل شيء قدير الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض؟ وفي هذا رد على من انكر النسخ كاليهود وان نسخه لما تنسخه من اثار قدرته وتمام ملكه. فانه تعالى يتصرف في عباده ويحكم بينهم في احكامه القدرية واحكامه الشرعية فلا حجر عليه في شيء من ذلك ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا المثال وهو ختمه تبارك وتعالى اه الاية التي في سورة البقرة ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض فختم هذه الاية المتعلقة بالنسخ بذكر قدرته جل وعلا على كل شيء وذكر ملكه تبارك وتعالى للسموات والارض قال الشيخ وفي هذا رد على من انكر النسخ كاليهود وان نسخه لما ينسخه من اثار قدرته وتمام ملكه نسفه جل وعلا لما ينسخ من الاحكام هذا دليل على كماله لا لا كما يزعم اليهود انه دليل النقص. بل هذا دليل على كماله كمال القدرة من جهة كما قال الم تعلم ان الله على كل شيء قدير وكمال الملك والتصرف في هذا الكون كما يشاء وكما ايريد جل وعلا وهذا واضح في قوله الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض فهذا النسخ الذي يكون في الاحكام والاوامر والنواهي هو دليل على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وتمام ملكه وانه يتصرف في هذا الملك ويقضي فيه بما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه جل وعلا نعم ولما قال ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم. اي واسع الفضل واسع الملك جميع العالم العلوي والسفلي داخل في ملكه. ومع سعته ومع سعته في بملكه وفضله فهو محيط علمه بذلك كله. ومحيط علمه في الامور الماضية والمستقبلة. ومحيط علمه بما في التوجه الى القبل المتنوعة من الحكمة ومحيط علمه بنيات المستقبلين لجهة من الجهات اذا اخطأوا القبلة المعينة المعنية فحيث تيمم المصلي تيمم الى وجه ربه ثم ذكر هذا المثال وهو قوله جل وعلا ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم وهذه الاية جاءت في السياق اه في في سورة البقرة في تحول القبلة بعد ان كانت الى اه الى بيت المقدس اصبحت الى الكعبة وان هذا التحول والتحويل من القبلة من جهة الى الى جهة هو بامر الله سبحانه وتعالى وتدبيره الذي له المشرق والمغرب يولي عباده حيث يشاء ويحكم جل وعلا فيهم بما يريد ويوجههم الى حيث يشاء سبحانه وتعالى فالجهات كلها اه خلقه وملكه سبحانه وتعالى وهو جل وعلا الخالق المدبر المتصرف في هذه المخلوقات كيف يشاء جل وعلا يقضي فيها بما يريد ولهذا ختم هذا السياق وهو قوله ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم اي من تعبدونه وتتجهون اليه وتؤدون له الصلاة وغيرها من الطاعات واسع عليم واسع عليم فختم هذا السياق بهذين الاسمين مناسب غاية المناسبة. لان اسمه الواسع يدل على سعة الفضل سعة الملك ان جميع العالم العلوي والسفلي داخل في ملكه ثم مع سعته في ملكه وفضله فهو محيط علمه بذلك كله اي اه اي ان ايظا علمه تبارك وتعالى واسع ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فالواسع هذا اسم من اسماء الله وله معاني كثيرة يدل على سعة العلم يدل على سعة الفضل يدل على سعة الرحمة يدل على سعة الملك الى غير ذلك من المعاني التي يدل عليها اسمه تبارك وتعالى الواسع قال ومع سعته في ملكه وفضله فهو محيط علمه بذلك كله ومحيط علمه في الامور الماظية والمستقبل ومحيط علمه بما في التوجه الى القبل المتنوعة من الحكمة ومحيط علمه بنيات المستقبلين لجهة من الجهات اذا اخطأوا القبلة المعينة فحيث تيمم المصلي تيمم الى الى وجه ربه تيمم الى وجه ربه واهل العلم لهم في قوله فاينما تولوا فثم وجه الله قولان معروفان منهم من قال اه المراد بالوجه الوجهة. وهذا قال به الشافعي رحمه الله تعالى وغيره من اهل العلم اينما تولوا فثم وجه الله اي توجيه الله سبحانه وتعالى هو الذي يوجهكم الى حيث يشاء من الجهات سبحانه والمعنى الاخر اينما تولوا فثم وجه الله المراد بالوجه الصفة. صفة الله التي هي الوجه وهي ثابتة لله جل وعلا في اية كثيرة في القرآن الكريم والمعنى واضح لان المصلي اينما توجه فثم وجه الله لان الله سبحانه وتعالى علي على خلقه محيط تبارك وتعالى بهم فمن استقبل القبلة التي امر باستقبالها وهي الكعبة وبيت المقدس استقباله نسخ واصبح لا يحل استقباله فمن استقبل القبلة فهو مستقبل وجه الله سبحانه وتعالى فهو مستقبل وجه الله. ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي نهي المصلي ان ان يبصق قبل وجهه قال فان الله عز وجل قبل وجه قبل وجه المصلي او كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فختم هذه الاية الكريمة بهذين الاسمين الواسع العليم جاء في غاية المناسبة وتمام الموافقة. نعم واما قول الخليل واسماعيل عليهما السلام وهما يرفعان القواعد من البيت ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم فانه متوسل الى الله بهذين الاسمين الى قبول هذا العمل الجليل. حيث كان الله يعلم نياتهما مقاصدهما ويسمع كلامهما ويجيب دعائهما فانه يراد بالسميع في مقام الدعاء. دعاء العبادة ودعاء المسألة معنى المستجيب كما قال الخليل في الاية الاخرى ان ربي لسميع الدعاء. ثم ذكر رحمه الله الله تعالى هذا المثال وهو قول ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل عليهما السلام وهما يرفعان القواعد من البيت واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا بل منا سأل الله جل وعلا القبول ربنا تقبل منا ثم ذكر هذين الاسمين متوسلين الى الله بهما في طلب القبول ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وذكر هذين الاسمين في هذا الموضع في غاية المناسبة لان المقام مقام دعاء وسؤال وطلب ورجاء الله سبحانه وتعالى القبول فناسب ان يختم بهذين الاسمين السميع الذي يسمع من يناديه ويسمع من يناجيه وقد قيل للنبي عليه الصلاة والسلام قريب ربنا فنناجيه ام بعيد فنناديه قال ان الذين ان الذين تدعونه سميع قريب او كما قال عليه الصلاة والسلام التوجه الى الله عز وجل بالدعاء التوجه الى الله عز وجل بالدعاء ايمان بان الله سميع لانك لا تدعو ولا تناجي الا من يسمع صوتك فدعاؤك الله جل وعلا هذا اقرار بانه سميع ولهذا ناسب التوسل الى الله جل وعلا بانه يسمع الاصوات يسمع يسمع دعاء الداعين جل وعلا بل لو ان الناس كلهم لو ان الناس كلهم من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها قاموا اجمعين في لحظة واحدة وفي صعيد واحد وفي وقت واحد وكلهم في لحظة واحدة دعوا وكل ذكر حاجته وكل تكلم بلغته ولهجته في لحظة واحدة في دقيقة واحدة لو تكلموا اجمعين لسمع تبارك وتعالى اصواتهم اجمعين دون ان يختلط عليه صوت بصوت ودون ان تختلط عليه لغة بلغة. ودون ان تختلط عليه حاجة بحاجة والانسان لو تكلم عنده اثنان في لحظة واحدة لطلب من احدهما ان يسكت حتى يفهم كلام الاخر وهذه الملايين المملينة والنفوس الكثيرة التي لا يحصيها الا الله لو انهم اجمعين قاموا في صعيد واحد في لحظة واحدة في دقيقة واحدة تكلموا اجمعين وكل ذكر حاجته وكل تكلم بلغته ولهجته لسمعهم رب العالمين اجمعين ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات متى قالت هذه الكلمة لما جاءت المرأة المجادلة تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وتشتكي الى الله خولة رضي الله عنها وتشتكي الى الله. عائشة رضي الله عنها تقول انا كنت في البيت وكنت قريبا منها اسمع كلام اسمع بعض كلامها ويغيب عني بعضا ولما انتهت من المجادلة نزل قول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع ان الله سميع بصير ان الله سميع بصير اه الله جل وعلا وسع سمعه الاصوات كلها. وهذا المعنى ايضا مكرر في الحديث القدسي. حديث ابي ذر في صحيح مسلم يقول الله تعالى يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر اذا اخذت لك ابرة وغمستها في بحر ورفعتها ماذا نقصت فهذه الابرة من البحر فالشاهد اه ان الله سبحانه وتعالى وسع آآ وسع الاصوات كلها. ولهذا من المناسب في حق الداعي والسائل والملتجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يتوسل الى الله بذكر سمعه بذكر سمعه انك انت السميع والعليم اي الذي تطلع على ما في القلوب وما في الظمائر وما في النيات فيتوسل الى الله سبحانه وتعالى بسمعه للاصوات وايضا علمه واطلاعه لما في الظمائر والقلوب والنيات قال فانه توسل الى الله بهذين الاسمين الى قبول هذا العمل الجليل ايضا هنا قف من هو المتوسل وما هو العمل الذي يتوسل ابراهيم الخليل وابنه الى الله سبحانه وتعالى بقبوله المتوسل خليل الرحمن ان الله عز وجل اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. ابراهيم خليل الرحمن ابراهيم الذي جعله الله للناس اماما هذا المتوسل ومعه ابنه اسماعيل والعمل الذي يتوسل الى الله سبحانه وتعالى ان يقبله منه بناء البيت. يبني بيت الرحمن يبني بيت الرحمن وبناءه لبيت الرحمن هو بامر من الله سبحانه وتعالى ولهذا ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الاية ان احد السلف وهو هيب بن الورد رحمه الله قرأ هذه الاية وبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن ويخاف ان لا يقبل ويخاف الا يقبل فيتوسل الى الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منه وجاء في بعض الكتب والله اعلم بصحته انه مع كل حصاة يضعها في بناء اهل البيت يقول ربنا تقبل منا. يضع الحصاة ويسأل ربنا تقبل منا ويظع الحصاة الاخرى ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وهو خليل الرحمن انظروا الفرق بين خليل الرحمن وبين اخرين من الخلق يأتون بالعبادات على صورة مخلة وضعيفة وقاصرة ثم والعياذ بالله يمن بها على الله يمن بها على الله سبحانه وتعالى. او يصاب بعجب بنفسه وزهو واستكبار فرق بين اولياء الله المقربين وبين من سواهم ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المنافق جمع بين اساءة وامن يسيء العمل وامن من مكر الله والمحسن يحسن العمل وخائف من الله سبحانه وتعالى. كما قال الله جل وعلا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون تقول عائشة قلت يا رسول الله اهو الرجل يسرق ويزني ويقتل ويخاف ان يعذب؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل ولهذا مضت السنة بين المسلمين من لدن زمن الصحابة رضي الله عنهم انهم اذا تلاقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ماذا؟ تقبل الله منا ومنكم لا احد يدعي لنفسه ان عمله متقبل لا صيامه ولا صلاته ولا حجه ولا غير ذلك ولكن يرجو الله سبحانه وتعالى لنفسه القبول ولاخوانه فهذا ابراهيم الخليل من جعله الله للناس اماما يعمل هذا العمل المبارك ويقوم بهذه الطاعة الجليلة ويتوسل الى الله جل وعلا بهذين الاسمين السميع العليم ان يتقبل منه قل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم قال الشيخ حيث كان الله يعلم نياتهما ومقاصدهما ويسمع كلامهما ويجيب دعاءهما ولهذا ناسب ان يؤتى بهذين الاسمين ثم يقول الشيخ فانه يراد بالسمع في مقام الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة معنى المستجيب سمع الله لمن حمده اي استجاب سمع الله لمن حمده اي استجاب وقوله رب ان ربي لسميع الدعاء اي مجيبه فالسمع في مقام الدعاء والسؤال والطلب المراد به سمع الاجابة لا مجرد السمع وانما المراد به سمع الاجابة اي السمع الذي يترتب عليه ويكون من اثاره اجابة دعاء الداعي فهو يتوسل الى الله تبارك وتعالى بهذا نعم واما ختم قوله ربنا وابعث فيهم رسولا منهم بقوله انك انت العزيز الحكيم اي فكما ان بعثتك لهذا الرسول فيه الرحمة السابقة ففيه تمام عزة الله وكمال حكمته فانه ليس من حكمته ان يترك الخلق سدى عبثا لا يرسل اليهم رسولا. فحقق الله حكمته ببعثته لئلا يكون للناس على الله حجة والامور كلها قدريها وشرعيها لا تقوم الا بعزة الله ونفوذ حكمه ثم ذكر هذا المثال وهو قوله ربنا وابعث فيهم رسولا منهم فهذه الاية ختمت بقوله انك انت العزيز الحكيم مع ان المعاني التي ذكرت في الاية اه اه ان يبعث فيهم رسولا يتلو عليهم ايات الله يعلمهم الكتاب والحكمة يزكيهم هذا السياق ختم بقوله انك انت العزيز الحكيم فما مناسبة العزة والحكمة لهذا السياق يقول فكما ان بعثتك لهذا الرسول فيه الرحمة السابقة فيه الرحمة السابغة ففيه تمام عزة الله وكمال حكمته في تمام عزة الله وكمال حكمته. فانه ليس من حكمته تبارك وتعالى ان يترك الخلق سدا عبثا لا يرسل اليهم رسولا تناسب هنا ذكر الحكمة لان الحكيم من كمال الحكيم سبحانه وتعالى من كمال حكمته ان لا يترك خلقه سدى بل من حكمته ان يبعث فيهم الرسل يبينون لهما الهدى ويدعونهم الى الحق ويحذرونهم من سبل من سبل الردى ايحسب الانسان ان يترك سدى هذا لا يليق ولا يناسب حكمة الله سبحانه وتعالى ان يترك الخلق سدى لا يبعث فيهم رسلا يدعونهم ويهدونهم ويدلونهم الى الحق. ليس هذا من حكمته ولهذا ناسب هذا المقام ان تختم هذه الاية بذكر الحكمة قال فحقق الله حكمته ببعثته ببعثته لئلا يكون للناس على الله حجة والامور كلها قدريها وشرعيها لا تقوموا الا بعزة الله ونفوذ حكمه فهذا دليل على انه عزيز اي لا يرده ولا يقهره شيء ولا يغلبه شيء سبحانه وتعالى ودليل على انه ايضا حكيم ومن حكمته بعثة الانبياء والمرسلين لاقامة الحجج وازالة المعذرة وبيان الدين اه كما امر الله سبحانه وتعالى نعم وقد يكتفي الله بذكر اسمائه الحسنى عن التصريح بذكر احكامها وجزائها. هنا سيذكر الشيخ جملة من الايات فيها ذكر الاحكام ذكر احكام شرعية وتكون الاحكام الشرعية مستنبطة ومستفادة من الاسماء التي ختمت بها الايات وهذا موضوع يأخذ عند الشيخ رحمه الله واسعة فيؤجل الحديث عنه الى لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى راجينا من الله عز وجل وسائلينه سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يتقبل منا وان يغفر لنا وان يتوب علينا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا النية والذرية وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يختم لنا شهرنا بالرحمة والغفران عتق من النيران وان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك