بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن في ضمن القاعدة التاسعة عشرة التاسعة عشرة قال وقد يكتفي الله بذكر اسمائه الحسنى عن بذكر احكامها وجزائها لينبه عباده انهم اذا عرفوا الله بذلك الاسم العظيم عرفوا ما يترتب عليه من الاحكام مثل قوله تعالى فان زللتم من بعد ما جائتكم البينات لم يقل فلكم من العقوبة كذا بل قال فاعلموا ان الله عزيز حكيم. اي فاذا عرفتم عزته وهو قهره وغلبته وقوته وامتناعه وعرفتم حكمته وهو وضعه الاشياء مواضعها وتنزيلها محارم لها اوجب لكم الخوف من البقاء على ذنوبكم وذللكم. لان من حكمته معاقبة من يستحق العقوبة هو المصر على الذنب مع علمه. وانه ليس لكم امتناع عليه. ولا خروج عن حكمه وجزاءه. لكمال قهره عزته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال الحديث في القاعدة التاسعة عشرة قال رحمه الله ختم الايات باسماء الله الحسنى يدل على ان الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم ومر معنا اهمية هذه القاعدة وعظيم فائدتها وكبير اثرها ومر معنا ايضا ذكر امثلة ذكر امثلة توضح هذه القاعدة وتبينها ومن فروع هذه القاعدة ما اشار اليه هنا رحمه الله وسيمثل له ببعض الامثلة وهو ان الله جل وعلا قد يكتفي بذكر اسمائه الحسنى عن التصريح بذكر احكامها عن التصريح بذكر احكامها وهذا فرع من فروع هذه القاعدة وعلى ضوء هذا يمكن لمن فقه اسماء الله سبحانه وتعالى وعرف معانيها وعرف السياق الذي وردت فيه يمكن له بذلك ان يستنبط احكاما فقهية اما امر بشيء او نهي عنه يستنبط ذلك من الاسم الذي ختمت به الاية. دون ان يصرح بالحكم كان يقول يجوز للانسان ان يفعل كذا لان الله عز وجل ختم هذه الاية بهذا الاسم او يقول لا يجوز له ان يفعل كذا لان الله سبحانه وتعالى ختم هذه الاية بهذا الاسم وهكذا يمكن ان تستنبط احكام تستفاد من الاسماء الحسنى المختومة بها اي القرآن الكريم وهذا سيظرب عليه الشيخ رحمه الله تعالى جملة من الامثلة الموظحة قال قد يكتفي الله بذكر اسمائه الحسنى عن التصريح بذكر احكامها وجزائها لينبه عباده انهم اذا عرفوا الله بذلك الاسم العظيم عرفوا ما يترتب عليه من الاحكام عرفوا ما يترتب عليه من الاحكام اي ان الاسم الذي ختمت به الاية يشير الى حكم يشير الى حكم هذا الحكم هو مقتضى هذا الاسم وموجبه لان اسماء الله سبحانه وتعالى لها مقتضياتها لها مقتضياتها الكونية القدرية ولها مقتضياتها ايضا الشرعية الدينية اسماء الله جل وعلا لها مقتضياتها واثارها الكونية القدرية ولها ايضا مقتضياتها واثارها الشرعية الدينية ويجمع هذين المعنيين قول الله سبحانه وتعالى الا له الخلق والامر الاله الخلق والامر. فالخلق هذا من مقتضيات اسماء الله سبحانه وتعالى والامر كذلك هو من مقتضيات اسماء الله جل وعلا وعليه فان من فقه اسماء الله جل وعلا كما ينبغي وفقها ايضا السياق الذي وردت فيه تلك الاسماء استطاع ان يستنبط من خلال ذلك احكاما شرعية هذه الاحكام الشرعية هي مستفادة من مقتضيات وموجبات اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وما من اسم من اسماء الله جل وعلا الا وله مقتضياته واثاره اما الكونية القدرية او الشرعية الدينية على ما فصل ذلك وبينه اهل العلم قال رحمه الله مثال ذلك قوله تعالى فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ان الله عزيز حكيم فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات. يعني ان وقعتم في الزلل والخطأ والاثم والمخالفة بعد مجيء البينات يعني بعد حصول العلم معرفتكم معرفتكم آآ الزلل وان ما وقعتم فيه خطأ ومخالف لامر الله تبارك وتعالى اي ان حصل لكم زلل بعد العلم بعد العلم وقيام الحجة عليكم بفهم ومعرفة المنع من هذا الامر الذي وقعتم فيه لم يقل فعليكم من العقوبة كذا وكذا او ان الله سيعاقبكم بكذا وكذا او سيحل بكم كذا وكذا لم يقل شيئا من ذلك وانما قال فاعلموا ان الله عزيز حكيم تعلموا ان الله عزيز حكيم فختم هذه الاية الكريمة بهذين الاسمين العزيز الحكيم يعطي هذا المعنى يعطي هذا المعنى وهو التهديد والوعيد يعطي هذا المعنى وهو التهديد والوعيد لمن زل بعد علم وقيام حجة ومعرفة باحكام الله سبحانه وتعالى. فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات لم يكن فلكم من العقوبة كذا وكذا او سيحل الله بكم من العقوبة كذا وكذا وانما قال فاعلموا ان الله عزيز حكيم اتت الاية بهذه الصيغة فاعلموا ان الله عزيز حكيم وفي القرآن مثل هذه الصيغة وقد عددتها مرة تقاربت الثلاثين موضعا قاربت الثلاثين موضعا فاعلموا ان الله ويذكر شيئا من اسمائه سبحانه وتعالى وهذا فيه من الفائدة امر الله جل وعلا عباده بتعلم اسمائه امر الله جل وعلا لعباده بتعلم اسمائه يمر في القرآن ايات كثيرة يأمر فيها سبحانه وتعالى عباده وان يتعلموا اسماءه وان يتفقهوا فيها فقوله فاعلموا ان الله عزيز حكيم هذه دعوة الى الفقه في اسماء الله ومعرفتها ليس هذا وحسب بل الى الفقه في اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى والفقه ايضا في اثارها ومقتضياتها الفقه في اثارها ومقتضياتها. لان هنا مقام تهديد ان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات المقام هنا مقام تهديد واكتفى تبارك وتعالى عن ذكر التهديد اكتفى عن ذلك الدعوة الى الفقه والعلم بهذين الاسمين اعلموا ان الله عزيز حكيم ومعنى ذلك ان علمتم علم يقين ان الله سبحانه وتعالى عزيز حكيم واحضرتم هذا المعنى معنى هذا الاسم في اذهانكم وايضا تأملتم في اثار هذا الاسم ومقتضياته وموجب وموجباته ارشدكم ذلك ودلكم ان من يذل بعد حصول البينة وحصول العلم لا يتركه الله سبحانه وتعالى لا يتركه الله سبحانه وتعالى بل هو عزيز قاهر جل وعلا قوي متين سبحانه وتعالى وحكيم يضع الامور مواضعها وينزلها منازلها ومن كان يقع في الزلل بعد العلم والفهم وحصول البينات فهذا معرض لوعيد الله تبارك وتعالى وعقوبته التي يدل عليها ختم هذه الاية بقوله فاعلموا ان الله عزيز حكيم قال رحمه الله اي فاذا عرفتم عزته وقهره وغلبته وقوته وامتناعه وهذه كلها من معاني اسمه العزيز هذه كلها من معاني اسم الله العزيز. لان اسم الله العزيز يدل على القوة يدل على الغلبة يدل على الامتناع جل وعلا وانه جل وعلا القاهر فوق عبادة العزيز الذي لا يغلب ولا يعجزه شيء كل هذا من معاني اسمي تبارك وتعالى العزيز. قال فاذا عرفتم عرفتم عزته وهو قهره وغلبته وقوته وامتناعه هذه كلها من معاني اسم الله العزيز. وعرفتم حكمته وهو وضع الاشياء مواضعها وتنزيلها محالها اوجب لكم الخوف من البقاء على ذنوبكم وزللكم من البقاء على على ذنوبكم وزللكم وهذا ايضا يعطينا فائدة تتعلق اسماء الله تبارك وتعالى الا وهي ان اسماء الله جل وعلا اه كلها مقتضية اثارها من العبودية لله مقتضية اثارها من العبودية لله وليس هناك اسم من اسماء الله جل وعلا الا وله عبودية يقتضيها ايمان العبد بهذا الاسم ويوجبها ايمانه بهذا الاسم. ما من اسم من اسمائه الا وله عبودية وهنا ايمانك بان الله عزيز حكيم قاهر لا يغلب متين قوي جل وعلا وانه حكيم يضع الامور مواضعها وينزلها منازلها هذا من العبوديات التي يثمرها لك هذا الايمان بهذين الاسمين الانكفاف عن المعاصي الانكفاف عن المعاصي والبعد عن الاثام لان من تعصيه سبحانه عزيز حكيم عزيز اي قوي قاهر غالب جل وعلا قادر عليك في كل لحظة لا يعجزه شيء وايضا حكيم لا يترك من يزل ويعصي ويأثم وعنده علم وعنده بينات لا يتركه بل يحل به عقوبته ونقمته وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى كما انه يكرم الطائعين بعظيم الثواب وجميل المآب ايظا يعاقب العاصين كل ذلك من مقتضيات حكمة الله فهو عز وجل حكيم اي له الحكم وحكيم اي افعاله كلها صادرة عن حكمة ليس في افعاله تنزه وتقدس لعب او عبث او باطل تنزه الله جل وعلا عن ذلك. افحسبتم ان ما خلقناكم عبثا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار فالله جل وعلا منزه عن ذلك. فاذا ايمان العبد بهذين الاسمين العظيمين يثمر فيه انكفافه عن المعاصي وبعده عن الزلل ومراقبته لله تبارك وتعالى قال اوجب لكم الخوف من البقاء على ذنوبكم وزللكم لان من حكمته معاقبة من يستحق العقوبة وهو المصر على الذنب مع علمه قوله مع علمه فهذه اخذها رحمه الله من الاية فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات بعد ما جاءتكم البينات اي مع العلم قال وانه ليس لكم امتناع عليه. لماذا؟ لانه عزيز لانه جل وعلا عزيز ولا خروج عن حكمه وجزاءه لانه حكيم لانه تبارك وتعالى حكيم لكمال قهره وعزته فاذا ختم الاية بهذين الاسمين العظيمين افاد حكما وهو التهديد والوعيد لمن زل من بعد ما جاءته البينات. نعم وكذلك لما قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم لم يقل فاعفوا عنهم او اتركوهم ونحوها بل قال فاعلموا ان الله غفور رحيم. يعني فاذا عرفتم ذلك وعلمتموه عرفتم ان من تاب فان الله يغفر له ويرحمه في دفع عنه العقوبة. هذا مثال ثان لهذه القاعدة هو استنباط الاحكام من ختم الايات باسماء الله الحسنى قال قول الله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم فاعلموا ان الله غفور رحيم الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم آآ هذه الاية تتعلق اهل الجرائم وقطاع الطريق لانها جاءت عقب قوله تبارك وتعالى انما جزاء الذين انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا. ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض جاء عقب هذه الاية قوله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم الا الذين تابوا من قبلي ان تقدروا عليهم جاءوا هم من انفسهم معلنين التوبة معلنين التوبة ومعلنين نعم معلنين التوبة من هذه الجرائم ومن هذه الافعال. فكيف يعاملون قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم لم يقل فاعفوا عنهم وتجاوزوا عنهم واصفحوا عنهم لم يقل ذلك وانما قال فاعلموا ان الله غفور رحيم فاعلموا ان الله غفور رحيم. فماذا يستفاد في هذا المقام الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم. ماذا يستفاد في هذا المقام بختم هذه الاية بهذين الاسمين العظيم. العظيمين لا شك ان الذي يستفاد من ذلك هو القيام بمقتضى هذين الاسمين وهو العفو والمغفرة والصف عن هؤلاء فاكتفى تبارك وتعالى عن ذكر الامر بالعفو عنهم والصفح بالختم بهذين الاسمين العظيمين وهما الغفور الرحيم ولهذا قال الشيخ يعني فاذا عرفتم ذلك وعلمتموه عرفتم ان من تاب واناب فان الله يغفر له ويرحمه فيدفع عنه العقوبة. نعم ولما ذكر عقوبة السارق قال في اخرها نكالا من الله. والله عزيز حكيم. اي عز وحكم فقطع يد السارق. وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا وقدرا وجزاء ثم ذكر هذا المثال وهو قول الله تعالى لما ذكر عقوبة السارق قال نكالا من الله والله عزيز حكيم ختمها جل وعلا بهذين الاسمين وختمها بهذين الاسمين مناسب غاية المناسبة لانه عز تبارك وتعالى فكان قاهرا غالبا متصرفا في هذا الكون لا يعجزه شيء وحكيم يحكم سبحانه وتعالى بما يشاء قدرا وشرعا وجزاء لان اسم الله جل وعلا الحكيم يدل على ثبوت الحكم لله بمعانيه الثلاثة الحكم الكوني القدري انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون والحكم الشرعي الديني افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه والحكم الجزائي وهو معاقبة المسيء باساءته واثابة المحسن على احسانه فالله سبحانه وتعالى الحكيم اي الذي له الحكم آآ قدرا وشرعا وجزاء. هذه الاحكام كلها لله فالاحكام الكونية القدرية له ليس له شريك والاحكام الشرعية الدينية له جل وعلا ليس له شريك والاحكام الجزائية من ثواب وعقاب في الدنيا والاخرة له سبحانه وتعالى ليس له سرير فالحكم لله جل وعلا شرعا وقدرا وجزاء وختم هذه الاية بهذين الاسمين نكالا من الله نكالا من الله والله عزيز حكيم لان عقوبة السارق بقطع يده والتنكيل به بهذه الصفة هذا من مقتضى عزة الله وحكمه وحكمته ولهذا ختم تبارك وتعالى هذه الاية الكريمة بهذين الاسمين العظيمين وعرفنا في لقاء الامس ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه جلاء الاثام قصة الاعرابي الذي سمع قارئا يقرأ هذه الاية والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم. هكذا قرأها فاستنكر الاعرابي هذا وقال ليس هذا كلام الله ليس هذا كلام الله لان الاية مقام مقامها مقام عقوبة ونكال ووعيد والخاتمة والله غفور رحيم وجد تنافرا في الكلام وعدم انسجام وتوائم فقال ليس هذا كلام الله فغضب القارئ قال تنكر كلام الله؟ قال لا. لا انكر كلام الله. لكن ليس هذا كلام الله. فرجع الى قراءته واسترجع حفظه فقرأها على الصواب والله عزيز حكيم. فقال الاعرابي نعم عز فحكم فقطع عز فحكم فقطع فكان ختم الاية بهذين الاسمين العظيمين مناسب غاية المناسبة. نعم ولما ذكر الله مواريث الورثة وقدرها قال فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما عليما حكيما يعلم ما لا يعلم العباد. ويضع الاشياء مواضعها فاخضعوا لما قاله وفصله في توزيع الاموال على مستحقيها الذين يستحقونها بحسب علم الله وحكمته. فلو وكل العباد الى انفسهم وقيل لهم وزعوا بحسب اجتهادكم لدخلها الجهل والهوى. وعدم الحكمة. وصارت المواريث فوضى. وحصل في ذلك من الضرر الله به عليم ولكن تولاها وقسمها باحكم قسمة واوفقها للاحوال واقربها للنفع ولهذا هذا من قدح في شيء من احكامه او قال لو كان كذا او كذا فهو قادح في علم الله وفي حكمته ولهذا يذكر الله العلم والحكمة بعد ذكر الاحكام كما يذكرها في ايات الوعيد ليبين للعباد ان الشرع او الجزاء مربوط بحكمته غير خارج عن علمه. نعم آآ المناسب هنا بعد قوله آآ رحمه الله تعالى غير خارج عن علمه ان توضع نقطة وتبدأ جملة جديدة بقوله ويختم الادعية بسطر جديد هنا مثال اخر للقاعدة قال رحمه الله ولما ذكر الله مواريث الورثة وقدرها قال فريضة من الله اي هذه المواريث فريضة من الله اي فرضها سبحانه وتعالى على عباده ان الله كان عليما حكيما ان الله كان عليما حكيما اي ان هذه القسمة لهذه المواريث بهذه الدقة وبهذا التحديد الذي جاء في كتابه كل ذلكم صادر عن عليم حكيم صادر عن عليم حكيم. عليم اي احاط علما تبارك وتعالى بالعباد واحاط علما بمصالحهم واحاط علما بكل شيء جل وعلا علم ما كان وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون علم السرائر والمعلنات علم الظواهر والبواطن علم المصالح والحاجات احاط علما تبارك وتعالى بكل شيء والعباد ليس عندهم حظ ونصيب من العلم الا قدر قليل وما اوتيتم من العلم الا قليلا فهذه فهذه القسمة للتركة وللمواريث قسمة من عليم اي من محيط جل وعز علما بالعباد ومصالحهم ومنافعهم وحاجاتهم وحكيم ان يضع الامور مواضعها وينزلها محال لها جل وعلا وحكيم ايظا له الحكم لان اسم الله الحكيم يدل على الحكم والحكمة معا يدل على ثبوت الحكم لله قدرا وشرعا وجزاء ويدل ايضا على ثبوت الحكمة لله عز وجل وهي وظع الامور مواضعها وانزالها محال لها فهذه القسمة للمواريث هي صادرة من عليم حكيم. سبحانه وتعالى ولهذا الواجب على آآ العباد ان يكون شأنهم مع هذه القسمة وهذه الاحكام المتعلقة بالمواريث واحكام الشرع عموما ان يتلقوها بالقبول والتسليم وان يحذروا اشد الحذر من التقدم بين يدي الله ورسوله عليه الصلاة والسلام المبلغ عنه يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ويقول جل وعلا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ويقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم فيحذر العبد اشد الحذر من ذلك ولهذا ويله ثم ويله من يقابل احكام الله سبحانه وتعالى بالاعتراض والانتقاد مثل ان يسمع حكما من احكام الله ثم يأتي يأتي بعقله القاصر وفكره الظعيف وفهمه السقيم ويقول لماذا حكم الله بكذا؟ لماذا لم يحكم بكذا؟ ويله والله ثم ويله من هو هذا الذي يجرؤ على رب العالمين سبحانه وتعالى؟ ويجرؤ على احكام الله ينتقد او يعترظ يأتي بعض الناس بجرأة سافرة ووقاحة اه شنيعة ويقول لماذا حكم الله بكذا؟ لماذا لم يحكم بكذا؟ لماذا الحكم الفلاني كذا ولم يكن كذا؟ من انت حتى تقول هذا الكلام انسيت انك عبد ذليل خاضع لله؟ مقامك هو العبودية والذل؟ مقامك هو الطاعة والانقياد؟ مقامك هو الاستسلام الاذعان هذا مقامك ليس مقامك الاعتراض والانتقاد والله سبحانه وتعالى يقول لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولهذا قيل في الحكم المأثورة قديما لا تقل لم فعل الله او لم امر الله؟ ولكن قل بما امر الله هذا مقامك عندما تريد ان تسأل مقامك في السؤال ان تقول بما امر الله باي شيء امرني الله حتى انفذ وامتثل. اما والعياذ بالله ان يقول لما امر الله هذا سؤال معترض المنتقد هذا السؤال من لا يخظع ولا يستسلم هذا السؤال من لا يحقق العبودية لله تبارك وتعالى ان يأتي لاحكام الله واقضيته وشرائعه واوامره ويقول فيها لم ولهذا السؤال عن افعال الله بلا باطل والسؤال عن صفات الله بكيف باطل لا يجوز ان يسأل عن صفاته بكيف يقول كيف استوى؟ او كيف ينزل او كيف يجيء؟ او كيف يده؟ الى اخره هذا باطل وكذلك السؤال عن افعاله سبحانه وتعالى بلما؟ هذا باطل يقول لم فعل الله لم لم يفعل الله؟ هذا باطل هذا من ابطل الباطل واشد الاعتداء والظلم ان يأتي العبد الضعيف القاصر بعقله وفهمه وفكره ثم ينتقد او يعترض على الرب العظيم الذي بيده سبحانه وتعالى ازمة الامور العليم الحكيم سبحانه وتعالى ولهذا مقام العبد مقام العبد هو مقام الاذعان والاستسلام مثل ما قال الامام الزهري رحمه الله من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم هذا مقامنا وعلينا التسليم ان نسلم لامر الله سبحانه وتعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم الحكم لله سبحانه وتعالى ومقامك انت هو مقام العبودية والاذعان والاستسلام لله جل وعلا ولهذا تختم كثير من ايات الاحكام بهذين الاسمين سواء اية المواريث كما مثل الشيخ او ايات احكام اخرى في القرآن الكريم تختم بهذين آآ الاسمين وهذا المعنى المح الشيخ رحمه الله تعالى اليه بان آآ عدد من ايات الاحكام تختم بذلك هذا مفاده ان هذه الاحكام صادرة من رب سبحانه وتعالى عليم حكيم ومقام العبد هو مقام الانقياد والتسليم والاذعان لاوامر الله تبارك وتعالى واحكامه والا يقابل اي شيء من احكامه باعتراض او انتقاد وهذا الباب باب الاعتراض على احكام الله باب الاعتراض على احكام الله سبحانه وتعالى فهذا باب وقع فيه خلل ولا سيما في هذا الزمان بشكل مؤسف جدا لما ضعف ايمان الناس وضعف في قلوبهم التعظيم لشرع الله سبحانه وتعالى وحكمه بدأ بعض الناس يتفوه باعتراظات وانتقادات يتفوه باعتراضات وانتقادات. لماذا كذا لماذا كذا لماذا لا لا يكون آآ الحكم الفلاني كذا يعترظون كثيرا ما تأتي ومن امثلة ذلك وهو له رواج وانتشار في زماننا ما يتعلق بالمرأة ثبت في في الصحيحين وغيرهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما رأيتم الناقصات عقل ودين ما رأيتم من ناقصات عقل ودين وصف المرأة بنقص العقل ووصفها ايضا بنقص الدين اذهب لذوي اللب الحازم منكن اذهب الى ذوي اللب الحازم منكن المرأة فتنة فتنتها هي اشد الفتن ما رأيت فتنة اضر على الرجال من النساء هكذا قال عليه الصلاة والسلام الشاهد انه وصف المرأة بانها ناقصة عقل ودين الان بعض الناس من النساء وبعض الرجال وايضا يكتب لماذا يقال المرأة ناقصة عقل لماذا يقال المرأة ناقصة عقل والمرأة كذا والمرأة كذا والمرأة كذا ويذكرون اوصاف للمرأة اعتراض هذا على من هل هو اعتراض على شخص من احاد الناس او اعتراض على اعتراض من مبلغ عن الله لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام القائل لهذا الكلام هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه. فالمرأة العاقلة عندما تسمع هذا الحديث ما رأيت من ناقصات عقل ودين تستفيد من ذلك ان تجاهد نفسها على البعد من عن السفه والغي والخلل الذي يقع فيه كثير من النساء وتجاهد نفسها على الانضباط في العبودية الانضباط بحقوق الزوج وحقوق الابناء مسؤوليات التي هي ملقاة على اعتقها على عاتقها اما المرأة الاخرى التي لا تبالي بهذا الامر تأتي منتقدة على احكام الله سبحانه وتعالى يذكر وهو من لطيف ما يذكر ان مجموعة من النساء اللاتي من هذا القبيل آآ اه من اهل الانتقاد والاعتراظ وعدم التسليم جئنا الى احد العلماء جئنا الى احد العلماء منتقدات ومعترظات على هذا الحديث جئنا اليه وقلنا كيف كيف يقال ان المرأة ناقصة عقل ودين كيف يقال ان المرأة ناقصة عقل ودين؟ هذا غير ممكن المرأة كذا والمرأة كذا والمرأة كذا كيف يقال ان المرأة ناقصة عقل ودين فقال لهن هذا العالم ووفق فيما قال قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال المرأة ناقصة عقل ودين لم يقصدكن انتن لما قال المرأة ناقصة عقل ودين ما قصدكن لما سمعنا الكلام بهذه الصيغة في بداية الامر فرحا بهذا الكلام. قال ما قصدكن بهذا الكلام؟ لما قال المرأة ناقصة عقل ودين نساء الصحابة ويقصد من كن على طريقة نساء الصحابة. اما انتن لا عقل ولا دين يعني المرأة التي تأتي معترضة على على شرع الله ومعترضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا يقول كذا ولم هذا لا عقل ولا دين اي اين الدين الذي يحجز ويمنع الانسان عندما يأتي الشخص معترض ماذا يبقى للانسان من دينه اذا كان يقابل احكام الله وشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الانتقاد والاعتراظ مقام العبد هو مقام العبودية والتسليم والانقياد لله سبحانه وتعالى. اذا ذكر العبد ان هذه الاحكام كلها سواء احكام المواريث او غيرها صادرة من من عليم حكيم لا يأتي بعلمه القاصر او فهمه الضعيف ويبدأ يتطاول على مقام مقام الرب العظيم سبحانه وتعالى ويقول لم؟ ولو انه كذا لماذا لا يكون كذا؟ هذا كله من ابطل الباطل واشد السفه. نعم ويختم الادعية باسماء تناسب المطلوب. وهذا من الدعاء بالاسماء الحسنى. ولله الاسماء الحسنى ادعوه بها اي تعبدوا لله بها واطلبوه بكل اسم مناسب لمطلوبكم ثم ذكر هذا المثال وهو مثال ايضا واسع ونافع جدا ويأتي كثيرا في القرآن وادعية النبي الكريم عليه الصلاة والسلام انه يختم الادعية باسماء تناسب المطلوب اسماء تناسب المطلوب وهذا من الدعاء بالاسماء الحسنى لان الله قال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى فالله جل وعلا امرنا ان ندعوه باسمائه دعاء المسألة ودعاء العبادة ودعاؤه سبحانه وتعالى باسمائه يتطلب من الداعي ان يفقه اسماء الله ليجعل كل اسم منها في موظعه المناسب عندما يدعو الله سبحانه وتعالى فان كان يريد رزقا توسل باسمه الرزاق ان كان يريد مغفرة توسل باسمه الغفور ان كان يريد توبة يتوسل باسمه التواب ان كان يريد فتحا في علم او غيره توسع باسمه الفتاح ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين وارزقنا وانت خير الرازقين فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين وهكذا يا يتوسل الى الله سبحانه وتعالى بالاسم الذي يناسب حاجته ومطلوبة. وهذا من الفقه في اسماء الله سبحانه وتعالى قال اي تعبدوا لله بها واطلبوه بكل اسم مناسب لمطلوبكم. بكل اسم مناسب لمطلوبكم وقد اشار ابن القيم في كتابه جلاء الافهام ان من جاء باسم من جاء في دعائه باسم لا يناسب المطلوب يقع تنافر في الكلام يقع يتنافر في الكلام ولهذا يحتاج الداعي عندما يتوسل الى الله سبحانه وتعالى باسمائه سبحانه وتعالى وصفاته ان يتوسل منها بالاسم المناسب لمطلوبه وان لم يفعل ذلك حدث في دعائه تنافر او في الفاظ دعائه شيء من التنافر كان يقول قائل في دعائه اللهم اغفر لانك انت شديد العقاب او انك انت المنتقم او ان بيدك كذا من العقوبة او يعني مثل هذا يحدث فيه تنافر لكن اغفر لي انك انت غفور رحيم ارزقني وانت خير الرازقين افتح علي بالعلم والهدى والتقى وانت خير ونحو ذلك هذا يأتي متناسبا متوائما. نعم وقوله تعالى ليدخلنهم مدخلا يرضونه وان الله لعليم حليم والايات المتتابعة التي بعدها كل واحدة ختمت باسمين كريمين فالاولى منها هذه ختمها بالعلم والحلم يقتضي علمه بنياتهم الجميلة واعمالهم الجليلة ومقاماتهم الشامخة فيجازيهم على ذلك بالفضل العظيم ويعفو ويحلم عن سيئاتهم فكأنهم ما فعلوها يمكن للاخوة الذين قريبة منهم المصاحف ان يتابعوا معنا في سورة الحج الاية تسعة وخمسين والايات بعدها لان الشيخ سيذكر سبع ايات على التوالي من سورة الحج الاية الاولى وهي قول الله سبحانه وتعالى ليدخلنهم مدخلا يرظونه ليدخلنهم مدخلا يرظونه وان الله لعليم حليم ختم هذه الاية بعد ذكره سبحانه وتعالى انه يدخل عباده المجاهدين في سبيله المدخل الذي يرظونه ختمها بهذين الاسمين العليم الحليم قال ختمها بالعلم والحلم ختم هذه الاية بالعلم والحلم يقتضي علمه بنياتهم الجميلة واعمالهم الجليلة ومقاماتهم الشامخة ليدخلنهم مدخلا يرظونه وان الله لعليم حليم عليم بهم. عليم بالمقاصد والنيات عليم بالاعمال العظيمة الطاعات الجليلة التي قاموا بها لا تخفى عليه بل هو مطلع عليها وايضا هو سبحانه وتعالى حليم يحلم ويعفو ويتجاوز عما يكون من العبد من زلل او تقصير او هنات او زلات او نحو ذلك قال فيجازيهم على ذلك بالفضل العظيم ويعفو ويحلم عن سيئاتهم. لان هؤلاء لا بد ان عندهم شيء من الخطأ فالله سبحانه وتعالى يقابل اخطائهم بحلمه ويدخلهم هذا المدخل الكريم. نعم وختم الثانية بالعفو الغفور فانه اباح المعاقبة بالمثل وندب الى مقام الفضل وهو العفو وعدم وعدم معاقبة المسيء وانه ينبغي لكم ان تعبدوا لله بالاتصاف بهذين الوصفين الجليلين لتنالوا عفوه ومغفرته اه الاية قوله ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله ان الله لعفو غفور ان الله لعفو غفور ذكر هنا اباحة المعاقبة بالمثل اباح سبحانه وتعالى المعاقبة بالمثل. قال ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله. فالاية فيها اشارة الى اباحة المعاقبة بالمثل ولكن فيها ارشاد الى ما هو افضل من ذلك. ما هو العفو المستفاد من ختم الاية بقوله ان الله لعفو غفور ان الله لعفو غفور. فهذا المقام افضل مقام اه ما يتعلق بالمعاقبة معاقبة المخطئ او المسيء مقامات الناس فيها ثلاثة مقامات الناس فيها ثلاثة اما ان يعاقبه بالمثل وهذا مباح ان يعاقب المسيء بمثل اساءته هذا مباح وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. ولئن صبرتم له خير للصابرين بدل قوله ولئن صبرتم لهو خير للصابرين هنا في هذه الاية قالوا ان الله لعفو غفور اشارة الى فضل العفو والصفح والندب لذلك فاذا المقام الاول المعاقبة بالمثل المعاق المقام الثاني الصفح والتجاوز وهذا افظل المقام الثالث اه المعاقبة باعتداء وظلم وهذا لا يجوز فهي مقامات ثلاثة اما ان يعاقب بالمثل وهذا مباح او ان يصفح وهذا افضل واولى واكمل او ان يعاقب بظلم واعتداء وهذا لا يجوز وجمعت هذه المقامات الثلاثة في اية واحدة جمعت هذه المقامات الثلاثة في اية واحدة من القرآن الكريم من يذكرها وله جائزة تفضلي ارفع صوتك اكمل الاية الاخ اجاب اجابة صحيحة اه وهي في قول الله سبحانه وتعالى في سورة الشورى وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح اجره على الله انه لا يحب الظالمين انه لا يحب الظالمين. فهذه الاية جمعت المراتب الثلاثة وجزاء سيئة سيئة مثلها وجزاء سيئة سيئة مثلها هذا المقام الاول وهو اباحة المعاقبة بالمثل المقام الثاني في قوله فمن عفا واصلح فاجره على الله والعطية على قدر المعطي سبحانه وتعالى اجره على الله ولهذا يأتي على لسان الناس كثيرا عندما يطلبون من شخص المسامحة يقول له يا اخي سامح اجرك على الله. هذي مأخوذة من هذه الاية الكريمة فمن عفا واصلح فاجره على الله هذا المقام الثاني وهو الصفح وهو الاكمل والمقام الثالث وهو المعاقبة بظلم واعتداء وهذا لا يجوز ولهذا ختم الاية بقوله انه آآ لا يحب الظالمين ونحن آآ مر معنا قاعدة قريبا وهي انه اذا حذف المتعلق افاد العموم وانا قلت للاخ لك جائزة ولم احدد والمجال مفتوح لي ولهذا جائزته الدعاء له ان يجزيه الله خير الجزاء وان يثيبه وان يبارك فيه وكانه شاب لم يتزوج ان يرزقه الله عز وجل الزوجة الصالحة التقية المؤمنة العفيفة والسامعين نعم وختم الاية الثالثة بالسميع البصير يقتضي سمعه لجميع اصوات ما سكن في الليل والنهار وبصره بحركاتهم على اختلاف الاوقات وتباين الحالات هذا ايضا مثال اه اخر آآ قال ختم الاية الثالثة بالسميع العليم ذلك بان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وان الله سميع بصير. ختمها بالسميع والبصير. يقول يقتضي سمعه لجميع اصوات ما سكن في الليل والنهار وبصره بحركاتهم على اختلاف الاوقات وتباين الحالات فذكر الله عز وجل انه يولد الليل في النهار ويولد النهار في الليل ثم ختم ذلك بقوله ان الله سميع بصير اي ان الله في اي وقت واي ساعة واي لحظة من ليل او نهار الله مطلع عليه سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. الكل الله جل وعلا سميع لمقالهم آآ بصير بحركاتهم وسكناتهم لا يخفى عليه سبحانه وتعالى خافية ولهذا يستفاد من هذه الاية المراقبة لله جل وعلا في اي وقت بعض الناس اذا كان في مكان خالي او في منطقة مظلمة او كذا ربما يمارس امورا خاطئة لكن اذا ذكر ان الله هو الذي يولج الليل في النهار ويولد النهار في الليل وانه سبحانه وتعالى سميع بصير يبصر يبصر سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات دبيب النملة السوداء على الصخرة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. ويرى سبحانه وتعالى جريان الدم في عروقها ويرى وجل كل جزء من اجزائها وبصير وسميع سبحانه وتعالى يسمع الاصوات كلها الخافت منها وغيره يسمعها ولو كانت كلها في لحظة واحدة وفي دقيقة واحدة فهو سبحانه وتعالى سميع بصير. فجاء ختم الاية بهذين الاسمين مناسبا غاية المناسبة نعم وختم الاية الرابعة بالعلي الكبير لان علوه المطلق وكبريائه وعظمته ومجده تضمحل معها المخلوقات ويبطل معها كل ما عبد من دونه. وباثبات كمال علوه وكبريائه يتعين انه هو الحق وما سواه باطل. ختم الاية الرابعة بالعليم اه بالعلي الكبير ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير ختمها بهذين الاسمين دليل على ان علو الله سبحانه وتعالى وكبريائه دليل على وجوب ان يفرد وحده وان يخص بالعبادة لان العبادة حق للعلي الكبير وحده هو الله سبحانه وتعالى اما من سواه لا يستحق من العبادة اي شيء ولهذا ختم هذه الاية وفيها الدعوة الى التوحيد واخلاص العبادة لله وابطال عبادة الاوثان. وان ما يدعون من دونه والباطل ختمها بهذين الاسمين دليل على ان العبودية حق للعلي الكبير وهو الله سبحانه وتعالى. نظير هذه الاية تماما قول الله في سورة سبأ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا اتنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له؟ حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فختم الاية بهذين الاسمين دليل على انه سبحانه وتعالى على ان المتصف بالعلو والكبرياء هو المستحق للعبادة وايضا نظيرها ختم اية الكرسي بقوله وهو العلي العظيم فالعلي الذي له العلو المطلق ذاتا وقدرا وقهرا والعظيم الذي له العظمة في ذاته وفي اسمائه وفي صفاته وفي افعاله وفي شرعه هو الذي يستحق ان يخلص او ان تخلص له العبادة وان يخص جل وعلا وحده بالطاعة والا يجعل معه شريكا في شيء من ذلك نعم وختم الاية الخامسة باللطيف الخبير الدالين على سعة علمه وخبرته بالبواطن كالظواهر وبما تحتوي عليه الارض من اصناف البزور والوان النباتات. وانه لطف بعباده حيث اخرج لهم اصناف الارزاق. بما انزل من الماء النمير والخير الغزير. ايضا الاية الخامسة وهي قوله المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح تصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير ختمها بهذين الاسمين اه في غاية المناسبة لان آآ اسم الله تبارك وتعالى اللطيف يدل على آآ ايجاده سبحانه وتعالى الاشياء ايجاد الاشياء بلطف وتيسيره لها بلطف وانظر هذا المقام مقام اخراج الزرع عندما توظع البذرة التي هي اه قطعة جامدة قطعة جامدة عندما توضع في الارض ويصل اليها الماء يخرج منها خيط رفيع جدا ولونه اصفر لو وضعت عليه يدك لتكسر وتهشم هذا الجزء الرقيق يشق الارض الصلبة يشق الارظ الصلبة المتماسكة يشقها مع رقته ولطافته ودقته يشقها ويخرج ثم يكبر الى ان يخرج منه سبحانه وتعالى ما شاء من اه البذور او الثمار فهذا كله من لطف الله سبحانه وتعالى. قال الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير قال ختم بهذين الاسمين الدالين على سعة علمه وخبرته بالبواطن كالظواهر وبما تحتوي عليه الارض من اصناف البذور والوان النبات وانه لطف بعباده حيث اخرج لهم اصناف الارزاق بما انزله من الماء النمير والخير الغزير اي ان هذا ايضا من لطف الله سبحانه وتعالى بعبادة نعم وختم الاية السادسة بالغني الحميد بعدما ذكر ملكه للسموات والارض وما فيهما من المخلوقات انه لم يخلقها حاجة منه لها فانه الغني المطلق ولا ليتكمل بها فانه الحميد الكامل وليدلهم على انهم كن لهم فقراء اليه فقراء اليه من جميع الوجوه. وانه حميد في اقداره. حميد في شرعه. حميد في جزاءه. فله الحمد المطلق ذاتا وصفاتا وافعالا. ثم ختم جل وعلا الاية السادسة له ما في السماوات وما في الارض وان الله لهو الحميد لما ذكر ملكه سبحانه وتعالى للسماوات والارض وما فيهما ختم الاية بانه غني اي انه جل وعلا غني عن كل من في السماوات ومن في الارض ومن في السماوات والارض كلهم فقراء الى الله سبحانه وتعالى فهو غني عنهم اه لانه جل وعلا الغني غنى ذاتي غني عن مخلوقاته من كل وجه ومخلوقاته فيها فقر ذاتي من كل وجه الى الله سبحانه وتعالى. لا غنى لهم عن الله طرفة عين. يا ايها الناس انتم الفقراء والى الله والله هو الغني الحميد فختمها باسم الغني لهذه المناسبة وختمها باسم الحميد لان الخالق للسماوات الخالق للسموات والارض والموجد لهذه الكائنات له الحمد سبحانه وتعالى له الحمد ذاتا وصفات وافعالا جل وعلا ولهذا مما يحمد عليه جل وعلا خلقه للسموات والارض بهذه الصفة العظيمة. لانه يحمد تبارك وتعالى على اسمائي وصفاته ويحمد تبارك وتعالى على افعاله ويحمد تبارك وتعالى على نعمه والائه التي لا تعد ولا تحصى. نعم وختم الاية السابعة بالرؤوف الرحيم اي من رأفته ورحمته تسخيره المخلوقات لبني ادم وحفظ السماوات والارض وابقاؤها لان لا تزول فتختل مصالحهم ومن رحمته سخر لهم البحار لتجري في منافعهم ومصالحهم فرحمهم حيث خلق لهم المسكن واودع فيه كل ما يحتاجونه وحفظه عليهم وابقاه. ثم ختم الاية السابعة وهي قوله المتر ان الله سخر لكم ما في الارض والفلكة تجري في البحر بامره ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم فكل هذه المعاني المذكورة في الاية كلها من رأفة الله ورحمته سبحانه وتعالى بعباده. فلهذا كان مناسبا غاية المناسبة ختم الاية بهذين الاسمين نعم ولما ذكر في سورة الشعراء قصص الانبياء مع اممهم ختم كل قصة بقوله وان ربك لهو العزيز الرحيم فان كل قصة تضمنت نجاة النبي واتباعه وذلك برحمة الله ولطفه واهلاك المكذبين له وذلك من اثار عزته وقد يتعلق مقتضى الاسمين بكل من الحالتين. فانه نجى الرسول واتباعه بكمال قوته وعزته ورحمته واهلك المكذبين بعزته وحكمته. ويكون ذكر الرحمة يقتضي عظم جرمهم. وانه لولا ان جرمهم اعظم وسدوا على انفسهم ابواب الرحمة ولم يكن لهم طريق اليها لما احل بهم العقاب ثم ذكر هذا المثال وهو اه ان سورة الشعراء تكرر فيها في مواضع اه قوله وان ربك لهو العزيز الرحيم يختم قصة كل قصة كل نبي بهذين الاسمين والقصة مشتملة في تمامها على نجاة النبي وهلاك الظالمين كل قصة مشتملة على نجاة النبي وهلاك الظالمين ثم تختم آآ كل قصة بذكر هذين الاسمين وان الله لهو العزيز الحكيم وان الله لهو العزيز الرحيم. نعم. تختم بهذين الاسمين يقول الشيخ ختم الاية بهذين الاسمين العزيز الرحيم اما ان يكون اه اه هذان الاسمان احدهما يتعلق بالنبي وهو الرحيم والاخر يتعلق بالظالمين وهو العزيز فيكون نجاة النبي هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى وهلاك الظالمين من عزة الله ولهذا اذا اثاب يثيب برحمته وفضله واذا عاقب يعاقب بعزته وعدله سبحانه وتعالى فيكون تعلق اسم الرحيم بالانبياء وكان بالمؤمنين رحيما ويكون اسم العزيز يتعلق بهؤلاء اي ان هلاكهم هو من عزة الله ومر معنا فيما يتعلق بالسارق وان العقوبة التي احلها الله سبحانه وتعالى به هذا من عزة الله وغلبته وقدرته جل وعلا ولهذا قال والله عزيز حكيم. والله عزيز حكيم فالشاهد انه قد يكون المراد هذا ويقول الشيخ احتمال ان يكون للاسمين تعلق بكلا الطرفين ووضح ذلك رحمه الله قال آآ وقد يتعلق مقتضى الاسمين بكل من الحالتين يعني يتعلق بالنبي واتباعه ويتعلق بالظالمين يقول فانه نجى الرسل واتباعه بكمال قوته وعزته ورحمته وهذا واظح واهلك المكذبين بعزته وحكمته لكن ما تعلق الرحمة هنا ما تعلق الرحمة هنا يقول الشيخ يمكن اه قال الشيخ ويكون ذكر الرحمة يقتضي عظم جرمهم وانه لولا وانه لولا ان جرمهم تعاظم وسدوا على انفسهم ابواب الرحمة ولم يكن لهم طريق اليها لما احل بهم هذا العقاب. فيكون ذكر الرحمة او تعلق الرحمة بهم من هذه الجهة. والا ليس لهم نصيب هم من رحمة الله التي يدل عليها اسمه الرحيم لانها خاصة بالمؤمنين كما يدل عليه قول الله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما. نعم واما قول عيسى عليه السلام ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. ولم يقل فانت الغفور الرحيم فان المقام ليس مقام استعطاف واسترحام. وانما هو مقام غضب وانتقام ممن اتخذه الها مع الله تناسب ذكر العزة والحكمة وصار اولى من ذكر الرحمة. الشيخ رحمه الله تعالى ذكر هذا المثال لان بعض من هذه القاعدة بعض من يفهم هذه القاعدة قد يأتي في هذا الموضع ويستشكل على ضوء القاعدة التي مرت معنا ودرسناها واخذنا امثلة عليها بعض الناس يستشكل يقول الله يقول ان تعذبهم فانهم عبادك. وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم لم لم يأتي في هذا المقام الختم بالمغفرة والرحمة يعني البعض قد يستشكل ذلك. يقول الشيخ رحمه الله تعالى في الجواب عن هذا الاستشكال يقول لم يقل انت الغفور الرحيم فان المقام ليس مقام استعطاف واسترحام لان الكافر يوم القيامة لا مطمع له في رحمة الله ولا وليس المقام مقام السرحام واستعطاف وطلب الرحمة للكافر لان الكافر لا مطمع له البتة في مغفرة الله ان الله لا يغفر ان يشرك به من لقي الله مشركا لا مطمع له في رحمة الله والله يقول فما تنفعهم شفاعة الشافعين ولهذا المقام ليس مقام استعطاف واسترحام حتى يختم ذكر هذين الاسمين الغفور الرحيم قال وانما هو مقام غضب وانما هو مقام غضب وانتقام ممن اتخذ اتخذه آآ الها مع الله يعني اتخذ عيسى الها مع الله فناسب ذكر العزة والحكمة وصار اولى من ذكر المغفرة والرحمة. نعم ومن الطف مقامات الرجاء انه يذكر اسباب الرحمة واسباب العقوبة ثم يختمها بما يدل على الرحمة مثل قوله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم. وقوله ليعذب الله المنافقين المنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما وذلك يدل على ان رحمته سبقت غضبه وغلبته وصار لها الظهور واليها ينتهي كل من وجد فيه ادنى سبب من اسباب الرحمة ولهذا يخرج من النار من كان في قلبه ادنى حبة خردل من الايمان ولنقتصر على هذه الامثلة فانه يعرف بها صفة الاستدلال بذلك. ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا المثال قال من الطف مقامات الرجاء. يعني تقوية الرجاء في قلب العبد حال تدبره لكلام الله سبحانه وتعالى وتأمله في اية القرآن من الطف مقامات الرجاء انه سبحانه وتعالى يذكر اسباب الرحمة واسباب العقوبة ثم يختمها بما يدل على الرحمة ثم يختمها بما يدل على الرحمة وذكر ايتين مثالا لذلك الاولى قول الله تعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم وهذا يقوي في العبد قوة الرجاء والطمع في رحمة الله سبحانه وتعالى والثانية ان يعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما وكان الله غفورا رحيما. قال وذلك يدل على ان رحمته سبقت غضبه وغلبته. وهذا ثابت في الحديث الصحيح ان الله سبحانه وتعالى قال ان رحمتي غلبت وفي رواية سبقت غضبي قال وصار لها الظهور يعني الرحمة واليها ينتهي كل من وجد فيه ادنى سبب من اسباب الرحمة ادنى سبب من اسباب الرحمة. ولهذا يخرج من النار من كان في قلبه ادنى حبة خردل من ايمان. بل جاء في بعض الاحاديث انه قال ادنى ادنى ادنى حبة خردل من ايمان وهذا يدل على ظهور الرحمة وغلبتها وانها سبقت غضب الله سبحانه وتعالى وان كل من وجد فيه ادنى آآ سبب وايسر سبب يناله به رحمة الله سبحانه وتعالى نالها وهذا كله خاص في من عنده ايمان اما الكافر الذي اه احبط كفره اعماله وحسناته فهذا لا مطمع له في رحمة الله ومغفرته ان مات كافرا لان الله سبحانه وتعالى يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويقول فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ويقول الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور لما انهى رحمه الله تعالى هذه الامثلة قال ولنقتصر على هذه الامثلة فانه يعرف بها صفة الاستدلال بذلك يعني انك اذا عرفت القاعدة وبعض امثلتها انفتح لك اه الباب وتيسر لك بعون الله سبحانه وتعالى وتوفيقه فقه هذا الباب واعيد ما بدأت به ان فقه هذه القاعدة واعمالها يحتاج الى نوعين من الفهم الاول اه فهم اسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى فهما صحيحا في ضوء ادلة الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح رحمهم الله تعالى والفهم الثاني فهم الايات و السياقات التي وردت فيها اسماء الله تبارك وتعالى ثم بعد ذلك ينظر في الرابطة بين المعنى الذي قرر في الاية والاسم الذي ختمت به الاية والله تعالى اعلم احب في كلمة مختصرة لا اطيل فيها ان اتكلم قليلا عن بعض آآ الاحكام آآ اليسيرة او الامور التي تحتاج الى شيء من التنبيه فيما يتعلق بالاعتكاف والاعتكاف طاعة عظيمة وعبادة جليلة ولا سيما في هذه العشر المباركة والايام الفاضلة هو سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلها واعتكف عليه الصلاة والسلام واعتكف ازواجه صلى الله عليه وسلم من بعده ومكان الاعتكاف هو المساجد مكان الاعتكاف هو المساجد ولا تباشروهن وانتم عاكبون في المساجد ولا اعتكاف الا في المساجد سواء المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد الاقصى والمسجد النبوي والمسجد الاقصى وهي افضل اماكن كل الاعتكاف لقوله عليه الصلاة والسلام لا اعتكاف الا في ثلاثة المساجد اي لاعتكاف افضل واكمل والاعتكاف مشروع في اه كل مسجد والاعتكاف هو لزوم المسجد ولهذا الاصل في المعتكف ان يهيئ نفسه ليلزم المسجد وان يبقى في مكانه يخلو بربه سبحانه وتعالى تاليا لكتابه ذاكرا له مستغفرا مناجيا محاسبا لنفسه مراقبا لربه جل وعلا مقويا ايمانه مبتعدا عن التعلق الدنيا ونحو ذلك حتى يصفو قلبه ويزداد ايمانه وتقوى صلته بالله تبارك وتعالى ويكون لاعتكافه عليه الاثر ليس في ايام الاعتكاف وانما في ايامه كلها فيكون الاعتكاف للمعتكف بمثابة القاعدة يكون الاعتكاف بمثابة القاعدة التي يبني عليها ايامه اللاحقة بعد الاعتكاف ولهذا ينبغي على المعتكف ان يحسن في اعتكافه واهم ما يوصى به الاخلاص لله جل وعلا لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل اي عمل الاعتكاف او غيره الا الا اذا كان خالصا فمن اعتكف مرآة او اعتكف مباهاة او اعتكف مفخرة او اعتكف لغير ذلك من الاغراض لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه ذلك لان انه يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ولهذا الاعتكاف كغيره من الاعمال يحتاج من العامل الى مجاهدة للنفس وطردا للرياء وان يجتهد ان يكون عمله خالصا لله بينه وبين الله يرجو به ثواب الله سبحانه وتعالى لا يطلب فيه محمدة ولا رياء ولا سمعة ولا غير ذلك من المقاصد التي هي سبب لرد العمل وعدم قبوله الامر الثاني ينبغي على المعتكف ان يحرص في اعتكافه على الاهتداء بهدي النبي الكريم. عليه الصلاة والسلام والاقتداء بسنته. والسير على منهاجه وان يكون اعتكافه خلوة بينه وبين الله يلزم مكانه ذاكرا تاليا عابدا مستغفرا آآ يجمع قلبه على على الذكر والخضوع لله وان يكون كلامه مع الناس في حدود الحاجة انى يسأل عن حاله فيجيب او يسأل عن حال اخوانه او في حدود الحاجة اما ان تتحول اماكن الاعتكاف وهي المساجد منتديات للسمر والمرح والمزاح والضحك والجلسات الطويلة على هذا على هذا المنوال ويكون في مثل هذا ايذاء للقارئين لقارئ القرآن ايذاء للمسبح والمستغفر ايذاء آآ المصلي احيانا بعض الناس لا يستطيع ان يصلي آآ صلاة مطمئنة خاشعة لا يستطيع ان يتلو تلاوة مطمئنة لا لا يستطيع ان يسبح ويذكر الله سبحانه وتعالى الى جنبه ظوظاء وصوت عالي من اخوانه المعتكفين فهذا المعتكف لا هو الذي خلا بنفسه وجلس يستغفر ولا هو الذي اعطى فرصة للمعتكف ان يؤدي اعتكافه على احسن حال ولهذا احيانا تتحول بعض مجالس المعتكفين الى مجالس سمر ومزح وضحك ورفع صوت ومناداة اذا كان صاحبك الذي تريده بعيدا عنك لا تناديه بصوت عالي قم بهدوء واذهب الى مكانه وتحدث معه بهدوء لما تناديه بصوت عالي اتدري ماذا صنعت هناك مصلي ربما تربك عليه صلاته قطع شوطا في صورة ثم ناديت بصوت عالي اخلفت عليه السورة التي هو يقرأها ثم لا يدري اين وقف ولا اين بسبب الصوت الذي حصل منك ايضا التالي لكتاب الله سبحانه وتعالى المستغفر المسبح هؤلاء كلهم لهم حقوق عليك ولهذا بعض المعتكفين لا يبالي يعني صاحبه على مسافة بعيدة منه يصوت له بصوت عالي ولا يبالي باخوانه المعتكفين او القارئين او التالين لكلام الله فمثل هذه الامور ينبغي ان تكون من المعتكف او غيره ممن هو في المسجد ان تكون منهم على بال ايضا قول الله سبحانه وتعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد هذي ينبغي ان تراعيها حتى وانت معتكف عندما تجلس في في المسجد او تتنقل فيه ينبغي ان تحافظ على السمت وان تحافظ على زينتك وان تحافظ على هيئتك وكونك معتكفا لا يخون لك ان تكون في المسجد ومتنقلا فيه وايضا مصليا بهيئة لا لا لا تراها انت مناسبة ولا تراها هيئة مناسبة ولا تراها زينة ولهذا ينبغي على المعتكف ان يراعي هذا الجانب واذا كان وقت نومه وراحته وهو جالس على على على فراشه وقت النوم ووقت الراحة بدل ثوبه بثوب بثوب نوم ونام فيه ثم بعد ذلك يلبس ثياب الزينة ويكون تنقلاته فيها وتحركاته فيها ومن اخطاء بعض الاخوة المعتكفين انه ينام بين الصفوف ينام بين الصفوف اه آآ ولا سيما آآ صلاة الليل وقيام الليل الناس آآ يصلون قياما وهو بين الصفوف نائم فاذا كان غلبته عينه واحتاج الى النوم يترك الصفوف متصلة ويذهب الى مكان لا يكون بين اه الصفوف نائما. ولهذا احيانا وهذا يحصل نادرا. احيانا يكون اه المعتكف نائم بين الصفوف وسخيرهم وطالع بين المصلين ويؤذيهم بمثل هذا الصوت فلماذا لماذا مثل هذا العمل؟ لا اذا كان غلبتك النوم ولم تستطع حاول ان تبتعد عن المكان الذي فيه الصلاة وتتركه لاخوانك المصلين ايضا ينبغي ان على المعتكف ان يراعي حرمة وحقوق اخوانه فلا تترك حاجاتك ومتاعك وملابسك اغراظك منثولة مؤذية للناس بعض بعض المعتكفين يتركها لاخوان المصلين هم يتولون ترتيبها له. ويمشي لا يبالي. يقوم من فراشه حينما ينهض منه ويذهب للوضوء ويتركه ويتولى ترتيب فراشه لا اخوان المصلين يضطرون الى ترتيب المكان حتى يجدوا مكانا يصلون فيه انسيت انك بمسجد في بيت من بيوت الله؟ انسيت ان هؤلاء الاخوان لهم حق عليك فهذا امر ينبغي ان يلاحظ ايضا قضية الجوالات وما ادراك ما الجوالات؟ يعني بعض المعتكفين حانوا وقت الاعتكاف في مهاتفاته ومخابراته عن طريق الهاتف ورده وممازحاته لاخوانه ليس كانه معتكف فمثل هذا يعني ان ان اضطررت واحتجت الى الجوال في حاجات ماسة تفعل ذلك والا تفرغ لما جلست في المسجد لاجله وهو عبادة الله سبحانه وتعالى. ومما ينبه عليه اهل العلم الا تستخدم الافياش التي في المساجد لشحن الجوالات. لان هذي اوقاف مختصة بالمساجد ليست لهذا الامر ولهذا افتى غير واحد من مشائخنا بعدم جواز ذلك الافياش التي في المساجد ليست مخصصة شحن الجوالات وانما هي لمصالح واغراظ المسجد وبعض المعتكفين يعني وصل به الامر الى انه كسر الاماكن التي حتى يتمكن ان يدخل فيش جواله في المكان كان المكان انه لا يتسع فيش جواله فكسره وهذا اثم اتلاف لمنافع في المسجد ومصالح في المسجد فلا يجوز اه للمعتكف ان يفعل شيئا من ذلك وايضا ان يحرص المعتكف الا يؤذي اخوانه المصلين لا بملابسه ولا بايظا دفع الصناديق الاحذية او غيرها بحيث يؤذي بها المصلين بل يكون الاعتكاف مكان لصفاء القلوب ونقاء النفوس وزيادة الخير وزوال الشحناء وقوة الايمان وحسن الصلة بالله تبارك وتعالى. هذي بعض الجوانب التي انبه عليها وقد يفوتني آآ شيء من ذلك لكن هذه آآ امور ينبغي ان نحرص عليها اشد الحرص واسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى لاخواننا المعتكفين واخواننا القائمين واخواننا الصائمين واخواننا المصلين واخواننا الذاكرين والتالين لكلام الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا اجمعين. وان يغفر لنا خطأنا وعمدنا وجدنا وهزلنا وان يغفر لنا ذنبنا كله وان يعتق رقابنا من النار وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا او للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك