بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة العشرون. القرآن كله محكم باعتبار. وكله متشابه باعتبار. وبعض محكم وبعضه متشابه باعتبار ثالث. وقد وصفه الله تعالى بكل واحدة من هذه الاوصاف الثلاث فوصفه بانه محكم في عدة ايات. وانه احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. ومعنى ذلك انه في غاية الاحكام ونهاية الانتظام فاخباره كلها حق وصدق لا تناقض فيها ولا اختلاف كلها خير وبركة وصلاح ونواهيه متعلقة بالشرور والاضرار والاخلاق الرذيلة اعمال السيئة فهذا احكامه. ووصفه ووصفه بانه متشاب. ووصفه بانه متشابه في قوله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. اي متشابها في الحسن والصدق والحق. ووروده بالمعاني المزكية للعقول المطهرة للقلوب المصلحة للاحوال. فالفاظه احسن الالفاظ ومعانيه المعاني ووصفه بانه بان منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فهنا وصف وصفه بان بعضه هكذا وبعضه هكذا. وان اهل العلم بالكتاب يردون المتشابه منه الى المحكم فيصير كله محكما. ويقولون كل من عند ربنا. اي وما كان من عنده فلا تناقض فيه. فما اشتاق منه في موضع فسره الموضع الاخر المحكم فحصل العلم وزال الاشكال. ولهذا النوع امثلة منها ما تقدم من الاخبار بانه على كل شيء قدير. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء. فاذا اشتبهت على من ظن به خلاف الحكمة وان هدايته واضلال له يكون جزافا لغير سبب وضحت وضحت هذا الاطلاق الايات الاخر الدالة على ان هدايته لها ان هدايته لها ان هدايته لها اسباب يفعلها العبد ويتصف بها. مثل قوله يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وان اظلاله لعبده لها اسباب من العبد وهو توليه للشيطان. فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. واذا على الجبري الذي يرى ان افعال العباد مجبورون عليها بينتها الايات الاخر الكثيرة الدالة على ان الله لم يجبر العباد وان اعمالهم واقعة باختيارهم وقدرتهم. واضافها اليهم في ايات غير منحصرة. كما ان الايات التي اضاف الله فيها الاعمال الى العباد حسنها وسيئها اذا اشتبهت على القدرية النفاة وظنوا انها منقطعة عن قضاء الله وقدره. وان الله ما شاءها منهم ولا قدرها تليت عليه الايات الكثيرة الصريحة بتناول قدرة الله لكل شيء من الاعيان. من لكل شيء من الاعيان والاعمال والاوصاف. وان الله خالق كل شيء كي ومن ذلك اعمال العباد وان العباد لا يشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وقيل للطائفتين ان ايات والنصوص كلها حق ويجب على كل مسلم تصديقها والايمان بها كلها وانها لا تتنافى فهي واقعة منهم وبقدرتهم وارادتهم. والله تعالى خالقهم وخلق قدرتهم وارادتهم. وما اجمل في بعض الايات فسرته ايات اخر وما لم يتوضح في موضع توضح في موضع اخر وما كان معروفا بين الناس وورد فيه القرآن امرا او نهيا كالصلاة والزكاة والزنا والظلم ولم يفصله فليس مجملا لانه ارشدهم الى ما كانوا يعرفون وحالهم على ما كانوا به متلبسين فليس فيه اشكال بوجه والله اعلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه القاعدة التي ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان قاعدة مفيدة جدا مفيدة لطالب العلم ومفيدة ايضا للمسلم عموما الذي يقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى وخاصة في هذا الزمان الذي يلبس فيه على عوام الناس وجهالهم باثارة شبهات وايراد امور يثيرها اهل الزيغ ابتغاء الفتنة ولهذا ينبغي على المسلم ان يكون على علم بهذا الاصل الذي ذكره الشيخ رحمه الله تعالى وان يجعله قاعدة له وان يكون في ضوء هذا الاصل ان تكون في ضوء هذا الاصل قواعد الدين واصوله وثوابته واركانه ودعائمه ثابتة في قلبه راسخة في نفسه لا يقبل ان يشككه فيها مشكك او ان يلبس عليه فيها ملبس واذا جاءه بشيء من المتشابه رده الى المحكم الثابت الراسخ في قلبه المبني على الايات البينات والنصوص المحكمات من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا فان من المفيد جدا لطالب العلم والمسلم ان يعرف فهذه الاوصاف للقرآن الكريم وان يعرف هذه الاعتبارات لهذه الاوصاف حتى يكون على بينة ومعرفة بكتاب الله سبحانه وتعالى ولهذا فهذه تعد قاعدة عظيمة ومفيدة جدا واما تطبيقاتها فباب واسع والشيخ رحمه الله تعالى ظرب بعض الامثلة الموضحة لذلك وساذكر ايضا بعض الامثلة التي توضح وتجلي المقصود من هذه القاعدة العظيمة قال رحمه الله القرآن كله محكم باعتبار وكله متشابه باعتبار وبعضه محكم وبعضه متشابه باعتبار ثالث هذه ثلاث اعتبارات هذه ثلاث اعتبارات للقرآن الكريم الاول منها ووصفه كله بانه محكم وصفه كله بانه محكم. كتاب احكمت اياته اي اياته كلها فهذه صفة للقرآن كاملا بجميع سوره واياته فالقرآن من اوله الى اخره كتاب محكم والاحكام صفة للقرآن كاملا بهذا وصفه الله سبحانه وتعالى وبهذا نعت اياته. قال وبهذا نعت اياته قال كتاب احكمت اياته وهذا يسميه العلماء احكام عام احكام عام اي شامل للقرآن كله بجميع سوره واياته اذ القرآن كله محكم ومعنى الاحكام هنا اي الاتقان كتاب محكم اي كتاب متقن في اخباره لانها كلها صدق وحق وفي اوامره لانها كلها عدل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا اي صدقا في الاخبار وعدلا في الاوامر فهو كتاب كله محكم ليس فيه خبر الا وهو صادق وليس فيه امر الا وهو عدل لا يخرج شيء من كتاب الله سبحانه وتعالى عن هذا الاصل لا يخرج شيء من كتاب الله عز وجل عن هذا الاصل فهو كتاب محكم من اوله الى اخره هو مشتمل على آآ اخبار واخباره كلها صدق وهذا من احكامه في اخباره ومشتمل على اوامر ونواهي مشتمل على اوامر ونواهي والاوامر والنواهي في كتاب الله سبحانه وتعالى كلها عدل وهذا من احكامه فهو محكم في اخباره لان اخباره كلها صدق ومحكم في اوامره ونواهيه لانها كلها عدل وهذا هو معنى قول الله سبحانه وتعالى وتمت كلمة او كلمات قراءتان ربك صدقا وعدلا صدقا اي في الاخبار وعدلا اي في الاوامر فالقرآن كله تام متقن في هذين الجانبين جانب الاوامر والنواهي وجانب الاخبار فهو كتاب محكم هذا ومعنى الاحكام الذي هو وصف عام للقرآن كله وصف عام للقرآن كله وليس في القرآن اية واحدة او سورة واحدة خارجة عن هذا لان هذا وصف للقرآن كاملا كتاب الله سبحانه وتعالى كله محكم يقول رحمه الله ومعنى ذلك اي معنى الاحكام العام انه في غاية الاحكام ونهاية الانتظام فاخباره كلها حق وصدق لا تناقض فيها ولا اختلاف واوامره كلها خير وبركة وصلاح ونواهيه متعلقة بالسرور والاضرار والاخلاق الرذيلة والاعمال السيئة. فهذا احكامه هذا هو المراد باحكامه اي انه متقن متقن في الجانبين الذين اشار لهما رحمه الله جانب الاخبار فكلها صدق وجانب الاوامر والنواهي فكلها عدل لا يأمر الا بخير ولا ينهى الا عن شر اوامره كلها متعلقة بالخيرات والمصالح والمنافع ونواهيه كلها متعلقة بالشرور والاظرار لا ينهى لا ينهى عن شيء الا وفيه شر. وضر على العباد ولهذا يذكر ان اعرابيا قيل له بم عرفت صدق الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما وجدته امر بشيء وقال العقل ليته لم يأمر به ولا وجدت لها عن شيء وقال العقل ليته لم ينهى عنه لان اوامره كلها خير وبركة. وصلاح ونفع وسعادة وفلاح في الدنيا والاخرة ونواهيه كلها شرور لا ينهى الا عن شر لا ينهى الا عن مضرات وعن امور مهلكات للعبد في الدنيا والاخرة فهذا كله من احكام كتاب الله عز وجل كتاب احكمت اياته اي اتقنت فهو في غاية الاتقان وتمام الجودة وكمال الحسن في اخباره وفي اوامره ونواهيه اهذا الاحكام العام الذي وصف الله سبحانه وتعالى به القرآن في غير ما اية ثم الامر الاخر وصف القرآن كاملا بانه متشابه كما ان الله سبحانه وتعالى وصف القرآن كاملا بانه محكم وصفه جل وعلا في اية اخرى بانه كاملا متشابه بان القرآن اه كاملا متشابه والتشابه هنا المراد به التشابه العام ومعنى العام اي المتناول والشامل للقرآن كله فالقرآن كله متشابه قال الله سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها كتابا متشابها قوله متشابها هذه صفة للقرآن كله فالقرآن كله من اول اية فيه الى اخر اية متشابه ولا تعارض بين وصف القرآن كله بانه محكم وانه كله متشابه اذا عرفنا المراد بالاحكام العام والتشابه العام ونحن عرفنا ان المراد بالاحكام العام هو الاتقان انه كتاب متقن في اخباره وفي اوامره ونواهيه والمراد بالتشابه الذي هو وصف عام للقرآن المراد به التجانس والتماثل وعدم التعارض والتناقض كتابا متشابها اي متجانسا متماثلا يؤيد بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض ويعضد بعضه بعضا. ولا يناقض بعضه بعضا فهذا معنى التشابه هذا معنى التشابه في الذي هو صفة للقرآن كاملا اياته متشابهة اي متجانسة كلها حق ليس فيه تعارض ولا تناقض لا في الاخبار ولا في الاوامر والنواهي بل هو كتاب متشابه اي متجانس متماثل يؤيد بعضه بعضا. وهذا هو معنى قول الله سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من لغير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. القرآن ليس فيه اختلاف لانه متشابه وقال جل وعلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه. نعم. تنزيل من حكيم حميد هذا تشابه القرآن تشابه انه متجانس متماثل متوائم يؤيد بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض وليس فيه تعارض او تناقض او تضارب او تضاد او نحو ذلك من المعاني فالقرآن بعيد عن ذلك كله قال رحمه الله اي متشابها في الحسن والصدق والحق ووروده بالمعاني النافعة المزكية للعقول المطهرة للقلوب المصلحة للاحوال فالفاظه احسن الالفاظ ومعانيه احسن المعاني هذا معنى التشابه العام وبمعرفتنا للاحكام العام الذي وصف للقرآن كله وللتشابه العام الذي وصف للقرآن كله ندرك ان ليس بين الامرين تعارض لانه لما كان لانه لما كان كله محكم لما كان كله محكم اي متقن تمام الاتقان صار كله متشابها اي كله متجانسا يشهد بعضه لبعض ويؤيد بعضه بعضا ولهذا ليس هناك تعارض بين وصف القرآن كله بانه محكم ووصفه كله بانه متشابه فالمراد بالاحكام هنا الاحكام العام والمراد بالتشابه بالتشابه هنا التشابه العام اذا وضح لنا هذا ننتقل الى الاعتبار الثالث وهو وصف بعظ القرآن بانه محكم ووصف بعضه بانه متشابه وهذا امر مختلف عن الاحكام العام والتشابه العام بل هو باب اخر وقد جاء بيان هذا الاعتبار في قول الله سبحانه وتعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب اللهم اجعلنا من اولي الالباب هذه الاية الكريمة وصف الله سبحانه وتعالى فيها بعض القرآن بانه محكم وصف بعظه بانه متشابه والاحكام هنا والتشابه خاص الاحكام والتشابه هنا خاص ليس هو الاحكام العام الذي وصف للقرآن كله وليس هو ايضا التشابه العام الذي وصف للقرآن كله وانما هذا احكام خاص بعض اياته محكمات وبعض اياته متشابهات ما معنى ذلك بعض ايات القرآن محكمات ما المراد بكونها محكمات الان عندنا معنى اخر غير المعنى الاول الذي هو الاحكام العام الذي هو وصف للقرآن كله بعض بعض ايات القرآن محكمات اي ظاهرة بينة من حيث الاخبار الخبر فيها ظاهر بين لا خفاء فيه واضح لكل احد ومن حيث الاوامر ايظا اوامر بينة واظحة لا خفاء فيها على احد فمن القرآن ايات محكمات اي ايات واضحات ظاهرات بينات الدلالات ليس فيها خفاء هذا معنى الاحكام الذي وصف لبعض اهل القرآن مثلا في جانب الاخبار عندما يقرأ كل مسلم شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هذا خبر هل فيه خفاء الذي يقرأ شهر رمظان يعرف ايش معنى شهر رمظان انزل فيه القرآن يعرف معنى انزل ويعرف ما هو القرآن فواضح خبر واظح خبر واضح محكم ليس فيه اشتباه ليس فيه اشتباه وليس فيه التباس وليس فيه خفاء بل هو خبر واظح ايضا لما نأتي الى جانب الاوامر ويقرأ المسلم قول الله سبحانه وتعالى وبالوالدين احسانا وبالوالدين احسانا الوالدان معروفان والاحسان معروف فهو امر محكم اي بين واظح ليس فيه اشتباه ولا التباس فالقرآن منه ايات محكمات اي محكمات في جانب الاخبار وفي جانب الاوامر والنواهي والمراد بكونها محكمات اي واضحات بينات ليس فيها خفاء ولا ولا ولا التباس ولا اشتباه هذا معنى قوله منه ايات محكمات هن ام الكتاب وهذا يجب ان ننتبه له. هن ام الكتاب جعل الله سبحانه وتعالى الايات المحكمات اما للكتاب اي اصلا ومرجعا وعمدة بمعنى ان كل ما جاء في القرآن من ايات قد تشتبه علينا او تلتبس على بعضنا فتعاد الى الام والى الاصل وترجع الى الاصل وهي الايات المحكمات وهذه طريقة اهل العلم بالله عز وجل وبكتابه اذا التبست عليهم اية او اشتبه عليهم حكم في القرآن الكريم او في سنة النبي عليه الصلاة تنام اعادوه الى ماذا اعادوه الى المحكم لا يتبعون المتشابه واذا تشابه عليهم امر لم يتبعوه وانما ارجعوه واعادوه الى الاصل وهو المحكم ولهذا يجب ان ننتبه الى قول ربنا سبحانه وتعالى هن ام الكتاب. يعني الايات المحكمات الايات المحكمات جعلهن الله سبحانه وتعالى اما للكتابة اي اصلا له. وعمدة ومرجعا بمعنى انه اذا التبس عليك حكم او اشتبهت عليك مسألة او او لم يتبين لك معنى اية فارجعها الى الايات المحكمات الواضحات التي جعلها الله سبحانه وتعالى اما للكتاب قال هن ام الكتاب واخر متشابهات اخر متشابهات اي ايات اخرى في القرآن متشابهة ما المراد بالتشابه هنا ليس هو المراد ليس المراد بالتشابه هنا التشابه الذي مر معنا في قوله اه سبحانه وتعالى كتابا متشابها ذاك وصف للقرآن كله. اما هذا توصل لبعض اهل القرآن والمراد بالتشابه بالتشابه هنا خفاء المعنى وعدم ظهوره لكل احد فالتشابه هو الاشتباه والالتباس وخفاء المعنى وعدم ظهوره لكل احد منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اي فيها اشتباه ليس الامر ظاهر فيها كالمحكم ليس الامر فيها ظاهرا كالمحكم واذا قال قائل لما كان بعض القرآن متشابها اي خفي المعنى ليميز الله سبحانه وتعالى عباده ولهذا انقسم العباد مع المتشابه الى قسمين قسم اثنى الله سبحانه وتعالى عليهم ومدحهم وهم الراسخون في العلم وهم الذين يقولون كل من عند ربنا ويرجعون المتشابه الى المحكم وقسم اعاذنا الله عز وجل جميعا من سبيلهم وهم الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فجعل الله سبحانه وتعالى بعض اهل القرآن متشابهات امتحانا للعباد ليظهر الصادق من الكاذب والمحق من المبطل والمؤمن من لان المؤمن مدحه الله اهل العلم والايمان مدحهم الله عز وجل بانهم يقولون كل من عند ربنا يرجعون ما تشابه من القرآن عليهم الى ما احكم فيصبح كله محكما لان اذا ارجع المتشابه الى المحكم اذا ارجعت المتشابه الى المحكم ماذا اصبح شأن المتشابه محكما اتضح لك لان التشابه الذي في الايات اذا ارجعت الى المحكم زال التشابه الذي فيها ولهذا يسمي العلماء التشابه الذي في بعظ الايات يسمونه تشابها نسبيا ليس تشابها مطلقا ليس في القرآن ما معناه متشابه تشابه مطلقا اي لا يتبين لكل احد ولا يظهر لكل احد ليس في القرآن كلام غير مفهوم المعنى مطلقا هذا لا يوجد. لكن في تشابه نسبي ولهذا قال الله سبحانه وتعالى والراسخون في العلم قال وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يعني الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه ويصبح عندهم محكما لانهم اعادوه الى الايات المحكمات اللاتي هن ام الكتاب فاذا القرآن منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اي ومنه ايات متشابهات والمراد بالتشابه اه الخفاء وعدم ظهور المعنى وعدم بيانه وهذا امر وهذا امر كما بينت نسبي ليس تشابها مطلقا بحيث انه لا احد يفهم معنى وانما هو تشابه نسبي يخفى على بعض الناس لكن الراسخين في العلم يعلمون تأويله اي يعلمون معناه يعلمون تأويله اي يعلمون معناه يقول الشيخ فهنا وصفه اي في قوله منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فهنا وصفه بان بعضه هكذا وبعضه هكذا اي بعضه محكم وبعضه متشابه وان اهل العلم بالكتاب يردون المتشابه منه الى المحكم فيصير كله محكما. يصير كله اي القرآن محكما عند الراسخين يصير اي القرآن عند الراسخين في العلم كله محكما اي ليس فيه امر متشابها ولهذا قال مجاهد عرضت القرآن كله على ابن عباس اية اية اقف عند كل اية واسأله عن معناها وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن نفسه قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله الذين يعلمون تأويله والله جل وعلا وصف الراسخين بالعلم بانهم يعلمون تأويل القرآن قال منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على قراءة الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه بمعنى انه لا بمعنى انه ما كان فيه من تشابه يزول عن الراسخين بالعلم الراسخين في في العلم بكتاب الله عز وجل وشرعه ودينه لانهم يعيدون ما تشابه منه الى المحكم فيصير كله محكم ما يصير كله عندهم محكما اي لا تشابه فيه. وليس في في اي شيء من اياته خفاء عليهم من حيث المعنى قال ويقولون كل من عند ربنا اي المحكم والمتشابه كل من عند من عند ربنا اي وما كان من عنده فلا تناقض فيه فما اشتبه منه في موضع فسره الموضع اخر المحكم فحصل العلم وزال الاشكال ولهذا النوع امثلة سيذكرها رحمه الله تعالى لكن مزيدا البيان والايضاح لهذه الاية الكريمة وهذه الاية حقيقة ينصح كل مسلم بالعناية بها لان هذه الاية تعد اصلا في دفع الباطل واذا كنت على فهم لهذه الاية الكريمة اخي المسلم اذا كنت على فهم لهذه الاية الكريمة وعلى دراية بمعناها اصبح عندك باذن الله تبارك وتعالى سلاحا ترد به على اهل الباطل الذين يشوشون على الناس في عقائدهم وعباداتهم واعمالهم ويسعون في نشر البدع والضلالات. فاذا كنت على معرفة بهذه الاية ومعرفة بمعناها اصبح عندك باذن الله تبارك وتعالى سلاحا نافعا مفيدا لك في رد ضلال هؤلاء وتستطيع رده ردا مجملا في ضوء هذه الاية اما الرد التفصيلي على اهل البدع واهل الضلال واهل الشبهات فهذا عند اهل العلم الراسخين هم الذين يتولون تفنيد شبهات اهل الباطل آآ آآ شبهة شبهة ويتوسعون في بيان وجوه بطلانها هذا امر عند اهل العلم الراسخين. لكن لكن كل مسلم يستطيع في ضوء هذه الاية ان يرد ردا مجملا على كل صاحب باطل على كل صاحب باطل. وهذه المسألة مستعينا بالله تبارك وتعالى ساوضحها توظيحا بينا واضحا حتى نسير آآ جميعا في جادة واضحة نسلم فيها من شبهات اهل الباطل وتلبيسات اهل الضلال وما اكثرها ولا سيما في هذا الزمان فهذه الاية اصل مهم واصل عظيم وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بنى عليها كتابه العظيم كشف الشبهات بنى عليها كتابه العظيم كشف الشبهات وبين كيف ان المسلم وان كان قليل العلم يسير البضاعة في في نصوص الكتاب والسنة يستطيع بمثل هذه الاصول والقواعد العظيمة ان يرد شبهة كل مبطل على كل مضل ردا مجملا عاما لكن متى يتسنى لك ذلك لان هناك مرحلة قبل هذه المرحلة يعني قبل ان ترد عليه بهذا الاصل الذي دلت عليه الاية هناك مرحلة لا بد ان تعنى بها الا وهي ان تكون ايها المسلم على معرفة بالعقيدة الصحيحة بالدليل تعرف العقيدة الصحيحة بالدليل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام في باب العبادة وباب الاسماء والصفات ابواب الاعتقاد الاخرى تعرف العقيدة بالدليل من الكتاب والسنة من خلال ظبط متن من المتون المختصرة التي كتبها اهل العلم في بيان الاعتقاد ثم بعد ذلك لو قدر ان ملبسا او مبطلا عرظ عليك شبهة لا تدري مخرجها من مدخلها ولا تدري وجه ردها ترد عليه بهذه الاية المحكمة التي تجلي لك الموظوع وتدفع باطل المبطلين وكما يقال بالمثال يتضح المقال من الاصول الراسخة عند كل مسلم بل هو اصل الاصول واساسها ان العبادة حق لمن لله سبحانه وتعالى لا شريك له سبحانه وتعالى في ذلك. وهذا الاصل ثابت عند المسلم ثابت عند المسلم بدلائل كثيرة وحجج وفيرة في القرآن والسنة اقرأ في تثبيت هذا الاصل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ايات كثيرة تثبت هذا الاصل وترسخه وتبين ان العبادة حق لله سبحانه وتعالى وانه لا يجعل مع الله سبحانه وتعالى فيها شريك هذا محكم هذا هذه الايات التي تلوت عليكم بعضها ايات محكمات توضح اصل الاصول واساس الاسس وهو ان العبادة حق لله سبحانه وتعالى فيجب ان يكون هذا الاصل ثابتا مستقرا في قلب المسلم وان العبادة حق لله ويعرف ان العبادة هي الدعاء الذبح النذر الركوع السجود الخوف الرجاء هذه كلها عبادة وهذه كلها حق لله سبحانه وتعالى لا يجعل مع الله جل وعلا شريك فيها لا يجعل مع الله شريك فيها وصلنا الى هذا الحد ورسخ عندنا هذا الاصل ثم بلي احد الناس بمبطل من المبطلين وملبس من هؤلاء الملبسين ثم جاء وبدأ يدخل عليه ببعض الايات التي يشبه عليه من خلالها. قال له مثلا الله سبحانه وتعالى يقول الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون الا تؤمن بمكانة الاولياء ومنزلة الاولياء والله سبحانه وتعالى اثنى على الاولياء وجاءت النصوص الاخرى تدل على ان الاولياء يشفعون وان الانبياء يشفعون وان لهم مكانة وجاه عند الله سبحانه وتعالى ومنزلة عظيمة عند الله تبارك وتعالى فماذا لو انك استنجدت بولي والتجأت اليه وطلبت منه ان يكون لك شفيعا وطلبت منه ان يكون لك وسيلة عند الله عز وجل وطلبت وطلبت ثم دخل على الانسان من هذا الباب ويريد ان يوقعه بمثل هذا الاشتباه في الشرك الصراح وصرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى والتعلق بالمقبورين والاستنجاد بهم وانزال الحاجات بهم ولذا ترى عددا من الناس صرعى ترى عددا من الناس صرعى لشبهات اهل الباطل الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ان اخوف ما اخاف على امتي من الائمة المضلين تراهم صنعة عند القبور يقف خاشعا باكيا متذللا ويقول لصاحب القبر الميت الذي لا يملك لنفسه ظرا ولا نفعا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره يقف عند القبر باكيا خاشعا متذللا ويقول مناجيا صاحب القبر ان لم تأخذ بيدي من الذي يأخذ بيدي ان لم تنقذني من الذي ينقذني ان لم تكن على يديك نجاتي من الذي يكون عليه نجاتي ويبكي خاشعا عند القبر طامع راجيا سائلا متذللا بسبب انه اصبح صريعا لشبهات اهل الضلال واهل الباطل ائمة السوء الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فدخلوا على الجهال وعلى العوام من هذا الباب وهذا هو معنى قوله سبحانه وتعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة فتنوا العوام وفتنوا الجهال ووقعوهم في الشرك بالله وبالعبادة الصريحة لغير الله سبحانه وتعالى ثم مزيدا في التلبيس والاظلال قالوا هذا توسل وهذي شفاعة هؤلاء وسيلة لنا عند الله وهؤلاء شفعاؤنا عند الله فرجعوا الى عين فعل المشركين الاول الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم ويعبدون من دون الله ما لا يظرهم ولا ينفعهم ثم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وفي الاية الاخرى قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى رجعوا الى عمل المشركين الاولين ولهذا بعضهم اذا قام يصلي اذا قام يصلي لا يخشع في صلاته ولا يبكي مثل ما يبكي عند قبر من يزعم انه ولي او يدعى انه من اولياء الله تبارك وتعالى ولم يقف الامر عند هذا الحد اصبح يوجد في من هو منتسب للاسلام من يسجد مستقبلا القبر من كل جهاته ومن يذبح للقبر ومن يدعو صاحب القبر يطلب منه حاجاته من ولد او صحة او عافية او هداية او غير ذلك فاذا جاء مبطل وقال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اما تعرف مكانة الاولياء؟ اما تعرف قدر الاولياء؟ الاولياء كذا والاولياء كذا فكيف يرد عليه تقول له يقول الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران في اوائلها هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات منه ايات محكمات فانظر واقرأ عليه بعض الايات المحكمة اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير اقرأ عليه هذه الايات المحكمات وقل هذه ام لكتاب الله سبحانه وتعالى. وهي توضح لنا ان العبادة حق لله تبارك وتعالى وهذا الذي تقرأه علي في هذه الاية هو داخل في قوله منه ايات منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر هذا شيء متشابه التفصيلي عند اهل العلم اما انا فمع هذا المحكم البين لا اعبد الا الله ولا ادعو الا الله ولا اسأل الا الله ولا استغيث الا بالله ولا اطلب المدد والعون الا من الله ولا اصرف شيئا من العبادة الا لله تبارك وتعالى هذا امر محكم لا ينبغي ان يخرج عنه المسلم قيد انملة. لانه اذا خرج دخل في سبيل اهل الزيغ وخرج من الاعتقاد الصحيح الى عقائد اهل الباطل والضلال وتترك الاجوبة التفصيلية على مثل هذه الشبه الى اهل العلم الراسخين لكن المسلم العادي يرد ردا مجملا بمثل هذا ويقول انا مع الايات المحكمات وعبادتي لن اصرفها الا لله سبحانه وتعالى اما ان تقول لي حق الاولياء ومكانة الاولياء وغير ذلك من الامور التي تريد ان تشبه في تشبه علي من خلالها في هذا الاصل فانا لن اتزحزح عن هذا المحكم البين ولن اصرف شيئا من العبادة الا لله تبارك وتعالى وهكذا بقية الامور وبقية اصول الايمان وثوابت الدين تكون عندك راسخة ثابتة بايات محكمات ونصوص واضحات واذا شبه عليك مشبه او لبس عليك ملبس في ذلك فانك تعيد ذلك الى المحكم الواضح البين من كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه وبهذه المناسبة اقدم نصيحة نصيحة غالية وثمينة وارجو ان يكون لهذه اه انتشارا لعلها تعالج اشكالا عم وطن وانتشر في كثير من الاصقاع وراج في عدد من البقاع الا وهي اننا يجب ان ندرك ان اخطر شيء على الاطلاق واظره على الانسان في دنياه واخراه الشرك بالله عز وجل فليس هناك اخطر من الشرك فهو اظلم الظلم واكبر الموبقات واعظم الكبائر واعظم الذنوب واخطرها قال الله سبحانه وتعالى ان الشرك لظلم عظيم قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم وقال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قالها في موضعين من سورة النساء وقال جل وعلا انه من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح من مكان سحيق وقال جل وعلا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين. اي المشركين المراد بالظلم هنا الشرك. فما للظالمين من نصير وقال جل وعلا والكافرون هم الظالمون والايات في هذا المعنى كثيرة جدا. ولهذا يجب ان يكون اشد شيء نخاف منه في هذه الحياة الشرك بالله وان يكون خوفنا منه واتقاؤنا له ومحاضرتنا من الوقوع فيه اشد من اي امر اخر وانظر ذلك في دعوة امام الحنفاء خليل الرحمن الذي حطم الاصنام بيده وكسرها بيده قال عليه السلام في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ربي انهن اظللن كثيرا من الناس هكذا قال امام الحنفاء ربي انهن اظللن كثيرا من الناس. قال ابراهيم التيمي رحمه الله ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم اذا كان امام الحنفاء ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قال في دعائه واجلبني وبني ان نعبد الاصنام ولهذا يجب علينا جميعا ان نكون في خوفنا من الشرك او يكون خوفنا من الشرك اشد الخوف وان يكون وان نخافه اشد شيء وقد قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي فالشرك اعظم ذنب واكبر جرم ولهذا ليكن امره عندك بينا محكما واضحا تعرف ما هو الشرك وانه تسوية غير الله بالله في خصائصه او في حقوقه فمن سوى غير الله بالله في شيء من خصائص الله او في شيء من حقوق الله تبارك وتعالى كان مشركا بالله سبحانه وتعالى ولهذا احذر ثم احذر ثم احذر ان تبتلى بملبس مظلا يفتنك عن هذا الاصل. ويظلك عن هذه الجادة ويزين لك امورا هي من الشرك بالله سبحانه وتعالى واما ان يسميها اما ان يسمي لك الشرك توسلا او يسميه شفاعة او يسمي ذلك تعظيما للاولياء وقياما بحقوقهم ومعرفة بجاههم او او غير ذلك من الامور او يأتيك باية هي من المشتبهات او يأتيك بحديث موضوع او ضعيف او من الاحاديث الواهيات او يأتيك بقصة مخترعة وشيء من الاخبار الموضوعات وما اكثرها ولهذا تجد بعض الناس انحرف الى الشرك بسبب قصة والعياذ بالله ويقولون قبر فلان ترياق المجربين الذي عنده مشكلة وعنده مصيبة عنده مرض عنده عقم عنده كذا يجرب ترياق المجربين فلان جرب وفلان جرب وفلانة جربت اذهب وجرب التجربة يقولون اكبر برهان وكذبوا اكبر برهان القرآن الكريم والتجارب منها ما هو صادق ومنها ما هو كاذب منها ما تطلع بنتيجة صحيحة ومنها ما ما تكون نتائجها فاسدة. اكبر برهان القرآن الكريم وسنة النبي صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا بعضهم يتنادون ينادون المريض او الذي عنده مشكلة يقول اذهب الى قبر فلان جرب ترياق المجربين فلان جرب وفلانة جربت وعلان جرب واستفادوا فلان كان عقيم وانجب فلانة كانت مريضة وشفيت اذهب وجرب ثم يذهب ويبيع دينه وقد يكون ثمة شيء من الاستدراج قد يشفى مريض وقد يزول عقم وماذا قد يكون استدراجا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون فهذه التجارب ليست فيها الحجة وليست هي البرهان ولهذا كم من اناس فتنوا وصدوا عن دين الله وصرفوا عن التوحيد الخالص واوقعوا في الشرك بالله سبحانه وتعالى اما باية ما مشتبه معناها على بعض الناس فيلبسون بالاشتباه ويتبعون ابتغاء الفتنة او باحاديث موضوعة على النبي عليه الصلاة والسلام احد الوظاعين الكذابين المجرمين كذب على نبينا عليه الصلاة والسلام حديثا وراجع على بعض العوام وراجع على بعض العوام قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو اعتقدت في حجر نفعك امام الحنفاء وداعية التوحيد والذي حارب الشرك اشد محاربة ينسبون اليه مثل هذا الكلام الباطل عياذا بالله لو اعتقدت في في في حجر نفعك ثم العامي اذا قيل له قال صلى الله عليه وسلم لو اعتقدت في حجر نفعك واوتي له ببعض التلبيسات ذهب الى الحجارة واصبح يتمسح بها ويطلب منها حاجاته وطلباته وينسبون ذلك الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فباب الاشتباه والمتشابه هذا باب دخل منه اهل الباطل على العوام والجهال واضلوهم به عن سواء السبيل ولهذا فينبغي على المسلم ان يعرف عقيدته واضحة من الايات المحكمات في كتاب الله عز وجل والامور المشتبهة التي يثيرها بعض الناس يترك بيانها لاهل العلم الراسخين ويبقى هو محافظا على عقيدته الصحيحة الراسخة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. هذا مثال يوضح هذه الاية الكريمة والشيخ رحمه الله تعالى ذكر امثلة اخرى نعم تعيدها قال منها ما تقدم من الاخبار بانه على كل شيء قدير. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء. فاذا اشتبهت على من ظن به خلاف الحكمة وان هدايته واظلال يكون جزافا لغير سبب وضحت هذا الاطلاق وضحت هذه هذا الاطلاق الايات الاخر. الدالة على ان هدايته لها اسباب يفعلها العبد ويتصف بها. مثل قوله يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وان اضلاله لعبده لها اسباب من العبد وهو توليه للشيطان فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انه اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. نعم. هذا الان مثال يقول لو حصل لانسان اشتباه في هذه الايات العامة انه على كل شيء قدير وانه اه ما شاء كان يهدي من يشاء يضل من يشاء. هذه المعاني العامة التي دل عليها القرآن لو حصل عند الانسان اشتباه فيها يهدي من يشاء ويضل من يشاء هكذا جزافا يهدي من يشاء ويظل من يشاء اذا حصل عند الانسان اشتباه في هذا الامر هل هذا جزاف او ان هذا الامر وهذه الهداية وهذا الاظلال عن حكمة وعدل اذا حصل للانسان اشتباه في هذه الامور العامة يذهب الى اشياء تفصيلية في القرآن توضح له الامر فاذا قرأت مضموما الى ما سبق قول الله تعالى يهدي به الله من اتبع رظوانه سبل السلام وايضا مثلها فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى هذا في باب الهداية وفي باب الاظلال اذا قرأت فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء هذا سبب فعلوه وايضا قوله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فاذا يهدي من يشاء ويظل من يشاء هذه تبينها مثل هذه الايات اذا ارجعتها اليها اتضح لك الامر وان هداية اه من هداه الله سبحانه وتعالى هو فظل وانعام واظلال من اظله عدل منه سبحانه وتعالى ولا يظلم ربك احدا. نعم واذا اشتبهت على الجبري الذي يرى ان افعال العباد مجبورون عليها بينتها الايات الاخر الكثيرة الدالة على ان الله لم يجبر العباد وان اعمالهم واقعة باختيارهم وقدرتهم واضافها اليهم في ايات غير منحصرة كما ان هذه الايات التي اضاف الله فيها الاعمال الى العباد حسنها وسيئها اذا اشتبهت على القدرية النفاة وظنوا انها منقطعة عن قضاء الله وقدره وان الله ما شاءها منهم ولا قدرها تليت عليه الايات الكثيرة الصريحة بتناول قدرة الله لكل شيء من الاعيان والاعمال والاوصاف وان الله خالق كل شيء ومن ذلك اعمال العباد وان العباد لا يشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقيل للطائفتين ان الايات والنصوص كلها حق ويجب على كل مسلم تصديقها والايمان بها كلها وان لا تتنافى فهي واقعة منهم وبقدرتهم وارادتهم والله تعالى خالقهم وخلق قدرتهم وارادتهم وما اجمل في بعض الايات فسرته ايات اخر. وما لم يتوضح في موضع توضح في موضع اخر. وما كان معروفا بين وورد فيه القرآن امرا او نهيا كالصلاة والزكاة والزنا والظلم ولم يفصله فليس مجملا لانه ارشدهم الى ما كانوا يعرفون واحالهم على ما كانوا به متلبسين فليس فيه اشكال بوجه والله اعلم. يقول واذا اشتبهت على الجبري يعني مثل قوله يهدي من يشاء يظل من يشاء اذا اشتبهت على الجبري والجبر هو الذي يقول ان الانسان مجبور فعل نفسك ويقول ان الانسان كالورقة في مهب الريح ليس له مشيئة ولا اختيار فاذا اشتبهت هذه الايات الجبري واستدل بها قال يهدي من يشاء يظل من يشاء وان الانسان مجبور على نفسه ليس له اه اختيار في اه هداية او في ظلال وليس له مشيئة في هداية ولا ضلال فكيف يرد عليه تتلو عليه الايات في القرآن الكريم التي تثبت المشيئة للعبد وتقول هذا الاشتباه الذي عندك الذي حصل لك هنا تزيله اية اخرى مثل قوله مثل قوله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء منكم ان يستقيم ومثل الايات الكثيرة التي فيها اظافة الاعمال الى العباد صالحها وسيئها حسنها ورديئها اظافتها الى العباد لانهم فعلوها بمشيئتهم واختيارهم فبهذا يرد على الجبري ما قد يكون عنده من اشتباه وحصل له بقراءته للايات العامة يهدي من يشاء يظل من يشاء يتلى عليه الايات التي توضح ذلك مثل قوله لمن شاء منكم ان لمن شاء منكم ان يستقيم قال كما ان هذه الايات التي اضاف الله فيها الاعمال الى العباد حسنها وسيئها اذا اشتبهت على القدرية النفاة اذا اشتبهت على القدرية النفاة هذه الاعمال آآ آآ التي اضافها الله سبحانه وتعالى الى العباد مثل الصلاة والصيام اه الاحسان البر. ايضا الذنوب والمعاصي الفسق الشرك. جاءت في القرآن فئات كثيرة مضافة الى العباد. ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الى اخر الاية فهذه اظافتها اليهم اذا اشتبهت على القدرية النفاة والقدرية النفاة اي القائلين بنفي القدر وان الامور ليست من مشيئة الله فاذا اشتبه عليهم الامر وقالوا ان الله اظاف هذه الاعمال للعباد وهذا دليل على انهم هم الذين هم الخالقون لها وهذي عقيدة القدرية النفاة يقول العبد هو الخالق لفعل نفسه فبماذا يرد على هؤلاء ترد عليهم بالايات العامة التي تثبت ان الله خالق كل شيء بما في ذلك افعال العباد مثل قوله الله خالق كل شيء ومثل قوله والله خلقكم وما تعملون. ومثل قوله الحمد لله رب العالمين ونظائرها من الايات فاذا اذا حصل عند انسان اشتباه في جانب يضم الى اه ما حصل عنده اه الاشتباه فيه الايات الاخرى التي توضح الامر فيكون بذلك تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة. وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم وايضا اه نختم الكلام على هذه القاعدة بمزيد اخر من التوضيح للاية قوله سبحانه وتعالى منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ما المراد بالتشابه هنا ما المراد بالتشابه هنا هل المراد به التشابه من حيث المعنى او التشابه من حيث الحقائق هل المراد بالتشابه التشابه من حيث المعنى او التشابه من حيث الحقائق الاية تحتمل الامرين الاية تحتمل الامرين يحتمل ان يكون المراد بالتشابه اي من حيث الحقيقة والكن ويحتمل ان المراد بالتشابه اي من حيث المعنى فالاية تحتمل هذا وتحتمل هذا بل ان كلا من الاحتمالين مراد بل ان كلا من الاحتمالين مرادا بالاية في قوله آآ واخر متشابهات وعلى الاحتمال الاول ان المراد بالتشابه اي من حيث الحقيقة والكن في باب صفات الله وفي باب آآ اوصاف الجنة واوصاف الامور التي تكون يوم القيامة التشابه هنا من حيث الحقيقة يكون تشابها مطلقا وليس تشابها نسبيا يكون تشابه مطلقا بمعنى انه امر مشتبه على جميع الناس لا احد من الناس يعرفه تشابه مطلقا اي على جميع الناس ليس من اه ليس احد من الناس يعرف ذلك حقائق وكون صفات الله تبارك وتعالى ايضا حقائق النعيم الذي في الجنة قال عليه الصلاة والسلام آآ قال عليه الصلاة والسلام قال قال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء. ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء اما الحقائق مختلفة فحقائق النعيم الذي في الجنة امر مختلف عنب وعنب لكن حقيقة العنب الذي في الجنة الله اعلم بحقيقته وهكذا بقية النعيم فاذا اذا كان المراد بالتشابه من حيث الحقيقة فالتشابه ما نوعه؟ مطلق اي على الجميع وهنا يلزم الوقوف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله الا الله. يلزم الوقوف هنا والتأويل ايظا له معنيان وكل من المعنيين راجع الى المعنيين المرادين بقوله متشابهات لان التأويل يراد به التفسير الذي هو بيان المعنى ويراد بالتأويل معرفة الحقيقة والمآل فاذا كان المراد بالتشابه من حيث الحقيقة فهذا امر لا يعلم تأويله الا الله ويلزم الوقوف هنا منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله. يجب ان يقف القارئ هنا على اه فهم ان المراد بالتشابه اي من حيث الحقيقة اما اذا كان المراد بالتشابه من حيث المعنى وهذا الاحتمال الثاني وهو وارد في الاية فان الوصل جائز يجوزا ان تصل وهي قراءة اه وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي والراسخون في العلم يعلمون تأويله وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما قال اللهم علمه التأويل اي التفسير علمه التأويل اي التفسير اذا قوله واخر متشابهات يحتمل ان يكون المراد بالتشابه اي من حيث الحقائق ويكون التشابه هنا مطلق لا يعلم تأويله الا الله سبحانه وتعالى ويحتمل ان يكون التشابه من حيث المعنى من حيث المعنى وهذا التشابه امر نسبي يعني يشتبه على بعض الناس ولا يشتبه على الراسخين في العلم وهذا آآ وعلى هذا الفهم يجوز الوصل بان تقرأ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي ان الراسخين في العلم يعلمون تأويله الشاهد ان هذه قاعدة نافعة في فهم كتاب الله عز وجل ومعرفة معانيه ويستفيد منها المسلم زيادة ايمانا بكتاب الله عز وجل وايضا يسلم من خلال من شبهات المضلين وتلبيسات المبطلين. حمانا الله جميعا. ووقانا من تلبيس اهل الضلال ومن علينا بلزوم التوحيد واتباع السنة واعاذنا من الشرك والبدعة. ووفقنا وهدانا اليه صراطا مستقيما ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ونسأله بمنه وكرمه ان يختم لنا شهرنا هذا بخير ختام وان يجعلنا فيه من عتقائه من النار وان يوفقنا لاحياء ما بقي من لياليه على الوجه الذي يرظيه عنا وان يجعلنا ممن صامه ايمانا واحتسابا ومن قامه ايمانا واحتسابا وممن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا وان يصلح لنا شأننا كله وان يصلح لنا النية والذرية انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم