بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثانية والعشرون بمقاصد امثلة القرآن اعلم ان القرآن الكريم احتوى على اعلى واكمل وانفع المواضيع التي يحتاج الخلق اليها في جميع الانواع فقد احتوى على احسن طرق التعليم وايصال المعاني الى القلوب بايسر شيء واوضحه فمن انواع تعاليمه العالية ضرب الامثال وهذا النوع يذكره الباري في الامور المهمة كالتوحيد وحال الموحد والشرك وحالة اهله والاعمال العامة الجليلة ويقصد بذلك كله توضيح المعاني النافعة وتمثيلها بالامور المحسوسة ليصير القلب كانه يشاهد معانيها رأي عين وهذا من عناية الباري بعباده ولطفه فقد مثل الله الوحي والعلم الذي انزله على رسوله في عدة ايات بالغيث والمطر النازل من السماء وقلوب الناس بالاراضي والاودية وان عمل الوحي والعلم في القلوب كعمل الغيث والمطر في الاراضي فمنها اراض طيبة تقبل الماء وتنبت الكلأ والعشب الكثير كمثل القلوب الفاهمة التي تفهم عن الله ورسوله وحيه وكلامه وتعقله وتعمل به علما وتعليما بحسب حالها كالاراضي بحسب حالها ومنها اراض تمسك الماء ولا تنبت الكلأ فينتفع الناس بالماء الذي تمسكه فيشربون ويسقون مواشيهم واراضيهم ويسقون مواشيهم وراضيهم كالقلوب التي تحفظ كالقلوب التي تحفظ الوحي من القرآن والسنة وتلقيه الى الامة ولكن ليس عندها من الدراية والمعرفة بمعانيه ما عند الاولين. وهؤلاء على خير ولكنهم دون لايك ومنها اراض لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ كمثل القلوب التي لا تنتفع بالوحي لا علما ولا حفظا ولا عمل ومناسبة الاراضي للقلوب كما ترى في غاية الظهور واما مناسبة تشبيه الوحي بالغيث فكذلك لان الغيث فيه حياة الاراضي فيه حياة الارض والعباد. وارزاقهم الحسية والوحي فيه حياة القلوب والارواح. ومادة ارزاقهم معنوية. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه القاعدة الثانية والعشرون من القواعد الحسان للعلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له قال في مقاصد امثلة القرآن القرآن ضرب الله تبارك وتعالى فيه لعباده امثلة عديدة وعظم سبحانه وتعالى شأن الامثال ودعا عباده الى عقلها وتدبرها وفهم معانيها وقال جل وعز وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون كان بعض السلف هي اذا قرأ مثلا من امثال القرآن ولم يفهم معناه يبكي ويقول لست من العالمين لان الله جل وعلا يقول وما يعقلها الا العالمون وهذا فيه تنبيه للعباد ولمن يقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى الى اهمية عقل الامثال وفهم معانيها وتدبرها لانها امثال مظروبة لبيان اعظم المقاصد واجل الغايات والقرآن في ضرب الامثال جاء على مهمات الدين واصول الايمان مبينا لها غاية البيان توضح جل وعلا بالامثال التوحيد وحقيقته ووضح تبارك وتعالى بالامثال الشرك وحقيقته وعظم خطره على اهله ووضح بالامثال حال الموحدين اهل الايمان ووضح بالامثال حال المشركين ووضح بالامثال مكانة الوحي وعظم اثره على القلوب المؤمنة ووضح بالامثال حال الناس مع الوحي وانهم كالاودية او كالاراظي والاودية والاراضي متفاوتة من حيث انتفاعها بالوحي واستفادتها من حيث انتفاعها بالمطر واستفادتها منه فالقرآن فيه امثال كثيرة جدا فيه كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى ما يربو على الاربعين مثل كلها في بيان الايمان والتوحيد وحقيقة التوحيد والموحد وحقيقة الشرك والمشرك وايضا مكانة الوحي وهذه هي مقاصد الامثال في القرآن بيان الامور العظيمة وتجليتها للناس وجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المشاهدة المحسوسة وهذه فائدة المثل المثل يظرب ليجعل الامر المعنوي بمثابة الامر الملموس المحسوس المشاهد ولهذا تضرب الامثال لبيان الامور المعنوية تظرب الامثال لبيان الامور المعنوية بان تشبه بامور مشاهدة يراها الناس مثل ما سيأتي معنا قريبا تمثيل الايمان بالشجرة الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة كانه في هذا المثل يقول ان اردت ان تعرف الايمان انظر الى الشجرة باصولها بفروعها بثمار بثمارها هذا شيء امامك تراه وتنظر اليه بعينيك هو يوضح لك الايمان يوضح لك الايمان لان الايمان بمثابة الشجرة فاذا هذه فائدة المثل المثل فائدته عظيمة ومكانته علية في باب العلم والتعليم لانه يجعل الامر المعنوي بمثابة الشيء المشاهد المحسوس. فيتضح الامر ولهذا الامثال التي في القرآن ليست شيئا معقدا او كلاما غامضا بل هو باب رفيع في التعليم وعالي جدا في التوظيح والبيان وتجلية الامور ولاجل ذا كان بعظ السلف يبكي يقول لست من العالمين لانها امثال مضروبة توضح لك اشياء معنوية فاذا كان الانسان لم يستفد من هذه الامثال فكيف تكون استفادته ولهذا ينبغي على المسلم ان يحرص على الاستفادة من الامثال المضروبة في القرآن وفي القرآن ما يربو على الاربعين مثل قال قتادة رحمه الله تعالى اعقلوا عن الله الامثال اعقلوا عن الله الامثال يعني اذا مر عليك مثل في القرآن الكريم فاعقله اعقله اي كن عاقلا لمعناه فاهما لمقصوده ودلالته ومراده حتى تتضح لك امور الايمان وحقائق التوحيد وايضا آآ امور الامور المضادة للايمان والتوحيد من الكفر والشرك بالله والنفاق وحال المنافقين فالقرآن الكريم فيه امثال عظيمة جدا فيه امثال عظيمة جدا ضربها الله سبحانه وتعالى تبصرة للعباد وذكرى للذاكرين وهكذا في سنة النبي عليه الصلاة والسلام جاء عنه احاديث عديدة ظرب فيها الامثال الامثال التعليمية التي يقصد بها البيان والتوظيح فجاء عنه عليه الصلاة والسلام احاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما ضرب فيها عليه الصلاة والسلام الامثال التعليمية التوظيفية وبعض اهل العلم افردوا اه الاحاديث الخاصة بالامثال في كتب خاصة طبعت وافردت بعنوان الامثال الامثال النبوية فهذا باب شريف من العلم باب شريف من العلم وباب عظيم من ابواب الخير ينبغي على المسلم ان يعنى به وكثيرا ما يأتي في بدء المثل المضروب في القرآن او في منتهى التأكيد على العناية به تأكيد على العناية به مثل قوله المتر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فهذا فيه التأكيد على العناية بالمثل والاهتمام وان فائدة ظرب المثل تذكر العباد وعقلهم لمعاني القرآن الكريم ولمهماته ولجانب التوحيد الذي هو المقصود الاعظم والغاية الكبرى من انزال الوحي ولهذا اكثر الامثال التي في القرآن في التوحيد اكثر الامثال المضروبة في القرآن هي في التوحيد في بيانه او في التحذير من ضده او في بيان اهله او في بيان اهل المخالفين له وهذا مما يبين لنا ان التوحيد اعظم شيء في القرآن ويدل اه على ان التوحيد اعظم شيء في القرآن دلائل كثيرة منها ان اكثر الامثال المضروبة في القرآن ضربت لبيان التوحيد بدأ الشيخ رحمة الله عليه فهذه القاعدة في بيان مكانة القرآن العظيم في العلم والتعليم وانه كتاب هداية وكتاب علم وكتاب تعليم اودع الله سبحانه وتعالى فيه من الحجج العظيمة والبراهين الساطعة والدلائل البينة ما يجلي الحقائق اتم تجليه ويبينها احسن بيان وتنوعت دلائل القرآن وبراهينه تنوع الدلائل القرآن وبراهينه ولهذا يقول احتوى على احسن طرق التعليم القرآن احتوى على احسن طرق التعليم وايصال المعاني الى القلوب بايسر شيء واوضحه فمن انواع تعاليمه العالية ضرب الامثال اذا كتاب الله عز وجل اشتمل على احسن انواع التعليم بطرائق عديدة واساليب متنوعة ومن طرائق القرآن واساليبه في التعليم ضرب الامثال ضرب الامثال قال وهذا النوع يعني الامثال يذكره الباري في الامور المهمة يذكره الباري في الامور المهمة يعني في توضيح الامور المهمة كالتوحيد والايمان والتحذير من ضده قال كالتوحيد وحال الموحد والشرك وحالة اهله والاعمال العامة الجليلة وكل ذلك سيأتي عليه آآ بعظ الامثلة عند الشيخ رحمه الله تعالى قال ويقصد بذلك كل توضيح المعاني النافعة وتمثيلها بالامور المحسوسة ليصير القلب كانه يشاهد معانيه رأي العين وهذا فيه فائدة ضرب المثل فيه فائدة ضرب المثل وان المثل فائدته ان يجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المحسوسة كانك تراها بعينك المثل فائدته ان يجعل لك الامر المعنوي كالامر المشاهد فهذه فائدة الامثال قال يقصد بذلك كله توضيح المعاني النافعة وتمثيلها بالامور المحسوسة ليصير القلب كأنه يشاهد معانيها رأي عين وهذا من عناية الباري بعباده ولطفه سبحانه وتعالى اي انه ظرب هذه الامثال عناية منه سبحانه وتعالى ولطفا بالعبادة ثم بدأ رحمه الله تعالى بظرب بعظ الامثلة او ذكر بعظ امثال القرآن فذكر اولا مثلا ضربه الله سبحانه وتعالى في كتابه لبيان الوحي لبيان الوحي الذي انزله الله سبحانه وتعالى على عباده هداية لهم نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين فالله جل وعلا في القرآن في مواضع عديدة ظرب امثالا تبين الوحي وان الوحي مثله مثل المطر الوحي مثله مثل المطر والقلوب التي يصل اليها الوحي مثلها مثل الاراضي والاودية واذا نظرت الى الاراضي ما مدى استفادتها من الامطار التي تنزل عليها هل استفادتها منها واحدة او متفاوتة تجد ان الامطار تنزل وتهطل بكثافة ثم تأتي الى بعض الاراضي بعد المطر بيوم او يومين لا ترى فيها ماء ولا ترى فيها نباتا وتجد بعظ الاراظي اذا نزل الماء حفظته حفظته اصبحت للماء كالوعاء فيستفيد الناس ويرده الناس وترده الماشية وتجد اراضي تستفيد هي من الماء عشبا ونباتا وكلأ ويستفيد منها الناس فليست الاراضي مع المطر على حالة واحدة بل الاراضي مع المطر متفاوتة والامر تماما في حال القلوب مع الوحي فالوحي شأنه كشأن المطر والقلوب شأنها كشأن الاراضي وكما ان الاراضي متفاوتة باستفادتها من الماء قلة وكثرة وجودا وعدما فان القلوب كذلك متفاوتة في في استفادتها من الوحي قلة وكثرة وجودا وعدما ولهذا تجد في القرآن امثالا توضح الوحي توضح الوحي بضرب المثل عليه بالمطر وان شأن الوحي كشأن المطر ثم تأتي هذه الامثلة مبينة حال الناس مع هذا الوحي وانهم ينقسمون الى اقسام في سورة الرعد ضرب الله سبحانه وتعالى هذا المثل ضرب الله جل وعلا هذا المثل لبيان حال اهل الايمان مع الوحي قال جل وعز انزل من السماء ماء تسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس تنميهات فهنا ظرب الله جل وعلا مثلا بمثلا للوحي بالمطر وبين حال اهل الايمان على تفاوتهم في الاستفادة من الوحي فقال جل وعز انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها عندما ينزل المطر احتمال الاودية لماء المطر متفاوتا منها اودية كبيرة تستوعب ماء كثيرا ومنها اودية صغيرة لا تستوعب الا ماء قليلا وهكذا الشام في القلوب اذا وصل اليها الوحي هناك قلوب كبيرة تستوعب الوحي وتعقل المعاني وتحفظ وتفهم وتستنبط الى اخر ذلك وهناك قلوب صغيرة الذي يصل الى هذا القلب هو نفسه الذي يصل الى هذا القلب الذي يصل الى هذا القلب هو نفسه الذي يصل الى هذا القلب. لكن القلب نفسه متفاوت. هناك قلوب كبيرة تستوعب وتستنبط وتفهم وتعقل وهناك قلوب صغيرة فسالت اودية بقدرها فسالت اودية بقدرها فهذا مثل مائي ثم ذكر جل وعلا ايضا لاهل الايمان مثلا ناريا قال ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله الان عندما يريد صاحب الذهب ان يصفيه او ان ينقيه يجعله فوق النار ويبدأ يسليه بالنار حتى يذهب الزبد وما لا فائدة فيه ويبقى المستفاد منه وهو الجوهر والذهب والمعادن التي ينتفع بها وما سوى ذلك يذهب وما سوى ذلك يذهب ايضا اذا سالت الاودية اذا سالت الاودية بالماء الاودية فيها غثاء الاودية فيها غثاء وفيها ما لا فائدة فيه. فاذا جاء الماء واستوعب الوادي ومشى فيه اخذ يقذف بالزبد على جنبتيه ولهذا يقول العلماء الزبد هنا في المثل المائي والمثل الناري هو يبين حال الشبهات والشهوات التي تكون في قلوب الناس يبين حال الشبهات والشهوات التي تكون في قلوب الناس وان الله سبحانه وتعالى اذا اراد بعبده خيرا وجاء الوحي واستقر في قلبه واستقر في قلبه فان استقرار الوحي في قلبه وتمكنه في نفسه وثباته فيه يطرد عنه باذن الله تبارك وتعالى هذا الزبد زبد الشبهات وزبد الشهوات فيطردها ولا يبقى لها وجود في القلب وكلما قوي حظ القلب من الوحي عظم اه استفادة عظمت استفادته منه وقل وجود الشبهات والشهوات في قلبه قال فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وهكذا الشأن في حال المؤمن الموحد الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى بالوحي والايمان ونوره واستقرار ذلك في قلبه هذا يمكث باذن الله اذا شاء الله له ثباتا على الايمان ويطرد عنه زبد الشبهات وزبد الشهوات ويستقر ويمكث في قلبه هذا الوحي الذي به سعادته وفلاحه في الدنيا والاخرة قال فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال فعبد الله المؤمن الذي يكرمه الله سبحانه وتعالى باستقرار هذا الوحي في قلبه وانتفاعه به باذن الله جل وعلا يطرد عنه زبد الشهوات وزبد الشبهات ويذهبها عن عن قلبه ويبقى في قلبه ما ينتفع به قلبه هذا في في المثلين الماء والناري وكلاهما ضرب في هذه الاية لبيان حال المؤمن وقد ضرب الله سبحانه وتعالى هذين المثلين المثل المائي والمثل الناري لبيان حال المنافق لبيان حال المنافق وانه لا يستفيد من الوحي ولهذا لما ذكر الله المنافقين في اوائل سورة البقرة وذكر بعض اوصافهم ضرب مثلا مائيا ومثلا ناريا لبيان حالهم مع الوحي قال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا من اجل ان يستفيد منها وان ينتفع فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون فهذا حالهم مع المثل النار لا يستفيدون من نور الوحي لا يستفيدون من نور الوحي ولهذا قال ذهب الله بنورهم ولم يقل ذهب بنارهم لانه ذهب عنهم الاضاءة وبقي عليهم الاحراق ذهب عنهم الاضاءة وبقي عليهم الاحراق. قال ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون هذا مثل النار ثم ذكر المثل المائي المبين لحالهم قال او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت فهذه حالهم مع آآ الوحي حالهم مع الوحي انهم لا يستفيدون منه واذا جاءتهم ايات الوحي وما فيه من القوارع وما فيه من الزواجر وما فيه من التهديد وما فيه من الوعيد اذا جاءتهم هذه الايات حالهم معها يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق يعني حالهم مع الصواعق التي تكون مع المطر هي حال مع الصواعق التي تكون في القرآن القرآن فيه قوارع في زواجر وفي مواعظ وفي موقظات للقلوب فهؤلاء لا ينتفعون بها جعلوا اصابعهم في اذانهم فلا يستفيدون ولا ينتفعون بخلاف اهل الايمان الذين يكرمهم الله سبحانه وتعالى بان يستقر الوحي في قلوبهم فيستفيدون منه وينتفعون اه على تفاوت بينهم في ذلك وهم فيه على ثلاث درجات قال الله سبحانه وتعالى اهل الايمان في حالهم مع الوحي على ثلاث درجات بينها في قوله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فهم ما فهم فيه على هذه الدرجات درجة السابق بالخيرات ودرجة المقتصد ودرجة الظالم لنفسه فيما دون الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى قال رحمه الله فقد مثل الله الوحي والعلم الذي انزله على رسوله في عدة ايات بالغيث والمطر النازل من السماء واشرت الى بعض الامثلة التي وردت في القرآن ضاربة للناس هذا المثل قال وقلوب الناس مثل الله الوحي والعلم الذي انزله على رسوله في عدة ايات بالغيث والمطر النازل من السماء وقلوب الناس بالاراضي والاودية اي ومثل قلوب الناس الاراضي والاودية وان عمل الوحي والعلم في القلوب كعمل الغيث والمطر في الاراضي ثم ذكر انها على اقسام وبينها هذه الاقسام التي ذكر آآ نذكر الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طيبة هذا لفظ مسلم ولفظ البخاري طائفة نقية او ارضا نقية وهذا وصف للقلوب التي تستفيد من الوحي اعظم فائدة. النقاء والطيب النقاء والطيب واعرج على هذين المعنيين قريبا قال ارض اه منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير الكلى والعشب كله نبات لكن النبات اذا جف ويبس يقال له عشب واذا كان طريا اخضر يقال له كلا قال انبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجادا وكان منها اجادل والارض الجدباء هي التي تمسك الماء وتحفظ الماء هذا شأنها ولكنها لا تنبت العشب قال وكان منها اجاذب امسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا واصاب طائفة اي طائفة اخرى من الاراضي انما هي قيعان والارظ القاع لا تمسك الماء ولا تنبت العشب انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا فهذا حديث عظيم جدا ينبغي على المسلم ان يقف عند هذه الاقسام الثلاثة في هذه الامثال المضروبة والنبي صلى الله عليه وسلم جعل حال القلوب في استفادتها من الوحي كحال الاراظي في استفادتها من المطر قال وكما ان الاراضي في استفادتها من المطر على ثلاثة اقسام قسم اراض طيبة نقية طيبة اي مستعدة للاستفادة من الماء ولاخراج النبات ونقية من الدواخل التي تشوب الاراضي فتسقمها وتمرظها وتظرها وتقلل نباتها وهكذا الشأن في القلوب التي يريد الله سبحانه وتعالى بها الخير وهي القلوب التي كتب الله عز وجل لها الاستفادة من طيب الوحي ونقاها من اوظار الشرك واوظار النفاق واوظار المعاصي المهلكات قال الشاهد ان النبي عليه الصلاة والسلام ظرب هذا المثل العظيم والشيخ بنى كلامه رحمه الله هنا على هذا الحديث قال فمنها اراضي طيبة منها اراضي طيبة تقبل الماء وتنبت الكلأ والعشب الكثير كمثل القلوب الفاهمة التي تفهم عن الله ورسوله وحيه وكلامه وتعقله وتعمل به. علما وتعليما بحسب حالها كالاراضي بحسب حالها فهذا نوع من الاراضي ونوع من القلوب كتب الله عز وجل لها حظا من العلم وحظا من الفهم وحظا من العمل على تفاوت بينها في ذلك وهذه خير القلوب يليها في الرتبة قال ومنها اراض تمسك الماء ولا تنبت الكلأ تنبئ تمسك الماء اي تحفظه للناس فيرد الناس عليه وترد عليه الماشية ويستفيدون منه ويأخذون منه لمواشيهم ولزروعهم قال فينتفع الناس بالماء الذي تمسكه فيشربون ويسقون مواشيهم واراضيهم كالقلوب التي تحفظ الوحي من القرآن والسنة وتلقيه الى الامة. ولكن ليس عندها من الدراية والمعرفة بمعانيه ما عند وهؤلاء على خير ولكنهم دون اولئك دل الحديث ان اهل الخير مع الوحي على رتبتين رتبة هم اهل آآ رواية ودراية اهل رواية ودراية ورتبة اهل رواية ورعاية اهل رواية ورعاية يرون الاحاديث وايضا يعتنون بها لكنهم ليس عندهم ذاك الحظ من الدراية بحيث يستنبط من الاحاديث المعاني والدلائل والحكم والاحكام فهمه وعقله يقصر عن ذلك ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر رب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه قد قد تذكر حديثا لشخص هو لا يحفظه قد تذكر حديثا لشخص هو لا يحفظه وانت تحفظه حفظا متقنا ثم يبدأ يقول لك هذا الحديث يستفاد منه فوائد الاولى الثانية الثالثة الرابعة الخامسة السادسة يعدد لك فوائد وانت تحفظ الحديث من وقت طويل ولا تدري ان فيه هذه الفوائد رب حامل فقه الى من هو افقه منه رب حامل فقه الى غير فقيه نعم حفظك للحديث خير كثير. ورعايتك للحديث خير كثير وكونك لا تتمكن من الاستنباط ولا ولا ولا يصل عقلك الى الاستنباط فانت على خير انت على خير عظيم ما دمت صاحب عناية بالحديث ورعاية له فاذا ارتفع مكان الانسان وقدره وزاد مع العناية بالحديث رواية ورعاية فاصبح من اهل الدراية بالحديث والفقهي والعقل والاستنباط لمعانيه هذه رتبة اعلى. لكن كلا منهما على خير اهل الرواية والدراية واهل الرواية والرعاية كلهم على خير لكن الاولون اخير وافضل واعظم مكانة لكن الطائفتين كلهم على خير من جعل النبي صلى الله عليه وسلم حالهم كحال الارض الطيبة النقية ومن جعل ايظا حالهم صلوات الله وسلامه عليه كحال الارض الاجادب التي تمسك الماء ولا تنبت الكلى فكل من هؤلاء على خير ثم ذكر المثل الاخر والحالة الثالثة قال ومنها اراض لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ كمثل القلوب التي لا تنتفع بالوحي كمثل القلوب التي لا تنتفع بالوحي يعني لا لا لا لا تمسكوا ماء ولا تنبت كلأ لا تمسكوا ماء ليسوا اهل رواية ولا تنبت كلأ ليسوا اهل دراية لا رواية ولا دراية والاولون تمسك الماء اهل رواية ورعاية للاحاديث ولا تنبت كلام ليسوا اهل السنباط ليسوا اهل استنباط من الاحاديث والاولون اهل رواية ودراية فاذا انقسموا الناس مع الوحي الى ثلاثة اقسام اهل رواية ودراية واهل رواية ورعاية ليس عندهم دراية واستنباط للاحاديث والاخرون لا رواية ولا دراية قال ومنها اراض لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ كمثل القلوب التي لا تنتفع بالوحي لا علما ولا حفظا ولا عملا قال رحمه الله ومناسبة الاراضي للقلوب كما ترى في غاية الظهور شيء واضح تماما واضح تماما يعني من اراد ان ان ينظر الى تفاوت الناس مع الوحي فلينظر الى تفاوت الاراضي مع المطر عندما ينزل قال هذا امر في غاية الظهور واما مناسبة تشبيه الوحي بالغيث اما مناسبة تشبيه الوحي بالغيث فكذلك يعني في غاية الظهور لان الغيث في حياة الارظ والعباد وارزاقهم الحسية والوحي فيه حياة القلوب حياة القلوب والارواح ومادة ارزاقهم المعنوية ولهذا تجد في بعض الايات يصف الله جل وعلا الوحي بانه روحا قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا وتأمل روحا ونورا لان الوحي فالقرآن ضرب له مثلا مثلا مثل مائي ومثل ناري ولهذا الذين لا يستفيدون من الوحي كالاموات في الظلمات والذين يستفيدون من الوحي كالاحياء في الانوار والاماكن المضيئات ففرق بين ميت في مكان مظلم وبين حي في مكان مضيء فرق بين ميت في مكان مظلم وفرق وبين حي وفي مكان مضيء فهذا فهذان مثلا يبينان حال الناس مع الوحي المثل المائي والمثل اه اه النار قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا هذا الماء كيف ان الماء تحيا به آآ الزروع والماشية والناس وكذلك الوحي تحيا به القلوب والمثل الناري قال ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا في سورة الحديد في سورة الحديد قال الله عز وجل الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون انظر كلام الشيخ الاتي او الذي مر قال ومناسبة الاراظي للقلوب كما ترى في غاية الظهور. واما مناسبة تشبيه الوحي بالغيث فكذلك لان الغيث فيه حياة الارض والعباد وارزاقهم الحسية. والوحي فيه حياة القلوب والارواح ومادة ارزاقهم المعنوية ولهذا لما ذكر الله عز وجل قسوة القلوب بسبب بعدها عن الوحي وطول امدها عنه ظرب مثلا توضيحيا قال اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها ما فائدة ذكر حياة الارظ بالماء بعد موتها عقب ذكره لقسوة القلوب ببعدها عن الوحي اي كما انه سبحانه وتعالى يحيي الارض الميتة بالماء اذا انزل الله عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج فكذلك القلب الميت اذا اراد الله سبحانه وتعالى حياته انزل عليه الوحي فكانت حياته به فكانت حياته به. ولهذا قال اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي في الظلمات ان يمشي به في الناس وفي الاية الاخرى قال يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالشاهد ان كما ان الارض الميتة تحيا وتنبت وتهتز وتربو اذا انزل الله عليها الامطار فكذلك القلوب القاسية والقلوب الميتة اذا كتب الله سبحانه وتعالى لها حياة فانزل عليها الوحي اانزل عليه الوحي فكانت حياتها فكانت حياتها به فاذا هذا مثل عظيم جدا ضربه الله سبحانه وتعالى في القرآن وضربه النبي عليه الصلاة والسلام في السنة وهو يبين اه كانت الوحي وانه مثل المطر ومكانة القلوب وانها مثل الاراضي ومثل الاودية والاودية والاراضي متفاوتة في انتفاعها من المطر وكذلك القلوب متفاوتة في استفادتها وانتفاعها من الوحي. نعم وكذلك مثل الله كلمة التوحيد بالشجرة الطيبة التي تؤتي اكلها كل حين باذن ربها كذلك شجرة التوحيد ثابتة بقلب صاحبها معرفة وتصديقا وايمانا وارادة لموجبها وتؤتي اكلها وهو منافعها كل وقت. من النيات الطيبة والاخلاق الزكية والاعمال الصالحة والهدي المستقيم ونفع صاحبها وانتفاع الناس به. وهي صاعدة الى السماء لاخلاص صاحبها وعلمه يقينه ثم اه ذكر رحمه الله تعال هذا المثل الذي ضربه الله جل وعلا في سورة إبراهيم قال جل وعز الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم كارون فهذا مثل عظيم ضربه الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة لبيان التوحيد وكلمة التوحيد وحال اه اهل الايمان المستفيدين من هذه الكلمة العظيمة المنتفعين بها وان شأن الايمان في قلوبهم كشأن الشجرة ومن المعلوم ان الشجرة لها اصل ثابت في الارض لها عروق ضاربة في الارض ولها اصل راسخ ولها فروع ولها ثمار وهكذا الشأن بالنسبة للايمان الايمان مثل الشجرة الشجرة لابد لها من مكان تنبت فيه ولا تنبت في كل ارض وكذلك الايمان لا ينبت في كل قلب الا القلوب التي كتب الله هدايتها وشرح شرح الصدور التي شرحها الله سبحانه وتعالى للايمان وقبوله ففيهم ففي هذه القلوب تنبت شجرة الايمان اصول هذه الشجرة مكانها قلب المؤمن وفروعها الاعمال الفاضلة والطاعات الزاكية والاخلاق النبيلة والاداب الكاملة التي يتزين ويتحلى بها المؤمن وثمرات هذه الشجرة كل خير يفوز به العبد ويظفر به في دنياه واخراه فهذا مثل العظيم ضربه الله سبحانه وتعالى لبيان اه التوحيد والايمان قال رحمه الله وكذلك مثل الله كلمة التوحيد بالشجرة الطيبة التي تؤتي اكلها كل حين باذن ربها فكذلك شجرة التوحيد ثابتة بقلب صاحبها اي المؤمن معرفة وتصديقا وايمانا وارادة لموجبها وتؤتي اكلها وهو منافعها كل وقت من النيات الطيبة والاخلاق الزاكية والاعمال الصالحة والهدي المستقيم ونفع صاحبها وانتفاع به وهي صاعدة الى السماء لاخلاص صاحبها وعلمه ويقينه والشيخ رحمه الله بنى على هذا المثل رسالة من اعظم ما يكون نفعا وفائدة انصح كل مسلم ان يقتنيها سماها رحمه الله تعالى التوضيح والبيان لشجرة الايمان وبدأ رحمه الله بهذه الاية الكريمة. الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة الى تمامها ثم ذكر رحمه الله ان هذه الشجرة لها اه اصولها وبينها في فصل مستقل ولها امور هي تستمد منها تزيدها وتقويها وتنميها وبينها في فصل مستقل ولها ثمار وفوائد في الدنيا والاخرة لا تعد ولا تحصى وبينها في فصل مستقل وبنى الرسالة على فصول ثلاثة. الفصل الاول في حقيقة الايمان وحده وتفسيره والفصل الثاني في الامور التي يستمد منها الايمان ويكون بها تقويته وتنميته وفصل ثالث بين فيه ثمار الايمان وفوائده على اهله في الدنيا والاخرة فهي رسالة عظيمة النفع كبيرة كبيرة الفائدة هذا المثل الذي ضرب في هذه الاية الكريمة جاء ايضا توضيح له في السنة النبوية في الحديث المخرج في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام اوتي يوما بجمال نخلة وجمار النخلة لونه ابيض وطعمه حلو ويسمى قلب النخلة فاوتي عليه الصلاة والسلام بجمار نخلة فاكل منه اكل منه ووضعه امامه ثم قال للصحابة اخبروني عن شجرة اخبروني عن شجرة جعلها الله سبحانه وتعالى مثلا للمؤمن لا يتحات ورقها ولا ولا هكذا لفظ الحديث. اي ذكر اوصافا لها تدل على قوتها صلابتها تمكنها ثباتها رسوخها ولا ولا يعدد لهم صفات لهذه الشجرة. اخبروني عنها وهو عليه الصلاة والسلام اكل امامهم من جمار النخلة وسيلة تقريبية للجواب امامهم اكل من زمار النخلة ووضعه امامه ثم قال على اثر ذلك اخبروني عن شجرة لجعلها الله مثلا للمؤمن لا يتحات ورقها ولا ولا يعني ذكر صفات لها قال ابن عمر فخاض الصحابة في شجر البوادي لان الاشجار التي في البوادي وفي الجبال معروفة بالقوة والتماسك والنبي عليه الصلاة والسلام سؤاله يدل على ان هذه شجرة متماسكة قوية راسخة فذهبت اذهانهم الى اشجار البوادي وكل بدأ يذكر شجرة من اشجار البوادي فلما لم يعرفوا قال عليه الصلاة والسلام هي النخلة قال هي النخلة يقول ابن عمر لما خرجنا وكان ابو بكر وعمر حاضرين يقول لما خرجنا قلت لابي والله انه قد وقع في نفسي انها النخلة قال فما منعك ان تقول؟ قال مكانك ومكان ابي بكر انظر ادب صغار الصحابة قال مكانك ومكان ابي بكر يعني منزلتك ومكانك اه جعلني لا اتكلم مع ان الصغير اذا طرح سؤال اذا طرح سؤال والجواب حاضر عنده ما يملك نفسه كبير او غير كبير ما يملك نفسه اصلا رأسا ربما قبل ان يتم السائل الجواب يقفز الصغير ويقول الجواب كذا. الصغير ما يملك نفسه. اذا كان الجواب حاضر عنده يقفز مباشرة لكن ابن عمر ملكه ادبه ملكه ادب مع صغر سنه ملكه ادبه وبقي ساكتا الى ان خرج حتى في اخر المجلس لم يوجد حتى في اخر المجلس لم يجب فضلا عن ان يكون يقفز في اول السؤال ويجيب حتى اخر المجلس. وانفض الناس واجاب النبي عليه الصلاة والسلام وهو متأدب وساكت ثم لما خرج يقول لوالده والله انه وقع في نفسي انها النخلة قال فما منعك ان تقول ذلك قال مكانك ومكان ابي بكر قال والله لان كنت قلت ذلك احب الي من كذا وكذا لولا ان كنت قلت ذلك احب الي من كذا وكذا فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر تحديدا ان المراد بالشجر بالشجرة هنا في الاية هي النخلة تحديدا دون غيرها من اشجار وهذا فيه دلالة على فضل النخل وبركته وانه خير الاشجار وافضلها وان النخل سيد الاشجار النخل سيد الاشجار وافضلها بدليل ان الله سبحانه وتعالى جعله من بين الاشجار مثلا للايمان والتوحيد ولبيان مكانة الايمان والتوحيد في قلب المؤمن ولهذا النخلة تحديدا هي المراد بقوله كشجرة طيبة والله عز وجل وصف النخلة في هذه الاية بانها شجرة طيبة وان لها اصل وان لها فروع ولها ثمار وان ثمار النخلة يستفاد منها طول العام ولهذا ترى اه اه الديار التي فيها النخيل يأكل اهلها من ثمرها طول العام اما الذي عنده شجرة تفاح او شجرة برتقال او غير ذلك الاشجار يأكل منها وقت اه اه خروج هذه الثمار ثم بعد ذلك لا يستفيد منها. دعك من زماننا هذا الذي وجدت فيه الثلاجات. لكن كان يستفاد منها في وقتها اما بالنسبة لاهل النخيل فانهم يستفيدون منها في وقتها بلحا ورطبا ويستفيدون منها على امتداد العام تمرا يستفيدون منها فهي فهي يستفاد من ثمرها على على مدار السنة على مدار السنة ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى النخلة تحديدا مثلا للمؤمن ولما جعلها الله سبحانه وتعالى مثلا للمؤمن ذكر في الاية اربعة اوجه سبة بين النخلة وبين المؤمن ذكر في الاية اربعة اوجه من الشبه بين المؤمن وبين النخلة قال كشجرة طيبة هذا الشبه الاول الطيب النخلة شجرة طيبة في منظرها في مخبرها في ثمرها في الاستفادة من كل جزء من اجزائها. ولهذا جاء في لفظ اخر للحديث قال ان من الشجر لما بركته كبركة المؤمن ما اخذت منها من شيء نفعك النخلة تمتاز بان كل جزء منها مفيد واهل النخيل يعرفون ذلك كل جزء من النخلة مفيد في مجال معين ولهذا يستفيدون منها فوائد عظيمة جدا من ثمارها من خوصها من عشبها من كربها من اصولها الى اخر ذلك النخلة كل جزء منها مستفاد منه ليس في النخلة جزء يقال هذا غير منتفع به. ما اخذت يقول منه عليه الصلاة والسلام منها من شيء نفعك. كل شيء منها مفيد فقال كشجرة طيبة اصلها ثابت النخلة لها اصل ثابت يعني ظارب ومتمكن وماسك في الارض وايضا المؤمن لا لإيمانه اصل ثابت ومكانه القلب واصول الايمان ستة ومكانها القلب ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. هذه الامور الستة لا الايمان كالاصول للاشجار هذه الامور الستة للايمان كالاصول الاشجار وكالاعمدة للبنيان كما ان الشجرة لا تقوم على اصلها والبناء لا يقوم على الا على عماده فكذلك الايمان لا يقوم الا على هذه الاركان. ولهذا قال الله في اية من القرآن الكريم ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. اذا وجد اذا انتفى اصل من هذه الاصول الايمان كله ينهدم ولا نستفاد لا من طاعة ولا من خلق ولا من معاملة ولا غير ذلك ولهذا قال الله سبحانه وتعالى مثل الذين كفروا اعمالهم كرماد اشتدت بها الريح في يوم عاصف اعمالهم كرامات الاعمال الكثيرة التي يأتي بها الكافر شأنها كالرماد ما يستفاد منه اشتدت به الريح رماد واشتدت به الريح. اي فائدة تحصل منه وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فجعلناه هباء منثورا فاذا الايمان له اصل قال قال اصلها ثابت وفرعها في السماء ايظا النخلة لها فرع وممتد مرتفع في السماء وايضا شجرة الايمان لها فروع وفروعها هي الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة التي يقوم بها المؤمن والامر الرابع او الوجه الشبه الرابع قال تؤتي اكلها كل حين اكلها اي ثمارها وجناها وهكذا الايمان ثماره على صاحبه في الدنيا والاخرة ينالها كل وقت في دنياه واخراه وكل خير يحصله العبد وكل شر يدفع عنه فهو ثمرة من ثمار الايمان ونتيجة من نتائجه فهذه اربعة وجوه سبأ بين المؤمن والنخلة واهل العلم في كتب التفسير في شرحهم لهذه الاية وكذلك في كتب الحديث في شرح لهذا الحديث حديث ابن عمر اجتهدوا بجمع اوجه الشبه اجتهدوا في جمع اوجه الشبه بين المؤمن وبين النخلة بين المؤمن وبين النخلة وذكروا وجوها كثيرة وجمعت ما قاله اهل العلم في كتب التفسير وكتب الحديث في رسالة طبعت بعنوان مماثلة المؤمن للنخلة فكانت اوجه الشبه التي ذكرها اهل العلم بين المؤمن وبين النخلة تقارب العشرين وجها وكلها اوجه صحيحة تراها واظحة التماثل بين المؤمن وبين النخلة ولهذا المؤمن يستفيد من هذا المثل يستفيد من هذا المثل والنخلة هذه الشجرة الطيبة هي في الحقيقة امر مشاهد محسوس امام عينيك تراه يوضح لك الايمان يوضح لك الايمان اذكر مرة كنا في مجلس في مكة في فناء بيت كنت القي درسا على اناس من بلد ليس فيه نخيل ولا يعرفون النخيل. ولا ولا رأوا النخيل. فكنت اتحدث حول هذا الموضوع فقلت لهم هل رأيتم النخلة مرة وبيني وبينهم مترجم فقالوا لا ما نعرفها قلت ما رأيتموها ابدا؟ قالوا لا ابدا ما رأينا ما رأيناها. قلت ابدا كلكم رأيتم النخلة وكان وانا القي الكلمة الى جوار نخلة في الفناء الذي نحن جالسين كان الى جوار نخلة مثل ما كانوا يرونني يرون النخلة كانت الى جنبي فقلت ابدا كلكم رأيتموها قالوا ابدا ما رأيناها قلت ابدا انا متأكد كلكم رأيتم النخلة هذه هي النخلة ثم قلت لهم هذه النخلة التي الى جواري مثل ما ترون هذه نخلة مريظة ظعيفة لو تذهبون الى البساتين التي يعتنى فيها بالنخيل ترون فرقا شاسعا بينها وبين هذه النخلة وبدأت من خلال هذا المعنى اوضح لهم ان النخيل كما انه يتفاوت بحسب ارضه وحسب مكانه وحسب العناية به قوة وظعفا وثمرة فكذلك اهل الايمان يتفاوتون. الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واهله ليسوا فيه سواء واذا دخل انسان الى بستان فيه نخيل يجد النخل متفاوت ليس اه اه ليس على اه اه ليس على درجة واحدة يسقى بماء واحد ولكن يتفاوت في الثمار وفي الاكل تفاوتا عظيما فالشاهد ان هذا مثل عظيم ورائع ونافع وكان السلف رحمهم الله يعتنون به جاء في بعض اه السنن في سنن الترمذي ان انس بن مالك اتي بطبق عليه رطب اتي بطبق عليه رطب فقال يا ابا العالية كل من ثمرة الشجرة التي جعلها الله مثلا للمؤمن يأكلون الرطب ويذكرون هذا المثل العظيم النافع آآ الذي جعله الله سبحانه وتعالى امامنا مشاهدا محسوسا يوضح لنا الايمان وحقيقة الايمان وحال اهل الايمان مع الايمان وتفاوتهم فيه من خلال هذا المثل الواضح الذي يعرف كل احد فهذا مثل من امثال القرآن في توظيح الايمان بعده ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا يوضح فيه حال الكفر. والكافرين قال ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار هذا مثل شجرة الكفر مثل شجرة الكفر قال ومثل كلمة خبيثة وهي كلمة الكفر كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض. قيل المراد بها شجرة والحنظل ليس لها عروق راسخة اذا مر الانسان بها وظربها بقدمه انقشعت على طول انقشعت ولا ليس لها عروق راسخة وثمارها حنظل مر المذاق لا يطاق اكله ولا يقرب ولا يرضى الانسان ان يقترب منه وهو مؤذي للانسان اذا وطأه بقدمه اذاه فضلا عن فضلا عن ان يأكله ان يأكله والماشية لا تقربه شجر الحنظل ولا تدنو منه مع انه شجر ولونه اخضر لكنها تبتعد عنه لانها آآ فطرها الله سبحانه وتعالى على المعرفة بمضرته لها يؤذي اذى شديدا قال ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا لعقل امثال القرآن وان يزيدنا جميعا بصيرة في كتابه وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ونسأله جل وعلا متوسلين اليه باسمائه الحسنى كلها وصفاته العليا جميعها. وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يغيث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا. اللهم اعطنا ولا تحرمنا اوزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك