بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن ضمن القاعدة الثانية والعشرين في مقاصد امثلة القرآن وذكر قال ومثل الله ومثل الله الشرك والمشرك بان من اتخذ مع الله الها يتعزز به ويزعم منه النفع ودفع الضرر في ضعفه ووهنه كالعنكبوت اتخذت بيتا. وهو اوهن البيوت واوهاها. فما ازدادت باتخاذه الا ضعفا الى اضعفها كذلك المشرك ما ازداد باتخاذه وليا ونصيرا من دون الله الا ضعفا. لان انقطع عن الله ومن انقطع قلبه عن الله حله الضعف من كل وجه وتعلقه بالمخلوق زاده وهنا الى وهنه فانه اتكل عليه وظن منه حصول المنافع فخاب ظنه وانقطع امله. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال الكلام في القاعدة الحادية والعشرون من القواعد الحسان وهذه القاعدة القاعدة الثانية والعشرون من القواعد الحسان وهي تتعلق بامثال القرآن الكريم وكان الشيخ رحمه الله بدأ بمقدمة بين فيها ان القرآن تنوعت طرائقه في التعليم واساليبه في البيان والايضاح وان من طرائق القرآن واساليبه العظيمة ضرب الامثال التي تجعل الامور المعنوية بمثابة الشيء المحسوس الملموس وضرب المثل نافع غاية النفع في باب التعليم ويفيد الم تعلم فائدة عظيمة لان الامور العلمية المعنوية التي يتعلمها يراها من خلال المثل اشبه ما تكون شيئا محسوسا ملموسا يراه ويشاهده ولهذا كانت امثال القرآن جلها واكثرها في امر التوحيد وبيان حقيقته وايضاح حال الموحد وايظا في التحذير من الشرك وبيان حقيقته وبيان حال المشرك من جهة وحال من يتخذ ندا مع الله تبارك وتعالى من جهة اخرى ولهذا كان حقا على كل مسلم ان يعنى بامثال القرآن ولا سيما المضروبة لبيان اعظم الامور واجلها الا وهو التوحيد والتحذير من ضده لا سيما اننا نعيش في زمان عظم فيه الجهل بالتوحيد والجهل بظده واصبح يوجد من يمارس اعمالا منافية للتوحيد كل المنافاة ومضادة للايمان كل المضادة وهو يظنها انها من الايمان وكم لبس على اقوام واقوام على ايدي ائمة الباطل ودعاة الضلال وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فلبسوا على خلق ليسوا بالقليلين في هذا الباب العظيم وحرفوهم عن التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى في العبادة ووجهوهم الى الاستغاثة بالمقبورين والالتجاء الى الاموات والاعتماد على من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فظلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره ولهذا يرون ويشاهدون عند القبور عاكفين عندها خاشعين باكين متذللين راجين طامعين ينزل الواحد منهم حاجته بصاحب القبر يقف مناجيا مناديا لصاحب القبر الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فينزل هذا حاجته به ويقول عند القبر مناجيا ما لي من الوذ به سواك يقول ما لي من الوذ به سواك ويقول ان لم تتداركني من الذي يتداركني وان لم تكن منقدي من الذي ينقذني؟ ثم يبكي خاشعا متذللا وهذه مصيبة هي في الحقيقة اعظم المصائب وكارثة اكبر الكوارث وبلية اكبر البلايا وليس هناك في الذنوب انواع الاجرام ما هو اعظم من الشرك بالله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل ان الشرك لظلم عظيم فالشرك هو اظلم الظلم واكبر الجنايات ومن يشرك بالله سبحانه وتعالى لا تقبل منه طاعة ولا يستفيد من عمل بل يكون شركه بالله محبطا لعمله قد قال الله سبحانه وتعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وهؤلاء لبس عليهم في هذا الباب تلبيس عجيب اما من خلال اخبار وقصص تخترع في صرف فيها العوام والجهال عن التوحيد او من خلال احاديث تكذب على رسول الله وصلى الله عليه وسلم وتفترى عليه ويصرف فيها العوام والجهال عن التوحيد او من خلال تجارب مدعاة يدعيها اهل الباطل يقولون جرب فلان وجربت فلانة واستفاد فلان واستفادت فلانة ثم يقع على ضوء ذلك انحراف الى الشرك بالله سبحانه وتعالى وانصراف عن التوحيد الى غير ذلك من الابواب والاسباب والوسائل التي قادت اناسا كثيرين الى الوقوع في الشرك بالله سبحانه وتعالى ولهذا ما احوجنا واشد ظرورتنا الى ان نعنى بكتاب ربنا سبحانه وتعالى الهداية من ارادها فهي في القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم دعك من قصة تخترع او تجربة تدعى او حديث يكذب ويفترى. دعك من ذلك كله وعليك بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الثابتة ترى فيهما التوحيد ترى الايمان ترى الامور على وجهه الصحيح بعيدا عن اظليل اهل الباطل وتزيين اهل الفساد نعم ايها الاخوة ما احوجنا واشد ظرورتنا الى كتاب الله عز وجل لنعقل ما فيه من الحكم والاحكام والمواعظ والامثال حتى نعيش حياة نسعد بها في الدنيا والاخرة امثال القرآن جلها كما قدمت في التوحيد الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى لاجلك. وفي التحذير من ضده وتأتيك في القرآن امثال تلو الامثال تبين لك هذه الحقيقة وتجلي لك هذا الامر وكما نقلت عن العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى قال في القرآن ما يزيد على الاربعين مثل في القرآن ما يزيد على الاربعين مثل وجلوا هذه الامثال التي في القرآن في بيان التوحيد او التحذير من ضده والشيخ رحمه الله تعالى نقل مظامين بعظ امثال القرآن مشيرا بذلك الى الايات التي جاءت فيها هذه المضامين العظيمة وقد مر معنا في لقاء الامس بعض امثال القرآن وكان اخر ما اخذنا منها قول الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ثم ذكر رحمه الله تعالى مثلا اخر من امثال القرآن يبين حال المشرك بالله سبحانه وتعالى وقد جاء وقد جاء في سورة في القرآن عرفت اه تلك السورة بما جعله الله سبحانه وتعالى مثلا قال الله جل وعلا في سورة العنكبوت مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ثم عقب هذه الاية باية قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون وذكرت لكم بالامس ان بعض السلف كان اذا قرأ مثلا من امثال القرآن ثم لم يفهمه بكى وقال لست من العالمين لان الله سبحانه وتعالى يقول وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون وهذا مثل عجيب عظيم في بيان حال المشرك ومن يتعلق به يقول مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا فكان التشبيه هنا للمشرك بالعنكبوت وللند الذي اتخذ مع الله سبحانه وتعالى يتعلق به المشرك ببيت العنكبوت فالمشرك مثله كمثل العنكبوت والعنكبوت هي معدودة في اظعف الحيوان معدودة في اظعف الحيوان واشده وهاء وظعفا والبيت الذي تبنيه لنفسها مضرب مثل في الضعف فاذا اريد ان يمثل لاضعف ما يكون قيل مثله كمثل بيت العنكبوت ولا يقال كما يأتي على السنة بعض الناس اوهى من بيت العنكبوت لان الله جل وعلا قال وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت فلا يقال اوهى من بيت العنكبوت وانما يقال فيما يظرب له المثل في شدة الظعف والوهاء يقال مثله كبيت العنكبوت كبيت العنكبوت وبيت العنكبوت هو اوهى البيوت بيت متهالك بيت غير متماسك بيت لا قرار له في غاية الضعف والاوهان فمن اراد ان ينظر الى صورة محسوسة وامر مشاهد ملموس يعرف من خلاله حال المشرك يعرف من خلاله حال المشرك بالله وحال من يتعلق به المشرك بالله سبحانه وتعالى فلينظر الى العنكبوت وبيتها فلينظر الى العنكبوت وبيتها والعنكبوت موجودة في كثير من البيوت قل بيت الا ويوجد فيه بيت يوجد فيه العنكبوت وبيتها فهذا شيء مشاهد ومنتشر وموجود يراه الناس فمن اراد ان يعرف حال المشرك بالله فلينظر الى الى العنكبوت فانها اشبه ما يكون بها واذا اراد ان ينظر الى من اتخذ ندا مع الله وشريكا مع الله سبحانه وتعالى فحاله كحال بيت العنكبوت وبيت العنكبوت ماذا تفيد العنكبوت من عدو وقاية من عدو وماذا تفيد العنكبوت وقاية من هواء اذا جاء هواء شديد ماذا يفيدها بيتها ماذا يفيدها بيتها من عدو اتاها معتديا عليها ماذا يفيدها بيت العنكبوت ماذا يفيدها لو نزل مطر او سال الماء على البيت لا يفيدها شيء لا يقيها من حر ولا يقيها من برد ولا يقي من مرظ ولا يقي من مطر ولا يقي من عدو ما ما يستفاد لا بيت العنكبوت هذا حاله. اوهى البيوت او ها البيوت والله جل وعلا جعله للناس امرا منتشرا في البيوت وموجودا في كثير منها ليروا من خلاله حال المشرك وحال الند الذي يتخذ مع الله ولهذا ما على الانسان اذا اراد ان يعرف حال المشركين وحال من يتعلقون بهم من دون الله الا ان ينظر الى هذه الصورة المحسوسة المشاهدة امامه جعلها الله اية وعبرة ينظر الى العنكبوت فهذا حال المشرك الذي يقول مناجيا غير الله مدد يا فلان اغثني يا فلان الحقني يا فلان ادركني يا فلان انا عائد بك يا فلان الى اخر ذلك هذا مثله مثل العنكبوت والذي يتخذ ندا مع الله تبارك وتعالى حاله مع من اتخذه ندا كحال بيت العنكبوت مع مع العنكبوت بيت لا يقي حرا ولا يقي بردا ولا يقي اه من هواء ولا يقي من ماء هذا هذا شأنه ولهذا الذي يتعلق بغير الله تبارك وتعالى لا يستفيد منه شيئا ولا ينتفع به الا انهدام دينه هذه الفائدة التي يحصلها لا يستفيد الا انهدام انهدام دينه و حبوط توحيده وبطلان ايمانه هذا الذي يستفيد اما ان يستفيد منه صحة عافية هداية توفيقا سدادا ولدا رزقا مالا الى اخر ذلك هذا كله لا يمكن ان يستفاد ان كانت العنكبوت تستفيد من بيتها وقاية من حر او من برد او من عدو او من مطر او غير ذلك فهذا سيستفيد فهذا مثل واظح وعظيم جدا لبيان حال المشرك كل مشرك في التعلق بغير الله ايا كان ايا كان لان العبادة حق لله تبارك وتعالى لا يجوز ان يجعل فيها مع الله تبارك وتعالى شريكه والله جل وعلا اخبر في ايات كثيرة جدا في القرآن الكريم ان من يدعى من دون الله لا يملك لنفسه فضلا عن غيره ضرا ولا رشدا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا لا يملك دفعا ولا رفعا قل ادعوا الذين زعمتم من دون فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا لفضله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده والايات في هذا المعنى كثيرة جدا فهذا مثل عظيم ضربه الله سبحانه وتعالى لحال المشركين بالله ولحال من يتعلق بهم من دون الله تبارك وتعالى. قال الشيخ رحمه الله ومثل الله الشرك والمشرك بان من اتخذ مع الله الها يتعزز به ان يطلب له اي يطلب لنفسه به عزا يطلب لنفسه به عزا قال يتعزز به ويزعم منه النفع دفع الضر يعني يزعم انه يحصل منه اه جلب نفع او دفع ضر قال في ظعفه مثل حاله في ضعفه ووهنه كالعنكبوت اتخذت بيته كالعنكبوت اتخذت بيتا وهو اوهن البيوت واوهاها فما ازدادت باتخاذه الا ظعفا الى ظعفها العنكبوت ضعيفة وبيتها ضعيف فلم تزدد به بهذا البيت الذي اتخذته الا ماذا الا ضعفا الى ضعفها والمشرك ضعيف فقير محتاج مسكين فتعلق بغير الله فلم يزدد به الا ضعفا الى ضعفه وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقه لم يزدد المشرك بشركه بالله الا ضعفا ورهقا لم يحصل فائدة ولم يحصل جلب منفعة ولا دفع مضرة وانما حصل بذلك رهقا وظعفا ووهنا. وهذا مثل اه يطابقه او هذه حال يطابقها تماما حال العنكبوت وبيتها قال كذلك المشرك ما ازداد باتخاذه وليا ونصيرا من دون الله الا ظعفا لان قلبه اي قلب المشرك انقطع عن الله لم يصبح متصلا بالله راجيا منه مؤملا عونه انقطع عن الله ومن انقطع قلبه عن الله حله الضعف من كل وجه احله الضعف من كل وجه وهذا المعنى مبين في قوله عليه الصلاة والسلام من تعلق شيئا وكل اليه من تعلق شيئا وكل اليه ومن وكل الى شيء من هذه المخلوقات لم يحصل منها الا وهنا وضعفا وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال وتعلقه بالمخلوق زاده وهنا الى وهنه فانه اتكل عليه وظن منه حصول المنافع فخاب وانقطع وانقطع امله. هذه النتيجة التي يحصلها المشرك ففي الدنيا لا يحصل غنيمة ولا فائدة ولا ربحا وفي الاخرة ليس امامه الا النار وبئس القرار اعاذنا الله جميعا من ذلك نعم. واما المؤمن فانه قوي بالله بقوة ايمانه وتوحيده وتعلقه بالله وحده الذي بيده الامر والنفع ودفع الضرر. وهو متصرف في احواله كلها كالعبد الذي على صراط مستقيم في اقواله وافعاله. منطلق الارادة حرا عن عن رق المخلوقين غير مقيد لهم بوجه من الوجوه. بخلاف المشرك فانه كالعبد الاصم الابكم. الذي هو كل على اينما يوجهه لا يأتي بخير لان قلبه متقيد للمخلوقين مسترق لهم ليس له انطلاق وتصرف في الخير فمثله ايضا كالذي خر من السماء فتخطفه فتخطفته الطيور ومزقته كل ممزق. نعم ثم ذكر رحمه الله تعالى هنا مثلين ضربهما الله جل وعلا في القرآن الكريم لبيان ايظا حال الموحد وحال المشرك بالله سبحانه وتعالى وحال من كان متعلقا بالله جل وعلا يرجوه ويعلق حاجته وامله به وحال من هو متعلق بغير الله جل وعلا لا يملك لنفسه نفعا ولا دفعا ولا ظر فظلا من ان يملك شيئا من ذلك لغيره وهو يسير هنا الى ما جاء في سورة النحل قال الله سبحانه وتعالى ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون وظرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو من يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم فهذان مثلا ضربهما الله جل وعلا في هاتين الايتين وهما مثلا يدوران على بيان التوحيد والشرك وبيان مكانة التوحيد وفظله والتحذير من من الشرك وبيان فساد اهله وما هم عليه من ضيعة وفساد لاهل التفسير ولعلماء التفسير في هذه الاية والمراد بها قولان مشهوران عن اه الصحابة ومن اتبعهما ومن اتبعهم باحسان القول الاول جاء عن مجاهد رحمه الله وغيره انه قال هو مثل مضروب للوثن وللحق تعالى هو مثل مضروب للوثن وللحق تعالى للحق اي الله جل وعلا والقول الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هذا مثل مظروب ظربه الله للمؤمن والكافر مضروب للمؤمن والكافر ونقل القولين ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام الموقعين وقال القول الاشبه اي قول مجاهد رحمه الله القول الاول اشبه بالمراد فانه اظهر في بطلان الشرك واوضح عند المخاطب واعظم في في اقامة الحجة وايضا اقوى كما قال مناسبة للسياق في قوله ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون القول الاول وهو قول مجاهد رحمه الله ان هذين المثلين ضربهما الله جل وعلا لنفسه ضربهما لنفسه ولمن اتخذ لمن اتخذ ند لو ولمن اتخذ ندا مع الله جل وعلا مثل ضربه الله لنفسه ولمن اتخذ ندا مع الله جل وعلا في الاية الاولى قال جل وعلا ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق سرا وجهرا. هل يستوون؟ يعني هذا مثل امام الناس تأملوا في رجلين تأملوا في في رجلين احدهما عبد مملوك لا يملك نفسه فنفسه مملوكة لغيره لا يملك نفسه نفسه مملوكة لغيره فضلا ان يملك شيئا لغيره عبد مملوك هو لا يملك لنفسه منافعه ليست لنفسه منافعه ملك لغيره فهو عبد مملوك وفي الوقت نفسه لا يقدر على شيء هو عبد مملوك منافعه وهو نفسه ملك لغيره وفي الوقت نفسه لا يقدر على شيء هذه هذا حال رجل ورجل اخر اعطاه الله سبحانه وتعالى ومن عليه برزق حسن فهو ينفق سرا وجهرا هل يسوي الناس بين هذين الرجلين عندما يعرض تعرظ هاتان الصورتان على الناس ويقال هل تسوون بين هاتين الصورتين وهي في مخلوقات لله سبحانه وتعالى الاول مخلوق والثاني مخلوق لله جل وعلا هل يسوى بين هاتين الصورتين؟ يقولون من يسوي بينهما؟ فرق التاسع بينهما فيقال اذا كان لا يسوى بين هاتين الصورتين بين مخلوقين والناس لا يسوون بينهما فكيف يسوى بين خالق ومخلوق كيف يسوى الصنم الذي لا يملك لنفسه شيئا فضلا عن ان يملك غيره ان ان يملكه لغيره كيف يسوى بالله تبارك وتعالى الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض وكان من عجيب امر المشركين انهم اذا لبوا لاداء الحج وكانوا يحجون البيت اذا لبوا قالوا في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهم يعتقدون ان الصنم مملوك لله مملوك لله تبارك وتعالى طوع تدبير الله وتسخيره سبحانه وتعالى هكذا يعتقدون ومع ذلك جعلوه ندا لله تبارك وتعالى وشريكا مع الله يسألونه ما لا يسأل الا من الله ويطلبون منهم ما لا اطلب الا من الله ويعلقون به من الحاجات والطلبات ما لا يرجى الا من الله سبحانه وتعالى فاذا هذا المثل الاول ضربه الله سبحانه وتعالى لنفسه وللوثن الذي اتخذ من دون الله تبارك وتعالى. والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الاية في كتابه التفسير مشى على فيها على قول مجاهد رحمه الله وهنا فيما قرر هنا في هذا الكتاب مشى على قول ابن عباس. والاية تحتمل القولين لكن الاشبه كما قال ابن القيم رحمه الله هو القول الاول قول مجاهد والاقرب لدلالة الاية والقول الثاني الذي هو قول ابن عباس يعد من لوازم هذا المعنى ومن موجباته ليس هو معنى الاية وانما هو من لوازم معنى هذه الاية ولهذا قال الشيخ رحمه الله واما المؤمن فانه قوي بالله بقوة ايمانه وتوحيده وتعلقه بالله وحده الذي بيده الامر والنفع ودفع الضر ودفع الظرر وهو متصرف في احواله كلها كالعبد الذي على صراط مستقيم في اقواله وافعاله منطلق الارادة حرا عن رق المخلوقين غير مقيد لهم بوجه من الوجوب بخلاف المشرك فانه كالعبد الاصم الابكم الذي هو كل على مولاه اينما وجهه لا يأتي بخير لان قلبه متقيد للمخلوقين مسترق لهم. ليس له انطلاق وتصرف في الخير والاية الثانية فيها هذا المعنى قال ووظرب الله مثلا رجلين رجلين احدهما ابكم والابكم هو الذي لا يتكلم ولا يسمع تأمل الصورة واضحة من المهم والضروري ان تفهم هذا المثل قال احدهما ابكم ابكم الابكم هو الذي لا يتكلم ولا يسمع عبد ابكم لا يتكلم ولا يسمع هذا امر الامر الثاني كل على مولاه عبء على مولاه وحمل ثقيل يعني مولاه هو القائم عليه مولاه هو القائم عليه لا ينتفع به واذا اراد ان ينتفع به ووجهه الى شيء لم يأتي بخير. اينما يوجهه لا يأتي بخير تعد بهذه الصفة ابكم لا يسمع ولا يتكلم وعبء على مولاه حمل ثقيل على مولاه واينما وجهه مولاه في حاجة لم يأته بخير هل يسوي الناس بين هذا العبد وبين اخر وصفه الله جل وعلا بقوله ومن هو هل يستوي هو هو ومن يأمر بالعدل. بالعدل وهو على صراط مستقيم. هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم هل يستوي هذا وذا؟ الجواب لا وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم؟ الجواب لا فاذا قيل نعم الجواب لا لا يستوون. يقال كيف يسوى بين صنم لا يسمع ولا يبصر ولا يعطي ولا يمنع ولا يملك شيئا لا ضرا ولا منعا ولا عطاء ولا دفعا كيف هو صنم بالله تبارك وتعالى وقد قال الله عز وجل ان ربي على صراط مستقيم فكيف يسوى بين هذا وهذا؟ فهذه صورة ومثال يشاهده الناس ويرونه يوضح لهم حال من يتعلق بغير الله تبارك وتعالى. نعم ثم في تمام اه هذا السياق ايضا اشار رحمه الله تعالى الى مثل اخر لحال المشرك المتعلق بغير الله قال فمثله ايظا مثل المشرك ايظا كالذي خر من السماء مثل المشرك كالذي خر من السماء فتخطفته الطيور ومزقته كل ممزق وهذا في سورة الحج في قوله تعالى حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق وهذا المثل يوضح لنا في هذه الاية يوضح لنا ان التوحيد مثله مثل السماء التوحيد مثله مثل السماء التوحيد له العلو والرفعة والمشرك الناقض للتوحيد مثله كمثل الذي خر من السماء مثله كمثل الذي خر من السماء. يعني كمثل الذي سقط من اعلى من ارتفاع عال ثم ينظر الى حاله وهو يهوي من المكان العالي الرفيع الى الارض هو لا يخلو من حالات اما ان تخطفه الطير او تهوي به الرياح في مكان سحيق. ويذهب اشلاء فهذه هذه حال او صورة ومثل يوضح حال المشرك بالله سبحانه وتعالى وان مثله كمثل الذي خر من السماء وهذا يوضح ان الشرك بالله سبحانه وتعالى سقوط الى اسفل الدركات والى انزل المنازل والعياذ بالله هذه صورة توضح حال المشرك بالله سبحانه وتعالى. وفي الوقت نفسه توضح حال حال الموحد بالله الموحدين لله جل وعلا وانه حال العالي الرفيع البعيد عن حقير الامور وسفسافها ورذيلها لانه في رفعة التوحيد وسمو الايمان وفضيلة الاخلاص نعم وهؤلاء الذين زعموا انهم الهة ينفعون ويدعون لو اجتمعوا كلهم على خلق اضعف المخلوقات وهو الذباب لم يقدروا باجتماعهم على خلقه. فكيف ببعضهم؟ فكيف بفرد من مليارات من مليارات مئات الالوف منه وابلغ من ذلك ان الذباب لو يسلبهم شيئا لم يقدروا على استخلاصه منه ورده. فهل فوقها هذا الضعف ضعف وهل اعظم من هذا الغرور الذي وقع فيه المشرك شيء؟ وهو مع هذا الغرور وهذا الوهن والضعف منقسم قلبه بين عدة الهة. نعم ثم ذكر رحمه الله تعالى مثلا اخر بين الله سبحانه وتعالى به بين فيه تبارك وتعالى حال المشرك وحال ايظا الوثن الذي يتخذ ندا مع الله سبحانه وتعالى ونادى جل وعلا الناس ودعاهم الى سماع المثل قال جل وعلا في اواخر سورة الحج يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. رب العالمين جل وعلا يقول استمعوا الله جل وعلا يقول استمعوا له امر من الله لسماع هذا المثل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له قال اهل العلم النداء هنا للناس عموما المؤمن والكافر المؤمن ينادى لسماع هذا المثل ليزداد بمعرفته هذا المثل تمسكا بالتوحيد وبعدا عن الشرك ونفورا من الشرك بالله وايضا المشرك يدعى لسماع هذا المثل ليعرف من خلاله الحالة البئيسة التي يعيشها والحالة الوضيعة التي يعيشها في شركه بالله سبحانه وتعالى قال يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله اي المشركين بالله سبحانه وتعالى ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له لن يخلقوا ذبابا والذباب معروف انه من اخس الحيوان واحقره واتفهه حيوان حقير وتافه يقول جل وعلا لو اجتمعوا كل من يدعون من دون الله في الاولين والاخرين لو اجتمعوا على ان يخلقوا ذبابا واحدا لم يستطيعوا ذلك ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وامر اخر اقل من هذا وليس باستطاعتهم فعله. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه هذا ايضا يبين ضعف هذه التي تدعى من دون الله ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. قال اهل التفسير لو جاء الذباب ووقع على من يدعى من دون الله واخذ شيئا مما عليه من طيب او قطعة من ورد او شيء من ذلك هو طار وذهب وخرج مع النافذة ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه لا يستنقذوه منه وهنا اشير ان الامثال التي ضربت في القرآن الكريم ضربت في اشياء واضحة للناس يرونها المثل هنا مضروب في شيء واضح ليس مضروبا لامر سيكتشف في هذا القرن ليس مضروبا لامر سيكتشف في هذا القرن وانما مضروب لشيء واضح للناس في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وزمن التابعين واتباع التابعين مثل مضروب في شيء واضح وهو ان الذباب لو جاء واخذ شيئا من على الصنم وطار به لا يستطيع الصنم ان يستنقذه منه. هذا شيء واضح فالاية لا لا تعلق لها بالاستكشافات الان يقول مثلا ان الذباب اذا وظع في فمه شيئا استحال وتغير من مادته الى مادة اخرى فالاية المثل مضروب فيها في شيء يعرفه الناس في ذلك الزمان لا في امر سيكتشف ويخترع فيما بعد ولهذا نقول الصحابة ومن اتبعهم باحسان استوعبوا هذا المثل وسمعوه دون حاجة الى هذا الذي استكشف صح او لم يصح الله اعلم به فالمثل واضح ونحن مطالبون بفهمه على ضوء هذا الامر الذي عرفه الاولون وفهموا الاية من خلاله ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. يعني لا يستطيعون تخليصه منه اذا فر به وذهب ضعف الطالب والمطلوب. من هو الطالب ومن المطلوب قيل الطالب الصنم والمطلوب الذباب يعني اذا ذهب الذباب بشيء من على الصنم واراده الصنم ما يستطيع فالصنم ضعيف والذباب ضعيف ضعف الطالب والمطلوب وقيل المراد بالطالب الذباب والمطلوب الصنم. يعني الذباب يطلب ما على الصنم من حاجة ليأخذها والصنم هو المطلوب ولا يستطيع رده قيل هذا وقيل الطالب الذي يطلب من الصنم والمطلوب هو الصنم الطالب الشخص الذي يلجأ الى الصنم طالبا منه والمطلوب هو الصنم. قال ابن القيم والاية تحتمل هذا كله الاية في قوله ضعف الطالب والمطلوب تحتمل هذا كله ثم هؤلاء الذين تعلقوا بهذه الاصنام حقيقة امرهم كما قال الله عز وجل ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز وفئات اخرى قال وما قدروا الله ما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون نعم سبحانه وتعالى عما يشركون يتعلق هؤلاء بحجر ويتعلق هؤلاء بقبة ويتعلقون بشجرة هل هؤلاء قدروا الله حق قدره؟ الذي الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ وقد خلقكم اطوارا. الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا؟ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا لكن حال المشركين والعياذ بالله لا لا يعلقون قلوبهم ورجاءهم بمن هذا شأنه سبحانه وتعالى وانما يتعلقون باشياء احجار قباب اضرحة الى غير ذلك ينزلون بها الحاجات فظعف هؤلاء وظعف ايظا من يطلبون منه وهؤلاء ما عرفوا ربهم سبحانه وتعالى ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز فهذا مثل عظيم ضربه الله سبحانه وتعالى لبيان حال المشرك ومن اراد ان ان يعرف حال المشرك فلينظر مرة الى العنكبوت ولينظر مرة الى الذباب من اراد ان يعرف حال المشرك بالله الذي يتعلق بغير الله فلينظر مرة الى العنكبوت ولينظر مرة الى الذباب وهي من اخس الحيوان وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الحيوانات الخسيسة مثلا لهذا العمل الخسيس الذي هو اخس الاعمال واحقر الاعمال واشنع الاعمال وابطل الاعمال وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى وليس في الباطل ما هو ابطل من الشرك بالله عز وجل ثم قال رحمه الله وهذا الوهن وهذا الوهن والضعف منقسم قلبه بين عدة الهة. كالعبد الذي بين الشركاء المتشاكسين لا يتمكن من ارضاء احدهم دون الاخر. فهو معهم في شر دائم وشقاء متراكم. فلو استحضر المشرك بعض هذه الاحوال الوخيمة لربأ بنفسه عما هو عليه. ولعلم انه قد اضاع عقله ورأيه بعدما اضاع واما الموحد فانه خالص لربه لا يعبد الا هو ولا يرجو ويخشى الا هو وقد اطمئن ان قلبه واستراح وعلم انه على الدين الحق وان عاقبته احمد العواقب ومآله الخير والفلاح والسعادة ابدية فهو في حياة طيبة ويطمع في حياة اطيب منها ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا المثل قال الله عز وجل ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون هذا مثل للشرك والتوحيد وللمشرك والموحد والشيخ رحمه الله تعالى بين هذه الاية هنا بقوله رحمه الله وهذا الوهن والضعف منقسم آآ قلبه بين عدة الهة يعني من كان على هذا الوهن والضعف والمشرك بالله منقسم بين عدة الهة الهة عديدة قلبه مشتت بينها ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار قال كالعبد الذي بين الشركاء المتشاكسين. يعني حال المشرك مع الالهة كالعبد الذي بين الشركاء المتشاكسين. لا يتمكن من ارضاء احدهما لا يتمكن من ارضاء احدهم دون الاخر فهو معهم في شر دائم وشقاء متراكم هذا حال المشرك مشتت القلب وضياع المشرك بين من يتعلق بهم هو ضياع في اودية كثيرة بين وادي تعلقه بالصنم او الوثن او القبة او الظريح وبين ايضا ضياع تعلقه بالسدنة الذين حول القبور كل يوجهه الى طريق وما اعظم وما اعظم الضياع الذي يعيشه المقابرية المتعلقين بالقبور والمتعلقين بالسدنة الذين عند القبور اكلت اموال الناس بالباطل ما اكثر ما يكون التشتت والضياع والتشرذم والتمزق الذي يعاني منه من يتعلق بغير الله تبارك وتعالى من غير ان الصلة طائل او ينال نتيجة قال فلو استحضر المشرك بعض هذه الاحوال الوخيمة لربأ بنفسه عما هو عليه. ولعلم انه قد اضاع عقله ورأيه بعد ما اضاع دينه فرق بين هذا وبين الموحد قال واما الموحد فانه فانه خالص لربه الموحد خالصا لربه قلبه مجتمع ليس مشتت قلبه مجتمع ليس مشتتا بل قلبه خالص لربه ليس في قلبه رجاء الا من الله. ليس في قلبه خوف الا من الله. ليس فيه طلب الا من الله ليس فيه اه امل الا من الله. فكل ما في قلبه تعلق بالله ورجاء من الله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. فهذه حال الموحد قلبه خالص لله تبارك وتعالى قال واما الموحد فانه خالص لربه لا يعبد الا هو ولا يرجو ويخشى الا هو وقد اطمئن قلبه واستراح وعلم انه على الدين الحق وان عاقبته احمد العواقب ومآله الخير والفلاح والسعادة الابدية فهو في حياة طيبة ويطمع في اطيب منها اي مع توحيده واخلاصه لله تبارك وتعالى وهنا اشير الى كلام عظيم جدا للامام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام الموقعين حيث عقد هناك فصلا نافعا ماتعا مفيدا في عرظ امثال القرآن وجاء بامثال القرآن شرحها شرحا ليس مطولا جمعها في مكان واحد في كتابه اعلام الموقعين وشرح شرحا ليس مطولا وهو مفيد فائدة عظيمة جدا لطالب العلم من الامثال التي شرحها رحمه الله تعالى مثلا او ثلاثة امثلة عظيمة ختم الله جل وعلا بها سورة التحريم وهي بيان اه ان المشرك بالله تبارك وتعالى ان مات على شركه لا تنفعه وصلة قرابة سواء كانت القرابة الزوجية او بنوة او ابوة لا تنفعه وصلة قرابة اذا كان مشركا بالله سبحانه وتعالى والموحد لا يظره اه الحال ما دام انه موحدا مخلصا لله جل وعلا وكلام ابن القيم في الامثال كلها نفيس للغاية لكنني احببت ان نقرأ كلامه ونسمع كلامه في توضيح هذا المثل لما فيه من فائدة كبيرة من جهة وايظا يكون مثالا لنا مشوقا لقراءة الامثال اه او شرحه للامثال الاخرى في كتابه اعلام الموقعين نعم قال رحمه الله تعالى فصل ومنها قوله تعالى ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغني عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت ربي ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من الظالمين ومريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه كانت من القانطين فاشتملت هذه الايات على ثلاثة امثال مثل للكفار ومثلين للمؤمنين فتضمن مثل الكفار ان الكافر يعاقب على كفره وعداوته لله ورسوله واوليائه ولا ينفعه مع كفره ما كان بينه وبين المؤمنين من لحمة نسب او وصلة صهر او سبب من اسباب الاتصال فان الاسباب كلها تنقطع يوم القيامة الا ما كان منها متصلا بالله وحده على ايدي رسله فلو نفعت وصلة القرابة والمصاهرة او النكاح مع عدم الايمان لنفعت الوصلة التي كانت بين لوط ونوح وامرأتيهما فلما لم يغنيا عنهما من الله شيئا قيل ادخلا النار مع الداخلين قطعت الاية حينئذ طمع من ركب معصية الله وخالف امره ورجى ان ينفعه صلاح غيره من قريب او اجنبي ولو كان بينهما في الدنيا اشد الاتصال فلا اتصال فوق اتصال البلوة والابوة والزوجية. ولم يغن نوح عن ابنه ولا ابراهيم عن ابيه. ولا نوح ولوط عن امرأتيهما من الله شيئا قال الله تعالى لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة يفصل بينكم. وقال تعالى يوم لا تملك لنفسي شيئا وقال تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا وقال واخشوا يوما لا يجزي والد من ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا. ان وعد الله حق وهذا كله تكذيب لاطماع المشركين الباطلة وهذا كله تكذيب لاطماع المشركين الباطلة ان من تعلقوا به من دون الله من قرابة او صهر او نكاح او صحبة ينفعهم يوم القيامة او يجيرهم من عذاب الله او هو يشفع لهم عند الله وهذا اصل ضلال بني ادم وشركهم وهو الشرك الذي لا يغفره الله وهو الذي بعث الله جميع رسله وانزل جميع كتبه بابطاره ومحاربة اهله ومعاداتهم قال فصل واما المثلان اللذان للمؤمنين فاحدهما امرأة فرعون ووجه المثل ان اتصال المؤمن بالكافر لا يضره شيئا اذا فارقه في كفره وعمله فمعصية الغير لا تضر المؤمن لا تضر المؤمن المطيع شيئا في الاخرة. وان تضرر بها في الدنيا بسبب العقوبة التي تحل تحل باهل الارض اذا اضاعوا امر الله فتأتي عامة فلم يضر امرأة فرعون اتصالها به وهو من اكثر الكافرين ولم ينفع امرأة نوح ولوط بهما وهما رسولا رب العالمين المثل الثاني للمؤمنين مريم التي لا زوج لها لا مؤمن ولا كافر فذكر ثلاث ثلاثة اصناف من النساء المرأة الكافرة التي لها وصلة بالرجل الصالح. والمرأة الصالحة التي لها وصلة بالرجل الكافر قرآة العذب التي لا وصلة بينها وبين احد فالاولى لا تنفعها وصلتها وسببها. والثانية لا تضرها وصلتها وسببها. والثالثة لا يضرها عدم الوصلة شيئا ثم في هذه الامثال من الاسرار البديعة ما يناسب سياق السورة فانها سيقت في ذكر ازواج النبي صلى الله عليه عليه وسلم والتحذير من تظاهرهن عليه. وانهن ان لم يطعن الله ورسوله ويردن الدار الاخرة لم ينفعهن اتصالهن برسول الله صلى الله عليه وسلم كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتصالهما بهما. ولهذا انما ضرب في انما ضرب في هذه السورة مثل اتصال نكاح دون القرابة قال يحيى ابن سلام ضرب الله المثل الاول يحذر عائشة وحفصة ثم ضرب لهما المثل الثاني يحرضهما على التمسك طاعة وفي ضرب المثل للمؤمنين بمريم ايضا اعتبار اخر وهو انها لم يضرها عند الله شيئا قذف اعداء الله اليهود بدلاء اليهود لها قذف اعداء الله اليهود لها ونسبتهم اياها وابنها الى ما برأهما الله عنه مع كونها الصديقة الكبرى المصطفاة على نساء العالمين فلا يضر الرجل الصالح قدح الفجار والفساق فيه وفي هذا تسلية لعائشة ام المؤمنين ان كانت السورة نزلت بعد قصة الافك وتوطين نفسها على ما قال فيها كذبون ان كانت قبلها كما في ذكر التمثيل بامرأة نوح ولوط كما في ذكر التمثيل بامرأة نوح ولوط تحذير لها ولحفصة مما اعتمدتاه في حق النبي صلى الله عليه وسلم فتضمنت هذه الامثال التحذير لهن والتخويف والتحريض لهن على الطاعة والتوحيد والتسلية وتوطين النفس لمن اوذي منهن وكذب عليه واسرار التنزيل فوق هذا واجل منه. ولا سيما اسرار الامثال التي لا يعقلها الا العالمون قالوا فهذا بعض ما اشتمل عليه القرآن من التمثيل والقياس والجمع والفرق جزاك الله خيرا عودا الى المثل الذي هو قول الله سبحانه وتعالى مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اشرت الى ان العنكبوت موجودة في غالب البيوت وفي كثير منها وان هذه اه صورة حية او امر مشاهد امام الناس يعون من خلاله حال المشرك وازيد اقول غالبا الاماكن التي يقصدها من يتعلق بغير الله من اضرحة او غيرها غالبا لا تخلو في صفوفها او في اركانها من بيوت العنكبوت لا تخلو من بيوت العنكبوت تلك الاماكن التي يقصدونها في الغالب لا تخلو من بيوت العنكبوت ولهذا ليت من يذهب الى تلك الاماكن ليطلب حاجته من مقبورين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا ليته يرفع رأسه الى السقف حيث يوجد بيت العنكبوت او الى الركن والزاوية حيث يوجد بيت العنكبوت لينظر من خلاله الى حاله وحال من يتعلق به ليعي حقيقة الامر ويعود تائبا الى الله سبحانه وتعالى ان كتب الله عز وجل له الهداية وعقل عن الله هذا المثل العظيم الذي ضربه الله جل وعلا في القرآن الكريم لبيان حال المشرك وحال من يتعلق به من دون الله جل وعلا. نسأل الله عز وجل ان يهدي من ضل الى الهدى وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. ونسأله تبارك وتعالى ان يعيذنا من ان نشرك به ونحن نعلم. ونستغفره تبارك وتعالى لما لا نعلم ونعوذ به تبارك وتعالى من الكفر والشرك والنفاق والشقاق وسيء الاخلاق وان يهدينا تبارك وتعالى صراطا مستقيما وقبل ان انبه قبل ان اختم احب ان انبه او اشير الى انه في بداية الصيف اعلنت عن مسابقة علمية بحثية في كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى ووضعت شيئا من الضوابط لتلك المسابقة وكان عنوان المسابقة جمع الاحاديث المتعلقة بسرعة استجابة الصحابة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جمعها ودراستها ووضع لتلك المسابقة بعض الظوابط وكان اخر موعد لتسليم الابحاث في الخامس عشر من شهر رمظان وعدد من الاخوة والاخوات طلاب العلم شاركوا مشاركات جيدة في كتابة هذه البحوث ولا اشك ان ايضا اخرين شاركوا ولكن لم يتيسر لهم تسليم البحوث واخرين لم يشاركوا لكنهم قلبوا الكتاب واستفادوا من هذا هذا الباب وهو باب سرعة استجابة الصحابة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو باب عظيم من ابواب العلم والخير وتحريك الهمم للنشاط والجد في طاعة الله والاستجابة لامره وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وبعد فرز الابحاث واحالة لها الى بعض المحكمين من طلاب العلم احلتها الى ثلاثة محكمين كالعادة في المسابقة التي تقدم سنويا فكانت النتيجة لان ذكرت انه سيكون هناك هناك هناك ثلاثة من الباحثين سيكونون هم الفائزين بهذه وكل له مكافأة مالية اه من احد الافاضل جزاه الله خيرا وجعلها في ميزان حسناته ورفعة في درجاته والان اعلن اه اسماء الفائزين الثلاثة الاول اه هو الاخ حمزة بن سعد الجزائري الثاني هو الاخ رياض بن محمد الجزائري الثالث هو الاخ موسى الهلالي اليمني وهؤلاء يراجعون آآ الاخ عبد الحكيم لاستلام المكافأة المخصصة لهم وجميع المتسابقين ايظا يراجعون الاخ عبد الحكيم لاستلام ابحاثهم ونسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على رسول الله