بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن قال ومثل الله الاعمال بالبساتين. فذكر العمل الكامل الخالص له. الذي لم يعرض له ما يفسده كبستان في احسن المواضع واعلاها. تنتابه الرياح النافعة وقد ضحى وبرز للمشمس وفي خلاله الانهار الجارية المتدفقة فان لم تكن غزيرة فانها كافية له. كالطل الذي ينزل من السماء ومع ذلك فارضه اطيب الاراضي وازكاها فمع توفر هذه الشروط لا تسأل عما هو عليه من زهاء الاشجار وطيب الظلال ووفور الثمار فصاحبه في نعيم ورغد فاصل وهو امن عن انقطاعه وتلفه. فان كان هذا البستان لانسان قد كبر وضعف عن العمل وعنده وعائلة ضعاف لا مساعدة منه ولا كفاءة وقد اغتبط به حيث كان مادته ومادة عائلته ثم فانه جاءته افة واعصار احرقه واتلفه عن اخره. فكيف تكون حسرة هذا المغرور؟ وكيف تكون مصيبته وهذا هو الذي جاء بعد العمل بما يبطل عمله الصالح من الشرك او النفاق او المعاصي المحرمة فيا ويحه بعد ما كان بستانه زاكيا زاهيا اصبح تالفا قد ايس من عوده بحسرته مع عائلته فهذا من احسن الامثال وانسبها فقد ذكر الله صفة بستان من ثبته الله على والعمل وبستان من ابطل عمله بما ينافيه ويضاده. ويؤخذ من ذلك ان الذي لم يوفق الايمان ولا للعمل اصلا انه ليس له بستان اصلا. ووجه تشبيه الاعمال بالبساتين. ان تأتينا تمدها المياه وطيب المحل وحسن الموقع. فكذلك الاعمال يمدها الوحي النازل لحياة قلوب الطيبة وقد جمع العامل جميع شروط قبول العمل من الاجتهاد والاخلاص والمتابعة فاثمر عمله كل زوج بهيج. نعم. وقد مثله. وقد مثل الله عمل الكافر السراب الذي يحسبه الظمآن ماء فيأتيه وقد اشتد به الظمأ وانهكه الاعياء فيجده سرابا ومثله بالرماد الذي احرق فجاءته الرياح فذرته فلم تبق منه باقية. وهذا مناسب لحاله وبطلان عمله فان كفره ومعاصيه بمنزلة النار المحرقة وعمله بمنزلة الرماد والسراب الذي لا حقيقة له وهو كما وهو وهو كان يعتقده نافعا له. فاذا وصله ولم يجده شيئا تقطعت نفسه وحسرات ووجد الله عنده فوفاه حسابه. كما مثل نفقات المخلصين بذلك البستان الذكي ومثل صدقات المراءين بحجر املس عليه شيء من تراب. فاصابه مطر شديد تركه صلدا لا شيء فيه. لان قلب المرائي لا ايمان فيه ولا اخلاص. بل هو قاس كالحجر فنفقته حيث لم تصدر عن ايمان بل رياء وسمعة لم تؤثر في قلبه حياة ولا زكاة كهذا المطر الذي لم يؤثر في هذا الحجر الاملس شيئا. وهذه الامثال اذا طبقت على ممثلاتها وبينتها وبينت مراتبها من الخير والشر والكمال والنقصان. نعم. الحمد لله رب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايضا لا يزال الكلام عند المصنف رحمه الله تعالى حول بيان مقاصد الايمان مقاصد القرآن بضرب الامثال ومر معنا من خلال الامثلة التي ساقها رحمه الله تعالى بيان شيء من مقاصد القرآن لظرب الامثال وهنا ذكر لمزيد من الامثلة التي تبين هذا المقصد وتوضحه وذكر هنا رحمه الله تعالى في هذا السياق ذكر او اشار الى امثالا ثلاثة ضربها الله جل وعلا في ايات متتالية في سورة البقرة لبيان حال الناس مع النفقة والصدقة والبذل وان حالهم مع هذا الامر على اقسام قسم ينفق ويتصدق ينفق من ماله ولكنه لا ينفقه ابتغاء وجه الله وطلب ثواب الله وانما ينفق من ماله رياء وسمعة ليس له غرض في طلب رضا الله جل وعلا وليس له غرض في طلب ثواب الاخرة وانما قصده بنفقته وبذله المراءات وثناء الناس ونحو ذلك من المقاصد فهذا قسم وقسم اخر ينفقون ويتصدقون ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم فهم في نفقتهم وصدقتهم وبذلهم لا يريدون بذلك الا وجه الله سبحانه وتعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا والقسم الثالث الذي ينفق ويبذل من ماله يكون ايضا قصد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى لكنه في نهاية امره يأتي بمبطلات للاعمال في نهاية المطاف يأتي بمبطلات للاعمال ومحبطات لها من شرك او نفاق او غير ذلك من الامور المبطلة للاعمال فهذه اصناف ثلاثة ضرب الله سبحانه وتعالى لبيان حالهم امثال توضيحية جاءت على التوالي في سورة البقرة يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون لا يقدرون مما كسبوا على شيء لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين فهذا القسم الاول وهو الذي ينفق ما له ويريد بهذه النفقة مراءة الناس. ليس له غرض في اليوم الاخر وليس له غرض في ثواب الله تبارك وتعالى واجره فمن هذه حاله ما مثله قال ربنا جل وعلا مثله كمثل صفوان عليه تراب والصفوان هو الحصاة والحجر الاملس عليه تراب اي درة فوقه فوقه تراب فاصابه وابل اي نزل عليه مطر منهمر فما الذي سيحدث عندما ينزل مطر على حصاة ملساء فوقها تراب الذي سيحدث كما قال الله فتركه صلدة اصبح ليس فوق الحصاة اي شيء لبذر ينبت ولا تراب ايضا ينشأ فيه النبات تركه صلدا فهذه حال الرياء وان مثل المرائي في قسوة قلبه والعياذ بالله مثل الحصاة ومثل الصفوان مثل الصخرة فقلبه قاس ليس فيه طلب ثواب الله وليس فيه طلب ثواب الاخرة وهذه قسوة القلوب عندما يكون القلب ليس له غرظ في ثواب الله ولا غرض في ثواب الاخرة بهذا تكون قسوة القلوب ولهذا مثل الله جل وعلا قلب من انفق رياء وليس له هم في الاخرة وثواب الله سبحانه وتعالى مثل الله سبحانه وتعالى من كان هذه حاله مثل قلبه آآ الصفوان ومثل نفقته وبذله بالتراب الذي فوق الصفوان بالتراب الذي فوق الصفوان الذي فوق الحجر وان هذا التراب فيما يراه الناظر بادئ ذي بدء يقول هذي ارض ان جاءها المطر انبتت لانه يرى الظاهر يرى الانسان ظاهر العمل فيرى ترابا جميلا يقول هذا التراب لو نزل عليه مطر لانبت لكن حقيقة هذا المكان انه على ارض آآ او على موظع ليس موظع نبات فلا ينمو عمل ولا يزكو ولا ولا يطيب ولا يحصل له مضاعفة مع ان النفقة في سبيل الله سبحانه وتعالى تضاعف. كما في المثل الذي ذكره جل وعلا قبل هذه الايات مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. فالنفقة يحصل لها تظاعف اذا كان المنبت طيبا اما اذا كان المنبت منبت رياء ومنبت نفاق وليس هناك ارادة لله سبحانه وتعالى ولا لثواب الاخرة فهذا وان كان في في ظاهر العمل وفي صورته وفيما يراه الناس شيئا جيدا لكنه في حقيقته وفي ثمرته وفي ثمرته ونتيجته انه لا يكون شيئا فاصابه وابل فتركه صلدا والوابل الوابل وهنا مثل الوحي والوحي يمحص المحق من المبطل والصادق من الكاذب ومن يريد ثواب الاخرة ومن لا هم له الا في الدنيا الوحي يميز ولهذا اذا اصابه الوابل عرى امره وكشف حقيقته وبين انه ليس له في الاخرة من نصيب فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا وهذا فيه انهم لا يحصلون لهذه النفقات التي بذلوها والصدقات التي قدموها لا يحصلون من ورائها اي شيء لان ما كان منهم من رياء ابطل اعمالهم وافسدها ولم يكن اه له اه لهم عليها ثواب عند الله سبحانه وتعالى فهذا مثل اه اه المثل الاول وابن القيم رحمه الله اشار حقيقة الى كلمة جميلة تكتب وتسطر في كتابه اعلام الموقعين فيما يتعلق الرياء والمن والاذى في في الصدقات قال الرياء في الصدقات يمنع انعقادها سببا للثواب الرياء في الصدقات يمنع انعقادها سببا للثواب. يعني اذا قدم الانسان مالا اذا قدم الانسان مالا وهو لم يقدمه الا رياء هو بهذا الصنيع جنى على عمله ابتداء بانه لم ينعقد له اي ثواب وهذا واضح في المثل الذي مر معنا جنى على عمله بانه لم ينعقد له اي ثواب فالرياء يمنع من انعقاد الثواب للاعمال. الرياء يمنع من انعقاد الثواب للاعمال. بمعنى المرائي لا يكتب له ثواب اصلا على عمله. لان الرياء مانع لانعقاد ثواب للعمل والمن والاذى الذي يأتي عقب عقب النفقة وعقب البذل قال والمن والاذى يبطل الثواب الذي كانت سببا له يبطل الثواب الذي كانت سببا له اي كانت النفقة سببا له ولهذا النفقة ان كانت رياء لم تنعقد سببا للثواب وان اعقبها من واذى ابطل المن والاذى حصول الثواب ولا يحصل الثواب الا بالاخلاص لله تبارك وتعالى ولا يتبع من انفق مخلصا لله نفقته وبمنن ولا اذى ولا باي مبطل للاعمال مر معنا الان المثل الاول الذي يبين حال المرائي عقبه ذكر الله سبحانه وتعالى المثل الثاني الذي يبين المخلص في نفقته الذي يبتغي بها الله سبحانه وتعالى فقال جل وعز ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرظات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة انظر هنا الفرق بين هذا وذاك كمثل جنة بربوة ذاك تراب على صفوان التراب الذي على صفوان لا ينبت ليس موضع نبات لكن هنا الذي ينفق ما له ابتغاء مرضات الله ويرجو ثواب الله سبحانه وتعالى فحال نفقته كما ذكر الله كجنة بربوة الجنة هي البستان الذي فيه من انواع الاشجار وانواع الثمار وبرضوة الربوة هي المكان المرتفع المكان البارز للشمس تأتيه الشمس في اول النهار وفي اخر النهار فينتفع منها ضاح للشمس فالارض طيبة والهواء طيب والارض ايضا بارزة للشمس فهذا موضع ماذا موضع نبات ولهذا اذا اصابه المطر انتفع به غاية الانتفاع قال كجنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين والوابل هو المطر الكثير فان لم يصبها وابل فطل. والله بما تعملون بصير هنا ذكر الوابل سبحانه وتعالى وذكر الطل قال العلماء اشارة الى تفاوت الناس في النفقة منهم من ينفق كثيرا وهذا مثله مثل الوابل ومنهم من ينفق قليلا وهذا مثله مثل الطل الطل الماء القليل المطر القليل فمن الناس من نفقته كثيرة ومنهم من نفقته قليلة لكن كلاهما مشترك ان ماذا ان ارضه طيبة خصبة قابلة الانبات والنماء. ولهذا كل منهما يحصل خيرا حتى الذي ينفق قليلا يحصل خيرا عظيما والذي ينفق كثيرا يحصل ايضا خيرا اعظم. قال اتت اكلها ضعفين. فان لم يصبها وابل يعني لم يصبها مطر غزير اصابها طل ايضا تستفيد منه. لانها ارض طيبة فالشخص المخلص لله تبارك وتعالى سواء انفق كثيرا او انفق قليلا فما دام ان الاخلاص موجودا في عمله يبارك له في عمله وينمى له عمله ويجد النفقة القليلة التي قدمها يوم القيامة شيئا عظيما لا يوصف واقرأ شاهد ذلك ما جاء في الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيب الا اخذها الله جل وعلا بيمينه ورباها له كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى يجدها يوم القيامة مثل الجبل حتى يجدها يوم القيامة مثل الجبل تمرة او ما يعادل تمرة ثم يجدها يوم القيامة مثل الجمل هذه نفقة صدرت ممن صدرت من مكانا طيب قابل قابل للاستفادة والنماء والزيادة بخلاف الموضع الاول صفوان عليه تراب هذا لا يستفيد لا من قليل ولا من كثير لا يستفيد لا من قليل ولا من كثير. اما هذا الذي ينفق اللهم ارزقنا الاخلاص اجمعين هذا الذي ينفق ما له يبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى سواء قل ما له او كثر يبارك له فيه انقل ماله فالاشارة اليه فوابل نعم ان قل ما له؟ نعم فقل وان وان كثر ما له ونفقته وابل والوابل هو الماء الكثير فاذا هذا مثل عظيم يبين لنا حال المنفقين المخلصين المبتغين بوجه الله سبحانه وتعالى بنفقاتهم وبذلهم ولا يريدون الا وجه الله والدار الاخرة فهؤلاء قلت النفقة او كثرت ثوابهم واجرهم عند الله عظيم وتأمل ختم هذه الاية بقوله سبحانه والله بما تعملون بصير والله بما تعملون بصير اي الله جل وعلا مطلع عليكم ولا تخفى عليه منكم خافية وبصير بالاعمال وبصير بالنفقات وبصير بما يقدم العبد ولهذا ينبغي على العبد ان يعود نفسه على اه الصدق مع الله وعلى الاخلاص ولو قل عمله فقليل من العمل مع مع التوحيد والاخلاص خير من عمل كثير ليس قائما لا على توحيد ولا على اخلاص اذا الان مر معنا مثلا الاول الاول يبين لنا حال من فعل شيئا منع من انعقاد سبب الثواب وهو المرائي والمثل الثاني يبين لنا حال من قام باعماله خالصة يبتغي بها وجه الله سبحانه وتعالى. وانه يبارك له في عمله قل عمله او كثر المثل الثالث يبين لنا حال من اعتنى باعماله ونفقاته وصدقاته ثم جاء في مرحلة متأخرة او غير متأخرة من حياته وجاء بمبطلات للاعمال وجاء بمبطلات للاعمال يعني لا يزال في حياته ينفق ويبذل ويتصدق ويعطي ثم جاء في نهاية المطاف وجاء بامور تبطل عمله تبطل عمله وتفسد عليه عمله وتلغي عليه ثواب عمله فما مثل حال رجل هذه صفته قال جل وعلا في بيان حاله قال ايود احدكم ان تكون له جنة ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب والنخيل والاعناب هي خير الاشجار وافضلها واهل العلم لهم مباحثات جميلة لطيفة في ايهما افضل النخيل والاعناب مع اتفاقهم ان افضل الاشجار هي النخيل والاعناب ان افضل الاشجار هي النخيل والاعناب. لكن فيه خلاف بين اهل العلم ايهما افضل؟ هل هو النخيل او الاعناب؟ والاوظح والاقرب ان النخل هو افضل الشجر وقد مر معنا من فضله ان الله سبحانه وتعالى جعله مثلا للمؤمن وهذا دليل واضح على فضل النخل وتميزه على غيره من الاشجار قال ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات احضر هذا هذه الصورة الان احضرها في ذهنك لان الجواب الذي سيقوله كل عاقل لا اود ان تكون هذه حالي لا اود ان تكون هذه حالي. ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات هذا الان من اجمل ما يكون هذا الان من اجمل ما يكون من حيث امتلاك بستان بهذه الصفة وبهذه المثابة وفيه من هذه الثمرات والانهار تجري من تحته اجمل ما يكون زد عليه ايضا امر اخر. قال واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء واصابه الكبر يعني اصبح صاحب هذا البستان كبير السن وعنده ذرية لكنهم ضعفاء لا قدرة لهم على العمل ولا على البذل ولا على الشغل ولا ضعفاء ثم وهو في هذه الحال ثم وهو في هذه الحال لما وصل الى هذا الموصل فاصابه يعني اصاب بستانه او جنته اعصار فيه نار والاعصار معروف الطوفان الذي يلف وهو طوفان او اعصار فيه نار فادى الى احتراق البستان برمته فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت هل يود احد ان يكون هذه حاله بعد ان اجتمع له من المال اه الثمار والاشجار والانهار والخيرات اجتمع له خير كثير من ذلك ثم بلغ سن الكبر بلغ سن الكبر وعنده اولاد ضعفاء ثم وهو في هذه الحال يأتي اعصار فيحرق بستانه وماله عن اخره فلا يبقي فيه شيئا قال فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون هذه ايات وامثال عظيمة ضربها الله سبحانه وتعالى للعباد ليتفكروا فيها ويتأملوا فهذا مثل لشخص انفق وبذل وقدم اعمالا صالحات كثيرات لكنه في نهاية المطاف جاء بماذا جاء بمبطل للاعمال وصورة مبطل العمل في المثل هو الاعصار صورة مبطل العمل في المثل هو الاعصار قال فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت فالذي يعمل اعمالا صالحة ونفقات وصدقات وبذل الى اخره ثم في نهاية المطاف يأتي بمبطل الاعمال فمثله الذي يصوره يصور حاله هو هذا المثل فمثل مبطل العمل الذي حصل منه كالاعصار الذي فيه نار احرق حديقة ذلك الرجل بستانه كاملا وكذلك الشأن في مبطلات الاعمال فانها تبطل العمل كاملا ولهذا نلاحظ كلام ابن القيم مرة ثانية ابن القيم يقول الرياء يمنع من انعقاد يمنع من انعقاد الصدقة او نحوها من الطاعات سببا للثواب انعقادها سببا للثواب والمن والاذى ومبطلات الاعمال التي تجي اه تأتي في اعقاب الاعمال هذي تمنع حصول الثواب تمنع حصول الثواب ولهذا لا آآ سلامة للعبد في هذا الباب ولا تحصيل للخير الا بان يكون مخلصا لله سبحانه وتعالى باعماله فلا يأتي بها الا مبتغيا بها وجه الله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك يجاهد نفسه الى ان يموت في ان يبتعد عن كل امر يبطل العمل ويفسده هنا الشيخ رحمه الله تعالى ذكر هذه الامثال الثلاثة بدأ اولا بالمخلص وهو في ترتيبه في في الايات التي قرأنا الثاني قال ومثل الله الاعمال بالبساتين فذكر العمل الكامل الخالص له الذي لم يعرظ له ما يفسده كبستان في احسن المواظع واعلاها تنتابه الرياح النافعة وقد ضحى وبرز للمشمس وفي خلاله الانهار الجارية المتدفقة. فان لم تكن غزيرة فانها كافية له كالطل. الذي ينزل من السماء. ومع ذلك فارظه اطيب الاراضي وازكاها فمع توافر هذه الشروط لا تسأل عما هو عليه من زهاء الاشجار وطيب الظلال الوفور الثمار فصاحبه في نعيم ورغد متواصل هذا مثل آآ المخلص قال وهو امن عن انقطاعه وتلفه هذا كله مثل المخلص ثم بدأ يذكر المثل الثاني الذي بدأه الله بقوله ايود احدكم قال فان كان هذا البستان لانسان قد كبر وضعف عن العمل وعنده عائلة ظعاف لا مساعدة منهم ولا كفاءة وقد اغتبط به حيث كان مادته ومادة عائلته ثم انه جاءته افة واعصار احرقه واتلفه عن اخره فكيف تكون حسرة هذا المغرور وكيف تكون مصيبته وهذا هو الذي جاء بعد العمل بما يبطل عمله الصالح من الشرك او النفاق او المعاصي المحرقة فيا ويحه بعدما كان بستانه زاكيا زاهيا اصبح تالفا وقد انس من عودة وبقي بحسرته مع عائلته فهذا من احسن الامثال وانسبها فقد ذكر الله صفة بستان من ثبته الله على الايمان والعمل وبستان من ابطل عمله بما ينافيه ويظاده ويؤخذ من ان الذي لم يوفق للايمان ولا للعمل اصلا انه ليس له بستان اصلا انه ليس له بستان اصلا قال ووجه تشبيه الاعمال بالبساتين ان البساتين تمدها المياه وطيب المحل وحسن الموقع فكذلك الاعمال يمدها الوحي النازل لحياة القلوب الطيبة وقد جمع العامل جميع شروط قبول العمل من الاجتهاد والاخلاص والمتابعة فاثمر عمله كل زوج بهيج هذان مثلا الاول لمن اخلص والثاني لمن جاء بمبطل للعمل. ثم بعد ذلك ذكر رحمه الله المثل الثالث وهو الاول في ترتيب الايات والذي بدأه جل وعلا بقوله آآ آآ بقوله يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى قال كمثل يعني من مبطلات الاعمال مذهبات الثواب قال كمثل نفقات كما مثل نفقات المخلصين بذلك البستان الزاكي الزاهي ومثل نفقات المرائين هذا المثل اه الثالث وهو الاول في ترتيب الايات. قال ومثل نفقات المرائين بحجر املس عليه شيء من تراب مثل آآ مثلهم كمثل صفوان عليه تراب قال آآ بحجر املس عليه شيء من تراب فاصابه مطر شديد تركه صلدا لا شيء فيه هذا معنى صلدا لا شيء فيه لان قلب المرائي لا ايمان فيه ولا اخلاص. بل هو قاس كالحجر فنفقته حيث لم تصدر عن ايمان بل رياء وسمعة لم تؤثر في قلبه حياة ولا زكاة ولا زكاة كهذا المطر الذي لم يؤثر في هذا الحجر الاملس شيئا فهذه امثال ضربها الله سبحانه وتعالى لعباده لعلهم يتفكرون قال رحمه الله وهذه الامثال اذا طبقت على ممثلاتها وضحتها وبينتها وبينت مراتبها من الخير والشر والكمال والنقصان ثم في اثناء ذلك رحمه الله ذكر اه مثلين من امثال القرآن ذكر رحمه الله مثلين من امثال القرآن لبيان حال اعمال الكفار وما يقوم به الكافر من صدقة او بذل او نفقة او غير ذلك من عمل صالح وهو كافر بالله فكفره مبطل لعمله. قال تعالى وما منعهم ان تقبل نفقاء وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله برسوله وقال جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. وقال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن ان عملك فالكفر مبطل للعمل مبطل للعمل ولو كان العمل امثال الجبال وعدد الرمال فان الكفر يبطله كله وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ولهذا اذا لقي الانسان ربه والعياذ بالله كافرا لا يستفيد من اي عمل قدمه ولا ينتفع بشيء من من اعماله لان الكفر مبطن للاعمال هادم لها والله جل وعلا ظرب امثالا في القرآن تبين لنا وتبين للناس حال الكافر واعماله التي قدمها في حياته الدنيا قال رحمه الله وقد مثل الله عمل الكافر بالسراب وقد مثل الله عمل الكافر بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء فيأتيه وقد اشتد به الظمأ وانهكه الاعياء فيجده سرابا فيجده او فيجده سرابا قال الله جل وعلا والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع والله سريع الحساب فهذه هذا مثل ضربه الله جل وعلا يبين حال اعمال الكافر والكافر يرى اعماله شيئا عظيما لكنها في الحقيقة كسراب بقيعة والشراب كلنا يعرفه السراب هو الذي يتراءى للناظر عن بعد كانه ماء كثير فاذا وصل الى مكانه لم يجده شيئا وهذا حال الكافر في رؤيته لاعماله يرى انها شيئا عظيما وان امرها اه كبير وعظيم ثم اذا وصل وتبينت له الحقيقة وتجلى له الامر لم يجد اعماله شيئا ووجد الله عنده ووفاه حسابه والله سريع الحساب هذا مثل واتبعه الله سبحانه وتعالى لهؤلاء بمثل اخر قال او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج اذا اخرج اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور فهذه امثال توضح اعمال الكافرين ولاحظ هنا فائدة المثل الاول مرتبط بالماء والمثل الثاني مرتبط بالنور وعرفنا سابقا ان حال الكافر كالميت في الظلمات كالميت في الظلمات وهذان المثلان يوضحان لك هذه الحقيقة حقيقة الكافر من حيث ما يراه ماء وسببا لحياته هو في الحقيقة كسراب بقيعة ومن حيث ما يراه نورا وضياء لطريقه هو في الحقيقة ظلمات بعظها فوق بعظ اذا اخرج يده لم يجد لم يكد يراها فالكافر فيما يظنه ماء وحياة له لشأنه كسراب بقيعة وما يظنه نورا وظياء لطريقه ظلمات بعضها فوق بعض كاد يمثل حال الكافر في هذين المثلين المثل المائي والمثل آآ مثل الماء او مثل النور والضياء المثل المائي والمثل الناري كما عبر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى قال رحمه الله ومثله بالرماد مثل عمل الكافر بالرماد الذي احرق فجاءته الرياح فذرته فلم تبق منه باقية فذرته فلم تبق منه باقية قال الله سبحانه وتعالى آآ مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد فهذا مثل اه ضربه الله سبحانه وتعالى يبين حال اعمال الكافر وان اعماله كرامات والرماد هو الذي ينشأ عن المواد المحترقة من حطب او غيره البقايا التي تبقى هي الرماد وهذا شيء لا ينتفع به واضف الى ذلك لو انه جاءت ريح عاصف وذرت هذا الرماد اي فائدة تنال من مثله رماد وفي الوقت نفسه آآ ذرته الرياح ولم تبقي منه باقية. اين الفائدة وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال وهذا مناسب لحاله وبطلان عمله فان كفره ومعاصيه بمنزلة النار المحرقة وعمله بمنزلة الرماد والسراب الذي لا حقيقة له وهو كان يعتقده نافعا له فاذا وصله ولم يجده شيئا تقطعت نفسه حسرات ووجد الله عنده فوفاه حسابه. نعم قال ومثل الله حال المنافقين بحال من هو في ظلمة فاستوقد نارا من غيره. ثم لما اضاءت ما حوله وتبين له الطريق ذهب ذهب نورهم وانطفأ ضوئهم فبقوا في ظلمة عظيمة اعظم من الظلمة التي عليها اولا وهكذا المنافق استنار بنور الايمان فلما تبين له الهدى غلبت عليه الشقوة طولت عليه الحيرة فذهب عنه نوره احوج ما هو اليه. وبقي في ظلمة متحيرا فهم لا يرجعون. لان سنة الله في عباده ان من بان له الهدى واتضح له الحق ثم رجع عنه انه لا يوفقه بعد ذلك للهداية لانه رأى الحق فتركه وعرف الضلالة فاتبعه. وهذا المثل ينطبق على المنافقين الذين تبصروا وعرفوا ثم عليهم الاغراض الضارة فتركوا الايمان. والمثال الثاني هو قوله او كصيب من السماء فيه ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت. والله محيط بالكافرين. ينطبق على المنافقين الضالين المتحيرين الذين يسمعون القرآن ولم يعرفوا المراد منه. واعرضوا عنه وكرهوا سماعه اتباعا برؤسائهم وسادتهم. وهنا ذكر رحمه الله تعالى مثلين ظربهما الله جل وعلا لبيان حال المنافق لبيان حال المنافق ولما كان المنافق اه او اهل النفاق منهم من تبصر وعرف الحق لكن غلبت عليه اغراضه الفاسدة ومقاصده السيئة فاعرض عن الحق ولم يقبله وكان ايضا من المنافقين من هو متردد متحير ظال تائه فلم يقبل الحق لحيرته وظلاله فذكر الله جل وعلا في القرآن مثلا تبين حال المنافق حال المنافقين بهذين اه او على هذين الصنفين صنف الذي عنده اغراظ فاسدة ومقاصد سيئة منعته من قبول الحق والمنافق الذي منعه من قبول الحق تحيره وتردده وكونه في ريبه مترددا فلم يقبل الحق فضرب الله سبحانه وتعالى مثلين لتوضيح ذلك. قال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم. وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون. هذا الاول يبين حال الذي تبصر بالحق وعرف الحق لكنه لم يقبله لاغراض فاسدة في قلبه ومقاصد سيئة في والمثل الثاني وهو قوله او كصيد من السماء او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم حذر الموت هذا يجعلون اصابعهم في اذان من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين هذا يبين لنا حال من كان من كان نفاقه عن تردد عن تردد في نفسه اه ظلال في في نفسه حجبه ومنعه من قبول الحق فلما كان اهل النفاق على هاتين الدرجتين او على هاتين الحالتين ظرب الله سبحانه وتعالى هذين المثلين لبيان اه الحالتين والحديث عن المثلين مضى في اه اول هذه القاعدة نعم. ومثل الله الحياة الدنيا وزهرتها والاغترار بها بحالة زهرة الربيع. تعجب وتغر الجاهلين ويظنون بقائها ولا يؤملون زوالها فلهوا بما فلهوا بها خلقوا له فاصبحت عنهم زائلة واضحوا لنعيمها مفارقين في اسرع وقت. كهذا الربيع اذا اصبح بعد الاخضرار هشيما وبعد الحياة يبسا رميما. وهذا الوصف قد شاهده الخلق واعترف به البر والفاجر ولكن سكر الشهوات وضعف داعي الايمان اقتضى ايثار العاجل على الاجل ثم ختم رحمه الله تعالى فهذه الامثال بهذا المثل العظيم الذي بين الله سبحانه وتعالى به لعباده حال الحياة الدنيا وانها دار الغرور تغر الانسان وتفتنه ثم نهاية المطاف اما ان تتركه او يتركها. هذي نهاية المطاف اما ان تتركه بمعنى ان يكون عنده منها شيء كثير ثم في لحظة يفقد هذا كله او يتركها هو بمغادرة هذه الحياة فالحياة الدنيا دار الغرور. ولهذا جاءت امثال في القرآن الكريم تصور حال الحياة الدنيا حتى لا يغتر بها الانسان وتصوير الحياة الدنيا من خلال ضرب امثال لاشياء مشاهدة اشياء مشاهدة يراها الناس يعاينونها فمن خلالها ومن خلال رؤيتهم لها ومشاهدتهم لها يعرفون حقيقة الحياة الدنيا وانها دار الغرور يقول الله سبحانه وتعالى انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى نعم حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فتأمل الان هذا المثل الذي يوضح حقيقة الحياة الدنيا انما مثل الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام اي ان الماء نزل من السماء وانبت نباتا عظيما يستفيد منه الناس وتستفيد ايضا منه الانعام قال حتى اذا اخذت الارض يعني حظها ونصيبها من الانبات والثمار والزهور الى اخره حتى اذا اخذت الارض زخرفها وزينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا وهكذا الموت يأتي ليل ويأتي نهار يفاجئ الانسان لا يدري اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح هكذا شأن الموت. وايضا الجوائح التي تأتي وتصيب آآ الارظ فتتلف ما عليها وتهلك ما عليها تفاجئ الناس فتأتي في الليل او تأتي في النهار لا يدري الناس الا وقد فاجأتهم قال اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. يعني كان لم يكن فيها شيئا من النبات او شيئا من الزهور او شيئا من الثمار. قال كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون فهذه امثال يضربها الله سبحانه وتعالى لعباده ليتفكروا من خلالها وينظر في حقيقة الامر. مثل هذا المثل ايضا ما جاء في سورة الكهف وهو قول الله سبحانه وتعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا سبحانه وتعالى وعند هذه الاية في تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله علق تعليقا عظيما واورد كلاما نافعا جدا وهو اشبه ما يكون بموعظة ونصيحة غالية ينبغي اه ان نحسن الاستماع اليها والاستفادة منها نعم قال رحمه الله تعالى يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم اصلى ولمن قام بوراثته بعده تبعا اضرب للناس مثل الحياة الدنيا لو قرأت لنا الايتين. الاية التي اه واضرب والاية التي بعدها لان الكلام على الايتين واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم اصلا ولمن قام بوراثته بعده تبعا اضرب للناس مثل حياة دنيا ليتصوروها حق التصور ويعرف ظاهرها وباطنها فيقيسوا بينها وبين الدار الباقية ويؤثر ايهما اولى بالايثار وان مثل هذه الحياة الدنيا كمثل المطر ينزل على الارض فيختلط نباتها تنبت من كل زوج بهيج فبين زهرتها وزخرفها تسر الناظرين وتفرح المتفرجين وتأخذ بعيون الغافلين اذ اصبحت هشيما تذروه الرياح فذهب ذلك النبات الناظر والزهر الزاهر والمنظر البهي فاصبحت الارض غبراء ترابا. قد انحرف عنها المطر وصدف عنها البصر قد انحرف عنها النظر وصدف عنها البصر واوحشت القلب. كذلك هذه الدنيا بينما صاحبها اعجب بشبابه وفاق فيها على اقرانه واترابه. وحصل درهمها ودينارها. واقتطف من ازهارها وخاض في الشهوات في جميع اوقاته. وظن انه لا يزال فيها سائر ايامه. اذ اصابه الموت او التلف لماله فذهب عنه سروره وزالت لذته وحبوره واستوحش قلبه من الالام وفارق شبابه وقوته وماله. وانفرد بصالح او سيء اعماله. هنالك يعض هنالك يعض الظالم على يديه حين يعلم حقيقة ما هو عليه ويتمنى العودة الى الدنيا لا ليستكمل الشهوات بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات. بالتوبة والاعمال الصالحات. فالعاقل حازم الموفق يعرض على نفسه هذه الحالة. ويقول لنفسه قدري انك قد مت. ولابد ان ان تموتي فاي الحالتين تختارين؟ الاغترار بزخرف هذه الدار والتمتع بها كتمتع كتمتع الانعام السارحة؟ ام العمل لدار اكلها دائم وظلها. وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه وربحه من خسرانه ولهذا اخبر تعالى ان المال والبنين زينة الحياة الدنيا. اي ليس وراء ذلك شيء. وان الذي يبقى للانسان وينفعه سره الباقيات الصالحات. وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبة. والمستحبة من حقوق الله وحقوق عباده من صلاة وزكاة وصدقة وحج وعمرة وتسبيح وتحميد وتهليل وتكبير قراءة وطلب علم نافع وامر بمعروف ونهي عن منكر وصلة رحم وبر والدين وقيام بحق الزوجة والمماليك والبهائم وجميعها وجميع وجوه الاحسان الى الخلق كل هذا من الباقيات الصالحات. فهذا خير عند الله ثوابا وخير املا. فثوابها يبقى تضاعفوا على الاباد وياملوا اجرها وبرها ونفعها عند الحاجة. فهذه التي ينبغي ان يتنافس بها متنافسون ويستبق اليها العاملون ويجد في تحصيلها المجتهدون. وتأمل كيف لما ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها ذكر ان الذي فيها نوعان نوع من زينتها يتمتع به قيل ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبه. بل ربما لحقته مضرته. وهو المال والبنون نوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام وهي الباقيات الصالحات نسأل الله ان يثيب الشيخ رحمه الله تعالى على هذه النصيحة الغالية والموعظة العظيمة ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بها وهي كما سمعتم من انفس المواعظ وانفعها ولهذا ليتنا نتعاون على الاستفادة من هذه الموعظة وتفرد من كتابه التفسير وتتداول على نطاق واسع ونعمل على نشرها رجاء ان ينفع الله سبحانه وتعالى بها والحمد لله وسائل النفع ونشر الخير متاحة وما احوج الناس الى ان يسمعوا هذا الكلام العظيم الذي اكرمنا الله سبحانه وتعالى بسماعه ومثل هذه النفائس والفرائض آآ في كتاب آآ التفسير عبد الرحمن ابن سعدي شيء كثير ولهذا اه ينصح اه اهل العلم كثيرا بمطالعة هذا التفسير وقراءته ولا سيما لطالب العلم المبتدئ نرجو الله الكريم ان ينفعنا بامثال القرآن وان ينفعنا بالقرآن الكريم وان يرفعنا بالقرآن الكريم وان يجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا شأننا كله. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ونسأله بمنه وكرمه وجوده وفضله ان يتقبل صيامنا وقيامنا وان يجيرنا من وان يعيذنا منها بمنه وكرمه انه تبارك وتعالى سميع الدعاء نسأله الجنة وما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ به من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم. ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم. انك انت علام الغيوب اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا لوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله