بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثالثة والعشرون ارشادات القرآن على نوعين احدهما ان يرشد امرا ونهيا وخبرا الى امر معروف شرعا او معروف عرفا كما تقدم. والنوع الثاني ان يرشد الى الاشياء النافعة من اصول معروفة. ويعمل الفكر في استفادة المنافع منها. وهذه القاعدة شريفة جليلة القدر اما النوع الاول فاكثر ارشادات القرآن في الامور الخبرية والامور الحكمية داخلة فيها نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه القاعدة الثالثة والعشرون من القواعد الحسان المتعلقة بتفسير اية القرآن للعلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى. وهذه القاعدة كما هو ظاهر تتعلق بارشادات القرآن الكريم وان ارشادات القرآن من حيث الجملة ترجع الى نوعين. النوع الاول ارشاد فعل الامر. وترك النهي. كما قال رحمه الله ان يرشد ونهيا وخبرا. ان يرشد امرا ونهيا وخبرا. الى امر معروف شرعا او معروف عرفا كما تقدم اي كما تقدم تفصيل ذلك وبخاصة في القاعدة التاسعة التي سبق ان مرت معنا عند المصنف رحمه الله تعالى. فهذا نوع من ارشادات القرآن والقرآن مليء بالاوامر والنواهي. يأمر جل وعلا بما فيه صلاح العباد وفلاحهم في الدنيا والاخرة ويذكروا ثواب ذلك واجره ومنافعه في الدنيا والاخرة وينهى جل وعلا عن المحرمات والمعاصي والاثام ويبين عواقبها الوخيمة واثارها الاليمة في الدنيا والاخرة على العصاة ومقترفي الاثام. فهذا نوع من ارشادات القرآن الكريم ارشادات بالامر والنهي والخبر والنوع الثاني من ارشادات القرآن ان ان يرشد الله جل وعلا الى استخراج الاشياء النافعة من اصول معروفة وهذا يحتاج من العبد الى اعمال الفكر وازالة النظر والتأمل في بدائع مخلوقات الله سبحانه وتعالى وما فيها من الحكم والاسرار والكنوز قال ويعمل الفكر في استفادة المنافع منها في استفادة المنافع منها الله عز وجل دعا وارشد عبادة في القرآن الى هذا العلم الى هذا العلم العلم الذي يتعلق بالكون العلم الذي يتعلق بالكون واستخراج منافعه لان الله سبحانه وتعالى سخر للعباد ما في السماوات وما في الارض جميعا منه وهيأ لهم الاسباب العقلية وكذلك الاسباب اه الصحية من حيث قوة الانسان وقدرته وهيأ لهم ايضا الاسباب بالتسهيل والتيسير والتسخير للاستفادة من منافع الارظ ومنافع هذا الكون مما جعله الله سبحانه وتعالى مسخرا للعباد متاحا لهم ان يستفيدوا منه الفوائد العظيمة قال وهذه القاعدة اي بقسميها شريفة جليلة القدر وهي تتعلق بارشادات القرآن قال اما النوع الاول فاكثر ارشادات القرآن فالامور الخبرية والامور الحكمية داخلة فيه داخلة فيه. الامور الخبرية اي ما يخبر به تبارك وتعالى عن نفسه وعن اسمائه وصفاته وعظمته وما يخبر تبارك وتعالى عن افعاله الحكيمة وخلقه الى المخلوقات وايجاده للكائنات وتصرفه خفضا ورفعا قبضا وبسطا عطاءا ومنعا واوامره الحكمية اي ما اشتمل عليه القرآن من الاوامر واعظم ذلك الامر بالتوحيد والنواهي واعظم ذلك النهي عن الشرك بالله فهذا كله داخل تحت هذا الباب ارشادات القرآن ارشادات القرآن اي ارشاداته العباد الى ما فيه منافعهم في دنياهم واخراهم ثم لم يفصل في هذه القاعدة لكونه سبق ان ذكر لها امثلة في مواضع مما تقدم ولا سيما في في القاعدة التاسعة على وجه الخصوص. ذكر هناك امثلة كثيرة يصلح ان يستشهد بها هنا ثم فصل في النوع الثاني نعم واما النوع الثاني وهو المقصود هنا فانه دعا عباده في ايات كثيرة الى التفكر في خلق السماوات والارض وما خلق الله فيها من العوالم والى النظر فيها واخبر انه سخرها لمصالحنا ومنافعنا انه انزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. ونبه العقول على التفكر فيها واستخراج انواع العلوم والفوائد منها وذلك اننا اذا فكرنا فيها ونظرنا حالها واوصافها وانتظامها ولاي شيء خلقت ولاي فائدة ابقيت؟ وماذا فيها من الايات؟ وما احتوت عليه من المنافع افادنا هذا الفكر في علمين جليلين احدهما اننا نستدل بها على على مال الله من صفات الكمال والعظمة. وما له من النعم الواسعة المتكاثرة وعلى صدق ما اخبر به من المعاد والجنة والنار وعلى صدق رسله واحقية ما جاءوا به وهذا النوع قد اكثر منه اهل العلم. وكل ذكر ما وصل اليه علمه. فان الله اخبر ان الايات انما بها اولوا الالباب وهذا اجل العلمين واعلاهما واكملهما والعلم الثاني اننا نتفكر فيها ونستخرج منها المنافع المتنوعة فان الله سخرها لنا وسلطنا على استخراج جميع ما لنا فيها من المنافع والخيرات الدينية والدنيوية. فسخر لنا ارضها لنحرثها ونزرعها ونغرسها ونستخرج معادنها وبركتها. وجعلها طوع علومنا واعمالنا لنستخرج منها الصناعات النافعة فجميع فنون الصناعات على كثرتها وتنوعها وتفوقها لا سيما في في هذه الاوقات كل ذلك داخل في تسخيرها لنا. وقد عرفت الحاجة بل الضرورة في هذه الاوقات الى استنباط المنافع منها وترقية الصنائع الى ما لا حد له. وقد ظهر في هذه الاوقات من موادها وعناصرها امور فيها فوائد عظيمة للخلق. وقد تقدم لنا في قاعدة اللازم ان ان ما لا تتم به الامور المطلوبة فهو مطلوب صواب العبارة ان ما لا تتم الامور المطلوبة به فهو مطلوب الا بما لا تتم الامور المطلوبة الا به فهو مطلوب نعم. وقد تقدم لنا في قاعدة اللازم ان ما لا تتم به الامور المطلوبة الان ما لا تتم الامور المطلوبة الا به فهو مطلوب وهذا يدل على ان تعلم الصناعات والمخترعات الحادثة من الامور المطلوبة شرعا. كما هي مطلوبة لازمة العقل وانها من الجهاد في سبيل الله. ومن علوم القرآن فان القرآن نبه العباد على انه وجعل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وانه سخر لهم ما في الارض. فعليهم ان يسعوا لتحصيل هذه المنافع من اقرب الطرق الى تحصيلها وهي معروفة بالتجارب وهذا من ايات القرآن وهو اكبر دليل على سعة علم الله وحكمته ورحمته بعباده بان اباح لهم جميع النعم ويسر لهم الوصول اليها بطرق لا تزال تحدث بعد وقت وقد اخبر في عدة ايات انه تذكرة يتذكر به العباد كل ما ينفعهم يتذكر به العباد كل ما ينفعهم فيسلكونه وما يضرهم فيتركونه وانه هداية لجميع المصالح هذا تفصيل من الشيخ رحمه الله تعالى لما يتعلق النوع الثاني من ارشادات القرآن وعرفنا النوع الاول من ارشادات القرآن اي ما فيه من الاوامر والنواهي والاخبار عن الله وعن الدار الاخرة وغير ذلك من التفاصيل التي هي داخلة في جملة ارشادات القرآن. والنوع الثاني والذي يعنيه الشيخ رحمه الله تعالى في هذه القاعدة ارشادات القرآن لما يتعلق بالتفكر في هذا الكون والنظر في ايات الله سبحانه وتعالى العجيبة من سماء وارض وجبال وبحار وانهار واشجار وليل ونهار وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك وهذه كلها ايات والله سبحانه وتعالى دعا عبادة الى النظر في هذه الايات والتفكر قال جل وعلا افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارظ كيف سطحت هذه كلها ايات دالة على عظمة مبدعها وكمال موجدها وعظيم قدرته وحكمته سبحانه وتعالى والقرآن مليء بالايات التي فيها الدعوة الى هذا النظر والتفكر في ايات الله سبحانه وتعالى وكثيرا ما يأتي عقب ذكر السماء وذكر الارظ وذكر الجبال وذكر الليل وذكر النهار كثيرا ما يأتي عقب ذلك ان في ذلك لايات ان في ذلك في الايات هذه المخلوقات كلها ايات دالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى هذا من جهة من جهة اخرى الله جل وعلا اخبر في القرآن انه سخر لنا ما في السماوات وما في الارض جميعا منه يعني جعله طوعا علوم العباد وعقولهم وسخر لهما الانتفاع سخر لهم الانتفاع من الجبل الاصم وسخر لهم الانتفاع من الارض وسخر لهم الانتفاع من مخلوقات هي اقوى من الانسان واضخم واكبر سخرها له هذي اية من ايات الله الان لما تنظر الى الراعي ومعه القطيع من الغنم او من البقر او من الابل والابل اعجب ما يكون. تجد الراعي الواحد الضعيف الهزيل ومعه مئة او اكثر وبيده عصا صغيرة ويشير بعصاه كل كل القطيع من الابل يتجه الى حيث يشير اليه ما الذي سخر هذه الابل هذا التسخير وكذلك الجبال الصم الصناب سخرها الله سبحانه وتعالى للانسان سخر له الارض. كل هذه المخلوقات سخرها جل وعلا للانسان وفي القرآن في مواضع منه ارشادات كثيرة الى الاستفادة من هذه التي سخرها الله سبحانه وتعالى لعباده. وارشد الله العباد الى الاستفادة منها ولهذا يقول الشيخ رحمه الله اذا تفكر العبد ونظر في هذه المخلوقات نظر في حالها اوصافها انتظامها لاي شيء خلقت فائدتها تفكر في هذه المنافع التي اشتملت عليها افادته افاده هذا الفكر امرين افاده هذا الفكر امرين افاده فائدتين عظيمتين الفائدة الاولى تتعلق بالايمان بالخالق سبحانه وتعالى. لانك كلما تأملت في هذه المخلوقات زادتك ايمانا بعظمة خالقها وكمال موجدها ومبدئها سبحانه وتعالى وان كل هذه المخلوقات طوع تدبيرا وتسخيره سبحانه وتعالى وانه جل وعلا هو القابض الباسط المعطي المانع المتصرف في هذا الكون ولهذا العبد اذا صفا قلبه واخذ يتأمل متفكرا في هذه المخلوقات من جهة عظمة خالقها سبحانه دعته الى تكبير الله وتعظيمه وتمجيده واجلاله والخضوع له سبحانه وتعالى ومعرفة كماله في علمه كماله في حكمته كماله في خلقه كماله في تدبيره كماله في في مشيئته في قوته في قدرته كل هذه الامور تكون اثار لهذا النظر والتفكر قال رحمه الله افاد هذا الفكر فيها علمين جليلين احدهما ان نستدل بها على مال الله من صفات الكمال والعظمة وما له من النعم الواسعة والايادي المتكاثرة وعلى صدق الرسل احقية ما جاءوا به صدق الكتب المنزلة من الله سبحانه وتعالى هذه كلها يمكن ان يستفاد في الاستدلال في الاستدلال لها بالنظر في ايات الله سبحانه وتعالى في هذا الكون العجيب من ليل ونهار وشمس وقمر ونجوم وجبال واشجار وانهار الى غير ذلك كل ذلك دال على عظمة الخالق بل هذا الانسان نفسه بما اودع الله سبحانه وتعالى فيه من عجائب واسرار وفي انفسكم افلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثلما انكم تنطقون. سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم. في الافاق اي في هذا الكون الفسيح وفي انفسهم كم في الانسان من الايات العجيبة والدلائل العظيمة على كمال الخالق سبحانه وتعالى. فاذا هذا نوع يستفاد من هذا النظر وهذا التفكر في ارشادات القرآن الكريم. النوع الثاني او العلم الثاني المستفاد اننا نتفكر فيها ونستخرج منها المنافع المتنوعة تلك الاولى فائدة ايمانية وهذه فائدة دنيوية لان الله سخر سخرها لنا لنستفيد منها في دنيانا واذا انتهت الدنيا انتهت هذه الاستفادة انتهت هذه الاستفادة يعني فائدة دنيوية تستفيد من الجبال من الارض من الابل من الخيل من هذه المخلوقات فوائد دنيوية والله سخر ما في السماوات وما في الارض جميعا منه اي سخره للانسان قال ان نتفكر فيها ونستخرج ان نستخرج من المنافع المتنوعة فان الله سخرها لنا وسلطنا على استخراج جميع ما لنا فيها من المنافع والخيرات الدينية والدنيوية فسخر لنا ارضها لنحرثها ونزرعها ونغرسها ونستخرج مع دينها وبركاته وجعلها طوع علومنا واعمالنا اي ان الله جعلها مسخرة لهذا الانسان لنستخرج منها الصناعات النافعة فجميع فنون الصناعات كل ذلك كل ذلكم داخل في هذا التسخير. اذا هذا نوع من ارشادات القرآن التفكر في هذا الكون وايات الله سبحانه وتعالى العجيبة فيه ليكون هاديا العبد الى نوعين من العلوم العلم الاول ما يتعلق بالله وصفاته وعظمته وكماله وصدق رسله وما جاء عنه سبحانه والنوع الثاني من العلوم ان نستفيد من فخيرات هذه الارض وما سخره الله سبحانه وتعالى واودعها فيها من امور هي منافع للعباد تفيدهم في دنياهم واخراهم. نعم. القاعدة الرابعة والعشرون القرآن يرشد الى التوسط والاعتدال في الامور. ويذم التقصير والغلو ومجاوزة الحد. قال تعالى ان الله يأمر بالعدل قل امر ربي بالقسط. والايات الامرة بالعدل والناهية عن ضده كثيرة. والعدل في كل الامور لزوم الحد فيها. والا يغلو ويتجاوز الحد. كما لا يقصر ويدع بعض الحق. ففي عبادة الله امر بالتمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم. في ايات كثيرة ونهى عن مجاوزة ذلك وتعدي الحدود في ايات كثيرة. وذم المقصرين عنه في ايات كثيرة. فالعبادة التي امر الله بها ما جمعت الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول. وما فقد فيه الامران او احدهما فهي من الاعمال هذه القاعدة الرابعة العشرون القرآن يرشد الى التوسط والاعتدال. التوسط في الامور كلها. و التوسط هو لزوم الامر الوسط التوسط هو لزوم الامر الوسط وكذلك جعلناكم امة وسطا والوسطية هي تكون بمجانبة الغلو ومجانبة الجفاء لا افراط ولا تفريط لا زيادة على المطلوب ولا نقصان وقصور عنه لا غلو ولا جفاء فالوسطية لزوم الحد المطلوب دون ان نزيد عليه ودون ان نقصر عنه ولهذا ارشد القرآن الكريم الى الوسطية والاعتدال وحذر من ضد ذلك سواء بالزيادة او بالنقصان سواء بالافراط او التفريط فكل من الامرين اذان قصد الامور ذميم ان ان يخرج الانسان عن القصد من الامور امر يذم عليه العبد لان العبد مطلوب منه ان يلزم الجادة التي امر بلزومها فان قصر عنها يذم على هذا القصور وان تجاوزها وتعداها يذم على هذا التجاوز والتعدي فالوسطية انما تكون بلزوم الجادة السوية وصراط الله المستقيم دون غلو او جفاء ودون تقصير ودون زيادة او تقصير قال رحمه الله مستدلا لهذه القاعدة ببعض الادلة العامة قال الله تعالى ان الله يأمر بالعدل وقال تعالى قل امر ربي بالقسط وايضا قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا فالله عز وجل امر بالعدل وعرفه الشيخ رحمه الله بقوله لزوم الحد فيها العدل في الاوامر لزوم الحج فيها اي الحد الشرعي المطلوب من العباد ولا يغلو والا يغلو ويتجاوز الحد كما لا يقصر ويدع بعض الحق فالعدل في الاوامر بان تفعل كما امر بها دون زيادة ودون تقصير وهذه الوسطية والاعتدال الذي امر الله سبحانه وتعالى به عباده في قوله ان الله يأمر بالعدل وفي قوله قل قل امر ربي بالقسط والقسط هو العدل القسط هو العدل ان يأتي بالامور باعتدال بدون غلو وبدون جفاء وكذلك قوله واقصد في مشيك القصد هو التوسط والاعتدال واقتصاد في سنة كما قال بعض الصحابة خير من اجتهاد في بدعة اذا اقتصد الانسان في سنة بان لزمها ولو كان امرا قليلا خير ما له من ان يجتهد في امور هي محدثة لا لا يثاب عليها بل يؤزر لانه عليه الصلاة والسلام قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وما من امر امر الله سبحانه وتعالى عباده به الا والناس فيه على ثلاثة اقسام كل الاوامر ما من امر امر الله عباده به الا والناس فيه على ثلاثة اقسام الصلاة الصيام الحج البر الصلة الصدق الوفاء الى غير ذلك كل امر امر الله سبحانه وتعالى العباد به الناس فيه على ثلاثة اقسام قسم اهل غلو وقسم اهل جفاء وقسم اهل متوسط واعتدال وخير الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها خير الامور الوسط والوسط هو الذي يلزم الامر كما جاء فلا يزيد عليه فيكون غاليا ولا ينقص عنه فيكون جافيا بل يلزمه فيكون معتدلا متوسطا وهذا الذي طلب منا شرعا وارشدنا اليه القرآن وارشدنا اليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. اخذ الشيخ يعرظ امثلة على الاعتدال فبدأ اولا بالعبادة عبادة الله قال ففي عبادة الله امر بالتمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ايات كثيرة وما اتاكم الرسول فخذوه. فليحذر الذين يخالفون عن امره. من يطع الرسول فقد اطاع الله. الى غير ذلك من الايات فامر بالتمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ايات كثيرة ونهى عن مجاوزة ذلك وتعدي الحدود في ايات كثيرة تلك حدود الله فلا تعتدوها جاء في ايات كثيرة النهي عن التعدي لحدود الله وتجاوزها قال وذم المقصرين عنها في ايات كثيرة وذم المقصرين. المقصر هو الذي يفرط في في الامر فلا يفعله ويفرط في النهي بان يرتكب النهي ويقترف فحذر الله سبحانه وتعالى منها هذا وهذا وامر بلزوم الجادة بدون زيادة او تقصير ومنا احسن ما يوضح به هذا المقام المثل العجيب العظيم الذي ضربه الله سبحانه وتعالى للعباد كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران يعني جداران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب المفتحة سطور مرخاة وفي اول الصراط داع يدعو يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ومن جوف الصراط داع يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه قال اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فحدود الله واما الابواب المفتحة التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداء الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم اذا الوسطية التي تطلب من العباد هي ان يسير العبد في هذا الصراط صراط الله المستقيم ماضيا فلا يقصر ولا يتجاوز لا يقصر بترك بترك الاوامر او بفعل النواهي ولا تجاوز بتعدي حدود الله سبحانه وتعالى وما شرعه سبحانه وتعالى لعباده بل يكون لازما هذا الصراط مستقيما عليه ثابتا عليه الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى وهو راض عنه قال فالعبادة التي امر الله بها ما جمعت الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول وما فقد فيه الامران او احدهما فهي من الاعمال اللاغية لان العبادة لا تقبل الا بشرطين ان تكون لله خالصة وان تكون للسنة موافقة فاذا التغى الشرطان او التقى احدهما لا تكون العبادة مقبولة والناس في هذين الشرطين تحقيقا او عدم تحقيق ينقسمون الى اربعة اقسام القسم الاول الذين اعمالهم جاءت على الاخلاص والمتابعة وهؤلاء هم خير الناس جعلنا الله جميعا منهم. على الاخلاص والمتابعة الاخلاص للمعبود اعمالهم كلها لله خالصة وللسنة موافقة فهذا القسم الاول القسم الثاني من الناس عنده اعمال خالصة لله لا يبتغي بها الا وجه الله سبحانه وتعالى لكنها محدثة ليست على شرع الله وليست من هدي الله مثل اناس يذكرون الله باذكار محدثة. او اعمال مبتدعة هل رأيت في جانب الاخلاص مخلصين لا يبتغون بهذه الاعمال وجه الله لكن الاعمال في نفسها ليست مشروعة ولا دليل عليها لا في كتاب الله ولا سنة نبيه عليه الصلاة والسلام فالاخلاص وحده ليس كافيا في قبول العمل لابد مع كون العمل لله خالصا ان يكون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم موافقة فاذا افتقد العمل موافقة السنة لم يقبله الله ولو كان خالصا لوجهه لان النبي عليه الصلاة والسلام قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه هذا القسم الثاني القسم الثالث من عنده موافقة للسنة في العمل لكن اعماله لا تقع على الاخلاص لا تقع على الاخلاص فمثلا يصلي الصلاة المسنونة المشروعة لكن نيته في داخله وقرارة نفسه يريد بصلاته مراعاة الناس يريد بصلاته الدنيا يريد بصلاته السمعة فهذه الصلاة وان كانت في ظاهرها موافقة للسنة من حيث من حيث الاركان الشروط الواجبات لكنها لا يقبلها الله سبحانه وتعالى من عامل لكونها لم تقع خالصة لوجه الله وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. من عمل عملا يدخل تحت قول عملا الصلاة الصيام الحج الصدقة الى غير ذلك كل الاعمال من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. يعني اذا لم يجعل العمل لله وحده سبحانه وتعالى خالصا لم يقبله الله منه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال جل وعلا الا لله الدين الخالص. هذا القسم الثاني من الناس من تأتي اعماله موافقة لكنها لا تقع لله سبحانه وتعالى خالصة القسم الرابع من فقد الامرين في اعماله فاعماله محدثة وايضا لا يبتغي بها وجه الله اعماله محدثة ولا يبتغي بها وجه الله لا يتقرب بها لله سبحانه وتعالى وجميع الاقسام الثلاثة الاخيرة مردودة غير مقبولة. من كان عمله خالصا غير موافق للسنة ومن كان عمله موافقا للسنة ليس خالصا لله ومن كان عمله ليس خالصا ولا موافقا للسنة كل هؤلاء الثلاثة لا يقبل الله اعمالهم وانما يقبل سبحانه وتعالى من العمل ما كان خالصا لوجهه موافقا لسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال الامام الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في كلمة عظيمة له في بيان قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عمل قال اخلصه واصوبه هذا معنى احسن عملا. قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل ان الله لا يقبل العمل حتى يكون خالصا صوابه قيل وما اخلصه واصومه قال ان العمل لا يقبله الله سبحانه وتعالى حتى يكون خالصا صوابه فاذا جاء العمل خالصا لله غير صواب على السنة لم يقبله الله واذا جاء صوابا على السنة وليس خالصا لله لم يقبله الله قال والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله. والصواب ما كان على السنة. نعم. وفي حق الانبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم امر بالاعتدال وهو الايمان بهم ومحبتهم والمقدمة على محبة الخلق وتوقيرهم واتباعهم ومعرفة اقدارهم ومراتبهم التي اكرمهم الله بها نهى عن الغلو فيهم في ايات كثيرة. وهو ان يرفعوا فوق منزلتهم التي انزلهم الله. ويجعل لهم من حقوق التي لا يشاركه فيها مشارك شيء. كما نهى عن التقصير في حقهم في الايمان بهم ومحبتهم وترك وعدم اتباعهم وذم الغالين فيهم كالنصارى ونحوهم في عيسى. في ايات كثيرة كما اما الجافين لهم كاليهود حيث قالوا في عيسى ما قالوا. وذم من فرق بينهم فامن ببعض دون بعض اخبر ان هذا كفر بجميعهم. وهذا مثال ثان للوسطية التي امرنا الله سبحانه وتعالى بها في القرآن المثال الاول وسطية في باب العبادة عبادة الله المثال الثاني الوسطية في حق الانبيا الوسطية في حق الانبياء والوسطية في حق الانبياء بالايمان بهم ومحبتهم وتوقيرهم ومعرفة اقدارهم ومنازلهم والاقتداء بهم واتباعهم والسير على منهاجهم والحذر من جانبي الغلو او الجفاء فيهم هذه الوسطية التي امرنا الله سبحانه وتعالى بها في القرآن ولهذا نجد ايات كثيرة في القرآن فيها الدعوة الى الايمان بالانبياء ومعرفة اقدار الانبياء وحقوقهم ومحبتهم واتباعهم ولزوم منهاجهم ايات كثيرة في هذا المعنى وايضا ايات كثيرة في القرآن فيها النهي عن الغلو فالانبياء في غيرهم وكذلك النهي عن الجفاء وكذلك النهي عن الجفاء والتقصير في حقهم بانتقاصهم او انتقاص اقدارهم او حقوقهم التي اوجبها الله سبحانه وتعالى على العباد فهذه هي الوسطية في حق الانبياء ولهذا نلاحظ ارشاء ارشاد نبينا عليه الصلاة والسلام الى هذه الوسطية في حقه وحق غيره من الانبياء في احاديث كثيرة منها قوله عليه الصلاة والسلام لا تقروا لي كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله تأمل ما اختاره لنا عليه الصلاة والسلام قال فقولوا عبد الله ورسوله قال اهل العلم من يقول عبد الله ورسوله يلزم هذا الذي قاله عليه الصلاة والسلام وارشد الى ان نقوله فانه يحدث عند العبد وسطية عظيمة في هذا الباب. عبد الله ورسوله اثبات هذين الامرين في حقه العبودية والرسالة العبودية اثباتك لها انه عبد لله خاضع مطيع مفتقر الى الله منكسر لجناب الله محتاج الى الله سبحانه لا غنى له عن ربه طرفة عين ايمانك بعبوديته لله سبحانه وتعالى يخرج الانسان عن عن الغلو فيه لان العبد لا يعبد ولا يعطى شيء من خصائص الرب وصفاته فهو عبد عليه الصلاة والسلام قل انما انا بشر مثلكم ولما سئلت عائشة عنه عليه الصلاة والسلام في بيته كيف كان شأنه في بيته؟ قالت بشر من البشر قالت بشر من البشر البشر لا يعطى اي شيء من خصائص الرب الخالق سبحانه وتعالى فالايمان بانه عبد يخرج يخرج الانسان عن الغلو في حقه صلوات الله وسلامه عليه والايمان بانه رسول يخرج به العبد عن الجفاء في حقه صلى الله عليه وسلم لان الرسول حقه ان يطاع وان يتبع وان يسار على منهاجه وان يقتفى اثره لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فاذا اذا قال العبد كما وجه الى ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله خرج بهذه الكلمة عن الغلو وعن الجفاء اما من ترك هذا واخذ يغالي في حق نبينا عليه الصلاة والسلام يغالي في حق نبينا عليه الصلاة والسلام. مثل ما ذكرت لكم سابقا من امثلة على ذلك كقول احدهم في مدح النبي عليه الصلاة والسلام هو الاول والاخر والظاهر والباطن قال هو الاول والاخر محمد هو الظاهر والباطن محمد مع ان نبينا عليه الصلاة والسلام في كل ليلة يأوي فيها الى فراشه يقول متوسلا الى الله متذللا له سبحانه وتعالى اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء ينام عليه الصلاة والسلام على شقه الايمن ويضع كفه اليمنى تحت خده ويناجي ربه متذللا منكسرا بين يديه اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن. فليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر هكذا كان يقول عليه الصلاة والسلام ثم يأتي بعض الغلاة ويقول هو الاول والاخر محمد هو الظاهر والباطن محمد ثم بعضهم بعض هؤلاء الجهال اذا ذكر بان هذه اسماء الله وانها ثابتة في القرآن وثابتة في السنة في مناجاة النبي عليه الصلاة والسلام حاولوا يتأولون بتأولات متكلفة يتأولون بتأولات متكلفة ما انزل الله بها من سلطان مع انهم اطلقوا هذه الاسماء على النبي صلى الله عليه وسلم مطلقة لم يقيدوها بالمعاني التي ارادوا لكن لما يناقشون يقول نحن نقصد كذا يبدأ يتكلف ما الذي احوجك اصلا ان تعطي النبي عليه الصلاة والسلام هذه الاسماء المختصة بالله حتى تذهب وتتكلف التأويل لهذه الاسماء باخراجها عن معانيها. انا اقصد كذا واقصد كذا واقصد كذا. ما الذي احوجك ابتداء ان تعطي هذه الالقاب او هذه الاسماء المختصة بالله سبحانه وتعالى التي امتدح الله سبحانه نفسه واثنى على نفسه بها ثم تحملها على معاني تقول انا اقصد كذا واقصد كذا واين تعظيم الانسان لقول الله ولله الاسماء الحسنى؟ وهذا يفيد الاختصاص فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فاذا المطلوب من العبد تجاه نبينا عليه الصلاة والسلام وعموم الانبياء ان يكون وسطا لا غاليا ولا جافيا. الغلو مذموم والجفاء مذموم الافراط مذموم والتفريط ايضا مذموم. وخير الامور اوسطها لا تفريطها ولا افراطها ومثل المصنف رحمه الله فيما يتعلق بالوسطية في حق الانبياء بعيسى عليه السلام عيسى انقسم الناس فيه الى ثلاثة اقسام قسم غلوا في حقه وقالوا هو الاله او قالوا ابن الاله او قالوا ثالث ثلاثة هؤلاء غلاة في حق عيسى عليه السلام وقسم اخر كانوا في حق عيسى عليه السلام جفات. في اشد الجفاء واقبحه فقالوا والعياذ بالله انه ابن بغي قالوا انه ابن بغي وهؤلاء اليهود والاولون هم النصارى وكل من المقالتين في حق عيسى مذمومة غاية الذنب من غلوا فيه فجعلوه الها او ابن الهنا او ثالث ثلاثة وكذلك من جفوا في حقه وقالوا تلك المقالة الجائرة التي قالها اليهود قاتلهم الله انى يؤفكون والوسط في حق عيسى عليه السلام انه كلمة الله القاها في مريم وروح منه وروح منه اي من الارواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى ومثله مثل ابناء ادم عموما ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب. القول فيه كالقول في ذرية ادم. بشر من ذرية ادم من ذريتي ادم عليه وعلى جميع الانبياء الصلاة والسلام فهذه الوسطية في حقه كلمة الله اي كان بالكلمة ليس هو نفس الكلمة وانما كان بالكلمة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فعيسى عليه السلام قيل في حقه كلمة الله لانه بالكلمة كان. قال الله كن فكان وروح منه اي من الارواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى واظاف الله عز وجل هذه الروح الى نفسه سبحانه وتعالى اظافة تشريف وتكريم فهذا القول الوسط في حق عيسى عليه السلام ولهذا جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال حديث عبادة ابن الصامت من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل هذا هذا الاعتدال والتوسط في عيسى عليه السلام. وهذه الوسطية هي التي تطلب من المسلم ووجه اليها القرآن الكريم في هم الانبياء ان يكون العبد مع انبياء الله عموما وسطا لا غلو ولا جفاء. نعم وكذلك يتعلق هذا الامر في حق العلماء والاولياء. يجب محبتهم ومعرفة اقدارهم. ولا يحل الغلو فيه واعطاؤهم شيئا من حق الله وحق رسوله الخاص. ولا يحل جفاؤهم وعداوتهم. فمن عادى لله وليا فقد بارزه بالحرب. ايضا هذا باب من التوسط الذي ارشدنا الله عز وجل اليه في القرآن ان نتوسط في حق العلماء وفي حق الاولياء ان نتوسط في حق العلماء وفي حق الاولياء وان يكون تعاملنا مع العلماء ومع الولاية من يظهر عليه الصلاح والديانة والاستقامة ان نكون في حقهم وسط لا غلو ولا جفاء الوسطية في حقهم ان نعرف قدرهم ان نعرف مكانتهم ان نعرف فضلهم ان نعرف علمهم عبادتهم صلاحهم ان نحبهم ان نحترمهم ان نتأدب معهم هذه الوسطية وان نحذر من الغلو في حقهم فلا نعطي عالما من العلما ولا ايظا وليا من الاوليا شيئا من حقوق الله سبحانه وتعالى ولا شيء من خصائص الله وكثيرا ما يدخل عند الطرقية الغلو في الاولياء باعطاء الاوليا والاضفاء عليهم امورا هي من خصائص الله وحده كعلم الغيب والتصرف في هذا الكون اه التدبير لهذه الكائنات والتسخير لها والهداية والاظلال والعطاء والمنع الى غير ذلك نجد اه من يغلون في حق الاولياء يعطونهم امورا هي من خصائص الله سبحانه وتعالى ومن حقوقه جل وعلا على عباده. مثل اقبال عدد من الطرقية على قبور اولياء او حتى القبور المزعومة لاولياء ولا يدرى هل هي قبور اولياء او ليست كذلك فتراهم عاكفين عليها متذللين امامه خاضعين راجين طامعين اذا مرض احدهم فزع الى القبر واذا قلق فزع الى القبر واذا اهتم فزع الى القبر ولجأ الى مقبور لا يملك لنفسه عطاء ولا منعا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره هذا كله من الغلو الذي ذمه الله سبحانه وتعالى وحذر منه اشد التحذير وايضا في حق الاولياء والعلماء يجب ان نحذر من الجفا لا يكون الانسان جافيا سيئة التعامل معهم سيء الخلق بل يكون معتدلا متوسطا وخير الامور مع العلما والاولياء التوسط والاعتدال لا غلو في حقهم ولا جفاء لا غلو في حقهم بان يعطون من خصائص الله او من خصائص الانبياء التي خاصة بالانبياء ولا ايظا يتعامل معهم بالجفاء كل هذا يذم ويجب ان يحذر منه اشد الحذر فهذه الطريقة الوسط العدل في حق العلماء والاولياء في حق العلماء والاولياء. نعم وامر بالتوسط بالنفقات والصدقات ونهى عن الامساك والبخل والتقطير. كما نهى عن الاسراف والتبذير هذا ايضا من جانب من امثلة القرآن في الدعوة الى الوسطية التوسط في النفقة بين الاسراف وبين التقطير قال جل وعلا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما قوامة اي وسط وهذا هو المطلوب من العبد ان يكون في النفقة قواما اي وسطا لا لا لا مبذر ومسرف ولا ايظا مقتر ومظيق بل يكون وسطا بين ذلك والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. فهذا ايضا من الوسطية في النفقة و العطاء ان يكون الانسان وسطا نعم وامر بالقوة والشجاعة بالاقوال والافعال. ونهى عن الجبن وذم الجبناء واهل الخور وضعف النفوس كما ذم المتهورين الذين يلقون بانفسهم وايديهم الى التهلكة. نعم. وامر وحث على الصبر في ايات كثيرة ونهى عن الجزع والهلع والسخط. نعم. كما نهى عن التجبر وعدم الرحمة والقساوة في ايات كثيرة نعم. وامر باداء حقوق من له حق عليك. من الوالدين والاقارب والاصحاب ونحوهم. والاحسان اليهم قولا اعلى وذم من قصر في حقهم او اساء اليهم قولا وفعلا كما ذم من غلا فيهم وفي غيرهم حتى قدم على رضا الله وطاعتهم على طاعة الله. وامر بالاقتصاد بالاكل والشرب واللباس. ونهى عن السرف كما نهى عن التقصير الضار للقلب والبدن. وبالجملة فما امر الله بشيء الا كان بين خلقين ذميمين. تفريط او افراط. هذي ايضا مزيد من الامثلة على الوسطية التي ارشد اليها القرآن الكريم والقرآن يرشد في كل امر الى ان يكون العبد وسطا وسطا بين الافراط والتفريط او الغلو والجفاء او الزيادة والتقصير وذكر الشيخ امثلة مثل ما يتعلق بقوة الانسان وشجاعته ان يكون في هذا الباب وسطا فيكون قويا وشجاعا في اقواله وافعاله والا يكون ايضا جبانا فالله آآ مدح القوة والشجاعة وذم الجبن والخور وضعف النفس وكذلك ذم التهور الذي يلقي صاحبه بنفسه الى التهلكة ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة وبعض الناس لخروجه بجانب الشجاعة عن حدها يدخل في جانب القاء نفسه الى التهلكة وهذا من التجاوز الحد في باب ابي الشجاعة التي امرنا بها شرعا والقوة التي امرنا بها شرعا ووجهنا اليها كذلك حث على الصبر ونهى عن عن الجزع حث على الصبر ونهى عن الجزع والهلع والسخط كما نهى عن التجبر وعدم الرحمة والقساوة في ايات كثيرة فتجد دين الله عز وجل وسط في في هذه الابواب كلها ايظا فيما يتعلق بحقوق الوالدين حقوق الاقارب حقوق عموم الناس. دين الله سبحانه وتعالى وسطا في ذلك كله يدعو الى الاحسان الى هؤلاء جميعا بالقول والفعل ويحذر من الغلو في في هؤلاء وايضا يحذر من الجفاء وفي امر الاقتصاد ايضا بالاكل والشرب واللباس جاء الاسلام بالوسطية. نهى عن السرف والترف كما نهى عن التقصير الضار بالقلب والبدن قال الشيخ رحمه الله في خاتمة هذه الامثلة وبالجملة فما امر الله بشيء الا كان وسطا بين خلقين ذميمين الا كان وسطا بين خلقين ذميمين تفريط او افراط وكل من التفريط والافراط مذموم ويجب على العبد في كل الامور التي امره الله سبحانه وتعالى بها ان يحرص على ان يكون على الجادة التي هي الوسط ويحذر من ان يغلو بالزيادة ولا ايضا يقصر بالجفاء فيكون وسطا. وابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ذكر مكر الشيطان بالانسان في هذا الباب وان الشيطان يشام القلوب اذا وجد الانسان حريصا على الاوامر ولزومها يدخل عليه من جانب الغلو واذا وجده يميل الى الاهمال دخل عليه من جانب التفريط فينظر الى ماذا يميل للانسان اليه ان كان يميل الى التمسك شدد عليه في هذا الباب الى ان يدخله في جانب الغلو واذا وجده يميل الى الافراط والتهاون دعاه الى التساهل الى ان يدخل في جانب التقصير وذكر رحمه الله امثلة جميلة جدا وكثيرة ومن المفيد جدا لطالب العلم ان يطلع عليها في كتاب اغاثة الله فان مصائد الشيطان. ذكر امثلة كثيرة جدا لاوامر مثل الطهارة مثل الصلاة مثل بر الوالدين آآ حقوق آآ بقية الحقوق يذكر امثلة ثم يذكر ان الناس فيها على ثلاثة اقسام ويوضح ما هي الوسطية؟ وما الغلو وما الجفاء بعرض جميل شيق نافع مفيدا للغاية لطالب العلم انصح بمطالعته في كتاب اغاثة الله فان من مصائد الشيطان للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين نعم. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين نعم. يقول السائل اشار فضيلتكم الى ان الله امر بالقسط وهو العدل. نعم. ولكن هناك اية في سورة الجن يقول فيها تعالى واما القاسم فكانوا لجهنم حطبا. فما معنى القاسطين؟ القاسط هنا ليس هو القسط الذي هو لزوم العدل. قال الله عز وجل ونضع الموازين القسط القسط تعني العدل القسط هو العدل اما القاسطون هنا المراد بهم المتجاوزون المعتدون فكانوا لجهنم حطبا الذين تجاوزوا وتعدوا الحدود التي امرهم الله سبحانه وتعالى بلزومها فهذا قاصد اي مائل عن الحق عادل عنه نعم يقول فضيلة الشيخ هل الشيطان يجرؤ ان يقول لاحد في المنام انا رسول الله نعم يجرأ ان يقول ذلك لكنه لا يستطيع ان ان يأتي على صورة الرسول عليه الصلاة والسلام للحديث قال فان الشيطان لا يتمثل بي هذا الذي نفاه عليه الصلاة والسلام قال فان الشيطان لا يتمثل بي لكن كون الشيطان يأتي في المنام ويقول انا رسول الله على صورة اخرى غير صورة الرسول هذا يحصل كثيرا بل اعظم من ذلك اعظم من ذلك كما ذكر اهل العلم وذكروا في ذلك قصصا واخبارا واشرت الى واحدة منها بالامس وهو ان يأتي في المنام ويقول انا الله يأتي الى الشخص في المنام ويقول انا الله ومثل هذا حصل لاحد العلماء كما اشرت الى ذلك بالامس ورأى في منامه نورا عظيما على عرش على عرش عظيم وقال انا ربك وقال انا ربك قد احللت لك ما حرمت على عبادي. قد احللت لك ما حرمت على عبادي. فلما سمع هذه الكلمة اه قد احللت لك ما حرمت على عبادي تيقن ان هذا الكلام لا يصدر الا من شيطان شيطان يريد ان يمكر بالانسان فقال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فتبدد هذا النور كله. تعوذ بالله من الشيطان فتبدد ذلك النور الشيطان قد يأتي للانسان ويقول انا الله في المنام قد يأتي ويقول انا الرسول لكنه لا يستطيع اطلاقا ان يأتي على صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولاجل هذا مر معنا ان الصحابة رضي الله عنهم اذا قال لهم قائل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقولون له رأسا صف لنا من رأيت صف لنا من رأيك يعني اذكر لنا صفة الشخص الذي رأيته في المنام فاذا كانت الصفة التي رآها في المنام مطابقة لصفة النبي عليه الصلاة والسلام بصفة النبي صلى الله عليه وسلم التي عرفها الصحابة واثبتوها ومرت معنا في كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للامام الترمذي رحمه الله تعالى فانها فانه يكون قد رأى مثل ما قال من رآني في المنام فقد رآني لكن بشرط ماذا ان يكون رآه بصفته عليه الصلاة والسلام المعروفة اما ان يرى شخصا بصفة اخرى غير صفة النبي عليه الصلاة والسلام المعروفة الثابتة فهذا لا يكون رأى النبي عليه الصلاة والسلام وانما رأى شيئا اخر وان قال له ذلك الذي رآه في المنام انه رسول الله وقد يأتي ايضا يقول انا ابو بكر يقول انا عمر يقول انا عثمان قد يأتيه في المنام ويقول له ذلك وكثيرا ما يأتي الشيطان في في هذا المقام للجهال اناس لا يعرفون صفة النبي ولا يعرفون هذه السنن. لكن الذي اكرمه الله بالعلم الذي اكرمه الله بالعلم ومن عليه وحصنه بالعلم وعرف هذه القواعد وعرف هذه الضوابط الشيطان يعلم انه لا سبيل له على على شخص حصنه الله له حصنه الله بالعلم. ولهذا اقرأ قول الله تعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد واعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الان اذا نام الانسان وقد نام على طهارة وقرأ اية الكرسي وجاء بالمعوذات وجاء بالاذكار الشرعية الثابتة. لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان الى ان يصبح لكن يأتي جهال وينام على غير طهارة مثلا وعلى غير ذكر الله وربما ايضا فاتح له موسيقى او له وربما ايضا ما صلى العشاء. وربما قال فبعض المعاصي واذا اصبح يأتي للناس يقول البارحة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. والله يا اخوان امس رأيته في المنام يحلف ايش رأيك في المنام؟ صف من رأيت يا مثل ما قلت لكم بالامس قال له الشيخ صف لي من رأيت قال رأيت واحد لابس كرفتة وحالق لحيته ايش الكلام هذا؟ هؤلاء الجهال هكذا يدخل عليهم الشيطان ويتلاعب بعقولهم تلاعبا عجيبا. لكن اذا كان اذا كان الانسان على علم وعلى بصيرة وعلى قواعد وضوابط علمية مؤصلة فمثل هذا لا لا يجد الشيطان له طريق عليه ولا يجد لان الله سبحانه وتعالى حماه بذلك اما الجهال يكثر يكثر يعني يكثر فيه الكثير جدا مثل هذا الكلام. تجده نام ما صلى العشاء نام ولم يصلي العشاء فريضة الله ما صلاها او صلاها في البيت او صلاها بكسل يأتي للبيت ما ما يحافظ على اذكار ولا ثم ينام اذا اصبح يأتي يقول البارحة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام هذي كلها من الامور التي هي مكر من الشيطان بالجهال والعوام وايضا اصحاب البدع والاهواء اذكر مرة وقع في يد كتاب واذكر لكم ذلك للعبرة وقع في يد كتاب في الاذكار وفتحت الكتاب وبدأت اقرأ في الاذكار الموجودة فيه وانا انظر في في في هذه الاذكار واقول سبحان الله من في المسلمين يقبل هذا الكتاب ولا اكاد اصدق ان مسلما يرظى هذا الكتاب او ان يذكر الله بهذا بهذه الاذكار الموجودة في الكتاب. لان فيه عبارات ركيكة جدا وطلاسم واشياء غير مفهومة وكلام يعني غث فكنت يعني اقول في نفسي من يمكن ان يقبل هذا الكتاب ويقرأه ثم مضيت انظر في الكتاب حتى وصلت الى اخر اخر الكتاب لما وصلت الى اخر كتاب واذا بالمؤلف يقول لما فرغت من تأليف هذا الكتاب ترددت في نشره واخذت وقتا وانا اقدم رجل واوخر اخرى في نشر هذا الكتاب وليلة من الليالي نمت واذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتيني في المنام ويقول لي يا فلان لماذا تؤخر نشر الكتاب ويأتيني في نفس المنام بعده بقليل ابو بكر الصديق ويقول لي يا فلان ليش تأخر طبع الكتاب؟ ويأتيني عمر وليش تأخر الكتاب؟ يقول وجدتني مضطر ان اذهب من الصباح الى المطبعة واقدم الكتاب. الشيطان قال لما وجد متردد في طبع الكتاب ونشره جاء في المنام وقال له انا رسول الله وقال له الكلام هذا. لكن لو سألتها صف لي من رأيت تجد الصورة التي رأها في المنام غير صورة النبي عليه الصلاة والسلام. وغير صورة ابو بكر وغير صورة عمر ولا يعرف هو اصلا اوصاف هؤلاء. ولهذا امكر الشيطان بالجهال من جهة وباصحاب البدع حتى يثبتهم في بدعهم. ويجعلهم يبقون على البدع التي هم عليها ويستمرون عليها فيمكر بهم مكرا كبارا عجيبا حتى يبقون مستمرين على تلك البدع بمثل هذه الحيل الشيطانية التي نسأل الله عز وجل لنا جميعا ان يعيذنا من الشيطان الرجيم وان يهدينا صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله وان يسلك بنا صراطه المستقيم وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات احياء منهم والاموات انه غفور رحيم جواد كريم. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك