بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما ما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثلاثون اركان الايمان بالاسماء الحسنى ثلاثة ايماننا بالاثم وبما دل عليه من المعنى وبما تعلق به من الاثار وهذه القاعدة العظيمة خاصة باسماء الرب وفي القرآن من الاسماء الحسنى ما ينيف عن ثمانين اسماء كررت في ايات متعددة بحسب ما يناسب المقام كما تقدم بعض الاشارة الى المناسبة بها وهذه القاعدة تنفعك في كل اسم من اسمائه الحسنى المتعلقة بالخلق المتعلقة بالخلق والامر والثواب والعقاب فعليك ان تؤمن بانه عليم وذو علم عظيم محيط بكل شيء. يبدو النقطة هذه ليست في محله بانه عليم وذو علم عظيم فعليك ان تؤمن بانه عليم وذو علم عظيم محيط بكل شيء قدير ذو قدرة وقوة عظيمة. ويقدر على كل شيء ورحيم وذو رحمة عظيمة ورحمته وسعت كل شيء والثلاثة متلازمة. فالاسم دل على الوصف وذلك دل على المتعلق فمن نفى واحدا من هذه الامور الثلاثة فانه لم يتم ايمانه باسماء الرب وصفاته الذي هو اصل التوحيد ولنكتفي بهذا الانموذج ليعرف ان الاسماء كلها على هذا النمط الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام العلامة عبد الرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله القاعدة الثلاثون اركان الايمان بالاسماء الحسنى ثلاثة ايماننا بالاسم وبما دل عليه من المعنى وبما تعلق به من الاثار هذه قاعدة شريفة وعظيمة وجليلة تتعلق باسماء الله جل وعلا وفقهها وفهم ما دلت عليه من معنى وهي داخلة في التدبر الصحيح لاسماء الله جل وعلا الذي يترتب عليه تحقيق الايمان بها كما امر الله والله عز وجل يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فمن ايماننا باسماء الله تبارك وتعالى ايماننا بهذه الاركان الثلاثة المتعلقة باسمائه بحيث لا يستقيم ايمان عبد باسماء الله الا اذا امن باركان بهذه الاركان التي يصح ان تسمى اركان الايمان باسماء الله اركان الايمان باسماء الله بمعنى ان ايمان العبد باسماء الله تبارك وتعالى الحسنى لا يستقيم الا اذا امن بهذه الاركان الثلاثة لاسماء الله جل وعلا والركن الاول ان نؤمن بالاسم الركن الاول ان نؤمن بالاسم والركن الثاني ان ان نؤمن بالمعنى الذي دل عليه الاسم والركن الثالث ان نؤمن بالمتعلق الركن الثالث ان نؤمن بالمتعلق فهذه ثلاثة اركان للاسماء لاسماء الله تبارك وتعالى الحسنى واشار الشيخ رحمه الله في اثناء تقريره للقاعدة قال كل وهذه قاعدة تنفعك في كل اسم من اسماءه الحسنى المتعلقة بالخلق والامر والثواب والعقاب وبعبارة اخرى الاسماء المتعلقة بالمشيئة اسماء الله تبارك وتعالى المتعلقة بالمشيئة وبهذا يعلن ان اسماء الله الحسنى من حيث دلالاتها على نوعين نوع منها وهو الذي يتحدث عنه المصنف رحمه الله تعالى هنا يدل على وصف متعدي بمعنى انه اسم له تعلق بمشيئة الرب سبحانه وتعالى وما كان من هذا النوع من اسماء الله تبارك وتعالى فللايمان به ثلاثة اركان الايمان بالاسم والايمان بالصفة والايمان بالمتعلق او الحكم والشيخ ضرب امثلة على ذلك مثل العليم نثبت العليم اسما لله والعلم صفة له وانه سبحانه وتعالى يعلم كل شيء مثل الخالق نثبت الخالق اسما لله والخلق صفة له وانه جل وعلا يخلق ما يشاء مثل الرازق والرزاق من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى فنثبت الاسم ونثبت الصفة وهي الرزق بفتح الراء ونثبت الحكم وهو انه يرزق من يشاء وهكذا اسماء الله تبارك وتعالى المتعلقة مشيئته او بعبارة ثانية اسماؤه تبارك وتعالى الدالة على صفة متعدية هذا النوع الاول النوع الثاني من اسمائه تبارك وتعالى ما كان دالا على صفة لازمة ما كان دالا على صفة لازمة وللايمان بهذا النوع من اسماء الله تبارك وتعالى ركنان الركن الاول فالايمان بالاسم والركن الثاني الايمان بالصفة التي دل عليها الاسم ومن ذلكم اسمه تبارك وتعالى الحي فنؤمن بالحي اسما لله والحياة صفة له والعظيم نؤمن بالعظيم اسما لله والعظمة صفة له والعلي والاعلى والمتعال نؤمن بهذه الاسماء ونؤمن بدلالتها على صفة العلو صفة لله تبارك وتعالى وكذلك اسمه الاول والاخر والظاهر والباطن فهذه كلها اسماء دالة على صفة لازمة دالة على صفة لازمة والقاعدة كما قررها اهل العلم ان الاسم ان دل على صفة متعدية فللايمان به ثلاثة اركان بينها الشيخ رحمه الله واذا كان دالا على صفة لازمة فللايمان بالاسم ركنان وهما الايمان بالاسم والايمان بالصفة التي دل عليها الاسم. نعم القاعدة الحادية والثلاثون قال رحمه الله ربوبية الله في القرآن على نوعين عامة وخاصة كثر في القرآن ذكر ربوبية الرب لعباده ومتعلقاتها ولوازمها وهي على نوعين ربوبية عامة تدخل فيه المخلوقات كلها برها وفاجرها بل مكلفوها وغير المكلفين حتى الجمادات وهي انه تعالى المنفرد بخلقها ورزقها وتدبيرها واعطائها ما تحتاجه او تضطر اليه في وحصول منافعها ومقاصدها فهذه التربية لا يخرج عنها احد والنوع الثاني في تربيته لاصفيائه واوليائه فيربيهم بالايمان الكامل ويوفقهم لتكميله ويكملهم بالاخلاق الجميلة ويدفع عنهم الاخلاق الرذيلة وييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى وحقيقتها التوفيق لكل خير. والحفظ من كل شر وانالة المحبوبات العاجلة والاجلة وصرف المكروهات العاجلة والاجلة فحيث اطلقت ربوبيته تعالى فان المراد بها المعنى الاول مثل قوله رب العالمين وهو رب كل شيء شيء ونحو ذلك وحيث قيدت بما يحبه ويرضاه. او وقع السؤال بها من الانبياء واتباعهم. فانما المراد بها النوع الثاني وهو متضمن للنوع الاول. ولهذا تجد اسئلة الانبياء واتباعهم في القرآن بلفظ الربوبية غالبا فان مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة ليلحظ العبد هذا المعنى النافع. نعم ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الحادية والثلاثون قال ربوبية الله في القرآن على نوعين عامة وخاصة حيث ذكرت ربوبية الله تبارك وتعالى في القرآن فانها تأتي على نوعين تارة يراد بها الربوبية العامة وتارة يأتي تأتي ويراد بها الربوبية الخاصة ويمكن التمييز بينهما بتأمل السياق وفق الظابط الذي قرره المصنف رحمه الله تعالى وسيأتي الحديث عنه فربوبية الله جل وعلا لخلقه على نوعين ربوبية عامة وروبية خاصة ربوبية عامة اي تشمل جميع المخلوقات برها تشمل جميع المخلوقات برها وفاجرها مؤمنها وكافرها صالحها وسيئها تشمل الجميع فالكل خاضع لهذه الربوبية بمعنى ان الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في هذا الكون كله خفضا ورفعا قبضا وبسطا عطاءا ومنعا عزا وذلا حياة وموتا جميع تدبيرات والتصرفات في هذا الكون بمشيئة الرب سبحانه وتعالى وجميع المخلوقات طوعا تدبيره سبحانه وتعالى لا خروج لاحد عن ذلك فورب العالمين رب العالمين بمعنى مالكهم خالقهم رازقهم المتصرف فيهم المدبر لشؤونهم فجميع المخلوقات خاضعة لربوبية الله سبحانه وتعالى وتحت تدبيره سبحانه وتعالى وطوع تسخيره وتدبيره جل وعلا. لا خروج لمخلوق من المخلوقات عن ذلك ومن هذا النوع قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين وهو رب كل شيء الله خالق كل شيء فهذه الربوبية عامة جميع المخلوقات لا يخرج منها اي مخلوق شاملا للجميع والنوع الثاني من الربوبية الربوبية الخاصة ربوبيته الخاصة سبحانه وتعالى بانبيائه واصفيائه واوليائه وذلك بتربيتهم على الايمان وتوفيقهم للطاعة وحفظهم وتأييدهم ونصرهم فهذه الربوبية خص الله سبحانه وتعالى بها انبياؤه واولياؤه واصفيائه واكرمهم جل وعلا بها ولهذا ذكر الشيخ رحمه الله تعالى ان ربوبية الله في القرآن على نوعين آآ ربوبية عامة تدخل فيها المخلوقات كلها برها وفاجرها ايضا المكلف من المخلوقات وغير المكلف جميع المخلوقات ما كان منها مكلفا وما كان غير مكلف وما كان حيا وما كان ايضا ليس بحي فالله رب الناس ورب الجبال ورب الاشجار ورب السماوات ورب الاراضين ورب كل شيء والمراد بالربوبية هنا الربوبية العامة التي هي معناها الخلق والملك والتدبير الخلق والملك والتدبير ولا خروج لاي من المخلوقات عن هذه الربوبية العامة قال الشيخ موضحا وهي انه تعالى المنفرد بخلقها ورزقها وتدبيرها واعطائها ما تحتاج ما تحتاجه او تضطر اليه في بقائها وحصول منافعها ومقاصدها فهذه تربية لا يخرج عنها احد لا يخرج عنها احد ايا كان سواء كان انسانا او غير انسان مسلما او غير مسلم حيوان او غير حيوان جميع المخلوقات خاضعة لهذه الربوبية لا يخرج عنها اي احد والنوع الثاني من الربوبية التربية الخاصة التربية الخاصة وتسمى خاصة لانها ليست لكل احد تسمى خاصة لانها ليست لكل احد وانما خص الله سبحانه وتعالى بها انبياءه واصفيائه واولياءه فاكرمهم جل وعلا اه هذه الربوبية خاصة وهي انه عز وجل رباهم على الايمان وهداهم للطاعة ووفقهم العبادة وجعلهم من اوليائه واصفيائه وعباده المكرمين فهذه ربوبية خاصة قال وحقيقتها التوفيق لكل خير والحفظ من كل شر وحقيقتها التوفيق لكل خير والحفظ من كل شر وهذا ليس لكل المخلوقات وانما لعباد الله سبحانه وتعالى المكرمين الذين هداهم للايمان وحباهم جل وعلا بهذا الخير وهذا الفضل قال وحقيقتها وحقيقتها التوفيق لكل خير والحفظ من كل شر وانانة المحبوبات العاجلة والاجلة وصرف المكروهات العاجلة والاجلة يأتي هنا الجواب على استفسار في هذا الباب كيف نميز عندما نقرأ الايات بين النوعين من الربوبية العامة والخاصة او ما الضابط الذي تعرف به ان هذه الربوبية عامة او انها خاصة يقول الشيخ رحمه الله في ذكر الظابط فحيث اطلقت ربوبيته تعالى فحيث اطلقت ربوبيته تعالى فان المراد بها المعنى الاول فحيث اطلقت ربوبيته تعالى فان المراد بها المعنى الاول اي الربوبية العامة مثل قوله رب العالمين وقوله وهو رب كل شيء ونحو ذلك. فهنا اطلقت الربوبية لم تخص لاحد وانما جاءت مطلقة فمتى جاءت الربوبية مطلقة فهي عامة تتناول جميع المخلوقات تتناول جميع المخلوقات قال وحيث قيدت وهنا يبين النوع الثاني وهي الربوبية الخاصة قال وحيث قيدت بما يحبه ويرضاه وهو وحيث قيدت بما يحبه ويرضاه او وقع السؤال بها من الانبياء واتباعهم عندما تقرأ في دعوات الانبياء تجد مثل ما ذكر الشيخ المصنف رحمه الله تعالى اكثر دعوات الانبياء فيها التوسل الى الله بربوبيته ربي اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم ربي اني مسني الضر وهكذا تجد اكثر دعوات الانبياء المذكورة في القرآن مصدرة بالتوسل الى الله سبحانه وتعالى بربوبيته وهنا يلحظ في ذكر الربوبية الربوبية الخاصة وليست العامة الربوبية الخاصة يتوسل النبي الى الله سبحانه وتعالى بالربوبية الخاصة التي هي متظمنة للربوبية العامة فكأنه يناجي الله سبحانه وتعالى ذاكرا منة الله عليه بان رباه على الايمان وهداه للطاعة واصطفاه واجتباه فيتوسل الى الله سبحانه وتعالى بهذه الربوبية الخاصة التي خصه بها وخص بها انبيائه واولياؤه واصفيائه فاذا حيث ذكرت الربوبية في مقام قيدت بامر يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه فيا ربوبية خاصة. يعني مثلا في توسلات النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل هنا ربوبية خاصة فيها معنى خاص يختص جبريل واسرافيل وميكائيل زائد عن المعنى العام زائد عن المعنى العام فحيث ذكرت الربوبية مقيدة بما يحبه ويرضاه هذا واحد او وقع السؤال بها من الانبياء واتباعهم فان المراد بها النوع الثاني اي التربية الخاصة اي التربية الخاصة قال وهم متظمن للنوع الاول وهو متضمن للنوع الاول اي التربية العامة قال ولهذا تجد اسئلة الانبياء واتباعهم كالقرآن بلفظ الربوبية غالبا ربنا ربي بلفظ الربوبية غالبا فان مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبية ربوبيته الخاصة ليلحظ العبد هذا المعنى النافع ليلحظ العبد هذا المعنى النافع اي حيث دعا الله سبحانه وتعالى ونجاه متوسلا ان اليه بربوبيته فعليه ان يلحظ هذا المعنى النافع نعم ونظير هذا المعنى الجليل ان الله اخبر في عدة ايات ان الخلق كلهم عباده وعبيده ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فكلهم مماليكه وليس لهم من الملك والامر شيء ويخبر في بعض الايات ان عباده بعض خلقه كقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ثم ذكر صفاتهم الجليلة اليس الله بكاف عبادة وفي قراءة عبدة سبحان الذي اسرى بعبده وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فالمراد بها بهذا النوع من قاموا بعبودية الله واخلصوا له الدين على اختلاف طبقاتهم فالعبودية الاولى يدخل فيها البر والفاجر والعبودية الثانية صفة الابرار ولكن الفرق بين الربوبية والعبودية ان الربوبية وصف الرب وفعله والعبودية وصف العبيد وفعلهم ثم ذكر رحمه الله تعالى امرا اخر نظير ما تقدم نظير ما تقدم وهو ان الربوبية تنقسم الى عامة وخاصة فذكر نظير هذا وهي العبودية الربوبية التي تنقسم الى عامة وخاصة هي صفة الرب سبحانه وتعالى صفة الرب جل وعلا عامة وخاصة عامة التي هي تشمل جميع المخلوقات وخاصة التي خص بها جل وعلا آآ عباده اه المؤمنين يقول رحمه الله ونظير ذلك نظير ذلك في كونه ينقسم الى قسمين آآ ما اخبر الله به في عدة ايات ان الخلق كلهم ان الخلق كلهم عباده سبحانه وتعالى يشير هنا الى لفظة عبد التي هي صفة المخلوق لفظة عبد التي هي صفة المخلوق ايضا تنقسم الى قسمين بمعنى انه تارة يطلق العبد ويراد المعبد المذلل وهذا النوع من العبودية يدخل فيه جميع المخلوقات برها وفاجرها مسلمها وكافرها الكل عباد لله بمعنى معبدين مذللين خاضعين لله سبحانه وتعالى طوع امره وتدبيره ومشيئته سبحانه. فكلهم عباد لله وعبيد لله بهذا المعنى فلفظة عبد التي هي صفة المخلوق تارة تطلق ويراد بها المعبد وتارة تطلق ويراد بها العابد وتارة تطلق ويراد بها العابد فتارة تطلق وتكون عامة لجميع المخلوقات وتارة تطلق وتكون خاصة باولياء الله وعباد الله سبحانه وتعالى المكرمين مثال مثال العبودية العامة قول الله سبحانه ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا قوله عبدا هنا في الاية المراد بالعبودية العامة المراد بالعبودية هنا العامة التي تشمل الجميع حتى الكافر والفاجر الجميع يأتي يوم القيامة عبدا اي خاضعا لله سبحانه وتعالى منقادا وهذا لا يخرج عنه اي مخلوق لا يخرج عنه اي مخلوق وتارة يطلق هذا اللفظ العبد ويراد العبودية الخاصة العبودية الخاصة وهي ما اكرم الله سبحانه وتعالى به عباده المؤمنين واصفيائه بان هداهم لهذا الدين فهم عباد لله بمعنى عابدين لله فاذا عبد تارة تطلق ويراد بها اسم المفعول وتارة تطلق ويراد بها اسم الفاعل تارة تطلق ويراد بها اسم المفعول اي المعبد المذلل وهذي تشمل جميع المخلوقات ومثالها الاية الكريمة ان كل من في السماوات والارض الا اتي الا اتي الرحمن عبدا تطلق هذه اللفظة العبد ويراد بها العابد وامثلتها كثيرة مثل قول الله عز وجل وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل قوله اليس الله بكاف عبده؟ وفي قراءة عبادة ومثل قوله في صفة النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الذي اسرى بعبده وايضا قوله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فالعبد هنا ليس المراد به المعبد وانما المراد به العابد وانما المراد به العابد الخاضع المتذلل لله المطيع الممتثل لاوامر الله سبحانه وتعالى قال فالمراد بهذا النوع من قاموا بالعبودية الله من قاموا بعبودية الله واخلصوا له الدين على اختلاف طبقاتهم فالعبودية الاولى يدخل فيها البر والفاجر اي انها عامة والعبودية الثانية صفة الابرار اي انها خاصة وعليه فالعبودية تارة تكون عامة ومثالها ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وتارة تكون خاصة ومثالها وعباد الرحمن وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ثم ختم رحمه الله ببيان الفرق بين النوعين النوع الاول الذي هو الربوبية وبين النوع الثاني الذي هو عبودية وكل منهما كما عرفنا من قسم الى عام وخاص لكن ما الفرق بين النوعين؟ قال ولكن الفرق بين الربوبية والعبودية ان الربوبية وصف الرب فعله والعبودية وصف العبيد وفعلهم. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثانية والثلاثون اذا امر الله بشيء كان نهيا كان ناهيا عن ضده واذا نهى عن شيء كان امرا بضده واذا اثنى على نفسه او على اوليائه واصفيائه بنفي شيء من النقائص كان ذلك اثباتا للكمال وذلك لانه لا يمكن امتثال الامر على وجه الكمال الا بترك ضده فحيث امر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والعدل كان نهيا عن الشرك وعن ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصوم وترك الحج وعن العقوق والقطيعة وحيث نهى عن الشرك واضاعة الصلاة الى اخر المذكورات كان امرا بالتوحيد وفعل الصلاة الى اخرها وحيث امر بالصبر والشكر واقبال القلب على الله انابة ومحبة وخوفا ورجاء كان نهيا عن الجزع والسخط عن النعم واعراض القلب عن الله في تعلق هذه الامور بغيره وحيث نهى عن الجزع وكفران النعم وغفلة القلب كان امرا بالصبر الى اخر المذكورات وهذا ضرب مثل والا فكل الاوامر والنواهي على هذا النمط وكذلك المدح لا يكون الا باثبات الكمالات فحيث اثنى على نفسه وذكر تنزهه عن النقائص والعيوب كالنوم والزنا واللغو والموت وخفاء شيء في عالم من الاعيان والصفات والاعمال وغيرها والظلم فلتظمن ذلك الثناء عليه بكمال حياته وكمال قيوميته وقدرته وسعة علمه وكمال عدله لان العدم المحض لا كمال فيه حتى ينفى تكميلا للكمال وكذلك اذا نفى الله عن كتابه الريب والاختلاف والشك والاخبار بخلاف الواقع. كان ذلك لكمال دلالته على يقين في جميع المطالب واشتماله على الاحكام والانتظام التام والصدق الكامل الى غير ذلك من صفات كتابه وكذلك اذا نفى عن رسوله الكذب والتقول والجنون والسحر والشعر والغلط ونحوها كان ذلك لاجل اثبات كمال صدقه وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولكمال عقله ولزوال كل ما يقدح في كمال نبوته ورسالته فتفطن لهذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الايات القرآنية في هذه الامور وغيرها تنل خيرا كثيرا والله اعلم ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الثانية والثلاثون قال اذا امر الله بشيء كان ناهيا عن ضده واذا نهى عن شيء كان امرا بظده واذا اثنى على نفسه او على اوليائه واصفيائه بنفي شيء من النقائص كان ذلك اثباتا للكمال هذه القاعدة تتناول امورا ثلاثة هذه القاعدة تتناول امورا ثلاثة الامر الاول يتعلق بالاوامر ما امر الله سبحانه وتعالى به في القرآن من اوامر فكل امر امر الله سبحانه وتعالى به عباده فانه متضمن لنهي العباد عن ضده فالامر بالشيء نهي عن ضده هذه القاعدة الاولى الثانية ما يتعلق بالنواهي نهي الله عن الشرك عن الزنا عن القتل الى اخر ذلك كل ما نهى الله سبحانه وتعالى عباده عنه فهو امر بظده اذا نهى عن العقوق فهو امر بالصلة اذا نهى عن الكذب فهو امر بالصدق اذا نهى عن الخيانة فهو امر بالوفاء وهكذا فكل شيء نهى الله سبحانه وتعالى عباده عنه فهو امر بظده فهو امر بظده هذا الثاني من اقسام هذه القاعدة او ما اشتملت عليه الثالث آآ الثناء سواء ثناء الله على نفسه او على كتابه او على انبيائه او على اصفيائه الثناء عليهم بنفي شيء من النقائص الثناء بنفي شيء من النقائص فهذا متظمن لثبوت اه الكمال متضمن لثبوت الكمال فهذه ثلاثة امور تتناولها القاعدة وذكر للتوضيح بعض الامثلة قال رحمه الله تعالى وذلك لانه لا يمكن امتثال الامر على وجه الكمال الا بترك ظده فحيث امر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والعدل هذي اوامر كان ناهيا عن اضداد ذلك وضد التوحيد الشرك فالامر بالتوحيد نهي عن الشرك وضد اقامة الصلاة ترك الصلاة فامر الله عز وجل باقامة الصلاة نهي عن تركها الامر بايتاء الزكاة فيه نهي عن ضده وهو ترك ايتاء الزكاة والامر بالحج نهي عن ضده وهو ترك الحج والامر ببر الوالدين وصلة الارحام نهي عن ظده وهو العقوق والقطيعة والامر بالصدق نهي عن ضده وهو الكذب الامر بالامانة نهي عن ظده وهو الغش والخيانة وهكذا فالله عز وجل لا يأمر بشيء الا وينهى عن ضده لا يأمر بشيء الا وينهى عن ضده ايضا في جانب النهي كل شيء نهى الله سبحانه وتعالى فهو امر بضده نهى جل وعلا عن الشرك وعن ايظاع اظاعة الصلاة وعن ايضا اضاعة الزكاة والصيام وغير ذلك نهى عن ذلك فيتضمن ذلك الامر باضداد ذلك وهو فعل اقامة التوحيد واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام الى اخر ذلك قال وحيث امر بالصبر والشكر واقبال القلب على الله انابة ومحبة وخوفا ورجاء كان ناهيا عن الجزع والسخط وكفران النعم واعراض القلب عن الله في تعلق هذه الامور بغيره وحيث نهى عن ضد ذلك وهو الجزع وكفران النعم وغفلة القلب كان امرا بالصبر الى اخره يعني امرا بالصبر والشكر واقبال القلب على الله سبحانه وتعالى قال وهذا ضرب مثل والا فكل الاوامر والنواهي على هذا النمط والا فكل الاوامر والنواهي على هذا النمط ثم انتقل للقسم الثالث من اقسام هذه القاعدة وهو ثناء الله سواء ثناؤه على نفسه او ثناؤه على كتابه او ثناؤه على رسوله صلى الله عليه وسلم او ثناؤه على اصفيائه واوليائه فاذا اثنى بنفي شيء فهذا فيه اثبات الكمال يعني كمال المنفي كمال ضد المنفي كمال ضد المنفي اولا فيما يتعلق بصفات الله نفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه اشياء نفى عن نفسه اشياء نفى الموت ونفى السنة والنوم ونفى اللغوب ونفى ان يكون غافلا عما يفعله العباد ونفى الظلم واشياء اخرى عديدة نفاها الله سبحانه وتعالى عن عن نفسه. والقاعدة المتقررة في هذا الباب ان كل شيء نفاه الله سبحانه وتعالى عن نفسه فهو متظمن ثبوت كماله ضد المنفي لله فهو متضمن ثبوت كمال ضد المنفي لله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه الزنا والنوم قال لا تأخذه سنة ولا نوم. وهذا النفي ليس نفيا صرفا وانما هو نفي متظمن ثبوت كمال ظد المنفي وضد السنة والنوم كمال الحياة كمال القيومية وكمال القدرة ونفى عن نفسه الموت وتوكل على الحي الذي لا يموت وهذا متظمن ثبوت كمال ظد ذلك وهو كمال حياته سبحانه وتعالى نفى عن نفسه اللغوب وهو التعب قال وما مسنا من لغوب وهذا متظمن ثبوت كماله ظد المنفي وهو القوة كمال القوة لله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه الظلم قال وما ربك بظلام للعبيد وهذا متظمنا ثبوت كمال ظد المنفي وهو العدل ففيه اثبات كمال عدله اذا في نفي السنة والنوم اثبات كمال الحياة والقيومية في نفي الموت اثبات كمال الحياة في نفي الظلم اثبات كمال العدل في نفي اللغوب اثبات كمال القوة في نفي ان يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والارض فيه اثبات كمال العلم وهكذا فالقاعدة ان كل شيء نفاه الله سبحانه وتعالى عن نفسه ونزه نفسه عنه فهو متضمن ولا بد ثبوت كمال ضد المنفي لله سبحانه وتعالى قال وكذلك اذا نفى الله عن كتابه الريب والاختلاف والشك والاخبار بخلاف الواقع هذا نفي مثلا قوله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كذلك قوله سبحانه وتعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافا كثيرا نفى عن كتابه الاختلاف فحيث نفى سبحانه وتعالى عن كتابه الريب والاختلاف والتناقض الى اخر ذلك فهو متظمن ثبوت كمال ظد ذلك كتابه العزيز قال كان ذلك لكمال دلالته على اليقين في جميع المطالب واشتماله على الاحكام والانتظام التام والصدق الكامل الى غير ذلك من صفات كتابه العزيز ايضا فيما يتعلق بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حيث نفى الله عنه الكذب والتقول على الله والجنون والسحر والسعر والغلط ونحو ذلك كان لاجل اثبات كمال صدقه وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولكمال عقله ولزوال كل ما يقدح في كمال نبوته ورسالته نأخذ مثالا على ذلك قوله تعالى في اول اوائل سورة النجم قال ما ضل صاحبكم وما غوى ما ظل صاحبكم وما غوى. القاعدة عرفناها حيث نفى سبحانه وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم شيئا من النقائص فان المراد ماذا اثبات كمال ظد المنفي فهنا قال ما ضل صاحبكم وما غوى. نفى الضلال ونفى الغواية هل النفي هنا صرف الجواب لا بل هو نفي متظمن اثبات كمال الضد وضد الضلال الهداية وضد الغواية الرشاد فقوله ما ضل صاحبكم وما غوى فيه اثبات كمال هدايته وكمال رشاده والهداية والرشاد اذا اجتمعا يراد بالهداية كمال العلم وصلاح العلم ويراد بالرشاد صلاح العمل فيكون قوله في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام ما ضل صاحبكم وما غوى اثبات العلم النافع له عليه الصلاة والسلام والعمل الصالح العلم النافع والعمل الصالح اي ان الله جمع له بين كمال العلم النافع وكمال العمل الصالح دل على ذلك قوله ما ضل صاحبكم وما غوى. نفى عنه الضلال وهذا فيه اثبات الهداية ونفى عنه الغواية وهذا فيه اثبات الرشاد وبهذين الوصفين وصف النبي عليه الصلاة والسلام خلفاؤه الراشدين قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين الراشدين المهديين فالرشاد ضد الغواية والهداية ضد الضلال قال رحمه الله تعالى فتفطن لهذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الايات القرآنية في هذه الامور وغيرها تنل خيرا كثيرا لانها نافعة فيفهم دلالات القرآن الكريم اما من لم يحسن فهم هذه القاعدة فانه يغلط في هذا الباب غلطا بينا وخاصة ما وقع من ارباب البدع فيما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى حيث توهموا ان النفي صرفا ان النفي نفي صرف بمعنى انه لا يتضمن ثبوت كمال ضد المنفي لله سبحانه وتعالى فوقعوا في ظلال عظيم وباطنا كبير فيما يتعلق باسماء الرب وصفاته سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة والثلاثون المرض في القرآن مرض القلوب نوعان مرض شبهات وشكوك ومرض شهوات المحرمات والطريق الى تمييز هذا من هذا مع كثرة ورودهما في القرآن يدرك من السياق فان كان السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من امور الدين كان هذا مرض الشكوك والشبهات وان كان السياق في ذكر المعاصي والميل اليها كان مرض شهوة ووجه انفصال المرض في هذين النوعين ان مرض القلب خلاف صحته وصحة القلب وصحة القلب الكاملة بشيئين كمال علمه ومعرفته ويقينه وكمال ارادته وما يحبه الله ويرضاه فالقلب الصحيح هو الذي عرف الحق واتبعه وعرف الباطل وتركه فان كان علمه شكا وعنده شبهات تعارض ما اخبر الله به من اصول الدين وفروعه كان علمه منحرفا وكان مرض قلبه قوة وضعفا بحسب هذه الشكوك والشبهات وان كانت ارادته ومحبته مائلة لشيء من معاصي الله كان ذلك انحرافا في ارادته ومرضا وقد يجتمع الامران فيكون القلب منحرفا في علمه وفي ارادته فمن النوع الاول قوله تعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض وهي الشكوك والشبهات المعارضة لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فزادهم الله مرضا. عقوبة على ذلك المرض الناتج عن اسباب متعددة كلها منهم وهم فيها غير معذورين ونظير هذا قوله واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وكذلك قوله تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم فان مريض القلب بالشكوك وضعف العلم اقل شيء يريبه ويؤثر فيه ويفتتن به ومن الثاني قوله تعالى فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض شهوة وارادة للفجور. اقل شيء من اسباب الافتتان يوقعه في الفتنة طمعا او فعلا فكل من اراد شيئا من معاصي الله فقلبه مريض مرض شهوة ولو كان صحيحا ولو كان لاتصف بصفات الاذكياء الابرياء الاتقياء الموصوفين بقوله ولكن الله حبب اليكم ايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فمن كان قلبه على هذا الوصف الذي ذكره الله فليحمده على هذه النعمة التي لا يقاومها شيء من النعم فليسأل الله الثبات على ذلك والزيادة من فضل الله ورحمته ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الثالثة والثلاثون وهي تتعلق بالمرض وما ذكره الله سبحانه وتعالى في مواضع من كتابه عن مرض القلوب فيقول رحمه الله المرض في القرآن مرض القلوب نوعان مرض شبهات وشكوك ومرض شهوات اه مرض شهوات المحرمات المرض يأتي ذكره في القرآن مرض القلوب يأتي ذكره في القرآن وتارة يراد به مرض الشبهة ويأتي ويراد به مرض الشهوة والفرق بين المرضين ان مرض الشبهة يتعلق بعلوم الانسان ومرض الشهوة يتعلق بايرادات الانسان فاذا كانت علوم الانسان قائمة على المعاني السيئة والظنون الخاطئة والافهام المنحرفة والشكوك ونحو ذلك فمرظ القلب مرض شبهة واذا كانت ايرادات القلب ارادات سافلة اذا كانت ايرادات القلب ارادات سافلة يريد الفساد يريد المحرمات يريد المعاصي والاثام فمرظ القلب حينئذ مرظ شهوة فالقلب يمرض وتارة يكون مرظه مرظ شبهات وتارة يمرض ويكون مرضه مرض شهوات وتارة يجتمع للقلب المرضان عياذا بالله جل وعلا مرض الشهوة ومرض الشبهة فيمرظ بهذا وهذا فهذه كلها امراض للقلوب ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواضع من القرآن في مقام التحذير منها وبيان خطورتها وشدة ضررها على العبد في دنياه واخراه والشيطان دخوله على قلوب الناس من هاتين الجهتين دخوله على قلوب الناس من هاتين الجهتين فهو اما ان يدخل من جهة الشبهات او ان يدخل من جهة الشهوات فدخوله على قلوب الناس من هاتين الجهتين اما الشبهة او الشهوة وهو يدخل من جهة الشبهة اذا وجد من العبد اقبالا على الدين والتدين ورغبة في المحافظة على الطاعة ووجدوا منصرفا عن المعاصي والذنوب فاذا وجد العبد في هذه الحال حاول معه من جهة الشبهات حاول معه من جهة الشبهات فيثير في ذهني تصورات فاسدة وشكوك خاطئة واوهام باطلة حتى يحدث عنده شكا في دينه وشكا في ايمانه وشكا في عقيدته فيفسد عليه دينه من هذه الجهة من جهة الشبهات قد قال عليه الصلاة والسلام يأتي الشيطان احدكم ويقول الله خلق السماوات وخلق الجبال فمن خلق الله؟ يثير الشبهات قال فاذا وصل الى ذلك فلينته وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم بمعنى انه يجب على العبد ان يقطع مادة الشبهات التي يثيرها الشيطان في صدره ويجلجلها في فؤاده فيقطع هذه المادة ولا يسترسل معها بل رأسا ينته عن ذلك ويتعوذ بالله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم واذا وجد الشيطان الانسان ميالا للمعاصي ميالا للمعاصي راغبا فيها دخل عليه من جهة الشهوات وزينها في عينه وزينها في عينه وجملها وحسنها ورغبه فيها ودفعه اليها فدخول الشيطان على الانسان من هاتين الجهتين جهة الشبهة وجهة الشهوة ومرظ القلب بايا منهما مرض القلب باي منهما من هذين المرضين هو مطمع الشيطان فالانسان فالشيطان طمعه ان يمرظ قلب الانسان وان يعطب ولا يبالي عدو الله باي المرضين مرض العبد المهم ان يمرض القلب لا يبالي عدو الله الشيطان باي مرض مرض العبد المهم ان يمرض قلب المهم ان يمرض قلب العبد وان يتعطل عن الخير واعمال البر واقامة ذكر الله سبحانه وتعالى وهذا هو شغل الشيطان الشاغل يعمل على امراظ القلوب واسخامها فتكون معطلة عما خلقت لاجله واوجدت لتحقيقه وهو اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى والقلب والعياذ بالله انشغل بشبهة او شغل بشهوة تعطل عما خلق له وهو ذكر الله سبحانه وتعالى هو ذكر الله سبحانه وتعالى الذي هو حياة القلوب حقيقة وصلاحها وزكاؤها فهذه قاعدة نافعة اوردها رحمه الله تعالى في بيان الامراظ امراض القلوب وانها على نوعين مرض شهوات ومرضوا شبهات قال والطريق الى تمييز هذا من هذا كيف ان نميز عندما نقرأ في اية وصف القلوب بالمرض في قلوبهم مرظ كيف نعرف ان المراد بالمرض هنا شبهة او شهوة ما الطريقة للتمييز عندما نقرأ الايات القرآنية التي تذكر مرض القلوب وعرفنا ان مرض القلوب تارة يذكر في القرآن مرادا به الشبهات وتارة يذكر مرادا به الشهوات فكيف نميز؟ ما الضابط الذي يحصل به التمييز قال والطريق الى تمييز هذا من هذا مع كثرة ورودهما في القرآن يدرك من السياق يدرك من السياق فان كان السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من امور الدين كان هذا مرض الشكوك والشبهات وان كان السياق في ذكر المعاصي والميل اليها كان مرض شهوات فاذا هذا هو الضابط يعني اذا كان السياق يتعلق بفساد التصور والفكر والعقل فهو فهو شبهة واذا كان يتعلق بفساد الارادة والقصد فهو فهو شهوة قال ووجه انحسار المرض في هذين النوعين بمعنى ان امراظ القلوب نوعان لا ثالث لهما وجه انحصار المرظ بهذين النوعين ان مرض القلب خلاف صحته مرض القلب خلاف صحته وصحته الكاملة بشيئين صحة القلب الكاملة بشيئين خذها فائدة عظيمة صحة القلب يعني سلامة من الامراظ يكون بشيئين كمال علمه ومعرفته ويقينه هذا واحد وكمال ارادته ما يحبه الله ويرضاه فالقلب السليم الذي صلح بالعلم النافع واستقام بالارادات الطيبة هذا هو القلب السليم. القلب السليم هو الذي صلح بالعلم النافع واستقام بالايرادات الطيبة فليس فيه ايرادات سافلة وايرادات دنيئة وايرادات منحطة فصلح بالعلم بحسن العلم وحسن الارادة قال كمال وصحة القلب الكاملة بشيئين كمال علمه ومعرفته ويقينه وكمال ارادته ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه يقول ابن القيم رحمه الله في بيان هذا المعنى وحاجة القلوب قال يحتاج الى علم يهديه وهمة عالية ترقيه اذا اجتمع هذان الامران العلم النافع والهمة العالية لارادة الخير صلح القلب بذلك وفساد القلب بفساد احد هذين الامرين او كليهما قال فالقلب الصحيح هو الذي عرف الحق واتبعه وعرف الباطل وتركه. هذا هو القلب الصحيح عرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فتركه اذا لابد لصلاح القلب من معرفتين معرفة الحق ومعرفة الباطل معرفة الحق ليتبعه العبد ومعرفة الباطل ليجتنبه العبد وهنا تأتي تلك الكلمة العظيمة التي قالها احد علماء التابعين عندما سئل عن حقيقة التقوى عندما سئل طلق بن حبيب رحمه الله عن حقيقة التقوى ما هي قال تقوى الله اه قال تقوى الله عز وجل عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله. هذي حقيقة التقوى وقوله على نور في الفعل والترك اي العلم المراد بالنور العلم فلا بد من علم بالمأمور ليفعله العبد ولابد من علم بالمنهي ليجتنبه العبد فاذا صحة القلب وسلامته بالعلم بالمأمورات والعلم بالمنهيات ثم مجاهدة النفس على فعل المأمور واجتناب المحظور قال فان كان علمه شكا اذا كان علم العبد شكا وعنده شبهات تعارض ما اخبر الله به من اصول الدين وفروعه كان علمه منحرفا واصبح صاحب شبهات اصبح صاحب شبهات وهذا نوع من المرض والعياذ بالله التي تبلى بها القلوب تبنى بها القلوب وتجد صاحب هذا المرض عندما يقرأ الايات القرآنية يتجه قلبه الى النقد ولا يتجه للاستفادة يتجه الى النقد ولا يتجه للاستفادة من كلام الله سبحانه وتعالى فتجده يسأل اسئلة اعتراضية والعياذ بالله. لماذا قال الله كذا؟ ولماذا لم يقل كذا؟ ولماذا فعل كذا والله عز وجل يقول لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا تقل لما امر الله ولكن قل بما امر الله لاحظ الفرق بين السؤالين لا تقل لم امر الله هذا سؤال انتقاد. لما امر الله لكن قل بما امر الله هذا السؤال طلب العمل. لما تقول بم امرني الله؟ يقال امرك بالصلاة بالصيام بالبر بالصلة؟ هذا قال يترتب عليه عمل اما السؤال الاول محرم لما امر الله هذا سؤال انتقاد ومن انت ايها الانسان حتى تسأل مثل هذه السؤالات لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال فان كان علمه سكا وعنده شبهات تعارض ما اخبر الله به من اصول الدين وفروعه كان علمه منحرفا وكان مرض وقلبه قوة وظعفا بحسب هذه الشكوك والشبهات هذا النوع الاول قال وان كانت ارادته ومحبته مائلة لشيء من معاصي الله كان ذلك انحرافا في ارادته ومرظا. وهذا هو مرظ الشهوات قال وقد يجتمع الامران وقد يجتمع الامران يعني على القلب والعياذ بالله. مرظ الشهوات ومرض الشبهات وقد يجتمع الامران فيكون القلب منحرفا في علمه وفي ارادته فاذا كان منحرفا في علمه فهذه شبهات وان كان منحرفا في ارادته فهذه شهوات فقد يكون القلب معطوبا بالمرضين معا مرض الشبهات ومرض الشبهات الشهوات خالف من النوع الاول يعني مرض الشبهات فمن النوع الاول قوله تعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض وهي الشكوك والشبهات المعارضة لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم قال فزادهم الله مرضا. اي عقوبة على ذلك المرض الناتج عن اسباب متعددة كلها او كلها منهم وهم فيها غير معذورين ولهذا قال الله عز وجل عنهم في ايات اخرى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ونظيره هذا قوله واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم ردسا الى رجسهم وكذلك قوله تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم قال فان مريض القلب بالشكوك وضعف العلم اقل شيء يريبه ويؤثر فيه ويفتتن به لان قلبه على جرف وعلى طرف فادنى شيء يحركه ويزعزعه ويقلقله عن مكانه. ولهذا قيل عن اهل البدع والشبهات قيل في ذمهم اياكم وكثرة التنقل في الدين ويوصفون باهل كثرة التنقل لان صاحب الشبهة لا يستقر على دين كل ما عرظت له شبهة جديدة نقلته الى ماذا الى دين جديد بحسب الشبهات التي تثور في رأسه ولهذا يكثر في اصحاب الشبهات التلون والتنقل فتجده اليوم في دين وغدا في دين اخر وهكذا متنقلا بحسب الشبهات الثائرة في صدره واذا لقي اخر من ارباب الشبهات والقى عليه شيئا من شبهاته انتقل بتلك الشبهات الى دين اخر وهكذا ولهذا لما ذم السلف اهل البدع قالوا اياكم والتنقل في الدين لان الشبهات من اظرارها على صاحبها انها تحدث عنده تنقلا في الدين بينما الذي عرف الحق من معينه الصافي ومنبعه العذب كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فانه باذن الله عز وجل يثبت عليه ولا يتنقل كما هو الحال عند اصحاب الشبهات ارباب البدع والباطل قال ومن الثاني يعني مرض الشهوات قوله تعالى فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض المراد بالمرض هنا اي صاحب الشهوات الذي قلبه ميال للشهوات يريد الشهوات فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض شهوة وارادة وارادة للفجور فما فما فمن كان من هذا القبيل اقل شيء من اسباب الافتتان يوقعه في الفتنة طمعا او فعلا يوقعه في الفتنة طمعا او فعلا. صاحب مرض الشهوة اي شيء يثير شهوته مباشرة لو كانت المرأة على وجهها لا تدري عنه لكن حصل منها وهي لا تشعر خظوعا بالقول قال قال له قلبه المريض تدعوك واذا حدث منها اي حركة ولو كانت غير شعورية منها قالت قالت اناديك قلبه المريض رأسا يثور ويتحرك عند ادنى شيء وذلك بسبب المرض القلبي الذي انطوى عليه قلبه بالشهوات والعياذ بالله قال اقل شيء من اسباب الافتتان يوقعه في الفتنة طمعا او فعلا. لاحظ طمعا او فعلا قد يطمع ولا يتحقق له لكن قلبه قام على الطمع في فعل هذه الشهوات او فعلا انت ان تحققت له وتيسر له فعلها قال فكل من اراد شيئا من معاصي الله فقلبه مريض مرض شهوة ولو كان صحيحا لو كان قلبه صحيحا لاتصف بصفات الازكياء. الابرياء الاتقياء الموصوفين بقوله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة قال فمن كان قلبه على هذا الوصف الذي ذكر الله اي حبب الله اليه الايمان وزينه في قلبه وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان من كان قلبه على هذا الوصف فليحمد الله على هذه النعمة التي لا يقاومها شيء من النعم التي لا يقاومها شيء من النعم لا يعادلها ولا يوازنها ولا يقاربها شيء من النعم اي ان اكبر النعم واعظم المنن وليسأل الله الثبات على ذلك والزيادة من فضله ورحمته واذا عرف العاقل ان امراض القلوب على نوعين امراض شبهات وامراض شهوات وان الناجي يوم القيامة من يلقى الله سبحانه وتعالى بقلب سليم الا من اتى الله بقلب سليم فليحرص حياته على مجاهدة نفسه على السلامة من هذين المرضين امراض الشهوات وامراض الشهوات امراض الشهوات وامراض الشبهات وامراض الشبهات تزول باذن الله تبارك وتعالى بصلاح علم العبد وامراض الشهوات تزول بصلاح عمل العبد فاذا صلح في العبد العلم والعمل سلم باذن الله تبارك وتعالى من هاتين الافتين ومن هذين المرضين مرض الشبهات ومرض الشهوات وليسأل الله دوما وابدا ان يوفقه لسلامة القلب وليلح عليه تبارك وتعالى بذلك فان القلوب بيد الله سبحانه وتعالى القلوب بيد الله كما قال عليه الصلاة والسلام ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن. يقلبه كيف يشاء فان شاء قام وان شاء ازاغه فان شاء اقامه وان شاء زاغ فالقلوب بيده سبحانه وتعالى تعالى العبد ان يكون دائما وابدا ملحا على ربه جل وعلا وسائلا اياه سبحانه ان يصلح قلبه وان يؤتي نفسه تقواها وان يعيذه من امراض القلوب واسقامها وان يهديه اليه صراطا مستقيما وانا لنسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يصلح قلوبنا اجمعين. اللهم ات نفوسنا تقواها. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نعوذ بك من قلب لا يخشع. ومن عين لا تدمع ومن دعوة لا تسمع ونعوذ بك اللهم من كل شر يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا شأننا كله اللهم اصلح لنا شأننا كله واهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم واصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذريات اوقاتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم يا ذا الجلال والاكرام اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم اجعلنا لك شاكرين لك كريم اليك اواهين منيبين. اللهم تقبل توبتنا. واغسل حوبتنا واجب دعوتنا. وثبت حجتنا في قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم يا ذا الجلال والاكرام اجعلنا جميعا ممن نلقاك يوم القيامة يوم القيامة بقلوب سليمة وافئدة طيبة واعمال صالحة يا ذا الجلال والاكرام. ونسألك اللهم ان تجعلنا من عتقائك من من النار في هذه الليالي الفاضلة والاوقات الشريفة. وان تعيننا على القيام والصيام في هذه العشر الفاضلة. وان تقبل منا صالح الاعمال وسديد الاقوال والا تكل والا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك