بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة التاسعة والثلاثون في طريقة القرآن في احوال السياسة الداخلية والخارجية طريقة القرآن في هذا اعلى طريقة واقرب الى حصول جميع المصالح الكلية والى دفع المفاسد ولو لم يكن في القرآن من هذا النوع الا قوله تعالى وشاورهم في الامر واخباره عن المؤمنين ان امرهم شورى بينهم فالامر مفرد مضاف الى المؤمنين وفي الاية الاولى قد دخلت عليه المفيدة للعموم والاستغراق يعني ان جميع امور المؤمنين وشؤونهم واستجلاب مصالحهم واستدفاع مضارهم معلق بالشورى والتراود على تعيين الامر الذي يجرون عليه وقد اتفق العقلاء ان الطريق الوحيد للصلاح الديني والدنيوي هو طريق الشورى فالمسلمون قد ارشدهم الله الى ان يهتدوا الى مصالحهم وكيفية الوصول اليها باعمال افكارهم مجتمعة فاذا تعينت المصلحة في طريق سلكوه واذا تعينت المضرة في طريق تركوه واذا كان في ذلك مصلحة ومضرة نظروا ايها نظروا ايها اقوى واولى واحسن نظر ايها اقوى واولى واحسن عاقبة واذا رأوا امرا من الامور هو المصلحة ولكن ليست اسبابه عتيدة عندهم ولا لهم قدرة عليها نظروا باي شيء تدرك تلك الاسباب وباي حالة تنال على وجه لا يضر واذا رأوا مصالحهم تتوقف على الاستعداد بالفنون الحديثة والاختراعات الباهرة سعوا لذلك بحسب اقتدارهم ولم يملكهم اليأس والاتكال على غيرهم الملقي الى التهلكة واذا عرفوا وقد عرفوا ان السعي لاتفاق الكلمة وتوحيد الامة ان السعي لاتفاق الكلمة والتوحيد الامة هو الطريق الاقوم للقوة المعنوية جدوا في هذا واجتهدوا واذا رأوا المصلحة في المقاومة والمهاجمة او في المسالمة والمدافعة بحسب الامكان سلكوا ما تعين مصلحته فيقدمون في موضع الاقدام ويحجمون في موضع الاحجام وبالجملة لا يدعون مصلحة داخلية ولا خارجية دقيقة ولا جليلة الا تشاوروا فيها وفي طريق تحصيلها وتنميتها ودفع ما يضادها وينقصها فهذا النظام العجيب الذي ارشد اليه القرآن هو النظام الذي يصلح في كل زمان ومكان وفي كل امة ضعيفة او قوية الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه القاعدة التاسعة والثلاثون من القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن والقواعد التي جمعها الشيخ رحمه الله منها ما هي قواعد واصول كلية جامعة ومنها ما هو امور اخذها الشيخ رحمه الله تعالى بجميل النظر والتتبع لايات القرآن الكريم مستخلصا المناهج العظيمة التي ينبغي ان تسلك مستنبطة ومستمدة من كتاب الله تبارك وتعالى ولهذا فانه في هذه القاعدة اخذ يشرح طريقة القرآن او الطريقة التي وجه اليها القرآن في سياسة الناس الداخلية والخارجية وكيف تساس امورهم سياسة يحمدون بها العاقبة ويسلمون من المغبة السيئة فاشار رحمه الله تعالى في هذه القاعدة الى جملة من التوجيهات الالهية في كتاب الله عز وجل مما ينبغي ان يراعى في باب السياسة الداخلية والخارجية فذكر من ذلك امورا الامر الاول مراعاة الشورى وان هذا اصل لا بد منه ومبدأ لا بد من العناية به لتستقيم احوال الناس فاذا كان امر اهل الايمان شورى بينهم لا يستبد احدهم برأي دون ان يستشير الاخرين وانما امرهم شورى بينهم فهذا من اسباب النجاح والفلاح فان من استشار العقلاء واهل الدراية والدربة والعقل الرصين لم يخب باذن الله تبارك وتعالى واذا ظم الانسان الى عقله العقول الناضجة والعقول السوية العقول المستقيمة وجد من الحلول النافعة ما قد لا يهتدي اليه بعقله المجرد وبعقله وحده ولهذا المرء يكمل عرظ ما عنده على اخوانه تشاورا ولهذا جاءت الشريعة بالشورى واورد رحمه الله تعالى في هذا ايتين من كتاب الله وهي قول الله عز وجل وشاورهم في الامر وقوله امرهم شورى بينهم. وشاورهم في الامر وامرهم شورى بينهم شاورهم في الامر الامر هنا مثل ما قال الشيخ رحمه الله دخلت عليه المفيدة للعموم والاستغراق دخلت عليه المفيدة للعموم للعموم والاستغراب وفي الاية الاخرى قال امرهم امر مفرد مضاف فكل من الصيغتين تفيد العموم وهذا سبق ان مر به عند المصنف قاعدة مستقلة اه كيف يستفاد العموم مر في هذا قاعدة عند المصنف من ضمن ما يعرف به العموم دخول ال التي تفيد الاستغراق ومما يعرف به العموم المفرد اذا اضيف واما بنعمة ربك فحدث مفرد مضاف يشمل كل نعمة وهنا قالوا امرهم شورى بينهم مفرد مضاف يفيد كل امر فينبغي ان تخضع امورهم للشورى وخاصة الامور التي تمس مصالح الامة العامة وتتعلق بعموم الناس هذه اذا انفرد الانسان فيها برأيه ربما زل وظل وجر على نفسه وعلى غيره انواعا من الشرور ونعتبر في هذا الباب بحال كثير من المندفعين والمتهورين الذين سعوا بزعمهم في اصلاح حال الامة باتخاذ حلول فردية انفردوا بها فجنوا على انفسهم وعلى غيرهم ولم يحصل من اعمالهم نصرة للدين ولا ايظا كسر لشوكة الكافرين وهذا من اعظم ما يكون جناية وظررا على دين الله تبارك وتعالى وعلى عباده لكن اذا كان الانسان يستشير وتكون الاستشارة لاهل العلم والفضل الراسخين واهل النبل فانه بذلك يسلم انبه على ذلك لان بعض الشباب يتورط في بعض الافكار الضالة المنحرفة والسبب انه لم يخظع ما طرح عليه من اراء للشورى الصحيحة بمعنى ان يستشير اهل العلم واهل الفضل واهل الرسوخ في دين الله تبارك وتعالى ولهذا تورط كثير من الشباب بمنزلقات خطيرة وجنايات مهلكة على انفسهم وعلى الاخرين وهم يظنون انهم يصلحون لكنهم في الحقيقة ما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا يهلكون انفسهم ويفسدون في الارض ولا يصلحون والله يقول واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ولهذا الاناة في الامور والروية والاستشارة تحمد بها العاقبة باذن الله سبحانه وتعالى يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه لا تكونوا عجلا مداييع بذرا فان من ورائكم فتنا متماحلة ردحا رواه الامام البخاري رحمه الله باسناد جيد في كتابه الادب المفرد لا تكونوا عجلا مداييع بذرة نهى عن ثلاثة امور عندما تبرز الفتن في المجتمعات الامر الاول عدم العجلة لا تكون عجلا يعني لا تستعجل في اتخاذ القرار بل تحرص على التأني والهدوء والروية مثل ما قال عبد الله ابن مسعود انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر لكن اذا تأنى الانسان وتروى والتأد واستشار اهل العلم واهل الفضل مستنصحا مسترشدا هدي باذن الله تبارك وتعالى لرشد نفسه الامر الثاني قال لا تكونوا مذاييع وهذا جانب خطير يحدث من الناس عند الفتن يحذر منه علي رضي الله عنه والانسان المذياع هو الذي ينقل الاخبار كيفما كانت دون تمحيص ودون تدقيق ودون معرفة بصحتها من عدم الصحة ودون نظر ايضا الى مدى استفادة الناس من هذا الخبر. لان الخبر قد يكون في ذاته صحيح ولكن نقله للناس مضر لا يستفيدون منه ولهذا الاخبار خاصة التي تمس مصالح الامة العامة لا بد ان تخظع الاستشارة استشارة اهل العلم مثل ما قال الله واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به علي رضي الله عنه يقول لا تكونوا مذايع اذاعوا به يعني ينقل الخبر مباشرة دون ان ينظر امر من الامن او الخوف يعني الامور التي تمس امن الامة او تمس خوف الامة مصالح الامة العامة قال اذاعوا به وهذا خطأ ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فاذا يحذر الانسان من ان يكون مذياعا مذياعا يسمع من هنا وينقل في اوساط الناس اخبارا تلقى على عواهلها لم تمحص ولم تدقق ولم ينظر ايضا هل نقلها يفيد الناس او يضرهم والامر الثالث مما حذر منه رضي الله عنه قال بدرا لا تكونوا بدرا اي بذرة للفتن ومن الناس من من يبتلى ببذر الفتنة في اوساط الناس وفي مجتمعاتهم واشعال فتيرها وهذا من اخطر ما يكون على على الانسان فالشاهد ان الشريعة الله سبحانه وتعالى جاءت بما فيه سياسة الناس اكمل سياسة واصلاحهم على احسن حال والعبد لا يزال بخير ما كان ماضيا على هذا المبدأ العظيم وشاورهم في الامر وفصل الشيخ رحمه الله تفصيلا نافعا في طريقة النظر في الامور التي يتشاور فيها وينظر في حالها من حيث المصلحة والمفسدة هل هي مصلحة راجحة او مفسدة راجحة ثم تطبيق قاعدة الشريعة في هذا الباب عند تزاحم المصالح وعند ايضا تزاحم المفاسد ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح الى غير ذلك من القواعد الجوامع التي تكون محل التأصيل والتقعيد في هذا الباب عند التشاور في مصالح الامة التي تمس امن الامة او تمسوا خوف الامة او غير ذلك من مصالح الامة العامة وكذلك فيما يتعلق بالشورى مصالح الانسان الخاصة مصالح الانسان الخاصة اذا استشار فيها العقلاء اهل العلم واهل الفضل فانه باذن الله لا يندم مثل ما قيل ما ندم من استشار وما خاب من استخار وينبغي ان يعمل هذا يعمل العبد هذا في مصالحه وخاصة الامور التي لا تستبينوا له ولا تتضح في جمع بين الاستشارة والاستخارة يستشير العقلاء ويستنصحهم والمستشار مؤتمن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ويستخير الله سبحانه وتعالى اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر وانت علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم ان في هذا الامر ويسميه خير لي في ديني ودنياي وعاقبة امري وعاجله واجله فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه وان كنت تعلم ان فيه شرا لي في ديني ودنياي وعاقبة امري واجله واجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كانوا رضني به يصلي ويستخير الله عز وجل يطلب من الله ان يختار له الخيرة المباركة اقداما او احجاما نعم ومن ذلك قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة فهذه الاية نص صريح بوجوب الاستعداد للاعداء بما استطاعه المسلمون من قوة من قوة عقلية ومعنوية ومادية مما لا يمكن حصر افراده. وفي كل وقت يتعين سلوك ما يلائم ذلك الوقت ويناسبه. ومن ذلك قوله وتعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم ونحوها من الايات التي ارشد الله فيها الى التحرز من الاعداء فكل طريق وسبب يتحرز به من الاعداء فانه داخل في هذا ولكل وقت لبوسه ثم ذكر رحمه الله ايضا من من امور السياسة الشرعية اه ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وكذلك ما جاء في قوله يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم اي من الاعداء فهذا فيه توجيه اه المسلمين بان يكونوا على هذه الصفة بان يكونوا على هذه الصفة يعد ما استطاعوا من القوة وايضا يكونون على حذر من الاعداء يكونون على حذر من الاعداء وهذه الامور رعايتها في المجتمعات في ذمة ولي الامر في ذمة ولي الامر الذي تحمل مسئولية مصالح الامة تحمل مسؤولية مصالح الامة ومقاومة الاعداء ونصر دين الله تبارك وتعالى ومثل هذه الامور لا تنتظم الا بيد ولي الامر لا يكون العمل بايدي افراد الناس واحادهم لان هذا الاستعداد لو كان بايدي الافراد واحاد الناس لاساء كثير منهم استخدام هذا هذا هذا الاستعداد او هذه العدة او هذا السلاح ولوضعه في غير بابه مثل ما يرى في كثير من الاوقات من هيأ نفسه منفصلا عن ولي امره بسلاح وعتاد ونحوه كيف يسيء استخدامه بان يفجر نفسه او يفجره في اوساط مسلمين او مستأمنين فيبوء باثم عظيم وجناية بالغة كبيرة فهذا الاستعداد منوط بولي الامر وتساس الامور ويستعد للاعداء ويتجهز اهل الاسلام ويأخذوا حذرهم من الاعداء بسياسة راشدة تبنى على اساس صحيح مستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم ومن عجيب ما نبه عليه القرآن من النظام الوحيد ان الله عاتب المؤمنين بقوله وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم فارشد عباده الى انه ينبغي ان يكونوا بحالة من جريان الامور على طرقها لا يزعزعهم عنها فقد رئيس وان عظم وما ذاك الا بان يستعدوا لكل امر من امورهم الدينية والدنيوية بعدة اناس اذا فقد احدهم قام به غيره وان تكون الامة متوحدة في ارادتها وعزمها ومقاصدها وجميع شؤونها قصدهم جميعا ان تكون كلمة الله هي العليا. وان تقوم جميع الامور بحسب قدرتهم ثم ذكر ايضا هذه الاية الكريمة واخذ منها فائدة عظيمة جدا في سياسة احوال الناس الا يربط الناس انفسهم رئيس قائم بمعنى انهم لفقده يصابون بالخمر يصابون بالوهن والضعف وانما تكون احوالهم قائمة على السداد والاستقامة في كل حال وليس هناك شخص اكمل ولا اعظم سياسة من نبينا صلوات الله وسلامه عليه وقد قال الله تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افإن مات او قتل انقلبتم على اعقاب بكم افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم يقول رحمه الله فارشد عباده الى انه ينبغي ان يكون بحالة من جريان الامور على طرقها لا يزعزعهم عنها فقد رئيس وان عظم لا يزعزعهم عنها فقد رئيس وان عظم لان بعظ الناس قد يكونون في دولة من الدول ولهم رئيس اعطاه الله من القوة والمنعة الحصافة حسن السياسة الى غير ذلك فربما اذا مات اصابهم من الوهن والضعف ما اصابهم فلا يعلقون انفسهم بشخص يموت وانما يعلقون انفسهم بالله تبارك وتعالى ويكونون متهيئين في كل الاحوال مهيئين انفسهم تهيئة صحيحة لتبقى حالهم باذن الله تبارك وتعالى على السداد والسلامة نعم وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم اي اتقوا غضبه وعقابه بالقيام بما امر به من كل ما فيه الخير والصلاح لكم جماعة ومنفردين فكل مصلحة امر الله بها وهي متوقفة في حصولها او في كمالها على امر من الامور السابقة او اللاحقة فانه ويجب تحصيلها بحسب الاستطاعة. فلا يكلفهم الله ما لا يطيقون وكذلك كل مفسدة ومضرة لا يمكن اجتنابها الا بسلوك بعض الطرق السابقة او اللاحقة فانها داخلة في والله تعالى وذلك ان لازم الحق حق والوسائل لها احكام المقاصد ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من السياسة الشرعية تقوى الله ما استطاع العبد تقوى الله ما استطاع العبد كل في بابه وكل في مجاله فيتقي الله سبحانه وتعالى ما استطاع الى ذلك سبيلا. نعم ومن الايات الجامعة في السياسة قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به الاية والاية التي بعدها فالامانات يدخل فيها اشياء كثيرة من اجلها الولايات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة الدينية والدنيوية فقد امر الله ان تؤدى الى اهلها بان يجعل فيها الاكفاء لها وكل ولاية لها اكفاء مخصوصون فهذا الطريق الذي امر الله به في الولايات من اصلح الطرق لصلاح جميع الاحوال فان صلاح الامور بصلاح المتولين والرؤساء فيها والمدبرين لها والعاملين لها. ويجب تورية الامثل فالامثل ان خير من استأجرت القوي الامين فصلاح المتولين للولايات الكبرى والصغرى عنوان صلاح الامة وضده بضده ثم ارشدهم الى الحكم بين الناس بالعدل الذي ما قامت السماوات والارض الا به فالعدل قوام الامور وروحها وبفقده تفسد الامور والحكم بالعدل من لازمه معرفة العدل في كل امر من الامور فاذا كان المتولون للولايات هم الكمل من الرجال والاكفاء للاعمال وجرى التدابيرهم وافعالهم على العدل مجنبين للظلم متجنبين للظلم والفساد ترقت الامة وصلحت احوالها ذلك في الاية الاخرى التي امر الله فيها بطاعة ولاة بطاعة ولاة الامور فهل يوجد اكمل اعلى من هذه السياسة الحكيمة التي عواقبها احمد العواقب ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة وفيها ايضا ما يتعلق بالسياسة قول الله جل وعلا ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ففي الاية امر باداء الامانات الى اهلها وامر ايظا بالحكم بالعدل وباداء الامانات والحكم بالعدل تصلح احوال الناس وتساس امورهم احسن سياسة وبين الشيخ رحمه الله ان من اداء الامانات الى اهلها وضع الولايات في مواضعها وجعل الاكفاء في المواضع المناسبة وان الرجل الكفؤ اذا وضع في مكانه المناسب صلحت الولاية التي تحته واذا وضع الرجل الذي ليس بكفء فان الولاية التي تحته تضيع فمن الامانة وضع الاكفاء واذا وسد الامر الى غير اهله ظاعت الامور اذا وسد الامر الى غير اهله اي الى غير الاكفاء فان الامور تظيع فمن الامانة ان يوضع الاكفاء في الولايات ان يوضع الاكفاء من اصحاب العقول الرصينة والافهام السديدة وحسن التدبير والروية في الامور الى غير ذلك فاذا وضع الاكفاء فهذا من الامانة ومن اداء الامانة ومما تصلح به احوال الناس والامر الثاني الحكم بالعدل به قامت السماوات والارض والعدل قوام الناس ولا قوام لهم الا به والله سبحانه وتعالى عدل يأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء والمنكر سبحانه وتعالى وقول الله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم به يكمل هذا الامر كما بين الشيخ ذلك رحمه الله فاذا كانت الامور قائمة على هذا الاساس والامة متلاحمة مع ولاة امرها وامورهم قائمة على العدل وعلى الامانة فهذا اكمل ما تصلح به حال الامة نعم ومن الايات المتعلقة بالسياسة الشرعية جميع ما شرعه الله من الحدود على الجرائم والعقوبات على المتجرئين على وحقوق عباده وهي في غاية العدالة والحسن وردع المجرمين والنكال والتخويف لاهل الشر والفساد وفيها صيانة لدماء الخلق واموالهم واعراضهم والايات التي فيها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتكلم بالحق مع من كان. وفي اي حال من الاحوال وكذلك ما فيه من النهي عن الظلم في وكذلك ما فيه من النهي عن الظلم فيه ارشاد للحرية النافعة التي معناها التكلم بالحق وفي الامور التي لا محظور فيها كما ان الحدود والعقوبات والنهي عن الكلام القبيح والفعل القبيح فيها رد الحرية الباطلة فان ميزان الحرية الصحيحة النافعة هو ما ارشد اليه القرآن واما اطلاق عنان الجهل والظلم والاقوال الضارة للمجتمع المحللة للاخلاق فانها من اكبر اسباب الشر والفساد وانحلال الامور والفوضوية المحضة فنتائج الحرية الصحيحة احسن النتائج ونتائج الحرية الفاسدة اقبح النتائج فالشارع فتح الباب للاولى واغلقه عن الثانية. تحصيلا للمصالح ودفعا للمضار والمفاسد والله اعلم ثم ذكر جملة من الامور اشار اليها رحمه الله تعالى اجمالا داخلة في باب السياسة الشرعية داخلة في باب السياسة الشرعية فذكر ان الايات الكثيرة في كتاب الله التي تتعلق بالحدود ومثل حد السارق حد الزاني الى غير ذلك من الحدود ايضا الايات التي فيها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والحث على ذلك والحسبة وايضا الايات التي فيها النهي عنا الغيبة عن التجسس عن السخرية عن الوقيعة في الناس كل ذلك داخل في هذا الباب باب السياسة الشرعية داخل في هذا الباب وختم رحمه الله بكلام نفيس للغاية ربما لا تجده محررا هذا الايجاز والوفاء عن الحرية هل انسان حر في تصرفاته او ليس حرا هل هو حر في تصرفاته اوليس حرا فاوجز القول في كلام بديع للغاية لا تجده محررا بهذا الايجاز مثل هذا التحرير الذي ذكره رحمه الله تعالى فقال رحمه الله فان ميزان الحرية الصحيحة لان هناك حرية صحيحة وهناك حرية باطلة هناك حرية صحيحة وهناك حرية باطلة والشرع جاء باقرار الحرية الصحيحة وابطال الحرية الفاسدة الباطلة قال ميزان الحرية الصحيحة النافعة هو ما ارشد اليه القرآن ما ارشد اليه القرآن وكان قبل ذلك ذكر رحمه الله قال وكذلك ما فيه النهي عن الظلم فيه ارشاد للحرية النافعة التي معناها هذه الحرية النافعة معناها التكلم بالحق وفي الامور التي لا محظور فيها التكلم في الحق وفي الامور التي لا محظور فيها كما ان الحدود والعقوبات والنهي عن الكلام القبيح والفعل القبيح فيه رد للحرية الباطلة فيه رد للحرية الباطلة فان ميزان الحرية الصحيحة النافعة هو ما ارشد اليه القرآن والقرآن ارشد الى التكلم في الحق في الامور التي لا محظور فيها الانسان حر في هذا الحدود لكن لا يقول انا حر ثم يجني على اعراض الناس او يقول انا حر ويتعدى على اموال الناس او يظلم الاخرين فهذه حرية باطلة لكن الانسان حر في ان يتكلم بالكلام الحق الذي لا باطل فيه والفعل الحق الذي لا محظور فيه في هذا الحدود حر اما ان يتعدى على الاخرين وعلى الاعراض غيبة وسخرية ويقول انا حر لا الشريعة جاءت بمنع ذلك والنهي عنه والتحذير منه قال واما اطلاق عنان الجهل والظلم والاقوال الضارة للمجتمع المحللة للاخلاق فانه من اكبر اسباب الشر والفساد وانحلال الامور والفوضوية المحضة فنتائج الحرية الصحيحة احسن النتائج ونتائج الحرية الفاسدة اقبح النتائج اذا قيل ان الانسان حر ثم اخذ يتكلم بكل باطل ويجني على الناس ويتعدى على الاعراض زعما انه حر في تصرفاته هذا يترتب عليه مفاسد لا حد لها ولا عد الانسان له حرية ان يحرك يده له حرية ان يحرك يده يحركها الى اعلى الى اسفل يضعها تحت ذقنه يحركها كيف شاء لكن ليس له ان يلطم بها الاخرين ليس له ان يلطم بها الاخرين هو حر في ان يحرك يده الى اي اتجاه؟ لكن ليس حرا ان يلطم بها الاخرين وليس حرا ان يأخذ بها مال الاخرين ليس حرا ان يتعدى بها على الاخرين. يقول عليه الصلاة والسلام وكفوا ايديكم اليد يجب ان تكف عن التعدي ليست حرة بان تتعدى على الاخرين الانسان حر في لسانه يتكلم لكن لا يتكلم بباطل من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت فجاءت جاء الاسلام بظبط هذا الباب لا ان يترك على على عواهنه تعديا واساءة واجراما وافسادا تحت مسمى الحرية تحت مسمى الحرية ولهذا تحت هذا المسمى دخل اناس بافكار زائفة وباطلة واذا قيل لي ما قال آآ حر انا حر في تصرفاتي قال انا حر في تصرفاتي من الذي يمنعني من حريتي الانسان حر في تصرفاته لكن في ماذا في حدود الضوابط التي تنتظم بها مصالح الناس الذي الذي تنتظم به مصالح الناس المرأة حرة في تصرفاتها لكن اذا بنت على هذه الحرية ان تخرج متهتكة متبرجة متعطرة متجملة اصبح الان الحرية هنا فتنة للمجتمع ومضرة للمجتمع الذي تعيش فيه المرأة. فتمنع من ذلك تمنع من ذلك لانها اصبحت مضرة على المجتمع واداة فسادا في المجتمع تنخر في المجتمع فسادا ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام ان المرأة اذا خرجت متعطرة فهي زانية لماذا؟ لانها اصبحت تثير وتهيج هذا الامر في المجتمع واذا خرجت استشرفها الشيطان يعني جعلها غرضا له فالحرية لها ضوابط اما ان تخرج المرأة متبرجة متجملة متعطرة وتقول انا حرة لا لان بهذه الطريقة اصبحت اداة فساد في المجتمع. تمنع من ذلك الاسلام جاء بحرية تحقق المصالح ولا يترتب عليها مفاسد اما الحرية التي تدعى يدعيها ارباب الباطل واصحاب الضلال فهي حرية تجني على المجتمع وعلى وعلى الناس جنايات عظيمة جدا الشاهد ان هذا كلام عظيم جدا في تحرير القول في الحرية من حيث آآ اه من حيث قبولها او ردها متى تكون الحرية صحيحة مقبولة؟ ومتى تكون اه الحرية باطلة مردودة نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الاربعون في دلالة القرآن على اصول الطب اصول الطب ثلاثة حفظ الصحة باستعمال الامور النافعة والحمية عن الامور الضارة ودفع ما عرض للبدن من من المؤذيات ومسائل الطب كلها تدور على هذه القاعدة وقد نبه القرآن عليها في قوله تعالى في حفظ الصحة ودفع المؤذي وكلوا واشربوا ولا تسرفوا فامر بالاكل والشرب اللذين لا تستقيم الابدان الا بهما واطلق ذلك ليدل على ان المأكول والمشروب بحسب ما يلائم الانسان وينفعه في كل وقت وحال ونهى عن الاسراف في ذلك اما زيادة في كثرة المأكولات والمشروبات واما بالتخليط وهذا حمية عن كل ما يؤذي الانسان فاذا كان القوت الضروري من الطعام والشراب اذا صار بحالة يتأذى منه البدن ويتضرر منع منه فكيف بغيره وكذلك اباح الله للمريظ التيمم اذا كان استعمال الماء يضره حمية له عن المضرات كلها واباح للمحرم الذي به اذى من رأسه ان يحلقه ويفدي وهذا من باب الاستفراغ وازالة ما يؤذي البدن فكيف بما ضرره اكثر من هذا ونهى عن الالقاء باليد الى التهلكة فيدخل في ذلك استعمال كل ما يتضرر به الانسان من الاغذية والادوية ودفع ما يضر بمدافعة الذي لم يقع والتحرز منه وبمعالجة الحادث بالطريقة الطبية النافعة وكذلك ما ذكره الله في كتابه من الاعمال كلها كالجهاد والصلاة والصوم والحج وبقية الاعمال والاحسان من الخلق فانها وان كان المقصود الاعظم منها نيل رضا الله وقربه وثوابه والاحسان الى عبيده فان فيها صحة للابدان وتمرينا لها ورياضة وراحة للنفس وفرحا للقلب واسرارا خاصة تحفظ تحفظ الصحة وتنميها وتزيل عنها المؤذيات وبالجملة فان جميع الشرائع ترجع الى صلاح القلوب والارواح والاخلاق والابدان والاموال والاخرة والله اعلم هذه القاعدة الاربعون في دلالة القرآن على اصول الطب دلالة القرآن على اصول الطب مر معنا قريبا قاعدة ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في دلالة القرآن على انواع امراظ القلوب وانها ترجع الى مرضين مرض الشبهات ومرض الشهوات وفصل رحمه الله القول في كل منهما مبينا دلالة القرآن على ذلك وفي هذه القاعدة آآ ذكر علاج القرآن للامراض علاج القرآن للامراض وانه مشتمل على اصول الطب على اصول الطب وهنا المراد بالطب طب الابدان لان الطب نوعين الطب نوعان طب الابدان وطب القلوب طب القلوب هو الذي تحدث عنه اولا رحمه الله فيما يتعلق بالسلامة من مرضي الشبهات والشهوات والله عز وجل قال عن كتابه العزيز وشفاء لما في الصدور وقال جل وعلا وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين فالقرآن شفاء القرآن شفاء لامراض القلوب التي هي الشبهات الشبهات وامراضه وايضا شفاء لامراض الابدان شفاء لي امراض الابدان وهذا ما يتضح في هذه القاعدة ان القرآن دل على اصول الطب ان القرآن دل على اصول الطب وذكر رحمه الله تعالى ان اصول الطب ثلاثة ان اصول الطب يعني طب الابدان ترجع الى امور ثلاثة الامر الاول حفظ الصحة باستعمال الامور النافعة حفظ الصحة استعمال الامور النافعة هذا الاصل الاول من اصول الطب الاصل الثاني الحمية عن الامور الضارة الحمية عن الامور الضارة والاصل الثالث من اصول الطب دفع ما عرظ للبدن من المؤذيات دفع ما عرظ للبدن من المؤذيات فهذه الاصول الثلاثة هي التي يقوم عليها طب الابدان يقوم عليها طب الابدان واستقامة الابدان وسلامتها والقرآن وجه الى ذلك احسن توجيه في هذه الامور الثلاثة التي يقوم عليها تقوم عليها اصول الطب وذكر ان قول الله سبحانه وتعالى كلوا واشربوا ولا تسرفوا كلوا واشربوا ولا تسرفوا. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا قال فامر بالاكل والشرب الذين لا تستقيم الابدان الا بهما لا تستقيم الابدان الا بهما وعرفنا ان ان الاصل الاول من اصول الطب حفظ الصحة باستعمال الامور النافعة يعني يأكل الانسان ويشرب الامور التي تنفع البدن ولا تضره هذا من اصول الطب عندما يكون الانسان يراعي في مشروباته ومأكولاته الاشياء التي تنفع البدن ولا تضره هذا يكون عاملا باصل عظيم من اصول الطب لكن الذي يدخل الى جوفه ما يضره ولا ينفعه واعتبروا في هذا الباب بالمدخن المدخن الذي ابتلي بالتدخين هو في الحقيقة يدخل الى جوفه ما يظره ولا ينفعه لانه لو يسأل كل مدخن هل في في الدخان منفعة واحد يقول لا واذا قيل له كم في الدخان من مضرة؟ قال عشرات هو يعرف ذلك فاذا من اصول الطب ان الانسان لا يدخل الى جوفه الا الاشياء النافعة ولهذا قيل قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه يعني يتفقه فيما يأكل ويتفقه فيما يشرب وهذا شامل في باب التفقه اجتناب المحرمات واجتناب المشتبهات وايضا اجتناب الامور التي تضر الانسان في في بدنه ليس من مصلحة الانسان ان يدخل الى جوفه شيئا يا يكتفي منه بحلاوته في فمه ولا يبالي بمضاره في جوفه ولا يبالي في في مضاره في جوفه. حقيقة الان في هذا الوقت اكثر اولياء الامور يعاني معاناة شديدة في هذا الباب باب ادخال الامور المفيدة فيما يتعلق بالابناء والاطفال يعاني كثير من الاباء معاناة شديدة جدا واصبح يعني كثير من الاطفال يدخل الى الى جوفه اشياء حلوة لذيذة شهية بالنسبة للطفل لكن لها عملها الاخر في جوفه مضرة اه اسقاما وامراظا واصبح اه كثير من الاباء مثل ما اشرت يعاني معاناة شديدة في هذا الباب ويقدم للاقفال الاشياء المفيدة جدا النافعة ما يرغبها والاشياء المضرة التي يتيقن الاب انها فعلا مضرة لولده بسبب الدعايات من جهة دعايات الشركات التجارية وبسبب ايضا وظع مواد من حيث الشكل ومن حيث الطعم تستجذب الطفل الصغير فاصبح كثير من الاطفال يعيش على الفتات والفسافيس هكذا يعيش الاطفال وهي لا تبني الاجسام ولا تبني الصحة تجد الطفل يعني اذا كبر وصل ثلاثين هش العظام متهالك البنية اجتمع في في جسمه انواع من من الاسقام وعلى نفسها جنت براقش وعلى نفسها جنت براقش وانا اتحدث الان وفي مجلسي هذا عدد من الصغار انبههم تنبيها والد الناصح ينتبه لنفسه ولا يكون اهتمامه عندما يأكل بحلاوة طعم ما يأكله فقط وانما ينظر في ما يبني صحته فيما يبني صحته كثير من ممن اصبحوا على هذه الطريقة في التغذية على مثل هذه الاشياء لما كبر وصل الاربعين وصل الخمسة ثلاثين وصل الثلاثين يجد جسمه هشا عظامه هشة ودخل عليه الضعف من انواع عديدة ومن ابواب كثيرة. هذا من جهة صحة البدن من جهة البصر ايظا المرئيات والقنوات الشاشات آآ شاشات الكمبيوتر واساسات الالعاب التي بايدي الاطفال هذا هذه لما يصل الطفل الثلاثين الاربعين يجد بصره استهلك تماما واستنزفته تماما مثل هذه الامور فهذه حقيقة ينبغي على الطفل ان ينسى متنبها لهذا الامر ينسى عاقلا حصيفا متنبها لهذا الامر وينتبه لصحته لا تنظر لحالك الان ونشاطك الان ولكن انظر الى صحتك في المستقبل ماذا ستكون اذا اذا تعيش على هذه الشاشات وهذه الالعاب التي تركز نظرك عليها في الساعات العديدة وتعيش على مثل هذه المأكولات يعني بعض الاطفال والله يؤلم يشرب المشروب الغازي على الريق في الصباح الباكر قبل ان يدخل الى جوفه اي طعام يفتح مشروب غازي ويدخله الى جوفه. وهو لا يفكر الا في حلاوة طعمه في فمه. اما عمله في الداخل هذا لا يفكر فيه الطفل وهذه مصيبة هذي مصيبة عظيمة جدا يعني يتألم عندما يرى الانسان الاطفال في الصباح الباكر يفتح المشروب الغازي ويدخله الى جوفه على فراغ دخوله الى جوفه على غير فراغ مضرة فكيف به على فراغ فهذه امور حقيقة يعني لما ظيعت واهملت كثرت الامراض واصبح في كثير من المجتمعات الصيدليات التي تبيع الادوية اكثر من البقالات التي تبيع الاطعمة حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه بحسب امرئ لقيمات يقمن صلبه يقمن صلبه واذا كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه احد الاطباء الحكماء القدماء وقف على هذا الحديث قال هذا الحديث وحده لو عمل به الناس لما احتاجوا الى مستشفيات ولا الى صيدليات لو عملوا به قال هذا لا يحتاجون في مجتمعهم لا مستشفى ولا صيدلية لماذا؟ لان فيه مراعاة لما يدخل الانسان الى جوفه باعتدال بحيث يراعي فائدة البدن من جهة وعدم مضرة البدن من جهة اخرى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا لانه اذا ترك الاكل والشرب اضر بنفسه واذا اكل وشرب واسرف اضر بنفسه فجاءت الشريعة بالاعتدال والاتزان التام في هذا الباب فهذا الاساس الاول من الاسس في بناء اه الصحة ما ذكره رحمه الله تعالى حفظ الصحة باستعمال الامور النافعة استعمال الامور النافعة يحرص عليها الانسان ويعود نفسه على تغذية صحيحة تكون نافعة لبدنه ليست مضرة به هذا الجانب الاول الجانب الثاني الحمية عن الامور الضارة الحمية عن الامور الضارة يحرص الانسان ان يتقي كل امر ضار لا يدخله الى جوفه لا يدخله الى جوفه لان ادخال الامور الضارة الى الجوف هو اساس الداء واساس الامراظ مثل ما قال عليه الصلاة والسلام ما ملأ ادمي وعاء شرا من من بطن ولهذا ايضا قيل الا الحمية المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء المعدة بيت الداء معدة الانسان هي بيت الداء يعني بيت الامراض اذا لم يكن الانسان معتدلا فيما يدخله الى معدته يكون بذلك جلب على نفسه انواع من الامراض فالمائدة بيت الداء والحمية رأس الدواء الحمية رأس الدواء يعني حمية البدن حمية المعدة من اطعمة واخلاط يدخلها الانسان الى الى جوفه وتكون مضرة عليه وماذا يستفيد الانسان من طعمة او اكلة يأكلها في لحظة ثم يجني عواقبها في شهور وربما في سنوات ربما يجني عواقبها في شهور او ربما ايضا في سنوات فيحتاج الانسان في باب الطب طب الابدان الى مراعاة هذا الجانب جانب الحمية جانب الحمية الجانب الثالث من اصول الطب قال دفع ما عرظ للبدن من المؤذيات. دفع ما عرظ للبدن من المؤذيات وهذا جاء في نصوص كثيرة في الكتاب وكذلك في السنة ما يدل على على ذلك ومن ذلكم ما اشار اه اليه رحمه الله تعالى اه في اه مثل حلق الرأس في في في من اصيب بالقمل هذا هذا داخل في هذا الباب ازالة ما يؤذي البدن اباح للمحرم الذي به اذى من رأسه ان يحلقه ويفدي وهذا من باب الاستفراغ اباح للمريض التيمم اذا كان استعمال الماء يظره حمية له عن المظرات كلها فذكر الشيخ رحمه الله تعالى بعض الانواع الداخلة في هذا الباب ايضا ما جاء في السنة الحجامة الحجامة قال عليه الصلاة والسلام شفاء امتي في ثلاث ومنها شرطة محجم شرطة محجم فهذه امور ثلاثة يرجع اليها طب الابدان ويدور عليها وهي استعمال الامور النافعة الحمية من الامور الضارة آآ دفع ما عرظ لي البدن من المؤذيات وابن القيم رحمه الله تعالى فصل هذه المسألة ببسط لا مزيد عليه في كتابه الطب النبوي من كتاب زاد المعاد وبدأ رحمه الله بهذا بهذا التأصيل وان الطب يدور على هذا ثم فصل تفصيلا بديعا ونافعا ومفيدا للغاية نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الحادية والاربعون يرشد الله عباده في كتابه من جهة العمل الى قصر نظرهم الى الحالة الحاضرة التي هم فيها ومن جهة الترغيب فيه والترهيب والترهيب من ضده الى ما يترتب عليها من المصالح ومن جهة النعم الى النظر الى ضدها وهذه القاعدة الجليلة دل عليها القرآن في ايات عديدة. وهي من اعظم ما يدل على حكمة الله. ومن اعظم ما يرقي العاملين الى خير ديني ودنيوي فان العامل اذا كان مشتغلا بعمله الذي هو وظيفة وقته فان قصر فكره وظاهره وباطنه عليه نجح اما بحسب حاله وان نظر وتشوقت نفسه الى اعمال اخرى لم يحن وقتها بعد فترت عزيمته وانحلت همته وصار نظره الى الاعمال الاخرى ينقص من اتقان عمله الحاضر وجمع الهمة عليه ثم اذا جاءت وظيفة العمل الاخر جاءه وقد ظعفت همته وقل نشاطه وربما كان الثاني متوقفا على الاول في حصوله او تكميله فيفوت الاول والثاني بخلاف من جمع قلبه وقالبه وصار اكبر همه القيام بعمله الذي هو وظيفة وقته. فانه اذا جاء العمل الثاني فاذا هو قد استعد له بقوة ونشاط وتلقاه بشوق وصار قيامه بالاول معونة على قيامه بالثاني ومن هذا قوله تعالى مصرحا بهذا المعنى الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب فعليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية فانظر كيف حالهم الاولى وامنيتهم وهم مأمورون بكف الايدي. فلما جاء العمل الثاني ضعفوا كل الضعف عنه ونظير هذا ما عاتب الله به اهل احد في قوله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم ينظرون وقد كشف هذا المعنى كل الكشف قوله تعالى ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا لان فيه تكميلا للعمل الاول وتثبيتا من الله وتمرنا على العمل الثاني ونظيره قوله تعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون نفاقا في قلوبهم فالله ارشد العباد ان يكونوا ابناء وقتهم وان يقوموا بالعمل الحاضر ووظيفته ثم اذا جاء العمل الاخر صار وظيفة الوقت واجتمعت تلك الهمة والعزيمة عليه وصار القيام بالعمل الاول معينا على الثاني وهذا المعنى في القرآن كثير واما الامور المتأخرة فان الله يرشد العاملين الى ملاحظتها لملاحظتها لتقوا هممهم على العمل المثمر المصالح والخيرات وهذا كالترغيب المتنوع من الله على اعمال الخير والترهيب من افعال الشر بذكر عقوباتها وثمراتها الذميمة فاعلم الفرق بين النظر الى العمل الاخر الذي لم يجيء وقته وبين النظر الى ثواب العمل الحاضر الذي كلما فترت همة صاحبه تأمل ما يترتب عليه من الخيرات وتأمل ما يترتب عليه من الخيرات استجد نشاطه وقوي عليه هانت عليه مشقته كما قال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الحادية والاربعون قال يرشد الله عباده في كتابه من جهة العمل الى قصر نظرهم الى الحالة الحاضرة التي هم فيها ومن جهة الترغيب فيه والترهيب من ضده الى ما يترتب عليه من المصالح ومن جهة النعم النظر الى ضدها فهذه ثلاثة امور ينظر اليها العبد ودعي الى النظر فيها كل بحسبه فمن حيث العمل من حيث العمل فالانسان مثل ما عبر الشيخ بعبارة جميلة مرت معنا ابن ابن وقته وابن يومه الانسان ابن يومه فاذا نظر الى العمل عليه ان ينظر للعمل الحاضر مشكلة كثير من الناس في هذا الباب انه ينظر في العمل المستقبل ويغفل عن العمل الحاضر وتجده يضع يضع برامج للعمل المستقبل الذي ما جاء وقته والعمل الحاضر غافلا عنه والشيخ رحمه الله اشار الى هذا اشارة لطيفة ذكر ان هذا يفكر الانسان في همته وعمله يفتره في في همته وعمله. بينما اذا نظر الانسان الى عمله الحاضر وجمع همته عليه انتج باذن الله يعني مثلا على سبيل المثال دخل شهر رمظان دخل شهر رمظان ورمظان له اعماله وله مناشطه وله الجهود التي فاذا دخل شهر رمظان واخذ الانسان يظع برامج لنفسه في الحج يضع لنفسه برامج في الحج يقول آآ الحج اذا جاء ساكون كذا وسافعل كذا ويبدأ يخطط امورا يفعلها في الحج والعبادة الحاضرة منشغل عنها العبادة الحاضرة التي هي عبادة يومه منشغل عنها فتجد وقتها الذي هو ينبغي ان يشغل نفسه فيه منشغلا عنه ويفكر في يوم لا يدري هل يكون من اهله او لا لا يدري هل هو يكون من اهل آآ الحج او ليس من اهل الحج فالانسان ابن يومه والايام ثلاثة يوم مضى اما على خير يحمد الانسان الله عليه او على تقصير يستغفر الله ويتوب اليه او يوما حاضر وهو يوم الانسان الذي ينبغي ان تتجه همة الانسان الى العمل والانتاج فيه ويوم ات لا يدري الانسان هل هو من اهله او ليس من اهله فالذي ينبغي على الانسان ان تجتمع همته في باب العمل ان تجتمع همته في باب العمل باب التقرب الى الله سبحانه وتعالى الى يومه ولهذا يقال الانسان ابن يومه الانسان ابن يومه لان الغد لا تدري هل هو من ايامك اوليس من ايامك واليوم الذي فات انتهى بخيره وشره بعجره وبجره انتهى ان خيرا فيحمد العبد الله سبحانه وتعالى وان شرا يتوب ويستغفر لكن انسان ابن يومه يومه الحاضر والعاقل هو الذي يفكر في اعمال اليوم ماذا سيقدم ماذا سيتقرب الى الله سبحانه وتعالى اذا اصبحت فلا تنتظر المساء قدم عباداتك ما استطعت في يومك لانك لا تدري هل تكون من اهل المساء او لا هل تكون من اهل الغد او لا ذكر في بعض تراجم السلف الاعلام العباد ذكر في تراجم بعضهم ان بعضهم لو قيل له ان ملك الموت بالباب جاء لقبض روحه لما كان عنده زيادة عمل لما كان عنده زيادة عمل لانه يومه ممتلئ بالاعمال فلو قيل له ان الملك بالباب ليس عنده زيادة عمل الاعمال مالئة مالئة مالئة يوما يومه ممتلئ بالاعمال. ليس هناك فراغ في يومه. بينما كثير من الناس لو قيل له ملك الموت في الباب يقول اليوم صليت الفريظة واليوم ما فاتني الصيام الفلاني واليوم عقيت والدتي واليوم كذا واليوم كذا يجد انه داخل في ورطات فالانسان الانسان ابن يومه العاقل ينظر في يومه كيف كان ويمضي يومه على السداد والاستقامة والمحافظة على طاعة الله سبحانه وتعالى وهكذا في كل يوم يكرمه الله سبحانه وتعالى بان يكون من اهله يحرص على عمارة ذلك اليوم ولا يشغل وقته بالتسويف فيترك العمل الحاضر ويفكر في العمل المستقبل ويفكر في العمل المستقبل قال رحمه الله هذه القاعدة الجليلة دل عليها القرآن في ايات عديدة وهي من اعظم ما يدل على حكمة الله ومن اعظم ما يرقي العاملين الى خير الى خير خير ديني ودنيوي. فان العامل اذا كان مشتغلا بعمله الذي هو وظيفته يعني وقت وظيفة اليوم فان فان قصر فكره وظاهره وباطنه عليه نجح وتم بحسب حاله وان نظر وتشوقت نفسه الى اعمال اخرى لم يحن وقتها بعد فترة عزيمته عن العمل الحاضر فترت عزيمته اي عن العمل الحاضر وانحلت همته وصار نظره الى الاعمال الاخرى ينقص من اتقان عمله الحاضر وجمع الهمة عليه ثم اذا جاءت وظيفة العمل الاخر جاء وقد ضعفت همته وقل نشاطه وربما كان الثاني متوقفا على الاول في حصوله او تكميلة فيفوت الاول والثاني فيفوت الاول والثاني لكن اذا قصر الانسان نظر على عمله الحاضر واخذ يسوس نفسه ويجاهدها على الاعمال في يومه الحاضر وفق باذن الله سبحانه وتعالى. اذا دخل رمظان مثال اخر. اذا دخل رمظان من اول يوم يخطط الانسان لليوم الذي ادرك من رمظان لا يقول انا ان شاء الله العشر اذا دخلت ابعتكف وبفعل واترك والى اخره لا اذا دخل اول يوم من رمظان يعمل اه في اليوم الاول اعماله. واذا اكرمه الله بان كان من اهل اليوم الثاني من رمظان ايظا يجتهد وهكذا ولا يفتح على نفسه باب نظر يفوت عليه العمل الحاضر ويفتره عن العمل اللاحق يفوت عليه العمل الحاضر ويفتره عن العمل اللاحق. الان اذا قال اول يوم من رمظان العشر الاواخر اذا دخلت هي كذا وفضلها كذا وانا ساعمل كذا وبدأ يخطط لنفسه برامج هو غافل عن اليوم الاول واعمال اليوم الاول من رمضان فتجده يفتر عن العمل الحاضر ثم اذا جاءت العشر الاواخر جاءه ايضا مثل ما جاء في المرة الاولى ومضت حياته على هذه الطريقة في الفتور والتقصير في الاعمال وذكر رحمه الله تعالى بعض الشواهد على ذلك ثم اشار الى نوع اخر من النظر فيما يتعلق بالامور المتأخرة الامور المتأخرة قال انظر الى ثواب الاعمال انظر الى ثواب الاعمال فتنظر فيما يتعلق بالامور المتأخرة الى ثواب العمل اذا اردت العمل الصلاة الصيام نفلا او او فرضا اعمال البر الاخرى انظر انظر في وقتك الحاضر الى الثواب الثواب المتأخر الذي اعده الله سبحانه وتعالى لهذه الاعمال فهذا النظر نافع جدا فاذا اردت ان تنظر نظرا متأخرا انظر الى ثواب الاعمال اما من حيث العمل فانظر الى عمل اليوم نفسه لان الانسان ابن يومه لان الانسان ابن يومه. يقول رحمه الله تعالى واما الامور المتأخرة فان الله يرشد العاملين الى ملاحظتها لتقوى هممهم على العمل المثمر للمصالح والخيرات. مثاله قال وهذا ترغيب المتنوع من الله على اعمال الخير والترهيب من افعال الشر بذكر عقوباتها وثمراتها الذميمة. فاعرف الفرق بين النظر الى العمل الاخر الذي لم يجيء وقته وهذا لا ينبغي وبين النظر الى ثواب العمل الحاضر الذي كلما فترت همة صاحبه وتأمل ما يترتب عليه من الخيرات استجد نشاطه. يعني انظر الى الثواب المتأخر الذي اعده الله سبحانه وتعالى للعمل هذا مما ينشطك على العمل الحاضر نعم واما ارشاده من جهة النعم التي على العبد من الله بالنظر الى ضدها ليعرف قدرها ويزداد شكره لله ففي القرآن منه كثير يذكر عباده نعمته عليهم بالدين والاسلام وما ترتب على ذلك من النعم كقوله لقد من الله على اذ بعث فيهم رسولا الى قوله وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم كذلك يبين الله اياته لعلكم تهتدون اي الى الزيادة لشكر نعم الله. وقوله واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وان بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. وقوله قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة الى اخر الايات حيث يذكرهم ان ينظروا الى ضد ما هم فيه من النعم والخير ليعرفوا قدر ما هم فيه. وهذا الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم وقوله تعالى فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون. وقوله الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى عائلا فاغنى الى اخرها ثم بين هنا رحمه الله تعالى الى باب اخر من النظر يتعلق بالنعم قال واما ارشاده من جهة النعم التي على العباد آآ من الله بالنظر الى ضدها ليعرف قدرها ليعرف قدرها ولهذا قيل الضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتميز الاشياء. وبضدها تتميز الاشياء فالانسان اذا اراد ان يعرف نعمة الصحة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى ينظر الى المرظى فاذا نظر الى المرظى اذا نظر للمرظى حمد الله على الصحة التي انعم الله عليه بها لكن اذا لم ينظر هذا النظر ونظر الى من هو اقوى منه في الصحة واكمل منه في البنية ازدرى نعمة الله عليه ازدرى نعمة الله عليه وقال انا ما عندي نشاط ولا عندي قوة ولا عندي كذا ازدرى نعمة الله عليه. لكن لو نظر الى المرضى تجده يقول الحمد لله الحمد لله على هالصحة والعافية والنشاط واتحرك وامشي المسجد والى اخره لكن لو نظر الى ان اناس اقوى منه بنية وصحة ونشاطا والى اخره ازدرى نعمة الله عليه وقال انا انسان ضعيف وانا انسان ما عندي نشاط وانا ما عندي قوة ولا عندي قدرة والى اخره الظد يظهر حسنه الظده ولهذا اذا اراد الانسان ان يحس بنعمة الله عليه ينظر الى ضد ذلك ينظر الى من هو اقل منه مثل ما وجه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث قال انظروا الى من هو اسفل منكم يعني اقل منكم سواء في الصحة او في المال الان اذا كان الانسان عندها اه بيت مثلا صغير وضيق ومستأجر لكن ظمه هو واولاده وينام ومرتاح ومنستر لو خرج من البيت واخذ ينظر الى القصور اصحاب القصور الواسعة سيزدري النعمة التي هو فيها ويقل على لسانه حمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وهو في نعمة عظيمة لكن اذا نظر الى من لا مأوى له وليس عنده بيت يسكن فيه ولا يأوي اليه يقول في نفسه الحمد لله على هذه النعمة فيتحرك لسانه بالحمد والانسان لا يزال بخير ما كان حامدا لربه شاكرا لنعمائه سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ولهذا اذا شكر الانسان الله سبحانه وتعالى فهذا استقبال منه للمزيد. لان الشكر يسمى الجالب ويسمى الحافظ الشكر شكر الله يسمى الجالب ويسمى الحافظ الجالب للنعم المفقودة والحافظ للنعم الموجودة وما استجلبت نعمة ولا حفظت بمثل شكر المنعم سبحانه وتعالى. ومما يحرك الانسان على الشكر والحمد النظر الى من هو اقل منه النظر الى من هو اقل منه. وهذه القاعدة والاصل العظيم جاء التوجيه والارشاد اليه في ايات كثيرة من القرآن. مثل لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا مما يبين قوة هذه النعمة وكمالها ما ختم الله به الاية بقوله وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين عندما ينظر الانسان الى الضلال المبين الذي كان عليه الناس قبل بعثة الرسل يشعر بالنعمة الكبيرة العظيمة المنة الجسيمة التي من الله الله سبحانه وتعالى على العباد ببعثة المرسلين قال وان قال واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وكنتم على كحفرة من النار فانقذكم منها فما ذكره الله هنا من قوله كنتم اعداء وقوله على شفا حفرة من النار هذا يذكر بقيمة النعمة ومكانة النعمة التي هي تأليف القلوب وجمعها على طاعة الله سبحانه وتعالى كذلك قوله واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات فاذا تذكر الانسان حالة الخوف وحالة آآ التعرظ لتخطف الناس له والتعرظ للقتل والسلب والنهب الى غير ذلك يشعر بالنعمة التي هو فيها فمما يعين الانسان على استشعار النعمة وحمد الله سبحانه وتعالى ان ينظر الانسان الى الضد وينظر الى من هو اقل منه ليكون حامدا شاكرا للمنعم سبحانه وتعالى وليكن ختم هذا المجلس بحمد المنعم جل وعلا حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نحمده جل وعلا على نعمة الاسلام ونحمده جل وعلا على نعمة الايمان ونحمده جل وعلا على نعمة القرآن ونحمده جل وعلا على نعمة الصيام ونحمده جل وعلا على نعمة القيام ونحمده جل وعلا على نعمة العافية والصحة ونحمده جل وعلا على نعمة هذا الاجتماع في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرظى له الحمد جل وعلا في كل انعم بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او عامة. ونسأله تبارك وتعالى ان يوزعنا شكر نعم وان يوفقنا لاستعمالها في طاعته وما يقرب اليه. ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى دي وان اعمل صالحا ترضاه ونسأله جل وعلا ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم جواد كريم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك