بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة الثانية والاربعون في ان الله قد ميز في كتابه بين حقه الخاص وحق رسوله الخاص والحق المشترك الحقوق ثلاثة حق لله وحده لا يكون لغيره وهو عبادته وحده لا شريك له بجميع انواع العبادات وحق لرسوله صلى الله عليه وسلم خاص وهو التعزير والتوقير والقيام بحقه اللائق والاقتداء به وحق مشترك وهو الايمان بالله ورسوله وطاعة الله ورسوله ومحبة الله ورسوله وقد ذكر الله الحقوق الثلاثة في ايات كثيرة من القرآن فاما حقه فكل اية فيها الامر بعبادته واخلاص العمل له والترغيب في ذلك وهذا شيء لا يحصى وقد جمع الله ذلك في قوله لتؤمنوا بالله ورسوله فهذا مشترك وتعزروه وتوقروه فهذا خاص بالرسول. وتسبحوه بكرة واصيلا فهذا حق لله وحده وقوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول في ايات كثيرة وكذلك امنوا بالله ورسوله وكذلك قوله والله ورسوله احق ان والله ورسوله احق ان يرضوه. وقال تعالى سيؤتينا الله من فضله ورسوله فهذا مشترك انا الى الله راغبون هذا مختص بالله تعالى ولكن ينبغي ان يعرف العبد ان الحق المشترك ليس معناه ان ما لله منه يثبت نظيره من كل وجه لرسوله بل المحبة والايمان بالله والطاعة لله لابد ان يصحبها التعبد والتعظيم لله والخضوع واما المتعلق بالرسول من ذلك فانه حب في الله وطاعة لاجل ان من اطاع الرسول فقد اطاع الله بل حق الرسول على امته من حق الله تعالى فيقوم المؤمن بامتثالا لامر الله وعبودية له وقياما بحق رسوله وطاعة له وانما قيل له حق الرسول لتعلقه بالرسول والا فجميع ما امر الله به وحث عليه من بحقوق رسوله وحقوق الوالدين والاقارب وغيرهم كله حق لله تعالى. فيقوم به العبد امتثالا لامر الله وتعبدا له وقياما بحق ذي الحق واحسانا اليه الا الرسول فان الاحسان منه كله الى امته فما وصل اليهم خير الا على يديه صلى الله عليه وسلم تسليما الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه قاعدة جليلة عظيمة الشأن تمس الحاجة الى معرفتها من كل مسلم وذلك ان الحقوق ثلاثة حق خالص لله تبارك وتعالى وهو العبادة كما جاء في حديث معاذ رضي الله عنه اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب. من لا يشرك به شيئا فالعبادة حق لله والله عز وجل يقول وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ويقول ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله فالعبادة حق لله سبحانه وتعالى ليس له شريك فيها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فظلا عن غيرهما فهي حق خاص به خالص له جل وعلا ليس معه شريك فيها وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وقال جل وعلا ولله على الناس حج البيت واتموا الحج والعمرة لله فالعبادة حق لله تبارك وتعالى لا يجوز ان يشرك معه فيها غيره لا من الانبياء المرسلين ولا من الملائكة المقربين ولا من غيرهما من الاحياء او الاموات او الجمادات فهي حق لله سبحانه وتعالى وهناك حق للرسول صلوات الله وسلامه عليه وهو تعذيره صلى الله عليه وسلم وتوقيره وهناك حق مشترك وهو الايمان والطاعة والمحبة ونبه رحمه الله تعالى ان قولنا حق مشترك لا يعني ذلك ان ما للرسول عليه الصلاة والسلام من هذا الحق مماثل لما لله بل الذي للرسول عليه الصلاة والسلام من هذا الحق هو على سبيل التبعية الطاعة مثلا طاعة الرسول حق مشترك قال واطيعوا الله واطيعوا الرسول لكن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام تبع لطاعة الله من يطع الرسول فقد اطاع الله ومحبة الرسول عليه الصلاة والسلام تبع لمحبة الله فالله سبحانه وتعالى يحب لذاته من كل وجه سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام يحب محبة تبع لمحبة الله يحب محبة تبع لمحبة الله تبارك وتعالى ولهذا جاء في دعاءه عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك فالله عز وجل يحب لذاته من كل الوجوه ومن سواه يحب محبة تابعة تبع لمحبة الله تبارك وتعالى ولهذا جاء في الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وجاء في الحديث الاخر من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وهذه الحقوق الثلاثة اذا لم يحصل او لم يكن عند العبد تمييز فيها او بينها فانه يقع في الخلط وربما يقع في الشرك ولهذا كان متأكدا ومتعينا فهم هذه الحقوق حتى لا يقع الخلط وعندما يقع الخلط في هذا الباب فان الامر خطير جدا لان من يخطئ في حق الله الخاص به فيجعل مع الله شريكا فيه ماذا يكون شأنه من يجعل حق الله عز وجل الخاص به الخالص له يجعل مع الله شريكا فيه. سواء النبي عليه الصلاة والسلام او ملك او ولي او غير ذلك من يفعل ذلك وقع في الشرك لان الشرك تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه او خصائصه هذا هو الشرك تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه او شيء من خصائصه سبحانه وتعالى وحقوقه جل وعلا على العباد ان يعبدوه والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وخصائصه سبحانه الربوبية والتدبير والتسخير والعطاء والمنع والفضل التفضل والاحياء والاماتة وايضا اسماؤه وصفاته جل وعلا هذه كلها خصائص ولله الاسماء الحسنى هذا يفيد الاختصاص فالشرك تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله ولهذا يجب ان يفهم حق الله يجب ان يفهم حق الله سبحانه وتعالى فهما صحيحا من اجل ان يخلص لله والا يجعل مع الله سبحانه وتعالى شريك فيه اما من لم يفهم الحقوق ولم يميز بينها ربما جعل شيئا من حقوق الله او شيء من خصائص الله لغيره فيقع في الشرك بالله سبحانه وتعالى هو الشيخ رحمه الله ذكر بعض الايات التي تدل على هذه الحقوق الثلاثة سواء الحق الخاص بالله او الحق الخاص بالرسول عليه الصلاة والسلام والحق المشترك فيما يتعلق بالحق الخاص بالله قال فاما حقه اي الخاص الخالص فكل اية فيها الامر بعبادته واخلاص العمل له والترغيب في ذلك وهذا شيء لا يحصى. هذا كله حق الله الخاص به اي اية فيها الامر بالعبادة عموما او بافراد منها فهذا حق خاص لله تبارك وتعالى ومن جعل مع الله شريكا فيه فقد كفر واشرك بالله الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام قال وقد جمع الله ذلك يعني الحقوق الثلاثة الخاص بالله والخاص بالرسول عليه الصلاة والسلام والمشترك في اية واحدة جمع فيها الحقوق الثلاثة وهي قول الله جل وعلا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا فهذه الاية جمع الله سبحانه وتعالى فيها بين الحقوق الثلاثة اما قوله لتؤمنوا بالله ورسوله فهذا حق مشترك لتؤمنوا بالله ورسوله. الايمان مطلوب من العبد ان يؤمن بالله ومطلوب منه ان يؤمن بالرسول وهما ركن وهما من اركان الايمان قال الله سبحانه وتعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. فقد ظل ظلالا بعيدا وقال جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فالايمان بالانبياء والايمان بالرسل ركن من اركان الايمان والايمان برسولنا عليه الصلاة والسلام من اركان الايمان ولهذا قال لتؤمنوا بالله ورسوله نؤمن بالله ربا خالقا متصرفا في هذا الكون له الاسماء الحسنى والصفات العلى نؤمن بانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ونؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام انه رسول من رب العالمين نطيعه فيما امر ونصدقه فيما اخبر وننتهي عما نهى عنه وزجر فاذا الايمان حق مشترك لكن لا يعني كما اشار المصنف رحمه الله اذا قيل انه حق مشترك ان ما لله او ان مال الرسول عليه الصلاة والسلام من هذا الحق مثل مال الله لا يعني ذلك فالله عز وجل له حقه الخاص به من الايمان والرسول عليه الصلاة والسلام له الحق الخاص به من الايمان قال وتعزروه وتوقروه الظمير هنا يعود على الرسول عليه الصلاة والسلام وتعزيره نصرته وتوقيره احترامه عليه الصلاة والسلام لتعزروه وتوقروه اي الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا حق خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام وقوله وتسبحوه بكرة واصيلا التسبيح عبادة لله وحده لا احقية للرسول عليه الصلاة والسلام فيها لا قليل ولا كثير. التسبيح لله فهو عبادة خاصة بالله فقوله وتسبحوه الظمير يعود على الله جل وعلا الظمير يعود على الله سبحانه وتعالى وهذا حق خاص بالله جل وعلا قال وقوله تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول في ايات كثيرة الطاعة حق مشترك الطاعة حق مشترك لكن الذي للرسول عليه الصلاة والسلام من الطاعة هو فيه على سبيل التبعية من يطع الرسول فقد اطاع الله من يطع الرسول فقد اطاع الله فطاعته عليه الصلاة والسلام من طاعة الله كما ان محبته صلى الله عليه وسلم من محبة الله جل وعلا وكذلك امنوا بالله ورسوله امنوا بالله ورسوله الايمان حق مشترك لكن الذي للرسول عليه الصلاة والسلام من الايمان هو ما يليق بمقامه عليه الصلاة والسلام من انه رسول مبلغ ادى الرسالة وبلغ الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها من صلوات الله وسلامه عليه قال وكذلك قوله والله ورسوله احق ان يرضوه والله ورسوله احق ان يرضوه اي مطلوب من العبد ان يرضي الله بتوحيده واخلاص الدين له وطاعته سبحانه وتعالى وان يرضي الرسول عليه الصلاة والسلام باتباعه والسير على منهاجه طاعة لاوامره عليه الصلاة والسلام وانتهاء عن نواهيه صلى الله عليه وسلم قال والله ورسوله احق ان يرضوه والله ورسوله احق ان يرضوه طلب الرضا مطلوب من العبد ان يرضي الله بتوحيده وان يرضي الرسول عليه الصلاة والسلام باتباعه باتباعه عليه الصلاة والسلام وكذلك مطلوب من العبد الرضا بالله ربا والرضا بالرسول عليه الصلاة والسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا وكذلك قوله سيؤتينا سيؤتينا سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون قبلها قال ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فظله ورسوله انا الى الله راغبون وادعو الاخوة جميعا الى حسن التأمل في هذه الاية والتدقيق في الحقوق وتذكر ان من يزل في هذا الباب باضافة حق لله لغير الله يقع في الشرك ولو كان من اضاف اليه هذا الحق افضل عباد الله خليل الله صلوات الله وسلامه عليه وليدقق الانسان حتى يعطي كل ذي حق حقه حتى يعطي كل ذي حق حقه لا ان يعطي حق الله لغيره لان من اعطى حق الله سبحانه وتعالى لغيره فقد وقع في الشرك والعبارات والالفاظ والالفاظ التي في الاية الفاظ دقيقة جدا يجب ان تضبط وتفهم ظبطا للحقوق وتمييزا بينها. قال الله سبحانه وتعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله هذا الرضا والرضا حق مشترك لكن الذي لله من الرضا ليس كالذي للرسول يبين ذلك الحديث. قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الامام من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فالرضا بالله رضا به ربا خالقا رازقا معبودا بحق ولا معبود بحق سواه والرضا بالرسول عليه الصلاة والسلام رضا به رسولا حقه ان يطاع وان يتبع وان تقتفئي اثاره وان يسار على منهاجه صلى الله عليه وسلم قال ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله ما اتاهم الله ورسوله الايتاء ممن الايتاء ممن؟ قال اتاهم الله ورسوله الايتاء من الله ومن الرسول عليه الصلاة والسلام والايتاء الذي من الرسول عليه الصلاة والسلام ايتاء على سبيل الابلاغ لدين الله ومن ذلكم قول الله سبحانه وتعالى في الاية الكريمة وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. الدين كله اه جاءنا من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي اتانا اياه اي بلغنا اياه صلوات الله وسلامه عليه فهو ايتاء منه صلى الله عليه وسلم على سبيل البيان والابلاغ وهو في ذلك كله مبلغ وما على الرسول الا البلاء وما ينطق عن الهوى فهو مبلغ فلاحظ هنا اظاف الايتاء الى الله والى الرسول عليه الصلاة والسلام وايتاء الرسول صلى الله عليه وسلم هو ايتاء حقيقي لكنه على سبيل ماذا الابلاغ لم يأتي عليه الصلاة والسلام بشيء من قبل نفسه وانما هو مبلغ قل انما انذركم بالوحي قل انما انذركم بالوحي وما على الرسول الا البلاء فايتاؤه عليه الصلاة والسلام ابلاغ لدين الله فهنا اظاف الايتاء الى الله والى الرسول قال ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله ما اضاف اليها ورسوله لاحظ الفرق وقالوا حسبنا الله ما قال ورسوله لان الحسب ما هو الكافي الحس بالكافي والحسب هو الله وحده اليس الله بكاف عبده اليس الله بكاف عبده الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل اي كافينا الله حسبنا الله اي كافين الله في الاية الاخرى قال يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي وحسب من اتبعك من المؤمنين. معنى حسبك الله اي كافيك الله يكفيك يكفيك حفظا ووقاية ونصرة ومدا وعونا يكفيك ويكفي ايضا من اتبعك. من المؤمنين ويسيء فهم الاية كل الاساءة من يظن ان المعنى ان حسبك الله وحسبك ايضا المؤمنين هذا خطأ وهذا خلط بالحقوق وسوء فهم للاية الكريمة. يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي كافيك الله وكافي من اتبعك. من المؤمنين يكفيك الله ويكفي ايضا من اتبعك ويستفاد من الاية فائدة عظيمة ان اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام من اعظم اسباب نيل كفاية الرب لعبده كما قال الله في الاية الاخرى اليس الله بكاف عبدا اليس الله بكاف عبده فلما ذكر الحسب قال جل وعلا وقالوا حسبنا الله من قال حسبنا الله ورسوله ماذا ماذا يكون قوله وماذا يكون عمله هذا؟ من قال حسبنا الله ورسوله يكون مشركا لان الحسب هو الكافي والكافي هو الله ومن اسمائه جل وعلا الحسيب ومن اسمائه الكافي جل وعلا ومن اسمائه الوكيل وكلها تدل على الكفاية اسماء تدل على الكفاية كفاية الله سبحانه وتعالى لعبده وهذا حق وامر خاص بالله سبحانه. فمن جعل مع الله شريكا فيه وقع في الشرك ولهذا قال جل وعلا ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله لان الحسب هو الله وحده كما ان الكافي هو الله وحده سبحانه وتعالى وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله الايتاء من الله جل وعلا ومن الرسول مثل ما في الاية التي اشرت اليها سابقا وما اتاكم الرسول فخذوه فذكر الايتاء من الله ومن الرسول قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله الرسول عليه الصلاة والسلام يؤتي وايتاؤه ذكره الله في الاية وما اتاكم الرسول والذي يؤتيه الرسول عليه الصلاة والسلام هو فيه مبلغ لم يأتي بشيء من قبل نفسه. وما على الرسول الا البلاغ لكنه ايتاء حاصل من الرسول عليه الصلاة والسلام يضاف اليه ولهذا جاء في الاية قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله. ايضا تأمل هنا الفضل ممن لم يقل سيؤتينا الله ورسوله من فظلهما قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله قدم الفضل واضافه الى الله وحده قدم الفضل واظافه الى الله وحده لان الفضل كله بيد بيد الله سبحانه وتعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. مطرنا بفظل الله ورحمته فالفضل فضل الله الفضل فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء. ولهذا قدم الفضل ولهذا قدم الفضل قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله تقدم الفضل واظافه الى الله سبحانه وتعالى خاصة لان الفضل فضل الله عز وجل وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فمن اضاف الى من اضاف الفضل والنعمة الى غير المنعم ماذا يكون شأنه؟ قال الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ينكرونها واكثرهم الكافرون سماه كفرا واذا كان اظافة النعمة الى غير الله اذا كان اضافة النعمة الى غير الله مجرد لفظ جاء على لسان الانسان لم يقصد حقيقته فهذا من كفران النعمة ومن شرك الالفاظ ولا ينقل من الملة مثل قول الانسان لولا البط لاتان النصوص هو في عقيدته ان ان الامر بيد الله وان الله هو المنقذ لكن لفظة تأتي على اللسان لولا قائد السيارة لا متنا او لهلكنا هذا من شرك الالفاظ لولا قبطان السفينة لغرقنا هذا من شرك الالفاظ حتى ولو كان الانسان لا لا يعتقد اضافة النعمة الى القبطان او للسائق وانما جرت على لسانه هذا شرك من شرك الالفاظ ينهى عنه. ويجزر عنه الانسان يجب ان يضاف الفضل الى المنعم سبحانه يقال لولا فضل الله لهالكنة لولا منة الله عز وجل غرقنا. يضيف النعمة الى الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها اي باظافتها الى غيره. اما اذا كان يعتقد والعياذ بالله حتى لو لم يقل لولا كذا فبعقيدته يكفر كفرا اكبر ناقل من الملة من يعتقد ان الفضل والمنة ليست لله وانما لمخلوق من المخلوقات فهذا من من الكفر الاكبر الناقل من الملة وهذا اه باب زلل وقع فيه اقوام ولا سيما اهل الغلو اهل الغلو يقعون في في هذا الباب في انواع فادحة من الزلل قرأت مرة كلمة لاحد الاشخاص يمدح النبي عليه الصلاة والسلام يمدح النبي عليه الصلاة والسلام فذكر اشياء منها قال والبحر قطرة من عطائك والبحر قطرة من عطائك يعني من عطاء قطرة من عطاء النبي عليه الصلاة والسلام عطاؤه كثير من جملة عطاءه البحر ومثل هذا تماما قول الاخر في غلوه في النبي عليه الصلاة والسلام وان من جودك الدنيا وضرتها وان من جودك الدنيا وضرتها يقصد النبي عليه الصلاة والسلام والجهود الفضل من جودك اي من فضلك ومنك وعطائك الدنيا وضرتها اي الدنيا والاخرة ومن من استعمالاتها التبعيظ من استعمالات من التبعيض فمثل هذه المغالاة كلها ناشئة من سوء الفهم في هذا الباب ومن الخلط الذي يجر من يخلط الى الوقوع في الشرك لان من اعطى حق الله سبحانه وتعالى الخالص لغير الله سبحانه وتعالى يقع حينئذ في الشرك قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله ثم ثم لما ذكر الرغبة ماذا قال ايضا ننتبه للألفاظ لما ذكر الرغبة ماذا قال قال وانا قال انا الى الله راغبون ما قال انا الى الله ورسوله راغبون لان الرغبة عبادة الرغبة عبادة خاصة بالله ولهذا ما قال ان الى الله ورسوله راغبون. لم يقل ذلك. لان الرغبة عبادة خاصة بالله ومن ذلك قول الله تعالى مخاطبا نبيه عليه الصلاة والسلام فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب وقال عن عموم الانبياء يدعوننا رغبا ورهبا الرغب عبادة لله وحده سبحانه وتعالى ولهذا قال انا الى الله راغبون انا الى الله راغبون فالرغبة عبادة لا يجوز ان تصرف الا لله سبحانه وتعالى يطرأ المسلم هذه الاية متأملا ويتأمل الدقة في الظمائر واذا اخل الانسان بشيء من هذه الضمائر في كلامه كلامه المعتاد فانه قد يكون الاخلال بالضمير مؤدي الى ماذا مؤدي الى الشرك والعياذ بالله فلاحظ الدقة في الظمائر في الاية قال ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. ولهذا هذه الاية العظيمة من الايات العظيمة التي يستفيد منها المسلم فهم التوحيد نستفيد منها المسلم فهم التوحيد الخالص ومراعاة الحقوق وعدم الخلط فيها والحذر الشديد من الشرك بالله سبحانه وتعالى بان يظاف حق لغير مستحق والعبادة حق لله سبحانه. ومن اظافها لغيره كائنا من كان فقد وضعها في غير محلها فيكون بذلك مرتكبا اكبر الظلم واعظم الجرم ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ان الشرك لظلم عظيم والظلم وضع الشيء في غير موضعه واي ظلم افظع واي جريمة اشنع من ان تجعل التي هي حق الله الذي خلق الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه لغيره من المخلوقات التي لا تملك لنفسها نفعا ولا ظرا ولا عطاء ولا منع ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ثم نبه رحمه الله تعالى الى انه ينبغي ان يعرف ان الحق المشترك مثل الرضا مثل المحبة مثل الطاعة الحق مثل الايمان الحق المشترك ليس معناه ان ما لله منه اي من هذا الحق يثبت نظيره من كل وجه لرسوله. صلى الله عليه وسلم بل المحبة والايمان بالله والطاعة لله لابد ان يصحبها التعبد والتعظيم لله والخضوع واما المتعلق بالرسول من ذلك فانه حب حب في الله وطاعة لاجل ان من اطاع الرسول فقد اطاع الله بل حق الرسول على امته من حق الله فاذا هذا على سبيل التابعية ولهذا قال اهل العلم ليس هناك احد يستحق ان ان يحب لذاته من كل وجه غير رب العالمين ومن سواه يحب محبة تابعة يحب محبة تابعة لمحبة الله كما قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. كما قال عليه الصلاة والسلام آآ من احب لله واعطى لله اه اه منع من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان اعيد واؤكد ان هذه المسألة من اهم المسائل التي ينبغي ان يعنى بها المسلم وان يضبطها تحقيقا للتوحيد وان يحذر من طريق الغولات الذين يا يخلطون في في هذا الباب خلطا فادحا ولا يميزون بين الحقوق الخاصة والحقوق المشتركة فيقعون في شرك بالله سبحانه وتعالى بسبب هذا الجهل وبسبب الغلو في النبي عليه الصلاة والسلام او ايظا الغلو في الاولياء فينسى عن ذلك ان يضيف امثال هؤلاء الى الانبياء او الى الاولياء حقوقا خاصة بالله تبارك وتعالى فيكونون بذلك والعياذ بالله وقعوا بالشرك وقعوا في الشرك بالله عز وجل. فهذه مسألة كبيرة وعظيمة هي من كبرى المسائل واهمها واولاها بالعناية والاهتمام نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة والاربعون يأمر الله بالتثبت وعدم العجلة في الامور التي يخشى من عواقبها ويأمر ويحث على المبادرة على امور الخير التي يخشى فواتها وهذه القاعدة في القرآن كثير. قال تعالى في القسم الاول يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا وفي قراءة فتثبتوا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة وقد عاتب الله المتسرعين الى اذاعة الاخبار التي يخشى من اذاعتها فقال تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وقال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ومن هذا الباب الامر بالمشاورة في الامور واخذ الحذر والا يقول الانسان ما لا يعلم وفي هذا ايات كثيرة واما القسم الثاني فقوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض فاستبقوا الخيرات اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون والسابقون السابقون اي السابقون في الدنيا الى الخيرات هم السابقون في الاخرة الى الجنات والكرامات. والايات كثيرة في هذا المعنى وهذا الذي ارشد الله عباده اليه هو الكمال ان يكونوا حازمين لا يفوتون فرص الخيرات. وان يكونوا متثبتين خشية وقوع المكروهات والمضرات. ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ثم ذكر رحمه الله تعالى وغفر الله له واسكنه الجنة. ذكر القاعدة الثالثة والاربعون والقاعدة ذات شقين واشرت فيما سبق ان الكتاب يذكر فيه الشيخ رحمه الله امور مستفادة من القرآن يعني مسائل عظيمة جليلة مستفادة من القرآن دل عليها القرآن في مواظع عديدة فذكر هنا ما مسألتين وامرين عظيمين دل عليهما كتاب الله سبحانه وتعالى واستدل لكل واحد منهما ببعض الادلة الامر الاول ان الله سبحانه وتعالى امر بالتثبت وعدم العجلة في الامور التي يخشى من عواقبها لاحظ عبارة الشيخ الدقيقة امر الله عز وجل بالتثبت وعدم العجلة في الامور التي يخشى من عواقبها فالامور التي يفعلها الانسان ولها عواقب يترتب عليها عواقب وربما ايضا يترتب عليها عقوبات ربما يترتب عليها عقوبات كم من عجلة تعجل فيها الانسان فباء بسبب تلك العجلة بعقوبة وباء بسخط من الله سبحانه وتعالى فمثل هذه الامور مثل هذه الامور تحتاج الى الا يتعجل الانسان يحتاج الى التروي والتأمل والنظر والتأمل في العواقب ومن كلمات الامام احمد رحمه الله لبعض من ابتلوا بفكر الخوارج في زمانه قال انظروا في عاقبة امركم قال انظروا في عاقبة امركم يعني لا تتعجلوا تأملوا في العواقب ماذا سيترتب من عملكم او اثر عملك من عواقب ولو ان اصحاب مثل هذه الافكار فعلا يتأملون في العواقب لوجدوا انها عواقب وخيمة عليهم وعلى غيرهم ولا يفيدون الاسلام والمسلمين بشيء لا للاسلام نصره ولا للكفر كسره ما يترتب عليها عواقب ولهذا كان اهل العلم ينصحون من يبتلى بمثل هذا الفكر بالنظر في العواقب انظروا في عاقبة امركم لان الانسان اذا نظر في عاقبة الامر وتأمل يتنبه ويتبين اما اذا كان نظره خاسر على اندفاعته وتسرعه وتعجله فانه لا يحمد العاقبة بل يقع في امر لا يحمد عاقبته ولهذا ينصح اهل العلم خاصة في الفتن التي تعرض للناس ينصحون كثيرا بالروية والتؤدة وعدم التعجب وبالامس نقلت لكم كلمة عظيمة جدا للخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه رواه الامام البخاري في كتاب الادب المفرد قال لا تكونوا عجلا مداييع بذرا فان من ورائكم فتنا متماحلة ردحا يعني فتن ثقيلة فاياكم والعجلة اياكم والعجلة العجلة ربما بل غالبا يكون معها الزلل قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل فالعجلة اه يكون معها الزلل بينما اذا كان الانسان وتأمل وتروى ونظر في العواقب واذا لم تتبين له بنظره جمع الى نظره نظر الاخرين بالمشورة اهل الرشد والعقل والفهم فانه باذن الله سبحانه وتعالى يحمد العاقبة يحمل العاقبة والامور التي لها عواقب قبل ان يبادر الانسان ويباشر الفعل يتأمل في العواقب اولا قال وهذه القاعدة في القرآن كثيرا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا وقد جاء في سبب نزول هذه الاية كما روى ذلك الامام احمد رحمه الله وكذلك الترمذي وغيرهما ان رجلا مر بالمسلمين ومعه غنم رجلا من بني سليم مر ببعض الصحابة ومعه غنم له فسلم عليهم القى عليهم السلام فقالوا انما القى السلام ليتعوذ منا يعني جعل سلامه اه امرا يتقي به قتلنا له او مقاتلتنا له فقتلوه ساقوا غنمه الى النبي عليه الصلاة والسلام فنزلت هذه الاية يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله يعني للقتال في سبيل الله فتبينوا معنى تبينوا فتثبتوا كما جاء في قراءة فتبينوا اي فتثبتوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرظ الحياة الدنيا فالتثبت مطلوب التثبت مطلوب ويجب على الانسان ان لا يتعجل والا يبادر في الامور التي لها عواقب الا يبادر في الامور التي لها عواقب من ذلكم قول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبح على ما فعلتم نادمين كم يترتب من العواقب الوخيمة والعداوات والحروب والفساد بين الناس بسبب فاسق قبل قوله ترتب على قبول قوله بدون تثبت عواقب وخيمة جدا ولهذا ارشد الله عباده قال ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا اي تثبتوا لا يقبل قول الفاسق بل لا بد من التثبت لابد من التثبت وهذا فيه ان في المجتمعات اناس فسقة يحبون اشاعة الفاحشة اشاعة العداوة والبغضاء نشر العداوات من نمام ومغتاب غير ذلك فاذا تلقيت اخبار هؤلاء بالقبول فسد المجتمع فسد المجتمع قال عليه الصلاة والسلام عن النميمة لا اقول تحلق لا اقول تحلق قال الحالقة لا اقول تحلق شعر الرأس ولكن تحلق الدين فهذا امر خطير جدا فاذا كانت اخبار النمامين واخبار الفسقة يتلقاها الناس مباشرة بالقبول بدون تثبت يفسد المجتمع ويقع بينهم التناحر والتباغض والعداوات فامر الله سبحانه وتعالى بالتثبت وعدم التعجب. ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قال وقد عاتب الله المتسرعين الى اذاعة الاخبار التي يخشى من اذاعتها وذكر قول الله سبحانه ولو انهم قول الله سبحانه واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به هذا تسرع واذا جاءهم امر من الامن او الخوف معنى امر من الامن او الخوف اي امر من الامور التي تمس امن الامة او تمس خوف الامة اذاعوا به اذاعوا به يعني نشروه ولو ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم يعني لو انهم ردوا هذا الامر الى الرسول عليه الصلاة والسلام والرد اليه في حياته الرد اليه في حياته رد اليه هو عليه الصلاة والسلام وبعد مماته الى سنته والى اولي الامر يعني اولي العلم الراسخين في العلم لو ردوا الامر الى اهل العلم لنظروا وتأملوا وفق الادلة والظوابط الشرعية ثم افتوا في ظوء ذلك بينما الانسان المتسرع في مثل هذه الحال يبيع مباشرة والان اذا اردنا ان ان نتأمل في مسألة الاذاعة الاذاعة في الزمن الاول نطاقها ضعيف جدا وهي خطيرة لكنها نطاقها ضعيف كيف تكون الاذاعة في الزمن الاول كيف تكون الاذاعة ما في الا شيء فردي ما في صحف سيارة ولا في قنوات فضائية ولا في شبكة عنكبوتية يظع الانسان الكلمة في لحظة تصل الدنيا كلها الان اذاعة الاخبار اصبحت سريئة اسرع من سرعة النار في الهشيم. سريعة جدا في الزمن الاول اذاعة الاخبار ينتقل المذيع من شخص لاخر ويحث الاخرين ان يواصلوا العمل باذاعة الخبر يؤكد عليهم بلغ فلان وبلغ فلان وبلغ فلان ولا تنسى وهو ينتقل الى مكان الى اخر الى ثالث يذيع الاخبار عملية مجهدة لكنها كانت هي وسيلة الاذاعة ومع ان نطاقها ظيق لكن لكنها تسري في المجتمع سريعا تسري في المجتمع سريعا والناس تتناقل تتناقل وكل انسان يسمع وهذا غالب الناس لا هم له الا ان يقول لمن لقي سمعت سمعت ايش صار؟ ايش حصل؟ وينقل. والاخر مثله وهكذا تسر الاخبار غالب الناس لا يتثبت ولا يتروى ولا يتأكد هي شائعة او حقيقة ينقل مباشرة بئس مطية الرجل زعموا بينما الان اذاعة الاخبار في زماننا يجلس الانسان في غرفته بين جدران اربع لا يعلم به الا رب العالمين ويكتب في الشبكة العنكبوتية ما يريد ان يذيعه في العالم ويدخله في الشبكة ويصل للدنيا كلها يصل الدنيا كلها واذا احب الا يعرف اسمه قال ابو فلان اذا احب ان لا يعرف اسمه قال ابو فلان ابو فلان وتمشي اخبار كثيرة تسري في الناس وقيع في الولاة وقع في العلماء تشكيك في ثوابت زعزعة لايمانيات اثارة لشبهات وتذان تنشر في العالمين واقول مؤكدا ما اعظم عقوبة من يذيع مثل هذه الاذاعات عند الله سبحانه وتعالى وما اشنع جرما لان هذه اذاعة راح سرت في الدنيا كلها يعني لم يذع شيئا ينتشر بين اثنين او ثلاثة او اربعة او عشرة هذي مصيبة ايضا لكن شي يسري فيه عشرات الالاف من وملايين البشر في لحظة واحدة ومن يجلس امام الشبكة العنكبوتية ويريد ان يذيع خبرا قبل ان يذيعه ونفسه تقول له لا احد يعلم بك ولا احد يدري من انت وهذا لسان حال كثير من المذيعين قبل ان يقول لا احد يعلم بك ولا يدري من انت ولا احد يطلع عليك. قبل ذلك كله عليه ان يعلم ان رب العالمين مطلع عليه وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرظى من القول ومعهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت. ولكن قل علي رقيب ولما ضعف هذا الجانب الايماني لدى اقوام اصبحوا يا يا يذيعون اذاعات مفسدة اذاعات مغرضة اذاعات مسيئة للدين لاهل العلم لولاة الامر وهو بينه وبين نفسه يقول لا احد يدري لكن رب العالمين رب العالمين مطلع عليك والحساب على الله والمحاسب هو رب رب العباد جل وعلا وكثير من هؤلاء يبناه الله سبحانه وتعالى بان يفضح ومهما يكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم يفضحه رب العالمين وانا سلم من الفظيحة في الدنيا لم يسلم من الخزي يوم الدين الا من تاب الا من تاب من تاب تاب الله عليه اما ان اما من يلقى الله عز وجل بجرائمه هذه فالجرم عظيم والذنب خطير قال الله سبحانه واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ايضا اورد قوله بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. وهذا نتيجة التسرع والعجلة ان بعض الناس يبادر الى التكذيب ويسارع في امر الله علم له به وهذي من نتائج العجلة الخطيرة لكن لو انه تأنى وتأمل ونظر لهدي الى رشدي نفسي لكن اذا تعجل رد الحق مع وضوح دلائله قال ومن هذا الباب باب الحث على عدم العجلة والتثبت في الامور الامر بالمشاورة في الامور واخذ الحذر والا يقول انسان ما لا يعلم وفي هذا وفي هذا ايات المشاورة مر معنا فيها قريبا بعض الايات واخذ الحذر ايضا مر معنا فيه اية خذوا حذركم والا يقول الانسان ما لا يعلم قال تعالى ولا ما ليس لك به علم وقال جل وعلا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون قال واما القسم الثاني وهو قوله ويأمر ويحث على المبادرة على امور الخير التي يخشى فواتها يخشى فواتها اذا اكرمك الله سبحانه وتعالى واقبلت نفسك على الخير وانت في وقته بادر اليه قبل فواته بادر اليه قبل فواته اذا تهيأ لك باب من ابواب الخير ونفسك مقبلة عليه اقبل انت عليه وبادر الى فعله قبل ان يفوت مثل ما اشار الى هذا المعنى بعض اهل العلم مستنبطا ذلك من قوله جل وعلا واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه اذا اذا وفقك الله وانشرح صدرك لباب من ابواب الخير فاقبل بنفسك قبل ان قبل ان يحال بينك وبين هذا الامر ما يدريك قد قد يأتي ذلك الوقت والنفس غير مقبلة قد قد يأتي ذلك الوقت والنفس ايضا غير نشيطة مريظة الانسان قد يأتي ذلك الوقت والامكانية غير مهيئة فان احدكم لا يدري ما يعرظ له فان احدكم لا يدري ما يعرظ له ولهذا ينبغي على الانسان ان يستغل صحته حواسه سمعه بصره في اعمال الخير واعمال البر قبل ان يحتاج اليها ويتمناها ولا تكون حاصلة يعني على سبيل المثال البصر بصر الانسان لا يبقى على قوته لا يبقى على قوته كل ما كبر يضعف في الغالب فيستغل الانسان قدرته البصرية التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها في النظر الذي يعود عليه بالعاقبة الحميدة الطيبة في دنياه واخراه ومن ذلكم اه النظر في كتاب الله وفي كتب اهل العلم وفي الامور النافعة المفيدة وهكذا قل في السمع وهكذا قل في بقية الحواس القيام مع القدرة الانسان عنده قدرة على القيام قد يأتي عليه وقت يحب ان يصلي قائما ما يستطيع قد يأتي عليه وقت يحب ان يصلي قائما ما يستطيع فاذا تهيأ الانسان قوة وقدرة على العمل يبادر يبادر للعمل قبل ان يحال بينه وبينه اما بضعف البنية او بضعف الهمة او بالعوارظ التي تصرف الانسان عن العمل فالذي ينبغي على الانسان هو المبادرة المبادرة والمسارعة لاعمال الخير. قال ويأمر ويحث على المبادرة على امور الخير التي يخشى فواتها التي يخشى فواتها فقوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض وقوله فاستبقوا الخيرات وقول اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وقال والسابقون السابقون اي السابقون في الدنيا الى الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية هم السابقون الى المنازل العالية والدرجات الرفيعة في جنات النعيم ولهذا الله سبحانه وتعالى ميز بين درجة السابقين وبين درجة اصحاب اليمين وميز بين ثواب هؤلاء وثواب هؤلاء ومن الامور المفيدة المنشطة في الطاعة والعبادة انت تعقد مقارنة مستعينا بكتب التفسير بينما جاء في سورة الرحمن وكذلك ما جاء في سورة الواقعة من ثواب المقربين وثواب اصحاب اليمين ما صفة جنة هؤلاء وما صفة جنة هؤلاء؟ ما صفة انهار هؤلاء؟ وما صفة انهار هؤلاء وما صفة سرر هؤلاء وما صفة سرر هؤلاء؟ وما صفة حور العين لهؤلاء؟ وما صفة الحور العين لهؤلاء؟ تعقد مقارنة وتستعين بكتب التفسير هذا يبعث في العبد شوق واذا وجد الشوق هذه نعمة كبيرة اذا وجد في القلب شوق لمنازل السابقين منازل المقربين منازل اصحاب اليمين هذا خير عظيم اذا وجد في القلب شوق لذلك لانه يترتب على هذا الشوق ايضا الاعمال اذا وفق الله سبحانه وتعالى عبده واعانه على ذلك قال اي السابقون في الدنيا الى الخيرات هم السابقون في الاخرة الى الجنات والكرامات والايات كثيرة في هذا المعنى. وهذا الذي ارسل الله عباده اليه هو الكمال ان يكونوا حازمين والحزم وضع الامور في مواضعها الحزم يكون في المبادرة والمسارعة الى الخيرات وعدم التسويف والتأجيل عدم التسويف والتأجيل واكثر ما يحرم الناس من الخيرات في هذه الحياة الدنيا التسويف كل ما اقبلت النفس على باب من ابواب الخير جاء الشيطان وجاءت النفس الامارة بالسوء جعلت تحت هذه الرغبة كلمة سوف جعلت تحت هذه الرغبة القوية التي غمرت القلب يجعل تحتها كلمة سوف فينقلها الى اسبوع او شهر او سنة واذا جاء ذلك الوقت ايضا وضع تحتها سوف ونقلها الى وقت اخر الى ان يموت الانسان مسوف كثير من الناس ماتوا مسوفين وكان في حياته يقول ساعمل كذا وسأعمل كذا وسأعمل كذا. امور كثيرة ومات ولم يعمل مات ولم يعمل يضع كلمة سوف الى ان يدهنه الموت وهو انسان مسوف فالحزم المبادرة والمسابقة ولهذا قال جل وعلا وسارعوا قال فاستبقوا يسارعون وهذه منزلة علية ودرجة منيفة يكرم الله سبحانه وتعالى من يكرم بها من عباده نسأل الله الكريم لنا جميعا من فظله. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة والاربعون عندما يلان النفس او خوف ميلانها الى ما لا ينبغي يذكرها الله ما يفوتها من الخير وما يحصل لها من الضرر وهذا في القرآن كثير وهو من انفع الاشياء في حصول الاستقامة لان الامر والنهي المجرد لا يكفي اكثر الخلق في كفهم عما لا ينبغي حتى يقرن بذلك ما ما يفوت من المحبوبات التي تزيد اضعاف المضاعفة على المحبوب الذي يكرهه الله وتميل اليه النفس وما يحصل من المكروه المرتب عليه كذلك قال تعالى واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة فهنا لما ذكر فتنة الاموال والاولاد التي مالت باكثر الخلق عن الاستقامة قال مذكرا لهم ما يفوتهم ان افتتنوا وما يحصل لهم ان سلموا من الفتنة. وان الله عنده اجر عظيم وقال تعالى ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة امن يكون عليهم وكيلا وقال تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتيه منها وماله في الاخرة من نصيب وقال تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون والايات في هذا المعنى الجليل كثيرة جدا فاذا بان للناظر اصلها وقاعدتها سهل عليه تنزيل كل ما يرد منها على الاصل المتقرر. والله اعلم ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة قال عندما يلان النفس او خوف ميلانها الى ما الى ما لا ينبغي اذا مالت نفس الانسان الى امر لا ينبغي ان تميل اليه من المعاصي او المحرمات او نحو ذلك او خشي الانسان ان تميل نفسه يعني وجد فيها بدايات الميل لما لا ينبغي كيف يداوي نفسه كيف يداوي نفسه وكيف يعالجها؟ عندما يلانها لما لا ينبغي او خوف ميلانها لما لا ينبغي. كيف يداوي نفسه قال يذكرها الله ما يفوتها من الخير وما يحصل لها من الضرر هذي انفع طريقة لمداواة النفس عند ميلانها للشر او ارادتها الميلان الى الشر او بداية الميلان للشر عليه ان يذكرها بامرين يذكرها بالخير الذي يفوت ويذكرها بالضرر الذي يحصل كل ما ارادت النفس ان تميل الى شر من الشرور وباطل من الباطل ومحرم من المحرمات يقف الانسان محاسبا نفسه قبل ان يقدم ويذكرها بالخير الذي سيفوته ويذكرها بالظرر الذي سيحصل له فالنفس اذا تذكرت الخيرات التي تفوت والمظرات التي تحصل تمتنع اذا تذكرت الخيرات التي تموت والمظرات التي تحصل تمتنع وكثير من الناس وفقهم الله سبحانه وتعالى بهذا النظر الحسن الجميل فامتنعوا عن المحرم لانه ذكر نفسه بامر عظيم فانتفعت النفس بذلك فهذا امر عظيم ينبغي ان يراعى ولاحظ كلمة الشيخ رحمه الله قال وهو من انفع الاشياء في حصول الاستقامة وهو من انفع الاشياء في حصول الاستقامة الاستقامة التي الاستمرار والمداومة والثبات على طاعة الله من انفع ما يكون في هذا الباب ان العبد ان مالت او ارادت ان تميل الى شيء محرم يقف الانسان يحاسب نفسه يذكرها بشيئين بالخير الذي سيفوت وفي الوقت نفسه ايضا يذكرها بالمظرة او المظرات التي ستحصل فاذا حصل له هذا التفكير انتفع باذن الله عز وجل وكفت النفس عن ميلها ذكر على ذلك امثلة منها قول الله تعالى واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم فهنا لما ذكر فتنة الاموال والاولاد التي مالت باكثر الخلق عن الاستقامة قال مذكرا لهم ما يفوتهم ان فتنوا وما يحصل لهم ان سلموا من الفتنة وان الله عنده اجر عظيم فاذا بدأت نفس الانسان تميل الى الفتنة بالولد والفتنة بالمال فتنة تشغل الانسان عن الطاعة وعن العبادة فعليه ان يذكر نفسه بان الله عنده اجر عظيم فاياك ان يفوت عليك هذا الافتتان بالمال والولد اجر الله سبحانه وتعالى العظيم اذا ختم الاية بقوله وان الله عنده اجر عظيم هو من باب تذكير النفس بالخيرات اذا مالت الى امر يضرها اذا مالت الى امر يضرها وقال تعالى ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة امن يكون عليهم وكيلا ايضا هذا تنبيه من هذا القبيل اذا حظي هؤلاء بمن يجادل عنهم في الحياة الدنيا من يجادل عنهم يوم القيامة؟ ومن يكون عنهم وكيلا فهذا التذكير يحجز النفس النفس عن مثل هذا الميلان وقال تعالى من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرف الدنيا من كان يريد حرف الدنيا ماذا عليه ان يذكر نفسه؟ اذا كانت نفسه ميالة الى حرف الدنيا وليس له همة في حرف الاخرة قال ومن كان يريد حرف الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب. يذكر نفسه بالحرمان العظيم وهو انه يأتي يوم القيامة ما له نصيب ويأتيه من الدنيا ما قسم له قال الله تعالى من كان يريد العاجل عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يسلاها مذموما مدحورا وقوله في الاية نؤته منها نؤته منها هذا قيده ما جاء في سورة الاسراء هو قوله سبحانه آآ من كان يريد العاجل عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. فقوله نؤتي منها مقيد بقوله لمن نريد قيدتها اية الاسراء وقال تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. اذا انشغل الانسان بمتاع الدنيا واستمر هذا المتاع سنوات النهاية يزول هذا المتاع ثم يأتي هذا التساؤل الذي يحيي قلب من اراد الله حياته وقوله ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. من مات وقد متعها الله عز وجل بانواع النعم في الحياة الدنيا لكنه عن الاخرة غافل ماذا يغني عنه ذلك المتاع والايات في هذا المعنى الجليل كثيرة جدا قال فاذا بان للناظر اصلها وقاعدتها سهل عليه تنزيل كل ما يرد منها على الاصل المتقرب وهذا يعني الشيخ رحمه الله سلكه او ينبه عليه في جل القواعد يقول هذه القواعد مثابة المفتاح مع ضرب بعض الامثلة فاذا السبانة لك القاعدة وضحت لك من خلال بعض الامثلة سهل عليك الدخول في تطبيق هذه القاعدة على نظائرها نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة والاربعون حث الباري في كتابه على الصلاح والاصلاح هذه القاعدة من اعم القواعد فان القرآن يكاد ان يكون كله داخلا تحتها فان الله امر بالصلاح في ايات متعددة والاصلاح واثنى على الصالحين والمصلحين في ايات اخر والصلاح ان تكون الامور كلها مستقيمة معتدلة مقصودا بها غاياتها الحميدة فامر الله بالاعمال الصالحة واثنى على الصالحين. لان اعمال الخير تصلح القلوب والايمان. وتصلح الدين والدنيا والاخرة وضدها فساد هذه الاشياء وكذلك في ايات متعددة فيها الثناء على المصلحين ما افسد الناس والمصلحين بين الناس والتصالح فيما بين واخبر على وجه العموم ان الصلح خير فاصلاح الامور الفاسدة السعي في ازالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص. ومن اهم انواع الاصلاح سعي في اصلاح احوال المسلمين في اصلاح دينهم ودنياهم كما قال شعيب ان اريد الا الاصلاح ما استطعت فكل ساع في مصلحة دينية او دنيوية للمسلمين فانه مصلح. والله يهديه ويرشده ويسدده. وكل ان بضد ذلك فهو مفسد والله لا يصلح عمل المفسدين ومن اهم ما يكون ايضا السعي في الصلح بين المتنازعين كما امر الله بذلك في الدماء والاموال والحقوق بين الزوجين والواجب ان يصلح بالعدل ويسلك كل طريق توصل الى الملاءمة بين المتنازعين. فان اثار الصلح بركة وخير وصلاح. حتى ان الله تعالى امر المسلمين اذا جنح الكفار الحربيون الى المسالمة والمصالحة ان يوافقوهم على ذلك متوكلين على الله وامثلة هذه القاعدة لا تنحصر. وحقيقتها السعي في الكمال الممكن حسب حسب القدرة بتحصيل المصالح او او ازالة المفاسد والمضار او تقديرها الكلية والجزئية المتعدية والقاصرة والله اعلم ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة القاعدة الخامسة والاربعون حث الباري في كتابه على الصلاح والاصلاح وهذا مثل ما اشار رحمه الله تعالى يأتي في القرآن في مواضع كثيرة يثني الله عز وجل على الصلاح اي صلاح الانسان في نفسه واستقامته على طاعة الله ومحافظته على اوامر الله وبعده عما نهى الله سبحانه وتعالى عباده عنه والاصلاح اي السعي في الاصلاح. اصلاح الناس دلالتهم الى هذا الدين وارشادهم الى طاعة رب العالمين وتحذير من المعاصي والاثام وايضا الاصلاح في بين الناس فيما يقع بينهم من خصومات قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ويقول جل وعلا والله يعلم المصلح من المفسد وقال جل وعلا عن نبيه شعيب ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله فهذه هذا اه اصل عظيم اه جاء التنبيه عليه والحث عليه والدعوة اليه في مواضع من كتاب الله تبارك وتعالى حث الباري في كتابه على الصلاح والاصلاح. وذكر الشيخ رحمه الله تعالى بعض النماذج على ذلك على سبيل الاشارة مما دل عليه كتاب الله مشيرا الى بعض مجالات الاصلاح مشيرا الى بعض مجالات الاصلاح سواء صلاح الانسان في نفسه او دعوة الناس الى الصلاح فيما بينهم وبين الله بالاستقامة على عبادة الله وفعل الاعمال الصالحة المقربة الى الله وكثيرا ما يأتي القرآن وعملوا الصالحات اي الاعمال الصالحة التي تقرب الى الله بالدلالة اليها والمحافظة عليها وكذلك اه الصلح بين الناس والسعي في الاصلح فيما تتحقق به مصالح الناس ودرء المفاسد نبه رحمه الله تعالى الى المجالات مجالات هذه القاعدة على سبيل الاشارة ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله عز وجل العظيم رب العرش العظيم ان يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا شأننا كله بمناسبة حديث الشيخ عن الصلاح والاصلاح صلاح العبد في نفسه وسعيه في اصلاح الاخرين بيد الله لا يمكن ان تكون صالحا مصلحا الا اذا اعانك الله ولهذا جاء في الدعاء المبارك في صحيح مسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. والموت راحة لي من كل شر لا يمكن ان يصلح لك دينك ولا يمكن ان تصلح لك دنياك ولا يمكن ان تصلح لك اخرتك الا اذا اصلحها الله جل وعلا فالامر بيده والتوفيق بيده ولهذا قال نبي الله شعيب ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وجاء في دعاء الكرب اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله لا اله الا انت فصلاح الشأن بيد الله. نسأل الله لنا جميعا ان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه غفور رحيم جواد كريم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله ما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك