بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن القاعدة السادسة والاربعون ما امر الله به في كتابه اما ان يوجه الى من لم يدخل فيه فهذا امر له بالدخول فيه. واما ان يوجه لمن دخل فيه فهذا امر به ليصحح ما وجد منه ويسعى في تكميل ما لم يوجد منه وهذه القاعدة مطردة في جميع الاوامر القرآنية اصولها وفروعها فقوله تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا من القسم الاول وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا من الثاني والثالث فانه امرهم بما يصحح ويكمل ايمانه من الاعمال الظاهرة والباطنة وكمال الاخلاص فيها والنهي عما يفسدها وينقصها وكذلك امره للمؤمنين ان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا رمضان امر بتكميل ذلك والقيام بكل شرط ومكمل لذلك العمل. والنهي عن كل مفسد ومنقص لذلك العمل وكذلك امره لهم بالتوكل والانابة ونحوها من اعمال القلوب هو امر بتحقيق ذلك وايجاد ما لم يوجد منه وبهذه القاعدة نفهم جواب الايراد الذي يورد على طلب المؤمنين من ربهم الهداية الى الصراط المستقيم. والله قد هداهم للاسلام جوابه ما تضمنته هذه القاعدة. ولا يقال هذا تحصيل للحاصل. فافهم هذا الاصل الجليل فافهم هذا الاصل الجليل النافع الذي يفتح لك من ابواب العلم كنوزا وهو في غاية اليسر والوضوح والحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه القاعدة السادسة والاربعون من القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن للامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ورحمه ورحمه واسكنه جنات النعيم هذه القاعدة مثل ما اشار الشيخ رحمه الله تعالى في خاتمتها قاعدة عظيمة ونافعة وفعلا كما ذكر الشيخ رحمه الله تفتح لطالب العلم كنوزا من العلم وابوابا عظيمة من المعرفة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبين رحمه الله تعالى في هذه القاعدة ان ما يأمر الله سبحانه وتعالى به سواء ما كان من اصول الدين مثل الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل الى اخره او ما كان من الفروع مثل الصلاة والصيام والبر والصلة وغير ذلك فكل ما يأمر الله سبحانه وتعالى به في القرآن اما ان يأمر به من دخل في هذا الامر واما ان يأمر به من لم يدخل فيه اما ان يأمر الله جل وعلا به من دخل في هذا الامر الذي هو المسلم المؤمن واما ان يأمر به من لم يدخل فيه وهو الكافر المشرك فالامر بالشيء لمن لم يدخل به هو امر له بالدخول فيه الامر بالشيء لمن لم يدخل فيه هو امر له بالدخول فيه. فعندما يقال للكافر امن عندما يقال للكافر امن فالامر هنا له بالايمان هو امر له بالدخول في الايمان بينما اذا امر بالشيء من كان داخلا فيه مثل ان يقال للمسلم امن مثلا يقال للمسلم امن او يقال للمتصدق تصدق قول العامل اعمل او المهتدي عليك بالهداية هذا الامر صحيح لان من دخل بالشيء يصح ان يؤمر به على سبيل الثبات عليه والمحافظة عليه والمداومة عليه والبعد عن الامور المنقصة له وذكر الشيخ رحمه الله من القرآن امثلة على ذلك قول الله جل وعلا يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا. يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا هؤلاء كفار امروا بالايمان فالامر هنا هو امر لمن لم يدخل في الايمان فيكون الامر هنا امرا بالدخول في الايمان يكون الامر هنا امرا بالدخول في الايمان بينما قول الله تعالى في الاية الاخرى التي ذكر المصنف يا ايها الذين امنوا امنوا في سورة النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا هذا خطاب للمؤمنين وهنا يقال ما وجه امر المؤمن بالايمان وقد امن ما وجه امره بالايمان وقد امن؟ الله خاطبه بصفة الايمان قال يا ايها الذين امنوا ولو لم يكونوا من اهل الايمان لما صح ان ينادوا بهذه الصفة. يا ايها الذين امنوا فهم من اهل الايمان فما وجه امرهم بالايمان مع انهم من اهل الايمان يؤمرون بالايمان بالله ويؤمرون بالايمان بالكتب المنزلة مع انهم مؤمنين بها فالقاعدة هنا ان الامر بالشيء لمن دخل فيه هو امر له بالثبات عليه والزيادة منه ولهذا لا يبقى اشكال عندما يقال ما وجه سؤال المسلم ربه الهداية وقد هداه الله وفي دعاء المسلمين عموما اهدنا الصراط المستقيم هذا دعاء في سورة الفاتحة يتكرر يوميا فرضا سبع عشرة مرة ونفلا مرات كثيرة فما وجه سؤال المسلم الهداية وقد هداه الله هذا من هذا الباب من دخل في الشيء اذا امر به هو امر له بالزيادة فيه والمحافظة عليه والثبات عليه والبعد عن نواقصه ومظعفاته وهذا النوع من الامر امر المؤمن بالايمان جاء في موضعين من القرآن حسب علمه الموظع الاول الذي اشار اليه الشيخ في سورة النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله الى اخرها والموضع الثاني في الاية قبل الاخيرة من سورة الحديد قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته فهنا امر للمؤمنين بالايمان والامر بالشيء لمن كان داخلا فيه امر بالثبات والزيادة والبعد عن النواقص والمضعفات وهذا نعلمه نحن في واقعنا وتعاملنا الان اذا كان صاحبك يمشي الى جنبك وقلت له امشي يا فلان وهو يمشي الى جنبك وقلت له امشي يا فلان امرك له مع انه يمشي صحيح او او ليس صحيحا اذا كنت تقصد زد في مشيك او كان يطعم عندك يأكل من الطعام قدمت له ويمد يده للطعام ويأكل وانت تراه يأكل وتقول كل يا فلان الامر صحيح او ليس صحيحا صحيحا باعتبار ان الامر بالسيل من كان يفعله امر له بالزيادة امر له بالزيادة وهذا معروف واستعمال صحيح في اللغة استعمال صحيح في اللغة وهو خاص بالافعال غير المتناهية اما الفعل المتناهي يعني شخص قائم تقول له قم ما يصح لكن شخص يمشي تقول له امشي يصح لانه في في مجال ان يزيد. اما الفعل المتناهي الذي وصل الى نهاية شخص قائم تقول له قم يا فلان لا يصح هنا لكن الافعال التي في مجال للزيادة فالامر لمن دخل في هذا الشيء امر صحيح وهو يقصد به الزيادة. فاذا امر المؤمن بالايمان هو امر له بالزيادة فيه ولهذا عد جماعة من اهل العلم هذه الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا امنوا من جملة الادلة الدالة على زيادة الايمان ونقصانه من جملة الادلة الدالة على زيادة الايمان ونقصانه لان امر المؤمن بالايمان دليل على ان الايمان يزيد فيقال له امن يعني زد في ايمانك وحافظ على ايمانك واثبت على ايمانك ثم ذكر الشيخ رحمه الله ان هذا ينطبق على سواء على الامر بالايمان او الامر بفروع الايمان مثل المصلي والصائم والحاج والمتصدق فالامر بالشيء لمن كان داخلا فيه هو امر له بالدخول آآ لمن كان داخلا فيه وامر له بالزيادة امر له بزيادة لما ذكر الشيخ رحمه رحمه الله هذه القاعدة ومثل لها قال وبهذه القاعدة نفهم جواب الايراد الذي يورد على طلب المؤمنين ربهم الهداية. اهدنا الصراط المستقيم فبعض الناس يقول ما وجه قول المسلم اهدنا الصراط المستقيم وقد هداه الله فها هو يصلي ويصوم ويتصدق هداه الله الصراط المستقيم فما وجه هذا الدعاء وبعض الناس عندما لا يكون يفهم هذه القاعدة اذا قيل له يا فلان الله يهديك ماذا يقول تقول يا فلان الله يهديك او هداك الله يا فلان يقول ايش ملاحظ علينا؟ ايش بينما هذه دعوة صحيحة النبي عليه الصلاة والسلام قال له علي بن ابي طالب علمني دعاء ادعو الله به قال قل اللهم اني اسألك الهدى والسداد وفي رواية اللهم اهدني وسددني فالدعاء للغير بالهداية من احسن الدعاء وانفعه واعظمه بل ان الامر كما قال شيخ الاسلام رحمه الله يقول تأمنت الادعية فوجدت ان اجمعها للخير اهدنا الصراط المستقيم اجمع دعاء للخير اهدنا الصراط المستقيم ولا يوجد دعوة افترضها الله على العباد مثل هذه الدعوة هذه الدعوة افترضها الله علينا في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في سورة الفاتحة واهل العلم يقولون ينبغي ان ينبه العوام ان قوله اهدنا الصراط المستقيم دعاء لان كثير من العوام يقرأها ولا يستشعر انه يدعو. او انها دعوة عظيمة فيحتاج ان ينبهوا الى ذلك ان قوله اهدنا الصراط المستقيم هو دعاء باعظم مطلوب واجله ومن هداه الله سبحانه وتعالى صراطه المستقيم فقد فاز بسعادة الدنيا والاخرة فيقول الشيخ رحمه الله تعالى بهذه القاعدة يزول الاشكال اذا قيل لك ما وجه سؤال المسلم ربه تبارك وتعالى الهداية الى صراطه المستقيم وقد هداه الله للاسلام الجواب ان آآ ان المراد سؤال الهداية اي الثبات عليها والزيادة فيها والتوسع من علوم الهداية ومعارف الايمان وتفاصيل ذلك هذا كله داخل في هذه الدعوة قال جوابه ما تضمنته هذه القاعدة ولا يقال هذا تحصيل للحاصل فافهم هذا الاصل الجليل يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال وليس هذا من باب تحصيل الحاصل وليس هذا من باب تحصيل الحاصل يعني قوله اهدنا الصراط المستقيم بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه كما يقول المؤمن في كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم اي بصرنا فيه وزدنا هدى وثبتنا عليه اي بصرنا فيه وزدنا هدى وثبتنا عليه نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السابعة والاربعون اذا كان سياق الايات في امور خاصة واراد الله ان يحكم عليها وذلك الحكم لا يختص بها بل يشملها غيرها جاء الله بالحكم العام وهذه القاعدة من اسرار القرآن وبدائعه واكبر دليل على على احكامه وانتظامه العجيب. وامثلة هذه قاعدة كثيرة منها لما ذكر الله المنافقين وذمهم واستثنى منهم التائبين فقال الا الذين تابوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين. فلما اراد الله ان يحكم لهم بالاجر لم يقل سوف يؤتيهم اجرا عظيما بل قال وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما. ليشملهم وغيرهم من كل مؤمن ولان لا يظن اختصاص الحكم بهم. ولما قال ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله الى قوله اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. لم يقل واعتدنا لهم للحكمة التي ذكرناها ومثله قل الله ينجيكم منها اي هذه الحالة التي وقع السياق لاجلها ومن من كل كرب ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة وذكر انها من الدلائل على احكام القرآن واتقانه وكماله وعظمته في مبانيه ومعانيه قال اذا كان سياق الايات في امور خاصة اذا كان سياق الايات في امور خاصة يعني تتعلق او يتعلق بالسياق بوقائع مخصوصة او اعمال مخصوصة او امور معينة اذا كان سياق الايات في امور خاصة واراد الله ان يحكم عليها يعني على هذا الحكم الخاص وذلك الحكم الخاص لا يختص بها بل هو يشملها ويشمل غيرها جاء بالحكم العام جاء بالحكم العام وبالمثال يتضح المقال ضرب الشيخ بعض الامثلة التي توضح القاعدة قول الله تعالى لما ذكر المنافقين وذمهم واستثنى منهم التائبين استثنى من المنافقين التائبين قال الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين فاولئك مع المؤمنين لم يقل جل وعلا في ذكر ثوابه لهؤلاء واعتدنا واو قال وسوف يؤتيهم اجرا عظيما وسوف يؤتيهم اجرا عظيما لان الايتاء ايتاء الاجر العظيم حكما ليس خاصا بهم وانما هو حكم عام لكل مؤمن ليس حكما خاصا بهم وانما هو حكم عام لكل مؤمن فمن كمال القرآن وبديع احكامه واتقانه وكماله في الفاظه ومعانيه قال جل وعلا وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما ليشمل هؤلاء التائبين ويشمل ايضا غيرهم فاذا كان الحكم ليس مختصا باهل السياق المذكورين في الاية يأتي الحكم عاما ليشملهم ويشمل غيرهم كذلك قوله ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله الى قوله اولئك هم الكافرون حقا لم يقل واعتدنا لهم عذابا اليما وانما قال واعتدنا للكافرين عذابا اليما لان هذا الحكم ليس مختصا باهل هذا السياق وانما هو حكم عام يتناول كل كافر فان الله عز وجل اعد لكل كافر عذابا اليما اذا لقي الله سبحانه وتعالى بكفره نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثامنة والاربعون متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها؟ كان المراد بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء وذلك انه تقرر في الكتاب والسنة والاجماع ان الله بكل شيء عليم. وان علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي والظواهر والبواطن والجليات والخفيات والماضي والمستقبل. وقد علم ما العباد عاملون قبل ان يعملوا الاعمال وقد ورد عدة ايات يخبر بها انه شرع كذا او قدر كذا ليعلم كذا فوجه هذا ان هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء واما علمه باعمال العباد وما هم عاملون قبل ان يعملوا فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء لانه انما يجازي على ما وجد من الاعمال وعلى هذا الاصل نزل ما يرد عليك من الايات كقوله يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب وقوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه. وقوله تعالى انزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين. وقوله لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا وما اشبه هذه الايات كلها على هذا الاصل. هذه قاعدة نافعة وعظيمة ومفيدة جدا. وفيها دفع لاشكال قد يرد في بعض الاذهان عندما يقرأ المسلم ايات كثيرة تمر عليه في القرآن يقول يقول الله عز وجل لنعلم لنعلم كذا يذكر يعني امورا ثم يقول لنعلم او ليعلم الله فقد يأتي او يثور اشكال في بعض الاذهان ويقول اليس الله علمه محيط بكل شيء علم ما كانوا وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون اليس الله احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا اليس الله عز وجل كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فعلمه محيط باعمال العباد كلها قبل ان تقع وكتبها جل وعلا في اللوح المحفوظ وعلمه سبحانه وتعالى واسع ومحيط علم ما كان وعلم ما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فقد يأتي اشكال لدى البعض عندما يقرأ بعض الايات التي يقول الله فيها لنعلم مثل قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ليبلونكم بشيء من الصيد تناله رماحكم تناله ايديكم ورماحكم اعلم الله ليعلم الله من يخافه بالغيب الذين يخافون الله بالغيب الله عز وجل علم بهم في الازل وكتب ذلك في اللوح المحفوظ فما وجه قوله هنا في هذا السياق ليعلم ما وجه قوله ليعلم الله من يخافه بالغيب كذلك قوله وما جعلنا القبلة التي كنا كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على على عقبيه. الله في الازل علم الذين يتبعون الرسول وايضا علم في الازل الذين ينقلبون على اعقابهم. وكتب جل وعلا ذلك في اللوح المحفوظ كذلك قوله جل وعلا وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب. الله في الازل علم علم الذين ينصرونه ورسلهم بالغيب علم ذلك في الازل جل وعلا قوله تعالى كذلك وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين ايضا هذا امر علمه الله في الازل علم المؤمنين وعلم منافقين فيأتي هنا تساؤل او ربما اشكال يثور في بعض الاذهان ما وجه قول الله سبحانه وتعالى الا لنعلم الا ليعلم ليعلم الله ما وجه ذلك مع ان علمه محيط ما وجه ذلك تأتي هذه القاعدة لبيان الجواب وايظاح المقصود في مثل هذه الايات قال متى علق الله هذه القاعدة متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها لنعلم من من ينصره لنعلم كذا علقوا بالعلم بعده بعد الوجود متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها كان المراد بذلك العلم اي العلم الذي يترتب عليه الجزاء اي العلم الذي يترتب عليه الجزاء فالجزاء الذي هو اثابة المحسن باحسانه ومعاقبة المسيء باساءته هذا مبني على هذا العلم يعني العلم بهذه بهذا الاحسان واقعا والعلم بهذه الاساءة واقعة وهو الذي يترتب عليه الجزاء وهو الذي يترتب عليه الجزاء فاذا يكون المراد بالعلم في هذه الايات في قوله جل وعلا ليعلم الله من يخاف بالغيب يعني ليعلم بذلك واقعا يراه سبحانه وتعالى ويطلع عليه واقعا موجودا يترتب عليه اجازات فيثيب هؤلاء اعظم الثواب كذلك علما بالمنافقين في قوله وليعلمن الله الذين امنوا ولا يعلمن المنافقين. يعني يعلم بهم موجودين يباشرون النفاق ويعملون اعماله ويمارسون اموره فيكون فيكون العقاب مبنيا على هذا العلم علم الله سبحانه وتعالى بهم على هذه الحال قائمين بهذه الاعمال قال رحمه الله واما علمه باعمال العباد وما هم عاملون قبل ان يعملوا فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء. لانه انما يجازي على ما اذا من الاعمال لانه انما يجازي على ما وجد من الاعمال فاذا يكون المعنى في هذه الايات التي علق الله علمه بالامور بعد وجودها المراد بالعلم هنا العلم الذي يترتب عليه الجزاء للتوضيح مرة ثانية لو قال لك قائل قد قال الله في القرآن يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب اذا قال لك قائل اليس الله جل وعلا يعلم الذين يخافون بالغيب في الازل ماذا تقول؟ نعم اليس الله كتب ذلك عليهم في اللوح المحفوظ؟ الجواب نعم اذا ما معنى قوله ليعلم وقد علم وقد علم ذلك في الازل. الجواب المراد بالعلم هنا اي العلم الذي يترتب عليه الجزاء يعني العلم بهذا الامر واقعا موجودا يترتب عليه الجزاء فالجزاء لا يترتب على ما علمه الله في الازل وانما يترتب على ما وقع من الناس من عمل. هذا الذي يترتب عليه العقاب. فهذه قاعدة عظيمة ونافعة وتدفع اشكالا قد يطرأ على بعض الاذهان. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة التاسعة والاربعون اذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به ارادتهم فتح لهم بابا انفع لهم منه واسهل واولى وهذا من لطفه. قال تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله. فنهاهم عن التمني الذي ليس بنافع. وفتح لهم ابواب الفضل والاحسان وامرهم ان يسألوه بلسان المقال وبلسان الحال ولما سال موسى عليه الصلاة والسلام رؤية ربه حين سمع كلامه ومنعه الله منه سلاه بما اعطاه من الخير العظيم قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس بثلاثي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. وقوله تعالى ما ننسى من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها وقوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته. وفي هذا المعنى ايات كثيرة. ثم ذكر رحمه الله الله تعالى هذه القاعدة قال اذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به اراداتهم اي تتوق له نفوسهم ترغب فيه يحرصون على تحصيله ونيله اذا منعهم جل وعلا ذلك فتح لهم بابا انفع لهم منه واسهل واولى فتح لهم بابا انفع منه واسهل واولى وهذا من لطف الله سبحانه وتعالى وسعة منه وكرمه وتفضله على عباده سبحانه. فاذا منع شيئا تتعلق اه القلوب به او تتشوف له ولتحصيله فانه يفتح لهم بابا اخر اسهل وانفع وذكر رحمه الله امثلة على ذلك منها قول الله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن الله عز وجل خلق الزوجين الذكر والانثى وجعل لكل منهما خصائص جعل لكل منهما خصائص للزوج خصائص اه للرجل خصائص وللمرأة خصائص ونهى كلا منهما ان يتمنى ما خص به الاخر قال لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وان كان السياق في هذا الباب لكنه ايضا عام اذا فظل الله غيرك عليك بمال بصحة بعافية بعبادة الى اخره لا تتمنى لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. الشيء الذي تفضل به على اخيك اسأل الله ان يبارك له فيه لكن ايضا لك وقد فتح الله لك الباب هذه القاعدة فتح الله لك الباب قال اسأل الله من فضله. اسأل الذي اعطاه يعطيك لكن لا تتمنى ان يزول الذي عنده ويكون لك وهذا حسد ذمه الشارع ونهى عنه وجاءت النصوص في بيان قبحه وشناعته وان الحاسد عدو لنعمة الله فاذا انعم الله سبحانه وتعالى على عبده بنعمة ليس للاخر ان يتمنى ان تكون له بل يبرك لاخيه بما انعم الله سبحانه وتعالى عليه قال واسأل الله من فضله لان فضل الله واسع والذي اعطاك يعطيه والذي اعطاه يعطيك والذي اوسع عليه يوسع عليك اسأل الله من فضله وهذا يبين لنا يعني من وجه سوء فكره وحال الحاسد الذي اليق الصفات به انه عدو نعمة الله على عباده. لانه اذا رأى نعمة انعم الله بها على العباد حسدهم بتمني زوالها بتمني زوالها والحسد له مراتب بعضها اشد من بعض بعضها اشد من بعض من من هذه المراتب ان يكره الانسان النعمة التي انعم الله بها على غيره يرى غيره عنده مال فيكره ان يكون عنده هذا المال يرى غيره عنده رئاسة فيكره ان يكون عنده هذه الرئاسة حسدا واشد من من ذلك رتبة في الحسد اشد من ذلك ان يقع في قلبه تمني لزوال هذه النعمة عنه يعني يكره هذه النعمة التي انعم الله بها عليه ويتمنى ان تزول هذا ايضا حسد واشد من هذه المرتبة اضافة الى الكراهية واضافة الى تمني الزوال يعمل على زوالها يعمل على زوالها ويخطط لزوال هذه النعمة هذا كله باطل وحرام ونهى الله سبحانه وتعالى عنه ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسألوا الله من فضله. فنهاهم عن التمني الذي ليس بنافع وفتح لهم ابواب الفضل والاحسان وامرهم ان يسألوا ان يسألوه بلسان المقال وبلسان الحال قال واسألوا الله من فضله مثال اخر قال لما سأل موسى عليه السلام رؤية ربه لما سأل رؤية ربه لما قال ربي ارني انظر اليك. لما قال ربي ارني انظر اليك وكانت الرؤية امرا ليس ممكنا في الدنيا امرا ليس رؤية الله امرا ليس ممكنا في الدنيا وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال تعلموا او اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا لن تروا ربكم حتى تموتوا فالرؤية لله رب العالمين سبحانه وتعالى غير ممكنة في الدنيا واجسام العباد في هذه الحياة الدنيا لا لا لا تطيق ذلك ولا تحتمله فهي غير ممكنة لكنها يوم القيامة حاصلة لاهل الايمان كما دل على ذلك القرآن ودلت على ذلك سنة النبي عليه الصلاة والسلام وفي القرآن يقول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة يعني حسنة بهية جميلة الى ربها ناظرة اي بابصارها تنظر اظاف الله عز وجل النظر الى الوجوه التي فيها الابصار وجوه يومئذ ناظرة يعني حسنة جميلة الى ربها ناظرة اي تنظر الى الله. وقال عن الكفار كلا انهم عن ربهم لمحجوبون. قال اهل العلم اذا كان الله حجب الكفار لسخطه عليهم فما شأن المؤمنين فما شأن المؤمنين اذا كان حجب الله الكفار اي عن الرؤية لكونه سخط الله عليهم فهل يسووا المؤمن بالكافر ويقال الكل محجوب عن الله هذا لا يقوله الا من فسد عقله وفي الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته وكان نبينا عليه الصلاة والسلام كما في حديث عمار ابن ياسر يقول في التشهد قبل ان يسلم في دعاء طويل اوله اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق وفيه اسألك لذة النظر الى وجهك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة بل ان رؤية الله سبحانه وتعالى هو اكمل واكبر واعظم نعيم يناله اهل الجنة في الجنة وقد جاء في صحيح مسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة ينادي منادي هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة فيقال يقول ان لكم موعدا سانجزكموه في كشف الحجاب فيرون الله سبحانه وتعالى فما اعطوا نعيما اكمل من رؤيتهم لله سبحانه وتعالى فرؤية الله سبحانه وتعالى هذه امر متحقق لاهل الايمان يوم القيامة واما في الدنيا فهي غير ممكنة ولهذا لما سأل موسى ربه قال ربي ارني انظر انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني وهذا فيه بيان عدم الامكانية في الدنيا وان اجسام العباد في هذه الحياة الدنيا لا تحتمل ذلك ولا تطيقه. لكن لكن الله عز وجل يكملهم يوم القيامة بما يتمكنون به من رؤية الله نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يمن علينا اجمعين بلذة النظر الى وجهه. والشوق الى لقاء في غير ظراء مظرة ولا فتنة مظلة. يحدثني احد الاشخاص قريبا يقول جمعني في مجلس ولا يزال حتى في زماننا هذا من اهل البدع والضلال من ينكر رؤية الله يوم القيامة ينكر ذلك فيقول جمعني مجلس مع احد هؤلاء الذين ينكرون رؤية الله قلت له انت تنكر رؤية الله قال نعم وكان يقول المجلس حافل قلت انت تنكر رؤية الله؟ قال نعم قال ارفع يدك انا بدعي وامن على دعائي وانتم امنوا على دعائي. قال بماذا ستدعو؟ قال لي بماذا ستدعو قال سادعو الله ان يحرمك من رؤيته يوم القيامة. قال لا لا تدعو قال انا سادعو الان ان الله يحرمك من رؤيته يوم القيامة. قال لا لا تدعو علي بهذه الدعوة. قلت انت اصلا تنكر ماذا يضيرك؟ ما دام انك تنكر اصلا انه لن يرى ماذا يضيرك؟ اذا دعيت يلا انا بدعي الان وامن وامنوا يا اخوان قال لا لا تدعي عليه لا تدعي عليه بهذه الدعوة على كل حال يعني عندما تبتلى العقول باقتراح الكتاب والسنة والاقبال على على عقل الانسان وفكره السقيم يصل من الشناعة الى ما هو ابعد من ذلك واشنع من ذلك ومن عافاه الله ووفقه للزوم الكتاب والسنة فليحمد الله على العافية فان العافية لا يعد لها شيء قال رحمه الله ولما سأل موسى عليه السلام رؤية ربه حين سمع كلامه ومنعه الله منها اي الرؤية لكونها غير ممكنة في الدنيا سلاه الله بما اعطاه من الخير العظيم وهذه القاعدة سلاه الله بما اعطاه من الخير العظيم. قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي اني اصتغيتك على على الناس برسالاتي وبكلامي ولهذا يقال عن موسى عليه السلام كليم الله قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما فيسمى كليم الله لانه سمع كلام الله من الله بدون واسطة سمع كلام الله من الله تبارك وتعالى بدون واسطة قال اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي هذا تسلية لموسى عليه السلام لما منعه الله ما سأل لما قال ربي ارني انظر اليك منعه الله ذلك لكن صلى هذه التسلية قال اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي كذلك قول ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها من هذا الباب من هذا الباب ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. وكذلك قوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وايضا من هذا الباب نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخمسون ايات الرسول هي التي يبديها الباري ويبتديها. واما ما ابداه يكذبون له واقترحوه فليست ايات وانما هي تعنتات وتعجيزات وبهذا يعرف الفرق بينها وبين الايات وهي البراهين والادلة على صدق الرسول وغيره من الرسل. وعلى صدق كل خبر اخبر الله به وانها الادلة والبراهين التي يلزم من فهمها على وجهها صدق ما دلت عليه ويقينه. وبهذا المعنى ما ارسل الله الرسول الا اعطاه من الايات ما على مثله امن البشر. واما ما اتى الله محمدا صلى الله عليه وسلم من الايات فهي لا تحد ولا تعد من كثرتها وقوتها ووضوحها ولله الحمد. فلم يبق لاحد من الناس بعدها عذر. فعلم بذلك ان اقتراح المكذبين لايات يعينونها ليست من هذا القبيل وانما مقصودهم بهذا انه وطنوا انفسهم على دينهم الباطل وعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فلما دعاهم الى الايمان واراهم شواهد الايات. ارادوا ان يبرروا عليه عند الاغمار والسفهاء. بقولهم ائتنا بالاية الفلانية والاية الفلانية ان كنت صادقا. وان لم تأتي فلا نصدقك فهذه طريقة لا يرتضيها ادنى منصف. ولهذا يخبر تعالى انه لو اجابهم الى ما طلبوا لم يؤمنوا لانهم وطنوا انفسهم على الرضا بدينهم وعرفوا الحق ورفضوه. وايضا فهذا من جهلهم في الحال والمآل اما الحال فان هذه الايات التي تقترح وتعين جرت العادة ان المقترحين لها لم يكن قصدهم الحق فاذا جاءت ولم يؤمنوا عوجلوا بالعقوبة الحاضرة. واما المآل فانهم جزموا جزما لا تردد فيه. انها اذا جاءت امنوا وصدقوا وهذا قلب للحقائق واخبار بغير الذي في قلوبهم فلو جاءتهم لم يؤمنوا الا ان يشاء الله تعالى وهذا النوع ذكره الله في كتابه عن المكذبين في ايات كثيرة جدا كقولهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض الايات وقوله ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا الى اخره وايضا اذا تدبرت الاقتراحات التي عينوها لم تجدها في الحقيقة من جنس البراهين وانما هي لو فرض الاتيان تكونوا شبيهة بايات الاضطرار التي لا ينفع الايمان معها. ويصير شهادة. وانما الايمان النافع هو الايمان بالغيب فكما ان المنفرد بالحكم بين العباد في اديانهم وحقوقهم وانه لا حكم الا حكمه وان من قال ينبغي او ان يكون الحكم كذا وكذا فهو متجرأ على الله متوثب على حرمات الله واحكامه فكذلك براهين احكامه لا يتولاها الا هو. فمن اقترح شيئا من عنده فقد ادعى مشاركة الله في حكمه ومنازعته في الطرق التي ويرشد بها عباده. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا. او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء. ومن قال انزلوا مثل ما انزل الله ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه القاعدة قال ايات الرسول هي التي يبديها الباري ويبتديها يبديها يظهرها يوجدها سبحانه وتعالى وفق حكمته وعلمه وتقع بمشيئته واذنه سبحانه وتعالى اذنه الكوني القدري هي التي يبديها الله ويبتديها اي يوجدها بعد ان لم تكن واما ما ابداه المكذبون. واما ما ابداه المكذبون واقترحوه فليست ايات المكذبون للرسل الذين توطنت قلوبهم على الكفر والاعراض والصدود وعدم قبول الحق الذي جاءت به الرسل مع وضوح دلائله وظهور براهينه وحججه وطنوا انفسهم على الاعراض فاصبحوا يقترحون ايات يقترحون ايات زاعمين انها لو وقعت وفق اقتراحهم لامنوا لو وقعت وفق اقتراحهم لامنوا فالشيخ يقول الايات التي ابداها المكذبون واقترحوها ليست ايات اذا ما هي؟ قال هي مجرد تعنتات مجرد تعنتات وتعجيزات والله لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء لكن هذا بزعمهم بزعمهم يريدون تعجيز الرسل والانبياء باقتراح ايات والحقيقة ليس حقيقة الامر ليس هو طلب الايات التي ان وجدت امنوا حقيقة الامر ان القوم وطنوا انفسهم على الكفر وعدم قبول الايمان فذكروا هذه الايات مجرد تعجيز مجرد تعجيز للانبياء ومجرد اقتراحات مع ان هؤلاء الذين توطنوا على الكفر لو جاءت هذه الايات لم يؤمنوا لو جاءت هذه الايات لم يؤمنوا لماذا لان الايات التي اقترحوها لم يقترحوها اقتراح من قام في قلبه رغبة صادقة ان وجدت هذه الايات ان يؤمن وانما اقترحوها فقط لشيء واحد وهو تعجيز الانبياء بزعمهم فلو وجدت هذه الايات لا يؤمنون لا يؤمنون وذكر الشيخ رحمه الله ان هذه ان هذا الطلب من هؤلاء وهذه الاقتراحات التي وردت من هؤلاء المكذبين للرسل تدل على جهلهم من جهتين تدل على جهلهم من جهتين الجهة الاولى من جهة الحال من جهة الحال قال فان هذه الايات التي تقترح وتعين جرت العادة ان المقترحين لها لم يكن قصدهم الحق لم يكن قصدهم الحق فاذا جاءت ولم يؤمنوا عوجلوا بالعقوبة فاذا جاءت ولم يؤمنوا عجلوا بالعقوبة وهم ابتداء لم يقترحوها قصدا للحق وطلبا له لانه لو كانوا فعلا يطلبون الحق فقد رأوا من الايات على مثله ما يؤمن البشر ما بعث الله نبي الا واتاه من الايات على مثله ما يؤمن البشر اذا الايات رأوها فلم ينتفعوا لم ينتفعوا ولم يستفيدوا وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فاذا اقتراح الايات اقتراح قام في قلوب من اقترحه عدم الايمان اصلا وعدم الرغبة في الايمان وانما مجرد التعجيز. فمثل هذا ان جاءت الاية لم يؤمن فحلت عليه العقوبة قال وفي وفي المآل فانهم جزموا جزما لا تردد فيه انها اذا جاءت امنوا وصدقوا وهذا قلب للحقائق واخبار بغير الذي في قلوبهم لان الذي قام في قلوبهم هو عدم ذلك عدم الايمان سواء وجدت ايات او لم توجد فلو جاءتهم لم يؤمنوا الا ان يشاء الله الا ان يشاء الله قال وهذا النوع ذكره الله في كتابه عن المكذبين في ايات كثيرة جدا كقوله تعالى لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا اي لن يحصل منا ايمان الا اذا انفجرت الارض بينبوع يجري في الارض نهرا نراه امامنا يجري فحينئذ نؤمن وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا هذا ايضا اقتراح اخر يقول نؤمن نؤمن بك اذا كان عندك جنة اذا كان عندك جنة وفيها عنب وفيها نخيل وتفجر الانهار في هذه الجنة تفجير نؤمن في ذاك الوقت ايضا اقتراح اخر قال او قالوا او تسقط السماء او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا كسفا اي قطع من العذاب لو ان السماء تسقط علينا كسف ونرى هذه القطع من العذاب تسقط تلك الساعة سوف نؤمن او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او تأتي بالله والملائكة قبيلة اذا اذا اتيت بالله واتيت بالملائكة قبيلا يعني نقابلهم وجها لوجه ونشاهدهم بتلك الساعة نؤمن او تأتي بالله والملائكة قبيلة وما زالوا ماضين او يكون لك بيت من زخرف او يكون لك بيت من زخرف بيت جميل حسن مزخرف باللآلئ وبالذهب الاشياء الجميلة فنرى ذا هذا البيت بزخارفه بجماله تلك الساعة نؤمن هل لو وجد البيت والله لا يعجزه شيء سبحانه. لو وجد البيت هل يؤمن هؤلاء اصل الاقتراح ليس اقتراح من قام في قلبه راغب في الايمان وانما يرمي الاقتراحات تلو الاقتراحات من باب التعجيز والتكذيب واظهار عدم الرغبة في الايمان او يكون لك بيت من زخرف وما زالوا ايضا ماضين او ترقى في السماء يعني امامنا نراك ترقى رقيا في السماء حسيا تصعد امامنا ولو رأيناك باعيننا ترقى في السماء لن نؤمن ايضا حتى تنزل علينا كتابا تقرأ يعني ترقى امامنا ونحن نراك باعيننا ترقى وتصعد وتنزل ومعك كتاب نقرأه. نؤمن هل اذا نزل عليهم كتاب يؤمنون اصلا ما عندهم رغبة اصلا ما عندهم رغبة وليس قلوبهم قائمة على رغبة الايمان. اذا ما معنى هذه الاقتراحات؟ وتراها اقتراحات متوالية تفعل كذا او تفعل كذا او تفعل كذا هذا كله من باب التعجيز من باب التعجيز والله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى لكن هذا كله مبني على ما انطوت عليه قلوب هؤلاء من الكفر والاصرار والعناد وعدم الرغبة في الدخول في دين الله سبحانه وتعالى. ايضا مثل هذه الاية قال الله ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة مثل ما اقترحوا من جملة الاقتراحات نزول الملائكة ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى. ايضا من جملة الاقتراحات التي اقترحوها ان يكلمهم الموتى. قالوا تأتي تنزل امامنا من ضمن الاقتراعات قال تأتي الملائكة تنزل امامنا وتقول لنا انك صادق ولا ما يكفي ايظا الاموات في القبور كلهم يبعثون ويحيون ويأتون امامنا ويقولون انه صادق فاذا نزلت الملائكة وخرج الاموات من القبور وشهدوا بصدقك نصدقك. هل هذه اقتراحات راغبة قائمة عن رغبة في الدين لا قال ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا جئنا بكل شيء يشهد ما يؤمنون وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون مثلها ايضا في سورة الفرقان وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتوا عتوا كبيرا. والايات مثل ما اشار الشيخ رحمه الله تعالى كثيرة في هذا المعنى قال اذا تدبرت الاقتراحات التي عينوها لم تجدها في الحقيقة من جنس البراهين. وانما هي لو فرض الاتيان تكون تبيها بايات الاضطرار التي ينفع الايمان لا اله التي لا ينفع الايمان معها لا ينفع الامام معها ويصير شهادة هنا ينبه الشيخ على قاعدة ظرورية في الايمان. وهي ان الايمان النافع عند الله ايمان الغيب هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. اما ايمان الشهادة لا ينفع ايمان الشهادة لا ينفع مثل لو ان الانسان عاين ملائكة الموت الذين جاءوا لقبض روحه وقال امنت هذا ايمان شهادة فلا ينفع يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا كذلك لما تطلع الشمس من مغربها اذا رآها الناس امنوا جميعا لكن لا ينفع الايمان لماذا؟ لان ايمان شهادة. ايضا مثل هذه الايات لو فرض انه وجدت لو ان الله حشر الملائكة وحشر الاموات وجمع هذه الاشياء وقالوا هذا نبي صادق اصبحت الايمان هنا ايمان شهادة وليس ايمان غيب واصبح ايمان شهادة وليس ايمان غيب فلا يكون نافعا فلا يكون نافعا قال لو فرض الاتيان بها تكون شبيهة بايات الاضطرار التي لا ينفع الامام معها ويصير شهادة. وايمان الشهادة ليس نافعا ايمان الشهادة ليس نافعا وانما الايمان النافع المجزئ هو ايمان الغيب قال وانما الايمان النافع هو الايمان بالغيب. فكما ان كما انه المنفرد بالحكم بين العباد في اديانهم وحقوقهم وانه لا حكم الا حكم وان من قال ينبغي او يجب ان يكون الحكم كذا وكذا فهو مجترع على الله متوثب على حرمات الله واحكامه فكذلك براهين احكامه لا يتولاها الا هو فمن اقترح شيئا من عنده فقد ادعى مشاركة الله في حكمه ومنازعته في الطريق في الطرق التي يهدي ويرشد بها عبادة قال الله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله ان يكرمنا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا صراطه المستقيم وان يصلح لنا شأننا كله. وان يتم لنا شهرنا بغفرانه والعتق من نيرانه وان يوفقنا لسديد الاعمال وصالح الاعمال لسديد الاقوال وصالح الاعمال وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه جل وعلا غفور رحيم جواد كريم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا. غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك